أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
60525 73758

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-23-2009, 07:25 AM
عائشة عائشة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 354
افتراضي ترجمة ابن الجوزي ( ت 597 )

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



ترجمـة ابـن الجَـوْزِيِّ (*)


رحمه اللَّه


[ ت 597هـ ]


ـ هو جمالُ الدينِ، أَبو الفرجِ، عبدُ الرحمنِ بنُ عليِّ بنِ محمد بن عليٍّ، القرشِيُّ، البَغْدادِيُّ، المعروفُ بـ (ابنِ الجوزيِّ).

ـ وُلِدَ في (دَرْبِ حبيب) مِن أَعمالِ بغدادَ، سنة (510 هـ).

ـ نشأَ نشأَةً علميةً طيبةً، إِذ توفيَ أَبوهُ ولهُ مِن العلمِ ثلاث سنواتٍ، فتربَّى في أَحضانِ عمَّةٍ لهُ، فأَعْطَتْهُ مِن حِرْصها وعنايَتِها ما جَعَلَهُ مقدَّمًا على أَقرانِه، إذ هي التي أَخَذَتْهُ إلى مسجِدِ الإِمامِ أَبي الفضْلِ محمدِ بنِ ناصرٍ المتوفَّى سنة (550 هـ)، فرعاهُ رعايةً حسنةً، وأَسمَعَهُ الحديث (1).
ولقد كانتْ نشْأَتُهُ نَشْأَةَ تَرَفٍ ماليٍّ؛ كما قالَ عن نفسهِ.

ـ ولقد عانى - بعْدَ ذلكَ - في تحصيلِه للعلمِ (2) الشيءَ الكثيرَ، حتى إِنَّهُ قالَ عن نفسِهِ:
" كنتُ في زَمَنِ الصِّبا آخُذُ معي أَرغفةً يابسةً، فأَخرُجُ في طلبِ الحديثِ، وأَقعُدُ على نهرِ عيسى، فلا أَقدرُ على أَكلِها إلا عندَ الماءِ، فكُلَّما أَكلْتُ لُقمةً؛ شربتُ عليها شَربةً، وعينُ همَّتي لا ترى إلا لذَّةَ تحصيلِ العلمِ "(3).

ـ وكانَ لهُ شيوخٌ كثيرونَ، حتى إِنَّهُ لمَّا أَلَّفَ " مشيخَتَهُ "(4)؛ ذَكَرَ فيها ما يقرُبُ مِن التسعينَ شيخًا.
قالَ ابنُ الجوزيِّ:
" حَمَلَني شيخُنا ابنُ ناصرٍ إِلى الأشياخِ في الصِّغَرِ، وأَسمَعَني العواليَ، وأَثْبَتَ سماعاتي كُلَّها بخطِّهِ، وأَخَذَ لي إِجازاتٍ منهُم، فلمَّا فهمتُ الطَّلَب، كُنتُ أُلازِمُ مِن الشيوخِ أَعْلَمَهُم، وأُوثِرُ مِن أَربابِ النقلِ أَفْهَمَهُم "(5).

ـ وقد كانَ لحُسْنِ توجُّهِ ابنِ الجوزيِّ في طَلَبِ العلمِ وانتقائهِ لفحولِ عُلماءِ عصرهِ الأثرُ الطيِّبُ في توجُّهِ الطَّلَبةِ إِليهِ، يَنْهَلونَ منهُ، ويأْخُذونَ عنهُ.
مِنهُم: الحافظ عبدُ الغنيِّ المَقْدِسيُّ، المتوفى سنة (600 هـ).
ومِنهُم: سِبْطُهُ يوسُفُ بنُ قَزْ أُوْغَلي (6) بنِ عبدالله المتوفى سنة (654 هـ).

ـ أثنى عليهِ العُلماءُ، وذكرهُ بكُلِّ خيرٍ المؤرِّخونَ:
قالَ ابنُ خَلِّكانَ:
" كانَ علاَّمَةَ عصرِهِ، وإمامَ وقتِهِ في الحديثِ، وفي صناعةِ الوعظِ ".
وقالَ الذهبيُّ:
" كانَ مُبَرِّزًا في التفسيرِ والوعظِ والتاريخِ، ولهُ في الحديثِ اطِّلاعٌ تامٌّ على متونِه ".
وقد اشتُهِرَ ابنُ الجوزيِّ بالوعظِ؛ قالَ ابنُ كثيرٍ (7):
" تفرَّدَ ابنُ الجوزيِّ بفنِّ الوعظِ الذي لم يُسبَقْ إليهِ، ولا يُلْحَقُ شَأْوُهُ فيهِ، وفي طريقتهِ، وشَكْلِه، وفي فصاحَتِه، وبلاغتِهِ، وعذوبتِه، وحلاوةِ ترصيعِهِ، ونُفوذِ وَعْظِهِ، وغَوْصِهِ في المعاني البديعةِ، وتقريبهِ الأشياءَ الغريبةَ بما يُشاهَدُ مِن الأمورِ الحِسِّيَّةِ بعبارةٍ وجيزةٍ سريعةِ الفهمِ والإدراكِ، بحيثُ يجمَعُ المعاني الكثيرةَ في الكلمةِ اليسيرةِ ".

ـ وقد كانَ مُضْطَربًا في إثباتِ أَسماءِ اللهِ وصفاتِه؛ كما قالَ ابنُ رجبٍ في " الذيلِ على طبقاتِ الحنابلةِ " ( 1 / 1414)؛ قالَ:
" اشتدَّ إِنكارُ العُلَماءِ عليهِ في ذلك، وكانَ مُضْطَربًا في قضيَّةِ التأْويلِ، رُغمَ سَعَةِ اطِّلاعِهِ على الأحاديثِ في هذا البابِ، فلم يَكُنْ خبيرًا بحلِّ شُبَهِ المُتَكَلِّمينَ ".
لِذا قالَ الإِمامُ الذهبيُّ في " سير أَعلام النبلاء " (21 / 368):
" فَلَيْتَهُ لم يَخُضْ في التَّأْويلِ، ولا خالَفَ إِمامَهُ ".
...
فالله يعفو عنهُ، ويسامِحُهُ.

ـ مؤلَّفاتُه قريبةٌ من نحوِ خمس مئةِ مصنَّفٍ، تتبَّعَها وأَحصاها الأستاذُ عبد الحميد العُلوجي في كتاب مفردٍ طُبعَ في بغداد سنةَ (1965م).
طُبِعَ مِن هذه المؤلَّفاتِ أَكثرَ مِن خمسينَ كتابًا (8)؛ منها:
1- " نواسخُ القرآنِ ".
2- " زادُ المسيرِ في علمِ التفسيرِ ".
3- " ذمّ الهوى ".
4- " تلقيح فهوم أَهل الأثر ".
5- " صفةُ الصفوةِ ".
6- " صيد الخاطِر ".
7- " القُصَّاصُ والمذكِّرونَ ".
8- " المِصْباحُ المضيءُ ".
9- المُنْتَظَم في تاريخِ الملوكِ والأمَم ".
10- " الموضوعات ".
11- " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ".
12- " نُزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر ".
وغيرُها كثيرٌ.

ـ توفِّي في بغداد ليلة الجمعة (12 رمضان / 597 هـ) بين المغربِ والعشاءِ، ودُفنَ قريبًا مِن مدفنِ الإِمامِ أَحمدَ بنِ حنبلٍ.
وكانَ يُنْشِدُ قُبَيْلَ وفاتِه:
يا كَثيرَ العَفْوِ عَمَّنْ .... كَثُرَ الذَّنْبُ لَدَيْهِ
جاءَكَ المُذْنِبُ يَرْجو الصَّفْحَ عنْ جُرْمِ يَدَيْهِ
أَنا ضَيْفٌ وجَزاءُ الضَّيْفِ إِحسـانٌ إِليهِ
رحمهُ الله رحمةً واسعةً، وعفا عنهُ، وغفرَ لهُ.

ـ مصادِرُ ترجمَتِه:
1- " البداية والنهاية " (13 / 28)، ابن كثير.
2- " وَفَيات الأعيان " (2 / 321)، ابن خَلِّكان.
3- " ذيل طبقات الحنابلة " (1 / 399)، ابن رجب.
4- " تذكرة الحفَّاظ " (رقم 1097)، للذهبي.
5- " سير أَعلام النبلاء " (21 / 365)، لهُ.
6- " العِبَر " (4 / 297)، لهُ.
7- " دول الإِسلام " (2 / 79)، لهُ.
8- " المختَصَر المُحتاجُ إليهِ مِن تاريخ ابن الدُّبَيْثي " (2 / 205)، للذهبي.
9- " الكامل " (12 / 171)، لابن الأثير.
10- " مفتاح السعادة " (1 / 107)، لطاش كُبري زاده.
11- " التكملة لوفياتِ النَّقَلَة " (2 / 291)، للمُنذري.
12- " غاية النهاية " (1 / 375)، لابن الجزري.
13- " مرآة الزمان " (8 / 481)، لسِبْطِهِ.
14- " مِرآة الجَنان " (3 / 489)، لليافِعي.
15- " المشيخة " (140)، للنَّعَّال البغدادي.
16- " المختصر في أَخبار البشر " (2 / 118)، لابن الوردي.
وغيرها كثير.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(*) نقلتُها -مع هوامشِها- مِن: " المُنْتَقَى النَّفيس مِن تَلْبيسِ إِبْليسَ "، بقلم فضيلةِ الشَّيخ/ عليِّ بن حسن الحَلَبيِّ - حفظه الله - (ص 19-24).
(1) " صيد الخاطر " (ص446)، ثم ابتدأ بالتقلُّل وهجر المُشْتَهى؛ كما قال في الموضعِ نفسه.
(2) وحكى عن نفسه أنه طالع عشرينَ ألفَ مجلَّدٍ وهو لا يزالُ طالبًا!
(3) " صيد الخاطر " (ص235).
(4) طبعت في دار الغرب الإسلامي، بتحقيق: محمد محفوظ.
(5) " ذيل طبقات الحنابلة " (1 / 401) لابن رجب.
(6) وقد تصحَّف في كثير من المصادر إلى: " فرغلي "!! وهو تصحيف طريف!
(7) " البداية والنهاية " (13 / 28).
(8) انظرها في " ذخائر التراث " (1 / 76-82).
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.