أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
50517 69591

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-30-2010, 10:35 AM
بدرالدين الجزائري بدرالدين الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 319
افتراضي براءة ابن تيمية من مطاعن ابن حجر في (الدرر الكامنة) الحلقة الاولى للشيخ طيباوي

براءة ابن تيمية من مطاعن ابن حجر في (الدرر الكامنة)
الجزء الأول
قضية ابن تومرت

الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد.....
لقد ترجم الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في كتابه(الدرر الكامنة) ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ترجمة تقترب من الاستيفاء إلا أنه ضمنها بعض المطاعن ذكرها من غير سند، ولا نسبة إلى قائلها.
وهي مطاعن بعيدة عن الموضوعية بمقابل الممادح التي ذكره بها،وهذا ينم عن ضعف في الموقف العلمي، وخلل في الأمانة العلمية من جهة التحقيق العلمي و النزاهة في الحكم،لأن أول شرط في الترجمة بالرواية صحة النقل، وفي الترجمة بالاجتهاد و الاستنباط العزو إلى المصادر.
إضافة إلى أنها متناقضة مع كل ما سطره ابن تيمية في كتبه، وما نقله عنه تلامذته.
وهذه المطاعن تنقسم إلى قسمين:



http://www.taibaoui.com/index.php?type=3
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-30-2010, 02:03 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

براءة ابن تيمية من مطاعن ابن حجر في (الدرر الكامنة)
الجزء الأول
قضية ابن تومرت
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد.....
لقد ترجم الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في كتابه(الدرر الكامنة) ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ترجمة تقترب من الاستيفاء إلا أنه ضمنها بعض المطاعن ذكرها من غير سند، ولا نسبة إلى قائلها.
وهي مطاعن بعيدة عن الموضوعية بمقابل الممادح التي ذكره بها،وهذا ينم عن ضعف في الموقف العلمي، وخلل في الأمانة العلمية من جهة التحقيق العلمي و النزاهة في الحكم،لأن أول شرط في الترجمة بالرواية صحة النقل، وفي الترجمة بالاجتهاد و الاستنباط العزو إلى المصادر.
إضافة إلى أنها متناقضة مع كل ما سطره ابن تيمية في كتبه، وما نقله عنه تلامذته.
وهذه المطاعن تنقسم إلى قسمين:
1 ـ مطاعن لا أصل لها في شيء من كتب ابن تيمية ، و فيما نقله عنه أصحابه وتلامذته، صنعها خصومه بسب حملاته العلمية التي طالتهم أو طالت مذاهبهم و أئمتهم .
2 ـ عبارات اقطتعت من سياقها،أوردها في سياق النقض الجدلي، بمجرد الرجوع إلى النص بتمامه يتبيّن أنها افتعالية، ومن باب التقول عليه ،وافتعال الأعذار لذمه و النيل منه .
بل أحيانا طعنوا فيه لقوله بمضمون النصوص، بل وبمنطوقها، كما في تهمة الثناء على العاصي بن الربيع ، قال ابن حزم في (الرسائل)(2/115): (( رجلان أثنى عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: أبو بكر الصديق والعاصي بن الربيع.)).
و في بعضها طعن فيه ابن حجر بما يقوله هو نفسه في كتبه الأخرى، كما في مسألة خطبة علي ـ رضي الله عنه ـ لبنت أبي جهل ،وما تضمنته من أحكام شرعية.
فمن خلال التحقيق العلمي في هذه المطاعن نتبيّن حقيقة موقف ابن حجر من ابن تيمية ،و أنه موقف بعيد عن التحقيق العلمي الذي عرف به الحافظ، يتسم بالتساهل، ومسايرة خصوم ابن تيمية .
وقد يشفع لابن حجر أنه ذكر بعض ما قيل من فضائل ابن تيمية، وقام بتقريض كتاب ابن ناصر الدمشقي (الرد الوافر) فربما هذا تدارك منه للموقف، ومحاولة تعديل الكفة لأنه جانب الصواب في رواية أكاذيب يعلم ابن حجر، ولا شك أنه أول العالمين أنها باطلة.
من المفروض من الحافظ ابن حجر وهو من محققي أهل الحديث في الروايات و التراجم عندما يأتي إلى تقييم العلماء من خلال ترجمة مستوفية لمواقفهم العلمية المختلفة أن يترك جانبا طريقة (ذكر كل ما قيل في الرجل) لأنه هنا إضافة إلى وجوب التحقق من النقل،وعدم الاكتفاء بصيغ التمريض كقوله: (( ومنهم )) عليه أن ينظر في كتب الشيخ ـ وكانت متوفرة له بحيث نقل منها في كتبه ـ و ينظر هل هذا الذي نسب له موجود في كتبه أم لا؟!
ثم إنه نقل عن شيوخه، ومن هم أهل الشأن في هذا الباب، ولم ينسبوا ابن تيمية إلى هذا الخبل الذي ذكره عنه، فهل نسي ابن حجر منهج التحقيق، و أصبح يجمع ما يقع تحت يديه لأسباب ما؟!
لقد حاول بعض الناس ممن تقف كتب ابن تيمية أمامهم سدا منيعا استغلال هذه المطاعن، و الترويج لها باسم ابن حجر، مع أن ابن حجر لم يذكرها مسندة،بل وذكر ما يناقضها من فضائل ابن تيمية إلا أن هؤلاء استغلوا مكانة ابن حجر و اسمه لإذاعة هذه المطاعن خاصة الشيعة .
وكما قال السبكي : (( كتب التاريخ مملوءة بالجهل و التعصب)) فلننظر في هذه المطاعن بحيادية، و نخلص بعدها إلى نتيجة علمية موضوعية تعيد الحقوق إلى أهلها، و تبيّن حال بعض أهل العلم عندما تصطدم عقائدهم و منافعهم مع الأمانة العلمية.
نقد منهج ابن حجر في ذكر هذه المطاعن:
1 ـ لم يذكر ابن حجر من قال هذا الكلام، ومن أي كتاب أخذه،لأنه بالتعرف على صاحب هذا القول من خلال ترجمته نعرف دوافعه و مصادره وسنده، و هذا الشرط يبطل مطاعن ابن حجر في (الدرر الكامنة) من أصلها،إذ بعدمه تفقد أية قيمة علمية عند أصحاب المنهج العلمي و التحقيق الموضوعي.
ولقد أشار إلى هذا الضعف فيما نقله الحافظ من مطاعن المؤرخ البارع نعمان الألوسي في كتابه (جلاء العينين)(1/73) عندما قال:
((كان ينبغي من ابن حجر أن يعزو هذا الكلام إلى الكتاب الذي نقله منه ونسبه إلى ابن تيمية ، ثم نظر بعين التدبر والإنصاف إليه على تقدير صحته بهذه العبارة فهل يقتضي هذا التهور العظيم والطعن الوخيم ! وسيقف بحوله سبحانه على تفصيله كالدر النظم .)).
وقال أيضاً(1/81) : ((فإذا وعيت ما تلوناه عليك تبين لك أن حكاية من رمى الشيخ ابن تيمية باستنقاصه للصحابة ذوي النفوس الزكية كلام ولا أصل له ولا أساس ؛ بل هو من عمل من يوسوس في صدور الناس فنعوذ بالله من سر الوسواس الخناس . والحمد لله وحده .
وبه أيضاً تبين للمصنف وكلامنا معه أن ما نسبه الشيخ ابن حجر إلى شيخ الإسلام من سوء الاعتقاد في أكابر الصحابة الكرام لا أصل له .،وكذا أغلب ما نسب إليه كما ستقف - إن شاء الله تعالى عليه .)).
النقد الثاني:
لترجمة العلماء و نقل مذاهبهم شروط علمية واضحة متى افتقدها المؤرخ سقط نقله،ومعه حجيته،،وحتى أبيّن مجانبة ابن حجر لشروط ترجمة العلماء و نقل مذاهبهم، و افتقاده إلى الموضوعية و الحياد في هذه القضية أذكر الشروط التي ذكرها خصوم ابن تيمية في هذا الباب، وهل وفوا بها عندما ترجموه أم هي شروط وضعوها للدفاع عن طائفتهم فقط ؟!
قال تاج الدين السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى)(2/22):
(( إن أهل التاريخ ربما وضعوا من أناس ورفعوا أناسا إما لتعصب، أو لجهل، أو لمجرد اعتماد على نقل من لا يوثق به، أو غير ذلك من الأسباب.
والجهل في المؤرخين أكثر منه في أهل الجرح والتعديل، وكذلك التعصب، قل أن رأيت تاريخا خاليا من ذلك.
والرأي عندنا (السبكي) أن لا يقبل مدح، ولا ذم من المؤرخين إلا بما اشترطه إمام الأئمة - والده - حيث قال يشترط في المؤرخ:
1 - الصدق.
[ قلت: لا صدق بدون السند و العزو إلى المصدر]
2 - إذا نقل يعتمد اللفظ دون المعنى.
[ ما نقله ابن حجرمما اقتطع من كلام ابن تيمية ذكره بالمعنى]
3 - وأن يكون ذلك الذي نقله أخده في المذاكرة، وكتبه بعد ذلك.
4 - وأن يسمي المنقول عنه، فهذه شروط أربعة فيما ينقله.))
[ قلت: أي عند الترجمة بالرواية، وابن حجر لم يفعل هذا، فلم يذكر عمن نقل ومن أي كتاب]
ثم قال :
((ويشترط فيه أيضا: لما يترجمه من عند نفسه، ولما عساه يطول في التراجم من النقول ويقصر.[ الترجمة بالاجتهاد و الاستنباط]
1 - أن يكون عارفا بحال الترجمة، علما ودينا وغيرهما من الصفات.
2 - أن يكون حسن العبارة، عارفا بمدلولات الألفاظ.
3 - أن يكون حسن التصور، حتى يتصور حال ترجمته جميع حال ذلك الشخص ويعبر عنه بعبارة لا تزيد عليه، ولا تنقص عنه.
4 - أن لا يغلبه الهوى فيخيل إليه هواه الإطناب في مدح من يحبه، والتقصير
في غيره.
....وأصعب هذه الشروط الاطلاع على حال الشخص في العلم، فإنه يحتاج إلى المشاركة في علمه والقرب منه حتى يعرف مرتبته)).
قلت: أكثر هذه الشروط مفقودة فيما نقله ابن حجر من مطاعن.
قال ابن حجر في (لسان الميزان)(1/16):
(( وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد.))
وبهذا يظهر أن الحافظ ابن حجر أهمل كل هذه الشروط عند ذكره لتلك المطاعن ،فلم يذكر عمن نقلها ، ومن أي كتاب،ولا هو مشارك لشيخ الإسلام في علمه، فإنما صناعته الحديث فقط،وهو ضعيف جدا في علم الكلام وما يتعلق به.
وقد علم أن ما نقله هو من نسج خصوم ابن تيمية في الاعتقاد، فكان يجب عليه التوقف في قبول هذه المطاعن، وروايتها في كتابه إلا أن يعمل فيها يد التحقيق، فإما يثبتها، و إما ينفيها ،هذا هو المنهج العلمي.
أما ذكرها معلقة فيفقد ترجمته مصداقيتها و نزاهتها، و بالتالي تفقد قيمتها العلمية، خاصة وقد جاءت مخالفة لترجمة من عاصروا ابن تيمية كابن الزملكاني، و الصفدي،و الألوسي الأب و الابن، و غيرهم.
وقد يظهر من كلام ابن حجر العسقلاني في بعض المواضع من هذه الترجمة لابن تيمية أنه يكيل بمكيالين، فقد جاء بمقدمة كاذبة مفادها أن ابن تيمية يبغض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهذا ما سنفنده، و بناء عليه نسبه بلسان غيره إلى النفاق عملا بالحديث :(( لا يبغضك إلا منافق)).
قلت : يكيل بمكيالين لأنه ترجم جميع الرواة الذين عرفوا بالإجماع بانحرافهم و بغضهم لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ولم يطبق عليهم هذا الحديث، بل تأول لهم و مدحهم، مثل: عثمان بن حريز،وعبد الله بن شقيق العقيلي ،وخالد بن سلمة الفأفأ ،و الجوزجاني، حتى انتقده الشيعة أمثال البعلوي في كتابه( العتب الجميل) وقالوا : كيف يوثق من ثبت نفاقهم؟
وقد بيّن الحافظ هذه القضية في ( تهذيب لتهذيب)(418/8) ولكنه لم يطبقها في ترجمة ابن تيمية،هذا أذا فرضنا صحة هذه التهمة، و إلا فإن ابن تيمية أشد موالاة للصحابة من ابن حجر و جميع شيوخه،لأن من يدعو إلى تجديد علم الصحابة، و الاقتداء بهم في العلم و العمل، و يدافع عنهم أكثر من دفاعه على علماء الكلام أو طائفته هو الصادق في موالاتهم.
قال الحافظ: ((وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غاليا وتوهينهم الشيعة مطلقا، ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق.
ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب، وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه وسلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض، والحب بعكسه، وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا، والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم، والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار، وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس، فكذا يقال في حق علي، وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة، والتمسك بأمور الديانة، بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب، ولا يتورع في الأخبار، والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قتل عثمان، أو كان أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم أنضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي.))
قلت: لقد بيّن الحافظ أن هذا الحديث ( لا يبغضك إلا منافق) ليس على عمومه، مثله مثل حديث ( حب الأنصار) وأن ذلك يحمل على من أبغضه من أجل نصرته النبي صلى الله عليه و سلم، و أنه حتى الناصبة لم يبغضوه من أجل ذلك ،و إنما لاعتقادهم الخاطئ أنه قتل عثمان أو أعان عليه،و أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي، و أن هذا من بغض الدنيا لا من بغض الدين ،ثم وازن بينهم وبين الرافضة، وفضلهم عليهم بصدق اللهجة و التمسك بأمور الديانة.
وهذا الذي قاله ابن حجر هو عين ما يذم به ابن تيمية فأي ميزان هذا؟!
ولا بأس أن أذكر هنا لما روى أهل السنة عن الناصبة ولم يرووا عن الرافضة إضافة إلى ما ذكره الحافظ في جوابه فأقول:
1 ـ شيعة عثمان وهم الناصبة أفضل من الشيعة من كل وجه،فهم أكثر خيرا منهم و أقل شرا.
2 ـ الناصبة لهم بدعة واحدة وحيدة، وهي الانحراف عن علي ـ رضي الله عنه ـ ببغضه و سبه على المنابر لما جرى بينهم و بينه من القتال لكن مع ذلك لم يكفروه، ولا كفروا من يحبه .
أما الشيعة ففيهم كم هائل من البدع المكفرة و الغليظة، فقد كفروا الصحابة و الأمة، و يلعنون كبار الصحابة، و يرمونهم بالكفر و الزندقة و الفواحش.
ولا شك أن من يبغض صحابيا واحدا و يتولى بقيتهم خير عند الله و عند رسوله ممن يتولى واحدا و يبغض بل و يكفر بقيتهم.
3 ـ الناصبة قاتلوا الروم و الترك و الكفار وفتحوا الأمصار، بينما الشيعة لا يقاتلون إلا المسلمين ، ولا يعرف أنهم قاتلوا الكفار، بل كانوا عورة المسلمين و أعوان التتر و الإفرنج على المسلمين.
4 ـ لم يدخل في الناصبة المرتدون و الزنادقة و الدجاجلة كما دخل في الشيعة من هؤلاء ما امتلأت بذكرهم كتب التاريخ و التراجم.
5 ـ الناصبة لم يدعوا في عثمان ـ رضي الله عنه ـ النبوة أو الألوهية بخلاف الشيعة ففيهم طوائف تزعم له النبوة، ومنهم من يألهه.
6 ـ الناصبة فرقة واحدة ما عدا بدعتهم في الانحراف عن علي ـ رضي الله عنهم ـ هم أهل سنة في الاعتقاد و الأصول و الأحكام، بينما الشيعة ملل ونحل،وفيهم الباطنية ، و يخالفون أهل السنة في الاعتقاد و الأصول وبعض الأحكام.
7 ـ لم تزعم الناصبة أن عثمان معصوم ، بخلاف الشيعة الذين زعموا العصمة لكل أئمتهم .
8 ـ الناصبة يتولون أبا بكر و عمر و عائشة و طلحة و الزبير و سعدا، و يقدمون الشيخين على عثمان، بينما الشيعة يذمونهم و يقدمون عليا عليهم في كل شيء.
9 ـ الناصبة غاية ما يستندون إليه في بدعتهم زعمهم أن عليا شارك في قتل عثمان أو أعان عليه، ومع ذلك لا يضعون الأحاديث بخلاف الشيعة الذين عرفوا بالكذب في الرواية.
فالشر والفساد الذي في الشيعة أعظم بكثير من الشر والفساد الذي في الناصبة، والخير والصلاح الذي في الناصبة أضعاف أضعاف الخير الذي في الشيعة.
فلهذه الأسباب يروي أهل السنة عن الناصبة ،ولا يروون عن الشيعة الرافضة .
المقصود أن ما قرره الحافظ ابن حجر هو عين ما قرره ابن تيمية ،وما ترمي به الشيعة ابن تيمية من النصب هو هذا الذي قرره ابن حجر.
ومما يدلك على أن ابن حجر لا يعتقد هذه الترهات أنه قرض (الرد الوافر) لابن ناصر الدين الدمشقي الذي كتبه للدفاع عن ابن تيمية.
و الآن إلى المطاعن نفحصها واحدة واحدة.
مسألة ابن تومرت:
قال ابن حجر في ترجمة ابن تيمية من ( الدرر الكامنة)(47/1):
((ونسبه قوم إلى أنه يسعى في الإمامة الكبرى، فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه)).
قلت: لقد ذكر ابن تيمية محمد بن تومرت في مواضع من كتبه، تتبعتها كلها فلم أجده يطريه، بل يذمه أشد الذم.
و الاختلاف العلمي الوحيد الممكن معه في هذه القضية هو في نسبته ابن تومرت إلى الاعتزال، بينما نسبه أكثر المترجمين له إلى الأشعرية، وهذه سنجيب عنها في الآخر،ونذكر سببها بعد أن نبيّن كذب هذه التهمة،و أن أصحاب ابن تومرت، ومن كان يطريه هم الطائفة القريبة من ابن حجر، وليس ابن تيمية.
2 ـ إليك ما قاله ابن تيمية عن ابن تومرت في جميع كتبه، وقابل بينه و بين ما نسبه إليه ابن حجر زورا .
قال ابن تيمية في( الدرء)(2/174): ((ولقب ابن تومرت أصحابه بذلك إذ كان قوله في التوحيد قول نفاة الصفات جهم وابن سينا ويقال إنه تلقى ذلك عمن يوجد في كلامه موافقة الفلاسفة تارة ومخالفتهم أخرى ))
قلت: يقصد الغزالي فقد ذكر الغزالي في كتابه (سر العالمين وكشف ما في الدارين)(ص:1):
((فلما رأيت أهل الزمان همهم قاصرة على نيل المقاصد الباطنة والظاهرة، وسألني جماعة من ملوك الأرض أن أضع لهم كتاباً معدوم المثل لنيل مقاصدهم واقتناص المماليك وما يعينهم على ذلك استخرت الله فوضعت لهم كتاباً. وسميته بكتاب ( سر العالمين وكشف ما في الدارين ) ..... فهو يصلح للعالم الزاهد وشريك شرك المالك بتطييب قلوب الجند وجذبهم إليه بالمواعظ، فأول من استحسنه وقرأه على بالمدرسة النظامية سراً من الناس، في النوبة الثانية بعد رجوعي من السفر رجل من أرض المغرب يقال له محمد بن تومرت من أهل سلمية، وتوسمت منه الملك.)).
قال ابن تيمية : ((قلت: ولهذا رأيت لابن التومرت كتابا في التوحيد صرح فيه بنفي الصفات، ولهذا لم يذكر في (مرشدته) شيئا من إثبات الصفات ،ولا إثبات الرؤية ولا قال إن كلام الله غير مخلوق، ونحو ذلك من المسائل التي جرت عادة مثبتة الصفات بذكرها ،ولهذا كان حقيقة قوله موافقا لحقيقة قول ابن سبعين والقائلين بالوجود المطلق موافقة لابن سينا، وقد ذكر ابن التومرت في (فوائده المشرقية) أن الوجود مشترك بين الخالق والمخلوق فوجود الخالق يكون مجردا ووجود المخلوق يكون مقيدا وقال ابن التومرت في كتاب( الدليل والعلم) ....))
قلت: يتبين من هذا النقل أن ابن تيمية ينطلق في نقده ابن تومرت وذمه من موقف علمي صحيح يرتكز على دراسة كاملة لكتب ابن تومرت، بينما بعض من ترجم ابن تومرت و مدحه كالسبكي لا يعرف كل كتبه، ولا يظهر من ترجمته أنه اطلع عليها، بل ينقل عن غيره.
و شتان بين من يحكم على الناس من كتبهم، وبين من يحكم لهم لمجرد أنهم نفاة الصفات حتى ولو كانوا شيعة يقولون بعصمة الإمام، ودجاجلة يدعون المهدوية، ومبتدعة يزيدون في الآذان كما صح عن ابن تومرت.
قال ابن تيمية في (الفتاوى المصرية )(1/97):
((حتى ادعى ابن تومرت المغربي صاحب (المرشد) أنه المهدي صار طائفة من الغلاة في مشايخهم يعتقدون لهم العصمة بقلوبهم أو يقولون إنه محفوظ والمعنى واحد ولو أقر بلسانه عاملة بالعصمة بقلبه فهؤلاء إذا اعتقدوا العصمة في بعض العوام كييف لا يعتقدون ذلك في الأنبياء، فإن كان من المسلمين من اعتقد أن الأنبياء أفضل من شيخه وإمامه وهو يعتقد عصمة شيخه فهو يعتقد عصمتهم بطريق الأولى وإن كان من الزنادقة الذين يعتقدون أن الشيخ أفضل من النبي كما يقوله المتفلسفة والشيعة وغلاة الصوفية لاتحادية.))
وقال في (منهاج السنة)(4/99):
((وأصحاب ابن تومرت الذي ادعى أنه المهدى يقولون إنه معصوم ويقولون في خطبة الجمعة الإمام المعصوم والمهدي المعلوم ويقال إنهم قتلوا بعض من أنكر أن يكون معصوما ومعلوم أن كل هذه الأقوال مخالفة لدين الإسلام للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها....))
قلت: ذكر الذهبي في( سير أعلام النبلاء)(20/217) أن القاضي عياض قتله أتباع ابن تومرت بالطعن بالرمح لأنه أنكر عصمته، قال : (( بلغني أنه قتل بالرماح لكونه أنكر عصمة ابن تومرت.))
وقال ابن تيمية في (إبطال الحيل)(2/179):
(( ولهذا كان المغاربة الذين اتبعوا ابن التومرت المتبع لأبي المعالي أمثل وأقرب إلى الإسلام من المغاربة الذين اتبعوا القرامطة وغلوا في الرفض والتجهم حتى انسلخوا من الإسلام فظنوا أن هذه الأصول التي وضعوها هي أصول الدين الذي لا يتم الدين إلا بها , وجعلوا الصحابة حين تركوا أصول الدين كانوا مشغولين عنه بالجهاد ))
قلت: هنا يبيّن ابن تيمية أن ابن تومرت كان متبعا لأبي المعالي، ومعلوم أن أبا المعالي في( الشامل) أقرب إلى المعتزلة منه إلى الأشاعرة، فهو أول من أدخل الفلسفة و التعطيل في عقائد الأشعرية،ومن هذه الحيثية يمكن أن نقول بأنه من الأشاعرة المائلين للاعتزال، بخلاف سلفه كالأشعري و الباقلاني وغيرهما.
وقال ابن تيمية في المصدر نفسه (3/201):
(( ولهذا اختار كل مبطل أن يأتي بمخاريق لقصد صلاح العامة , كما فعل ابن التومرت الملقب بالمهدي , ومذهبه في الصفات مذهب الفلاسفة لأنه كان مثلها في الجملة , ولم يكن منافقا مكذبا للرسل معطلا للشرائع , ولا يجعل للشريعة العملية باطنا يخالف ظاهرها ; بل كان فيه نوع من رأي الجهمية الموافق لرأي الفلاسفة , ونوع من رأي الخوارج الذين يرون السيف ويكفرون بالذنب .)).
قلت: هذا صحيح، فعقيدة ابن تومرت فيها التعطيل المحض، وهو مذهب الفلاسفة، وعنهم أخذه المتكلمون مثل الجويني و الغزالي الذين تأثرا بكتب ابن سينا كـ (النجاة) و (الشفا) كما صرح بذلك القشيري و الصفدي.
أما كون ابن تومرت كان فيه نوع من رأي الخوارج، فقد ذكره كذلك الشاطبي في( الاعتصام)(1/446):
((.... فمن هنا لا ينبغي للراسخ في العلم أن يقول : هؤلاء الفرق هم بنو فلان وبنو فلان ! وإن كان يعرفهم بعلامتهم بحسب اجتهاده اللهم إلا في موطنين :
أحدهما : حيث نبه الشرع على تعيينهم كالخوارج فإنه ظهر من استقرائه أنهم متمكنون تحت حديث الفرق، ويجري مجراهم من سلك سبيلهم فإن أقرب الناس إليهم شيعة المهدي المغربي فإنه ظهر فيهم الأمران اللذان عرف النبي صلى الله عليه و سلم بهما في الخوارج من أنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وأنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان فإنهم أخذوا أنفسهم بقراءة القرآن وإقرائه حتى ابتدعوا فيه ثم لم يتفقهوا فيه ولا عرفوا مقاصده ولذلك طرحوا كتب العلماء وسموها كتب الرأي وخرقوها ومزقوا أدمها مع أن الفقهاء هم الذين بينوا في كتبهم معاني الكتاب والسنة على الوجه الذي ينبغي وأخذوا في قتال أهل الإسلام بتأويل فاسد زعموا عليهم أنهم مجسمون وأنهم غير موحدين وتركوا الانفراد بقتال أهل الكفر من النصارى والمجاورين لهم وغيرهم)).
قلت: هذه التهمة التي استباح بها ابن تومرت دماء المسلمين بعد خروجه على دولة المرابطين ، وهي تهمة التجسيم هي ما مدحه بها السبكي في (الطبقات الكبرى) (8/138)،ووفقا لرأي الشاطبي يكون السبكي مثله .
قال ابن تيمية في (الفتاوى الكبرى)(5/85):
(( وأما الزمخشري فتفسيره محشو بالبدعة، وعلى طريقة المعتزلة، من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد وغير ذلك من أصول المعتزلة، وأصولهم خمسة يسمونها التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن معنى التوحيد عندهم يتضمن نفي الصفات، ولهذا سمى ابن التومرت أصحابه الموحدين، وهذا إنما هو إلحاد في أسماء الله وآياته.)).
وفي (المجموع)(1/206):
((حتى ادعى ابن التومرت المغربي صاحب «المرشدة» أنه المهدي صار طائفة من الغلاة في مشايخهم يعتقدون لهم العصمة بقلوبهم أو يقولون: إنه محفوظ والمعنى واحد، ولو أقر له بلسانه عامله بالعصمة بقلبه، فهؤلاء إذا اعتقدوا العصمة في بعض العوام كيف لا يعتقدون ذلك في الأنبياء؟)).
وقال في(النبوات)(88):
(( وذكر لي أنه تناظر اثنان متفلسف سبعيني ومتكلم على مذهب ابن التومرت فقال ذاك نحن شيخنا يقول بالوجود المطلق فقال الآخر ونحن كذلك إمامنا قلت له والمطلق في الأذهان لا في الأعيان فتبين له ذلك وأخذ يصنف في الرد عليهم ولم أكن أظن ابن التومرت يقول بالوجود المطلق حتى وقفت بعد هذا على كلامه المبسوط فوجدته كذلك، وأنه كان يقول الحق حقان الحق المقيد والحق المطلق وهو الرب، وتبينت أنه لا يثبت شيئا من الصفات، ولا ما يتميز به موجود عن موجود فان ذلك يقيد شيئا من الاطلاق، وسألني هذا عما يحتجون به من الحديث مثل الحديث المذكور في العقل وأن أول ما خلق الله تعالى العقل ومثل حديث كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن اعرف وغير ذلك فكتبت له جوابا مبسوطا وذكرت أن هذه الأحاديث موضوعة وأبو حامد وهؤلاء لا يعتمدون على هذا وقد نقلوه إما من رسائل إخوان الصفا أو من كلام أبي حيان التوحيدي أو من نحو ذلك وهؤلاء في الحقيقة هم من جنس الباطنية الإسماعيلية لكن أولئك يتظاهرون بالتشيع والرفض وهؤلاء غالبهم يميلون إلى التشيع ويفضلون عليا ومنهم من يفضله بالعلم الباطن ويفضل أبا بكر في العلم الظاهر كأبي الحسن الحرلي وفيه نوع من مذهب الباطنية الاسماعيلية لكن لا يقول بوحدة الوجود مثل هؤلاء ولا أظنه يفضل غير الأنبياء عليهم فهو أنبل من هؤلاء من وجه لكنه ضعيف المعرفة بالحديث والسير وكلام الصحابة والتابعين فيبني له أصولا على أحاديث موضوعة ويخرج كلامه من تصوف وعقليات وحقائق وهو خير من هؤلاء وفي كلامه أشياء حسنة صحيحة وأشياء كثيرة باطلة والله سبحانه وتعالى أعلم .))
وقال في (بغية المرتاد)(495/1):
(( وأقبح من غلو هؤلاء ما كان عليه المتسمون بالموحدين في متبوعهم الملقب بالمهدي محمد بن التومرت الذي أقام دولتهم بما أقامها به من الكذب والمحال وقتل المسلمين واستحلال الدماء والأموال فعل الخوارج المارقين ومن الابتداع في الدين مع ما كان عليه من الزهد والفضيلة المتوسطة ومع ما ألزمهم به من الشرائع الإسلامية والسنن النبوية فجمع بين خير وشر لكن من أقبح ما انتحلوه فيه خطبتهم له على المنابر بقولهم الإمام المعصوم والمهدي المعلوم.
وبلغني أن بعض عقلاء خلفائهم جمع العلماء فسألهم عن ذلك فسكتوا خوفا لأنه كان من تظاهر بإنكار شيء من ذلك قتل علانية إن أمكن وإلا قتل سرا ويقال أنهم قتلوا القاضي أبا بكر بن العربي والقاضي عياضا السبتي وغيرهما .
وجهالهم يغلون في ابن التومرت حتى يجعلوه مثل النبي وينشدون
... إذا كان من بالشرق في الغرب مثله ... فللوا له المشتاق أن يتحيرا ...
وهم يقولون في الخطبة الذي أيد بالحكمة فكان أمره حتما واكتنف بالعدل اللائح والنور الواضح الذي ملأ الأرض فلم يدع فيها ظلاما ولا ظلما)).
وقال في(بيان تلبيس الجهمية)(465/1):
(( ومن هنا أخذ محمد ابن التومرت هذا اللقب وسمى طائفته الموحدين ووضع لهم (المرشدة) المتضمنة لمثل عقيدة المعتزلة وغيرهم من الجهمية في التوحيد ).
وفي المصدر نفسه(470/1):
(( قال أبو المعالي فإن قيل أوضحوا معنى التوحيد قيل مراد المتكلمين من إطلاق هذه اللفظة الوحدانية والحكم بذلك وأبو المعالي كثيرا ما يقول قال الموحدون ويعني بهم هؤلاء وسلك سبيله ابن التومرت في لفظة الموحدين لكن لم يذكر في مرشدته الصفات الثبوتية، كما يذهب إليه أبو المعالي ونحوه لكن اقتصر على الصفات السلبية، وعلى الأحكام، وهذه طريقة المعتزلة والنجارية ونحوهم)).
قلت : من هنا يتبين خطأ السبكي وعدم دقته العلمية حينما قال في(طبقات الشافعية الكبرى)(8/183): (( وهذه العقيدة المرشدة جرى قائلها على المنهاج القويم والعقد المستقيم وأصاب فيما نزه به العلي العظيم ووقفت على جواب لابن تيمية سئل فيه عنها ذكر فيه أنها تنسب لابن تومرت وذلك بعيد من الصحة أو باطل لأن المشهور أن ابن تومرت كان يوافق المعتزلة في أصولهم وهذه مباينة لهم انتهى
وأطال العلائي في تعظيم المرشدة والإزراء بشيخنا الذهبي وسيف الدين ابن المجد فيما ذكراه.
فأما دعواه أن ابن تومرت كان معتزليا فلم يصح عندنا ذلك والأغلب أنه كان أشعريا صحيح العقيدة أميرا عادلا داعيا إلى طريق الحق)).
قلت:ابن تيمية كان دقيقا في وصف عقيدة ابن تومرت عندما بين ما أخذه هذا الأخير من عقيدة أبي المعالي الجويني وما تركه،وكيف قلده حتى في التسمي بـ ( الموحدين) فإنه لم يذكر في ( المرشدة) إلا الصفات السلبية، ولم يثبت شيئا من الصفات الثبوتية، وهذا مذهب المعتزلة لا مذهب الأشاعرة ، ولكن السبكي جرى على عادته في مخالفة ابن تيمية ليس إلا.
ثم يتبين أن الذين مدحوا ابن تومرت هم العلائي و السبكي لا ابن تيمية،فإن كان أحد متاثرا به ويحب أن يقلده فهو من يمدحه لا من يذمه، ولا شك أن ابن حجر يعلم ذلك فقد اطلع على (الطبقات الكبرى) يقينا.
وقد مدح ابن رشد ابن تومرت في كتابه (مناهج الأدلة ) كما هي عادته في التقرب إلى السلاطين ومداهنتهم و التصنع و التبصبص لهم، خاصة و أن المرابطين المتبعين لطريقة الفقهاء أحرقوا كتبه، و أصبته نكبة عظيمة في عهدهم.
قال ابن تيمية في المصدر السابق (363/5):
(( قال ابن رشد : وأما ما حصله الإمام المهدي من التصريح بنفي الجسمية فهو الواجب بحسب زمانه....ولما كانت خاصة الإمام المهدي رفع الاختلاف بين الناس أتى مقررا لنفي الجسمية عنه سبحانه كفر المثبت للجسمية وهو شيء جرى من فعله في الشرع في وقته - وبحسب الناس الذين وجد فيهم - مجرى التتميم والتبيين والله يختص بفضله من يشاء ...))
وقال في (المنهاج)/84/4):
(( وأما إذا أخذ يعيب ذلك من يعوض عنه بما هو شر منه كطائفة ابن التومرت الذي كان يدعى فيه أنه المهدي المعلوم والإمام المعصوم إذا ذكروه باسمه على المنبر ووصفوه بالصفات التي تعلم أنه أباطلة وجعلوا حزبه هم خواص أمة محمد صلى الله ليه وسلم وتركوا مع ذلك ذكر أبي بكر وعمر وعثمان وعلى الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين الذين ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان أنهم خير هذه الأمة وأفضلها وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون في زمن أفضل القرون ثم أخذ هؤلاء التومرتية ينتصرون لذلك بأن ذكر الخلفاء الأربعة ليس سنة بل بدعة كان هذا القول مردودا عليهم غاية الرد مع ذكرهم لإمامهم ابن التومرت بعد موته فإنه لا يشك من يؤمن بالله واليوم الآخر أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم خير منه وأفضل منه وأن أتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم وقيامهم بأمره أكمل بل ذكر غير واحد من خلفاء بني أمية وبني العباس أولى من ذكر هذا الملقب بالمهدي فإن خلافة أولئك خير من خلافته وقيامهم بالإسلام خير من قيامه وظهورهم بمشارق الأرض ومغاربها أعظم من ظهوره وما فعلوه من الخير أعظم مما فعله هو وفعل هو من الكذب والظلم والجهل والشر ما لم يفعله أولئك فكيف يكون هو المهدي دونهم أم كيف يكون ذكره والثناء عليه.)).
وبهذا التوضيح بنقل كلام ابن تيمية يتبيّن أن هذه التهمة لا يمكن أن تأتي إلا من كاذب حاقد أراد أن يستعدي عليه السلطان بمثل هذه الفرية .
كذلك ممن يؤخذ على الحافظ ابن حجر أنه لم يذكر في كتبه علاقة ابن تومرت بالغزالي ، وهي ثابتة مليون مرة على ما نسبه لابن تيمية.
و في الأخير أقول: لقد كان ابن تومرت معتزليا في عقيدته يميل إلى التشيع ، يقول بعصمة الإمام، خارجيا أعمل السيف في المسلمين،كذابا زعم أنه من نسل علي رضي الله عنه وهو بربري مصمودي من أهل السوس ،وزعم أنه المهدي ،دجالا يفتعل المخاريق، مبتدعا مشَعوِذا، ، وكم له من بِدَع جَرى بها العملُ كـ:(أَصْبَحُ ولله الحمد) في آذان الصبح، ولا زالوا يقولونها إلى الآن ،والتهليل يوم الأحد ليلاً، ويومَ الخميس ليلا قبل صلاة العشاء والصبح.
أخذ عن الكيا الهراسي، وأبي حامد الغزالي، وأبي بكر الطرطوشي ،قال ابن خلدون (التاريخ)(6/226): (( وكان ابن تومرت قد لقي بالمشرق أئمة الاشعرية من أهل السنة، وأخذ عنهم، واستحسن طريقهم في الانتصار للعقائد السلفية، والذب عنها بالحجج العقلية الدامغة في صدر أهل البدعة، وذهب في رأيهم إلى تأويل المتشابه من الآي والأحاديث، بعد أن كان أهل المغرب بمعزل عن اتباعهم في التأويل، والأخذ برأيهم فيه الاقتداء بالسلف في ترك التأويل، وإقرار المتشابهات كما جاءت .... وكان من رأيه القول بعصمة الإمام على رأى الإمامية من الشيعة وألف في ذلك كتابه في الإمامة الذي افتتحه بقوله: أعز ما يطلب، وصار هذا المفتتح لقبا على ذلك)).
فالأحرى أن يذم به من مدحه على بدعه، و ارتضى طريقته المخالفة للكتاب و السنة، لا ابن تيمية، و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.

أرزيو/ الجزائر في 28/04/2010

مختار الأخضر الطيـباوي
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-30-2010, 05:52 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

موضوع مهم جدا جزاك الله خيرا أستاذنا بدر الدين وجزى الله الشيخ مختار خيرا .
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-02-2010, 10:38 PM
محب أهل الحديث محب أهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 194
افتراضي

ويؤخذ من هذا أنه ليس كل جرح مفسر مقبولا.
__________________
قال المعلمي :
و قد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى ، فأقرره تقريراً يعجبني ، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى ، فأجدني أتبرم بذاك الخادش و تنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه و غض النظر عن مناقشة ذاك الجواب ، و إنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته ، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس ، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش ؟ فكيف لو لم يلح لي الخدش و لكن رجلاً آخر أعترض علي به ؟ فكيف إذا كان المعترض ممن أكرهه؟
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.