أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
79547 88259

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-24-2010, 04:30 PM
هيثم حمزه هيثم حمزه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 206
افتراضي شيخ الاسلام...يرد على ظهورات العذراء للنصارى

من روائع شيخ الإسلام إبن تيمية في كتابه الماتع : " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " ( طبعة دار الحديث 1/277-288 , بتصرف ) :


(( ومما ينبغي أن يعلم أن سبب ضلال النصارى وأمثالهم من الغالية كغالية العباد والشيعة وغيرهم ثلاثة أشياء :

* أحدها : ألفاظ متشابهة مجملة مشكلة منقولة عن الأنبياء وعدلوا عن الألفاظ الصريحة المحكمة وتمسكوا بها , وهم كلما سمعوا لفظًا لهم فيه شبهة تمسكوا به وحملوه على مذهبهم وإن لم يكن دليلاً على ذلك , والألفاظ الصريحة المخالفة لذلك إما أن يفوضوها وإما أن يتأولوها كما يصنع أهل الضلال يتبعون المتشابه من الأدلة العقلية والسمعية , ويعدلون عن المحكم الصريح من القسمين .

* والثاني : خوارق ظنوها آيات وهي من أحوال الشياطين , وهذا مما ضل به كثير من الضلال المشركين وغيرهم مثل دخول الشياطين في الأصنام وتكليمها للناس , ومثل إخبار الشياطين للكهان بأمور غائبة ولا بد لهم مع ذلك من كذب ومثل تصرفات تقع من الشياطين .

* والثالث : أخبار منقولة إليهم ظنوها صدقًا وهي كذب , وإلا فليس مع النصارى ولا غيرهم من أهل الضلال على باطلهم لا معقول صريح ولا منقول صحيح ولا آية من آيات الأنبياء ...

وكذلك ما يذكرونه من خوارق العادات إما أن يكون صحيحًا قد ظهر على يد نبي كمعجزات المسيح ومن قبله كإلياس واليسع وغيرهما من الأنبياء وكمعجزات موسى فهذه حق , وإما أن تكون قد ظهرت على يد بعض الصالحين كالحواريين وذلك لا يستلزم أن يكونوا معصومين كالأنبياء , فإن الأنبياء معصومون فيما يبلغونه لا يتصور أن يقولوا على الله إلا الحق ولا يستقر في كلامهم باطل لا عمدًا ولا خطأ , وأما الصالحون فقد يغلط أحدهم ويخطىء مع ظهور الخوارق على يديه , وذلك لا يخرجه عن كونه رجلاً صالحًا ولا يوجب أن يكون معصومًا إذا كان هو لم يدع العصمة ولم يأت بالآيات دالة على ذلك .....

والنصارى عندهم منقول في الأناجيل أن الذي صلب ودفن في القبر رآه بعض الحواريين وغيرهم بعد أن دفن قام من قبره رأوه مرتين أو ثلاثًا وأراهم موضع المسامير وقال : لا تظنوا إني شيطان !

وهذا إذا كان صحيحًا فذاك شيطان إدعى أنه المسيح وإلتبس على أولئك , ومثل هذا قد جرى لخلق عظيم في زماننا وقبل زماننا , كناس كانوا بتدمر فرأوا شخصًا عظيمًا طائرًا في الهواء وظهر لهم مرات بأنواع من اللباس , وقال لهم : أنا المسيح ابن مريم !

وأمرهم بأمور يمتنع أن يأمر بها المسيح عليه السلام وحضروا إلى عند الناس وبينوا لهم أن ذلك هو شيطان أراد أن يضلهم !

وآخرون يأتي أحدهم إلى قبر من يعظمه ويحسن به الظن من الصالحين وغيرهم , فتارة يرى القبر قد انشق وخرج منه إنسان على صورة ذلك الرجل , وتارة يرى ذلك الإنسان قد دخل في القبر , وتارة يراه إما راكبًا وإما ماشيًا داخلاً إلى مكان ذلك الميت كالقبة المبنية على القبر , وتارة يراه خارجًا من ذلك المكان ويظن أن ذلك هو ذلك الرجل الصالح , وقد يظن أن قومًا إستغاثوا به فذهب إليهم ويكون ذلك شيطانًا تصور بصورته !

وهذا جرى لغير واحد ممن أعرفهم , وتارة يستغيث أقوام بشخص يحسنون به الظن إما ميت وإما غائب فيرونه بعيونهم قد جاء وقد يكلمهم وقد يقضي بعض حاجاتهم فيظنونه ذلك الشخص الميت , وإنما هو شيطان زعم أنه هو وليس هو إياه , وكثيرًا ما يأتي الشخص بعد الموت في صورة الميت فيحدثهم ويقضي ديونا ويرد ودائع ويخبرهم عن الموتى , ويظنون أنه هو الميت نفسه قد جاء إليهم وإنما هو شيطان تصور بصورته !

وهذا كثير جدًا لا سيما في بلاد الشرك كبلاد الهند ونحوها ....

ومثل هذا يجري كثيرًا لكثير من المشركين والنصارى وكثير من المسلمين , ويرى أحدهم شيخًا يحسن به الظن ويقول أنا الشيخ فلان ويكون شيطانًا وأعرف من هذا شيئًا كثيرًا , وأعرف غير واحد ممن يستغيث ببعض الشيوخ الغائبين والموتى يراه قد أتاه في اليقظة وأعانه , وقد جرى مثل هذا لي ولغيري ممن أعرفه ذكر غير واحد أنه إستغاث بي من بلاد بعيدة , وأنه رآني قد جئته , ومنهم من قال رأيتك راكبًا بلباسك وصورتك , ومنهم من قال رأيتك على جبل , ومنهم من قال غير ذلك , فأخبرتهم أني لم أغثهم وإنما ذلك شيطان تصور بصورتي ليضلهم لما أشركوا بالله ودعوا غير الله !

وكذلك ما رآه قسطنطين من الصليب الذي رآه من نجوم , والصليب الذي رآه مرة أخرى , هو مما مثله الشياطين وأراهم ذلك ليضلهم به كما فعلت الشياطين ما هو أعظم من ذلك بعباد الأوثان !

وكذلك من ذكر أن المسيح جاءه في اليقظة وخاطبه بأمور كما يذكر عن بولس , فإنه إذا كان صادقًا كان ذلك الذي رآه في اليقظة وقال إنه المسيح شيطانًا من الشياطين كما جرى مثل ذلك لغير واحد
, والشيطان إنما يضل الناس ويغويهم بما يظن أنهم يطيعونه فيه , فيخاطب النصارى بما يوافق دينهم ويخاطب من يخاطب من ضلال المسلمين بما يوافق اعتقاده وينقله إلى ما يستجيب لهم فيه بحسب اعتقادهم !

ولهذا يتمثل لمن يستغيث من النصارى بجرجس في صورة جرجس أو بصورة من يستغيث به النصارى من أكابر دينهم إما بعض البطاركة وإما بعض المطارنة وإما بعض الرهبان , ويتمثل لمن يستغيث به من ضلال المسلمين بشيخ من الشيوخ في صورة ذلك الشيخ كما تمثل لجماعة ممن أعرفهم في صورتي وفي صورة جماعة من الشيوخ الذين ذكروا في ذلك ....

وعند المشركين والنصارى من ذلك شيء كثير يظنونه من جنس الآيات التي للأنبياء , إنما هي من جنس ما للسحرة والكهان ومن لم يفرق بين أولياءالرحمن وأولياء الشيطان ويفرق بين معجزات لأنبياء وكرامات الصالحين وبين خوارق السحرة والكهان ومن تقترن بهم الشياطين وإلا التبس عليه الحق بالباطل , فأما أن يكذب بالحق الذي جاء به الأنبياء الصادقون , وأما أن يصدق بالباطل الذي يقوله الكاذبون والغالطون !

وهذه الأمور مبسوطة في موضع آخر , والمقصود هنا التنبيه على هذا الأصل وعلماء النصارى يسلمون هذا وعندهم من ذلك أخبار كثيرة من حكايات أولياء الشيطان الذين عارضهم أولياء الرحمن وأبطلوا أحوالهم ....

والخوارق التي تضل بها الشياطين لبني آدم مثل تصور الشيطان بصورة شخص غائب أو ميت ونحو ذلك , ضل بها خلق كثير من الناس من المنتسبين إلى المسلمين أو إلى أهل الكتاب وغيرهم وهم بنو ذلك على مقدمتين :

* إحداهما : أن من ظهرت هذه على يديه فهو ولي لله وبلغة النصارى هو قديس عظيم !

* الثانية : أن من يكون كذلك فهو معصوم فكل ما يخبر به فهو حق وكل ما يأمر به فهو عدل , وقد لا يكون ظهرت على يديه خوارق لا رحمانية ولا شيطانية , ولكن صنع حيلة من حيل أهل الكذب والفجور , وحيل أهل الكذب والفجور كثيرة جدًا , فيظن أن ذلك من العجائب الخارقة للعادة ولا يكون كذلك مثل الحيل المذكورة عن الرهبان !

وقد صنف بعض الناس مصنفًا في حيل الرهبان مثل الحيلة المحكية عن أحدهم في جعل الماء زيتًا بأن يكون الزيت في جوف منارة فإذا نقص صب فيها ماء فيطفو الزيت على الماء فيظن الحاضرون أن نفس الماء انقلب زيتًا !

ومثل الحيلة المحكية عنهم في ارتفاع النخلة , وهو أن بعضهم مر بدير راهب وأسفل منه نخلة فأراه النخلة صعدت شيئًا شيئًا , حتى حاذت الدير فأخذ من رطبها ثم نزلت حتى عادت كما كانت , فكشف الرجل الحيلة فوجد النخلة في سفينة في مكان منخفض إذا أرسل عليه الماء امتلأ حتى تصعد السفينة وإذا صرف الماء إلى موضع آخر هبطت السفينة !

ومثل الحيلة المحكية عنهم في التكحل بدموع السيدة يضعون كحلاً في ماء متحرك حركة لطيفة فيسيل حتى ينزل من تلك الصورة فيخرج من عينها فيظن أنه دموع !

ومثل الحيلة التي صنعوها بالصورة التي يسمونها " القونة " بصيدنايا وهي أعظم مزاراتهم بعد القمامة وبيت لحم حيث ولد المسيح وحيث قبر , فإن هذه صورة السيدة مريم وأصلها خشبة نخلة سقيت بالأدهان حتى تنعمت وصار الدهن يخرج منها دهنًا مصنوعًا يظن أنه من بركة الصورة !

ومن حيلهم الكثيرة النار التي يظن عوامهم أنها تنزل من السماء في عيدهم في قمامة , وهي حيلة قد شهدها غير واحد من المسلمين والنصارى ورأوها بعيونهم أنها نار مصنوعة يضلون بها عوامهم يظنون أنها نزلت من السماء ويتبركون بها وإنما هي صنعة صاحب محال وتلبيس !

ومثل ذلك كثير من حيل النصارى فجميع ما عند النصارى المبدلين لدين المسيح من الخوارق إما حال شيطاني وإما محال بهتاني ليس فيه شيء من كرامات الصالحين ! )) .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-24-2010, 11:00 PM
عبد الله بن مسلم عبد الله بن مسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 5,131
افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم على هذه الفائدة!
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-24-2010, 11:54 PM
خادم السنة خادم السنة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 3
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-26-2010, 11:09 AM
هيثم حمزه هيثم حمزه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 206
افتراضي

وفيكم بارك أخواي الكريمان ,وجزيتما خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:47 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.