أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
95247 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2016, 01:22 PM
أبو محمد البهناسي أبو محمد البهناسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: وهران الجزائر
المشاركات: 154
افتراضي نصيحة أخوية للشيخ لزهر. (2)

بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهل من منهج السلف شُكر الحُكّام من على المنابر؟
إذ لما جُمّد قرار بيع الخمر بكل موضع في الجزائر، أثنى الشيخ لزهر في خطبة الجمعة على صاحب القرار قائلا: "نشكر رئيس حكومتنا على ..." وهو يعني فلانا على علاته!
فقال بعض أتباع الشيخ لزهر: هذا تطبيقٌ لمنهج السلف في معاملة الحكام.

وانطلاقا من منهج التصفية والتربية، ونصحا للدين -إن شاء الله- جمعت هذه الكُليمة، فيقال:
نعم، إن الدعاء للحاكم وبطانته بالهداية والصلاح -مطلقا- علامة أهل السنة، قال الطحاوي: "وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة". العقيدة الطحاوية، وقال البربهاري: "إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله". شرح السنة.

لكن هل يُدعى له في خطبة الجمعة؟ للعلماء في ذلك خلاف. انظر: "الشامل في فقه الخطيب والخطبة". للشريم.
فيقال اختصارا:
القول الأول: المنع؛ لأنه محدث.
- قال الشاطبي: "ومنها (أي: البدع) ما هو مكروه كما يقول مالك في ... ذكر السلاطين في خطبة الجمعة". الاعتصام.
- وقال ابن عرفة: "وأما بدعة ذكر السلاطين بالدعاء والقول السالم من الكذب فأصل وضعها في الخطبة من حيث ذاته مرجوح؛ لأنها مما لم يشهد الشرع باعتبار حُسنها فيما أعلم". مواهب الجليل، عن البرزلي.
- بل قال ابن العربي: "رأيت الزهاد بمدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- والكوفة إذا بلغ الإمام الدعاء للأمراء أو أهل الدنيا قاموا فصلوا، ويتكلمون مع جلسائهم فيما يحتاجون إليه من أمرهم أو في علم، ولا يُصغون إليهم؛ لأنه لغو". شرح خليل للخرشي، عن البرزلي.

القول الثاني: الجواز؛ لأن في صلاحه صلاحا للمسلمين، ولا أذكر الأثر تنزيها لعمر -رضي الله- أن يقرن بالظلمة.
قال ابن قدامة: "وإن دعا لسلطان المسلمين بالصلاح فحسن". المغني.

ومهما قيل بالجواز للمصلحة أو لجريان العمل، إلا أنهم ذموا شكرهم والثناء عليهم!

قال أبو بطين: "احتجاج بعض الناس بقول بعض العلماء: يباح الدعاء في الخطبة لمعين. -ولم يقولوا يسن- وأيضا؛ فالدعاء حسن: يدعى له بأن الله يصلحه ويسدده، ويصلح به، وينصره على الكفار و أهل الفساد. بخلاف ما في بعض الخطب، من الثناء والمدح بالكذب، وولي الأمر إنما يدعى له لا يمدح، لا سيما بما ليس فيه، وهؤلاء الذين يُمدحون في الخطب، هم الذين أماتوا الدين، فمادحهم مخطىء، فليس في الولاة اليوم من يستحق المدح، ولا أن يثنى عليه، وإنما يدعى لهم بالتوفيق والهداية". الدرر السنية.
وقال ابن حزم: "أما إذا أدخل الإمام في خطبته مدح من لا حاجة بالمسلمين إلى مدحه ... فليس هذا من الخطبة، فلا يجوز الإنصات لذلك، بل تغييره واجب إن أمكن". المحلى.

وبهذا يظهر -والله أعلم- أن شُكر الشيخ لفلان ليس من منهج السلف، فإن قيل: ألم يُحسن فلانٌ في قراره ذاك، فالجواب: أوَ تلك نعمة يُمدحون عليها أن خذلوا دين الله!؟
هؤلاء الذين يُمدحون في الخطب، هم الذين أماتوا الدين، فمادحهم مخطىء. كما مر.

فأرجو أن تعظ كُليمتي هذه الشيخَ لزهرْ أن يعود لمثلها، وإن أداه اجتهاده للعود فليعمم ولا يصرح بالأسماء -على الأقل-. والله أعلم.

أبو محمد.
مسرغين وهران.
__________________
والسلام
أبو محمد البهناسي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-24-2016, 08:11 PM
أبو محمد البهناسي أبو محمد البهناسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: وهران الجزائر
المشاركات: 154
افتراضي

وقد كُتب في منتديات التصفية كلمات بعنوان:
رفع الخناجر على المدح الفاجر للحاكم الجائر
جاء فيها الفرق بين الدعاء للفاجر بالصلاح وبين التبصبص والتملق له، قال فيه صاحبه: "فقد يخلط البعض بين الدعاء لولاة الأمور وبين المدح والثناء عليهم ..." إلى آخر المقال النافع.
فعسى أن ينتفع المعني بكلام موافقيه

http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=19154
__________________
والسلام
أبو محمد البهناسي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-29-2016, 10:07 AM
أبو محمد البهناسي أبو محمد البهناسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: وهران الجزائر
المشاركات: 154
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد:
فقد انتقد بعض الناس نصيحتي الأخوية للشيخ لزهر (2)
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=19342

ويهمني في النقد مسألتان:
الأولى: تساؤله ما علاقة شكر الحكام بالدعاء لهم.
الثانية: استدلاله بثاء النبي -صلى الله عليه وسلم- على أبي العاص على جواز الثناء على الحكام الظلمة من على المنبر.
وجوابه:
--- أما علاقة شكر الحكام بالدعاء لهم فقد ذكرته لبيان الفرق "والفقه جمع وفرق"، وقد نقل أحدهم بعد ردك فتوى للشيخ الفوزان فيها جواز الدعاء للحاكم مما يؤكد أن بعضهم لا يفرق بين الدعاء والثناء.
وانظر هذا الرابط: http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=19154
وخلاصة ما ذكرته: أن الدعاء للحاكم سنة، واختلفوا هل يدعى له في خطبة الجمعة؟ لكنهم منعوا شكره لاسيما بالباطل.

--- وأما استدلاله بالحديث فلا يُسلّم، من وجهين:
الأول: أنه يحرم عليك الاستنباط ولست مجتهدا، فاللوم يلحقك وإن أصبتَ.
الثاني: سلمنا أهليتك للاستنباط فيلزمك بيان أن الخطبة كانت خطبة جمعة، ولا يخفاك -إن شاء الله- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرقى المنبر لغير خطبة الجمعة.
كما يلزمك بيان أن قصة علي مع بنت أبي جهل كانت قبل إسلام أبي العاص رضي الله عنهم أجمعين.
ولا يخفاك -إن شاء الله- أن أبا العاص بن الربيع أسلم في وسط سنة ست قبل الحديبية بأشهر، والمسور بن مخرمة من صغار الصحابة ولد بعد الهجرة بعامين، وقيل: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثمان سنين.
فقول المسور "وأنا يومئذ محتلم" أيكون احتلم قبل الحديبية !؟ الله ورسوله أعلم.
والمخطوبة -رضي الله عنها- قيل إنها أسلمت عام الفتح.
فما يدريك -أخي- لعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أثنى على أبي العاص وهو مسلم، وأنت تصمه بالشرك في قولك: "وهو يومئذ مشرك كافر"، فلا تتعجل. أقال الله عثراتنا. آمين.
__________________
والسلام
أبو محمد البهناسي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.