أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
4813 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 02-02-2011, 12:18 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

الحرص على أن لا يصحبوا إلا صالحا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم زيد مشاهدة المشاركة
(( وأما تدبير الأولاد:
فحفظُهم مِن مخالطة تفسد مستقبلهم، ومتى كان الصبي ذا أنفة حيِيًّا؛ رجي خيره، وليحمل على صحبة الأشراف والعلماء، وليحذر من مصاحبته للجهال والسفهاء...
قال الشيخ مشهور -حفظه الله -:

نصيحتي له ولغيره أن لا يصاحب إلا مؤمناً ، فربنا عز وجل يخبرنا عن أهل النار أول ما يقذف بهم في النار فإن الواحد منهم يبحث عن صاحبه ، لأنه لا يصل إلى النار إلا من خلال الصاحب السيء فقال تعالى { وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين } وهم القرناء ، ولذا القرين لا ينفع صاحبه يوم القيامة إلا إن كان مؤمناً ، قال تعالى { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } فالأصحاب بعضهم لبعض عدو يوم القيامة إلا المتقين ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي } ويقول الإمام الأوزاعي : "صاحبك رقعتك فيك" فالصاحب يرقع والصاحب التقي يجر صاحبه إلى الخير ، وقد قالت العرب : الصاحب ساحب ، وقال بعض الفلاسفة : قل من صاحبك أقل لك من أنت ، وقد قال الشاعر :
عن القرين لا تسل وسل عن قرينه *فكل قرين بالمقارن يقتدي
وصاحب أولي التقوى تنل من تقاهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
ويقول الخوارزمي :
لا تصحب الكسلان في حاجاته *كم صالح بفاسد آخر يفسد
عدوى البليد إلى الجليد سريعة *والجمر يوضع في الرماد فيخمد
وكان سفيان بن عينة - رحمه الله - يتمثل قول الشاعر :
لكل امرىء شكل يقر بعينه*وقرة عين الفسد أن يصحب الفسد
فالعاقل في هذه الحياة يصحب إنساناً ينفعه يوم الدين ، فقد ثبت في صحيح قوله صلى الله عليه وسلم أن إنساناً يؤمر به في النار ويكون له أخ في الدنيا ، فيذهب إلى الله عز وجل ويبقى يطلب من الله ويلح على الله في الدعاء والسؤال ، ويقول : يا رب ؛ إن فلاناً أخي ، كنا نصلي معاً، ونصوم معاً ، ونفطر معاً ، وأدخلتني الجنة وأدخلته النار ، فيقول الله له : اذهب وخذ أخاك وأدخله الجنة ، فقد يدخل الإنسان الجنة بأخ يصاحبه في الدنيا ، فاحرص على أن لا تصاحب إلا من هو أعلى منك ديانة وعلماً ، فإن قصرت فلعل الله ينفعك به .))
فتاوى الشيخ مشهوربن حسن آل سلمان (21-22)
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 05-11-2011, 12:24 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

أبشر أخواتي الفاضلات بأنه قد تم إضافة فهرسة للموضوع في أول مشاركة منه، وأسأل الله أن ينفع بها.
كما أسأله -سبحانهُ- أن يجزي أختنا الفاضلة الأستاذة الفقيهة أم سلمة خيرًا على جهدها في جمع المادة، وأن يحفظها، ويسلمها من كل سوء، ويبلغها آمالها وأمانيها في الدنيا والآخرة؛ إنه سميع مجيب.
وبانتظار المزيد..!
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 06-25-2011, 09:46 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

كما نصونهم من نار الدنيا فلنصنهم من نار الآخرة:
قال الله عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا } قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومجاهد وقتادة : معناه علموهم ما ينجون به من النار " وهذا ظاهر " وثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : كلكم راع ومسئول عن رعيته " قال القاضي أبو بكر بن العربي : إن الصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل نقش ، وقابل لكل ما يمال به إليه ، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة ، يشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب ، وإن عود الشر وأهمل شقي وهلك ، وكان الوزر في رقبة القيم به والولي عليه . ومهما كان الأب يصون ولده من نار الدنيا فينبغي أن يصونه من نار الآخرة ، وهو أولى ، وصيانته بأن يؤدبه ويهديه ويعلمه محاسن الأخلاق ، ويحفظه من قرناء السوء ، ولا يعوده التنعم ، ولا يحبب إليه الزينة وأسباب الرفاهية فيضيع عمره في طلبها إذا كبر ويهلك هلاك الأبد .
وينبغي أن يعلمه أيضا من أمور الدنيا ما يحتاج إليه من : السباحة والرمي وغير ذلك مما ينفعه في كل زمان بحسبه . قال عمر رضي الله عنه : علموا أولادكم السباحة والرماية ، ومروهم فليثبوا على الخيل وثبا .))
الموسوعة الفقهية الكويتية
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 07-08-2011, 02:12 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

أخطاءٌ في تربيةِ الأولاد :
هُناك بعضُ الأخطاءِ التي يرتكبُها بعضُ المربين في تربيتهم لأولادهم، نمرُّ على شيءٍ منها بشكلٍ سريع، من هذه الأخطاء :
1- الطردُ من البيت :
قد يلجأُ بعضُ الآباءِ للتخلصِ من أذى ولده وعدم طاعتهِ له بأن يطردهُ من البيت، ويتوعدهُ بأن لا يقتربَ من البيت، ويقولُ : مادمتَ أنك لا تُطيعني، ومادمت عاصياً للهِ، فاذهب إلى من تشاء، فأنا لستُ بأبيك، وأقولُ هذهِ الطريقةُ هل هي صحيحة في هذا الزمن ؟
أيَّها الأخوة :
لنُقارنَ بين مفسدةِ جلوسهِ في البيتِ مع استمرارِ نُصحهِ وتحذيرهِ، وبين مفسدةِ طردهِ من البيت.
إذا طُرد من الذي سيؤويه ؟ بالتأكيد أن الذي سيؤويهِ أصدقاؤهُ الأشرار، وهل هؤلاءِ الأصدقاء سيلومونه ويوبخونهُ على أنَّهُ عصى والديه، وعصى قبل ذلك ربَّهُ حتى استحق الطرد ؟
الحقيقة أنَّهُ إن لم يجد التشجيعُ منهم فلن يجدَ منهم التقريع، وإذا كان معهم فلا شكَّ أن معاصيه ستزيد، قد يتعرفُ على المخدرات بدلاً من شربهِ الدخان الذي كان يضايقك، سيتعرفُ على السفرِ للخارج، سيتعرفُ على السرقةِ إذا احتاج للنقود .
2- تدخل الآخرين في تربيةِ الوالد لولده :
كأن يسمح الوالدُ بتدخلِ الجدِّ في تربيةِ الولد، نعم الجدُّ لهُ حقهُ واحترامهُ، ولابُدَّ أن يُربى الولدُ على طاعتهِ ومحبتهِ واحترامهِ وإجلاله، لكن تدخلُ الجدِّ قد لا يُعطي نتيجةً حسنة، وذلك لأنَّ الجدَ سيعطيك تجاربهُ وخبراته السابقة، التي قد لا تُناسبُ هذا العصر؛ مثلاً : الجدُّ يرى أنَّ الوسيلةَ الوحيدةِ لإصلاحِ الولد هي ضربهُ وعدمُ إعطائِه شيئا وهذا خطأ .
لكن لابُدَّ من التنبهِ إلى شيءٍ، وهو أن هذا الكلامُ لا يعني أن نلغي دور الجدِّ تماماً، لا، بل ليكن الاستفادةَ منهُ في الأشياءِ الصحيحة، كأن يُربي حفيدهُ على الكرمِ الذي كان موجوداً سابقاً في عهدهم أكثر من وجوده الآن، وعلى حُبِّ مساعدةِ الآخرين، ونحو ذلك من الأخلاق التي تستفادُ من الجد .
3- السفرُ بعيداً عن الأولاد ، خصوصاً في فترةِ المراهقة :
وربَّما يذهبُ بسببِ الانتداب من قبلِ العمل، أو يذهبُ مثلاً إلى مكة في رمضان ويتركُ أولاده، وربَّما يوكلُّ إلى غيرهِ مهمةُ التربية، كأن يقولُ للأخ الأكبرِ انتبه لأخوتك، وهذا خطأٌ من الوالد. إنَّ وجودَ الوالد ليس كعد مه، وهيبتهُ ليست كهيبةِ غيره، وربما في سفرك يتعرفُ أولادُكَ على أنواعٍ من المفاسد التي لا ترضاها، ولا تكتشفها أثناءَ وجودك القصير عندهم.
4-عدمُ فتح المجال للولدِ للترفيه والالتحاق مع شبابٍ صالحين :
يريدهُ دائماً في البيت، أو دائماً معه في السيارة، ورُبما ذهبَ به إلى زملائِه الكبار، الولدُ لا يرتاحُ إلا لمن هُم في سنه، وهذا ليس عيباً فيه، ولذلك فعليكَ أن تختارَ لولدك الرفقة الصالحة، التي تُعينُ ولدك وتدلهُ على الخير .
5-إرسالُ الولد للخارج بحجةِ الدراسة، مع أنه لم يتزوج، وهذا لاشك أنَّهُ خطأ إذ فيه خطرٌ على الولد، فهو إن لم ينحرف في المجتمعِ المفتوح التي تنتشر فيه المعاصي، فسيُعاني من الضغطِ الرهيبِ عليه في هذا المجتمع؛ فإذا رأى منظراً مثيراً للشهوةِ أين سيصرفها؟ هل سيعصي اللهََ أم يكبتها؟ وحصول هذا وهذا مضرٌّ به.
6- الاستهتارُ برأي الولدِ وعدم الاهتمام به:
بل رُبما أحياناً قد يقولُ لهُ : حتى أنت بدأت تتكلمُ ويكون لك رأي، الرأي الأول والأخير لي .
نعم يا أخي: لك الرأيُ والاحترام، لكن عوِّد ابنك على إبداءِ رأيه واحترامه، ولا يلزم أن يكون رأيُ الابن هو الصائب، لكن على الأقل يشعرُ أنَّ لهُ أهمية .
7- أمرهُ بالسكوتِ عند الرجال :
وهذا أحياناً قد يكونُ مفيداً إذا كان الولدُ صغيراً ولا يحسنُ الكلام، أو عندما لا يُطلبُ منه الكلام، أو لا يجدُ فرصةً للكلام فيقاطع الآخرين، لكن عندما يجدُ فرصةً للكلام دون مقاطعةِ الآخرين، وبالأخذِ بآداب الكلام، فلماذا يُمنعُ من الكلام ؟
8- أمرُ الآباءِ أبناءَهم الذكور بعدمِ رفعِ سماعةَ الهاتفِ :
إذا كانت الأمُّ قريبةً من الهاتف، وهذا فيه تحطيمٌ لشخصية الابن.
9- تحقيرُ أمهِ والاستهتارُ بها وهو يسمع :
لأنَّهُ في هذه الحالةِ إمَّا أن يكرهك لأنَّكَ احتقرت أُمه، وأنت في موضعِ قوةٍ وأُمهُظهرت في موضعِ ضعف، ويظهرُ له أنَّها المظلومة، أو أنَّهُ يكتسبُ هذه الصفةُ منك، فلا يحترمُ أُمه، وبالتالي فلا يطيعها في سبيلِ تربيته، فتكونُ أنت الخاسر إذا فقدت مساعدةَ الأم في تربيته .
10- تعييرهُ بأخواله :
كأن يتندرَ الأبُ بأخوالِ ابنهِ، ويتهمهم بعدمِ الرجولةِ ونحو ذلك، وهذا خطأٌ وينطبقُ عليه الكلامُ السابق.
11-عدمُ احترام أصدقائِه، وإذا كلموا في الهاتف قال لهم : إن فلاناً غيرَ موجود، مع أنَّ الابن يسمعُ هذا، إن كانوا أصدقاءَ سُوءٍ فنعم، وتُخبر الولد بسببِ تصرفك هذا، وتقنعهُ بهذا الأسلوب . وبالنسبةِ للبنت تُعلم وتُقنع بأن إطالةَ الكلام في الهاتف مع صديقاتها غير جيد، وتُحذر من هذا بأسلوبٍ حكيم، كأن يقولُ: يا ابنتي، عندما تطيلين المكالمةِ رُبَّما يُكلمنا أحدٌ فيجدُ الخطَّ مشغولاً، ظنَّ أن هُناك من يُغازلُ بهذا البيت، فيؤذينا بالاتصال وهكذا .
12- استخدامُ الضربِ مع أولِّ زلةٍ أو خطأ دون توجيه وإرشاد.
13- توحيدُ الضربِ في أي خطأ :
والمفترضُ أن يكون لكلِّ خطأٍ ما يناسبه من الضرب .
14- استمرارُ هجرهِ بعد أن صلحت حالهُ أو قدَّمَ اعتذاره .
15- تركُ إيقاظهِ للصلاة وإهمالهِ بحجةِ هجره .

تربية الأولاد على الآداب الشرعية عبدالرحمن بن عايد العايد
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 07-08-2011, 08:24 PM
أماني جمال جوهر أماني جمال جوهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: الأردن، عمان.
المشاركات: 42
افتراضي

اقتباس:
أحكام الأطفال في الكتاب والسنة, ونبدأ:بصرخة المولود و تحنيكه وتسميته ونسبه والعقيقة والختان
هناك كتاب لابن القيم الجوزية- رحمه الله- في هذا الموضوع، وهو تحفة المودود بأحكام المولود..
__________________
فَمَنْ رَغِبَ الْجِنَانَ بِصِدْقِ قَلْبٍ✿✿✿وَرَامَ الْخَيْرَ دَوْمًا وَالسُّرُورَا
فَـلَيْـسَ جِنَـانُ رَبِّـي بِـالأَمَانِي✿✿✿وَلَكِنْ بِالتُّقَى فَارْجُوا الْعُبُورَا
بِـقُـرْآنٍ وَسـُنّـَةِ خـَيْـرِعَـبـْدِ ✿✿✿وَدَرْبِ صَحَابَةٍ جَدُّوا الْمَسِيرَا..
رد مع اقتباس
  #106  
قديم 08-21-2011, 02:41 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

إذا حاضت الصغيرة :

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب الصيام من مجموع فتاويه ورسائله (المجلد العشرون):

((فإذا حاضت فهي بالغة حتى لو حاضت لعشر سنوات فإنها بالغة يلزمها الصوم.

وهنا أقف لأنبه على هذه المسألة التي تخفى على كثير من الناس. فإن بعض الناس إذا بلغت المرأة وهي

صغيرة يظن أنها لا تلزمها العبادات، لأنها صغيرة السن، وهذا خطأ، فلو حاضت وعمرها عشر سنين

لزمها ما يلزم المرأة التي لها ثلاثون سنة، وبعض النساء تبلغ وهي صغيرة وتخفي الأمر عن أهلها حياء

أو خجلا، وتدع الصوم، أو تصوم في أيام الحيض؟

فهذه المرأة يلزمها قضاء ما تركت من الصوم، وكذلك يلزمها إعادة ما صامته في أيام الحيض.))
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #107  
قديم 09-13-2011, 10:56 AM
أم أُنَيْسة الأثرية أم أُنَيْسة الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 288
افتراضي صالح آل الشيخ : تعامل المرء مع أولاده

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




فضيلة الشيخ : صالح آل الشيخ – حفظه الله – الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ،، من أنواع التعامل في ذلك وهو السادس تعامل الرجل مع أولاده، والأولاد تارة يكونون كبارا وتارة يكونون صغارا، والصغير له الرحمة، والكبير له التأديب، وقد قال بعض الحكماء: إذا كان ابنك صغيرا فقوّمه، وإذا راهق فصادقه، وإذا كبر فأشر له.

يعني أنه ينبغي للمرء مع أولاده أن يسلك هذه الأحوال الثلاثة، فإن كان الولد صغيرا أدبه والتأديب يكون بالحسنى، لأن الولد خاصة في هذا الزمان إذا قسا عليه الوالد فربما نفر منه، ونفر مما معه من الحق نفر من الطاعة، نفر من الاستجابة، نفر من الصلاة , لأن هذا الزمن زمن فتنة .

فينبغي للوالد أن يعامل ولده ولو كان صغيرا أن يعامله بالتأديب الذي ليس فيه تبغيض له تبغيض للولد تبغيض الطاعات لهذا الولد الصغير، يعني لا يفرض على من دون سن التمييز أشياء لا تجب عليه، مثلا في مسائل العورات البنات الصغار دون سن التمييز لهم أحكام في عوراتهن. وكذلك من دون العشر يعني ما دون السابعة إلى العاشرة لها أحكام في عوراتها.

كذلك فربما تشدد مثلا بعض الآباء في التعامل مع الصغار وترك ما يباح له في الشرع إلى أشياء ربما لم تكن معها العاقبة حميدة , أو كره الصغير الخير أو كرهت الفتاة الخير. كذلك إذا كان الغلام مراهقا أو كانت الغلامة يعني الفتاه مراهقة فإن لها أحكاما خاصة فتعامل الوالد والوالدة مع هؤلاء ينبغي أن يكون مع سؤال أهل العلم.

يعني يسأل الوالد تسأل الوالدة كيف أتعامل في هذا السن من جهة اللباس، من جهة الإذن بالخروج، من جهة المخالطة، من جهة ما تنظر إليه وما لا تنظر. وهذا إنما هو بتحبيب الخير لنفوس أولئك، والصغير متوسع في حقه يعني ما دون البلوغ فيه سعة في بعض الأحكام، والقلم قلم التكليف إنما يكون بالبلوغ.

فما بين سن العاشرة إلى البلوغ هذا فيه أحوال وأحوال، وما دون ذلك له أحكام فيها سعة,فلذلك ينبغي للمرء في هذين السنين أن يتعلم كيف يتعامل مع أولاده. لأن من واقع السؤال ومن واقع ما سمعنا، وجدنا أن كثيرا من الناس لا يحسن التعامل الشرعي مع أولاده الصغار. لا يحسن التعامل الشرعي مع المراهق ومع المراهقة يعني ما بين سن العاشرة وسن البلوغ.

أما ما بعد البلوغ فإنما يشار بالولد ويشار للبنت إشارات يعني بأمر الله جل وعلا، يضيق المرء طريق الشر على الفتى وعلى الفتاة. وكذلك يأمر الوالد ولده رجلا كان أم أنثى يأمرهما بطاعة الله جل وعلا وبالفرائض وينهاهما عن المحرمات.

وإذا كان ثم جانب تقصيري عند هذا أو هذا، فلا يحمله عليه بالقوة , لإنه خاصة في هذا الزمان القوة لا تنفع , بل ربما نفرت كثيرين من قبول الحق والهدى. فإذا كان الشاب أو الشابة في سن المراهقة فإن على الوالدين أن يحملا هذين على الطاعة .

وأن يباعد بينهما وبين سبل الفساد وسبل المنكر في البيت وفي الشارع ومن جهة الأصدقاء والصديقات. ولكن لا يكون ذلك عن قسوة وشدة؛ بل يكون ذلك عن طريق التعامل بالإقناع والتعامل بالترغيب تارة وبالترهيب تارة، وهذا لاشك أنه أنفع.

ومن أحسن الوسائل في تربية الأولاد أن يتخيّر المرء لأولاده إذا كبروا من يصاحبهما من الجنسين. يعني أن يتخير المرء للفتاة ما بعد سن البلوغ يخير لها من تصاحب؛ لأن المرء بطبيعته يحتاج إلى من يصاحب. فالفتاة تحتاج إلى من يصاحب لا تقبل أن تصاحب أمها دائما، أو أن تصاحب أختها الكبيرة دائما؛ بل إذا وجدت من غيرها فربما كان ذلك أقبل للتوجيه.

كذلك الفتى يتحرى المرء في ولده الكبير من يصاحبه ويطلب من فلان إذا وجده صالحا خيرا مأمونا يقول يرغِّبه في مصاحبة ولده ويحث ولده على ذلك. وهذا من أنواع التعامل التي ينبغي للوالدين أن يدركاها، وهذا مما فات، في كثير من الأحيان نجد أن بعض البيوت فيها من الفساد ما فيها، وإذا نظرت ما السبب؟

وجدت أن إخلال الرجل أو الأم بواجبهما هو من الأسباب، فتجد أنه لم يسعَ في إصلاحهما في سن المراهقة، لم يسع في إصلاحهما بعد البلوغ، لم يسع في تحبيب الخير إليهما. ثم بعد ذلك يأتي يشكو، لابد أن يكون عند المرء طريقة شرعية في التعامل مع ولده في التعامل مع بنته.

فلا يترك هذا وذاك ولا يترك هذه وتلك حتى يكون أو حتى يرى ما لا يريد أن يره، لابد من السعي في تعلم أنواع التعامل مع الأولاد. تربية الأولاد كيف تكون كيف يسعى كيف يصلح، وعند ذاك تكون التربية أو يكون التعامل مع الأولاد على وفق مراد الله الشرعي.

منقول المصدر: ( الأصول الشرعية للتعامل مع النّاس )



لاتنسونا بصالح دعائكم
رد مع اقتباس
  #108  
قديم 09-16-2011, 02:47 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

محادثة الصغار:
فلمحادثة المربي صغارَه فائدةٌ عظمى، وللحوار الهادئ معهم أهمية كبرى، ولتعليمهم آداب الحديث وطرائقه وأساليبه ثمرات جُلَّى؛ فبذلك ينمو عقل الصغير، وتتوسع مداركه، ويزداد رغبةً في الكشف عن حقائق الأمور، ومجريات الأحداث.
كما أن ذلك يكسبه الثقة في نفسه، ويورثه الجرأة والشجاعة الأدبية، ويشعره بالسعادة والطمأنينة، والقوة والاعتبار.
مما يعده للبناء والعطاء، ويؤهله لأن يعيش كريماً شجاعاً، صريحاً في حديثه، جريئاً في طرح آرائه.
ومع أهمية هذا الأمر وعظم فائدته إلا أن هناك تقصيراً كبيراً فيه؛ فكثير من الناس لا يأبه بمحادثة الصغار ولا يلقي بالاً لتعليمهم آداب الحديث و أساليبه؛ فتراه لايصغي إليهم إذا تحدثوا، ولايجيب عن أسألتهم إذا هم سألوا، بل ربما كذّبهم إذا أخبروا، ونهرهم وأسكتهم إذا تكلموا.
وهذا من الخلل الفادح، والتقصير الكبير؛ فهذا الصنيع مما يولِّد الخوف في نفس الصغير، كما يورثه التردد، والذلة، والمهانة، والخجل الشديد، وفقدان الثقة بالنفس.
بل قد يجر له أضراراً تؤثر في مستقبله ومسيرة حياته؛ فقد يعجز عن الكلام، وقد يصاب بعيوب النطق من فأفأة، وتمتمة، ونحوها.
وقد يصاب بمرض، وقد يعاني من مشكلات فيزداد مرضه، وتتضاعف مشكلاته؛ بسبب عجزه عن الإخبار عما أصابه وألمَّ به.
وقد يُظلَم أو توجه له تهمة، فيؤخذ بها مع أنه بريء منها؛ لعجزه عن الدفاع عن نفسه، وعن نفي ماعلق وألصق به.
وقد تضطره الحال لأن يتكلم أمام زملائه، فيرى أن الألفاظ لاتسعفه؛ فيشعر بالنقص خصوصاً إذا وُجد من يسخر منه.
ولهذا كان حرياً بالمربين-من والدين ومعلمين وغيرهم-أن يعنوا بهذا الجانب، وأن يرعوه حق رعايته.
فيحسن بهم إذا خاطبهم الصغار أن يُقبلوا عليهم، وأن يصغوا إلى حديثهم، وأن يجيبوا عن أسئلتهم، وأن ينأوا عن كل ما يشعر باحتقار الصغار وازدرائهم.
كما يحسن أن يُشعر الصغير بأهمية حديثه، وأن يظهر له الإعجاب وحسن المتابعة، وذلك بإصدار بعض الأصوات أو الحركات التي تنم عن ذلك، كأن يقول الكبير وهو يستمع لصغيره: حسن، جميل، رائع، نعم.
أو أن يقوم بالهمهمة، أو تحريك الرأس تصعيداً وتصويباً.
بل تحسن المبادرة في هذا الأمر، كأن يعمد الكبير لاستشارة صغيره كي يتكلم، كأن يسأله بعض الأسئلة اليسيرة التي يعرفها الصغير، فيقول-على سبيل المثال-: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وأن يسأله عن بعض الأمور التي يراها أو يعلمه من خلال حياته اليومية.
كذلك يجمل في هذا الشأن استشارة الصغير في بعض الأمور اليسيرة؛ من باب شحذ قريحته، واستخراج ما لديه من أفكار، وإعانته على التعبير عنها.
كأن يسأله عن رأيه في أثاث المنزل، أو لون السيارة، أو عن زمان الرحلة، أو مكانها، أو نحو ذلك.
ثم يوازن بين رأي الصغير وآراء إخوانه و زملائه، ثم يطلب من كل واحد أن يبدي مسوغاته، وأسباب اختياره لهذا الرأي أو ذاك.
فكم في مثل هذه الأمور اليسيرة من الأثر العظيم والثمرات الجليلة.
إن تدريب الصغير على أدب المحادثة، وتعويده على الحوار الهادئ والمناقشة الحرة؛ يقفز بالمربين إلى قمة التربية والبناء؛ فبسبب ذلك ينطلق الطفل، ويستطيع التعبير عن آرائه، والمطالبة بحقوقه، فينشأ حرًّا كريماً أبيًّا، فيكون في المستقبل ذا حضورٍ مميز، ويكون لآرائه صدىً في النفوس؛ لأنه تربى منذ الصغر على آداب الحديث وطرائقه.
ثم إن هذا مما يشعر الصغار بقيمتهم، ومما يستثيرهم لتحريك أذهانهم، وشحذ قرائحهم، وتنمية مواهبهم.
كما أن فيه تدريباً لهم على حسن الاستماع، والقدرة على ترتيب الأفكار، وحسن الاسترجاع لما مضى، وفهم ما يلقى عليهم من الآخرين.
كما أن فيه تنميةً لشخصية الصغير، وتقويةً لذاكرته.
كما أن ذلك يزيده قرباً ومحبةً لوالديه ومربيه.
هذا وقد وُجِد أن الأطفال الأذكياء يتكلمون أسرع من الأطفال الأقل ذكاءً، ووجد أن الأطفال المحرومين عاطفيًّا، والذين لا يكلمهم آباؤهم وأمهاتهم إلا نادراً؛ أنهم يكونون أقلّ قدرةً على الكلام من الذين يلاطفه والدوهم.
وليس المقصود مما مضى أن يُسرفَ في إعطاء الحرية المطلقة للصغير، فيلقي له الحبل على الغارب، ويفتح الباب على مصراعيه، فيسمح له بالصفاقة والوقاحة، ويُرضى عن تطاوله وإساءته، ويُضحك له إذا صدر منه عباراتٌ نابية أو كلمات ساقطة؛ زعماً أن ذلك من باب إعطائه الفرصة وتدريبه على الكلام!.
لا، ليس الأمر كذلك؛ فالرضا عن سفاهته وتطاوله يغريه بقلة الأدب، والضحك له حال صدور الكلمات القبيحة منه يعد حافزاً له بتكرارها.
فالمقصود أن يؤخذ بيده إلى الآداب المرعية، وأن يدرب على الكلام في حدود الأدب واللياقة بعيداً عن الإسفاف والصفاقة))
تربية الأطفال في رحاب الإسلام لمحمد الناصر
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #109  
قديم 10-18-2011, 01:52 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

مباحث في تربية الأولاد "1"
لأختنا الفاضلة أم أويس -جزاها الله خيرًا-
رد مع اقتباس
  #110  
قديم 11-04-2011, 04:00 AM
أم النسور السلفية أم النسور السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: لبنانية في أمريكا
المشاركات: 467
افتراضي جزاكم الله خيراً يا أخوات وبارك الله فيكم عنجد قد كفيتم ووفيتم بالموضوع الله يبارك

جزاكم الله خيراً يا أخوات وبارك الله فيكم عنجد قد كفيتم ووفيتم بالموضوع الله يبارك الله يرزقنا العمل بهذا العلم الوفير الله يبارك

جزاك الله خيراً أم زيد وبارك الله فيك على الفهرس ممتاز الله يبارك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.