الرد الوجيز على بعض ما جرى في جلسة بني عزيز -لفضيلة الشيخ أبي بكر جارف حفظه الله-

[السلفي السطائفي]

فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه و سلم ".اهــ
فدعك من الظلم والغمط ــــ أخي الكريم ـــ والاستطالة فقد وصفتني بأوصاف شنيعة أنا منها بريء فمرة أثار الفتنة ومرة أساء الأدب مع الضيف ومرة اختبر الشيخ أسامة ونصب له مصيدة واستفزه
ومرة حلبي ومرة في الزوايا خفايا ورمتني بدائها وانسلت أي أنني أرميك بما فيّ من الرذائل ومرة يتبع الهوى أعوذ بالله من هذه الشنائع وأعيذك بالله من الظلم وبعد ذلك تقول :" استأذنت [جارف]
للجلوس " سبحان الله ! فإن كنت تريد استجابتي لمجلسك المزعوم وأنا صاغر ذليل ثم جرِّي إلى ما أنت عليه فهذا ضَربٌ من المحال بل دونه خرط القتاد لأن المؤمن لا ينذل للعباد بل
يخضع لله وحده ومن خضع لله عزّ بالله ، واعلم أن العرب ـــــ ونحن منهم والحمد لله ـــــ (1) قبل الاسلام كانوا يرفضون الذُّل بل هو منهم بمنزلة الإضافة مع التنوين(2) حتى قال قائلهم :
حكّم سيوفك في رقاب العُذَّل وإذا نزلت بدار ذلٍ فارحل
فما بالنا وقد أكرمنا الله بالإسلام والسنة نكفر هذه النعمة العظيمة و نذهب نبكي عند أبواب المخلوقين وقد يكون أحدهم مبتلى بفتنة الاختلاط التي قال عنها بعض أهل العلم بأنها من كبائر الذنوب وقال عنها الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ــــ حفظه الله تعالى ـــــ :"هي من أشد المحرمات " ونترك باب أرحم الراحمين المفتوح للتائبين ونتوب ـــــ إن كان ولابد من
التوبة ــــــ على أيدي المشايخ كأننا صوفية عياذا بالله وقد لا يستقبلك الشيخ ! لضيق وقته
وكثرة مشاغله !
ورحم الله من قال :" نزح بحرين بغربالين وحفر بئرين بإبرتين وغسل عبدين أسودين حتى يصيرا كأبيضين وكنس أرض الحجاز في يوم شديد الهواء بريشتين خير لي أن أقف (على بابٍ غير باب الله يضيع فيه ماء عيني )".
واعلم ــــ أخي الكريم ـــــ أن زيارة المشايخ ليست مقصودة لذاتها بل لما فيها من الأجر والثواب ولما فيها من العلم النافع والعمل الصالح ولما فيها من أدب المشايخ وأخلاقهم الحميدة
وتواضعهم حتى يقتدى بهم ، لا لمحاكمة الأشخاص وإلزامهم بما لم يلزمهم به رب العالمين فافهم هذا ولا تكن من الغافلين .
قال عفا الله عنه :" قلت لهم ليس جواب من يتصدر للدعوة ولا جواب من ينتصب
للإمامة ..."
أقول وما توفيقي إلا بالله :
تماديت وتوسعت كثيرا وأرسلت خيالك فيما لاحقيقة له ــــ إي وربي (3)ـــ وإلا من أخبرك بأن [جارف]إمام ؟ أعلمت هذا في أحلام اليقظة ؟ أم في أحلام النوم ؟ وكلاهما تركيب لا حقيقة له ! وسراب لا وجود له !وبهذا وغيره مما مضى ومما يأتي أيقنتُ أن الرجل غفر الله له وعفا عنه لا يتثبت أدنى تثبت في تلقي الأخبار ويرسل لسانه بالطعن فيّ من غير تقوى ولا ورع ، ومرّ بك أخي القارئ الكريم كلام الشيخ أسامة الذي يكذِّب بوضوح كلام أخي الدكتور عفا الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) قلت" والحمد لله " لأن من معتقد أهل السنة والجماعة أن العرب أفضل الأجناس ـــــ بالإسلام طبعا ـــــــ بدليل حديث الاصطفاء الذي أصله في"مسلم"ورواه أحمد والترمذي وصححه وانظر الضعيفة للألباني رحمه الله تحت رقم 163 واعلم أن مما يحتاج إليه طالب العلم في فهم السنة خاصة ، معرفة أحوال العرب وللعلامة محمود شكري الألوسي ـــ رحمه الله ـــــ كتاب نفيس في هذا الباب يقع في ثلاثة أجزاء صغار واسمه " بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب " أفادنيها العلامة العصيمي حفظه الله كما في شرح الأربعين فجزاه الله خير الجزاء.
(2) ولقد أحسن من قال :
وكأني تنوين وأنت إضافة فحيث تراني لاتحل مكاني
(3) إي: حرف جواب بمعنى نعم وسيقت هنا على غير الغالب لأن الغالب فيها وقوعها بعد الاستفهام قال الله تعالى :{ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} (53) يونس

[السلفي السطائفي]

قال عفا الله عنه :" روح (اذهب) اسأل الشيخ الفوزان لي (الذي) يتكلم في شيخك الحلبي "وقال أيضا :" كل هؤلاء العلماء أئمة هذا العصر تكلموا في شيخك الحلبي"
أقول وما توفيقي إلا بالله :
هذه فرية أخرى فيها تهكُّم واحتقار وإلا أنت تعلم أن الحلبي حفظه الله ما كان يوما من الأيام من مشايخي بالمعنى الذي تقصده وقد يكون باعتبار آخر معتبر عند علماء الأمة شيخا لي فإن العلماء يقولون : " من علمك حرفا فهو شيخك في ذاك الحرف "
وعليه فهو شيخك أيضا بهذا الاعتبار لأنك بلا ريب استفدت منه ولو نزرا قليلا فيما مضى من الأعوام والسنين فقد كان مرجواً عندنا جميعا في الجزائر خاصة أيام شيخه الألباني رحمه الله فلا تنكر الجميل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا يشكر الله من لا يشكر الناس "(1) وعليه فأنت أيها الدكتور بهذا الاعتبار شيخ لي فقد استفدت من بحوثك في مجلة الإصلاح ومن غير إنكار للجميل أقول : جزاك الله خيرا ولكنك أخي الكريم غفر الله لك وعفا عنك تقصد المشيخة الوهمية الخيالية التي علقت بذهنك وهي كما قلت الحلبية التي لا أرضاها لنفسي ولا يرضاها الشيخ علي الحلبي لنفسه فلم تتهمنا بما لا نرضى ؟ فاتق الله في إخوانك.
ثم هل يرضى أخي الدكتور أن أنسبه إلى جماعة ما ؟ فإن كنت لا ترضى والأمر كذلك فلم ترضاه لي ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير" (2) ومحبة الخير لإخوانك واجبة في مسائل الدين وفيها تفصيل في مسائل
الدنيا ليس هذا محله .
وعلى ذكر المشيخة والتصدر للدعوة بذاك التهكُّم والازدراء والاحتقار والتهويل من أخي
ــــ عفا الله عنه ـــــ أقول لأخي : إن درجتي ما دون طلاب العلم وأرجو أن أكون منهم وما ذلك على الله بعزيز
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
غير أن هذه الدرجة لم تمنعْني من الاجتهاد في الطلب والتحصيل ــــ والحمد لله رب العالمين ــــ
فقد تلقيت العلم من شيخي مدني لقريشي ــــ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ــــ ، جثيا على الركب في بيت الله عز وجل لا في الجامعات المختلطة حيث الشهوات والشبهات
وقلة البركات وهو من هو في العلم فجلّ الناس وخاصة الكبار منهم في مدينتنا ــــ سطيف ــــ
يـعرفون أن الشيخ ــــ رحمه الله رحمة واسعة ـــــ من أبرز تلاميذ الشيخ البشير الإبراهيمي (3) ـــــ
رحمه الله ــــ فقد تلقى عنه العلم كما حدثنا هو بنفسه بمسجد أبي ذر الغفاري ــــ رضي الله عنه ــــ المعروف عندنا بمسجد المحطة وبغيره من دور العلم كما أخذ عن غيره كالشيخ السي حمدي نسبة إلى أولاد سي أحمد بعين ولمان وكان يذكره كثيرا ويحبه ويصفه بالعلم و الشجاعة غير أنه يفضل الشيخ البشير الإبراهيمي ويقدمه عليه.
وشيخي مدني لقريشي عرف بالنباهة والذكاء والتقدم في كثير من العلوم خاصة علوم العربية والتفسير وعلوم الآلة كالنحو والصرف والمنطق وغير ذلك من العلوم كأصول الفقه والفقه لكنه فاق أقرانه في علم النحو فقد قيل عنه إنه كان يقول :" لو كان الصاروخ يخرق الجو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه أحمد وأبو داود وغيرهما من حديث أبي هريرة وصححه الألباني في صحيح الجامع.
(2) رواه البخاري وغيره من حديث أنس وزيادة " من الخير " للنسائي وغيره كما قال الألباني وانظر الصحيحة له رحمه الله .
(3) الشيخ البشير الإبراهيمي الذي برز في شتى العلوم وأما العربية فقد ملك زمامها وذللت له تذليلا كما شهد له بذلك أهل مصر والحجاز والشام والعراق وقال عنه أهل المدينة حرسها الله وسائر بلاد المسلمين ــــ عند حلوله بها :" جاءنا عالما " ومكث بها خمس سنوات يتعلم ويعلم وحدث أن ألقى كلمة بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه أحد علماء الهند المجاورين في المسجد فانبهر وقال له :" أجزتك أن تحدث بجميع مروياتي " فتحرج الشيخ من هذه الإجازة وردها وقال لذلك العالم الهندي ــــــ رحمه الله ــــ :" وهل سمعتها منك ؟" لأنه كان كما ينقلون عنه لا يعير للإجازات اهتماما ولا يلقي لها بالا .

[محب الخير والشرع]

..والله لقد امتعت في الرد يا شيخينا .سبحان الله كاني اقرأ للشيخ الالباني في ردوده على مخالفيه .
جزاكم الله خيرا ووفقكم للدعوة الى الحق والى ترك التعصب والحزبية الجديدة

[السلفي السطائفي]

هذا رابط سريع للتحميل
https://archive.org/download/setif_2...9%84%d9%87.rar

[الإبراهيمي الجزائري]

بارك الله فيك أيها السلفي السطائفي على الرابط الجديد فالكل شغوف للتطلع على كتابة شيخنا أبي بكر

[السلفي السطائفي]

بالنحو لكنت أنا الذي ابتكرته " ولكن بعد أن راجعناه في هذه المقولة نفى ذلك وحكى لنا قصة غاية في التواضع .
قال رحمه الله :" دخلت مرة محكمة سطيف من أجل تسوية بعض الأوراق فوضعت الملف في شباك أحد الموظفين وبعد قراءته للملف قال لي : أنت الشيخ لقريشي ؟
قال قلت :نعم .
فقال :هل قلت حقا لو كان الصاروخ يخرق الجو بالنحو لكنت أنا الذي ابتكرته ؟
فقال له الشيخ : لم أقل هذا ولكن اكتب هذه الأبيات وأملاها علينا حين سرده للقصة :
ما أنت أول سار غره القمر ورائـــــــد أعــــــجبته خــــــــضرة الدِّمَــــــن
فاختر لنفسك غيري فإنني رجل مثل المعيدي فاسمع بي ولا ترن

ولتمكنه في كثير من العلوم انتدبه مدير الشؤون الدينية والأوقاف بسطيف لتكوين أئمة المساجد فكان يدرسهم واستفادوا منه رحمه الله واهتبلت الفرصة وطلبت منه أن نأخذ عنه
بعض العلوم فاستجاب رحمه الله ولم يتوان مع تقدمه في السن بل فرح لذلك وقال لي : "هذه فرصة المراجعة وإعادة النظر " وأخذت عنه مع مجموعة من إخواني ـــ رحمه الله ـــــ : علم النحو وبالضبط شرح قطر الندى (1) لابن هشام الانصاري ـــ رحمه الله ـــــ فأتينا عليه من أوله إلى آخره مع زيادات من حاشية السجاعي على القطر وغير الحاشية ثم شرعنا في الخلاصة (الألفية) لابن مالك بشرح ابن عقيل لكن سرعان ما آثر الشيخ غير النحو وقال مادمتم أخذتم القطر أو المقدمة فيكفي إن شاء الله فدرّسنا بعدها نزرا قليلا من علم أصول الفقه ثم متن ابن عاشر (2) مع حاشية ابن حمدون في الفقه على مذهب مالك (3) وكان رحمه الله
يفضلها على غيرها من الحواشي ووعد بمتن في علم المنطق ولم نكمل متن ابن عاشر وتوفي رحمه الله رحمة واسعة ، ووفق الله عز وجل مواصلة المسيرة العلمية مع غيره من إخواننا فأخذت علم الفرائض عن بعض أئمة المساجد ممن أخذه من أفواه أهله وأربابه ثم علم المنطق عن بعض دكاترة العلوم الاسلامية وبالضبط السلم المنورق في علم المنطق لعبد الرحمن الأخضري الجزائري وهو على ما فيه من أخطاء عقائدية وغيرها كما هو الحال بالنسبة لكثير من كتب اللغة والنحو والأصول وغيرها والتي يجب على الطالب السلفي أن يتحاشاها ،
ولكنه من المتون التي وُضع لها القبول فكم تناوله العلماء بالشرح وتفكيك عباراته وبيان مزالقه(4) وكان خاتمة الحفاظ العلامة محمد الأمين الجكني الشنقيطي يدرسه لبعض علماء المملكة العربية السعودية وهو الذي قرر بعد ذلك دراسة هذا الفن بجامعة العلوم الاسلامية بالمدينة النبوية ووضع لها كتابه المعروف بـــ " آداب البحث والمناظرة " كمذكرة في قسمين لطلبة كلية الدعوة وأصول الدين وهو مطبوع بتحقيق الشيخ العلامة "بكر أبو زيد" والذي اقترحه علي أحد الدكاترة فنحن ندرسه هذه الأيام نسأل الله أن نكمله ، وأشياء أخرى في مسيرة الطلب والتحصيل أسأل الله تعالى أن يديمها علي وعلى جميع إخواني وأن يرزقنا الصبر عليها مع الاخلاص والمتابعة وكل ذلك في عافية آمين .
ذكرت الذي ذكرت وقلت الذي قلت لا لشيء إلا لدفع التنقص والازدراء وأن يكون فيما ذكرت إن شاء الله ما يزمّ أفواه أهل البغي والحسد عن صنيعهم هذا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وكان يسميه بالمقدمة كما هي الإشارة إلى ذلك من المؤلف ــــــ رحمه الله ـــــــ

(2) من غير النظر ولو بطرف البصر إلى ما ابتدأ به ابن عاشر متنه من عقائد لأشعريته ولا ما ختم به من السلوك والرقائق لصوفيته ــــرحمه الله ــــــ والحمد لله على نعمة السنة والاتباع.
(3) المذهب الاصطلاحي لا الشخصي ، والحمد لله على نعمة التتلمذ على يد الشيخ ـــــــ رحمه الله رحمة واسعة ــــــــ فقد كانت هذه الدراسة المذهبية على يده سببا في الانتفاع من المطولات من كتب الفقه مع بعض إخواننا السلفيين من أئمة المساجد وغيرهم، فاللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد
4) انظر مثلا أخطاء الأصوليين في العقيدة لأبي محمد صالح كنتوش العدني ـــــ حفظه الله ــــ ففيه الإشارة بل العبارة الواضحة لما وقع فيه علماء المنطق من زلات عقائدية كتعريفهم للإنسان بأنه الحيوان الناطق فقد أبطل هذا التعريف بحجج نبوية وسنن سَنِيّة.

[السلفي السطائفي]

ثم قال الدكتور عفا الله عنه :" روح (اذهب) اسأل الشيخ الفوزان لي (الذي) يتكلم في شيخك "
أقول وما توفيقي إلا بالله :
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به من السؤال عن الأشخاص خاصة ممن عرف منهم بالسنة والاتباع فإن أبا بكر سلمه الله يسأل عن أهله وأولاده (1) قال تعالى :{قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة}.كما أسأل أيضا عن العلم النافع والعمل الصالح اقتداء بالأخيار الذين زكاهم ربنا سبحانه في كتابه وزكاهم نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته رضي الله عنهم أجمعين
ألم تقرأ في السنة الغراء قول ذلك الرجل رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين:"يا رسول الله إن شرائع الإيمان قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به فقال عليه الصلاة والسلام : " لا يزال لسانك رطبا بذكر الله" (2)
ألم تقرأ في السنة الغراء قول أبي عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه :" دلني على شيء لا أسأل عنه أحدا بعدك " فقال له عليه الصلاة والسلام :"قل آمنت بالله ثم
استقم "(3)
ألم تقرأ في السنة الغراء قول ذلك الرجل من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين :" أوصني "
فقال عليه الصلاة والسلام :" لا تغضب "وفي الثالثة قال :" لا تغضب ولك الجنة" (4)
ألم تقرأ في السنة الغراء قول العرباض بن سارية رضي الله عنه :"كأنها موعظة مودع فأوصنا " فقال عليه الصلاة والسلام :" أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة " (5)
ومثل هذا كثير كثير في السنة الغراء فلا تغفل .
غير أن هذا لا يمنع من السؤال عن أهل البدع والأهواء لكن لا يكون هذا ديدن السني الصالح
التقي النقي كما سبق بيانه مرارا وتكرارا في الكلام على مسائل الأسماء والأحكام وأسبابها وموجباتها
وشروطها فتنبه ولا تكن من الغافلين !
وبعد ....
فأسأل الله ألا أكون منتقصا لأخي إذا قلت له : ليتك سألت عن أجرة التعليم بالجامعات المختلطة التي أنت تتقاضاها وتستلمها كل شهر فقد سئل الألباني ــــ رحمه الله ـــــ كما في الشريط رقم(1/270)
من سلسلة الهدى والنور :" ما هو حكم التعليم والتعلم في المدارس المختلطة فإن كان يحرم فما
حكم من ماله من أجرة التعليم في هذه المدارس وهل عدم وجود مدارس غير مختلطة يعد عذرا شرعيا لدخولها ؟
الشيخ : الجواب قال عليه السلام : ( إن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه ) قد يتساءل ما علاقة الحديث بالسؤال ؟ العلاقة واضحة ، قوله عليه السلام : ( إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه ) ذلك لأن بيعه يؤدي إلى أكله فمن باب سد الذريعة لماّ حرم أكله حرم بيعه ؛ ولذلك من الأمثلة على معنى هذا الحديث ، الحديث المشهور ( لعن الله في الخمرة عشرة أولهم شاربها ثم ساقيها ثم مستقيها ثم عاصرها ثم معتصرها ... ؛ إلى آخره لماذا لعن التسعة ؟ لكي لا يكون الأول وهو الشارب ؛ فإذاً هناك ارتباط بين الغاية وبين الوسيلة ، فإذا كان
الاختلاط بين الجنسين محرما وهو كذلك فأي شيء يترتب عليه فهو محرم وبخاصة إذا كان
هذا الشيء المترتب على هذا الاختلاط المحرم هو ليس في نفسه فرض عين وإنما هو فرض كفاية ؛ ومن العجيب تساهل بعض الناس اليوم من الذين يريدون تسليك وتمشية الواقع بين المسلمين ولو كان مخالفا للشريعة باسم العلم ، نقول العلم علمان علم نافع وعلم ضار ولاشك أن العلم النافع لا يمكن أن يكون نافعا إلا أن يكون في حد ذاته مطابقا للشريعة ، ... فالعلم لا يكون مرغوبا ولا مقبولا في الشرع إلا إذا كان وفق الشرع وليس مخالفا له ، والموافقة يجب أن تكون من حيث هو علم ومن حيث الأسلوب الذي يوصل به إلى ذلك العلم ؛ فإن اختل أحد الشرطين كان غير مشروع ؛ فإذا قلت آنفا أنا أتعجب من أناس يتساهلون ويفتون إباحة الاختلاط في الجامعات في سبيل طلب العلم" اهــ
قال الدكتور عفا الله عنه :" يعلم الله عز وجل أنا استأذنا عن تلك الجلسة كما استأذنا الجلوس مع عبد المالك رمضاني وبعثنا له خطاب(كذا) مفعم (كذا) بالاحترام والإكرام لكن الرجل أبى المجلس "
أقول وما توفيقي إلا بالله :
قوله "استأذنا" التي قبلها تهويل وبعدها تهويل إما أن يكون لا يفهم معاني الألفاظ العربية وإما أن يكون جعل نفسه وصيا علي لابد أن أستجيب لاستئذانه وأسافر إلى العاصمة وأبكي عند بابه ويملي علي تبديع زيد وعمرو وخالد وإن لم أستجب لإملائه وتقريره وقراره فألحقوه بهم .
وبيان ذلك أن الألف والسين والتاء تفيد الطلب فاستأذنت معناها طلبت الإذن كما تقول استغفرت الله أي طلبت المغفرة من الله تعالى وعليه فأنت طلبت الإذن أخي الكريم فإن استجبت لاستئذانك فبها ونعمت وإلا فقد أديتَ ما عليك ومثله أو قريب منه ما ثبت في السنة الغراء أن المسلم المتأدب بالآداب الشرعية يستأذن عند مناداته لأخيه وهو في بيته ثلاثا فإن خرج وإلا يغادر البيت ولا يزيد وما أجمل كلام السلف :" كنا نتعلم الأدب قبل العلم " وقولهم :" الأدب يغطي الجهل " فلم التهويل وتكلف الحسرة الظاهرة من خلال السياق والسباق ؟
فافهم معاني الألفاظ ولا تجعل نفسك وصيًّا علي ، وقد تفيد أيضا الألف والسين والتاء الصيرورة كقولك استحجر الطين أي صار حجرا وقد تفيد غير هذين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) وعلى ذكر الأولاد أقول لأخي الدكتور عفا الله عنه :إن[جارف] الذي تنتقصه وتطعن فيه وتريد أن تجره إلى ما أنت عليه من الطعن في الأبرياء والسكوت عن المحرمات كالاختلاط الذي هو بريد الزنا وأنت تزاوله طيلة السنة الدراسية وقد نصح العلماء بالابتعاد عنه ودلت الأدلة الشرعية على تحريمه قد وفقه الله عز وجل وأسأل الله تعالى في ذلك الإخلاص إلى إبعاد أولاده عن المدارس المختلطة وهم صغار صغار وهم : ابنان وابنتان وكانوا جميعا والحمد لله في مدارسهم من الأوائل النجباء وأقبلوا على طلب العلم الشرعي النبوي بالمساجد والمدارس القرآنية وهم اليوم والحمد لله كلهم من حملة كتاب الله عز وجل أسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يبارك فيهم وأن يحفظهم من شر الحساد والعائنين ومن شر كل ذي شر ربي آخذ بناصيته وأما من هو دون الأكبر منهم وهو أبو محمد عبد الله جارف الذي أسأل الله تعالى أن يكون من كبار علماء المسلمين السلفيين الصالحين فقد منّ الله عليه بالالتحاق بالأزهر بالقاهرة ببلد مصر العربية بلاد العلم وهو الآن في سنته السادسة مقبلا إن شاء الله على تحضير رسالة الماجستير في الفقه المالكي ناهيك عن تحصيله لكثير من العلوم على أيدي كثير من مشايخ العلم في النحو والمنطق والأصول والحديث وغير ذلك خارج الجامع الأزهر الذين أجازوه في علوم شتى ومنها علم العقائد فقد أجازه أحد البخاريين السلفيين في الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية بعد مجالس عدة وبينه وبين شيخ الاسلام تسعة رجال ومنها أيضا علم القراءات الذي هو مُجاز فيه في روايتي حفص وورش إجازات حقيقية لا شكلية بأسانيد عالية والحمد لله رب العالمين .وأنا والحمد لله أستفيد من هذه الثمرة (عبد الله جارف) كما أستفيد ممن هو أقل مني سنا ولا أقول علما فإن درجتي مادون طلاب العلم اقتداء بإمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله رحمة واسعة الذي كان دوما يحمل معه قلما ومحبرة وقرطاسا يسجل جميع ما يسمع من العلم النافع حتى ولو كان من الصغار الصغار فقيل له كيف تفعل وأنت الإمام الذي جعلك الله محل قدوة ؟ فقال قولته المشهورة :" مع المحبرة إلى المقبرة " أسأل الله تعالى أن يحفظني وأهلي وأولادي وجميع المسلمين من كل مكروه آمين .
(2) رواه الترمذي وهو في صحيح الترمذي للألباني .
(3) رواه مسلم في صحيحه .
(4) رواه البُخاري وأحمد و التِّرمِذي والبيهقي في سننه الكبرى وزيادة "ولك الجنة " عند ابن أبي الدنيا وهو في صحيح الترغيب والترهيب
(5) رواه أبوداود والترمذي وصححه الألباني.

[السلفي السطائفي]

قال الدكتور عفا الله عنه :" الشاهد أن هذا الرجل (أبو بكر جارف) هو الذي أثار الفتنة أساء الأدب مع الضيف(1) كيف يكرم الضيف؟ واضح وهو من أثار هذه القضية وعلمت أن الرجل (العتيبي) أرادوا أن يوقعوه في مفسدة فأوقعهم في المفسدة قبل أن يوقعوه على حد المثل الشعبي "يعني ضحى بهم قبل ما يتعشاو به "فنعتقد أن أخانا أسامة العتيبي كان رجلا نصح بما نصح وناصح بالحق ما أوقع الناس في فتنة في سطيف الذي أوقع فتنة في سطيف هم الذين أرادوا أن يوقعوه "
أقول وما توفيقي إلا بالله :
هذه خلاصة وفذلكة السفسطة والبهتان اللذين ملأ بهما أخي الدكتور عفا الله عنه مجلسه المحزن المفرق للسلفيين والذي زاد الطين بلة والنار اشتعالا ؛ أنسيت أم تناسيت أنك منا ونحن منك ؟ تجمعنا أخوة الدين والانتساب إلى منهج السلف الصالحين ؟ أما شعرت عند حلولك ببلدة بني عزيز وأنت الأستاذ المقدّم والدكتور الفاضل أنك مُقدِم على عمل أفضل
من الصلاة والصيام والصدقة (2) ألا وهو إصلاح ذات البين؟ والشباب محيطون بك محتفون من حولك يستبشرون خيرا لحسن نيتهم ولسان حالهم ينادي رُفع الهجر ذهب الجفاء ولّى التحذير حلّت الأخوة عمّنا التراحم لأن الدكتور في ظنهم مفتاح خير مغلاق شر كما هو حال الكبار الكبار من العلماء ولكن خيّبت ظننا ! فبعد الجلسة ، الطعن في زيد ، والتحذير من عمرو وهكذا ...
أتينا إلى (الدكتور) ليجمع شملنا فشتتنا (الدكتور) فما نحن من (الدكتور)
فهلا اقتدينا بالعلماء الصالحين الناصحين المرشدين من أمثال الشيخ الوقور الذي كان يجمع ولا يفرق حتى دعا له أحد خصوم الدعوة السلفية المباركة رحمه الله بقوله : " أسأل الله تعالى أن يكون الشيخ ابن باز من أئمة الجنة " ومن أمثال الشيخ الرحيم حتى بالخصوم الذي كان من آخر كلماته رحمه الله رحمة واسعة :" خذوا بيد المخالف برفق " ألا وهو الشيخ الألباني
ومن أمثال الشيخ ابن عثيمين الذي كان يحذر الشباب من مثل هذه الفتن ومن غيرها ويوصي دوما بالعلم النافع والعمل الصالح، ومن أمثال الشيخ الجليل الذي حقا ارتسمت فيه أخلاق العلماء وهو الأب الشيخ المشفق الرحيم الشيخ عبد المحسن العباد الذي أبكت هذه الفرقة فؤاده حتى قال وبحسرة عميقة كما نُقل عنه مرارا وعن غير واحد :" رغم كبر سني ما مرّت بي فتنة مثل هذه " ومع ذلك مازال يجمع وينصح ويديم النصح ويصبر على ذلك وما انتقص لسانه ولا بنانه عرض رجل من السلفيين ولا من غير السلفيين إلا ما كان منه بعلم وحلم دون ظلم .
الله أكبر ! إنه العلم إنه الصلاح إنها الخشية إنها المراقبة ولا أزكيه على الله وأسأل الله تعالى أن يديمه عالما ناصحا أينما حلّ وحيثما ارتحل وأن يحسن له الخاتمة وأن يقبضه إليه ساجدا موحدا آمين ، آمين ، آمين .
قوله عفا الله عنه : "أرادوا أن يوقعوه في المفسدة فأوقعهم في المفسدة قبل أن يوقعوه على حد المثل الشعبي "يعني ضحى بهم قبل ما يتعشاو به "
أقول وما توفيقي إلا بالله :
ذِكْرُ المفسدة مرتين على سبيل المقابلة إما أن يكون من باب المشاكلة (3) وإما أن نكون جميعا من أهل الفساد عياذا بالله تعالى بما في ذلك المؤيد المنصور من قبل الدكتور ألا وهو الشيخ أسامة حفظه الله تعالى وعلى كلا الاحتمالين يكون مثل هذا التعبير ساقطا مهدما من أساسه لأن تمشيته على سبيل المشاكلة ممتنع لغة في هذا التعبير، ورمي الجميع بالفساد ظلم وجَوْر ولي أن أسأل أخي الدكتور : أي مفسدة أردنا أن نوقع فيها الشيخ أسامة ؟ وأي مفسدة أراد هو أن يوقعنا فيها ؟ علما بأنه عند مغادرته حفظه الله بيتي وبعد الفراغ من المناقشة صافحني أو عانقني لا أذكر وبشّ وتبسّم ودعا لي بالخير فكيف يتفق هذا مع المفسدتين المدبرتين المتقابلتين ؟!
مصيدة ؟! حلبية ؟! مفسدتان ؟! و،و،...أوهام ! وخيالات !
فهل حان وقت التوبات ورد المظلمات ؟ أم أن الدكتور أباح لنفسه أن يتكلم في أبي بكر بما
شاء ومتى شاء وفي بني عزيز كيف شاء ؟ وفي زمن الغيبة التي يسمونها تجريحا وحيث شاء !
ثم أين العربية وأربابها وأين البيان وأهله ؟ فالتعبير بالمفسدة مرتين في مثل هذا السياق لا
يستقيم لا وضعا (لغة) ولا شرعا ـــــ أخي الدكتور حفظك الله ــــ كما أن اللحن في كلامك يصك الآذان صكا ! فلأهل النحو(4) أن يبكوا على النحو في زمن الدكتور !
أسماء مملكة في غير موضعها كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وبهذا تعلم أن أخي الدكتور حفظه الله لا يفرّق بين الضيف والزائر ، فالشيخ العتيبي جاء زائرا ولم يأت ضيفا كما ذكر الدكتور ولمعرفة الفروق بين الضيف والزائر أُحيل أخي الدكتور على " التعليقات على كتاب الأربعين في مباني الاسلام وقواعد الأحكام " المعرروف شهرة بــ" الأربعين النووية " للعلامة صالح العصيمي . الحديث الخامس عشر
(2)كل ما ذكر من هذه العبادات محمول على النوافل لا الفرائض كما بينه شرّاح الأحاديث من أئمة المسلمين لأن الفرائض لا يعدلها شيء من النوافل .
(3) المشاكلة : هي فعل جاء على شكل فعل آخر لكن لا حقيقة له ومثال ذلك قوله تعالى { وجزاء سيئة سيئة مثلها } فالسيئة الثانية ليست سيئة حقيقية فمعاقبة الجاني حسنة للأمر بها لكنها سميت سيئة للمشاكلة في التعبير ومثله أيضا قول القائل :
قالوا اقترح شيئا نُجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصا
فالجبة والقميص لا يمكن طبخهما بل المتصور في حقهما الخياطة فسميت الخياطة طبخا للمشاكلة في التعبير [تحقيق الرغبة في توضيح النخبة (ص 118 ــــــــ 119 )] للشيخ عبد الكريم الخضير ــــــ حفظه الله ورعاه ـــــ وفي نفس الصفحة فائدة جليلة في توجيه قول عمر رضي الله عنه :"نعمت البدعة " قد لا تجدها أخي القارئ في غير هذا الموطن فعليك بها واحمد الله وادع للشيخ الخضير
(4) وأنا لست منهم وأسأل الله تعالى أن أكون منهم وأن يكون ذلك في عافية

[السلفي السطائفي]

قوله عفا الله عنه :" على حد المثل الشعبي "يعني ضحى بهم قبل ما يتعشاو به "
أقول وما توفيقي إلا بالله :
إلى هذا الحد أخي الدكتور ! وهكذا تكون المساجلات العلمية بين السلفيين !إذاً استئذانك ودعوتك إياي إلى العاصمة كانت لأحد شيئين لا ثالث لهما إما لتضحي بي وإما لتتعشى بي ؟! فأين هي سلامة القصد وأين أنت من قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
تعالى الذي ذكرتَه في مجلسك المؤلم ، المحزن ، المفرق بين الأحبة حين قلت :" واضح كلام شيخ الاسلام ابن تيمية :" أهل السنة أرحم الناس بالخلق وأعلم الناس بالحق "" وأين أنت من قول الشافعي رحمه الله تعالى :" ما ناظرت أحدا إلا ورجوت أن تكون الحجة معه إلا أن يكون مبتدعا " فتحفّظ لدينك ونفسك وابتعد عن الكلام في إخوانك الذين هم معك على السبيل القويم إن شاء الله والصراط المستقيم ألا وهو منهج السلف الصالحين فإن شيخ الاسلام رحمه الله الذي تحتجّ بأقواله يحثنا على رحمة الخلق والإحسان إليهم ورجاء الخير لهم حتى ولو كانوا من الروافض الضلّال فكيف بإخوانك الذين ينتسبون إلى ما تنتسب إليه ويدعون إلى ما تدعو إليه ؟ .
قال الشيخ العلامة صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي ــــ حفظه الله ورعاه ـــــ :"ومن عرف الله وعرف نفسه فليجعل مصوَّرا في قلبه قول ابن تيمية :" الرد على أهل البدع من الرافضة وغيرهم إن لم يقصد منه بيان الحق وهدي الخلق ورحمتهم والإحسان إليهم لم يكن عمله صالحا " فأين أنت من هذه الدرر ؟
فهل آن لك أن تتبع هؤلاء الأخيار من علماء الأمة الأطهار .
غزلت لهم غزلا رفيعا فلم أجد لغزلي نساّجا فكسرت مغزلي
جهل الدكتور بالضروري(1) من التوحيد الذي هو حق الله على العبيد

قال عفا الله عنه :" والله الذي لا إله إلا هو لو بعث الشيخ الألباني من جديد لتبرأ منه أشد البراء " (أي من الشيخ علي الحلبي حفظه الله تعالى )
أقول وما توفيقي إلا بالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) قيدت بالضروري لأن ما خفي فيه الدليل ولم يشتهر حتى ولو كان الخطأ فيه من الكبار من أهل السنة فهو من الأمور التي يكون فيها نوع الخطأ مغفورا إن شاء الله تعالى لأنها من الأمور الدقيقة كما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بخلاف ما تكاثرت أدلته واستفاض تقريره عندهم كالذي وقع فيه الدكتور فهو من الواضح الجلي فالغيب لله عز وجل لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل هذا معلوم مقرر عند العامة عندنا فضلا عن الدكاترة وأساتذة الجامعات وللعلامة صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي بحث نفيس ماتع في التفريق بين البدع الكلية والجزئية وتعلقهما بالعوارض الذاتية والخارجية وما اشتهر فيه الدليل وما خفي وما كان من الضروري وما كان من النظري فهل من = ناظر مستفيد يخرج من التخبط المريب ، قال الشيخ عبد الرحمن الأخضري الجزائري في "السلم المنورق في علم المنطق " :
والنظري ما احتاج للتأمل وعكسه وهو الضروري الجلي
فأنصحك أخي الدكتور حفظك الله ورعاك وأنصح نفسي بما ينصح به العلماء ـــــ دوما ــــــ ألا وهو العلم النافع والعمل الصالح وابتعد عن أعراض الناس وارفع الجهل عن نفسك فإن علم الجرح والتعديل له أهله وأنا العبد الضعيف لست من أهله فما بلغت فيه نصابا ولا حال علي الحول ولذلك تراني من أبعد الناس عنه والحمد لله على السلامة والعافية ، قال الشيخ العلامة صالح العصيمي في مقررات برنامج جمل العلم (ص 13 ــــ 15 ):" العلم صيد وشراكه النية فمن صحت نيته وحسن قصده صاد من العلم درره ....." إلى أن قال :" ومدار نية العلم على أربعة أمور من اجتمع له قصدها كملت نيته في العلم :أولها : رفع الجهل عن النفس بتعريفها طريق العبودية وثانيها : رفع الجهل عن الخلق بإرشادهم إلى مصالح دنياهم وآخرتهم وثالثها : العمل به فإن العلم يراد للعمل ورابعها : إحياؤه وحفظه من الضياع وهذا المعنى متأكد في حق المتأهل المهيأ له القادر عليه وإليهن أشرت بقولي :
ونية للعلم رفع الجهل عمّ عن نفسه فغيره من النّسم
[وبعده] التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن
ومعنى (عمّ) شمل (والنّسم) النفوس جمع نسمة و(زكن) أي ثبت " اهــ أعود لأقول وأكرر؛ هذا الذي خوطب به عامة الأمة كل بحسبه دون التكلم في المسائل المتعلقة بالأسماء والأحكام والجرح والتعديل والإسقاط والتكفير والتبديع والتضليل والتفسيق والكلام في الطوائف والفرق والملل والنحل والجماعات وإسقاط ما مضى من الأحكام على الأفراد والأعيان والجماعات والتي أقحم نفسه فيها كُسير وعُوير ومن هو في عداد المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ووجد من يؤيده ويصفق له ويشجعه حتى أصبح الرويبضة الأغمار ينتقصون الكبار الكبار والصالحين الأخيار من أمثال الشيخ الخضير والشيخ صالح ال الشيخ والمفتي والشيخ عبد المحسن العباد والشيخ الشثري و الشيخ الرحيلي والشيخ سلطان العيد والعابدين بن حنفية وغيرهم وهم كثر...
بل ومن كان قبل أعوام أو أشهر فقط منغمسا في وحل الفواحش ونتن الحشيش و عري الشواطئ وضجيج الملاعب يسب أئمة المساجد السلفيين ودعاة الخير الصالحين وإذا وقع بصره على أحد المذكورين نظر إليه نظرة لا تجد لها وصفا يليق بها إلا ما وصفها به ذاك القائل :
كادت عيونهم بالبغض تنطق لي حتى كأن عيون الناس أفواه
ونَثَرَ ما في جعبته من هجر وتبديع وشتم وتشهير حتى أصبح الإمام السلفي الصالح لا يتحمل ما ملأوا به آذان العامة من الناس
ولو كان (جهلا) واحدا لاحتملته ولكنه (جهل) وثان وثالث
ولكن السلفي الصالح صاحب الخلق الحميد يفوض أمره إلى الله متمثّلا في نفسه قول القائل :
ولقد أمرّ على اللئيم يسبني فمضيت ثُمَّتَ قلت لا يعنيني
(ثمت) هكذا بالتاء المفتوحة وهو مؤنث ثُم تأنيث لفظي لا غير .

[الإبراهيمي الجزائري]

مما أعجبني في رسالة شيخنا نقله لكلام أحد الشعراء :حكم سيوفك في رقاب العذل -وإذا نزلت بدار ذل فارحل , نابذا بذلك الذل الواقع في الساحة السلفية في الآونة الأخيرة ناهيك عن التقليد بثوبه الجديد