أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
79154 73758

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2011, 10:21 PM
عبدالله اليازوري السلفي عبدالله اليازوري السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الاردن
المشاركات: 398
افتراضي هل من مشمر لهذا الموضوع

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين:
أما بعد:
فكثيرا ما نسمع ونرى من قصص قلة الحياء عند بعض النساء والبنات الشابات خصوصا وهذه للأسف ظاهرة انتشرت كثيرا في بلاد المسلمين وخصوصا في بلادنا لما اشاهده في الواقع ومن خلال تعاملي في العمل ببعض النساء.
وسنحت في بالي فكرة عمل مطوية خاصة عن الحياء وعن فضله في الكتاب والسنة وتخصيص حياء المرأة بالذات وعن اضرار قلة الحياء والعلاج الصحيح لهذه الظاهرة.
فيا ليت من مشمر لهذه الفكرة من طلبة العلم في جمع مادة فيها ترغيب وترهيب عن هذا الموضوع وجزى الله خيرا كل من يساهم في هذا الموضوع.
__________________
لاتظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه الى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعوا عليك وعين الله لم تنم

رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-08-2011, 05:33 AM
ابو ادم ابو ادم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: رام الله -فلسطين
المشاركات: 525
افتراضي

علم الصالحون الأول والصالحات قيمة الحياء فكانت لهم معه تلك الأعاجيب تقول عائشة -رضي الله عنها-: (كنت أدخل البيت الذي دُفن فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متخففة من الثياب وأقول إنما هو زوجي وأبي, فلما دُفن عُمر بجوارهما تقول: والله ما دخلت إلا مستترة مشدودة على ثيابي حياءً من عُمر), وعُمر يومئذ تحت التراب دفيناً, فيا لله العجب.
إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام؛ كما في الحديث: "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء". فالحياء دليل على الخير، وهو المخُبْر عن السلامة، والمجير من الذم.
قال وهب بن منبه: الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء.
وقيل أيضًا: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
حياؤك فاحفظه عليك فإنما.. ... ..يدلُّ على فضل الكريم حياؤه
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حيـاؤه.. ... ..ولا خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه
ونظرًا لما للحياء من مزايا وفضائل؛ فقد أمر الشرع بالتخلق به وحث عليه، بل جعله من الإيمان، ففي الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".
وفي الحديث أيضًا: "الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر".
والسر في كون الحياء من الإيمان: أن كلاًّ منهما داعٍ إلى الخير مقرب منه، صارف عن الشر مبعدٌ عنه، وصدق القائل:
وربَّ قبيحةٍ ما حال بيني.. ... ..وبين ركوبها إلا الحياءُ
وإذا رأيت في الناس جرأةً وبذاءةً وفحشًا، فاعلم أن من أعظم أسبابه فقدان الحياء، قال صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".
أنواع الحياء:
قسم بعضهم الحياء إلى أنواع، ومنها:
1- الحياء من الله.
2- الحياء من الملائكة.
3- الحياء من الناس.
4- الحياء من النفس.
أولاً: الحياء من الله:
حين يستقر في نفس العبد أن الله يراه، وأنه سبحانه معه في كل حين، فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا في فريضة، أو مرتكبًا لمعصية.. قال الله عز وجل: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)[العلق:14]. وقال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق:16].
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اطلاعه على أحوال عباده، وأنه رقيب عليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء. فقالوا: يا رسول الله! إنا نستحي. قال: ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء".
خلا رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب. قالت: فأين مكوكبها؟(تعني أين خالقها)
ولله در القائل:
وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يـراني
ثانيًا: الحياء من الملائكة:
قال بعض الصحابة: إن معكم مَن لا يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم.
وقد نبه سبحانه على هذا المعنى بقوله: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار:10- 12].
قال ابن القيم رحمه الله:[ أي استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام، وأكرموهم، وأجلُّوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو مثلكم، والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه، وإن كان قد يعمل مثل عمله، فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين؟! ]
وكان أحدهم إذا خلا يقول: أهلاً بملائكة ربي.. لا أعدمكم اليوم خيرًا، خذوا على بركة الله.. ثم يذكر الله.
ثالثًا: الحياء من الناس:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
وقال مجاهد: لو أن المسلم لم يصب من أخيه إلا أن حياءه منه يمنعه من المعاصي لكفاه.
وقد نصب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحياء حكمًا على أفعال المرء وجعله ضابطًا وميزانًا، فقال: "ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت".
رابعًا: الاستحياء من النفس:
من استحيا من الناس ولم يستحِ من نفسه، فنفسه أخس عنده من غيره، فحق الإنسان إذا هم بقبيح أن يتصور أحدًا من نفسه كأنه يراه، ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن السريرة.
إنَّ الحياء صفة من صفات الله رب العالمين ، والملائكة والمرسلين ، وصالح المؤمنين ، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه بذلك فقال ((إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم ، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين )) سنن أبي داود ، والترمذي ، وابن ماجه ،

والحياء : خلق حميد يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق . شرح النووي على صحيح مسلم : 2/6

وللحياء فضائل عديدة ، دلت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم عليها ، فمن ذلك :
أنه خيرٌ كلُّه ، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الحياء لا يأتي إلا بخير )) ((أخرجاه في الصحيحين ))
وقال : ((الحياء كله خير )) ((صحيح مسلم ))
وهو من الأخلاق التي يحبها الله ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر والحياء )) ((سنن أبي داود والنسائي )).

ولكل دين خلق وخلق الإسلام ((((الحياء

إن حياء المرأة المسلمة هو رأسمالها فيه عزها ، وبه تحفظ كرامتها، وشرف أهلها، وليس هناك زوجة صالحة لا يزين الحياء خلقها.
حياء في كل شيء .. في الملبس ، في الحركة والكلام ، في المعاملة والسلوك ، وحياء المرأةالمسلمة يجعلها أكثر التزاما بزيها الإسلامي حجابا أو نقابا ، ولا ترتدي شفافا ولا مجسدا، ولا ما يشبه لباس الرجل، ولا ثياب الشهرة، ولا الثياب المعطرة أو المثيرة، وكيف لا تفعل ذلك كله وهو فرض عليها تأثم بعدم فعله، وقد أمر الله به في كتابه:
(وليضربن بخمرهن على جيوبهن) [النور:31]،

وكيف تكون المتبرجة صالحة، وهي تعرض مفاتنها لكل عين تراها .


فأي حياء لمثل هذه ، والرسول يقول :
"الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر"

فالمؤمنة الصالحة تعلم قول نبيها صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه :
"النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه . "

هذا وإن إرسال الطرف هنا وهناك لا يجلب إلا شرا، ولا يأتي معه خير.

كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر فالنظرة بذرة لكل الشرور ومدخل إليها وباب من أبواب دخول الشيطان.

وكنت متى أرسلت طرفك رائدا** لقلبك دوما أتعبتك المناظـــــــر
رأيت الذي لا كلـــــــه أنت قادر** عليه ولا عن بعضه أنت صابر

وقد قال صلى الله عليه وسلم لأم سلمة وميمونة رضي الله عنهما ....
أوعمياوان أنتما؟
أولستما تبصرانه؟
وما كانتا تنظران إلا إلى عبد الله بن أم مكتوم الكفيف،

وحياء الصالحة ينطق به سلوكها وحركتها و مشيتها.كأن مشيتها من بيت جارتها مشي الحمام لا كد يعاب ولا بطء به بأس ...

فيا كل مسلمة كوني كيانا من الحياء، أنت الحياء، والحياء أنت، ونعم الحياء حياء صاحبتي موسى فهو حياء منعهما من الاختلاط بالناس، ومزاحمتهم عند ماء مدين :

لا نسقي حتى يصدر الرعاء
__________________
[SIZE="5"]من روائع أقوال العلامة المحدث علي الحلبي :
(( يا إِخواني! إذا دَخَلْنا في العِلمِ؛ فَلْنَعرِف أدَبَ العِلم، وأدبَ أهلِ العِلمِ، وأخلاقَ أهلِ العِلم؛ حتى نَكونَ على سَوِيَّةٍ مِن أمرِنا، وعَلى بيِّنةٍ مِن شأنِنا.
أمَّا أنْ نأخُذَ مِن هُنا شيئًا، ومِن هُنا شيئًا، ومِن هُنا شيئًا، ثم نظنُّ أنَّنا أصبَحنا طَلبةَ عِلمٍ -دُونَما أدَبٍ، ودونَما التَّخلُّقِ بِأخلاقِ أهلِ العِلمِ-؛ فَلا و(ألفُ) لا )).

[من "اللقاء الرابع" في غرفة القرآن الكريم، الدقيقة: (47:45)].[/SIZE]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-08-2011, 01:29 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
Arrow

التبرج وخطره
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد، فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال، وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءها، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة، ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد.
فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا على أيدي سفهائكم، وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن، وألزموهن التحجب والتستر، واحذروا غضب الله سبحانه، وعظيم عقوبته، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)).
وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[1].
وفي المسند وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ثم قال: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم))، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).
وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت، وحذر من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا لهن من أسباب الفتنة.
فقال سبحانه وتعالى: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية[2].
نهى سبحانه في هذه الآية نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين، وهن من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وهو تليين القول وترقيقه، لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا، ويظن أنهن يوافقنه على ذلك، وأمر بلزومهن البيوت، ونهاهن عن تبرج الجاهلية، وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة، وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى، وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة، عصمنا الله وجميع المسلمين من مضلات الفتن. ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية: وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ[3] فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن.
وقال عز وجل: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[4]، فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها، وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة، وأن التحجب طهارة وسلامة.
فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله، وامتثلوا أمر الله، وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة.
وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[5] والجلابيب جمع جلباب هو ما تضعه المرأة على رأسها وبدنها فوق الثياب للتحجب والتستر به، أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة)، وقال محمد بن سيرين: سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ، فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى.. ثم أخبر الله سبحانه أنه غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل النهي والتحذير منه سبحانه.
وقال عز وجل: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[6].
يخبر سبحانه أن القواعد من النساء، وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا، لا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوههن وأيديهن إذا كن غير متبرجات بزينة، فعلم بذلك أن المتبرجة بالزينة ليس لها أن تضع ثوبها عن وجهها ويديها وغير ذلك من زينتها، وأن عليها جناحا في ذلك ولو كانت عجوزا، لأن كل ساقطة لها لاقطة، ولأن التبرج يفضي إلى الفتنة بالمتبرجة ولو كانت عجوزا، فكيف يكون الحال بالشابة والجميلة إذا تبرجت لا شك أن إثمها أعظم، والجناح عليها أشد، والفتنة بها أكبر.
وشرط سبحانه في حق العجوز أن لا تكون ممن يرجو النكاح، وما ذلك- والله أعلم- إلا أن رجاءها النكاح يدعوها إلى التجمّل والتبرج بالزينة طمعا في الأزواج، فنهيت عن وضع ثيابها عن محاسنها صيانة لها ولغيرها من الفتنة، ثم ختم الآية سبحانه بتحريض القواعد على الاستعفاف، وأوضح أنه خير لهن وإن لم يتبرجن، فظهر بذلك فضل التحجب والتستر بالثياب ولو من العجائز، وأنه خير لهن من وضع الثياب، فوجب أن يكون التحجب والاستعفاف عن إظهار الزينة خيرا للشابات من باب أولى، وأبعد لهن عن أسباب الفتنة.
وقال سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[7].
أمر الله سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وحفظ الفروج، وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك، ولهذا قال سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ[8]، فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في الدنيا والآخرة، نسأل الله العافية من ذلك.
وأخبر عز وجل أنه خبير بما يصنعه الناس، وأنه لا يخفى عليه خافية، وفي ذلك تحذير للمؤمن من ركوب ما حرم الله عليه، والإعراض عما شرع الله له، وتذكير له بأن الله سبحانه يراه ويعلم أفعاله الطيبة وغيرها. كما قال تعالى: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ[9].
وقال تعالى: وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ[10]، فالواجب على العبد أن يحذر ربه، وأن يستحي منه أن يراه على معصيته، أو يفقده من طاعته التي أوجب عليه.
ثم قال سبحانه: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ، فأمر المؤمنات بغض البصر، وحفظ الفرج، كما أمر المؤمنين بذلك صيانة لهن من أسباب الفتنة، وتحريضا لهن على أسباب العفة والسلامة، ثم قال سبحانه: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا، قال ابن مسعود رضي الله عنه: مَا ظَهَرَ مِنْهَا يعني بذلك ما ظهر من اللباس، فإن ذلك معفو عنه، ومراده بذلك رضي الله عنه الملابس التي ليس فيها تبرج وفتنة، وأما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر مَا ظَهَرَ مِنْهَا بالوجه والكفين، فهو محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب، وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع، كما سبق في الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها. ويدل على أن ابن عباس أراد ذلك، ما رواه عنه علي بن أبي طلحة أنه قال : (أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة)، وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم والتحقيق وهو الحق الذي لا ريب فيه.
ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة، وقد تقدم قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ[11]، ولم يستثن شيئا، وهي آية محكمة فوجب الأخذ بها والتعويل عليها، وحمل ما سواها عليها، والحكم فيها عام في نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من نساء المؤمنين، وتقدم من سورة النور ما يرشد إلى ذلك، وهو ما ذكره الله سبحانه في حق القواعد وتحريم وضعهن الثياب إلا بشرطين، أحدهما : كونهن لا يرجون النكاح، والثاني عدم التبرج بالزينة، وسبق الكلام على ذلك. وإن الآية المذكورة حجة ظاهرة، وبرهان قاطع على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة.
ويدل على ذلك أيضا ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك أنها خمرت وجهها لما سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي وقالت: (إنه كان يعرفها قبل الحجاب)، فدل ذلك على أن النساء بعد نزول آية الحجاب لا يعرفن بسبب تخميرهن وجوههن، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج وإبداء المحاسن، فوجب سد الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش.
ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء، وسفرهم بهن من دون محرم. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم)) رواه مسلم في صحيحه. فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا على أيدي نسائكم، وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى ومن تشبه بهم، واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه، عافانا الله وإياكم من شر ذلك.
ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم؛ لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، ورجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس))، وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور، ولبس الرقيق والقصير من الثياب، والميل عن الحق والعفة، وإمالة الناس إلى الفاحشة والباطل، وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم، ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان دخول الجنة، نسأل الله العافية من ذلك.
ومن أعظم الفساد: تشبه الكثير من النساء بنساء الكفار من النصارى وأشباههم في لبس القصير من الثياب، وإبداء الشعور والمحاسن، ومشط الشعور على طريقة أهل الكفر والفسق، ووصل الشعر، ولبس الرءوس الصناعية المسماة (الباروكة). وقال صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم))، ومعلوم ما يترتب على هذا التشبه، وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية من الفساد والفتنة ورقة الدين وقلة الحياء. فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، ومنع النساء منه، والشدة في ذلك، لأن عاقبته وخيمة، وفساده عظيم، ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار، لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له، وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن، فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء.
فاتقوا الله عباد الله، واحذروا ما حرم الله عليكم، وتعاونوا على البر والتقوى. وتواصوا بالحق والصبر عليه، واعلموا أن الله سبحانه سائلكم عن ذلك، ومجازيكم عن أعمالكم، وهو سبحانه مع الصابرين، ومع المتقين والمحسنين. فاصبروا وصابروا واتقوا الله، وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين.
ولا ريب أن الواجب على ولاة الأمور من الأمراء والقضاة والعلماء ورؤساء وأعضاء الهيئات أكبر من الواجب على غيرهم، والخطر عليهم أشد، والفتنة في سكوت من سكت منهم عظيمة، ليس إنكار المنكر خاصا بهم، بل الواجب على جميع المسلمين - ولا سيما أعيانهم وكبارهم وبالأخص أولياء النساء وأزواجهن - إنكار هذا المنكر، والغلظة فيه، والشدة على من تساهل في ذلك، لعل الله سبحانه يرفع عنا ما نزل من البلاء ويهدينا ونساءنا إلى سواء السبيل.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) وأسأل الله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمرنا، ويقمع بهم الفساد، وينصر بهم الحق، ويصلح لهم البطانة، وأن يوفقنا وإياكم وإياهم وسائر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد، في المعاش والمعاد، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
[1] سورة المائدة، الآيتان 78-79.

[2] سورة الأحزاب الآيتان 32-33.

[3] سورة الأحزاب من الآية 33.

[4] سورة الأحزاب الآية 53.

[5] سورة الأحزاب الآية 59.

[6] سورة النور الآية 60.

[7] سورة النور الآيتان 30-31.

[8] سورة النور الآية 30.

[9] سورة غافر الآية 19.

[10] سورة يونس الآية 61.

[11] سورة الأحزاب من الآية 53.


http://www.binbaz.org.sa/mat/8742

__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-08-2011, 03:17 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
Arrow

الحياء وفضله
الحياء وفضله لأم عبد الله بنت الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله.
من كتاب " نصيحتي للنساء "

قال الإمام البخاري (10_523) : حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا زهير ، حدثنا منصور ، عن ربعي ّ بن حراش ، حدثنا أبو مسعود قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: "إن مما أدرك الناس من كلام النّبوة ، إذا لم تستحي فاصنع ماشئت ".
قال ابن رجب في" جامع العلوم " (199) في شرح قوله : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى " لفظه يشير إلى أن هذا مأثور عن الأنبياء المتقدمين وأن الناس تداولوه بينهم وتوارثوه عنهم قرنا بعد قرن ، وهذا يدل : على أن النبوة المتقدمة جاءت بهذا الكلام ، وأنه اشتهر بين الناس حتى وصل إلى أول هذه الأمة .اهـ


الحياء نوعان :
قال ابن رجب : اعلم أن الحياء نوعان مكتسب وغير مكتسب .
الغير المكتسب وهو : ماكان خلُقاً وجبلّة وهومن أجلّ الأخلاق التي يمنحها الله العبد ويجبله عليها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " الحياء لا يأتي إلا بخير "
فإنه يكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق ويحث على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها فهو من خصال الإيمان بهذا الاعتبار.
الحياء المكتسب : وهو ماكان مكتسبا من معرفة الله ، ومعرفة عظمته ، وقربه من عباده واطلاعه عليهم ، وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور ، فهذا من أعلى خصال الإيمان بل هو من أعلى درجات الإحسان.
وقد يتولد الحياء من الله من مطالعة نعمه تعالى ورؤية التقصير في شكرها.
فإذا سلب العبد كلاهما لم يبق له ما يمنعه من ارتكاب القبيح والأخلاق الدنيئة فيصبح كمن لا إيمان له والحياء الممدوح في كلام النبي -صلى الله عليه وسلم -إنما يريد به الخلق الذي يحث على فعل الجميل وترك القبيح.
فأما الضعف والعجز الذي يوجب التقصير في شيئ من حقوق الله أو حقوق عباده فليس هو من الحياء ، فإنما هو ضعف وخوَر وعجز ومهانة والله أعلم .اهـ
قال 'ابن رجب 'في معنى : "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت " في معناها قولان :
الأول : أنه ليس بمعنى الأمر أن يصنع ما شاء ولكنه على معنى الذم والنهي عنه.

الثاني : في معنى "إذا لم تستحي فاصنع ماشئت " أنه أمر بفعل مايشاء على ظاهر أمره وأن المعنى إذا كان الذي يريد فعله ، مما لا يستحي من فعله ، لا من الله ولا من الناس ، لكونه من أفعال الطاعات أو من جميل الأخلاق والآداب المستحسنة فاصنع منه حينئذ ما شئت .
تعريف الحياء : قال النووي : قال العلماء : حقيقة الحياء خُلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
وروينا عن أبي القاسم الجنيد - رحمه الله- قال : الحياء رؤية الآلاء – أي النعم – ورؤية التقصير متولد بينهما حالة تسمى حياء .اهـ من" رياض الصالحين "( 318 ) بتحقيق الأرناءوط.
والحياء صفة من الأخلاق الفاضلة وهو حُلي الإنسان ، وبفقد الحياء يقترف كل شر فتُسفك الدماء وتنتهك الأعراض وترتكب الفواحش ، ولا يحترم الكبير ، ويختلط الرجال بالنساء ، وتخرج المرأة متبرجة ، وتسافر بدون محرم ويُسمع الحق فيُرد.
قال الفضيل بن عياض : خمس من علامات الشقاوة :
القسوة في القلب ، ووجمود العين ، وقلة الحياء ، والرغبة في الدنيا ، وطول الأمل. ( مدارج السالكين )
وقال ابن القيم رحمه -الله تعالى -: في مدارج السالكين :وعلى حسب حياة القلب يكون في قوة خُلق الحياء وقلة الحياء ، من موت القلب والروح ، فكلما كان القلب أحيى كان الحياء أتم .
وقال أيضا : وعلى حسب معرفته بربه يكون حياؤه منه .اهـ
والحياء من الإيمان كما في الصحيحين من حديث ابن عمر- رضي الله عنه- قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء ، حتى كأنه يقول قد أضربك ، فقال له الرسول- صلى الله عليه وسلم -: " دعه فإن الحياء من الإيمان "
وفي' الصحيحين ' من حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه -قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان بضع وستون شعبة ، أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان."
وأخرج الحاكم في "مستدركه "عن ابن عمر ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : "الحياء والإيمان قُرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر "


ودل هذا على أن الحياء والإيمان شيء واحد ، بفقد أحدهما يفقد الآخر.

وروى الترميذي في جامعه عن أبي هريرة -رضي الله عنه -: قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار "

الحديث حسن وهو في الجامع الصحيح( 1/241)
الحياء خلق نتائجه حميدة وآثاره حسنة ، روى البخاري ومسلم من حديث عمران بن حصين -رضي الله عنه -، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : "الحياء لا يأتي إلا بخير "
ويقول ابن حبان في" روضة العقلاء " إذا قوي حياؤه ، قوي كرمه وضعف لؤمه ، وإذا ضعف حياؤه قوي لؤمه وضعف كرمه .اهـ
والحياء يدعو إلى طاعة الله واجتناب نواهيه .
والحياء خصلة حميدة.
يقول الشاعر :

وليس بمنسوب إلى العلم والنهى "" فتىً لا تُرى فيه خلائقُ أربعُ
فواحدةٌ تقوى الإله التي بها "" يُنالُ جَسِيمُ الخَيرِ والفضلُ أَجمعُ
وثانية صدق الحياء فإنه "" طباعٌ عليه ذو المروءة يُطبعُ
وثالثةٌ سِلمٌ إذا الجهل أطلعت "" إليه خبايا من فُجُورٍ تسرَّعُ
ورابعةٌ جُودٌ بمِلكِ يمينه "" إذا نابه الحقُّ الذي ليس يُدفعُ

الحياء له مكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية ،وأيما مكانة ، أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي واقدٍ اللَّيثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفرٍ ، فأقبل إثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد ، قال فوقفا على رسول صلى الله عليه فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها ، وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أُخبركم عن النَّفَرِ الثلاثة : أما أحدهم فأوى إلى الله فأواه الله ، وأمّا الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه ،وأما الآخر فأعرض ، فأعرض الله عنه ُ "
ويدل هذا الحديث على أن الحياء صفة من صفات رب العالمين نثبتها كسائر الصفات : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"[ الشورى: 11 ]
والحياء خلق من أخلاق الملائكة ، كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها ، الحديث بطوله وفيه : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " ألا أستَحِي من رجُلٍ تستحي منه الملائكة " يعني عثمان بن عفان -رضي الله عنه -.
الحياء من سنن الأنبياء والمرسلين ، يقول الله مخاطبا للمؤمنين : (يٰأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ )
وفي "الصحيحين " عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء في خدرها.

الحياء يدعو إلى مراقبة الله عز وجل ، في السر والعلن ، في الليل والنهار .
قال الشاعر :
وإذا خلوت بريبة في ظلمة """ والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها """ إن الذي خلق الظلام يراني
والحياء منه ما يكون بين العبد وربه ، فيترك القبيح حياءً من الله ، ويفعل ما أُمر به حياء من الله.
ومنه ما يكون بين المخلوقين فيترك المعصية حياء من الناس ، وبعض الناس لا هذا ولا ذاك ، وربما يتبجح بالمعصية ، فيُظهرها ، وقد ستره الله ، وهذا الصنف ليس من أهل العافية ، وروى البخاري ومسلم في" صحيحيهما " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " كــــل أمتي معافىً إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه ، فيقول : يا فلان ؟ عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه "
ولنذكر أمثلة تعد من قلة الحياء لتُجتنب :
-أولا : شغل النفس بعيوب الغير ، ومساويهم ، ولقد أحسن من قال:
لعمرك إن في ذنبي لشغلاً """ بنفسي عن ذنوب بني أمية
على ربي حسابهم جميعاً """ إليه علمُ ذلك لا إلَيَّه
وليس بِضَائِرِي ما قد أتَوهُ """ إذا ما الله يغفرُ ما لديهِ .
ثانيا : الإساءة إلى الجيران ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا.)


[النساء:36]

وفي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم -: " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذ جاره " ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "خير الجيران عند الله خيرهم لجاره "- أخرجه الترميذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه برقم (1944)
ثالثا: أن تكون القلوب مكدّرة بالضغائن والشحناء والعداوة والغل والحقد ، لمن لا يستحق ذلك من المسلمين ، ومن دعاء عباد الله الصالحين : " وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "
بل من دعاء أفضل خلق الله نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -: " (( رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا ، لَكَ ذَكَّارًا ، لَكَ رَهَّابًا ، لَكَ مِطْوَاعًا ، لَكَ مُخْبِتًا ، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ، وَسَدِّدْ لِسَانِي ، وَاهْدِ قَلْبِي ، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي )) "
أخرجه أبو داوود برقم (1510) بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه.
والسخيمة : الحقد في النفس كما في" النهاية "
وسبب عدم صفاء القلوب هي المعاصي التي وقع فيها المسلمون ، يقول الله تعالى : " وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"
رابعا : أن تخرج المرأة متبرجة.
خامسا : أن يصرف الفراغ فيما لا يجدي .
سادسا : أن يصرف السمع والبصر واللسان فيما لايحمد عقباه ، من سماع المنكرات كالغيبة والأغاني والنظر إلى التلفاز والدشوش ونحوها ، والكلام السيء البذيء .

هذا وقد انتكست فطر بعض الناس ، فصار يستحي من تلقي العلم الشرعي ، وسؤال أهل الذكر الذين قال الله فيهم : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) [ النحل : 43]

ولا يستحي من اقتراف المنكرات ، وليس هذا من منهاج سلفنا الصالح ، قال الإمام البخاري -رحمه الله - (1/22 رقم (130) : حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن زينب ابنة أم سلمة ، عن أم سلمة قالت جاءت أم سليم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت يارسول الله ، إن الله لا يستحيي من الحق ، فهل على المرأةمن غسل إذا احتلمت ؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: (( إذا رأت الماء )) فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت : يارسول الله ؟ أو تحتلم المرأة ؟؟ قال : (( نعم ، تربت يمينك ،فبم يُشبِهُها ولدها ؟؟ ))


وقالت عائشة -رضي الله عنها -، كما في صحيح مسلم : نِعمَ النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين .

وقال مجاهد رحمه الله : ( لاينال العلم مستحٍ ولا متكبر )
أخرجه البخاري معلقا في كتاب العلم من صحيحه .

وإنه يجب علينا أن نتعلم أسباب وجود الحياء ، كي نكون من المتحليات به في أقوالنا وأفعالنا وسلوكنا وحركاتنا وسكناتنا .
وكي نكون بعيدات عما هو من قلة الحياء ، لاسيما وأن دعاة الشر والضلال يدعون المرأة إلى نزع حيائها ، وحشمتها ، في وسائل الإعلام وغيرها ، قاتلهم الله أنى يؤفكون .
فالحياء يستعمل في موضعه فيستحي من الله فتمتثل أوامره وتجتنب نواهيه .

وأختم هذا الموضوع بقول الشاعر :

إذا قل ماء الوجه قل حياؤه """ ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك وإنما """ يدل على فعل الكريم حياؤه


وقال آخر :

إذا لم تخـشى عاقبـة الليالي """ ولم تستحي فاصنع ما تشـاء
فلا والله ما في العيش خيـر """ ولا الدنيا إذا ذهـب الحيـاء
يعيش المرء ما استحيا بخير """ ويبقى العود ما بقي اللحـاء


انتهى بفضل الله تعالى.

أسأل الله العظيم أن يتقبل عملي هذا كما أسأله الإخلاص.

وكتبته أختكم في الله
أم العبدين الجزائرية .
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-08-2011, 08:08 PM
عبدالله اليازوري السلفي عبدالله اليازوري السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الاردن
المشاركات: 398
افتراضي

جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم
ولكن هل من الممكن ترتيب المواضيع لجعلها في مطوية توزع؟
نرجوا من الأخوة المصممين ان يشاركونا فيها وجزاهم الله خيرا
__________________
لاتظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه الى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعوا عليك وعين الله لم تنم

رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-08-2011, 10:18 PM
ابو العبدين البصري ابو العبدين البصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 2,253
افتراضي السلام عليكم

كيف حالك اخي عبد الله اليازور عساك بخير.
ما شاء الله الأخوة وفوا وكفو ربي يزيدهم
__________________
قال الشاطبي _رحمه الله تعالى_ :" قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهّال أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدْلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة ، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها".
الاعتصام للشاطبي (1_494).

قلت:رحم الله الشاطبي والغزالي لو رأى حالنا اليوم كم نفرنا اناسا عن الحق وسددنا الطريق على العلماء الناصحين الربانيين؟!
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-13-2011, 06:20 PM
عبدالله اليازوري السلفي عبدالله اليازوري السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الاردن
المشاركات: 398
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العبدين البصري مشاهدة المشاركة
كيف حالك اخي عبد الله اليازور عساك بخير.
ما شاء الله الأخوة وفوا وكفو ربي يزيدهم

الحمد لله بخير ونعمة
جزاكم الله خيرا
__________________
لاتظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه الى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعوا عليك وعين الله لم تنم

رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.