( فقه المرحلة ) سنة العراق بين الأزمة والحل

[أبو زيد العتيبي]

( فقه المرحلة )
"سُنّة العراق" بين الأزمة والحل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد:

فإن الداعية الموفق هو من يعمل وعنده (مشروع دعوي) قائم على مصادر علمية معتبرة، ويهدف لمقاصد شرعية محررة . وأصول هذه وتلك: العمل بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة تحقيقاً للإخلاص والمتابعة عبادة وطاعة، وتتميماً للأخلاق الفاضلة رعاية وتزكية .

ثم يوظف هذه المنطلقات في أعماله الدعوية، فهذا عنوان ذكائه وفطنته، فليس هو بالعاطفي الذي تستثيره الأحداث والمواقف ، ثم يبني عليها ردود أفعال ارتجاليه خالية من العلم أو الحكمة، أو من كليهما .

وليس هو بالمتفرج لقضاياه المصيرية دون موقف شرعي صحيح منضبط بأصول الشريعة وقواعدها الكلية مستنيراً بكلام العلماء الراسخين في العلم، إذ لا ريب أن الشريعة حاكمة إلى قيام الساعة على كل حدث ونازلة، وأن حكمها لا يخفى على كل أفراد الأمة . بل لا بد أن يكون معلوماً ولو عند بعضهم – ضرورة بقاء الشريعة، والطائفة المنصورة - .

فالمرحلة تستدعي مهارة دعوية في كشف العقائد الفاسدة، وفضح المخططات العدائية، وذلك عن طريق توجيه الغليان العام الذي يقوم على مطالب مشروعة من رفع الظلم، وإقامة العدل، ونبذ الطائفية المتسلطة.

ومقومات توعية الجماهير في نقاط مهمة :
• إن المقصود من كل بلاء وفتنة الرجوع إلى الله – سبحانه – لقوله -:تعالى: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

• إن أصل التغيير يكون بالتوبة إلى الله – سبحانه – وإصلاح القلوب لقوله – تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

• إن أصل صلاح الدين والدنيا تحقيق الشهادتين فإنه لا يصلح الأفراد والمجتمعات إلا عبادة الله تعالى بتحقيق الإسلام الصحيح الخالي من شوائب الشرك والبدع والفسوق.

• تنوير الشارع السني بحقيقة المظالم الواقعة عليه من اعتداء على الأموال والدماء والأعراض بمختلف المسميات بأنها نابعة من أيدلوجيات (عقائد) المتسلطين، فهي التي تبيح لهم انتهاك تلك المحرمات بل وأكثر من ذلك .

• لفت النظر إلى أن الدولة العقائدية التي تعتقد عقيدة مخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة لا يمكن أن تتجانس مع سائر شرائح المجتمع لكونها توسعيه (تبشيرية) تعمل على تصدير أفكارها بكل ما تملك من قوة فلا خيار للسني إلا أن ينصهر ضمن مؤسساتها بلا عقيدة أو ألا يكون له محل في هذا البلد .

ومن الحلول التي تقوم على قواعد (فطرية)، (وعقلية)، (وشرعية): أن المفاسد إذا ازدحمت لم يكن للعاقل بد من ركوب أدناها لدفع أعلاها .

فالمطالبة بإقليم سني يحفظ لأهل السنة: دينهم ودماءهم وأعراضهم وأموالهم مطلب مشروع لما فيه من حفظ المقاصد العامة التي أجمعت عليها كل الرسالات الإلهية .

قال الشاطبي – رحمه الله - :" فقد اتفقت الأمة - بل سائر الملل- على أن الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس -وهي: الدين، والنفس, والنسل، والمال، والعقل- وعلمها عند الأمة كالضروري"(الموافقات:1/31).

وقال ابن النجار الفتوحي – رحمه الله – عن قاعدة: (لا ضرر ولا ضرار): " فَيَدْخُلُ فِيهَا دَفْعُ الضَّرُورِيَّاتِ الْخَمْسِ الَّتِي هِيَ حِفْظُ الدِّينِ، وَالنَّفْسِ وَالنَّسَبِ، وَالْمَالِ وَالْعِرْضِ.

وَهَذِهِ الْقَاعِدَةُ تَرْجِعُ إلَى تَحْصِيلِ الْمَقَاصِدِ وَتَقْرِيرِهَا بِدَفْعِ الْمَفَاسِدِ أَوْ تَخْفِيفِهَا .

وَمِمَّا يَدْخُلُ فِي هَذِهِ الْقَاعِدَةِ " الضَّرُورَاتُ تُبِيحُ الْمَحْظُورَاتِ " . . . يَعْنِي أَنَّ وُجُودَ الضَّرَرِ يُبِيحُ ارْتِكَابَ الْمَحْظُورِ، أَيْ الْمُحَرَّمِ، بِشَرْطِ كَوْنِ ارْتِكَابِ الْمَحْظُورِ أَخَفَّ مِنْ وُجُودِ الضَّرَرِ، وَمِنْ ثَمَّ جَازَ - بَلْ وَجَبَ - أَكْلُ الْمَيْتَةِ عِنْدَ الْمَخْمَصَةِ، وَكَذَلِكَ إسَاغَةُ اللُّقْمَةِ بِالْخَمْرِ وَبِالْبَوْلِ. . . وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا لا حَصْرَ لَهُ."(شرح الكوكب المنير:4/444).

وحالنا عند المطالبة بالإقليم كحال ( بَيْهس الفزاريّ )، وكانت أمه تبغضه لحمقه، فخرج مع إخوته في حرب، فماتوا ورجع هو إلى أمه، فقالت: أنجوت من بينهم؟! فقال: (لو خُيّرتِ لاخترتِ)، فلما رأت أنه ليس لها غيره أحبته وعطفت عليه، فقال: (الثُكْلُ أَرْأَمَها ولداً). فهو مثل يضرب للرجل يحفظ التافه بعد فقد النابه للضرورة.

هذا إذا قدرنا أسوأ الاحتمالات عند حصول (الإقليم السني)، فكيف لو كان هو المطلب العادل الذي يحفظ فيه البلد من التبعية الإيرانية بوجود شركاء أقوياء: (الإقليم السني، والكردي) مما يحول دون تنفذ المآرب الصفوية، بدل الأتباع الضعفاء، ذوي الجموع المترقبة حز الرقبة . فنحن عندهم (أهون من قُعَيس على عمته): وهو رجل من أهل الكوفة، دخل دار عمته، فأصابهم مطر شديد، وكان بيتها ضيقاً، فأدخلت كلبها البيت، وأخرجت قعيساً إلى المطر، فمات من البرد. ويضرب هذا المثل في بيان شدة هوان شخص على شخص.

وقال ابن القيم – رحمه الله -: " وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله خذلانه لعبده .

وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك إلى نفسك، وأن الخذلان أن يخلي بينك وبين نفسك . فإذا كان كل خير فأصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد فمفتاحه: الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه . فمتى أعطى العبدَ هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح بقى باب الخير مرتجاً دونه " (الفوائد:181).

ومشتت العزمات ينفق عمره ... حيران لا ظفر ولا إخفاق

[الغريب المهاجر]

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم (شيخنا الحبيب أبو زيد العتيبي) كلام مؤصل ومنضبط أرى أنه فعلا فقه للمرحلة التي نعيشها سنة العراق اليوم... وليس لها من دون الله كاشفة

[أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه-]

جزاكم الله خيرا كلام سليم سديد..

[ابو الحسين الأثري]

جزيت الفردوس شيخنا كلام رائع لكل متأمل
كنا ننتظر منكم هذا الكلام المنضبط المؤصل بارك الله فيكم
يجب توجيه الغليان الشعبي هذه التوجيهات الرائعة التي ذكرتَها بارك الله فيك .
حفظكم الله وسدد خطاكم ...

[عمربن محمد بدير]

المطالبة بإقليم خطأٌ جسيمٌ ،ويترتّب عليه مزيد تقسيم للعراق؛ ومزيد هوان لأرض الإسلام ،ومزيد تشرذم وافتراق ؛فالمطالبة بعراق سنّيّ أفضل ومتيسّرٌ (ومطلب التقسيم والتقزيم) هو مطلب الاستعمار ؛فهو يدفعكم إلى هذا ،وسيعينكم عليه ،وةهو مبتغاه فسيحصل لكم كما حصل لأهل غزّة ـ صانها الله ـ ..
والنّصيحة المليحة مشاورة كبار أهل العلم ؛وعدم التسرّع لنيل الحريّة من غير نظر في العواقب ..
فالضرورة التي تتحدث عنها ،ليست في محلّها ـ إذ ضرورة الحفاظ على أهل السنّة في المناطق التي يكثر فيها الشيعة واجب أيضا ؛أم نتركهم لأنياب الرافضة؟

[أبو زيد العتيبي]

الأخ عمر البومرداسي
أهل مكة أدرى بشعابها
وكلمتنا قد أخذناها من عدد من علمائنا منهم
الشيخ علي الحلبي
والشيخ مشهور
وغيرهم .
بل قال الشيخ مشهور عندما قلنا له قد يقال إن المطالبة بإقليم تؤدي إلى تقسيم العراق فأجاب لئن قسمتم لهو خير لكم مما أنتم فيه الآن .
ثم - معذرةً - المطالبة بالإقليم ليست تقسيماً !!!
والنّصيحة المليحة مشاورة كبار أهل العلم !!!!!
فالواجب على الأخوة عدم التشويش بدون رجوع للعلماء فالمسألة أكبر من تعليق خلف نت . . .

[أبو عبد العزيز الأثري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الحسين الأثري

جزيت الفردوس شيخنا كلام رائع لكل متأمل
كنا ننتظر منكم هذا الكلام المنضبط المؤصل بارك الله فيكم
يجب توجيه الغليان الشعبي هذه التوجيهات الرائعة التي ذكرتَها بارك الله فيك .
حفظكم الله وسدد خطاكم ...

جزاك الله خيراً شيخنا
نتمنى أن يتحقق الأقليم السني بأقرب وقت ممكن
ونسأل الله أن ييسر ذلك

فنحن في جحيم الرافضة قاتلهم الله
والله المستعان

[ابو العبدين البصري]

جزاك الله خيراً شيخنا الكريم .

بارك الله فيك وهذا توجيه العلماء الذين اشرت لهم في مشاركة الاخ أبي محمد الموصلي.
وهنا اود أن انبه على أمر مهم :

وهو أن على السلفي أن يحسن الظن بأخيه أبتداءً ولا ينظر لنفسه بأنه الوحيد الذي يفهم الأمور على مراد الشرع !
فلما ذكرت أن الناس خرجوا وأن الأمر قد وقع وعلينا توجيه الناس للمطالبة بحقوقهم من باب الحفاظ على هويتهم السنية .
فلا يأتي أخ ويناقشني في حكم المظاهرات !
فحكمها واضح لكل سلفي وأما عن عدم بيان حكمها الشرعي فذلك للحفاظ على دماء الشباب السلفي وانا اعني ما اقول.
لا لعدم حرمتها .

[عزام عبد المعطي الاشهب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمربن محمدالبومرداسي

المطالبة بإقليم خطأٌ جسيمٌ ،ويترتّب عليه مزيد تقسيم للعراق؛ ومزيد هوان لأرض الإسلام ،ومزيد تشرذم وافتراق ؛فالمطالبة بعراق سنّيّ أفضل ومتيسّرٌ (ومطلب التقسيم والتقزيم) هو مطلب الاستعمار ؛فهو يدفعكم إلى هذا ،وسيعينكم عليه ،وةهو مبتغاه فسيحصل لكم كما حصل لأهل غزّة ـ صانها الله ـ ..
والنّصيحة المليحة مشاورة كبار أهل العلم ؛وعدم التسرّع لنيل الحريّة من غير نظر في العواقب ..
فالضرورة التي تتحدث عنها ،ليست في محلّها ـ إذ ضرورة الحفاظ على أهل السنّة في المناطق التي يكثر فيها الشيعة واجب أيضا ؛أم نتركهم لأنياب الرافضة؟

أحسنتَ أحسنَ اللهُ إليك.
فهذه المرة الثانية التي أقرأ فيه عن هذه الأطروحة العجيبة في المنتدى، والأمر الأعجب منها أني لم أشاهد ردا عليها قبل ردك هذا ولا تعليقا الا ما كان منها مؤيدا...
فلا يكفي أن هاته الصحوة جاءت متأخرة جدا وحق لنا أن نقول لإخواننا صح النوم فاعذرونا إن لمستم في تعبيرنا شيئا من الشدة، فقد كان ينبغي عليكم العمل من قبل بكثيييير وبصورة فاعلة وإيجابية،وما كان ينبغي التقاعس أبدا وخاصة أن شريككم في الوطن ممن لا يأمن جانبهم، وتاريخ الصراع السني الشيعي في العراق حافل وشاهد .
أما بالنسبة للأصوات الصاخبة والداعية للمظاهرات بحجة المطالبة بالحقوق فهي أشد غرابة، وليس هذا بمتعلق بحكمها بقدر ما أرى هوانها، فهل باتت المظاهرات سلمية أو غير سلمية أسمى أماني سنة العراق؟، ولا يأتين من يقول تخاذل وتخذيل وما إلى هنالك، فإني سأقول له وبملئ فيّ :عفوا أخي فموقفكم المتخاذل، فقد كان ينبغي عليكم التسلح بجميع الوسائل المتاحة لتكونوا بمركز القوة في العراق، وهذا هو المنهج القرآني، وأعدوا لهم، لا تظاهروا بلعل وعسى يتعاطفوا مع قضاياكم وحقوقكم، ثم لم لا يتم التحالف مع الأكراد وجميع الجماعات السنية في العراق لتكونوا يدا واحدة ضد بني رويفضة الملاعين؟، فهل ينبغي أن تتكرر حكاية الثور الأبيض مرارا وتكرارا؟
متى نفيق؟
ثم أين العلماء؟
أم لعلهم باتوا آخر من يصحو؟؟؟؟
فأين هم من مكانهم ومكانتهم القيادية في الامة؟

[عمربن محمد بدير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العبدين البصري

جزاك الله خيراً شيخنا الكريم .

بارك الله فيك وهذا توجيه العلماء الذين اشرت لهم في مشاركة الاخ أبي محمد الموصلي.
وهنا اود أن انبه على أمر مهم :

وهو أن على السلفي أن يحسن الظن بأخيه أبتداءً ولا ينظر لنفسه بأنه الوحيد الذي يفهم الأمور على مراد الشرع !
فلما ذكرت أن الناس خرجوا وأن الأمر قد وقع وعلينا توجيه الناس للمطالبة بحقوقهم من باب الحفاظ على هويتهم السنية .
فلا يأتي أخ ويناقشني في حكم المظاهرات !
فحكمها واضح لكل سلفي وأما عن عدم بيان حكمها الشرعي فذلك للحفاظ على دماء الشباب السلفي وانا اعني ما اقول.
لا لعدم حرمتها .

يرد عليك أخي إنكار النّبي صلى الله عليه وسلّم على قوم حديثوا عهد بكفر(جاهلية)
حينما قالوا(اجعل لنا ذات أنواط)
فقال صلى الله عليه وسلّم(الله أكبر إنها السنن،لقد قلتم والله كما قالت بنو إسرائل لموسى(اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات أنواط) ..

فأصل دين رب العالمين بيان التوحيد و السنة والتحذير من الشرك والبدع ومحدثات الأمور ـ أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ـ
ونصر الله ليس بالمظاهرات (نقولها في السلم وفي الحرب) ..
وإلاّ فأين موضع الآية هذه في مقامكم اليوم[{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
]..
لا يُغَيِّرُ = حَتَّى يُغَيِّرُوا

شرط أساس .