[ تفريغ ] ترجمة الشيخ مشهور حسن حفظه الله للعلامة محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله

[أبو عبد الله عادل السلفي]

ترجمة الشيخ مشهور حسن حفظه الله للعلامة محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد: فنصيب هذه الليلة من المحاضرات عن علامة سلفي مغربي كبير نجم كبير في السماء تحتار كيف تختار في تصنيفه، هل هو محدث أو متخصص في العقيدة أم أنه متخصص في الفقه أم أنه متخصص في علم الحديث أم أنه متخصص في علم النحو أم أنه متخصص في علم العروض، أم أنه رحالة أم أنه متخصص في علم اللغة، أم أنه متخصص في التاريخ أم أنه متخصص في الصحافة أم متخصص في النحو، ولو قلنا أنه بلغ رتبة في هذه العلوم بحيث قل من يصل إليها ما أبعدنا النجعة، وفاتني أن أذكر أنه صحفي مخضرم أيضا. هذا العلم إمام من أهل المغرب ورث العلم في بيئة علمية، من أب وأم وجد وجدة، طاف وأفاد واستفاد من جل علماء البلاد. فعاش طفولته في المغرب، وأصل أجداده من الجزائر ثم لما رأى أن الاحتلال الفرنسي والإسباني إذ أن فرنسا احتلت شمال المغرب وإسبانيا احتلت جنوبها لا يمكنه من أن يحمل دعوته كما ينبغي انتقل إلى مصر والتقى هنالك بكبار علماء مصر، ومن ثم لما التقى بالعلامة الزنكلوني السلفي المصري قال له: لا تأخذ شيئا لن تجد بغيتك في طلب علم الحديث. فالتقى بالشيخ محمد رشيد رضا وبالشيخ أبي السمح إمام الحرم المكي فيما بعد ثم عمل رحلة دعوية نشر فيها العقيدة الصحيحة في قصص عجيبة ذكرها في كتابه الدعوة إلى الها في أقطار مختلفة وتحول بعد مصر إلى السعودية، ومن السعودية التقى بكبرائها وعلمائها فأفادهم واستفاد منهم. فكان شيخا للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في علم العروض وتلميذا له في التوحيد، وكثر لقاؤه بالشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله – وكان الشيخ ابن باز يقول عنه: هو شيخي في التوحيد ذلكم العلامة الذي نتكلم عنه هو العلامة محمد تقي الدين الهلالي، الإمام المتفنن الشاعر الأديب اللغوي الرحالة مات من قريب، مات في الدار البيضاء في المغرب سنة 1408 للهجرة الموافق 1987 للميلاد. المصادر التي تكلمت عنه شحيحة وقليلة، ويسر الله لي من فترة تتبع أخباره من كتبه ومقالاته التي كتبت ونشرت بالعربية وغيرها، وجل كتبه عبارة عن مقالات وأهم تراجم حياته كتبه إذ هو كثير الاستطراد في ذكر قصصه وأحواله ولا سيما في ديوان شعره المسمى: منحة الكبير المتعالي في شعر محمد تقي الدين الهلالي، الذي لم ينشر بعد ورقن على الآلة الكاتبة، وقد حصلت على نسخة منه بفضل الله ومنه من قريب. وقد انتبه طلبة العلم في هذه الأزمنة من خلال مدح الكبار الكبار من العلماء وسيأتيكم طرف من كلامهم إن شاء الله تعإلى إلى أهمية دراسة هذا العلم. فيكتب عنه أخونا النبيل الباحث الأستاذ: خالد الزهراني أطروحة للماجستير في الجامعة الإسلامية بعنوان: تقي الدين الهلالي وجهوده في الدعوة إلى الله. ويكتب أيضا عنه أخونا الأستاذ: عبد الرحمان العميسان أطروحة للماجستير في الجامعة الإسلامية أيضا بعنوان: محمد تقي الدين الهلالي وجهوده في العقيدة. هذه هي المصادر الجذرية لترجمة هذا الإمام وبقيت مصادر تبعية كثيرة وجلها من المجلات والكتب المعهودة ولا داعي للإطالة إذ الكلام كثير جدا عنه. وقبل أن أفصل أذكر لكم مثلا ترجمة موجزة جدا نشرت في ذيل مقاله له في مجلة البحوث الإسلامية العدد الثامن ذو القعدة ذو الحجة عام 1403 محرم/ صفر الموافق لـ: 1983 ففيها: الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الأستاذ بالجامعة الإسلامية سابقا والداعية الإسلامي بمدينة الدار البيضاء بالمغرب العربي. ولد بسجلماسة تفلات سنة 1311، حصل على الدكتوراه في الأدب من جامعة برلين وعلى درجة أستاذ مساعد، ثم على درجة أستاذ من جامعة بغداد. كان محاضرا في جامعة بون في ألمانيا وأستاذا في جامعة بغداد، ثم أستاذا في جامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية، ثم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، ويقولون في ذلك الحين سنة 83 وكان الشيخ حيا ويقوم الآن بالدعوة إلى اتباع الكتاب والسنة في مساجد الدار البيضاء، مؤلفاته كثيرة، وذكروا شيئا من مؤلفاته. وحتى نعلم قيمة هذا العلم أستحضر شيئا عاجلا سريعا فأقول: لم أسمع ولم أر مثله إلا شيخا، وبينه وبين شيخنا الإمام الألباني مشابهات كثيرة جدا. وكان عالما بالتوقيت وحريصا على التوقيت وكتب كتابا على أصول التوقيت وبيان أن أوقات الصلوات خطأ. وكان شيخنا يمدحه في هذا الباب والتقى به ومدحه وبينهما مراسلات وقد حصلت بعض أخبار الشيخ الألباني من خلال مراسلات أرسلها الشيخ الهلالي لبعض أعلام هذا العصر. وألف كتابا مختصرا سماه: الدليل القويم في صفة صلاة النبي الكريم. ثم ذكر صفة صلاة النبي مطولا مدللا. وله كتاب في بيان أن وجه المرأة ليس بعورة. من العجيب أنك أينما نظرت وكيفما قومت عجبت. فالمصحف الذي يعتمده المسلمون اليوم والذي طبع ونشر منه مئات الملايين باللغة الإنجليزية من ترجمته. مجمع المصحف الشريف في المدينة النبوية يطبع ترجمته للقرآن الكريم، ...وإذا يستحق المدح. أذكر لكم ما دونه أخونا الفاضل الأستاذ عبد الأول ابن العلامة الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله، فذكر في كتابه الذي طبع حديثا في مجلدين بعنوان: المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد الأنصاري –رحمه الله- وسيرته وأقواله ورحلاته، ودون فيه ما سمعه واستفاده من أبيه في مجالسه.فأذكر لكم على وجه العجلة أخبار الشيخ الهلالي على لسان الشيخ حماد الأنصاري –رحمه الله – والشيخ حماد التقى بكبار العلماء، ومن كبار محدثي العصر، التقى بالأئمة الكبار، اسمعوا ماذا يقول عن الشيخ تقي الدين الهلالي يقول: سمعت الوالد يقول، من الذي يقول سمعت الوالد ؟ )عبد الأول) . سمعت الوالد يقول: تقي الدين الهلالي أخرجه من المدينة أميرها ابن إبراهيم لأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بشدة. وقد ذكر هو في كتابه الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة أنه كان يأبى أن يقتصر في دعوته على حوالي الحرم وكان يخرج للبدو، وكانوا على عقيدة فاسدة، وكان ينشر فيهم التوحيد فخشوا أن تقوى شوكته وأن يحمى ظهره بهذه القبائل فأخرج من المدينة ودرس في المعهد السعودي في مكة المكرمة. قال: ثم عاش في العراق مدة. بعد خروجه من المدينة بقي يتردد على العراق خمسة وثلاثين (35) سنة. يقول الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته: لما زرت الزبير بالقرب من البصرة وجدت أثرا حميدا وتلاميذ للشيخ تقي الدين الهلالي. أعود إلى الشيخ حماد الأنصاري، يقول: ثم عاش في العراق مدة بعد خروجه من المدينة وتزوج هناك وكان شاعرا يمتاز بميزات نادرة وقد أصهر الشيخ الهلالي في البصرة إلى الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وهو غير صاحب أضواء البيان على خلاف ما ذكره صاحب: الذيل على الأعلام للزركلي أخونا البحاثة أحمد العلاونة حفظه الله. قال: وقد تزوج ابنة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والعلامة محمد الأمين الشنقيطي الذي كان في البصرة ليس هو صاحب أضواء البيان. يقول: قلت له مرة: علمك هذا لا يستفاد منه فالمغاربة يشتكون من شدتك فلو خففت قال: فغضب علي وقال: لم تسر الأمور معي إلا بالشدة كان شديدا في دين الله ولكنه في مواطن الحلم كان حليما. قال: وخف بصره في آخر عمره حتى أصبح لا يرى.يقول أيضا عبد الأول: ثم قال الوالد: كان يعرف من اللغات العبرية والألمانية والانكليزية والاسبانية بجانب العربية. واسمعوا ماذا يقول: وقد صدق فيما قال. قال: بحيث لو أنه كان في زمن الأصمعي لسلم له أنه إمام في العربية. « وكان لما يختلف محمد رشيد رضا وشكيب أرسلان الأمير، أمير البيان، لما يختلفان في فصاحة كلمة كانا يحكمان بينهما الشيخ تقي الدين الهلالي، » اسمعوا ماذا يقول: ويقول أيضا عبد الأول: وسمعته يقول: إن تقي الدين الهلالي كان جاري في حي المصانع في المدينة قال: وقد سافر إلى دولة السويد قال: وما ترك بلدا إلا ساح فيه سواء شرقا أم غربا، وقد وصل إلى الصين وشاهد في سياحته هذه أمورا عجيبة كان يحكيها لي. وقد ظفرت بمقالة له اسمها: الشمس في منتصف النهار. ذهب فيها في رحلة إلى بلاد النرويج الذي تمكث الشمس أربع أشهر فيها داعيا إلى الله عز وجل. واسمعوا ماذا يقول تلميذه الحاج أحمد هارون من تطوان وكان رفيقه في هذه الرحلة يقول: لم يكن شيخنا ليضيع وقتا مهما كان يقرأ وكان قد مشى بسيارته إلى النرويج. يقول: كان يقرأ ويكتب الأشعار وهو في السيارة يقضي يومه من الصباح إلى المساء في علم وتعليم وذكر وتأليف كانت له رغبة قوية في الذهاب إلى المناطق التي لا تغرب عنها الشمس فقمت معه برحلة قصدنا فيها شمال النرويج وبالضبط بلدة نريك حيث تسود الظلمة ثلاثة أشهر متتالية. يقول: يتميز أستاذنا باتصاله بالشعب فأي شخص صغير أو كبير يستطيع أن يوقفه في الشارع ويتحدث معه كما كان بيته مفتوحا دائما فتجد الأفواج تأتي إلى منزله وهو لا يمل من الترحاب والإكرام.وكان يقوم بنفسه قبيل صلاة الصبح فيسخن لنا الماء لنتوضأ به. كان حافظا لكتاب الله متقنا لقراءاته يحفظ كتاب الله على القراءات جميعها عارفا بالصحيح والشاذ من القراءات. نعود إلى الشيخ حماد الأنصاري يقول عنه: في الحقيقة وقد قال هذه المقولة وقد التقى بالكبراء وتذكروا أنه رأى والتقى بكبار علماء الأمة من أمثال الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وشيخنا الألباني ومعذرة إن بدا شيء من جفاء ولاسيما في حق شيخنا فأستغفر الله منه فأنا ناقل. يقول الشيخ حماد الأنصاري: في الحقيقة لم التق مع رجل يحوي علما جما في فنون عديدة مثل الدكتور الهلالي، وقد مضت علي للآن خمس وأربعون (45) سنة ولم أر مثله ويقول أيضا: إن الشيخ الهلالي تقي الدين ونسبته لهلال الجد الحادي عشر وليست النسبة لبني هلال .لا. وإنما هو سيأتينا نسبه إن شاء الله حسيني قرشي.يقول: إن الشيخ تقي الدين الهلالي ضيعه تلاميذه أي لم ينشروا علمه وهذا حق. ولي فترة أتصل بالهندي والمغربي والجزائري وألمانيا وغيرها أتتبع أخبار هذا الشيخ ووجدت له من التلاميذ من العدد الكبير والجم الغفير وكلهم أصحاب علم وفضل واسمعوا ماذا يقول أيضا يقول: إن الشيخ تقي الدين الهلالي المغربي كان في اللغة العربية إماما وكان على مذهب الظاهرية، لا كان وقافا عند الدليل. والظاهر إن علق في ذهن رجل أو عالم ما زاحه أحد عنه إلا بدليل أقوى منه وليس العلم إلا أن نقف مع ظواهر النصوص الثابتة وأن نوائم بينها وبين المعاني وأن نعلم متى نقف عندها ومتى نتجاوزها إلى معاني يقول عنه: وهو شيخي استفدت منه كثيرا وكان سلفي العقيدة ويقول: لو قرأت كتابه في التوحيد لعلمت أنه لا أحد يعرف التوحيد الذي في القرآن مثله وكتابه اسمه: سبيل الرشاد في هدي خير العباد طبع في المغرب في سبتة (6) أجزاء في ثلاث مجلدات، مر في كتابه على توحيد الربوبية من أوله إلى آخره من القرآن، من الفاتحة إلى الناس ثم مرة أخرى على توحيد الألوهية ثم مرة ثالثة على توحيد الأسماء والصفات. وتحت الآيات أدرج الأحاديث والآثار والأقوال، أقوال الأئمة المعتبرين المحققين أمثال ابن القيم وابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم.لا أريد أن أبقى مع الشيخ حماد، مع أنه يقول: صحبته في دراسته وفي تدريسه.من تلاميذ الشيخ أئمة كبار ولو أني في الحقيقة أفضت الكلام في كل باب من أبواب العلم وما وقفت عليه من أخبار في أي علم من العلوم لاحتجت إلى عدة محاضرات فأنا عاجز وأنا أحتار ماذا أختار وقد جاءت المحاضرة على الحال بعد اعتذار الأخ الفاضل صاحبها الشيخ خالد العنبري بسبب سفره فجئت على الحال غير مرتب الأولويات، وهذه الأوراق جزء يسير من ترجمته أما اسمه فهو العالم المغربي والعلامة اللغوي الداعية الشهير ناصر السنة وقامع البدعة المجاهد الشيخ الدكتور محمد التقي بن عبد القادر بن محمد بن الطيب بن أحمد ابن عبد القادر بن محمد بن عبد النور بن عبد القادر بن هلال بن محمد بن هلال بن إدريس بن غالب بن محمد المكي بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن عبد القوي بن عبد الرحمان ابن إدريس بن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.يقول الشيخ الهلالي فيما وجد بخطه: نسبتنا إلى الحسين بن علي قد ذكر ذلك غير واحد في أنساب أهل البيت من المغاربة وأقر بهذا النسب السلطان الحسن الأول حين قدم بلادنا سنة 1311. ونسبة الهلالي إلى جده الحادي عشر هلال بن إدريس. اشتهر بتقي الدين وسبب ذلك أن والده رأى في المنام قائلا يقول له أنه سيولد لك غلام فسمه محمد التقي فكان ذلك ويقول: وقد سألني مرة بعض شيوخ الهند ـ وعاش فيها فترة ـ عن اسمي فقلت لهم: محمد تقي، فقال الشيخ: لا تقي إلا بالدين فأنت محمد تقي الدين واسم أمه رقية بنت الحسن، كنيته: أبو شكيب، شكيب أرسلان كان يحب شكيب أرسلان وكان علامة غيورا على دين الله في فترة راج فيها الفساد ووجد فيها الاستدمار ولا أقول الاستعمار.ولد الشيخ بقرية تسمى الفرخ بالمغرب عام 1311، ...كان والده فقيها وإماما في الفرخ وكان نائبا عن القاضي، من نظر إلى أوضاعه الاجتماعية وأسرته، والعجب أن أولاده أيضا ضيعوه فقد اتصلت بابنته خولة في الأعظمية في بغداد وأخبرتني أنه لا يوجد عندها كبير خبر عن أبيها ولا حول ولا قوة إلا بالله. لكن العجب يزول لما نعلم أن الشيخ تقي الدين الهلالي تزوج تسعة من النسوة حيث الأماكن التي سافر فيها واستقر فيها وتوفي رحمه الله عن ثلاث منهن. فتزوج عائشة بنت الشيخ محمد الأمين الشنقيطي العراقي البصرية وتزوج في ألمانيا ونال هنالك شهادة الدكتوراه في تحقيق كتاب البيروني الجماهر في الجواهر ورد فيها على المستشرقين وأعجب به الألمان إعجابا شديدا، وفي تلك الفترة قامت الحرب العالمية الثانية وفسح المجال وقد أنشأت ألمانيا إذاعة لمحاربة فرنسا وإسبانيا فكان مسؤولا عن القسم العربي في مهاجمة فرنسا وإسبانيا من ألمانيا، فكان هو مسؤولا عن الإذاعة العربية. وفي ألمانيا تزوج فاطمة فوكت سكيف ثم تزوج في الجزائر يحياوي الكبيرة وتزوج أيضا بامرأة في السعودية وأخرى في المغرب وواحدة في العراق، وأولاده كثر له ابنة اسمها عائشة توجد بالقنيطرة بالمغرب وهي زوجة تلميذه عبد الكبير البكري ولها ابنة بلغني من قريب أنها ناقشت رسالة ماجستير في الجزائر عن جدها والد أمها أي عن شيخنا الهلالي لكني لم أظفر بهذه الرسالة للآن وله ابنة اسمها صفية وكانت مديرة مدرسة في شرقية وهي الآن في الرياض وله أمامة أيضا في السعودية وله خولة وهي أستاذة في الأدب العربي درست في جامعة بغداد ولها دراسة مطبوعة في جزأين دراسة لغوية في أراجيز رؤية والعجاج. وأما أولاده الذكور فأكبرهم شكيب وهو من مواليد العراق سنة 1930 وهو الآن في الرياض على غالب الظن. وكذلك له ولد اسمه عبد المؤمن وهو من مواليد سنة 1940 كان مقيما في ألمانيا والآن مقيم في إسبانيا. بدأ الهلالي طلبه العلم منذ نعومة أظافره حفظ القرآن في سن مبكرة يقول يحدثنا عن نفسه: قرأت القرآن على والدي وجدي فحفظته وأنا ابن اثني عشرة سنة وكان والدي ينوي أن يبعثني إلى مجود الوقت الشيخ أحمد بن صالح لأقرا عليه ختمه بالتجويد فعاجلته المنية فبعثتني إليه أمي فقرأت القرآن من أوله إلى آخره بالتجويد على الشيخ المذكور فكنت أكتب كل يوم ربع جزء في لوح من حفظي وأدفعه إليه يصححه على حسب الرسم العثماني ثم يقرأه هو وأنا أسمع وبعد ذلك أقرأه أنا وهو يسمع وإن أخطأت يصحح لي خطئي ثم بقيت فترة دون تعلم وسافرت إلى الجزائر لطلب المعيشة والرزق في عام 1333 .أول من التقى الشيخ محمد بن حبيب الله الشنقيطي استشاره في الطلب والرحلة إلى تونس أو الجزائر فقال له الشيخ: أمكث عندي حتى تتعلم مبادئ النحو وحينئذ تسافر إلى إحدى المدارس العليا قال: فقرأت عليه مختصر خليل ودرست عليه علم النحو حتى نبغت فيه وكان الشيخ يحبه كثيرا مكث عنده سبع سنوات وأثنى على الهلالي وهو صغير وكان يقول عنه لم أر مثله في الزهد والتقوى ومكارم الأخلاق.نشأ الشيخ في بداية عمره نشأة صوفية كأبيه وجده ونشأ تيجانيا حتى كشف زيفها وخبر حالها فألف كتابا فيها سماه الهدية الهادية في الرد على الفرقة التيجانية تحمس لطبعه الشيخ ابن باز وطبع ووزع.وبعد المغرب ما استطاع القيام فيها بسبب عدم الحرية التي هيئت له، سافر إلى مصر وأقام سنة واجتمع فيها هناك بمحمد رشيد السلفي وبمحمد الرمالي، والشيخ حسن عبد الرحمان والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة وحضر دروس القسم العالي في الأزهر « قال: وأنا في مصر قرأت كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داوود، وقد طبع في الهند فظهر لي أنه لا تزال بقية من علماء الحديث في الهند فعزمت على السفر إلى الهند.» فطاف وله قصص وأحوال في كتابه الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة في مصر ولاسيما في صعيدها جديرة بأن تنظروها وبأن تقرؤوها، سافر الشيخ إلى الهند واجتمع بعلماء الحديث ودرس في مدارسهم وأقام خمسة عشر شهرا وأخذ العلم والإجازة في علم الحديث عن أفضل من وجد هناك وهو الشيخ المبارك فوري وقرأ عليه طرفا من الكتب الستة وكذلك قرأ على الشيخ محمد بن حسن بن محسن الأنصاري اليماني طرفا من هذه الكتب وكان يمانيا مقيما بالهند ثم توجه بعد ذلك إلى العراق وأقام فيها ثلاث سنوات والتقى بالشيخ محمد الأمين وكان له أثر بارز كما ذكرنا على الشيخ الطنطاوي ولما أراد أن يتوجه إلى السعودية وأخبر الشيخ رشيد رضا يقول الشيخ الهلالي حملني الشيخ محمد رشيد رضا رسالة إلى الملك عبد العزيز آل سعود يقول فيها إن محمدا تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق فأرجو أن تستفيدوا منه . بقي في ضيافة الملك عبد العزيز وعين إماما في المسجد النبوي، اشترط على الملك أن يسبح بتؤدة إحدى عشر تسبيحة في الركوع والسجود فأبوا فأبى الإمامة فكانت قرة عينه في الصلاة. فعين مدرسا ثم عين رقيبا للمدرسين في المسجد النبوي وكان ذلك في سنة 1946. وذكر قصصا مع علماء الحجاز ومن عجائب الأمر أن الشيخ محمد بن إبراهيم كان يقول: الشيخ الهلالي شيخي في العروض وأنا شيخه في التوحيد . وهو في الهند رحل في إجازة صيفية إلى أفغانستان ورأى الخرافات هنالك.وهو في الهند حاول أن يتعلم اللغة الإنكليزية يقول: كنت أستاذا في كلية ندوة العلماء بدعوة من السيد سليمان الندوي، ورأيت أنه لا بد من تعلم لغة أجنبية إذ لا تتم الثقافة في هذا العصر بدون تلك اللغة، اللغة السائدة في الهند هي الإنكليزية فبدأت أتعلم الإنكليزية من تلاميذي وغيرهم.كان طلب علم؛ لا ينبل طالب العلم حتى يأخذ عمن فوقه وعمن مثله وعمن دونه. التلاميذ عندهم الإنكليزي والشيخ ما عنده الإنكليزي. تعلم الإنكليزية من تلاميذه .قال : فظهر لي وأنا في البداية أن لغة أهل الهند الإنكليزية لا تتفق مع نطق وفصاحة الإنكليز فما أعجبتني. قال: فسألت، فأعلمت أن هناك إرسالية نصرانية في الهند صاحبها كندي فذهبت إليه وعرضت عليه أن يعلمني الإنكليزية بالأجرة فأبى، وقال لي: أعلمك ولا آخذ أجرة ولكن إن التزمت أن تحضر مجالس الوعظ التي ألقيها في الإرسالية تتقدم في اللغة الإنكليزية، فقلت له: أنا لا أزال مبتدءا لا أفهم الوعظ، فقال لي أحضر، أنا أعطيك ثلاثة دروس في كل أسبوع مدة الدرس الواحد نصف ساعة فالتزمت الحضور. كان رجلا كهلا قد تجاوز الخمسين وليس عنده نشاط ولا تحمس للدعوة وإنما يسعى للمعيشة فلم يستجب له إلا القليل. يا من تحملون الدين للمعيشة لن يستجيب لكم إلا القليل ولم يكن يحضر دروس وعظة إلا ثلاثة أشخاص فصرت أنا الرابع. فلما كان رأس السنة الميلادية نشر إعلانات في الصحف أنه سيعرض قصة حياة عيسى وسيرته بالفانوس السحري فحضر كثير من الناس حتى امتلأت الإرسالية ودعا قسيسا يساعده فكانا يتعاقبان...إلى آخره. حتى أنه ناقشهم ورد عليهم ورأى ترجمة القرآن باللغة الإنجليزية لجورج سيل وذكر أن فيها أشياء ساقطة وفيها تحريف...إلى آخره. وألف كتابا سماه: البراهين الإنجيلية في إثبات أن عيسى بريء من الألوهية قرأ فيه الإنجيل بعدة لغات فيما بعد وأثبت أن عيسى ليس بإله من الإنجيل وإنما هو عبد بعد نقاش طويل وأخذ منهم ثمرة تعلم اللغة الإنجليزية في قصة طويلة ذكرها في كتابه البراهين الإنجيلية.رحل إلى ألمانيا وكتب شكيب أرسلان وقد نزل عنده ضيفا في سويسرا في جنيف. قال:كتب إلى أحد أصدقائه في وزارة الخارجية في برلين يقول له: عندي شاب مغربي أديب ما دخل ألمانيا مثله وهو يريد أن يدرس في إحدى الجامعات فعسى أن تجدوا له مكانا لتدريس الأدب العربي براتب يستعين به على الدراسة. فجاء الجواب بالموافقة وكان ذلك في سنة 36 وحصل أطروحته هناك تكلم عن سبب ذهابه إلى أوربا فقال: عاشرت الأوربيين وخالطتهم في مدنهم وقراهم سنين طويلة قال: وإنما سافرت إلى أوربا بعد سن الأربعين للحصول على شهادة جامعية تمكنني من الدخول إلى الجامعات في البلاد الآسيوية والإفريقية لنشر الدعوة بين المعلمين والمتعلمين فإن الآسيويين والإفريقيين غلوا في تعظيم الشهادات العالية وأصحابها حتى صارت عندهم هي كل شيء فمن حصل عليها صار حديثه مقبولا وصار في نظرهم عالما ولو كان أجهل من حمار أهله كما قال الشاعر: ولو لبس الحمار ثياب خز لقال الناس يا لك من حمار.الشيخ مكث في العراق فترة درس في عدة كليات وأطال المقام بها، مكث فيها خمس وثلاثين (35)سنة غير متتالية تخللتها أسفار، تجنس بالجنسية العراقية وأراد أن يبقى عراقيا وقد ظلموا بغداد من سموها دار السلام. فلم يكن يخطر له الرجوع إلى المغرب على بال لولا ثورة عبد الكريم قاسم التي نشرت الرعب والخوف في العراق، وأطلقت العنان للشيوعيين يفعلون ما شاءوا بعد أن كانوا مسجونين في زمن الحكم الملكي وطمع عبد السلام عارف حاكم العراق في فترة من الزمان برجوع صاحبنا الهلالي إلى العراق بعد أن غادرها إلى المغرب. فها هو الهلالي يقول في كتابه الدعوة إلى الله ص 116-117: والرئيس عبد السلام عارف من أخص إخواننا السلفيين هو وفرقته قاموا بالانقلاب ولم يشاركهم عبد الكريم قاسم إلا بموافقته قال: وقد أخطأ رحمه الله في ذلك الانقلاب وكان أول من صلى ناره فقد حكم عليه بالقتل، وسجن سنين وعذب، ثم أسعده الحظ حتى تمكن من قتل عدوه في أواخر الأمر وشريكه في أوله واستولى على الحكم. فكتب إلي بخط يده وأنا في المغرب يقول: نحن تلامذتك ونحن سائرون على الخطة التي اقتبسناها من دروسك فأبواب العراق مفتحة في وجهك فأقبل علينا. فشكرته على ذلك ولم أقبل دعوته. وما أدري كيف شعر بذلك أخونا السلفي الشيخ محمود مهدي الإسطنبولي. فكتب إلي يقول: علمت أن عبد السلام عارف من تلامذتك وهذه فرصة لا تضاع فهلم نسعى في عمل شيء ينفع الإسلام والمسلمين فاعتذرت له ولم ينشرح صدري لذلك لأني لم أتوقع نجاحهم.شيوخ كثر من شيوخ العلامة الهلالي: الشيخ محمد بن العربي العلوي وهو الذي كان سببا في رجوعه إلى الجادة من التيجانية وفي كتابه الهدية الهادية مناظرة طويلة مهمة جرت بينه وبين شيخه هذا رجع على أثرها إلى الحق وكذلك من شيوخه الشيخ الفاطمي الشرادي ويقول الشيخ : لي شيوخ آخرون مغربيون ضربت عن ذكرهم صفحا لأن عقيدتهم لم تكن مرضية ولا أرتضي من الشيوخ المغاربة من حيث العقيدة إلا الشرادي والعلوي. خارج المغرب من مشايخه محمد بن حبيب الله الشنقيطي لازمه تسع سنين والشيخ أحمد سكيرج ودرس الشيخ عليه ودرس أولاده عبد الكريم وابن أخيه عبد السلام وفي مصر الشيخ محمد رشيد رضا واستفاد في اليمن من الشيخ محمد بن الحسين الأنصاري اليمني واستفاد أيضا في العراق من والد زوجته المحقق الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وتزوج ابنته في الزبير وكتب عنه مقالة جيدة قوية نشرت في مجلتي المنار والفتح المصريتان ومن أهم شيوخه الذين كان يحبهم ويمدحهم ويكثر من الثناء عليهم الشيخ العلامة عبد الرحمان بن عبد الرحيم المبار كفوري صاحب تحفة الأحوذي. ولما سئل عن الرجال الأكثر تأثيرا في حياته قال: أولهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر عدة وهم الذين سميناهم.تلاميذه كثر ومن أشهر تلاميذه أبو الحسن الندوي، وقد بعث إليه عدة رسائل وقفت على مجموعة منها ولله الحمد، ثم لما تبين له نزعة صوفية عنده رد عليه في كتابه السراج المنير الذي خصه الشيخ الهلالي في الرد على جماعة التبليغ، وهنالك كلام كثير عن تلاميذه وتلاميذ الشيخ منتشرون في الدنيا كلها، منهم في السعودية ومنهم في الهند ويحدثنا تلميذه الشيخ عبد الحميد الرحماني في الهند عجبا، واليوم سمعت منه قصة دارت بين الشيخ الهلالي وبين الشيخ – طبعا سمعتهما منه وهو في الهند- بينه وبين الشيخ محمود شاكر العلامة المعروف. كثير من تلاميذ الشيخ ما زالوا على الحياة من بعض تلامذته مثلا المغربي أيلول نور الدين أحمد كان يقول: أول كلمة قالها لي شيخي الهلالي قبل أن أتتلمذ عليه: إذا أردت أن تطلب العلم من أجل الدنيا خسرت دينك ودنياك وإذا أردت أن تطلبه لله ربحت الدنيا والآخرة، حين كان يسألني عن مسألة ما ولا أحسن الجواب كان يقول أعوذ بالله هذا الخطأ فيه حد الزنا والسرقة وقتل النفس، وحين أحسن الجواب يقول: زين، زين، يقول: ألا رحم الله أستاذي الفاضل. من تلاميذه المعاصرين أحمد محمد الحمزاوي كتب في بعض الجرائد، جريدة المدينة التي تصدر من المدينة، كتب مقالة في عدد يوم الجمعة برقم 10123 بتاريخ 13 ربيع الأول سنة 1421 دافع فيها عن شيخه الهلالي كثيرا الشيخ دعا إلى الله كثيرا في محاور عديدة، من أهم هذه المحاور التدريس، أخباره ومقالاته منتشرة في المجلات المصرية وعلى رأسها مجلة الفتح التي كان يصدرها الشيخ العلامة محب الدين الخطيب خال الشيخ الطنطاوي وكان علامة فحلا ولعل لبعض إخواننا محاضرة عنه.وله مقالات كثيرة جمعت قرابة خمسمائة (500) مقالة هذه عناوينها نشرت في العربية والإنكليزية والإسبانية والألمانية ومقالاته متنوعة ومن الأشياء التي تولاها وقام من خلالها بالدعوة إلى الله الإمامة والخطابة والوعظ. درس في العراق في جامع الدهان وكان يصلي الجمعة هناك وكان يلقي الشيخ في مسجد الدهان وكان يحضر عنده وهو في محله الأعظمية برصافة بغداد، التف حوله الشباب الموحدون وامتلأ مجلسه بالوعظ والدعوة، ونشر السنة ودرس مشكاة المصابيح وزاد المعاد، وكان الشيخ الصاعقة وهو من العلماء الكبار يحضر عنده الجمعة والعيدين وهو من أعز إخوانه وأقرانه، وصار هذا المسجد فيما بعد منطلقا للسنة ونصرة الدين الحق يقول تلميذه محمد زحل: كان لدروس شيخنا الدكتور تقي الدين الهلالي في مكناس أطيب أثر لإحياء العقيدة السلفية وإضعاف البدع. عاش الشيخ فترة طويلة في مكناس في حي النزهة .وله آثار عظيمة في خدمة الحق والدعوة من خلال الشعر وله ديوان ما زال مخطوطا مرقونا على الآلة الكاتبة لم ينشر وأسمعكم شيئا من شعره – رحمه الله تعإلى – وشعره جزل وفيه جميع ما يطرقه الشعراء وفيه من الطرفة الشيء الكثير، ويا ليت الوقت يمتد حتى أستطيع أن أعطي كل محور شيئا من نصيبه، ولكن الوقت ضيق فأتعجل فمن قصائد الشيخ قوله : نسبوا إلى الوهاب خير عباده يا حبذا نسبي إلى الوهاب الله أنطقهم بحق واضح وهم أهالي فرية وكذاب أكرم بها من فرقة سلفية سلكت محجة سنة وكتاب وهي التي قصد النبي بقوله هي ما عليه أنا وكل صحابي قد غاظ عباد القبور ور هطهم توحيدنا له دون تحاب عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ فزعوا لسرد شتائم وسباب وكذاك أسلاف لهم من قبل كم نسبوا لأهل الحق من ألقاب سموا رسول الله قبل مذمما ومن اقتفاه قيل هذا صابي الله طهرهم وأعلى قدرهم عن نبذ كل معطل كذاب الله سماهم بنص كتابه حنفاء رغم الفاجر المرتاب ماعابهم إلا المعطل والكفور ومن غوى بعبادة الأرباب ودعى لهم خير الورى بنضارة ضمنت لهم نصرا مدى الأحقاب هم حزب رب العالمين وجنوده والله يرزقهم بغير حساب وينيلهم نصرا على أعدائهم فهو المهيمن هازم الأحزاب إن عابهم نذل لئيم فاجر فإليه يرجع كل ذاك العاب ما ضرهم عيب العدو وهل يضر البدر في العلياء نبح كلاب يا سالكا نهج النبي وصحبه أبشر بمغفرة وحسن مآب وهزيمة لعدوك الخب اللئيم وإن يكن في العد مثل تراب يا معشر الإسلام أوبوا للهدى واقفوا سبيل المصطفى الأواب أحيوا شريعته التي سادت بها الأسلاف فهي شفاء كل مصاب ودعوا التحزب والتفرق والهوى وعقائدا جاءت من الأذناب فيمينها لا يمن فيه ترونه و يسارها يأتيكم بتباب إن الهدى في قفو شرعة أحمد وخلافها رد على الأعقاب جربتم طرق الضلال فلم تروا لصداكم إلا بريق سرابو الله لو جربتم نهج الهدى سنة لفقتم جملة الأتراب ولهابكم أعداءكم وتوقعوا منكم إعادة سائر الأسلاب أما إذا دمتم على تقليدكم فتوقعوا منهم مزيد عذاب وتوقعوا من ربكم خسرا على خسر وسوء مذلة وعقاب هذي نصيحة مشفق متعتب هل عندكم يا قوم من إعتاب ومن البلية عدل من لا يرعوي ولدى الغوي يضيع كل عتاب وزعمتم أن العروبة شرعة وعقيدة تبنى على الأنساب لا فرق بين مصدق لمحمد ومكذب فالكل ذو أحساب فيصير عندكم أبو جهل ومن والاه من حضر ومن أعراب مثل النبي محمد وصحابه بئس الجزاء لسادة أقطاب بل صار بعضكم يرجح جانب الكفار من سفل ومن أوشابماذا بنى لكم أبو جهل من المجد المخلد في مدى الأحقلب إلا عبادة الأصنام وإلا وأدهم لبناتهم بتراب و جمالة و ضروب خزي يستحي من ذكر أدناها ذووا الألباب أفتعدلون ذوي المفاخر والعلى بحثالة كثعالب وذئاب اللؤلؤ المكنون يعدل بالحصى والند والهندي بالأخشاب بدلتم نهج الهدى بضلالة وقصور مجد شامخ بخراب ولقد أتيتكم بنصح خالص يشفيكم من جملة الأوصاب .وأخالكم لا تقبلون نصيحتي بل تتبعون وساوس الغراب هذه ذكرها في مدينة مكناس. الترجمة:ذكرت لكم أن الترجمة له فيها نصيب عظيم، ترجم الكثير من الكتب وهنالك وثائق بين يدي في اعتماد ترجمته ومدحها من الشيخ بن باز للقرآن ولصحيح البخاري وللؤلؤو المرجان. ترجم القرآن ترجمة موجزة وهي المطبوعة مع هوامش مأخوذة من تفسير ابن جرير وابن كثير والقرطبي. وهنالك له ترجمة مطولة فيها تزيد عن ثلاثة عشر (13) مجلد للقرآن . وله أيضا ترجمة مطولة لصحيح البخاري باللغة الإنكليزية طبع منها المختصر، وكذا طبع منها اللؤلؤ والمرجان. له كتب كثيرة ترجمها، بعض المحاضرات التي وقف عليها ترجمها. كتب عدة مقالات بلغات غير العربية، وقفت على مجموعة من المقالات كتبت بالإنكليزية وبالألمانية. من الكتب التي ترجمها كتاب مدينة العرب في الأندلس لجوزيف ماكيب ذكر فيه تاريخ النصرانية وجرم النصرانية، وأمامي تقريضات كثيرة لهذا الكتاب، ومن الكتب التي ترجمها أيضا العيون الزلالية، ولم أقف على هذا الكتاب بعد وهو باللغة الألمانية، وترجم أيضا طيف الخيال أيضا باللغة الألمانية ولم أقف عليه، وأذكر لكم بارك الله فيكم كلام شيخ الإسلام في الجواب الصحيح في الجزء الأول ص 196 يقول الرجل يكتب كتاب علم في الطب أو نحو أو حساب بلسان قومه ثم يترجم ذالك الكتاب وينقل إلى لغات أخر وينتفع بها أقوام آخرون كما ترجمت كتب الطب والحساب وصنفت بغير العربي وانتفع بها العرب وعرفوا مراد صاحبها وإن كان المصنف لها أولا إنما صنفها بلسان قومه وإذا كان هذا في بيان الأمور التي لا تتعلق بها سعادة الآخرة والنجاة من عذاب الله فكيف يمتنع في العلوم التي تتعلق بها سعادة الآخرة والنجاة من العذاب أن تنقل من لسان إلى لسان حتى يفهم أهل اللسان الثاني بها ما أراده بها المتكلم بها أولا باللسان الأول ويقول: وكلامه أيضا في الجواب الصحيح 91 فالحجة تقوم على الخلق ويحصل لهم الهدى بمن ينقل عن الرسول تارة المعنى وتارة اللفظ ولهذا يجوز نقل حديثه بالمعنى والقرآن تجوز ترجمة معانيه لمن لا يعرف العربية بالاتفاق.كتبه كثيرة غير الترجمة، حقق كتاب الفتوة، طبع في العراق قديما سنة 60. حواشي على كتاب كشف الشبهات، وحواشى على كتاب التوحيد طال السؤال عنهما ولم أظفر بشيء منه وله في كتبه بيان ذلك، وبين أنه نشر هذه الكتب باسم الشيخ محمد سليمان الدرعاوي ومن كلامه يقول: نسبته من الدرعة وهذا حق فهي بلدته ولكنه لم يشتهر بذلك، وزاد الأمر غموضا أن في المغرب مكانا يسمى درعة والنسبة إليها درعي فنجحت فيما قصدته من ترويج الكتاب، فقد طبعت ألف نسخة فبيعت في وقت قصير ولم يتفطن أحد لذلك حتى الشيخ أحمد بن الصديق الغماري مع سعة طلاعه وعلو همته في البحث وكثرة ما في خزائنه من الكتب بقي في حيرة لأنه بحث في تاريخ المنسوبين إلى درعة فلم يجد أحدا منهم يسمى بذالك، ولا أثر عنه هذا الكتاب فبعث إلي يسألني عن هذا المؤلف من هو؟ فأخبرته بالحقيقة. قال : لما اطلع العالم الأجل مفتي المملكة العربية السعودية وشيخ شيوخها الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عليه على هذا العمل استحسنه كل الإحسان، وإنما فعلت ذلك لأن المتأخرين من رجال الدولة العثمانية حرضوا شرار العلماء في جميع البلاد الإسلامية على تشويه سمعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكذابوا عليه وأوهموا أتباعهم أنه جاء بدين جديد. ومن كتبه المهمة جدا كتاب: سبيل الرشاد الذي قال فيه الشيخ حماد الأنصاري، قال: لم يؤلف في الإسلام مثله. ومن كتبه في الرد على الملحدين دواء الشاكين و قامع المشككين وهو كتاب في الرد على الملحدين نشره على حلقات طويلة في مجلة دعوة الحق المغربية. ومن كتبه " الطريق إلى الله " وهو قطعة من الكتاب الأول.ومن كتبه البراهين الإنجيلية على أن عيسى عليه السلام داخل في العبودية و لاحظ له في الألوهية ومن كتبه: الهدية الهادية إلى الطائفة التيجانية.ومن كتبه أيضا: حواشى شتى على إنجيل متى. وقد ضيعه ونشر في مجلة الشبان المسلمين في البصرة وتعبت في تحصيلها والسؤال عنها ولم أجد شيئا. ومن كتبه: الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق وهو كتاب جيد في التوحيد، ومن كتبه: سب القديانيين للإسلام والرد عليهم. ونشر في مجلة الفتح على حلقتين ومن كتبه: القاضي العدل في الحكم البناء على القبور. نشر على سبع حلقات في مجلة المنار، ومن كتبه: مناظرتان بين رجل سني وهو الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسني وإمامين مجتهدين شيعيين.وله قصيدة في أسماء الله الحسنى، و له كتاب اسمه : العلم المأثور والعلم المشهور واللواء المنشور في بدع القبور. وأطلت التتبع عنه، وقد حصلته ولله الحمد منشورا في مجلة الهدي النبوي التي كانت تصدر عن جمعية أنصار السنة المحمدية في سنة 1385 نشر على سبع حلقات. وله أيضا في الحديث الزند الواري والبدر الساري في صحيح البخاري وتعبت في البحث عنه ولم أجد شيئا. وله : أهل الحديث. وقد وقفت على أربع مقالات من هذا الكتاب، وله علوم القرآن: قبس من أنوار الوحي، و قد حصلته في كتب وله تفسير سورة الفيح، وتفسير سورة الفاتحة، وله: المنحة السانحة في تفسير سورة الفاتحة وله : الإلهام والأنعام في تفسير سورة الأنعام. والإلهام والإنعام مطبوع في مجلة الجامعة السلفية الهندية على حلقات عديدة. وله: الصراط المستقيم في صفة صلاة النبي الكريم، وله: ذيل الصراط المستقيم وهي الأدلة. وله حكم تارك الصلاة. وله الأنوار المتبعة في تحقيق سنة الجمعة: أثبت فيه بدعية صلاة سنة الجمعة القبلية. وله: الصبح السافر في صلاة المسافر. وله: إعلام الخاص والعام يبطلان الركعة لمن فاتته الفاتحة والقيام. وله: الجيش الجرار من أحاديث النبي المختار في أن الرباعية ركعتان في جميع الأسفار، وله مختصر هدي الخليل في العقلئد وعبادة الجليل. وله: مفتاح الفقه الأصيل ( شرح للكتاب الأول ) .وله: الإسفار عن الحق في مسألة السفور والحجاب، وله فيه قصة طويلة. ونشرت مجلة الجامعة الإسلامية في العدد التاسع عشر ردا له على أبو الفتح البينانوني مال فيه بداية إلى أن الوجه ليس بعورة وتعبت لما حصلت هذه المقالة، وشكر الله الأخ الواسطة الذي حصل لي هذه المقالة وهو بيننا ويسمع كلامنا. وله: أحكام الخلع في الإسلام. وله: دليل الحاج في مناسك الحج. وله: الفتاوى الهلالية. قد طال سؤالي عنها وعلمت أخيرا أنها عند ابنة له ولعل الله ييسر في تحصيلها، وله: العقود الدرية في منع تحديد الذرية. وقد نشر على ثلاث حلقات في مجلة دعوة الحق، وله: آل البيت مالهم، وما عليهم. وقد حصلته منشورا في مجلة الهدى النبوي المصرية وهي المجلة التي كانت تعتمدها جمعية أنصار السنة المحمدية قبل مجلة التوحيد، مجلة التوحيد امتداد لهذه المجلة وله كتاب اسمه : تعليم الإناث، وله كتاب اسمه: هل التمسك بالحجاب غلو وانحراف ؟ وهذان الكتابان نشرا أيضا في كثير من المجلات.وأما لون آخر من ألوان التأليف عنده له الرحلات والمذكرات. فله كتاب اسمه: الرحلة إلى ألمانيا، ورحلتي إلى برلين، ومن يرافقني من الرباط إلى برلين. هذه كلها وجدتها منشورة في مجلات هندية، وعلى رأسها مجلة الجامعة السلفية الهندية. وله كتاب مطبوع اسمه: الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة . وله كتاب عجيب أقف معه قليلا وأذكر لكم شيئا عن هذا الكتاب، له كتاب سماه: السراج المنير في تنبيه جماعة التبليغ على أخطائهم. وهذا الكتاب ذكر فيه تاريخ جماعة التبليغ وكيفية نشوئها، وأهم أشخاصها وزعمائها البارزين، ثم المدارس الكلامية والفقهية التي تأثرت بها الجماعة، وهو عبارة عن تلخيص موجز لكتاب محمد أسلم الباكستاني المعنون ب: جماعة التبليغ عقائدها وأفكارها ومشايخها وقال الهلالي فيه: ذكرت مالهم و ما عليهم ونقلت أخبارهم من كتبهم. وقد رأيت أن ألخص كلامه رجاء أن ينفع الله تعإلى به وذكر أشياء كثيرة عنهم والكلام عنهم كثير. وله، وجدت كلمة للهلالي في سبيل الرشاد في الجزء الثالث (3) صفحة 141-142-143 – 144-، وله كلام جميل جدا فيه تحذير من هذه الجماعة وبيان أخطائهم لعل الوقت لا يسعف كثيرا في التفصيل، فيكفيني من ترجمتهم من الكتب العجيبة له تقويم اللسانين ذكر أخطاء شائعة بين الكتاب وبين العلماء. هذه جملة يسيرة من ترجمة الشيخ الهلالي وبقيت بقية في مدحه : يقول الشيخ الألباني رحمه الله عن الهلالي. كان شيخنا الألباني يذكر العلامة الهلالي بخير وكان يعده من خمسة لم ير مثلهم البتة في العلم والتحقيق وهم : الشيخ بن باز، وتقي الدين الهلالي، و صفي الدين المباركفوري، وبديع الدين السندي والشنقيطي. وكان الشيخ بن باز يقول: وجدت بخط الهلالي يكتب إلى بن باز يقول: هدية من المؤلف إلى الإمام المصلح الداعي إلى صراط الله على بصيرة سماحة الأستاذ الشيخ عبد العزيز بن باز مع أطيب التحيات 8/11/1391 وكان الشيخ بن باز: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني شيخنا في الحديث والشيخ محمد تقي الدين الهلالي شيخنا في العقيدة. يقول تلميذه محمد شطه، تلميذ الشيخ بن باز وهذه المقولة مشهورة عندنا، و أما مدح الشيخ حماد فقد سمعتموه، وقد مدح الشيخ الهلالي عبد الحميد بن باديس، وذكره بخير يقول: هذا المغرب العربي رغم التجاهل والتناسي من إخوانه المشارقة كان يبعث في أبنائه من رجال السيف والقلم من يذكرون به ويشيدون باسمه ويلفتون نظر إخوانهم المشارقة إلى ما فيه من معادن للعلم والفضيلة ومنابت للعز والرجولة ومعاقل للعروبة والاسلام وسمي منهم الشيخ تقي الدين الهلالي وكان شكيب أرسلان يقول عنه: سألت صاحبنا الشيخ الهلالي وهو الغاية البعيدة في النحو واللغة، ونعته بالعلامة ومن علماء الحديث وقال أثق بعلمه في العربية. و قال عنه من كبار الأدباء والخطباء وأما الشيخ محب الدين الخطيب فقال عن الهلالي: الفاضل فاضل حيثما كان كما أن الشمس شمس شرقت أم غربت والأستاذ العلامة السيد محمد تقي الدين الهلالي صاحب الفصول الممتعة والبحوث الجليلة في صحيفة الفتح من أفاضلنا الذين أجمع على الاعتراف بفضلهم الشرق والغرب والعرب والعجم والمسلمون وغير المسلمين. فهو في الحجاز نار على علم شهرة وفضلا وفي الهند تبوأ منصة التدريس في أرقى جامعاتها وفي العراق معروف بدؤوبه على خدمة هذه الأمة وحرصه على خيرها وهو الآن في ألمانيا موضع الحرمة من أركان جامعة بون التي يتولى التدريس فيها فالأستاذ الهلالي رجل عالمي واسع النظر واقف على أحوال الشرق والغرب لذلك كان ما يقرره في بحوثه من حقائق يأتي ناضجا مفيدا ممتعا ومن حسن الحظ قراءنا يقدرون رجالهم كما نقدرهم. وكل ما يكتبه الأستاذ الهلالي وأضرابه في الفتح يأتي بالفائدة المرجوة منه والله الموفق.مدحه كذالك تلميذه وصديقه عبد الله كنون – ولا زال حيا في المغرب هرما كبيرا، وكان شريكا له في مجلة لسان الدين. مدحه الندوي تلميذه، مدح الهلالي مدح الهلالي كثير. أسمعتكم مدح الأستاذ أحمد هارون في رحلته معه وكذلك أسمعتكم كلمة أيلول نور الدين أول ما سمع منه يقول الطنطاوي في ذكرياته 4/46 . وجدت في الزبير أثرا للأستاذ تقي الدين الهلالي مد الله في عمره وبقايا من تلاميذه .مدحه شاعر مصري اسمه محمد النجمي في قصيدة نشرت في العدد 383 من مجلة الفتح الكلام عن الشيخ الهلالي كثير، لعلي أكون قد ذكرت لكم طرفا منه وأنا أعترف بعجزي لضيق الوقت من جهة وعدم استكمال البحث من جهة أخرى ولأن المصادر عن هذا العلم مازالت في صدور وعقول الرجال وهؤلاء الرجال مبثوثون في كثير من البلدان أسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لي ولكم الخير والهدى وأن ييسر لنا إتمام ما بدأنا به من إظهار هذا العلم و إبراز فضله و دعوته وحرصه وشعره. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه و سلم.

______________________
منقول عن فارس الكبودي

[محمد نوفل]

هل طُبع كتاب الشيخ مشهور في ترجمة الشيخ الهلالي وجمْع مقالاتِه؟
فإن طُبِع؛ فأين؟ وكيف السبيل إلى شرائه؟

[عبد الرؤوف الجزائري]

هل طبعت المقالات