مهلاً أيها (الصّارخ) ... واعرف قدْر مَنْ تنازل...!!

مهلاً أيها (الصّارخ) ... واعرف قدْر مَنْ تنازل...!!

إنّ المتتبعَ لما يحدثُ في السّاحة العِلْميّة –العمليّةِ مِنْها- مِنْ فتنٍ متواليات يتأكّد بأنَّها ساحةٌ تفتقر إلى أدبِ الخِصام ولا أقولُ الخِلاف إذْ هذَا الأخيرُ أصبحَ –عندَ البعضِ- مِنْ جنسِ الأوّل.
ولا تسألني أيّها القارئُ عماّ في ذهْنِي ولَستُ سائلك...
فهذَا الذي صَرخَ مِنْ قلْبِ فِلسطينَ وَأطْلَق عَنان فجورِه ليمْرحَ ويسْرح شمالاً وجنوبًا، شرقًا وغربًا، يُبدّع فاضلاً تلو آخر لم يترك شيئًا يحفظ به ماء وجهِه سوى ما بقيَ لَه مِنْ فضلِ كلامِ النّبوّة الأولى؛ وهو حديثٌ لو صَبرَ القَعنَبيُّ على شيخه –رحمهما الله تعالى- لنالَ مِنْ عِلم الرّواية الخيرَ الكبيرَ والكثيرَ...!
وإنّنا إذْ نُعايشُ هذه الفتنَ أخذْنا على أنفسنا عهدًا بأن نحفظَ كرامةَ العلماءِ والفُضلاء مَهما خالفُونا وَظلَمونا ومهْما أبْعدُونا وبَدّعونا . فمنهجُ سلفِنا الصّالحِ قائمٌ على النّصحِ بالعِلْم والحِلْم والرّحمة وخفض الجناحِ؛ وهو منهجُ أئمّة الدّعوة في هذا الزمان ابن باز وابن العثيمين والألباني رحمهم الله تعالى.
فلا يَتصورُ هَذا الصّارخ –مِنْ أرضِ المحَن- بفعلته هذِه- بِأنّنا فَرِحنا بِه وبِهَا -لِوُقوعها على مَنْ يخالفُنا في منهج الدّعوة وجَرح الدّعاة- فالعلاّمة ربيعٌ بالنسبة إليْنا هو مِنَ العُلماءِ المجاهدين الذِين شابَتْ لِحَاهُم في نشْر العلم والسُّنّة. فلازمٌ علينا –ونحن طلبة حقٍّ- أنْ نحفظَ كرامتَه ومكانتَه كما حَفِظْناها لغيره مِنَ العلماءِ والفضلاءِ مِنْ أمثال علماء الشّام ومصر واليمن والمغرب والجزائر وغيرهم.
وأقولُ -مذكّرًا-: هذا هو محلّ النّزاع الذي بيننا وبين مَنْ يخالفُنا في الرّجال أو في أدَبِ الخلاف مع الرّجال مِنْ أهلِ السّنّة؛ لَكَ –أيها المسترشدُ- أنْ تخالفَ وتخطّئَ ولكنْ ليسَ لك أن تُسْقط وتجرّح وتبدِّع؛ فلا يجوزُ لكَ بأيِّ حالٍ مِنَ الأحْوالِ أن تخرجَ مؤمنًا مِنْ دارِه بغيرِ حقٍّ؛ لا سيما وأنّ مسائل الخلاف جلّها قائمةٌ على الاجتهادِ والعقولُ متفاوتةٌ في قوّة الإدْراك؛ وعلَى مِثْلِ هَذَا ولمثلِ ذَاك أقامَ شيْخُنا الحلبيُّ كتابَه السّلفيَّ.
فهذا الصارخ مِنْ قلبِ الحدَثِ -مِنْ شدّة غلوّه في متابعةِ عثراتِ الرّجالِ معَ غياب الحكْمة- انقلبَ على شيْخِه الفاضل –كما فعلَ -قريبًا- معَ الشيخين العالمين الفاضلين سعد الحصين والفوزان- ليبوحَ بأسرارِ المجالس التي هو بدورِه خبّأَها –في وقتٍ- ليخرجَها في وقتٍ آخرَ بحسبِ ما تمليه عليه مصْلحتُه الشّخصية؛ ولا أقولُ الشّرْعية؛ فأين هذه الشجاعةُ الأدبية التي يدّعيها؟ وأين هذه الأمانة التي يدّعي حملَها؟
ولا يعتقدُ –هذَا المتهوّر الذي ما ارتفع –قبلُ- إلا مِنَ قِبل القائمين على مركزِ الإمامِ الألبانيّ -غفر الله لنا ولهم- ثمّ لمّا عرفوه تركوه وحذّروا منه- فلا يعتقدُ بفعلتِه هاته بأنّه سيَلقى ترحيبًا -منَّا- لزعْمه بأنّه يقول حقًّا قدْ يكون في صالحِ شيْخِنا الحلبيّ... لا واللهِ! فإننا لا ولن نوافقَه ولا غيرَه على استعمالِ طرائقَ دنيّةٍ في معالجةِ الخلافِ السّنّيِّ والمخالفِ مِنْ أهلِ السّنّة.
وإنّنَا إذْ نقولُ هذَا الكلامَ مدَافعين عن فضيلةِ العلاّمةِ ربيعٍ المدخليِّ ليسَ لأنّنا نتودّد إلى شخْصه طمعًا في تزكيةٍ أو خوفًا مِنْ تذْكية، بَلْ لازِلْنا نعارِضُه –حفظه الله- ومَنْ يوافقُه -خاصة أهل الغلوّ منهم ممن لا يزالون يتسترون خلفَه - إيمانًا منّا بأنّ مسائلَ الخلافِ لها ضوابط أصّلها علماؤُنا في كتبهم، وقدْ جمع منها الكثيرَ شيخُنا الحلبيُّ في كتابِه السلفيّ.
وإني أتعجبُ مِنْ هذا الصارخِ وهُو يثور على الشيخِ العلاّمةِ ربيعٍ -أمدّ الله في عمره-مستندًا على نصوصِ العدْلِ ضاربًا الصّفحَ عن نصوصِ الإحسان أثناءِ قيامه -زعْماً- بالعدْل.
حيثُ إنه أخذَ بداية آية (إن الله يأمر بالعدل) وحشَدَ لها مِنْ بطونِ التّفاسير ما يمكّنه من إمرارِ مرادِه. ولستُ أدري لماذا لم يأخذ بالآية كاملةً ليكتمل العملُ وتجتمع المصالح؟
ولستُ أشكُّ بأنّه لوْ أخذَها كاملةً وأخذَ بكمالها لوجدَ أنَّ الله تعالى (يأمر بالعدل والإحسان) ولاكتشفَ بأنّ فعلَه هذا خارجٌ عن الإيمان فضلاً عن أن يكونَ داخلاً في الإحسانِ.
وأخيرًا أقولُ:
إنّ مهزلة –وكيلِ عقر دار المؤمنين!- لها مِنَ الفوائدِ أهمها:
1. ضرورة أن يراجعَ إخوانُنا -الغلاةُ في التبديع- أحكامَهم الجائرةَ في عباد الله تعالى وأنْ يفتحوا صفحةً بيضاءَ ملؤها الرّحمة والصبر على المخالف.
2. كثرةُ هذِه التقلّبات في -إخواننا- وتذبذبِ الأحكام التي تخرج مِنهم -بين الفينة والأخرى- دليلٌ على وجودِ خللٍ في تطبيقِ أصول الاختلاف؛ فحريٌّ بهم أن يراجِعُوها ويترَاجعوا عنها ويعودوا إلى إخوانهم فإنّ صدورَهم وقلوبهم واسعةٌ .
3. أنّ مَا حدثَ الآن –في فلسطين- هو عينُ ماحذَّر منه شيخُنا الحلبيّ وذكره في كتابه، وهو يشاكلُ -أيضًا- حوادثَ حذّر منها -فضيلته- قبلَ سنوات ولا أحدَ منهُم (اقتنع) حتى خرجَت (النّصيحة)؛ فهل كُنّا ننتظر (نصيحةً) أخرى...؟!
نقولُ هذَا ناصحينَ لهم وإلا فنحنُ ماضون خلف علمائِنا وأئمّتنا في محاربة جميع مسائل الغلوّ وأصحابها بالعِلْم والحِلْم.
والحمد لله أوّلاً وآخرًا...

وكتبه
ياسين نزال

[أبو طلحة السلفي]

جزاكم الله خير وسددكم

[أحمد المقدسي]

جزاك الله خيراً
وبارك الله بك

[أبو العباس]

مقال نافع , أبنت به عن حقيقة المنهج المعتدل الذي نرجو أن يكون عليه منتدانا هذا (كل السلفيين) ؛ فكما أننا لا نرتضي أن يجار علينا في الأحكام ؛ فلا نرتضي -أيضا- أن يجار على من جار علينا -في أحكامه- .

وما أحوجنا جميعا -نحن وإخواننا ومخالفونا- أن نعمل -على الحقيقة- بعموم قوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} .

.

[عبدالله المقدسي]

لله درّك!

جُزيت خيرا على هذا المقال الموفق.

[خالد بن إبراهيم آل كاملة]

وإنّنَا إذْ نقولُ هذَا الكلامَ مدَافعين عن فضيلةِ العلاّمةِ ربيعٍ المدخليِّ ليسَ لأنّنا نتودّد إلى شخْصه طمعًا في تزكيةٍ أو خوفًا مِنْ تذْكية، بَلْ لازِلْنا نعارِضُه –حفظه الله- ومَنْ يوافقُه -خاصة أهل الغلوّ منهم ممن لا يزالون يتسترون خلفَه

بارك الله فيك

[أحمد الحاج مسعود]

قال الأخُ الفاضلُ ياسينُ نزال:
((فالعلاّمة ربيعٌ بالنسبة إليْنا هو مِنَ العُلماءِ المجاهدين الذِين شابَتْ لِحَاهُم في نشْر العلم والسُّنّة. فلازمٌ علينا ونحن طلبة حقٍّ- أنْ نحفظَ كرامتَه ومكانتَه كما حَفِظْناها لغيره مِنَ العلماءِ والفضلاءِ مِنْ أمثال علماء الشّام ومصر واليمن والمغرب والجزائر وغيرهم))
فأقولُ :
للهِ درُّك أخي الحبيب الفاضلِ على هذا الكلامِ الماتعِ ...
وواللهِ كلما قراتُ لك أكثرَ يزدادُ حبي لك في اللهِ أكثرَ وأكثرَ
ونسألُ اللهَ - جل وعلا - أن تجد هذه الكلماتُ آذاناً صاغيةً وقلوباً واعيةً ، وأن يعرف السلفيون - جميعاً - قدرَ أهلِ العلمِ - كلِّهم - ، وان يكفَّ بعضُ اخوانِنا عن الغمزِ واللمزِ بفضيلةِ المحدِّثِ العلامةِ الشيخِ السلفيِّ أبي محمدٍ ربيعِ بنِ هادي المدخليِّ - حفظه اللهُ وأعزه وأعلى قدرَه في الدارين - .
فيا اخوانَنا الأكارمَ ...
أهي معجزةٌ ؟؟
كلُّ ما نطلبُه من بعضِ الاخوةِ أن يقوموا بالواجبِ الشرعيِّ الذي أوجبه ربُّ العزةِ علينا من احترامِ أهلِ العلمِ ودعاةِ الدعوةِ السلفيةِ في كلِّ مكانٍ وعدمِ ذكرِهم إلا بالجميلِ ، وإن كان واحدٌ منا أهلاً للتخطئةِ ، ومعه سلفٌ من أهلِ العلمِ بتخطئةِ الشيخِ ربيعٍ أو غيرِه من أهلِ العلمِ والسنةِ فليخطئ
يا اخوانَنا الأحبةَ ...
واللهِ وتاللهِ وباللهِ إن من يرى الشيخَ ربيعاً معصوماً في مسائلِ المنهجِ -قالاً أو حالاً- لهو أضلُّ من حمارِ أهلِه
كيف لا وهو - حفظه اللهُ - من جملةِ البشرِ ، يصيبُ ويخطئُ ، ويعلمُ ويجهلُ ؟؟
وها نحنُ نصرِّح ونصرخُ باعلى أصواتِنا - ولا يضيرُنا انتقادُ المتعصبين الجهلةِ الأقحاحِ- بأن بعضَ أحكامِ الشيخِ ربيعٍ - أعزه اللهُ - على بعضِ المعينين - مدحاً او ذماً - لم ترُق لنا ، ولم نرَ أنه - حفظه اللهُ - قد وافقَ الحقَّ في هذا المدحِ أو ذلكم الذمِّ
لكن ما حيلةُ أمثالِنا أمامِ جبالِ أهلِ السنةِ ؟؟
أنطعنُ بهم بأبشعِ الكلماتِ ، وأقذعِ الألفاظِ لأنهم خالفوا الحقَّ - من وجهةِ نظرِنا - في تنزيلِ الحكمِ على بعضِ المعينين ؟؟
بربِّكم أيُها الاخوةُ
هل يجوزُ الطعنُ برجلٍ ((مِن أجلاءِ وأفاضلِ أهلِ العلمِ وأهلِ السُّنَّةِ ، ودعاةِ المنهجِ السلفيِّ في هذا العصرِ)) لأنه طعن -اجتهاداً- بمن نراهم غيرَ مطعونٍ بمنهجِهم ؟؟
ولا ننسى ايُّها الاخوةُ قول شيخِ الإسلامِ وعلمِ الاعلامِ أبي العباسِ أحمدِ بنِ عبدِ الحليمِ بنِ عبدِ السلامِ ابنِ تيميَّةَ الحرانيَّ - رحمه اللهُ تعالى - : ((والمؤمنُ تجبُ موالاتُه ، وإن ظلمك وبغى عليك))
واللهُ اعلمُ وصلى اللهُ وسلم وبارك على نبيِّنا محمدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين ، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

[احمد الإسكندرانى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسين نزال

وإنّنَا إذْ نقولُ هذَا الكلامَ مدَافعين عن فضيلةِ العلاّمةِ ربيعٍ المدخليِّ ليسَ لأنّنا نتودّد إلى شخْصه طمعًا في تزكيةٍ أو خوفًا مِنْ تذْكية، بَلْ لازِلْنا نعارِضُه

مقال موفق -بارك الله فيك-

هذا ما يجب أن يعرفه -عنًّا- إخواننا(!) غلاة التجريح....

[مدني عدني]

عين الإنصاف

عين الإنصاف
سلمت براجمك من الأوخاز يا شيخ (نزال)

[أحمد المقدسي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الحاج مسعود

قال الأخُ الفاضلُ ياسينُ نزال:
((فالعلاّمة ربيعٌ بالنسبة إليْنا هو مِنَ العُلماءِ المجاهدين الذِين شابَتْ لِحَاهُم في نشْر العلم والسُّنّة. فلازمٌ علينا ونحن طلبة حقٍّ- أنْ نحفظَ كرامتَه ومكانتَه كما حَفِظْناها لغيره مِنَ العلماءِ والفضلاءِ مِنْ أمثال علماء الشّام ومصر واليمن والمغرب والجزائر وغيرهم))
فأقولُ :

ونسألُ اللهَ - جل وعلا - أن تجد هذه الكلماتُ آذاناً صاغيةً وقلوباً واعيةً ، وأن يعرف السلفيون - جميعاً - قدرَ أهلِ العلمِ - كلِّهم - ، وان يكفَّ بعضُ اخوانِنا عن الغمزِ واللمزِ بفضيلةِ المحدِّثِ العلامةِ الشيخِ السلفيِّ أبي محمدٍ ربيعِ بنِ هادي المدخليِّ - حفظه اللهُ وأعزه وأعلى قدرَه في الدارين - .
فيا اخوانَنا الأكارمَ ...
أهي معجزةٌ ؟؟
كلُّ ما نطلبُه من بعضِ الاخوةِ أن يقوموا بالواجبِ الشرعيِّ الذي أوجبه ربُّ العزةِ علينا من احترامِ أهلِ العلمِ ودعاةِ الدعوةِ السلفيةِ في كلِّ مكانٍ وعدمِ ذكرِهم إلا بالجميلِ

جزاك الله خيراً ....

وهذا ما نرجوه من بعض الأخوة هداهم الله