أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
21743 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2017, 04:27 PM
د. عماد البعقوبي د. عماد البعقوبي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: العراق
المشاركات: 42
افتراضي الصيام في محرم وصيام عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم
الصيام في محرَّم وصيام عاشوراء
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميد مجيد.
وبعد: فنكمل فضائل شهر محرَّم الحرام، فمن فضائله أنَّه يسنُّ الإكثار من صيامه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ » (1).
وآكد ما فيه صيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر منه، وإنَّما سمِّي عاشوراء؛ لأنَّه عاشر أيَّام الشهر.
ودليل تأكيد صومه ما ورد من الأحاديث الثابتة في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم صامه وأمر بصيامه فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: « كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ » (2).
وعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ عَلَى المِنْبَرِ يَقُولُ: يَا أَهْلَ المَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: « هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ، فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ، فَلْيُفْطِرْ » (3).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: « مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ » (4).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ وَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ، فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: هَذَا اليَوْمُ الَّذِي أَظْفَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ، وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ، ثُمَّ أَمَرَ بِصَوْمِهِ » (5).
ومن فضل صيامه ما جاء في صحيح مسلم من أنَّ رسول الله صلَّى الله عله وسلَّم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: (( يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ )) (6).
ويسنُّ صيام يوم قبله أي: اليوم التاسع أيضا فقد قال عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ » قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (7).

فاستحبَّ أكثر أهل العلم أن يصام التاسع والعاشر من باب المخالفة لليهود، وقال بعضهم بصيام التاسع والعاشر والحادي عشر، أو العاشر والحادي عشر.
فصار عندنا أربعة وجوه:
الوجه الأوَّل: صيام يوم عاشوراء منفردا.
الوجه الثاني: صيام التاسع والعاشر.
الوجه الثالث: صيام التاسع والعاشر والحادي عشر.
الوجه الرابع: صيام العاشر والحادي عشر.
ومن أتى بالوجه الأوَّل فقد حصل على فضيلة صيام عاشوراء، وأتى بالسنَّة المؤَكَّدة في صيام عاشوراء.
ومن صام بأحد الوجوه الثلاثة الأخرى فقد أتى بالمستحبِّ والأفضل والأكمل والأكثر أجرا؛ لأنَّه عمل بالمستحبِّ، وزاد صيام يوما أو يومين، فيكون له أجر صيام عاشوراء، وأجر ما صام من صيام يوم أو يومين، وأجر الإتيان بالمستحبّ.
وهو ليس بفرض فمن أتى بصيامه فحسن، ومن لم يصم فلا شيء عليه، لكن ينبغي أن لا يطلق لسانه في الصيام والصائمين؛ لأنَّه بذلك أتى بإساءة كبيرة، وهي التقديم بين يدي الله ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، أو ربما يصل الأمر إلى الاستهزاء وهذا كفر والعياذ بالله.
وكذلك على من وفَّقه الله لصيامه أن لا يحرِّج على إخوانه ممَّن لم يصوموا فهو كما تقدَّم ليس بفرض.
وفَّق الله الجميع لما يحبُّ ويرضى،
والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
اللهمَّ أعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا إنَّك أنت التواب الرحيم.
وصلَّى الله وسلَّم وبارم علي سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وأقم الصلاة.




==================
(1) صحيح مسلم: 2 / 821 ، رقم الحديث: 1163 .
(2) متَّفق عليه: صحيح البخاري: 3 / 43 ، رقم الحديث: 2001 ، وصحيح مسلم: 2 / 792 ، رقم الحديث: 1125 .
(3) متفق عليه: صحيح البخاري: 3 / 44 ، رقم الحديث: 2003 ، وصحيح مسلم: 2 / 795 ، رقم الحديث: 1129 .
(4) متفق عليه: صحيح البخاري: 3/ 44 ، رقم الحديث: 2006 ، وصحيح مسلم: 2 / 797 ، رقم الحديث: 1132 .
(5) متفق عليه: صحيح البخاريّ: 5 / 70 ، رقم الحديث: 3943 ، وصحيح مسلم: 2 / 795 ، رقم الحديث: 1130 .
(6) صحيح مسلم: 2 / 819، رقم الحديث: 1162.
(7) صحيح مسلم: 2 / 797 ، رقم الحديث: 1134 .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
صوم محرم د.عماد البعقوبي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.