أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
31028 | 123455 |
#11
|
|||
|
|||
في قول الحق تعالى : (ولا تطع من أغفلنا
قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) بيان للسبيلين المتباينين ولا ثالث لهما ، إما الهدى الذي دل عليه الوحي ، وإما الهوى .. قال تعالى : (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وقال : (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى..) . وفيه أن الاستجابة لأمر الأدنى تسمى طاعة !! وأن هذه الطاعة في مثل هذا المحل ضد الحق والهدى !! وعلة خلاف وفرقة !!! فهلا اتعظ بذلك من ولي إمامة الناس في مساجد المسلمين ولسان حاله أنه المأموم .. فالغني يأمره ! والمسؤول يأمره ! والمقلد يأمره ! والسفيه يأمره ! وهو المستجيب المجد !! وتكون الاستجابة أحيانا دون أوامر !! فتسمع المنتسب إلى السنة واتباع النصوص يتحرى -ليته نصا أوسنة- درء الحرج عن نفسه !! بالتمسك بقيل .. أو وجه خلفي لدليل.. ليرد سنة !! ألهذا الحد تنتهي بأهلها شهوة الإمامة ؟!! فاللهم هداك وعافيتك . |
#12
|
|||
|
|||
"مِنْ الْقَوَاعِدِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جِمَاعِ الدِّينِ:
تَأْلِيفَ الْقُلُوبِ وَاجْتِمَاعَ الْكَلِمَةِ وَصَلَاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}. وَيَقُولُ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}. وَيَقُولُ: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ الَّتِي تَأْمُرُ بِالْجَمَاعَةِ والائتلاف وَتَنْهَى عَنْ الْفُرْقَةِ وَالِاخْتِلَافِ. وَأَهْلُ هَذَا الْأَصْلِ: هُمْ أَهْلُ الْجَمَاعَةِ كَمَا أَنَّ الْخَارِجِينَ عَنْهُ هُمْ أَهْلُ الْفُرْقَةِ". من مجموع الفتاوى للشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
__________________
وبالسُّنَّةِ الغَرَّاءِ كُنْ متَمَسِّكًا ... هي العُرْوَةُ الوُثْقَى الَّتي لَيْسَ تُفْصَمُ
تَمَسَّكْ بِهَا مَسْكَ البَخِيْلِ بِمَالِهِ ... وعُضَّ عَلَيْهَا بالنَّوَاجذِ تَسْلَمُ |
#13
|
|||
|
|||
جزاكما الله خيرا على هذا التوجيه الطيب.
__________________
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -في المجموع (3/161): ((أَمَّا الِاعْتِقَادُ: فَلَا يُؤْخَذُ عَنِّي وَلَا عَمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي؛ بَلْ يُؤْخَذُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ)) |
#14
|
|||
|
|||
في قول الحق تعالى (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) بيان للسبيلين المتباينين ولا ثالث لهما ، إما الهدى الذي دل عليه الوحي ، وإما الهوى ..
قال تعالى : (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وقال : (يا دوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى..) . وفيه أن الاستجابة لأمر الأدنى تسمى طاعة !! وأن هذه الطاعة في مثل هذا المحل ضد الحق والهدى !! فهلا اتعظ بذلك من ولي إمامة الناس في مساجد المسلمين ولسان حاله أنه المأموم .. فالغني يأمره ! والمسؤول يأمره ! والمقلد يأمره ! والسفيه يأمره ! وهو المستجيب المجد !! وتكون الاستجابة أحيانا دون أوامر !! فتسمع المنتسب إلى السنة واتباع النصوص يتحرى -ليته نصا أوسنة- درء الحرج عن نفسه !! بقيل .. أو وجه دليل.. ليرد سنة !! ألهذا الحد تنتهي بأهلها شهوة الإمامة ؟!! فاللهم هداك وعافيتك . |
#15
|
|||
|
|||
روى البُخاري في "الأدب المُفرد", وصحّحهُ الشّيخُ ناصر في "السلسلة الصّحيحة" برقم (637), عن أنَسِ بنِ مالكٍ أنّ رسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم قال: «ماَ تَوادَّ اثنانِ في اللهِ عزّ وجلّ, أو في الإسلامِ, فَيُفَرَّقُ بَينَهُمَا إلَّا ذَنبٌ يُحدِثُهُ أحَدُهُمَا»
كنت قد أفردت هذا الحديث سلفا بموضوع عنوانه "فتح العين على داء البين" أعني تصويبها إليه .. واليوم قد بدت لي فيه فوائد أخر تناسب جدا هذا الموطن .. فأقول -وبالله التوفيق- : - إن هذا التشخيص النبوي والتعيين السماوي لمجمع الأدواء ، التي تفتك باجتماع من جمعهم موجب الحب في الله ؛ قد قطع قول كل خطيب !! فلا كلام أعلى وأجلى من كلام الوحي !! - إن الحرص على تحديد نوع الداء ، الذي آل بهذه الجماعة إلى فرقة واختلاف ، هو من مقتضى خبر الني صلى الله عليه وسلم ؛ لاستحالة خلو خبر الوحي من الفائدة .. - إن الذنوب -بعامتها على تباينها كبرا وأثرا- عوائق تعيق سلامة الاجتماع ! وموانع تمنع دوامه !! كل بقدره .. - إن الدلالة على عوائق الاجتماع وموانعه -إنذارا وإشفاقا- ؛ لإزاحتها .. أو الحذر منها ، دعوة كريمة للاجتماع وسلامته ودوامه ، لا للفرقة وإتلافه !! - إن السعي للاجتماع ، واللهث لأجله على قنطرة إغماض العين عن عوائق سلامته وموانع دوامه طلب لمتوهم ومعدوم ، وأمل منقطع خلف سراب وعذاب !!! |
#16
|
|||
|
|||
في قوله سبحانه : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) أن الصدق يجمع أو ويفرق !!
فالمعية مع الصادقين ليست معية أبدان؛ فقد يصحب أبدانهم أكذب الناس ولا يكون معهم !! ولكنها معية إيمان وطاعة ، كما قال سبحانه : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) .. وقوله (وكونوا مع الصادقين) دليل على أن خصلة الصدق ظاهرا وباطنا هي مناط هذه المعية ، والله أعلم .. قال الإمام ابن كثير رحمه الله في "التفسير" : أي اصدقوا والزموا الصدق تكونوا مع أهله . انتهى إذن فالبصدق ظاهرا وباطنا يكون المرء مع الصادقين .. وبالكذب ظاهرا أو باطنا وترك الصدق يكون المرء مفارقا للصادقين !! فالصدق يجمعنا أو يفرقنا ! فاللهم هداك .. |
#17
|
|||
|
|||
قوله صلى الله عليه وسلم :
((فإنه من يعش منكم ؛ فسيرى اختلافاً كثيراً .. فليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ... وإياكم ومحدثات الأمور ...)) فيه : أن الاختلاف الكثير سببه البعد .. أو التقصير في التزام السنة .. وأن بمقدار ذا يكون مقدار ذاك !! وأنه لا سبيل للاجتماع وقطع الاختلاف إلا .. بالدواء النبوي الموصوف ؛ ألا وهو : التزام السنة وترك البدعة .. فمن وفقه الباري لذلك ؛ فهو مجتمع .. ولو قدر أنه وحده !! ومن خذل دون ذلك ؛ فهو مفارق .. ولو قدر أنهم ألوف !! فالداعي إلى السنة الباكي عليها ؛ داع للاجتماع باك عليه !! والغافل عن السنة المشغول عنها بقيل وقال غافل عن الاجتماع مشغول عنه !! فرحم الله علماء السنة الأبرار الذين ظلوا للسنة داعين وعليها حريصين حتى ماتوا على ذلك .. |
|
|