أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
51971 | 73758 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
[سؤال] حول الرَّجل الذي أمر بنيه أن يُحرِّقوه هل هذا يعني قد شكَّ في قدرة الله...؟
يقول السَّائل: سُؤالي -شيخَنا-حفظكُم الله- حول الرَّجل الذي أمر أن يُحرِّقوه ويُذرُّوا نصفَه في الماءِ ونصفَه فيالتُّراب، فقال: «لئن [قدر] الله عليَّ..» هل هذا يعني قد شكَّ في قدرة الله...؟ كيف تفسير هذا هل عُذر بجهله...؟ الجواب: أمَّا سؤالُ الرَّجل الذي أمر بَنيهِ أن يُحرِّقوهُ: ففي الحديثِ أنَّ اللهَ سألهُ لِمَ فعل ذلك؛ قال: «أردتُ أن أُضلَّ ربِّي..» قال: «خَشيتُك يا ربّ»، وهذا بنصِّ الحديث، ولكنْ هذه الخشية مَنبعُها الجهل؛ لذلك: شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة -رحمهُ الله- يَذكُرُ هذا الحديثَ في غيرِ مَوضعٍ مِن كُتُبِه، ويُشير بهِ إلى مَوضوع العُذرِ بالجهل. فموضوعُ العُذر بالجهلِ مِن المواضِع التي اختلطتْ فيها أذهانُ الشَّبابِ وأفكارُهم -في هذه الأيَّام-وللأسفِ الشَّديدِ-، وأيضًا؛ هُم فيه على طَرَفَين، ودائمًا نحنُ نقولُ: (كِلا طرَفَي قصدِ الأمورِ ذميمُ). فبعضُ النَّاسِ يَغلو في موضوع العُذرِ بالجهلِ فلا يَجعلُ هذا بابًا مُطلقًا، وبعضُ النَّاسِ يَفتح هذا البابَ على مِصراعَيه؛ فيَعذُر بكلِّ شيء! والصَّوابُ -في ذلك- التَّفصيلُ: أنَّ الأصلَ العُذرُ بالجهل؛ إلا ما كان مُتعلِّقًا بالمعلومِ مِنَ الدِّينِ بالضَّرورة، مع التَّنبيهِ إلى أنَّ هذا المعلومَ مِن الدِّين بالضَّرورة قد يختلفُ باختِلافِ بعضِ الأزمنةِ والأمكنة؛ فما هو معلومٌ مِن الدِّين بالضَّرورة في ديارِ نَجدٍ -مثلًا- قد لا يكونُ معلومًا من الدِّين بالضَّرورةِ في السُّودان أو في بعضِ دُول أفريقيا -مِمَّا عاشتْ على التُّصوُّف، وأُغرِقتْ فيه قرونًا طويلة-. فهذه نُقطة على ذلك التَّفصيل؛ يجبُ أن لا تُغفلَ، ويجب أن تُفهمَ فهمًا جيِّدًا. واللهُ أعلمُ. شرح كتاب الإقناع لشيخنا عليّ الحلبيّ تفريغ الأخ جمال البرغوثي
__________________
|
|
|