أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
60295 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 06-10-2012, 10:19 PM
ايمن خليفه ايمن خليفه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 150
افتراضي

اقتباس:
الخلاصة:
الفرق بيننا في هذه القضية الكبيرة أننا نذم الفلسفة و الكلام و المنطق بالتفصيل و أدلة تدفع شبهات القاضية بالحاجة إليها في العلوم الشرعية و أنتم تذمونها بإطلاق.
فأنتم تحتاجون إلينا في هذا الباب ولا نحن لا نحتاج إليكم فيه،فجوابكم الصحيح الذي بغيره لن يستقيم لكم كلام أن تقولوا: بارك الله فيكم على هذا الجهاد العظيم وقيامكم على هذا الثغر فنحن لم يمنحنا الله هذه المقدرة ونحن على ثغر تصحيح النصوص و الدفاع عن توثيقها وتعليم الحديث والرد على المخالفين في القضايا الأخبارية .
فنقل لكم: بارك الله فيكم حيث يقصر بنا العلم ساندوننا وحيث يقصر بكم العلم نساندكم، فلا نجعل طريقتنا أو وظيفتنا هي كل الوظائف ولا تجعلوا وظيفتكم هي كل الوظائف ،و يلحقنا العيب إن قصرنا في الرد بالكتاب و السنة، و يلحقكم العيب إن قصرتم في فهم المراد منها.
زادكم الله طيبا (شيخنا مختار الطيباوي )
__________________
قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله :
"طريق الله طويل....ونحن نمضي فيه كالسلحفاء..
وليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق ..
ولكن الغاية أن نموت على الطريق"


أبو عبد الرحمن
أيمن بن توفيق آل أبو خليفة
  #42  
قديم 06-10-2012, 11:58 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

أرى أن النقاش طال ...
لذلك أطلب من الجميع التوقف هنا فكل أدى ما عليه ..
وأطلب من الشيخ مختار أن يكمل سلسلته المباركة
(في
الرد على الشيخ ربيع وجلاوزته)
وألا ينشغل عنها ..

وبارك الله في الجميع .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
  #43  
قديم 06-11-2012, 04:52 AM
عبد الله بن مسلم عبد الله بن مسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 5,131
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال الجنيدي الأثري مشاهدة المشاركة
أرى أن النقاش طال ...
لذلك أطلب من الجميع التوقف هنا فكل أدى ما عليه ..
وأطلب من الشيخ مختار أن يكمل سلسلته المباركة
(في
الرد على الشيخ ربيع وجلاوزته)
وألا ينشغل عنها ..

وبارك الله في الجميع .
بارك الله فيكم، لكن عندي تعليق بسيط أود أن أطرحه. هل جهل الشيخ الألباني رحمه الله بعلم الكلام و الفلسفة كان عائقاً له قد منعه من الرد على شبهاتهم إن وردت عليه؟ لا، و انما كان يرد على شبهاتهم بأجوبة مجملة من الكتاب و السنة تكفي لرد تلك الشبهات و دحضها. لكن الفرق بينه و بين شيخ الإسلام رحمهما الله هو أن إبن تيمية دخل في التفاصيل فرد عليهم بأجوبة مفصلة من عقائدهم ليلزمهم بذلك. فلا فرق حينها بين النتيجة في كلتا الحالتين، إلا أن الأسلوب إختلف قليلاً. و حقيقةً فإني لم أقف قط على مسألة سؤل فيها الشيخ الألباني رحمه الله عن شبهة ما فعجز عن ردها و تبيين الحق، اللهم إلا ما كان سببه طبيعة البشر من التقصير و الخطأ، لكن لم يكن عدم علمه بالفلسفة و علم الكلام عائقاً له عن رد شبهاتهم قط.
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء"
  #44  
قديم 06-11-2012, 01:03 PM
سمو الروح سمو الروح غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 70
Post الى جميع من أكن لهم الحب والتقدير

شيخنا الطيباوي الكريم النحرير ومشايخنا الأطايب ولو اختلفتم بالرأي.

كانوا يقولون عن الامام الشافعي هو كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن .

وهم أئمة يتكلمون عن إمام آخر فكيف بنا ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كونوا لنا شموسا تنير لنا الطريق وعافية لأبداننا التي أثقلتها الجراح وطعنات القريب والبعيد! وادخر لنا تلكم الأسنة والرماح والشكيمة في الردود لأعداء هذه الدعوة ومن حاد وغلا،،، واغمدوها عن ابنائكم وزملائكم في الطريق.

هكذا الشمس تحترق لتنير الطريق وابن تيمية وتعامله مع عدوه! قبل أخيه وصديقه وابنائه خير شاهد ودليل.مات ذلك العلم فبكاه الاعداء قبل الاصدقاء! تواضعه الساحق وحلمه الرهيب وهضمه لنفسه أناخ له رقاب القريب والبعيد.

وعلماؤنا الافاضل كما بادروا بمشاركاتهم يعرفون للشيخ للفاضل قدره وهذا يدل على فضلهم ودعوانا ان لا يجعل بأسنا بيننا.

والآية القرآنية تعلنها على رؤوس الجميع -فلا استثناء - (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ).

ابنكم ومحب جميع من على الطريق
ابو محمد
  #45  
قديم 06-11-2012, 02:25 PM
أبو عبد المالك 1 أبو عبد المالك 1 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 144
افتراضي

ا[size="6"اقتباس
[color="blue"]فنحن مقصرون في الدعوة إلى الحق، مقصرون في الدفاع عن الحق (؟!)
فمن منا رد على شبهات البوطي، و شبهات الحبشي، و شبهات السقاف، و شبهات سعيد فودة ،وشبهات الشيعة التي في كل يوم تأكل من أهل السنة (؟!)
فهل عدم ردنا عليهم هو لقدرتنا و كمال وسائل علمنا أم لعجزنا عن مجاراتهم في علمهم وفهم خطابهم (؟!)
وقد تردون بشبهة "هؤلاء مفروغ منهم" فأقول :
1 ـ مفروغ منهم عند من (؟!)
فإذا كان أتباعهم في ازدياد، و يعقدون الندوات علنا في مدنكم و مساجدكم، يطعنون فيها على عقيدتنا و أئمتنا، لم يكن مفروغا منهم إلا في أذهاننا (؟!)
أما عند الناس فهم أحرار طليقو اللسان للدعوة إلى باطلهم .
فنحن في الحقيقة نكلِّم أنفسنا، و نخاطب بعضنا بعضا لعجزنا عن مخاطبة هؤلاء، أو من يحسن الظن بهم (؟!)
فحال مقالنا للناس: إن وفقك الله وسقطت من سماء أو نبت من ارض فوقعت في السلفية علمناك العقيدة الصحيحة أما إن كنت أشعريا أو شيعيا أو متفسلفا أو صوفيا اتحاديا كشفيا فلك الله ، لك الله ، لا نعرف جوابا على شبهات أئمتك، و أنت مهجور إلى أن ترجع إلى الحق بضربة ما، أو يهديك الله وتقرا كتب ابن تيمية أو ابن القيم (؟!)
[/color][/SIZE]
  #46  
قديم 06-11-2012, 06:06 PM
أحمد الحاج مسعود أحمد الحاج مسعود غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الأردُنُّ
المشاركات: 569
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مختار طيباوي مشاهدة المشاركة


لقد كنت وكنتم في غنى عن هذا النقاش فقد صرفتموني عن سلسلتي الجديدة في الرد على الغلاة، و أضعتم وقتي في شرح البديهيات ،وكل هذا بسبب تعليقكم على كلمة الأخ الفاضل محمد نوفل لا ادري حسدا لمن (؟!)
العتبُ على بعضِ الإخوةِ في الإشرافِ الذين يحذفون دفاعَنا عن أنفسِنا -بالحقِّ-ولو بشيٍ من الشدةِ المشروعةَ- ويُبقون -في الوقتِ نفسِه- هذه العباراتِ المُتعاليةِ القاسيةِ غيرِ المبرَّرةِ ولا الشرعيةِ من الأخِ الطيباويِّ ، فحسيبُه اللهُ !!
__________________
[SIZE="6"][FONT="Tahoma"][SIZE="5"][COLOR="Red"][CENTER][SIZE="4"] [SIZE="3"]قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوباً من حياته ، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ماقطعه النوم والبطالة ، فموت هذا خير من حياته [/SIZE][/SIZE][/CENTER] [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE]
  #47  
قديم 06-11-2012, 06:19 PM
محمد أبو إلياس الأثري محمد أبو إلياس الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 822
افتراضي

أرى أن الشيطان قد نزغ بينكم ليشمت بكم أعداءكم وما أكثرهم
فأغلقوا عنكم هذا الموضوع وليعتذر بعضكم من بعض فأنتم كلكم إخوة في الله يلزمكم التحاب والتواصي بالحق بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، ويتأكد هذا الخلق الرفيع على أكثركم علما وأكبركم سنا !!، ودعوا عنكم حظوظ النفس فهي-والله- أس الشرور التي تعاني الدعوة من ويلاتها من سنوااااات!!!
والسلام عليكم.
__________________
قال الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله-:"وقد بلينا في هذه الأزمان من بعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم، وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بعبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له، وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه "رفقا أهل السنة بأهل السنة" نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله" اهـ "بحوث ندوة أثرالقرآن الكريم في تحقيق الوسطية" ص:218.
  #48  
قديم 06-11-2012, 06:24 PM
مختار طيباوي مختار طيباوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 182
افتراضي بدعة النهي عن اللفظ لأنه محدث فقط(؟!)

بدعة النهي عن اللفظ لأنه محدث فقط(؟!)
الحمد لله وحده،والصلاة و السلام على من لا نبيَّ بعده.
أما بعد؛منذ بدؤوا هذا النقاش (بعض المشرفين) يفوح من كلامهم رائحة تبديع منهج ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كأنهم يستبطنون رأيا مستقرا عندهم في المسألة ويطوفون حولها بكلام عام فيه غمز وطعن خفي لكنه موجَّه لابن تيمية رحمه لأنه لا ينطبق على أي إنسان آخر،وإلا ففسر لي التالي:
1 ـ عدم العلم بالفلسفة و الكلام و المنطق منقبة ،هكذا بدون استثناء، و اللازم: العلم بها مذمة ومثلبة ،ولا يوجد من السلفيين من كان يعرف هذه العلوم إلا ابن تيمية وابن القيم بدرجة أقل(؟!)
2 ـ كل ما لم يخض فيه الصحابة فهو محدث،أي: بدعة،و الصحابة كان علم الكلام و الفلسفة بين أيديهم ولم يخوضوا فيها ،وابن تيمية خاض فيها مما يعني أن منهجه مخالف لمنهج الصحابة فهو بالتالي: بدعة (؟!)
3 ـ ينقلون كلا العلماء في ذم الكلام ،ولم يقل لهم أحد منا أنه محمود فالتشنيع على من (؟!)
وقد بلغ بهم العلم أن نقلوا كلام ابن تيمية في ذم الكلام لذمه به.
4 ـ ابن تيمية أثَّرت فيه الفلسفة سلبا وقد كانوا صرحاء فضربوا لنا مثالا يردده الكوثري و البوطي والحبشي و الحيدري وهم في غاية السعادة(؟!)
5 ـ ينقل لنا أجرؤهم على هذا التبديع كلمة عن الذهبي حول ابن الزاغوني مفادها أنه لا يوجد من اشتغل بعلم الكلام ولم يصب به (؟!)
و السؤال عن هذا الاستشهاد قبل نقضه كالتالي:
1 ـ تقصدون أن ابن تيمية أصابه الكلام ببدعه كما أصاب ابن الزاغوني (؟!)
فما دليلكم (؟)
2 ـ و إن قلتم: "جل" من اشتغل بعلم الكلام وليس "كل" (؟!)
قلنا: فما وجه الاستشهاد به على ابن تيمية (؟!)
فهل مثلا قال لكم أحدنا : هي لنقرأ علم الكلام عند ابن الزاغوني أو الامدي أو الرازي حتى تنقلوا لنا مثل هذا الكلام (؟!)
3 ـ وهل يوجد فينا من قال : لنتعلَّم نقض الكلام و المنطق من عند ابن الزاغوني أو الجويني،أو ابن عقيل (؟!)
4 ـ وهل نقض ابن تيمية المنطق و علم الكلام بكلام الله ورسوله و كلام السلف و استعمل الأدلة العقلية لمخاطبتهم و إبطال أدلتهم أم استعمل قواعد الكلام الفاسدة حتى تستشهدوا بهذه النقول (؟!)
5 ـ وهل إذا رد عليهم كان رده بكتاب الله و سنة نبيه و أقوال السلف و الأدلة العقلية أم جرَّد ومحض الردود العقلية و لذلك يجب أن ننهي عن طريقته، ولا نقرأ كتبه إذ من يقرأ كتبه سيتعلم منها نقض المنطق و الكلام و الفلسفة و الأدلة العقلية،أخبروننا (؟!)
6 ـ وإذا قال الذهبي تلك الكلمة في ابن الزاغوني فمن أين أخذها: من صناعة التراجم أم من كلام ابن تيمية (؟!)
7 ـ وهل يقابل كلام الذهبي بكلام ابن تيمية وبينهما بون شاسع في هذه الفنون (؟!)
8 ـ وإذا قال الذهبي هذه الكلمة في ابن الزاغوني فكيف تنزلونها في ابن تيمية (؟)
9 ـ هل قال الذهبي بأنه أصيب ببدع أهل الكلام،وهل قصد بها ابن تيمية كما فعلتم (؟!)
10 ـ فإذا كان كلامنا عن تعلُّم نقض المنطق و الكلام و الفلسفة واضحا بجلاء قولا وعملا بأن المقصود منه دراستها عند ابن تيمية كان كل ما أنزلتموه و علقتم به المقصود منه ذم هذا التوجه وذم كتب ابن تيمية ويؤكد هذا شيئان:
1 ـ تعتبرون كتب ابن تيمية كتب كلامية إذا بدعية، وكلامكم من روعته مثَّبت في المنتدى(؟!).
2 ـ لم أقل تعلَّموا نقض البدعة(علم الكلام و المنطق و الفسلفة) من كتب الرازي و ابن سينا مما يعني أن ردكم لم تقصدوا به هؤلاء ولكن قصدتم به ابن تيمية .
لقد فضحتم أنفسكم، ولأزيد في فضحكم و استخراج ضغينتكم وعداوتكم لابن تيمية ومنهجه وطعنكم فيه أجمع لكم بقية القرائن و الأدلة على أنكم شرعتم في تكوين فرقة جديدة ومنهج جديد أهم ملامحه معاداة ابن تيمية ومنهجه و الانتقاص منه بقدر الإمكان ،ولو تنصرفون لبيوتكم خيرا لكم من الإشراف أو الكتابة في هذا المنتدى (؟)
11 ـ أرى أن بعض الناس صاروا يؤصِّلون تأصيلات فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان وينسبون للسلف الكلام بدون علم،فمن يحرِّم التكلَّم بلفظ دون أن يعرف معناه،ويعرف مخالفة هذا المعنى للمعاني الشرعية فقد زعم عليهم أنهم يتكلّمون بدون علم (؟)
ومن زعم على السلف أنهم ينهون عن اللفظ بدون ان يعرفوا معناه،وبدون أن يدركوا مخالفته للكتاب و السنة فقد وصفهم بأحسن أوصاف العلم (؟!)
12 ـ بعض النَّاس لا يفهم الأدلة ،و يتعنت إذا نسف الناس تأصيلاته الباطلة،فلا يجد إلا المراوحة في مكانه بتكرار ما سبق و بيَّنت بطلانه، ودائما يعود إلى المربع الأول، مما يعني أنه يحشر نفسه فيما لا يعرف، ويهرف بما يقع تحت يديه .
13 ـ غاية ما عنده أخبار يأكل بعضها بعضا،لا يفهم قصد أصاحبها ،فتراه يورد عليك نقولات عن العلماء في ذم الكلام أو المنطق ،أو الفلسفة، ولا يوجد من مدحها إلا في ذهنه(؟!)
والرابط الوحيد بين هذه النقولات و كلام المخالف له يوجد في ذهنه فقط ،فيوهم الناس أن المخالف، أو من يدافع عنه المخالف(ابن تيمية) قد مدح هذه العلوم، وهو لا يملك حرفا واحد يفيد هذا الظن الخائب، و الكذب على الناس، لا مدحا مطلقا، ولا مقيَّدا(؟!) .
14 ـ فيوجه لك اعتراضات علماء السنة على المتكلمين ، فلا يفرق بين ما يلزم المتكلمين لإثباتهم العقائد بأصول عقلية باطلة، وبين المثبت للعقائد بالكتاب و السنة و الأدلة العقلية المستنبطة من الكتاب و السنة لا بالأدلة العقلية المجردة و الصحيحة .
فلا يفرق جهلا أو عمدا بين نقض الكلام بسلاحه في الدرجة الثانية بعد نقضه بالكتاب و السنة لحاجة المخطئ في العقيدة إلى ذلك ،وعدم اكتفائه بالنصوص بسبب شبه تقاوم فهمه لمراد النص، وبين التكلُّم في العقائد بعلم الكلام الفاسد ، فهذا في الحقيقة في عالم آخر(؟!)
فلا يميِّز بين من يبدأ التقرير بنقل كلام السلف المملوء بآيات الكتاب الحكيم و الأحاديث الصحيحة ثم أقوال التابعين و علماء السنة، وبعد ذلك ما يضطر إليه من نقض للقواعد العقلية الكلامية و الفلسفية بمعاول العقل الصحيح الموافق للكتاب و السنة كما هو صنيع ابن تيمية في جميع كتبه بدون استثناء ،وبين من محض جوابه بعلم الكلام و الفلسفة كالمتكلمين و الفلاسفة (؟!)
فهذا في الحقيقة ممن يعتقد أن العقل عدو للكتاب و السنة ،ومكالمة هذا الشخص كصب الماء في الرمل (؟!).
15 ـ فلما كانت السنة وحدها كان الناس يتكلمون بالكتاب و السنة ،ثم دخلت البدعة فنهوا عنها ،وحذروا منها ،و نهوا عن مخاطبة المبتدعة و الرد عليهم.
ثم انتشرت البدعة فتحولوا إلى مناظرتهم و الرد عليهم فكتبوا الكتب في ذلك.
ثم زاد الشر فغلب على الناس لغة الكلام و المنطق حتى دخل في ذلك أقوام من أهل الحديث و أئمته وتعرفون أسماءهم (؟!)
فكان لازما ضرورة تحذيرهم من هذه القواعد العقلية و المصطلحات الكلامية الفاسدة، و بيان ذلك بالحجة و الدليل.
ثم جاء قوم لا يفقهون قولا فحرَّموا مكالمة الناس بلغتهم التي يفهمونها(؟!)
وحرَّموا الرد على المبطلين بأدلة الكتاب و السنة المشفوعة بالأدلة العقلية الصحيحة كأنما فهموا أن القرآن حرَّم استعمال العقول ،و الرد بالمعقولات الصحيحة و اللوازم البديهية فنهوا عن بدعة ووقعوا في أخرى(؟!)
فمخاطبة هؤلاء كمخاطبة نفسك يرتد إليك كلامك لأنه لا يجد سامعا يعي الكلام ويرد على كلامك ، فأنت تخاطبه بجيم، وهو يرد عليك بقاف.
16 ـ وماذا تجد عند هذا الصنف غير كلمة ينقلها عن الذهبي تدل على رداءة فهمه، وقلة بضاعته في هذا الباب، فينزل كلام الذهبي على من محض علوم الأوائل و علم الكلام على من تكلَّم فيه بحسب الحاجة كما نقلته سابقا عن الخطابي (؟!)
17 ـ وحتى نعلمه بأيسر السبل، ونرفع عنه ظلمة الشبهات ،وعدم التحقيق ،وبطأ الفهم في هذا الباب نقول له:
قارن بين كتاب (المواقف ) لإيجي وبين (الواسطية) أو ( الحموية ) لابن تيمية تعرف الفرق بين المنهجين ،و بين قصد الذهبي من كلمته، وقصدك من كلمته ،وبينهما كما بين السماء و الأرض .
18 ـ فإذا كان من خاض في علم الكلام أصيب بلوثته حكما كليا عاما فبماذا وصف الذهبي عقيدة ابن تيمية ،هل قال: إنها عقيدة كلامية مثلا (؟!)
أليس الذهبي هو القائل عن (الواسطية) : ((وقع الاتفاق على أن هذا معتقد سلفي جيد))
وقال ابن رجب - رحمه الله -: ((وقع الاتفاق على أن هذه عقيدة سنيّة سلفية"))
وقال عنها الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله-: ((جمعت على اختصارها، ووضوحها جميع ما يجب اعتقاده في أصول الإيمان، وعقائده الصحيحة)).
أو ليس كاتبها ممن خاض في علم الكلام(؟) ،وأثرت فيه الفلسفة سلبا عندكم(؟) ،وماذا يوجد في هذه العقيدة (؟!)
أليس الذهبي هو القائل في كتابة(طبقة سماع كتاب (رفع الملام ) : (( سمع هَذَا الْكتاب على مُؤَلفه شَيخنَا الامام الْعَالم الْعَلامَة الاوحد شيخ الاسلام مفتي الْفرق قدوة الامة اعجوبة الزَّمَان بَحر الْعُلُوم حبر الْقُرْآن تَقِيّ الدّين سيد الْعباد ابي الْعَبَّاس احْمَد بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام ابْن تَيْمِية رَضِي الله عَنهُ وَذكر بَقِيَّة الطَّبَقَة)).
وقال أيضا :((كتب الذَّهَبِيّ ايضا تَحت خطّ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية هَذَا خطّ شَيخنَا الامام شيخ الاسلام فَرد الزَّمَان بَحر الْعُلُوم تَقِيّ الدّين قَرَأَ الْقُرْآن وَالْفِقْه وناظر وَاسْتدلَّ وَهُوَ دون الْبلُوغ.
واما مَعْرفَته بالملل والنحل والاصول وَالْكَلَام فَلَا اعْلَم لَهُ فِيهِ نظيرا ويدري جملَة صَالِحَة من اللُّغَة وعربيته قَوِيَّة جدا ومعرفته بالتاريخ وَالسير فَعجب)).
19 ـ وهل ينزل كلامك الذي نقلته في ابن الزاغوني من كلام الذهبي على كلام الذهبي الآتي : ((وَلَقَد نصر السّنة الْمَحْضَة والطريقة السلفية وَاحْتج لَهَا ببراهين ومقدمات وَأُمُور لم يسْبق إِلَيْهَا وَأطلق عِبَارَات أحجم عَنْهَا الْأَولونَ وَالْآخرُونَ وهابوا وجسر عَلَيْهَا حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ خلق من عُلَمَاء مصر وَالشَّام قيَاما لَا مزِيد عَلَيْهِ وبدعوه وناظروه وكاتبوه وَهُوَ ثَابت لَا يداهن وَلَا يحابي بل يَقُول الْحق المر الَّذِي أَدَّاهُ إِلَيْهِ إجتهاده وحدة ذهنه وسعة دائرته فِي السّنَن والأقوال)).
20 ـ وهل رأيت واحدا من السلفيين المتأخرين ممن يرد على المتكلمين و المناطقة وغيرهم استشهد بمثل هؤلاء(ابن الزاغوني) (؟!)
وإذا لم يكن فما محل كلامك على الكرة الأرضية .
21 ـ وماذا قيه فيه البزار، وابن القيم، و ابن ناصر الدين الدمشقي، أم يعجبك حكم السبكي و الكوثري فيه، ومنهم تستفيد (؟!)
22 ـ وماذا قال فيه ابن باز، و العثيمين، ومحمد عبد الوهاب ، هل يوافقونك ،وهل هذا منهجهم (؟!)
23 ـ وماذا تقولون في ( الصواعق المرسلة) هل هو كتاب مذموم لأنه محض الرد العقلي فيه (؟!)
عندما لا تفهمون شيئا لا تذموه فهذا مذموم وعيب كبير .
24 ـ وكيف نفعل مع ترجمة الذهبي لابن مجاهد الطائي الأشعري وقوله فيه: (( درَّس الكلام ونقل قول الخطيب : ((ذكرَ لَنَا غَيْرُ وَاحدٍ أَنَّهُ كَانَ ثخينَ السترِ، حَسَنَ التَّديُّنِ جمِيلَ الطريقَةِ - رَحِمَهُ اللهُ )).
وقوله في ابن سعادة المرسي بقول الأبَّار: ((عَارِفٌ بِالآثَارِ، مُشَارك فِي التَّفْسِيْرِ، حَافِظٌ لِلْفُرُوْعِ، بَصِيْرٌ بِاللُّغَةِ، مُتَصَوِّفٌ، ذُو حظٍّ مِنْ علم الكَلاَمِ، فَصيح مُفَوَّهٌ، مَعَ الوقَارِ وَالحلمِ وَالخشوعِ وَالصَّوْم))
ألم ينس شيئا يعجبك لم يذكره فيه (؟!)
فلعله لم يجد له مزلقة (؟!)
25 ـ وما رأيك في ترجمته أبي طالب اللَّخمي بقوله : ))الإِمَامُ، الأُصُوْلِيُّ، ...وَكَانَ عَارِفاً بِالفِقْه وَالأُصُوْل، مَاهراً فِي علم الكَلاَم.)). كيف جعله إماما بإطلاق (؟!)
وهل نصف المتكلمين بالإمامة المطلقة (؟!)
أم المشكل في عقولكم، وليس في عقل الذهبي ومنهجه (؟!)
26 ـ وما قولكم في قوله عن الآمدي: ((العَلاَّمَةُ، المُصَنِّفُ، فَارِسُ الكَلاَمِ .... وَأَلَّف فِي الأَصْلَيْنِ، وَالحِكْمَةِ المشؤومَةِ ، وَالمَنْطِقِ، وَالخلاَفِ، وَلَهُ كِتَابُ (أَبكَارِ الأَفكَارِ) فِي الكَلاَمِ، وَ (مُنتهَى السُّولِ فِي الأُصُوْلِ) ، وَ (طرِيقَةٌ) فِي الخلاَفِ))
فهل هذا مدح أم ذم (؟!)
ولماذا لم يصف الكلام و المنطق بالشؤم(؟!)
هل ربما لأنه لا يخلط في فهمه ومنهجه مثل بعض الناس فيحمل كلامه وفقا لسياقه عمن يتحدَّث (؟!)
وأن الذهبي كغيره معرض للغلط أم أنه لم يخطئ ولا مرة في تراجمه (؟!)
27 ـ وما رأيكم في قوله : ((قَالَ لِي شَيْخنَا ابْنُ تَيمِيَةَ: يَغلِبُ عَلَى الآمِدِيِّ الحِيرَةُ وَالوَقف حَتَّى إِنَّهُ أَوْرَدَ عَلَى نَفْسِهِ سُؤَالاً فِي تَسَلسُلِ العِلَلِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ عَنْهُ جَوَاباً، وَبَنَى إِثْبَاتَ الصَّانعِ عَلَى ذَلِكَ، فَلاَ يُقَرِّرُ فِي كُتُبِه إِثْبَاتَ الصَّانعِ، وَلاَ حُدوثَ العَالَمِ، وَلاَ وَحدَانِيَة الله، وَلاَ النّبوَات، وَلاَ شَيْئاً مِنَ الأُصُوْل الكِبَارِ.
قُلْتُ: هَذَا يَدلّ عَلَى كَمَال ذِهنِه، إِذْ تَقرِير ذَلِكَ بِالنَّظَرِ لاَ يَنهض، وَإِنَّمَا يَنهض بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَبِكُلٍّ قَدْ كَانَ السَّيْفُ غَايَةً، وَمَعْرِفَتُه بِالمَعْقُوْل نِهَايَةً، وَكَانَ الفُضَلاَءُ يَزْدَحِمُوْنَ فِي حَلْقَتِهِ.))
فهل صار ينتقد شيخه على انتقاد المتكلمين (؟!)
ومن يجد في كتب الآمدي هذه المسألة مقررة كما زعم الذهبي بالكتاب و السنة فليتحفنا به (؟!)
28 ـ ثم لنسألكم هذا السؤال البسيط:
من أخطأ من السلف من التابعين و إلى يومنا هذا هل بسبب خوضه في علم الكلام(؟)
فمن اوَّل المجيء،ومن اوَّل النزول، ومن أوَّل حديث الصورة، ومن أوَّل الضحك، ومن أوَّل العجب،ومن أنكر فضيلة المقام المحمود على تفسير السلف ،ومن أنكر الحركة التي أثبتها البخاري و الدارمي، و من قال الإيمان مخلوق، ومن وقع في الاتحاد ،ومن وقع منهم في الجبر، ومن وقع في القدر،ومن زاد في الاستواء، ومن زاد في النزول، ومن زاد في الاثبات، هل كان ذلك بسبب خوضهم في علم الكلام (؟!)
وفي هؤلاء معاصرون تدافع عنهم(؟)
فهل عدم علمهم بالكلام و المنطق و الفلسفة حصَّنهم من هذه الأخطاء (؟!)
وهل لا يزال عدم العلم منقبة(؟!)
29 ـ فلو فرضنا أن ابن تيمية أخطا في مسألة واحدة في العقيدة بسبب خوضه في علم الكلام، واخطأ أولئك بدون خوض في علم الكلام لكان ابن تيمية أحسن منهم لأنه على الأقل خلَّصنا من شرور هذا العلم (؟!)
حجج بل شبهات تتهافت كتهافت الزجاج .
30 ـ ثم أخبرونا ـ نستعمل طريقة الدارمي ـ قول الألباني في (شرح الطحاوية) : ((وقال القرطبي أيضاً في "الأسنى":
"الأكثر من المتقدمين والمتأخرين -يعني المتكلمين- يقولون: إذا أوجب تنزيه الباري جل جلاله عن الجهة والتميز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عند عامة العلماء المتقدمين، وقادتهم المتأخرين تنزيه الباري عن الجهة، فليس لجهة فوق عندهم، لأنه يلزم من ذلك عندهم أنه متى اختص بجهة أن يكون في مكان وحيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للتميز والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين".
قلت: نعم هذا ما اعتمده نفاة علو الرب عز وجل، وأعرضوا عن مقتضى الكتاب والسنة وأقوال السلف وفطر الخلائق. و"إنما" يلزم ما ذكره في حق الأجسام، والله تعالى لا مثل له، ولازم صرائح النصوص حق، ولكنا لا نطلق عبارة إلا بأثر. ثم نقول: لا نسلم "أن" كون الباري على عرشه فوق السموات يلزم منه أنه في حيز وجهة، إذ ما دون العرش يقال فيه حيز وجهات، وما فوقه فليس هو كذلك، والله فوق عرشه كما أجمع عليه الصدر ونقله عنهم الأئمة. وقالوا ذلك رادين على الجهمية القائلين بأنه في كل مكان محتجين بقوله "وهو معكم" فهذان القولان هما اللذان كانا في زمن التابعين وتابعيهم، وهما قولان معقولان في الجملة. فأما القول الثالث المتولد أخيرا1 من أنه تعالى ليس في الأمكنة، ولا خارجاً عنها، ولا فوق عرشه، ولا هو متصل بالخلق ولا بمنفصل عنهم، ولا ذاته المقدسة متحيزة2، ولا بائنة عن مخلوقاته، ولا في الجهات، ولا خارجاً عن الجهات، ولا، ولا، فهذا شيء لا يعقل ولا يفهم مع ما فيه من مخالفة الآيات والأخبار، ففر بدينك، وإياك وآراء المتكلمين، وآمن بالله وما جاء عن الله على مراد الله، وفوض أمرك إلى الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. في ماذا خاض.)).
أليس هذا من الخوض في علم الكلام (؟!) ورد على أهل الكلام بالمعقولات (؟!)
من تراه منا محض علم الكلام ، وقد سبق ونسفت هذا السفه بنقل كلام الخطابي فدونكه.
31 ـ ولما كان هذا الأصل فاسدا كانت تفصيلاتهم فاسدة فلم يحددوا لنا ضابط نعرف به اللفظ المحدث،كأنما جعلوا المحدث من الألفاظ كل لفظ متجدِّد بعد القرن السابع الهجري،وما تكلَّم به قبل ذلك أهل السُّنة فهو شرعي بامتياز (؟!)
فإن كان الأفاضل أصَّلوا أصلا لا نعرفه ،وهو : كل ما لم يتكَّلم به الصحابة أو التابعون من الألفاظ فهو محدث بدعة،فقرنوا بين إحداث الألفاظ و البدعة (؟!)
ثم هم متناقضون إذا ما تكلم به قدماء أهل السنة لا يعدونه محدثا مع أنه هو كذلك محدث(!)
فمن أين لهم هذا التحديد و التفصيل ، وليس لأحد أن يدعي التخصيص بدون دليل فما دليل تخصيص طبقة من المسلمين بحق اتخاذ ألفاظ محدثة (؟)
وقد علمنا أن المحدث هو ما لم يتكلَّم به الشارع ،ولم يكن من لغة الصحابة، فهل تقسيم التوحيد إلى توحيد الأسماء و الصفات ، وتوحيد الربوبية و توحيد الألوهية ،هل هذه ألفاظ تكلَّم به الشارع و الصحابة (؟)
وهل لفظ "الربوبية" ، و "الالوهية" (مصدر صناعي حديث في اللغة العربية)، و "الصفات الذاتية" ، و "اللازمة"، و "الاختيارية" ،و "الخبرية"،و"قيام الحوادث"، و "الأسماء توقيفية" كذلك لفظ "الحد" ، و "الحركة" ،و"كلام الله غير مخلوق"،و "الكلام النفسي"،و "بائن من خلقه " و البينونة إلزام عقلي، وغيرها كثير، كلها ألفاظ محدثة لم يتكلم به الشارع، و لا الصحابة بناء على قاعدتكم الكلية السلفية(!) : " كل ما لم يتكلم فيه الصحابة فهو بدعة"(؟!)
فهل استعملوا هذه الألفاظ لأنه وحدهم لهم حق إحداث الألفاظ ،أم لأن معانيها صحيحة موافقة للكتاب و السنة ،فهي من قبيل الإخبار و ليس المخاطبة (؟)
32 ـ فإذا قلتم : هذه العبارات لها ما يدل عليها من الكتاب و السنة (؟)
قلنا لكم: هذا لا يمنع أنها محدثة، وجاءت في أكثرها ردا على أهل البدع .
كما يلزم من هذا أنكم تقبلون اللفظ الذي دل على معناه الكتاب و السنة ، فيلزم منه حتما أنكم تردون اللفظ الذي يخالف ما دل عليه الكتاب و السنة فما بال تبديعكم باللفظ لكونه محدثا فقط (؟!)
33 ــ ثم ما موجب التفريق بين ألفاظ الفقه و الحديث و أصول الفقه و التفسير و علوم القرآن و اللغة و النحو، وبين ألفاظ العقيدة ، هل هي علوم دنيوية مثلا، (؟!)
فالمحدث هو ما لم ينطق به الشرع، ولا الصحابة فلزم أن كل ما تكلَّم به أهل السنة و لم يتكلَّم به الشرع ولا الصحابة فهو محدث بدعة يجب النهي عنه حسب تفصيلكم (؟!)
34 ـ فإذا لم يفصِّل أهل السنة هذا التأصيل كان تأصيل هؤلاء باطلا مخالفا للعلم فالشمول و العموم يقتضي تشبيه شيء بشيء بجامع أو بغير جامع.
و التأصيل يقتضي إدراج الخاص تحت العام فأين التشبيه هنا و أين التأصيل (؟!)
فلما أصَّلوا هذا الأصل الباطل، و أرادوا تفصيله انكشف عيب الأصل، و دل التفصيل على فساد التأصيل ،ذلك أنهم أصَّلوا تأصيلا مستلزما لبطلان التفصيل، وفصَّلوا تفصيلا دل على بطلان الأصل، فهذا التناقض بين التأصيل و التفصيل كلما حاولوا طرده خرجوا عن موجب العقل و البديهة و النقل عن أئمة السُّنة.
إن التأصيل السليم يستلزم التفصيل السليم ، وسلامة التأصيل و التفصيل تستلزم وحدة المنهج حتى يصير الكلام هنا يفسر الكلام هناك ، فلا يختلف كلام الشخص الواحد مع كثرة كلامه لان التأصيل و التفصيل سليمان يوضحه:
35 ـ يأتي الواحد من هؤلاء ويقول لك بملء فهمه مطئمئنا إلى جهله في هذا الباب :
يجب تنقية العلوم الإسلامية و العقيدة و الأسماء و الأحكام من علم الكلام،وهو متناقض مع نفسه، وقوله يناقض فعله (؟!)
أوضح:
1 ـ من لا يعرف علم الكلام كيف له أن ينَّقي العلوم الإسلامية من علم الكلام ،هذه أعجوبة (؟!)
إلا أن يكون علم الكلام عنده هو :كل لفظ لم يتكلَّم به الصحابة و التابعون ،أو هو كل لفظ لا يعرف معناه ، أو هو كل استنتاج و استلزام عقلي (؟!)
2 ـ فتراه في الحديث يقول لك : "حد الصحيح كذا" ، و له "شروط وجودية وشرط عدمي" ،و"فسق تأويل و فسق اعتقاد"، وهذا "آحاد، وهذا متواتر"، وكل هذا منطق ،و علم كلام(؟!)
3 ـ و يذهب يدرس (شرح قطر الندى) في النحو وهو كله مكتوب بطريقة المناطقة ، ويبدأ درسه بقوله: "الكلام جنس يتناول الاسم و الفعل و الحرف" ، ثم بعد ذلك يقول: التكلُّم بكلمة جنس بدعة محدثة (؟!)
ولا يفرق بين العبارة التي توصف حقا في الخارج كقولنا :"جنس العمل" لان العمل أنواع فمنه عمل القلب و عمل الجوارح و عمل واجب وعمل مستحب، وبين الامتحان بالعبارة(؟!)
ومعلوم عند من يعلم أن كلمة جنس مرادفة لكمة نوع فكل نوع هو جنس وليس لك جنس نوع (؟!)
4 ـ ويخرج عليك في درس الفقه فيقول لك : الماء المطلق و مطلق الماء.....
ويستعمل في لغته : "النتيجة"، و "القضية" ، و "الاستدلال"، ،و "المقدمة" ،و"تحصيل حاصل"، و"مصادرة على المطلوب"،و"الحكم فرع على التصور" ، و"قياس دلالة"، وقياس شبه" و"الشرط يدخل في ماهية المشروط"(ويستعمل هذه في العقيدة)
و هذه ألفاظ منطقية بامتياز ،تماما كلفظ " التضمن" و "المطابقة" و "اللزوم" . و"رسم"و"حد"، "ومانع وجامع".
5 ـ وعندما يتكلم في أصول الفقه فحدث ولا حرج تجده غارقا في الأصول الكلامية .
6 ـ و قد وقع النزاع في الإيمان فدخلنا في "شرط" و"ماهية" ، و"مطلق" و"مقيد"،و "استلزام" و"شرط صحة" و"شرط كمال" وكلها ألفاظ محدثة أو منطقية (؟!)
7 ـ وترى الواحد منا ينقل في باب الإيمان أو التكفير عن السخاوي و ابن حجر و ابن حزم وألفاظهم فيها كلامية (؟!)
8 ـ ويطلب منك مصحف تلاوة ،وهو يعرف أن تشكيل المصحف و تنقيطه محدث، بل عند السلف تصغير حروفه بدعة (؟!)
وقد يقول لك : تنقيط المصحف جاء لحاجة الناس إلى ضبط القراءة بسبب العجمة(؟)
وينسى حاجة الناس إلى فهم المعاني الشرعية ،و ضبط العلوم، و التخاطب فيما بينهم .
9 ـ ويقول لك : لا يجوز استعمال هذه الألفاظ المحدثة في العلم و الكتابة (؟!)
وهو يعلم أن شيوخه استعملوها ، فيذمك بما يلزم منه ذم علماء السنة، فيذم العثيمين و إن لم يسمه ،فجميع الناس يعرف لغته العلمية ،و أنها كانت منطقية.
فيحدث في السلفية ما لم يحدثه كبار علمائها، فلا أعلم أحدا منهم ذمَّ العثيمين على هذا إلا هؤلاء الجهابذة في هذا المنتدى (؟!)
ـ و يلزم من كلامهم ذم الشيخ صالح آل الشيخ على التكلم في نظرية المعرفة(؟!)
ــ وذم الفوزان و الألباني على الخوض في "حوادث لا أول لها" لأني لا اعلم أن هذا الاصطلاح جاء في القران أو السنة أو نطق به الصحابة (؟!)
ــ ويلزم منه ذم المعلمي لأنه كتب (القائد إلى تصحيح العقائد) وكله علم كلام (في فهمكم)(؟!)
ــ ويلزم منه ذم الألباني، و ابن باز، و العثيمين، و الفوزان، و جميع أهل السنة الذين مدحوا (متن الطحاوية) لأن أكثره عبارات محدثة لم ينطق بها الصحابة ، ولا أثر لها في الكتاب و السنة (؟!)
فهل قوله مثلا : ((قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء))
هو آية أم حديث (؟!)
وكذلك قوله : ((لا يفنى ولا يبيد)) ،((لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الإفهام))،(( متعال عن الأضداد و الأنداد))
عبارات نطق بها الكتاب و السنة ،وتكلَّم بها الصحابة (؟!)
ــ وقوله : (( وَمَنْ لَمْ يَتَوَقَّ النَّفْيَ وَالتَّشْبِيهَ زَلَّ وَلَمْ يُصِبِ التنزيه . فَإِنَّ رَبَّنَا جَلَّ وَعَلَا مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْوَحْدَانِيَّةِ مَنْعُوتٌ بِنُعُوتِ الْفَرْدَانِيَّةِ ـ وَتَعَالَى عَنِ الْحُدُودِ وَالْغَايَاتِ وَالْأَرْكَانِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْأَدَوَاتِ لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات)) (؟!)
ــ وماذا يعني تعليق الألباني ـ رحمه اله ـ هنا :
((اعلم أنه ليس من أسماء الله تعالى: (القديم) وإنما هو من استعمال المتكلمين فإن القديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن - هو المتقدم على غيره فيقال: هذا قديم للعتيق وهذا جديد للحديث ولم يستعملوا هذا الاسم إلا في المتقدم على غيره لا فيما لم يسبقه عدم كما قال تعالى: (حتى عاد كالعرجون القديم) [يس: 39] والعرجون القديم: الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني فإذا وجد الجديد قيل للأول قديم وإن كان مسبوقا بغيره كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (1 / 245) والشارح في " شرحه " لكن أفاد الشيخ ابن مانع هنا فيما نقله عن ابن القيم في " البدائع " أنه يجوز وصفع سبحانه بالقدم بمعنى أنه يخبر عنه بذلك وباب الأخبار أوسع من باب الصفات التوقيفية
قلت: ولعل هذا هو وجه استعمال شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الوصف في بعض الأحيان كما سيأتي فيما علقه على الفقرة.))
هل يعني هذا أنه يجوز استعمال ألفاظ المتكلِّمين إذا كانت صحيحة (؟!)
فهل قاعدتكم الجديدة هي منهج الألباني أم ..... (؟!)
أما شرح ابن أبي العز فمليون استفهام (؟؟؟؟)
ــ وربما يذمون كتاب الشيخ الحلبي ( العقلانيون أفراخ المعتزلة ) لأنه خاض في ذم العقل الفاسد، فما له و للعقل وهل أثبت فيه وجود العقل الصحيح (؟!)
37 ـ ثم يقول لك : تنقية العلوم الإسلامية من العلوم الكلامية وهو غارق في علم الكلام (؟!)
لأنه لم يفرِّق بين الألفاظ الصحيحة منطقية كانت أو كلامية كالتي مثَّلت بها، وبين قواعد المنطق التي تقود إلى الزندقة و تعارض الكتاب و السنة، وألفاظهم ومصطلحاتهم الفاسدة فكل شيء مخلوط في رأسه.(!)
38 ـ وعندما يستشهد احدهم بكلام اللجنة الدائمة في علم الكلام نقول له : هل السائل طالب علم أم من العوام (؟)
ـ وهل نظرتَ في أجوبة اللجنة الدائمة في مسائل الصفات و غيرها ،فاخبرنا إن لم يوجد فيها لفظ محدث (؟!)
ـ وهل تجد عند اللجنة الدائمة ذم ابن تيمية و ابن القيم وابن أبي العز و العثيمين مثلا (؟!)
38 ـ وعندما يقولون : الدعوة لا تكون بهذه الألفاظ (؟)
لا يفرقون بين دعوة السليم من الشبهة الكلامية ،وبين المتلبس بها،فإذا أمرنا الله بجدالهم بالتي هي أحسن فبم نجادلهم ولا يعرفون إلا مصطلحاتهم (؟!)
فإذا قلتَ لأحدهم : صل في ثلث الليل الأخير لأن الله تعالى ينزل فيه .
فيقول لك: ثلث الليل يختلف من بلد لآخر فكيف يكون هذا النزول (؟!)
فبماذا تجيبه ،بنص آخر ،أم ترده إلى عدم تشبيه الله تعالى بخلقه ، و أن الزمن لا يجري عليه،وغير ذلك ،وان هذا النزول يليق به تعالى وهو قادر عليه كما هو قادر على النظر إلى جميع خلقه دفعة واحدة فلا تخفى عليه خافية،وغير ذلك.
فإما نقول: الأمر يرجع إلى الشريعة فيما يخص الأسماء التي يتعلَّق بها حكم شرعي، و أما ما كان من قبيل المخاطبة أي الشرح و التفسير لا من قبيل الإخبار فهو مفتوح بشرط أن لا يتضمن معنى باطلا.
فرد المصطلح أو العبارة لمجرد أن الصحابة و التابعين لم ينطقوا بها، ولا قام عندهم مقتضى النطق بها فهذا في حد ذاته إحداث(!)
فإما نقول: ما لم يتكلم به الشرع و الاستثناء الوحيد للصحابة لأسباب معروفة فهو محدث و يتناول ذلك كل من جاء بعدهم، و هذا محال وممتنع، ويبطل أكثر علوم المسلمين.
وإما نقول : الضابط هو ما وافق من المعاني الكتاب و السنة ،وما كان صحيحا ليس فيه معارضة للكتاب و السنة فهو مقبول في التخاطب، و الضابط التفريق بين مقام المخاطبة و مقام الإخبار.
فالجانب الأول من النظر في المصطلحات هو: هل هي حق؟ ، هل هي تصور صحيح؟ ولذلك تجد شيخ الإسلام يناقش المخالفين في معاني هذه المصطلحات، ويبين أنها قوالب لباطلهم وبدعهم، و أنها باطل يجب رده.
الجانب الآخر وهو أقل أهمية من الجانب الأول: استعمال هذه المصطلحات عند أصحابها، فمنهم من يقصد منها معنى لا يقصده الآخر، أو أنهم يريدون منها في باب معنى، وفي باب آخر معنى آخر، ولذلك فإن الذين يردون هذه المصطلحات بإطلاق لم يقضوا شيئا، و لم يميزوا بين الحق والباطل فيها، ولا أدركوا مقاصد أصحابها.
وقال في ( المجموع){66/4}:
(( ولا ريب أن الألفاظ في المخاطبات تكون بحسب الحاجات، كالسلاح في المحاربات فإذا كان عدو المسلمين في تحصنهم وتسلحهم على صفة غير الصفة التي كانت عليها فارس والروم، كان جهادهم بحسب ما توجبه الشريعة التي مبناها على تحري ما هو لله أطوع وللعبد أنفع، وهو الأصلح في الدنيا والآخرة، وقد يكون الخبير بحروبهم أقدر على حربهم ممن ليس كذلك، لا لفضل قوته وشجاعته ولكن لمجانسته لهم، كما يكون الأعجمي المتشبه بالعرب ـ وهم خيار العجم ـ أعلم بمخاطبة قومه الأعاجم من العربي وكما يكون العربي المتشبه بالعجم ـ و هم أدنى العرب ـ أعلم بمخاطبة العرب من العجمي."
قال شيخ الإسلام بيانا لهذه المعاني في كتابه القيم ( الصفدية ){291/1}:
((وكان السلف ينكرون التأويلات التي تخرج الكلام عن مراد الله ورسوله، التي هي من نوع تحريف الكلم عن مواضعه، فكانوا ينكرون التأويل الباطل الذي هو التفسير الباطل، كما ننكر قول من فسر كلام المتكلم بخلاف مراده، وقد ينكرون من التأويل الذي هو التفسير مالا يعلم صحته، فننكر الشيء للعلم بأنه باطل أو لعدم العلم بأنه حق، ولا ينكرون ترجمة الكلام لمن لا يحسن اللغة، وربما أنكروا من ذلك مالا يفهمه المستمع أو ما تضره معرفته، كما ينكرون تحديث الناس بما تعجز عقولهم عن معرفته أو بما تضرهم معرفته، كما قال علي عليه السلام:" حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله "، وقال عبد الله بن مسعود:" ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم)).
وقال أيضا { 293/1}( الصفدية ):
" و إنما جماع الشر تفريط في حق أو تعدي إلى باطل، وهو تقصير في السنة أو دخول في البدعة، كترك بعض المأمور وفعل بعض المحظور، أو تكذيب بحق وتصديق بباطل.
ولهذا عامة ما يؤتى الناس من هذين الوجهين، فالمنتسبون إلى أهل الحديث والسنة والجماعة يحصل من بعضهم كما ذكرت تفريط في معرفة النصوص أو فهم معناها أو القيام بما تستحقه من الحجة ودفع معارضها، فهذا عجز وتفريط في الحق، وقد يحصل منهم دخول في باطل: إما في بدعة ابتدعها أهل البدع وافقوهم عليها واحتاجوا إلى إثبات لوازمها، وإما في بدعة ابتدعوها هم لظنهم أنها من تمام السنة كما أصاب الناس في مسألة كلام الله وغير ذلك من صفاته.
ومن ذلك أن أحدهم يحتج بكل ما يجده من الأدلة السمعية و إن كان ضعيف المتن والدلالة، و يدع ما هو أقوى و أبين من الأدلة العقلية، إما لعدم علمه بها، و إما لنفوره عنها، و إما لغير ذلك.
و في مقابلة هؤلاء من المنتسبين إلى الإثبات بل إلى السنة و الجماعة أيضا، من لا يعتمد في صفات الله على أخبار الله ورسوله، بل قد عدل عن هذه الطريق وعزل الله ورسوله عن هذه الولاية، فلا يعتمد في هذا الباب إلا على ما ظنه من المعقولات.))
قلت: فإذا كان السني السلفي يعتقد بجزم أن المعقولات الصريحة لا تناقض المنقولات الصحيحة، لم يجز له مخاصمة أو عزل هذه أو تلك، فإن خالف النص المعقولات الصحيحة فقد يكون الخلل في فهمه هو، وليس في النص، فإن أكثر الغلط في هذا الباب أن يجعل ما ليس بمعقول معقولا للاشتباه الأمر و دقة المسائل، فالمطالب الإلهية دل عليها القرآن والسنة بالأدلة العقلية والبراهين اليقينية، ومن هذه الجهة فهي كذلك نقلية أي: إن الأدلة العقلية التي أرشد إليها القرآن والسنة هي كذلك نقلية، و كونها نقلية لا يمنع أنها عقلية، و إذا كانت الأدلة من الكتاب والسنة نقلية عقلية، علمنا أن المنقولات الصحيحة عن المعصوم لا تتناقض، و علمنا أن المعقولات الصريحة لا تتناقض كذلك، فإن العقل الصريح من طرق الهداية التي زود الله بها الإنسان ليعلم الحق، ويفهم الوحي، ويتبع الكتاب، ولم يزوده به ليخالف ما جاءت به الأنبياء.
وعليه فكل ما خالف نصوص الكتاب والسنة مما يسمى بالعقليات و الفكر، فليس هو العقل الفطري الصحيح الذي منحه الله الإنسان، و إنما هو العقل المركب من الشبهات والشهوات التي أوحتها الشياطين لبني البشر، فيلزم عدم عزل العقل والفكر، ولا الخوف منه، ولا التردد في استعماله بعد معرفة الكتاب والسنة، إذ عزل العقل و الفكر و النظر عزل للوحي وللشرع.
و النصيحة لكم:
المهم أن لا يخوض الإنسان فيما لا يفهم، ولكنه كذلك عليه أن لا يعارض من خاض فيما يفهم لأنه هو لم يفهم، فيكون من الصادين عن الحق، بل عليه أن يسترشد، و إذا استشكل عليه شيء، و اشتبه عليه مأخذ المسألة استعان بالله و استهداه و دعاه، وأظهر فقره إليه مستيقنا هذه الحقيقة، وهو إن الذي أنزل الوحي هو الذي وهب العقل و الفكر و النظر، فأتباع الوحي هم أهل العقل والفكر و النظر على الحقيقة، فكل من يناقض المبتدعة في بعض لوازمهم دون أن يفهم هذه اللوازم قد يناقض الحق، فمثل هذا يبني نقضه لهذه اللوازم ويفترضها من الباطل لأنها صادرة عن صاحب الباطل، والقسطاس المستقيم الذي جاء به القرآن أن ينظر في الأقوال ذاتها فما كان حقا قبله، وما كان باطلا رده، لا يرد الكلام أو يقبله لأن الأول قاله سني والثاني قاله إخواني ، فهذا من الهوى وتحكيم الهوى، ذلك أن السني إذا أخطا لم يخرجه ذلك من السنة، و المبتدع إذا أصاب لم يدخله ذلك في السنة، ويعلم الناس و أهل العلم خاصة أن ما من فرقة إلا ومعها بعض الحق تخلطه بباطلها إلا أهل السنة فليس معهم إلا الحق، و لكن هذا لجملتهم وعمومهم لا لمعينهم، فالحق لا يخرج عنهم أبدا.
قال شيخ الإسلام في ( المجموع){80/13} ما فيه نقض واضح لأصلكم المحدث: (( والسلف لم يذموا جنس الكلام، فإن كل آدمي يتكلم، ولا ذموا الاستدلال والنظر والجدل الذي أمر الله به ورسوله، والاستدلال بما بينه الله ورسوله، بل ولا ذموا كلاما هو حق، بل ذموا الكلام الباطل، وهو المخالف للكتاب والسنة، وهو المخالف للعقل أيضا وهو الباطل، فالكلام الذي ذمه السلف هو الكلام الباطل، وهو المخالف للشرع والعقل.))
إذا فمعرفة معاني ما يتكلم به المبتدعة، وكونه يوافق معاني الكتاب و السنة أو يخالفها ضروري لبيان مراد الله ورسوله، وتوصيله للناس، و إقامة الحجة، و إظهارها بالشكل المطلوب شرعا.
فنحن نذم العقل الفاسد و النظر الباطل و الفكر المذموم لا نذم جنس العقل و جنس النظر و جنس الفكر.
ـ قال الإمام ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ نقلا عن "هدي الساري"لابن حجر{ص:427}:"لو كان كل من أدعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما أدعي به، وسقطت عدالته، وبطلت شهادته بذلك،للزم ترك أكثر محدّثي الأمصار،لأنه ما منهم إلا و قد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه".
العجيب أن المدعي لا يفهم مضمون دعوته و لوازمها،لأنه يعتبر كل كلام ملزم بدعة.
إن تكلَّم شيوخكم تكلمت،فمن له شيخ فلينقل لي كلامه وسأرد عليه كما يشاء،وإلا فلن أرد على هذا هذيان .
  #49  
قديم 06-11-2012, 06:25 PM
عبد الله بن مسلم عبد الله بن مسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 5,131
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد وكلا السلفي مشاهدة المشاركة
أرى أن الشيطان قد نزغ بينكم ليشمت بكم أعداءكم وما أكثرهم
فأغلقوا عنكم هذا الموضوع وليعتذر بعضكم من بعض فأنتم كلكم إخوة في الله يلزمكم التحاب والتواصي بالحق بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، ويتأكد هذا الخلق الرفيع على أكثركم علما وأكبركم سنا !!، ودعوا عنكم حظوظ النفس فهي-والله- أس الشرور التي تعاني الدعوة من ويلاتها من سنوااااات!!!
والسلام عليكم.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء"
  #50  
قديم 06-11-2012, 06:40 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مختار طيباوي مشاهدة المشاركة
1 ـ تعتبرون كتب ابن تيمية كتب كلامية إذا بدعية، وكلامكم من روعته مثَّبت في المنتدى(؟!).
2 ـ لم أقل تعلَّموا نقض البدعة(علم الكلام و المنطق و الفسلفة) من كتب الرازي و ابن سينا مما يعني أن ردكم لم تقصدوا به هؤلاء ولكن قصدتم به ابن تيمية .
لقد فضحتم أنفسكم، ولأزيد في فضحكم و استخراج ضغينتكم وعداوتكم لابن تيمية ومنهجه وطعنكم فيه أجمع لكم بقية القرائن و الأدلة على أنكم شرعتم في تكوين فرقة جديدة ومنهج جديد أهم ملامحه معاداة ابن تيمية ومنهجه و الانتقاص منه بقدر الإمكان ،ولو تنصرفون لبيوتكم خيرا لكم من الإشراف أو الكتابة في هذا المنتدى (؟)

مهلا مهلا مهلا أيها الشيخ الفاضل !
ما عهدناك هكذا مع إخوانك , وليس هذا سبيل السلفيين مع بعضهم البعض !
كوني أتفهم بعض قسوتك وشدة عبارتك في دفاعك عن شيخ الإسلام ابن تيمية ..
وكوني أتفهم نصرتك لطريقة ابن تيمية في نقد الفلسفة وعلم الكلام الذي تصفه بالمشؤوم
ولكن اتهامك لبعض إخواننا المشرفين بأنهم يعادون شيخ الإسلام ويحملون له ضغينة
هذه هكذا باطلة جدا جدا , فكل من في الإشراف سلفيون محبون لابن تيمية ومناصرون
لابن تيمة ولمن هو أقل من ابن تيمية نصرة للإسلام وخدمة له !
فكيف يساء الظن بهم لمجرد عبارة قد نختلف أو نتفق في انتقادها , وليس فيها هذا
الاستهداف ؛ فضلا أن تكون فرقة هدفها معاداة ابن تيمية !!
والله هذا الكلام باطل بيقين وما كنت لأتصور صدوره منك اتجاه إخوانك ..
فأرجو أن تعيد النظر في هذا الكلام الذي آذيت به إخوانك وليس له مسوغ إلا الغضب !!
وإذ طالبتُ إخواننا جميعا باحترامك لشيبتك وعلمك في تعليق سابق ؛ نطالبك أيضا
باحترام إخوانك وعدم الإساءة إليهم، فضلا عن اتهامهم في دينهم .
وجزاك الله خيرا ...
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.