أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
61601 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2014, 03:02 PM
جمال العاصمي جمال العاصمي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 51
افتراضي حديث: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم))

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ٱله وصحبه ومن والاه، أما بعد

روى أبو داوود في سننه برقم (4375) عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود" وقد صححه العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم(683)

قال العلامة العظيم ٱبادي في عون المعبود : "(أقيلوا) : أمر من الإقالة أي : العفو (ذوي الهيئات) : أصحاب المروءات والخصال الحميدة، قال ابن الملك : الهيئة : الحالة التي يكون عليها الإنسان من الأخلاق المرضية.(عثراتهم) أي : زلاتهم، إلا ما يوجب الحدود"

وقال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه (جامع العلوم والحِكم) الجزء الثاني صـ292 : "واعلم أن الناس على ضربين : أحدهما : من كان مستورا لا يُعرف بشيء من المعاصي، فإذا وقعت منه هفوة أو زلة فإنه لا يجوز كشفها ولا هتكها ولا التحدث بها لأن ذلك غيبة محرمة وهذا هو الذي وردت فيه النصوص وفي ذلك قد قال تعالى : (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ٱمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والٱخرة) والمراد : إشاعة الفاحشة على المؤمن المستتر فيما وقع منه أو اتُّهم به وهو بريء منه كما في قصة الإفك، وفي الحديث : (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم).
والثاني : من كان مشتهرا بالمعاصي معلنا بها لا يبالي بما ارتكب منها ولا بما قيل له فهذا هو الفاجر المعلن وليس له غيبة كما نص على ذلك الحسن البصري وغيره ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره لتقام عليه الحدود، صرح بذلك بعض أصحابنا واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (واغدُ يا أُنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها)"

ومعنى الحديث:
استجاب ترك مؤاخذة ذي الهيئة إذا وقع في زلة، أو هفوة لم تعهد عنه، إلا ما كان حدًا من حدود الله تعالى، وبلغ الحاكم فيجب إقامته.
والمراد ب: (ذوي الهيئات) أهل المروءة والخصال الحميدة من عامة الناس، الذين دامت طاعتهم واشتهرت عدالتهم، ولكن زلت في بعض الأحايين أقدامهم، فوقعوا في ذنب وخطأ، ورد هذا المعنى العلامة ابن القيم - رحمه الله - قائلا: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعبر عن أهل التقوى والطاعة والعبادة بأنهم ذوو الهيئات، ولا عهد بهذه العبارة في كلام الله ورسوله للمطيعين المتقين، والظاهر أنهم ذوو الأقدار بين الناس من الجاه والشرف والسؤدد، فإن الله تعالى خصهم بنوع تكريم وتفضيل على بني جنسهم، فمن كان منهم مستورًا مشهورًا بالخير حتى كبا به جواده، ونبا عضب صبره، وأديل عليه شيطانه، فلا نسارع إلى تأنيبه وعقوبته، بل تقال عثرته ما لم يكن حدًّا من حدود الله، فإنه يتعين استيفاؤه من الشريف كما يتعين أخذه من الوضيع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها متفق على صحته، وهذا باب عظيم من أبواب محاسن هذه الشريعة الكاملة، وسياستها للعالم وانتظامها لمصالح العباد في المعاش والمعاد. انتهى كلامه.
وبما تقدم ذكره يتبين أن معنى الحديث ليس معارضًا لمبدأ المساواة والعدل في الإسلام، وإنما فيه رفع المؤاخذة بالخطأ والذنب الذي ليس فيه حد، إذا صدر عمن لم يكن من عادته ذلك، ولم يترتب على ترك تعزيره مفسدة.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.