التوحيد هو حق الله على العبيد

[أحمد علي السلفي]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله.
بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
فصلوات ربي وسلامه عليه.
أما بعد فإن أحسن الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد
صل الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل
بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

إعلموا رحمكم الله أن التوحيد المطلق هو العلم والاعتراف بتفرد الرب
بصفات الكمال,والإقرار بتوحده بصفات العظمة والجلال وإفراده وحده
بالعباده.وهو ثلاثة أقسام أحدها:

توحيد الأسماء والصفات:وهو اعتقاد انفراد الرب جل جلاله بالكمال المطلق
من جميع الوجوه .بنعوت العظمة والجلال التي لا يشاركه فيها مشارك
بوجه من الوجوه.وذالك بإثبات ما أثبته الله عز وجل لنفسه أو أثبته له رسوله
صل الله عليه وسلم من جميع الأسماء والصفات وأحكامها ومعانيها الواردة في
الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله من غير نفي لشيء منها ولا تحريف ولا تشبيه ولا تمثيل.
وأن تنفي جميع ما نفى الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله من النقائص و
العيوب.وعن كل ما ينافي كماله.قال الله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

القسم الثاني:توحيد الريوبية
بأن يعتقد العبد بأن الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق والتدبيروالملك.
وأن الله هو الخالق البارئ المصور الرزاق المعطي المانع الضار النافع.
وأنه رب كل شيء الذي ربى جميع الخلق بالنعم وربى خواص خلقه وهم
الأنبياء وأتباعهم بالعقائد الصحيحة والأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة
والعلوم النافعة وهذه التربية النافعة للقلوب والأرواح المثمرة لسعادة الدارين


القسم الثالث:توحيد الألوهية
ويقال له توحيد العبادة
وهو العلم والإعتراف بأن الله ذو الألوهية والعبودية على جميع خلقه.
وإخلاص الدين لله وحده؛وإفراده وحده بالعبادة كلها؛كالإسلام والإيمان
والإحسان والدعاء والحب والخوف الرجاء والإستغاثة والإستعانة والإستعاذة
والرغبةو الرهبة والإنابة والتوكل والخشوع والخشية.
وهذا الأخير يستلزم القسمين الأولين ويتضمنهما.لأن الألوهية التي
هي صفة تعم أوصاف الكمال.وجميع أوصاف الربوبية والعظمة
فإنه المألوه المعبود لما له من أوصاف العظمة والجلال ولما أسداه
إلى خلقه من الفواضل الأفضال.فتوحده تعالى بصفات الكمال وتفرده
بالبربوبية يلزم منه أن لا يستحق العبادة أحد سواه.
ومقصود دعوة الرسل من أولهم إلى أخرهم الدعوة إلى هذا التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وقد قمت بإضافة أنواع العبادة إلى توحبد الألوهيةمن كتاب الأصول الثلاثة

القول السديد في مقاصد التوحيد للشيخ السعدي رحمه الله
كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله