أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
35409 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 09-16-2010, 11:47 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

الجمع بين حديث غربة الدين والطائفة المنصورة


ما الجمع بين حديث: " بدأ الإسلام غريباً "، وحديث: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق "؟ [1]

لا منافاة بينهما: فالأول ظاهر من الواقع، وتمامه: " فسيعودُ غريبًا كما بَدأ فطُوبَى للغُربَاء "[2]، وفي رواية لغير مسلم: " يُحيُون ما أمات الناسُ من سُنَّتي "[3]، وفي رواية أخرى: " الذينَ يصلحون ما أفسَدَ الناس "[4].
والحديث الثاني يدل على بقاء الإصلاح والدعوة والعلم والتعليم، وفيه بشارة أن هنالك طائفة لا تزال ظاهرة على الحق، فالغربة لا تنافي الطائفة، ولا يلزم أن تكون بمكان واحد، والحق لا بد من بقائه حتى يخرج الدجال، وحتى تأتي الريح.
ثم إن هذه الغربة قد تزداد في مصر من الأمصار وتقل في مصر آخر، وقد تكون الغربة ذات معان متعددة: في كثرة البدع أو إنكار صلاة الجماعة أو عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن أعظمها، غربة أهل التوحيد وظهور الشرك، نسأل الله العافية. وقد يظهر الإسلام في ناحية ويكون فيها أحسن مما قبل كما هو الواقع، وقد يكون في زمان أفضل من زمان آخر.
أما حديث: " لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه "[5]، فهو محمول على الأغلب، فلا يمنع أن يكون في بعض الزمان أحسن مما قبله، كما جرى في زمان عمر بن عبد العزيز فإن زمانه أحسن من زمان سليمان والوليد، وكما حصل في زمان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من ظهور السنة والرد على المبتدعة، وكما جرى في الجزيرة بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.


_______________

[1] نشر في كتاب فتاوى إسلامية جمع وترتيب محمد المسند، ج 4، ص136.
[2] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، برقم 208.
[3] أخرجه ابن قتيبة في كتاب تأويل مختلف الحديث 1/115.
[4] أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، برقم 2554.
[5] أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه، برقم 6541.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
[نقلًا من هنا]
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 10-10-2010, 02:34 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

الجمع بين حديث: "السفر قطعة من العذاب"
وحديث: "سافِروا تصِحوا"

(( قال ابن بطَّال‏:‏ ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث ابن عمر مرفوعا ‏"‏ سافِرُوا تصِحُّوا ‏"‏ فإنه لا يلزم من الصِّحَّة بالسَّفر لما فيه من الرِّياضة أن لا يكون قطعة من العذاب لما فيه مِن المشقة، فصار كالدَّواء المُرِّ المعقبِ للصِّحَّة -وإن كان في تناوله الكراهة- )). [فتح الباري، كتاب الحج، باب "السفر قطعة من العذاب"]
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 10-31-2010, 10:58 AM
أم أويس السلفية أم أويس السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 356
افتراضي

كيفية الجمع بين قوله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم) وقوله: (وأما بنعمة ربك فحدث)

السؤال
كيف الجمع بين قوله تعالى: { فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [النجم:32]، وقوله تعالى: { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [الضحى:11]؟


نعم أحسنت بارك الله فيك، قوله تعالى: { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [الضحى:11] معناه: أن يتحدث الإنسان بما أنعم الله عليه، لا أن يزكي نفسه على ربه، وبينهما فرق، إنسان يقول: صلى، زكى، صام، حج، يريد أن يدل بعمله على ربه، ويزكي نفسه على الله هذا هو الممنوع.
لكن: { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [الضحى:11] فيقول: الحمد لله هداني بعد أن كنت كذا وكذا، هذا لا بأس به، هذا عمرو بن العاص رضي الله عنه، كان قبل أن يسلم أشد الناس بغضاً للرسول عليه الصلاة والسلام، ويقول: وددت لو تمكنت منه فقتلته.
ولما أسلم قال بعد أن أسلم متحدثاً بنعمة الله: [ كنت لا أستطيع النظر إليه تعظيماً له ] أو كما قال، هذا ما فيه بأس.
من: لقاء الباب المفتوح
للشيخ. محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
__________________
أم أويس السلفية : زوجة أبو أويس السليماني -حفظه الله ونفع به-
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 11-04-2010, 12:37 PM
أم أويس السلفية أم أويس السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 356
افتراضي

الجمع بين قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى مُوسَى، ...» ، وَبَيْنَ قَوْلِهِ «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ».


جاء في كتاب شرح العقيدة الطحاوية تحت قول المؤلف (وَسَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ).
فإن قيل: يشكل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فأجد موسى باطشا بساق العرش، فلا أدري هل أفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله؟" 1, خرجاه في الصحيحين، فكيف يجمع بين هذا وبين قوله: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" 2.
فالجواب: أن هذا كان له سبب، فإنه كان قد قال يهودي: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فلطمه مسلم، وقال: أتقول هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟ فجاء اليهودي فاشتكى من المسلم الذي لطمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا؛ لأن التفضيل إذا كان على وجه الحمية والعصبية وهوى النفس كان مذموما، بل نفس الجهاد إذا قاتل الرجل حمية وعصبية كان مذموما، فإن الله حرم الفخر، وقد قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [سورة الإسراء: 55]. وقال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [سورة البقرة: 253]. فعلم أن المذموم إنما هو التفضيل على وجه الفخر، أو على وجه الانتقاص بالمفضول. وعلى هذا يحمل أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوا بين الأنبياء" 3، إن كان ثابتا، فإن هذا قد روي في نفس حديث موسى، وهو في البخاري وغيره. لكن بعض الناس يقول: إن فيه علة، بخلاف حديث موسى، فإنه صحيح لا علة فيه باتفاقهم.
وقد أجاب بعضهم بجواب آخر، وهو: أن قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوني على موسى" ، وقوله: "لا تفضلوا بين الأنبياء" نهي عن التفضيل الخاص، أي: لا يفضل بعض الرسل على بعض بعينه، بخلاف قوله: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" فإنه تفضيل عام فلا يمنع منه. وهذا كما لو قيل: فلان أفضل أهل البلد، لا ينصب على أفرادهم، بخلاف ما لو قيل لأحدهم: فلان أفضل منك.


*******************
1 البخاري في "الخصومات" "2/ 89" و"الأنبياء" "12/ 359" و"الرقاق" "4/ 234" و"التوحيد" "4/ 474", ومسلم في "الفضائل" "7/ 101" وكذا أحمد "2/ 264" من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "لا تخيروني"، وأما لفظ: "لا تفضلوني" فإنما هو عند الشيخين من طريق الأعرج عنه في سياق آخر يأتي بعد حديث. وفي حديث أبي سلمة: "فإذا موسى باطش بجانب العرش" ، وقال الأعرج: "فإذا موسى آخذ بالعرش" , ورواية أحمد من طريق الأعرج وأبي سلمة معا: "فأجد موسى ممسكا بجانب العرش" .
2 صحيح، أخرجه الترمذي "2/ 282", وابن ماجه "4308", وأحمد "3/ 2" من حديث أبي سعيد الخدري، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح" ورواه أحمد "1/ 281، 295" من هذا الوجه عن ابن عباس، وله شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة" . أخرجه مسلم "7/ 59" وأبو داود "4673" وابن سعد "1/ 20" وهو في الصحيحين نحوه، وتقدم قريبا، وذكرنا له هنا شاهد آخر، وله في "الصحيحة" "1571" شاهد ثالث عن سلمان.
3 صحيح، وهو رواية من حديث أبي هريرة المتقدم من طريق عبد الرحمن الأعرج عنه قال: "بينما يهودي يعرض سلعة له أعطى بها شيئا كرهه أو لم يرضه، قال: لا والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر، فسمعه رجل من الأنصار، فلطم وجهه، قال: تقول: والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟! قال: فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم إن لي ذمة وعهدا، وقال: فلان لطم وجهي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم لطمت وجهه؟ قال: قال يا رسول الله: والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر وأنت بين أظهرنا، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجهه، ثم قال: "لا تفضلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض، إلا من شاء الله، قال: ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث، أو في أول من بعث، فإذا موسى عليه السلام آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور، أو بعث قبلي، ولا أقول: إن أحد أفضل من يونس بن متى عليه السلام" . أخرجه البخاري "2/ 360-361", ومسلم "7/ 100-101" وقد غمز الشارح من صحته، ولا أعلم له علة، ولم يتكلم عليه الحافظ في "الفتح" "6/ 318"، وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ: "لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون..." الحديث نحوه، أخرجه البخاري "2/ 89", ومسلم "7/ 102" وأحمد "3/ 33"، وروى أبو داود "4668" الجملة الأولى منه، وهي رواية لأحمد "3/ 31".

من كتاب [شرح العقيدة الطحاوية] لإبن أبي العز الحنفي (المتوفى : 792هـ)
تخريج : ناصر الدين الألباني -رحمه الله -


__________________
أم أويس السلفية : زوجة أبو أويس السليماني -حفظه الله ونفع به-
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 01-18-2011, 12:20 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الجمع بين التفاضل وبين الرسل والنهي عنه

جزى الله أخواتي وأحبتي خير الجزاء على هذا الجهد الطيب، أسأل الله - تعالى - أن يبارك لكنّ فيه، ويثقل لكنّ به الموازين.

الجمع بين : {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} وحديث: (لا تفضلوني على الأنبياء ...)

قال ابن كثير رحمه الله - تعالى - في الجمع بين الآية الكريمة :[ {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [ سورة البقرة 253].
والحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن - النبي صلى الله عليه وسلم - قال : (لا تفضلوني على الأنبياء ...) [متفق عليه]. من وجوه :

1. أن هذا كان قبل أن يعلم بالتفضيل، وفي هذا نظر .
2. أن هذا قاله من باب الهضم والتواضع.
3. أن هذا نهيٌ عن التفضيل في مثل هذه الحال التي تحاكموا فيها عند التخاصُم والتشاجر - أي الذي كان فيه مناسبة الحديث-.
4. لا تفضلوا بمجرد الآراء والعصبية.
5. ليس مقام التفضيل إليكم، وإنما هو إلى الله - عز وجلّ -، وعليكم الإنقياد والتسليم له والإيمان به]. انتهى كلامه. [انظر : تفسير القرآن العظيم لابن كثير - رحمه الله - جـ 1 ص 408].

إن الله - تعالى - فضّل بعض الأنبياء على بعض بدليل الآية الكريمة في قوله - تعالى - : {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [ سورة البقرة 253].

{وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} كما ثبت في حديث الإسراء الطويل حين رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأنبياء في السموات بحسب تفاوت منازلهم عند الله - عزّ وجلّ -.

ولقوله - تعالى - : {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} [الإسراء 55].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع) (صحيح) رواه (أبو داود) انظر : [سنن أبي داود 4/ 218 رقم 4673].


نحمد الله - تعالى - أن جعلنا من أمته، اللهم اجعلنا من العاملين بهديه، المتمسكين بسنته، واجمعنا اللهم تحت لوائه، واسقنا بيده الشريفة شربة من حوضه لا نظمأ بعدها أبدا.
_____

المرجع : [تفسير القرآن العظيم لابن كثير - رحمه الله - جـ 1 ص 408].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 01-18-2011, 02:13 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

الجمع بين قوله – تعالى - : {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ} وحديث (لا نورث ما تركناه صدقة).

قال – تعالى - : {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ} [سورة النمل16]، وثبت في الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِن حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه – قوله : (لا نورث ما تركناه صدقة).

قال فضيلة الشيخ عبدالعزيز محمد السدحان بعد أن أورد الحديث : [فبيّنَ عليه الصلاة والسلام أن الأنبياء لا يتركون ميراثاً لذويهم كسائر الناس.

وقد ذكر بعض أهل العلم أنّ مِنَ الحِكَم في كَوْنِ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يوَرّثون، حتى لا يتمنى أحد من آل بيت النبي موتَ النبي ليظفر بشيئ من ميراثه، هكذا ذكر بعضهم – والله تعالى أعلم-.

وقد يُشكلُ على بعض الناس ما ذكره الله – تعالى - في سورة مريم قائلاً على لسان زكريا عليه السلام : {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم 6].

وقد يُشكلُ على بعض الناس أيضاً ما في سورة النمل : {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ} [سورة النمل16]
وهذا الإشكال قد ذكره وأجاب عليه ابن قتيبة في كتابه " تأويل مختلف الحديث " لأن هذا الكتاب يجمع ما أثاره بعض من ضل ّوزاغَ عن الطّريق المُستقيم، وأورد إشكالات بقصد إثارة الإختلافبينَ النصوص.

وابن قتيبة خطيبُ أهل السنة، كما سماه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – عندما قال : [ فالجاحظ خطيبُ المُعتزلة، وابن قتيبة خطيبُ أهل السنة، أجاب بما معناه : [لا تعارض، فالمراد بالميراث الذي ورد في الحديث ميراثُ المال، وأما الميراث الذي في الآيات، فهو ميراثُ النبوة، والرسالة والملك. وعلى هذا فلا يكون هناك إشكال]. [انتهى كلامه].

انظر : [كتاب آراء خاطئة، وروايات باطلة في سير الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. ص (36 - 37). لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 01-18-2011, 03:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

الجمع بين قوله - تعالى - :{أو تُخفوه} وبين {إن الله تجاوز عن أمتي}

السؤال :
ما معنى قوله تعالى : {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة:284]؟.
وكيف نجمع بين معناها وبين الحديث الشريف الذي معناه: (إن الله تعالى تجاوز عن أمة محمد ما حدثت به أنفسها، ما لم تفعله أو تتكلم به)؟.

أجاب عليه : فضيلة الشيح عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى -.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فهذه الآية قد أشكلت على كثير من الصحابة -رضي الله عنهم- لما نزلت، وهي قوله -تعالى-: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284]، شق عليهم هذا الأمر وجاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذكروا أن هذا شيء لا يطيقونه، فقال لهم -صلى الله عليه وسلم-: (أتريدون أن تقولوا كما قال من قبلكم سمعنا وعصينا، قولوا سمعنا وأطعنا، فقالوا: سمعنا وأطعنا فلما قالوها وذلت بها ألسنتهم أنزل الله بعدها قوله - سبحانه - {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} الآية [البقرة: 286].


فسامحهم الله وعفا -سبحانه وتعالى-، ونسخ ما دل عليه مضمون هذه الآية، وأنهم لا يؤاخذون إلا بما عملوا وبما أصروا عليه وثبتوا عليه.
وأما ما يخطر من الخطرات في النفوس والقلوب فهذا معفو عنه، ولهذا صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم)، فزال هذه الأمر والحمد لله، وصار المؤمن غير مؤاخذ إلا بما عمله أو قاله أو بما أصر عليه بقلبه، عملاً بقلبه، كإصراره على ما يقع عليه من الكبر والنفاق ونحو ذلك. أما الخواطر التي تعرض، والشكوك التي تعرض ثم تزول بالإيمان واليقين هذه لا تضر، بل هي عارضة من الشيطان ولا تضر.
ولهذا لما قال الصحابة : يا رسول الله !إن أحدنا يجد في قلبه ما لا أن يخر من السماء أسهل عليه من أن ينطق به أو كما قالوا، قال: (ذاك صريح الإيمان) وفي لفظ: (تلك الوسوسة) فهي من الشيطان، إذا رأى من المؤمن الصدق والإخلاص وصحة الإيمان والرضى بما عند الله وسوس عليه بعض الشيء، وألقى في قلبه خواطر خبيثة، فإذا جاهدها وحاربها بالإيمان والتعوذ بالله من الشيطان سلم من شرها.
ولهذا جاء في الحديث الآخر يقول -عليه الصلاة والسلام-: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله، فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله ورسله)، وفي لفظ: (فليستعذ بالله ولينته)

هذا يدلنا على أن الإنسان عرضه للوساوس الشيطانية، فإذا عرض عليه وساوس خبيثة وخطرات منكرة فليبتعد عنها، وليقل: (آمنت بالله ورسله، وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولينته)، ولا يلتفت إليها فإنها باطلة ولا تضره، وهي الخطرات التي عفى الله عنها - سبحانه وتعالى -.


http://www.binbaz.org.sa/mat/18390
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 01-18-2011, 04:11 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

الجمع بين قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) وحديث (السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب)

كيف نجمع بين قوله - صلى الله عليه وسلم -: (سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب)، أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -، وبين قوله تبارك وتعالى: ((وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا؟)) [مريم:71].

ليس بين الآية وبين الحديث اختلاف، فالورود هو المرور على الصراط وكل الناس يمرون عليه كل أهل الجنة يمرون عليه، لأنه الطريق إلى دخول الجنة والصراط منصوب على متن جهنم فيمر أولهم عليه كالبرق وكلمح البصر ثم كالريح ثم كالطير ثم كأجاود الخيل والركاب ـــ فيما بعده.

هذا مرور ليس فيه عذاب وإنما هو مرور بغير عذاب إلا من أراد الله جل وعلا تعذيبه من العصاة الذين قد تأخذهم الكلاليب ويسقطون في النار لمعاصيهم وكبائرهم التي لم يتوبوا إلى الله منها، فإن على الجسر كلاليب تخطف الناس بأعمالهم لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه وتعالى، فمن الناس من يمر يمشي ومنهم من يمر يزحف ومنهم من تخدشه الكلاليب ولكن يسلم ومنهم يخدش ويلقى في النار بسبب معاصيه وكبائره التي مات عليها، أما الكفار فإنهم لا يمرون عليه بل يساقون إلى النار نسأل الله العافية.

فالحاصل أن هذا ا لمرور لا بد منه وهو الورود المذكور في قوله - تعالى - (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً) (مريم: 71-72).

فالمتقون ينجيهم الله ويمرون والظالمون يساقون إلى جهنم فيدخلونها، والعصاة على خطر عظيم منهم من ينجو ومنهم من يسلم، ومنهم من يدخل النار ويعذب بقدر معاصيه ثم يخرجه الله منها بفضل رحمته سبحانه وتعالى؛ لأنه مات على التوحيد والإسلام، وتحل الشفاعة فالنبي يشفع، والملائكة يشفعون، والمؤمنون يشفعون و ...... يشفعون.

أما الكفار فإنهم لا شفاعة فيهم، بل خلودهم في النار دائم قال الله تعالى (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (المدثر :48) (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ)(غافر: من الآية18).

فالكفار مخلدون في النار وليس فيهم شفاعة، وإنما الشفاعة في العصاة الذين يدخلون النار بمعاصيهم فإنهم يشفع فيهم الأنبياء، ويشفع نبينا - صلى الله عليه وسلم - في عصاة أمته ويشفع المؤمنون وتشفع ......، ويبقى بقية في النار من أهل المعاصي يخرجهم الله من النار سبحانه بفضل رحمته، بعدما .....فيهم أمر الله، وتنتهي مدة عذابهم في النار يخرجهم الله منها بسبب توحيدهم وإسلامهم إلى نهر يقال له نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل كما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 01-18-2011, 04:25 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الجمع بين (فبما كسبت أيديكم) وبين (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا

الجمع بين (فبما كسبت أيديكم) وبين (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)

السؤال :

يقول الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}[الشورى:30]، ويقول: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}[التوبة:51]، فما معنى الآيتين، وكيف نجمع بينهما، علماً أن ظاهرهما التعارض؟.

فأجاب فضيلة الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى -: [ليس هناك تعارض يا أخي، فالله -تعالى- بين لنا أن ما أصابنا هو بأسباب كسبنا، وبين أن ما يقع فهو بقضاءه وقدره قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا، فقد سبق علمه وقدره بكل شيء.
ولكنه سبحانه علق ما أصابنا مما يضرنا أنه بأسباب معاصينا وإن كانت مكتوبة مقدرة، لكن لنا كسب ولنا عمل ولنا اختيار، فكل شيء يقع بقدر من الطاعات والمعاصي، فما وقع منا من معاصي فهو معثور من كسبنا وعملنا، ونحن مؤاخذون به، إذا فعلنا وعندنا عقولنا، نحن مؤاخذون به.

ولهذا قال -سبحانه-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، والآية الأخرى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] فلا تنافي بين القدر وبين العمل، فالقدر سابق ولله الحجة البالغة -سبحانه وتعالى-، والأعمال أعمالنا : كالزنا، وشرب الخمر، وترك الصلاة، والعقوق، وقطيعة الرحم من أعمالنا، ونحن نستحق عليها العقوبة بسبب تفريطنا وتقصيرنا.

لأن لنا اختياراً ولنا عملاً ينسب إلينا، وإن كان سبق في علم الله كتابته وتقديره، فالقدر ليس حجة على فعل المعايب والمنكرات، والله له -سبحانه وتعالى- الحكمة البالغة فيما مضى فيه قدره وعلمه وكتابته، ونحن المسئولون عن أعمالنا وأخطائنا وتقصيرنا، ومؤاخذون بذلك، إلا أن يعفو ربنا عنا، ولهذا تعلم أنه لا منافاة بين الآيتين.

فإحداهما تدل على أن أعمالنا من كسبنا، وأنا نستحق عليها العقوبة، وهي أعمال لنا باختيارنا، والآية الأخرى تدل على أنه قد مضى في علم الله كتابتها وتقديرها.

وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه قال: (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء)، فهو سبحانه الحكيم العليم، العالم بكل شيء، الذي سبق علمه بكل شيء -سبحانه وتعالى-، وكتب كل شيء، وفي آية أخرى يقول -سبحانه وتعالى-: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22].
فكتاب الله سابق، وعلمه سابق -سبحانه وتعالى-، وقدره سابق، وأعمالنا محصاة علينا، ومنسوبة إلينا، ومكتوبة علينا، وهي من كسبنا وعملنا واختيارنا، فنجزي على الطيب الجزاء الحسن من الطاعات وأنواع الخير والذكر.
ونستحق العقاب على سيئها من العقوق والزنا والسرقة وسائر المعاصي والمخالفات. والله المستعان.

__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 01-18-2011, 05:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

الجمع بين قوله - عليه الصلاة والسلام - : ((أفتَّان أنت يا معاذ)) وبين فعله في قراءته بسورة البقرة وآل عمران.

السؤال : كيف نجمع بين قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ((أفتّانٌ أنت يا معاذ))، وفعله هو - عليه الصلاة والسلام - حيث ثبت عنه أنه قرأ بالبقرة وآل عمران والمائدة والأعراف وغيرها ؟؟[1].

أجاب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -: مراده - صلى الله عليه وسلم - الحث على التخفيف إذا كان إماماً يصلي بالناس؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيكم أمّ الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة، وإذا صلّى لنفسه فليطول ما شاء))[2].

وكان - صلى الله عليه وسلم - أخف الناس صلاة في تمام، كما قال أنس - رضي الله عنه - : (ما صليت خلف أحد أتم صلاة ولا أخف صلاة من النبي - صلى الله عليه وسلم-)[3] متفق عليه.

أما إذا صلّى لنفسه فليطول ما شاء، وقراءته - صلى الله عليه وسلم - بالبقرة والنساء وآل عمران كانت في تهجده بالليل، وفق الله الجميع.
__________________________________

[1] من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من المجلة العربية.
[2] رواه البخاري في الأذان باب إذا صلّى لنفسه فليطول ما شاء برقم 662، ومسلم في الصلاة باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام برقم 714.
[3] رواه البخاري في الأذان باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي برقم 667، ومسلم في الصلاة باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام برقم 721.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.