أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
26754 50017

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-31-2011, 08:50 PM
المعيصفي المعيصفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 112
افتراضي السحر والمس والعين بين هدي السنة وعقول البشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .

أما بعد :

فعقب اطلاعي على عددٍ مما ينشر في منتديات الرقية الشرعية من مواضيع تتناول مسائل السحر والمس والعين وعلاجها وجدت أن معظم ما يتم كتابته أو نشره مخالفٌ لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولِما وضعه علماء الأمة من ضوابط وشروط للتعامل مع هكذا مسائل مستندين في ذلك إلى أدلة الكتاب والسنة كونها من المسائل التي تتلقى من قبل الشرع ؛ لأن معظمها يحصل إما :
1 : بفعل الجن وهم عالم غيبي لا ينبغي لأحد أن يدعي أنه يستطيع دفعهم أو التخلص من شرهم وما يؤثرون به على الإنسي من غير أن تكون الطريقة لدفعهم مأخوذة عن طريق الوحي ( الكتاب والسنة ) .
2 : ما يصنعه السحرة من أمور خفية دون استخدام الجن تؤثر في الإنسان .
3 : ومنها كالعين يحصل بأمور خفية لا يعلمها إلا الله ، ومن ثم فإن علاجها لا يكون إلا بما ثبت شرعا أنه ينفع في ذلك .

وبعد دراستي لأدلة الشرع والاطلاع على أقوال علماء الأمة في هذه المسائل تبين ما يلي :
1 : إن أغلب من يكتب ( خصوصا في المنتديات ) في تأصيل هذه المسائل لا يستند إلى أدلة الكتاب والسنة بل إلى عقله العاجز عن إدراك الغيب وما استأثر الله بعلمه من الأسباب التفصيلية لحصول هذه الأمراض .
فنراهم يقولون: أن الجني يفعل كذا ويفعل كذا ويدخل في هذا الجزء من جسم الإنسان فيفعل كذا وكذا .
وغيرها من الأقوال التي هي من القول على الله بغير علم بل هي من ادعاء علم الغيب من حيث لا يشعرون .
2 : وبالنظر لكون هذه الأمراض هي بفعل الجن وهو عالم غيبي أو بفعل أمور خفية لا يعلمها إلا الله علام الغيوب كالعين :
فيجب أن تكون طرق العلاج مأخوذة ممن عنده مفاتح الغيب وممن قدَّر هذه الأمراض ذات الأسباب الخفية .
3 : وليعلم كل المسلمين أن الشرع العظيم لم يترك بيان هذه المسائل من حيث الأسباب وطرق العلاج بل بيّن كل ذلك أوضح بيان لمن أراد أن يأخذ علمه وما يتيقن أنه ينفعه ولا يضره من طرق العلاج من الكتاب والسنة والاستغناء عما سواهما من البدع والضلالات والتخرصات وألاعيب المشعوذين التي تضره ولا تنفعه .
أو عن ما يصنعه البشر ( الرقاة والمعالجون ) استنادا إلى تجاربهم وما يتوصلون إليه من خلال عقولهم .
ففي هدي النبي صلى الله عليه وسلم من طرق العلاج الكفاية والغُنية لكل ما قد يتعرض له المسلم من هذه الأمراض .
فالحل الأمثل والأسلم والأوثق للرقاة والمعالجين ولمن يريد أن ينفع المسلمين ويعالج ما بهم من هكذا أمراض هو حفظ ما ورد عن طريق الشرع من الكتاب والسنة الصحيحة من طرق للوقاية أو للعلاج من هكذا أمراض .
وله بفعله هذا أجران ؛ أجر اتباع الشرع، وأجر نفع المسلمين .

4 : إن ما يقدمه معظم الرقاة أو المعالجين للسحر والمس والعين من طرق للعلاج هي طرق لم تدل عليها أدلة الكتاب والسنة وليس لها مستند من الشرع من أنها تنفع في علاج هكذا أمراض أسبابها خفية أو شيطانية .
بل هي من نسج خيالات وتجارب الإنسان الذي لا يمكن أن يدرك ويتحقق من نفع أي طريقة كانت لم تؤخذ من الشرع مهما زينها للناس وحشاها من كلمات يستميل بها العامة ومن هم بحاجة لدفع الضر عن أنفسهم وقد يلجئون إلى أي طريقة يظنون أنها قد تنفع لجهلهم ولقلة توكلهم على الله سبحانه .

5 : وتبين لي أيضا أمرٌ مهمٌّ ألا وهو عدم تفريق معظم الرقاة والمعالجين بين علاج السحر والمس والعين وعلاج باقي الأمراض التي تصيب البدن بأسباب وعلل عضوية .
فيحتج أحدهم بأحاديث الحث على التداوي بالأدوية المباحة والتي يستعملها الأطباء لعلاج المرضى ذوي الأمراض العضوية .
ومثال ذلك الصرع . فهو نوعان منه ما يكون بسبب المس ومنه ما يكون بسبب خلل أو تلف في الدماغ فهل يقول عاقل بأن طريقة طرد الجن من بدن الممسوس بالرقي والأدعية المأثورة هي نفسها في إصلاح تلف أو خلل في الدماغ .
نعم الرقية الشرعية تنفع لكل الأمراض روحية وعضوية ولكننا نتعامل مع الأمراض ضمن الأسباب الطبيعية التي جرت عليها العادة .
فهل يَرْقي نفسَه مسلمٌ وُلد من غير ساق أو بُترت ساقة ودفنت رجاء أن يحصل على ساق ؟!

لذا نجد أن العلماء المحققين من أهل السنة والجماعة يعتقدون أن علاج هذه الأمراض هو في الرقى من القرآن والسنة والتوجه إلى الله بالدعاء وحسن التوكل على الله والتحصن بالعقيدة الصحيحة
ومنها قول العلامة ابن القيم رحمه الله والذي نقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري ج10/ص235
حيث قال :
قال ابن القيم: من أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النُّشرة مقاومة السحر الذي هو من تأثيرات الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر والدعاء والقراءة . فالقلب إذا كان ممتلئا من الله معمورا بذكره وله وِرْدٌ من الذكر والدعاء والتوجه لا يخل به كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له .
قال: وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة ولهذا غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال لأن الأرواح الخبيثة إنما تنشط على أرواح تلقاها مستعدة لما يناسبها. انتهى -ملخصا- .
ونقل ابن حجر أيضا كلاما لابن التين رحمه الله تعالى حيث قال
في فتح الباري ج10/ص196
وقال ابن التين : الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني وتلك الرقى المنهي عنها .

6 : وأسأل الرقاة والمعالجين: لماذا تجتهدون وتتفنون في وصف طرق للعلاج ما أنزل الله بها من سلطان ولا تستعملون ما ورد عن طريق الشرع من طرق للوقاية أو العلاج ؟
فهل ترون أن ما وردنا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم غير كاف
لعلاج هذه الأمراض ؟
أم ترون أنها غير مؤثرة ولا تنفع وما تخترعونه ينفع ويؤثر ؟

كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم عندما تعرض للسحر ؟
عن عائشة ، قالت ( سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يهوديٌّ من يهود بني زريق - يقال له : لبيد بن الأعصم -، قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء ، وما يفعله ، حتى إذا كان ذات يوم ، أو ذات ليلة ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم دعا ، ثم دعا، ثم قال : " يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي ، أوالذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال :لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مُشط ومُشاطة ، قال : وجُفّ طلعةٍ ذكرٍ ،قال : فأين هو ؟ قال : في بئر ذي أروان " قالت : فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ، ثم قال : " يا عائشة والله لكأن ماءها نُقاعة الحِنّاء ، ولكأن نخلها رءوس الشياطين " قالت: فقلت : يا رسول الله أفلا أحرقته؟ قال : " لا أما أنا فقد عافاني الله ، وكرهت أن أثير على الناس شرا ، فأمرت بها فدفنت ) [ متفق عليه ]
قال الحافظ ابن حجر : سلك النبي صلى الله عليه وسلم
في هذه القصة مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه .
ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يُضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي .
ثم إلى الدعاء وكل من المقامين غاية في الكمال .

وقال أيضا : ويحتمل أن يكون من التخيل أي كان السحر أضره في بدنه لا في عقله وفهمه بحيث أنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم
وقال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك
[ فتح الباري ج10/ص228 ]

قلت : ألم يكن حينها مسك أسود وأبيض وماء ورد وزيت زيتون والعسل
وغيرها من الأعشاب التي يستعملها المعالجون اليوم ؟!
ألم تكن الحجامة من طرق العلاج التي استعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلاج الأمراض البدنية فلم لم يستعملها لعلاج السحر ؟!
ولِم لمْ يستعمل كل ذلك حينما أصيب الصحابي سهل بن حنيف رضي الله عنه بالعين ؟
بل أرشد العائن إلى التبريك إن رأى شيئا يعجبه . وأن يغتسل فيصب ماء غسله على المعيون .

هل كانت هذه الطريقة لعلاج العين معروفة عند العرب أو المسلمين قبل أن يرشدهم إليها مبلِّغُ الوحي صلوات ربي وسلامه عليه ؟!
أم أنها طريقة ربانية علمها لنا رسول رب العالمين للوقاية من مرض سببه خفي ولعلاجه أيضا ؟!
فلم لا نُعلّم الناس عند إصابتهم بالعين هذه الطريقة ولا نزيد عليها ؟!
ونُعلّمهم أن الرقية الشرعية المأثورة تنفع أيضا للعين؟!
وإن علِمنا طريقة أخرى جاءت عن طريق الوحي أرشدنا الناس إليها أيضا .
فلنا أجر التبليغ ونشر السنة وأجر نفع المسلمين .
وفي ختام هذه الكلمات أذكّر إخواني الرقاة والمعالجين بتقوى الله والخوف على أنفسهم يوم يُعرضون على الله حفاة عراة فمن اتبع هدي النبي وتعلمه وعلمه وعمل به نجا . ومن فعل غير ذلك فلا يلوم إلا نفسه ويومها لا تنفع توبة ولا ندم .
وللكلام بقية إن شاء الله تعالى
والله أعلم .

المعيصفي
26/7/2011
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-31-2011, 09:09 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي


تنبيهات لطيفة-أخي-...
بارك الله فيك ، ونفعك ، ونفع بك...
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-31-2011, 09:24 PM
المعيصفي المعيصفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 112
افتراضي

جزى الله الشيخ المحدث علي الحلبي على تعليقه الطيب والقيم على مقالي .
وأسأل الله أن ينفعني به والمسلمين .
وأن يُنسأ له في عمره بخير .
ويزيده من فضله ومنّه وكرمه .
بارك الله فيك شيخي الفاضل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-31-2011, 09:51 PM
ابو العبدين البصري ابو العبدين البصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 2,253
افتراضي

جزاك الله خيراً أخي.
وسؤالي في بحثك اللطيف هذا كما اشار شيخنا حفظه الله.
تخاطب فيه الرقاة!
فهل هذا الفعل مشروع ؟
وهل عرف من السلف من كان مختصا بالرقية؟
__________________
قال الشاطبي _رحمه الله تعالى_ :" قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهّال أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدْلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة ، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها".
الاعتصام للشاطبي (1_494).

قلت:رحم الله الشاطبي والغزالي لو رأى حالنا اليوم كم نفرنا اناسا عن الحق وسددنا الطريق على العلماء الناصحين الربانيين؟!
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-31-2011, 10:16 PM
almojahed almojahed غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 34
افتراضي

مقال رائع بارك الله فيك و أعتذر ان جاء تعليقي بعد تعليق شيخنا و لكنه من باب إظهار الإعجاب على الموضوع و الامتنان لصاحبه
__________________
قال ابن القيم رحمه الله
العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-01-2012, 10:41 AM
المعيصفي المعيصفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 112
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العبدين البصري مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيراً أخي.
وسؤالي في بحثك اللطيف هذا كما اشار شيخنا حفظه الله.
تخاطب فيه الرقاة!
فهل هذا الفعل مشروع ؟
وهل عرف من السلف من كان مختصا بالرقية؟
جزيت مثله أخي الكريم

وأما الجواب على سؤالك فإن كنت تعني بالفعل المشروع مخاطبتي لهم باسم الرقاة فهو من باب الأمر الواقع .

وليس من باب الإقرار بمشروعية اتخاذ رقية الغير مهنة أو صفة يعرف بها المسلم .
فواقع الحال أصبح معروفا من أن هناك فئة من المسلمين اتخذت من رقية المريض مهنة أو صفة تتميز بها . وأنا أخاطبهم بما وصفوا به أنفسهم وبما يعرفهم الناس به من باب تحديد الجهة المعنية بالخطاب .
وأما إن كنت تعني مشروعية هذه المهنة أو الصفة فالجواب هو
ما قاله العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى :
(( لا يجوز لمسلم أن يزيد على الرقية في معاجلة الإنسي الذي صرعه الجني، يقرأ عليه ما شاء من كتاب الله ومن أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وكفى .
أما الزيادة على ذلك بعضهم يستعملون بخور وبعضهم يستعملون الزيت وهذه أشياء أشياء عجيبة جداً،
هذا كله توهيم على الناس ومحاولة الانفراد بهذه المهنة عن كل الناس؛
لأنه لو بقيت القضية على تلاوة آيات كل واحد يستطيع أن يقرأ بعض الآيات وإذا بالجني يخرج،:
لا.
بدنا أن نحيطه بشيء من التمويه والسرية -زعموا- حتى تكون مخصصة في طائفة دون طائفة.
))
. سؤال 6شريط 678
وأما هل عرف من السلف من كان مختصا بالرقية؟
فخير السلف هم الصحابة رضي الله عنهم ولا أعلم أن صحابيا كان يجلس في بيته أو يفتح دكانا أو يجلس في موضع معين ويقول أنا فلان الراقي بالقرآن .
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
أما القوم اليوم فمنهم من اتخذ من بيته عيادة تزار وتقصد لطلب الرقية .
ومنهم من فتح المكاتب والعيادات الخاصة وبث الإعلانات في كل وسائل الإعلان الممكنة .
ومنهم من فتح موقعا على الشبكة فهنا منتدى ... للرقية الشرعية وهناك منتدى الشيخ الراقي ... للعلاج بالقرآن .
وفي هذا المقام أود أن أذكر محذورين شرعيين في هذه الأفعال على سبيل المثال لا الحصر .
أولهما :
أن الرقية ( بشروطها ) كلام يستعمل كسبب للشفاء من الأمراض .

وهي من الدعاء . فتصدر المسلم لمهنة الرقية هو تزكية للنفس وكأنه يقول للمرضى اقصدوني فأنا مستجاب الدعاء أو أنا مظنة لاستجابة الدعاء من الله تعالى .
ثانيهما :
معلوم أن الاسترقاء وهو طلب المريض الرقية لنفسه من الغير . مكروه في الشرع .

وفتح العيادات وصفحات المنتديات ودعوة الناس لطلب الرقية منهم هو دعوة الناس إلى الاسترقاء وهو دعوة لارتكاب المكروه .
شكر الله لك أخي وبارك فيك


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-01-2012, 01:59 PM
ابو العبدين البصري ابو العبدين البصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 2,253
افتراضي

أثلجت صدري بهذه الأجابة البديعة كأصلها وأنا سألتك وظني هو هذا الجواب منك كي تعم الفائدة بهذا المقال البديع أخي الحبيب.
جزاك الله خيراً وزادك من فضله.
وبالمناسبة من وجهة نظري أن سبب اتجاه كثير من الشباب لرقية هو ثقل طلب العلم الشرعي عليهم وغالب المتصدرين لهذا الامر بضاعتهم من العلم الشرعي مزجاة ويقعون في مخالفات كثيرة أذكر منها أنه بعض الشباب ضرب أمرأة على ظهرها فأدى بها إلى أن أحيلت للمشفى!
وبعضهم كان يستخدم أله فيها توليد كهرباء!!! (ينتل)بها الممسوس فلما أنكرت عليه قال الألم للجني!
وهؤلاء شباب سلفي ! فما الظن بمن غيرهم ؟ ممن لا يتقيدون بالطرق الشرعية.
أضف الى ذلك ما ذكرت حفظك الله أن تصدر الراقي للرقية فيها أيهام أنه اتقى من غيره ففيها تزكية خفية للنفس هذا مع أني إذا رأيت أحد العامة يقصد راقي وإن كان من أهل السنة ارشده للعودة والقرأة على نفسه أو على مريضه إذ لا فرق بينك وبينه.
وهنا تذكرت و انا أكتب المشاركة أني في يوم كنت جالس قرب أحد الأخوة (الرقاة) وهو يرقي أحد الممسوسين فقال: له في أثناء الرقية تخاف مني أكثر أو من فلان!!!
واينا أكثر تأثيراً فأجابه الممسوس أو الجن طبعاً أنت فتبسم الأخ فرحاً!
فقات له قد غلبك صاحبك حيث أدخلك في محاذير...
__________________
قال الشاطبي _رحمه الله تعالى_ :" قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهّال أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدْلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة ، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها".
الاعتصام للشاطبي (1_494).

قلت:رحم الله الشاطبي والغزالي لو رأى حالنا اليوم كم نفرنا اناسا عن الحق وسددنا الطريق على العلماء الناصحين الربانيين؟!
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-01-2012, 02:30 PM
ابو نمارق ابو نمارق غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 14
افتراضي

جزاك الله خيرا على ما قدمت ونفع الله بك موضوع مهم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-18-2012, 11:24 AM
المعيصفي المعيصفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 112
افتراضي

جزى الله خيرا أخوي الكريمين المجاهد وأبا نمارق
وشكرا على التعليق الطيب
وأدعوهما وكل مسلم غيور أن يؤدوا ما عليهم من أمانة نشر السنة ومحاربة البدعة في مسائل الرقية والتعامل مع الجن لأن مخالفة السنة في ذلك يؤدي بلا شك إلى جعل الباب مشرعا لمن يريد أن يفسد على المسلمين عقيدتهم باسم السلفية وباسم أهل السنة والجماعة وهم في حقيقتهم مشعوذون ودجالون .
أو جهلة مقلدون لم يعلموا الحق في هذه المسائل فقد يكون هؤلاء معذورين .
أو مقلدون علموا الحق ولكنهم قدموا أقوال الرجال على سنة النبي عليه الصلاة والسلام لسبب دنيوي ومنه اتخاذ الرقية أو علاج الأمراض المعنوية بالأعشاب مهنة لجمع المال والشهرة ونحوها .
وهذا الصنف الأخير هو الأكثر والغالب في من يدعي أنه من المتمسكين بسنة سيد المرسلين وهو في الحقيقة أول التاركين لما فعله النبي عليه الصلاة والسلام وأول الفاعلين لما تركه النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الأمور .
أيها الأخوة .
إن أخطر الخطر على الإسلام هو ما كان من البدع باسم الإسلام وما هو من الإسلام .
لأن المسلم
مهما كان علمه بسيطا ولكنه علم أن الحق في اتباع منهج أهل السنة والجماعة وأن هناك مناهجا منحرفة كالرافضة والصوفية ونحوهما فإنه لا يأخذ دينه من هؤلاء ولا يسمع لهم ولا ينظر في أقوالهم ليتعلم منها .
أما من يرفع شعار أهل السنة والجماعة ثم هو ينشر البدع والخرافات فهذا لا يحترز منه الكثير من المسلمين حسنا بالظن به وبما رفعه من شعار وما ادعاه من دعوى .
وفق الله الجميع للإنتباه لخطر هؤلاء فلقد استشرى شرهم في كل مكان واتخذ بعضهم من المساجد وما يتقلدوه فيها من مناصب ( إمام وخطيب أو مؤذن ) وسيلة لترغيب وتطمين الناس بهم ومنهم .
أيها الأخوة .
هذه الدعوة تحتاج إلى دعاة ليبينوا السنة ويحاربوا البدعة .
وأنا أرى أن إخواني طلبة العلم لم يعطوا هذه الأمور حقها من التأصيل فضلا عن التفصيل .




رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-20-2012, 09:18 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

بارك الله فيك أخانا الفاضل المعيصفي على هذا البحث الطيب، والفوائد النافعة المباركة إن شاء الله.
ولكن كأني فهمت من كلامك أنك لا ترى جواز الرقية بالعموم إلا بما دل عليه الكتاب والسنة، وما خرج عنهما فهو بدعا من القول والفعل.
ولا يخفى عليك حديث عوف بن مالك الأشجعي عند مسلم وغيره،
قال: (كنا نرقي فى الجاهليةِ، فقلنا: يا رسولَ الله كيف ترى فى ذلك؟
فقال: « اعرضوا على رُقاكم؛ لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ».

وحديث جابر -رضي الله عنه- قال: نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرُّقى، فجاء آلُ عمرِو بنِ حزم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسولَ الله إنه كانت عندنا رُقيةٌ نَرقي بها من العقربِ، وإنك نهيت عن الرُّقى.
قال: فعرضوها عليه. فقال: « ما أرى بأسا؛ من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينْفَعْه ».
ألا يفيد هذا الحديث عموم جواز الرقيا بما كان مجربا نفعه وتأثيره، بشرط عدم المحظور الشرعي فيها.
ومن التجارب في هذا الأمر ما جاء في كتب وهب بن منبه من علاج السحر بدق سبع ورقات من السدر، ثم يضربه بالماء، ويقرأ عليه آية الكرسي والقواقل، ثم يحتسي منه ثلاث حسيات، ويغتسل بالباقي. وقد أقر هذه الطريقة كثير من أهل العلم قديما وحديثا، ومنهم الشيخ ابن باز -رحمه الله-. ولولا أن مثل هذه الطريقة مجربة ونافعة لما أقرها من جربها من أهل العلم.
ومن ذلك ما ذكر ابن القيم عن نفسه عند سقم وهو في مكة فقال:
فكنت أتعالج بها - أي الفاتحة- آخذ شربةً من ماءِ زمزمَ وأقرؤُها عليها مِراراً، ثم أشربه فوجدتُ بذلك البرءَ التامَّ، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع .
ولم يرد في السنة قراءة القرآن على الماء وشربه.
قال ابن عثيمين - رحمه الله-:



وأما كتابة القرآن بالأوراق ثم توضع في الماء ويشرب الماء، أو على إناء ثم يوضع فيه الماء ويرج فيه ثم يشرب، أو النفث في الماء بالقرآن ثم يشرب، فهذا لا أعلم فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه كان من عمل السلف، وهو أمر مجرب، وحينئذ نقول: لا بأس به- أي: لا بأس أن يصنع هذا للمرضى لينتفعوا به.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.