أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
28345 123455

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 09-14-2011, 07:55 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

سيأتيك لا تعجل بعون الله تعالى...
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
  #22  
قديم 09-15-2011, 01:02 AM
محمدالسلفي محمدالسلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 203
Question

أخي عبد الكريم
أريد أن أفهم منك شيئا
ما الذي تبحثه بالتحديد ؟

هل هو موقف عمر رضي الله عنه في صلح الحديبية أكان موقفا بشريا أم شرعيا ؟
أم تبحث اللفظ هل يعد طعنا أم لا ؟

إذا كان الأول فالشيخ العيد شريفي حفظه الله ممن يعتبر موقف عمر رضي الله عنه و أرضاه موقفا بشريا بل عمر نفسه رضي الله عنه قال "عملت لذلك أعمالا "
قال ابن حجر في الفتح : " قوله قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا هو موصول إلى الزهري بالسند المذكور وهو منقطع بين الزهري وعمر قال بعض الشراح قوله أعمالا أي من الذهاب والمجيء والسؤال والجواب ولم يكن ذلك شكا من عمر بل طلبا لكشف ما خفي عليه وحثا على إذلال الكفار لما عرف من قوته في نصرة الدين اه وتفسير الأعمال بما ذكر مردود بل المراد به الأعمال الصالحة ليكفر عنه ما مضى من التوقف في الامتثال ابتداء وقد ورد عن عمر التصريح بمراده بقوله أعمالا ففي رواية بن إسحاق وكان عمر يقول ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به وعند الواقدي من حديث بن عباس قال عمر لقد أعتقت بسبب ذلك رقابا وصمت دهرا وأما قوله ولم يكن شكا فإن أراد نفي الشك في الدين فواضح وقد وقع في رواية بن بن إسحاق أن أبا بكر لما قال له ألزم غرزه فإنه رسول الله قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله وأن أراد نفي الشك في وجود المصلحة وعدمها فمردود وقد قال السهيلي هذا الشك هو ما لا يستمر صاحبه عليه وإنما هو من باب الوسوسة كذلك قال والذي يظهر أنه توقف منه ليقف على الحكمة في القصة وتنكشف عنه الشبهة ونظيره قصته في الصلاة على عبد الله بن أبي وإن كان في الأولى لم يطابق اجتهاده الحكم بخلاف الثانية وهي هذه القصة وإنما عمل الأعمال المذكورة لهذه وإلا فجميع ما صدر منه كان معذورا فيه بل هو مأجور لأنه مجتهد فيه .

فهل تعتبرها يا أخي مسألة وقع فيها خلاف بين العلماء و أحدهما مصيب و الثاني مخطئ ؟ و تريد بحثها و إثبات أن من عدّ موقف عمر موقفا بشريا هو مخطئ ؟
لأن سؤال صاحب الموضوع كان حول ما تنشره سحاب ـ كما قال ـ و التي تعتبر قول الشيخ العيد طعن في الصحابة و هذا يخرجه من السلفية

فإن كان بحثك أخي الكريم حول موقف عمر رضي الله عنه فمع كون البحث فرعي عن أصل السؤال فهو مفيد بلا شك و يبقى السؤال هل يعتبر هذا طعنا في عمر رضي الله عنه و هل القائل بأن موقف عمر رضي الله عنه كان موقفا بشريا يعتبر مبتدعا خارجا عن السلفية


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم السلفي مشاهدة المشاركة

الرابع : أنه إذا كان العيد شريفي لا يقصد الطعن بهذا الكلام فكان يسعه أن يتأس برسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه الرجل اليهودي وقال إنكم تنددون تقولن ما شاء الله ومحمد فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أن فهمكم لكلامنا هو السقيم بل سارع إلى إنكار اللفظ مع علمه بـأن الصحابة لا يقصدون التنديد والتسوية.

هذا والله تعالى أعلم وأحكم
أخي الكريم هناك فرق في الموقف فإن من طعن في الشيخ العيد شريفي لم ينكر اللفظ مع علمه بأن القائل لا يقصد الطعن, بل اعتبر الشيخ قاصدا الطعن في الصحابة و أُخرج بسبب ذلك من السلفية و لهذا كان أول ما سارع إليه الشيخ هو تصحيح هذا الاعتبار
فهؤلاء ينبغي أن يقال لهم " كان يسعكم تأسيا برسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أن تنكروا اللفظ مع علمكم بأن الشيخ العيد شريفي لا يقصد الطعن و التنقيص "

و هذا الذي جعل الشيخ يقول أن لفظ النفس البشرية الظلومة الجهولة وصَفَ الله بها الإنسان , آدم فمن بعده
و كان يكرر أن الإنسان إذا أراد أن يثبت هذه البشرية فأفضل من يمثل بهم هم خير الناس
فمثّل الشيخ حفظه الله بالصحابة . فهل يستقيم أن يعتبره الشيخ من خير الناس ثم يطعن فيه و ينتقص منه ؟!!!
ألسنا نرى العلماء إذا أرادوا أن يثبتوا أن الإنسان غير معصوم و من بشريته أن ينسى , يقولون رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أفضل خلق الله و ينسى ما عدا في تبليغ الوحي

أم تراه يستقيم أن تلقي درسا و عند حديثك عن بشرية الإنسان و أنه غير معصوم تقول و انظروا مثلا " تجد شابا جالسا في الحافلة و بجانبه عجوز كبيرة واقفة و لا يعطيها مكانه لتجلس "
عادي هو يفعل كل شيء يعني هذه فقط التي تثبت أنه غير معصوم ( ابتسامة )


و لهذا نفرِّق , إذا كان البحث في كونه أخطأ أو أصاب فالمجال مفتوح خطِّئه كما تشاء
أما اتهام الشيخ بأنه يطعن في الصحابة فهذا الذي لا نقبله منهم
__________________
قال سماحة الوالد عبد العزيز بن باز
من أعظم ما يجب عليك يا طالب العلم ، أن تتقي ربك بطاعته وترك معصيته، والإخلاص له وسؤاله التوبة والعون والتوفيق، ثم العناية بالدروس والمذاكرة، وحفظ الوقت؛ فإن هذا من أعظم الأسباب. ومن أسباب ذلك أيضاً المذاكرة مع الزملاء، والحرص على الفائدة؛ حتى يستقر العلم، فلا تكتف بمطالعتك والدرس مع الأستاذ، بل مع هذا المذاكرة مع الزملاء الطيببين فيما أشكل عليك حتى يستقر في ذهنك العلم.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث والعشرون.

  #23  
قديم 09-16-2011, 06:37 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

جواب عبد الكريم مخلوفي ـ عن إشكالاته الأخيرة ـ

ـ لا ينبغي لطالب العلم ان يتبجح بقواعد ،يدّعي من خلالها أنّ كلامه الرّاجح في المسألة ،ومعلوم الخلاف شديد في تفسيرالآية ،والاعتداد بالرأي...
ثم كيف لطالب علم يقول هذا الرّاجح ،من غير ذكر مُرجح معتبر !

وإليك جوابا بديعا من ابن القيّم رحمه الله تعالى حين تعرضه للآية قائلا:
"
وقد تكلَّمَ النَّاسُ، فى أىَّ الرأيينِ كان أصوَب، فرجَّحتْ طائِفةٌ، قولَ عُمَرَ لهذا الحديث، ورجَّحت طَائِفةٌ قولَ أبى بكر، لاستقرار الأمر عليه، وموافقتِهِ الكِتابَ الذى سَبَقَ مِن اللهِ بإحلالِ ذلك لهم، ولِموافقته الرحمة التى غلبتِ الغضب، ولتشبيه النبىِّ صلى الله عليه وسلم له فى ذلك بإبراهيم وعيسى، وتشبيهه لعمر بنوح وموسى ولِحصول الخيرِ العظيم الذى حصل بإسلام أكثر أولئكَ الأسْرى، ولخروجِ مَن خرج مِن أصلابهم مِن المسلمين، ولِحصولِ القوة التى حصلت لِلمسلمين بالِفداء، ولموافقةِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر أوَّلاً، ولِموافقةِ الله له آخراً حيثُ استقر الأمرُ على رأيه، ولِكمال نظر الصِّدِّيق، فإنه رأى ما يستقِرُّ عليه حُكْمُ اللهِ آخِراً، وغلَّب جانبَ الرحمةِ على جانبِ العُقُوبة.

"
وأما سبب بكاء النبي صلى الله عليه وسلّم فيجيبك ابن القيّم رحمه الله تعالى:
"
قالوا: وأما بكاءُ النبىِّ صلى الله عليه وسلم، فإنَّمَا كان رحمةً لِنزول العذابِ لمن أراد بذلك عرضَ الدنيا، ولم يُرِدْ ذَلِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، وإن أرادَه بعضُ الصحابة، فالفتنةُ كانت تَعُمُّ ولا تُصيبُ مَن أرادَ ذلك خاصة، كما هُزِمَ العسكرُ يومَ حُنَين بقول أحدهم: "لَنْ نُغْلَبَ اليَوْمَ مِن قِلَّةٍ" وبإعجاب كثرتهم لِمن أعجبته منهم، فهزم الجَيْشُ بذلك فِتنة ومحنة، ثم استقر الأمرُ على النصر والظفر.. والله أعلم.
"
===== انتهى ====

وعودا لمسألة قصة الحديبية ؛والقضية التي هي أصل الموضوع :

ـ فلا شكّ أن قلوب بعض الصحابة رضوان الله عليهم اضطربت يومها اضطرابا شديدا ..
قال ابن القيّم رحمه الله :
وكيوم الحديبية حين اضطربت قلوبهم من تحكم الكفار عليهم ودخولهم تحت شروطهم التي لا تحملها النفوس وحسبك بضعف عمر رضي الله عنه عن حملها وهو عمر حتى ثبته الله بالصديق رضي الله[مدارج السالكين]

وهاهو الإمام ابن القيم يتحدث عن النفس البشرية !

فهذا سبب قولهم " كدنا أن نهلك "
ـ وقول عمر رضي الله عنه " اتّهموا الرأي في الدّين "

وهاهو عمر رضي الله عنه يسمّيه رأياً =ولا ندري أيسميه مخلوفي رأيا شرعيا ام بشريّا ؟

وعدّ الشيخ محمد ابن عبد الوهّاب رحمه الله هذا الموقف[موقف الحديبية] من باب الرّيب؛وذكره في كتابه الكبائر :
قال رحمه الله تعالى:
"
(باب ذكر الريب)
وقول الله تعالى
:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}1 الآية، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وقوله تعالى{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}3 إلى قوله تعالى {وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} وكان معاذ يقول في مجلسه كل يوم قلما يخطئه: "الله حكم قسط، هلك المرتابون". وقال ابن مسعود: "إن من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله، ولا تحمد أحدا على ما آتاك الله، ولا تلم أحدا على ما لم يؤتك الله. وإن الله بعلمه وقسطه جعل الروح والفرح في اليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. وإن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره". وقال عمر يوم الحديبية: "فعملت لذلك أعمالا وفيه قوله: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا" أخرجه مسلم، وعن العباس رضي الله عنه مثله
"


ولفت شيخ الإسلام النّظر إلى الفرق بين قضية الحديبية وقضية أسارى بدر فقال رحمه الله تعالى:
"
ولهذا نظائر تبين تقدم أبى بكر على عمر، مع أن عمر ـ رضي الله عنه ـ مُحدَّث، فإن مرتبة الصديق فوق مرتبة المحدث؛ لأن الصديق يتلقى عن الرسول المعصوم كل ما يقوله ويفعله، والمحدث يأخذ عن قلبه أشياء، وقلبه ليس بمعصوم فيحتاج أن يعرضه على ما جاء به النبي صلى الله علية وسلم، ولهذا كان عمر ـ رضي الله عنه ـ يشاور الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ويناظهرهم ويرجع إليهم في بعض الأمور، وينازعونه في أشياء فيحتج عليهم ويحتجون عليه بالكتاب والسنة، ويقررهم على منازعته، ولا يقول لهم‏:‏ أنا محدث ملهم مخاطب فينبغى لكم أن تقبلوا منى ولا تعارضونى، فأى أحد ادعى أو ادعى له أصحابه أنه ولى لله وأنه مخاطب يجب على أتباعه أن يقبلوا منه كل ما يقوله ولا يعارضوه، ويسلموا له حاله من غير اعتبار بالكتاب والسنة فهو وهم مخطئون، ومثل هذا من أضل الناس، فعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أفضل منه وهو أمير المؤمنين، وكان المسلمون ينازعونه فيما يقوله، وهو وهم على الكتاب والسنة، وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله علية وسلم‏.[مجموع الفتاوى] "
وقال رحمه الله تعالى:
" فليس في المحدثين الملهمين أفضل من عمر، كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنه قد كان في الأمم قبلكم مُحَدَّثُون، فإن يكن في أمتي منهم أحد فَعُمَر منهم‏)‏، وقد وافق عمر ربه في عدة أشياء، ومع هذا فكان عليه أن يعتصم بما جاء به الرسول، ولا يقبل ما يرد عليه حتى يعرضه على الرسول، ولا يتقدم بين يدي اللّه ورسوله، بل يجعل ما ورد عليه إذا تبين له من ذلك أشياء خلاف ما وقع له فيرجع إلى السنة، وكان أبو بكر يبين له أشياء خفيت عليه، فيرجع إلى بيان الصديق وإرشاده وتعليمه،كما جرى يوم الحديبية، ويوم مات الرسول، ويوم ناظره في مانعي الزكاة وغير ذلك، وكانت المرأة ترد عليه ما يقوله وتذكر الحجة من القرآن، فيرجع إليها؛ كما جري في مهور النساء، ومثل هذا كثير‏.‏
"
ومن باب الفائدة أيضا:
أشار شيخ الإسلام رحمه الله ،إلى أن الله أكمل عمر رضي الله عنه حين توليه الخلافة باللين خلاف الشدّة التي كان عليها رضي الله عنه ..

والله الهادي ..
وصلى الله وسلّم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
  #24  
قديم 09-16-2011, 10:21 PM
محمدالسلفي محمدالسلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 203
افتراضي

أحسنت أخي عمر و أحسن الله إليك
__________________
قال سماحة الوالد عبد العزيز بن باز
من أعظم ما يجب عليك يا طالب العلم ، أن تتقي ربك بطاعته وترك معصيته، والإخلاص له وسؤاله التوبة والعون والتوفيق، ثم العناية بالدروس والمذاكرة، وحفظ الوقت؛ فإن هذا من أعظم الأسباب. ومن أسباب ذلك أيضاً المذاكرة مع الزملاء، والحرص على الفائدة؛ حتى يستقر العلم، فلا تكتف بمطالعتك والدرس مع الأستاذ، بل مع هذا المذاكرة مع الزملاء الطيببين فيما أشكل عليك حتى يستقر في ذهنك العلم.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث والعشرون.

  #25  
قديم 09-19-2011, 04:48 PM
عبد الكريم السلفي عبد الكريم السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 81
افتراضي

فجوابا على كلام البومرداسي الأخير
أبدا مستعينا بالله عز وجل وحده
أما قولك:
ـ لا ينبغي لطالب العلم أن يتبجح بقواعد ،يدّعي من خلالها أنّ كلامه الرّاجح في المسألة ،ومعلوم الخلاف شديد في تفسير الآية ،والاعتداد بالرأي...
ثم كيف لطالب علم يقول هذا الرّاجح ،من غير ذكر مُرجح معتبر !
القارئ لكلامك يظن أنني في صدد ترجيح مسألة القبض بعد الرفع من الركوع بيد أنني لم أعدوا أن قلت أن "تحريم الفداء قبل الإثخان هو شريعة الأنبياء قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم" هو الراجح وهو صريح الآية الكريمة في قوله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض وصريح قول النبي صلى الله عليه وسلم أحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي (لنبي قبلي) والموافق لتفسير الطبري الذي نقلته في الحاشية وانظر الحديث الذي أدرجه مسلم رحمه الله في كتاب الجهاد تحت باب (تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة).
فإذا كان الراجح عندك خلاف هذا فكان الواجب عليك أن تأتينا بأدلتك على قوة كلامك ومرجوحية كلامي الأمر الذي لم تفعله.
أما إذا كان كلام الله عز وجل وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم الصريحين ليس بِمُرجح معتبر عندك فعلى العلم السلام.

أما القواعد الفقهية فهي لم توضع للتبجح إنما وضعت لإزالة العُجمة عن فهم النصوص عند المتأخرين وإلا فإن السلف الصالح كانوا في غنى عنها لقوة فصاحتهم وبلاغتهم.
والعجيب أنك تنكبت كلام الطبري الذي قلت عنه أنت :"ولعلّ ما يرفع الالتباس قول الطبري رحمه الله تعالى":( طيبا واتقوا الله) ، يقول : وخافوا الله أن تعودوا ، أن تفعلوا في دينكم شيئا بعد هذه من قبل أن يعهد فيه إليكم ، كما فعلتم في أخذ الفداء وأكل الغنيمة ، وأخذتموهما من قبل أن يحلا لكم (إن الله غفور رحيم).

فقوله رحمه الله وأخذتموها قبل أن يحلا لكم يطرح إشكالا غفلت أنت عنه فهل التحريم كان في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم أم شرع الأنبياء قبله أترك الجواب لك يا بومرداسي؟

يُتبع إن شاء الله.


أما عن تساؤلات البعض حول مدار الكلام فليرجع إلى الصفحة الثانية من الموضوع.
__________________
عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م) ، (والارواء 1269) ، وحكم عليه الألباني رحمه الله بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم : 2831.
  #26  
قديم 09-19-2011, 08:55 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم السلفي مشاهدة المشاركة
فجوابا على كلام البومرداسي الأخير
أبدا مستعينا بالله عز وجل وحده
أما قولك:
ـ لا ينبغي لطالب العلم أن يتبجح بقواعد ،يدّعي من خلالها أنّ كلامه الرّاجح في المسألة ،ومعلوم الخلاف شديد في تفسير الآية ،والاعتداد بالرأي...
ثم كيف لطالب علم يقول هذا الرّاجح ،من غير ذكر مُرجح معتبر !
القارئ لكلامك يظن أنني في صدد ترجيح مسألة القبض بعد الرفع من الركوع بيد أنني لم أعدوا أن قلت أن "تحريم الفداء قبل الإثخان هو شريعة الأنبياء قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم" هو الراجح وهو صريح الآية الكريمة في قوله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض وصريح قول النبي صلى الله عليه وسلم أحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي (لنبي قبلي) والموافق لتفسير الطبري الذي نقلته في الحاشية وانظر الحديث الذي أدرجه مسلم رحمه الله في كتاب الجهاد تحت باب (تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة).
فإذا كان الراجح عندك خلاف هذا فكان الواجب عليك أن تأتينا بأدلتك على قوة كلامك ومرجوحية كلامي الأمر الذي لم تفعله.
أما إذا كان كلام الله عز وجل وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم الصريحين ليس بِمُرجح معتبر عندك فعلى العلم السلام.

أما القواعد الفقهية فهي لم توضع للتبجح إنما وضعت لإزالة العُجمة عن فهم النصوص عند المتأخرين وإلا فإن السلف الصالح كانوا في غنى عنها لقوة فصاحتهم وبلاغتهم.
والعجيب أنك تنكبت كلام الطبري الذي قلت عنه أنت :"ولعلّ ما يرفع الالتباس قول الطبري رحمه الله تعالى":( طيبا واتقوا الله) ، يقول : وخافوا الله أن تعودوا ، أن تفعلوا في دينكم شيئا بعد هذه من قبل أن يعهد فيه إليكم ، كما فعلتم في أخذ الفداء وأكل الغنيمة ، وأخذتموهما من قبل أن يحلا لكم (إن الله غفور رحيم).

فقوله رحمه الله وأخذتموها قبل أن يحلا لكم يطرح إشكالا غفلت أنت عنه فهل التحريم كان في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم أم شرع الأنبياء قبله أترك الجواب لك يا بومرداسي؟

يُتبع إن شاء الله.


أما عن تساؤلات البعض حول مدار الكلام فليرجع إلى الصفحة الثانية من الموضوع.
حتى لا نجترّ ونكرّر وندور في حلقة مفرغة:

أولا :قضية أسارى بدر التي قست بها وعليها قصة الحديبية ـ بينت لك البعد بين القضيتين ـ
ثانيا: شرعنا نسخ الشرائع الأخرى فالشرائع الاخرى تبع لشريعتنا وليس العكس وقاعدة [شرع من قبلنا شرع لنا ]مقيدة بـ/[إذا لم يكن في شرعنا ما يخالفه]...
ومن قال ومن سلفك أن نبينا كان مقيدا بشرع من قبلنا ،بل كانت القبلة بأمر من الله لبيت المقدس ،فكان شرع رب العالمين ،وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة اهل الكتاب في بعض الامور كالترَجّل ثم صار إلى مخالفتهم ...
....
ثم عتاب المولى سبحانه ـ ليس لعدم انقياد النبيّ صلى الله عليه وسلم لشرع من قبلنا ـ من الانبياء ،ولو كان ملزما بذلك لانقاد صلوات ربي وسلامه عليه كما انقاد للقبلة الأولى ـ بيت المقدس ـ ..
فالإثخان هو شريعة الانبياء ومن ينكر هذا ومتى أنكرته؟وأين ؟
إنما انكرت فهمك بأن نبينا صلى الله عليه وسلم مُلزمٌ ـ بشرع من قبلنا ـ في دقه وجلّه؟

فأكرر ـ لو كان ملزما ما فعل عكسه ـ أم انك من القائلين بأن للنبي صلى الله عليه وسلّم صغائر؟
ولتعلم أن هاته كبيرة في حقه صلى الله عليه وسلّم ؟
فقد كان الصحابة ينكرون على التابعين أشياء فعلها التابعون ـ يرونها ادق من الشعر ـ وكان يراها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الكبائر فكيف برسول الله عليه صلوات ربي وسلامه عليه؟!!!
إيّاك والجرأة على جناب النبيّ الكريم !

أما قوله صلى الله عليه وسلّم:
{أحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي} فهذا من باب الإخبار عن تفضيل الله لهذه الأمة وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلّم مُلزم بما يوحى إليه لا بشرع من قبلنا ..
وغاية ما في قصة اسارى بدر تنزّلا :
أنه تركٌ للأَولى لا اعتداء على الشرع !!!ولا ترك لأمر ـ وقد سبق أن هذا كبيرة في حقه صلى الله عليه وسلّم ـ ...
وغاية ما يشبه القصة في العتاب الإلاهي..وهو العتاب لترك الأَولى قصة الأعمى...
وترك الأولى ليس مثل الترك للشرع فالثانية لا تكون من النبيّ صلى الله عليه وسلّم لعصمة الله إيّاه منها فتنبّه ..ولا تعتدي على جناب النبيّ الكريم فهو لعمري أكبر من الطعن في الصحب الكرام ..

أما تشنيعك وقولك اني تنكّبتُ فأعوذ بالله وأعيذك بالله من النكبة عن صراط الله فهو ملجئي وملاذي سبحانه وتعالى:

ـ فقول الطبريّ رحمه الله [
أن تفعلوا في دينكم شيئا بعد هذه من قبل أن يعهد فيه إليكم ]
فبينته بكلام ابن القيّم رحمه الله تعالى:
"
ولم يُرِدْ ذَلِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، وإن أرادَه بعضُ الصحابة، فالفتنةُ كانت تَعُمُّ ولا تُصيبُ مَن أرادَ ذلك خاصة، كما هُزِمَ العسكرُ يومَ حُنَين "

فأين زعمك أنه وقع من رسول الله وأبي بكر؟؟!
كما قلت هنا:
اقتباس:
أما من جانب أخر فعلى مذهبك في تجويز هذا اللفظ فيلزم منه أن تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنهما يمثلان الرأي البشري الظلوم الجهول في واقعة فداء أسرى بدر التي كان الحق فيها ممثلا في رأي عمر الذي أشار بالقتل ووافق فيه حكم الله عز وجل.
فمن الذي يلزمه أن يفرّق بين الواقعتين ؟!
فلا صلة للقصة برسول الله وأبو بكر أبدا ...
فصحّح فهمك وقياسك..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
  #27  
قديم 09-19-2011, 10:40 PM
محمدالسلفي محمدالسلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 203
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم السلفي مشاهدة المشاركة

أما عن تساؤلات البعض حول مدار الكلام فليرجع إلى الصفحة الثانية من الموضوع.
حياك الله بالإسلام أخي عبد الكريم
أخي الكريم إسمي المسجل به هو محمد السلفي و أنا فقط من سأل حول مدار الكلام و ليس " البعض "
أما بالنسبة لأسئلتي و ما طرحته فأنا لم أجد له جوابا في الصفحة الثانية و لا الثالثة فهل ترشدنا إليه ؟
__________________
قال سماحة الوالد عبد العزيز بن باز
من أعظم ما يجب عليك يا طالب العلم ، أن تتقي ربك بطاعته وترك معصيته، والإخلاص له وسؤاله التوبة والعون والتوفيق، ثم العناية بالدروس والمذاكرة، وحفظ الوقت؛ فإن هذا من أعظم الأسباب. ومن أسباب ذلك أيضاً المذاكرة مع الزملاء، والحرص على الفائدة؛ حتى يستقر العلم، فلا تكتف بمطالعتك والدرس مع الأستاذ، بل مع هذا المذاكرة مع الزملاء الطيببين فيما أشكل عليك حتى يستقر في ذهنك العلم.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث والعشرون.

  #28  
قديم 09-20-2011, 12:29 PM
عبد الكريم السلفي عبد الكريم السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 81
افتراضي

إشكال
ولم يُرِدْ ذَلِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، وإن أرادَه بعضُ الصحابة
بعض الصحابة الذين قلت أنهم هم من أراد ذلك هل أخذوا الفداء قبل إذنه صلى الله عليه وسلم أم بعد ؟(أي إرادة الدنيا)
فإن قلت قبل سلمت لك هذه المقولة لإنه من التقدم بين يدي الله ورسوله.
وإن قلت بعد فهم كانوا ممتثلين لأمره وأخذين بإذنه فلا لوم عليهم إذن.

يتبع إن شاء الله.
__________________
عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م) ، (والارواء 1269) ، وحكم عليه الألباني رحمه الله بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم : 2831.
  #29  
قديم 09-20-2011, 10:03 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

أحمد ربّي أن عافاني وبعد :
أخي عبد الكريم مخلوفي ،نقاشي معك في جزئية محدودة وهي أنك قست بين خطأ عمر رضي الله عنه في الحديبية وقصة أسارى بدْر..

فبينت لك أن فعل عمر وبعض الصحابة رضي الله عنه كان من باب الريب ـ وهو وحده ذنب ـ
لذا عملوا لذلك أعمالا رضي الله عنهم وأرضاهم ..
أما أسارى بدر فلا صلة لها بشرع من قبلنا ـ وإنما ذكر أهل التفسير ذلك لبيان أنه كان حصل في شرع من قبلنا كذا وكذا ورفع الله عنا الأغلال والآصار ولله الحمد و المنة وحده على نعمه الكثيرة {ولكن أكثر الناس لا يشكرون} ...
وقصة أسارى بدر من جملة الأمور العامة للمسلمين ـ التي كان يستشير فيها النبي صلوات ربي وسلامه عليه ـ الصحابة بعامة ويجمع لها المهاجرين والأنصار وكان يخص بعضها بمشورة عمر الفاروق وأبو بكر الصدّيق ..
ولا علاقة فيما توهمته إطلاقا و اعذرني فقد تعقبت عليك في المرة الماضية و انا بعيد عن كراريسي ،وإن كنت نقلت لك أنّ قضيّة شرع من قبلنا لا صلة لها بواقع أسارى بدر إلا من باب بيان رفع الحرج عن أمة المبعوث رحمة للعالمين صلوات ربي وسلامه عليه وإليك البيان :

قال شيخ الإسلام في معرض رده على الروافض عليهم اللعائن العظام :
"
وأما الأمور العامة الكلية التي تعم المسلمينإذا لم يكن فيها وحي خاص فكان يشاور فيها أبا بكر وعمر وإن دخل غيرهما في الشورى لكن هما الأصل في الشورى وكان عمر تارة ينزل القرآن بموافقته فيما يراه وتارة يتبين له الحق في خلاف ما رآه فيرجع عنه.
وأما أبو بكر فلم يعرف أنه أنكر عليه شيئا ولا كان أيضا يتقدم في شيء اللهم إلا لما تنازع هو وعمر فيمن يولى من بني تميم حتى ارتفعت أصواتهما فأنزل الله هذه الآية:
{يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول}
"

فبان لك أخي الكريم "عبد الكريم" أن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم لمصلحة رآها ،وهي سنة ماضية قال بها العلماء من بعد .

قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في الأضواء..
وأكثر أهل العلم يقولون: إن الآية ليست منسوخة، وإن جميع الآيات المذكورة


محكمة، فالإمام مخير وله أن يفعل ما رآه مصلحة للمسلمين من من وفداء وقتل واسترقاق.
قالوا: قتل النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث أسيرين يوم بدر، وأخذ فداء غيرهما من الأسارى.
ومن على ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة، وكان يسترق السبي من العرب وغيرهم.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار:
والحاصل أنه قد ثبت في جنس أسارى الكفار
جواز القتل والمن والفداء والاسترقاق، فمن ادعى أن بعض هذه الأمور تختص ببعض الكفار دون بعض لم يقبل منه ذلك إلا بدليل ناهض يخصص العمومات، والمجوز قائم في مقام المنع، وقول علي وفعله عند بعض المانعين من استرقاق ذكور العرب حجة.
وقد استرق بني ناجية ذكورهم وإناثهم وباعهم كما هو مشهور في كتب السير والتواريخ اهـ. محل الغرض منه.

ومعلوم أن بني ناجية من العرب.


ـ فأنت ترى أن هذا للمصلحة والإمام مخيّر فيما يفعله


و سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله-: ماذا يفعل بالأسير من العدو؟
فأجاب بقوله: يجوز أخذ فدية عن قتل الأسرى من العدو. ويجوز أيضاً أن يفدى أسير كافر بأسير من المسلمين.
ويعامل الأسرى بأمور:
الأمر الأول: أن يقتلوا صبراً.
الأمر الثاني: أن يُؤخذ فدية من المشركين برجال مسلمين.
الأمر الثالث: أن يفدوا بمنفعة، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ب
أسرى بدرحيث أطلقهم عليه الصلاة والسلام على أن يعلِّموا أهل المدينة (1) .
الأمر الرابع: أن يفدوا بمال.
الأمر الخامس: أن يطلقوا وهو: المنّ بدليل قوله: (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ) .
وهذه الأمور التي ذكرنا للإمام أن يختار منها حسب المصلحة؛ لأن القاعدة الشرعية: أن منْ تصرَّف لغيره فإنه يجب عليه اتباع الأصلح في حق ذلك الغير. بخلاف من تصرف لنفسه فإنه مخيَّر تخيّر تشهّي.
__________
(1) رواه مسلم/كتاب الجهاد/برقم (3309) .


مثل: خصال الكفارة في الأيمان فإنها على سبيل التشهي.
ومثل: فدية الأذى فإنها على سبيل التشهي فللمرء أن يفعل ما يشاء.
وعلى هذا نقول: إذا رأى الإمام أن يقتل الأسرى من أجل مصلحة تقوية المسلمين وإذلال الكفار فالواجب أن يقتل الأسرى، حتى لو أُعطي من المال الشيء الكثير، فإنه لا يجوز للإمام أن يقبل
الفدية.
وإذا رأى الإمام أن من المصلحة أن يأخذ مقابل الأسرى فدية مال، فإنه يأخذ فدية مالية.
وإذا رأى الإمام أن من المصلحة فداء رجال من المشركين بأسرى من المسلمين فإنه يجوز.
وإذا رأى الإمام أن من المصلحة أن يمنّ على الأسرى فلا بأس.
وهذه الأمور ترجع إلى كل قضية بعينها وتسمى مثل هذه المسألة عند أهل العلم: قضايا الأعيان، وليس لها حكم عام أو لفظ عام يستدل بعمومه، وقضايا الأعيان قد يكتنفها من الأشياء ما يجعل
حكمها هكذا، ولو اختلف الأمر لاختلف الحكم.

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين

كتاب الجهاد

ـ


و الدّليل الواضح الصريح أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكن مُقيَّدا بشرع من قبلنا ولا مُلزما به أنه قال في قضية أسرى بدر [لو كان المطعم بن عدي حيا فسألني هؤلاء النتنى ...]الحديث ..
فلوكان مقيّدا به أو مُلزماً به ما قال هذا ولا استشار الصحب الكرام حتى يأذن ربّ العالمين.
فخلاصة المسألة أنّ هذا من قضايا الأعيان ومن الامور الكليّة العامة للمسلمين يُنظر فيها لباب المصلحة والمفسدة ...وحاشا رسول الله وحاشا الصديق ان يتقدما بين يدي الله سبحانه وتعالى..
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد بن عبد الله وعلى صحبه والتابيعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا مزيدا ...



__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
  #30  
قديم 09-21-2011, 01:27 PM
عبد الكريم السلفي عبد الكريم السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 81
افتراضي

على القاعدة التي ذكرت أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا لم يخالف شرعنا
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان عليه أن يمضي في الإثخان وأن لا يقبل الفداء لأنه لم ينزل في شريعته من الوحي ما يخالف شريعة الأنبياء
وهو نفس كلام الطبري حين قال "وخافوا الله أن تعودوا ، أن تفعلوا في دينكم شيئا بعد هذه من قبل أن يعهد فيه إليكم".

أما إذا نزل المخالف الذي اشترطته (وهو هنا إباحة الفداء) وعمل به النبي صلى الله عليه وسلم فهو عمل بمقتضى شريعته فلا لوم عليه ولا عتاب فما محل الأية إذن.

وعلى التسليم بقولك أنه لم يكن ملزما بشيئ في قضية أسرى بدر فيكون إختياره لرأي أبي بكر دون رأي عمررضي الله عنهما وأرضاهما من الإجتهاد ""السائغ"" الدائر بين الأجر والأجرين والذي لا إنكار فيه.
فهل مثل هذا الإجتهاد ممن يخوف صاحبه بالعذاب العظيم في قوله تعالى "لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم"؟
__________________
عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م) ، (والارواء 1269) ، وحكم عليه الألباني رحمه الله بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم : 2831.
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:08 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.