أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
2496 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-24-2017, 03:04 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي عذاب القبر ونعيمه والأدلة عليهما من كتاب الله العزيز والسنة النبوية المطهّرة

عذاب القبر ونعيمه والأدلة عليهما من كتاب الله العزيز والسنة النبوية المطهّرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ﷺ: (أكثروا من ذكر هادم اللذات) رواه (البخاري). انظر: [إرواء الغليل 682].
يوصينا رسول الله ﷺ بالإكثار من تذكُّر هادم اللذات، ومفرق الجماعات ومفرق الأحبة «الموت» وما وراءه، لنتذكر ظلمة القبر، ووحدته ووحشته، وهوامه، وفتنته «سؤال المنكر والنكير» نسأل الله - تعالى - الثبات عند السؤال.
لنتذكر نعيم القبر وعذابه، والنفخ في الصور ويوم القيامة وأهواله. فالمرَدُّ والمآلُ إلى الله - تعالى - ليوفينا الحساب. ومن فضل الله - تعالى - علينا أن علمنا كيف نواري هذه الأجساد بعد الممات.
قال الله - تعالى-: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ۞ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ۞ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ۞ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۞ فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ [سورة المائدة: 27 ــ 31].
ومن يومها عُرِفَ القبر ... القبر دار البرزخٍ ومَمرّ العبورٍ إما إلى متاعٍ دائمٍ ونعيمٍ مقيمٍ في جنةٍ عرضها السموات والأرض، وإما إلى عذاب النار وسخط الجبار - نسأل الله العفو والعافية -.
فعن هانىء - رضي الله عنه - مولى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: كان عثمان - رضي الله عنه - إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟ فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد)، قال: وسمعت رسول الله ﷺ يقول: (ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه) (حسن) انظر: [سنن ابن ماجة 2/ 1426 رقم 4267] و [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 3550]. اللهم نجـّنا بفضلك ومَنِّك وكرمك يا أرحم الرحمين .

نمرُّ بالقبور فنرى ظاهرها تراب وحجارة، وقد تكون مزروعة منقوشة مزدانة، والله - سبحانه وتعالى- وحده أعلم بما في باطنها، هل هي نورٌ ونعيمٌ وجنات، أم آلامٌ وعذابٌ وحسرات؛ ووالله لو عقلنا لوعظتنا وما تركت مقالا، ولسان حالها يقول:

يا من عمرتم دارًا موشكة بكم زوالا *** وخرَّبتم دارًا أنتم مسرعون إليها انتقالا
عَمَرْتُم لغيركـــم من بعدِكــم سُكناهــا *** وخربتم مساكنَ ليس لكم مساكنَ سِواها.

أختــــاه ! هنيئًا لمن كانت دنياه دار سباق إلى الخيرات، وبذر غراس طيبة، ومستودع أعمال صالحة، لينام قرير العين في حياة برزخ يعمرها.

كثر في هذه الأيام السؤال عن نعيم القبر وعذابه، وكثر على وسائل التواصل وغيرها تداول أقوال من أنكر نعيم القبر وعذابه من القرآنيين والعقلانيين، والخوارج والمعتزلة، وغيرهم ممن قلدهم، الذين حَكَّموا العقل بإنكارهم، وتركوا الإستدلال بالنقل من كتاب الله - تبارك وتعالى - وسنة رسول الله ﷺ، وما صَحّ عنه من أحاديث كثيرة، تلقتها الأمة بالإجماع والقبول من لدن حكيم خبير - سبحانه جلَّ في علاه -.
شككوا في أمهات الكتب الصحاح، واعتمدوا على ما يُمليه عليهم العقل فيما يقبله أو يرفضه، وهذا مقياس فاسد لأن العقول تتفاوت في مفاهيمها، وشتّان ... شتان !! قال الله - تعالى -: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [سورة يونس 36].
وليَخرُجوا من تخبطهم فيما ذهبوا إليه، قال القرآنيون: [علينا بالقرآن وما جاء به فقط، وما علينا بالسنة].
والله - تعالى - يقول: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [سورة الحشر 7].

واحتج آخرون بأن الأدلة على عذاب القبر ونعيمه هي أخبار آحادٍ لا يُؤخذ بها فيما يتعلق بأمور العقيدة، وحجتهم داحضة مردودة عليهم لأن الأخبار في عذاب القبر ونعيمه ليست أخبار آحاد، بل هي متواترة في عدة أحاديث عن رسول الله ﷺ ورواتها كُثر، ومنها ما هو ثابتٌ في الصحيحين، اتفق على صحتها الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما - رحمهم الله تعالى -.

مع أنه لو كان خَبَرًا واحدًا صحَّ عن رسول الله ﷺ سواءً في هذا الباب، أو غيره من أمور العقيدة أو غيرها، فما علينا إلّا تلقيه بالقبول والتسليم، ليس لنا إلا أن نقول: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير [سورة البقرة: 285].

وإلّا؛ فهل كان إسلام أهل اليمن الذين أرسل لهم رسول الله ﷺ الصحابي الجليل معاذ بن جبل - رضي الله عنه - وهو رجلٌ واحدٌ علَّمَهُمْ أمور دينهم، وأوَّلُها أمور العقيدة غير صحيح ؟؟.
وهل غفل رسول الله ﷺ عما انتبه له هؤلاء ؟؟، وقد قال الله - تعالى فيه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [سورة النجم: 3 - 4]، حاشا والله وكلا !!!؛ قال الله - تعالى -: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [سورة مريم: 64].

ومن الذين أنكروا عذاب القبر ونعيمه احتجوا بقياس عقلي فاسد لا برهان لهم به إذ قالوا: كيف ينعَّم إنسان بقبره وإلى جانبه قبر يعذب فيه آخر؟.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في الرد على ذلك: [... والنائم يحصل له في منامه لذة وألم؛ وذلك يحصل للروح والبدن حتى إنه يحصل له في منامه من يضربه؛ فيصبح والوجع في بدنه، ويرى في منامه أَنّه أُطْعِم شيئاً طيباً فيصبح وطعمه في فمه، وهذا موجود، فإذا كان النائم يحصل لروحه وبدنه من النعيم والعذاب ما يحس به، والذي إلى جنبه لا يحس به، حتى قد يصيح النائم من شدة الألم أو الفزع الذي يحصل له، ويسمع اليقظان صياحه.
وقد يتكلم إما بقرآن وإما بذكر وإما بجواب، واليقظان يسمع ذلك وهو نائم عينه مغمضة، ولو خوطب لم يسمع: فكيف يُنكِر حال المقبور الذي أخبر الرسول ﷺ أنه «يسمع قرع نعالهم»، وقال: (ما أنتم أسمع لما أقول منهم).
والقلب يشبه القبر، ولهذا قال لما فاتته صلاة العصر يوم الخندق (ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا). وفى لفظ: (قلوبهم وقبورهم نارا).
وَفرَّق بينهما في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ۞ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ [سورة العاديات 9 - 10].

وهذا تقريب وتقرير لإمكان ذلك؛ ولا يجوز أن يقال ذلك الذي يجده الميت من النعيم والعذاب، مثلما يجده النائم في منامه، بل ذلك النعيم والعذاب أكمل وأبلغ وأتم، وهو نعيم حقيقي وعذاب حقيقي، ولكن يذكر هذا المثل لبيان إمكان ذلك، إذا قال السائل: الميت لا يتحرك في قبره، والتراب لا يتغير ونحو ذلك، مع أن هذه المسألة لها بسط يطول وشرح لا تحتمله هذه الورقة، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم]. ا هـ. [مجموع الفتاوى 4/ 275 - 276].

آمنّا بالله - جلّ في علاه - الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو غيب، كذلك نؤمن بكل ما صحَّ مِن أدلّة حول عالم البرزخ، وما يجري في القبر والبعث والحشر والقيامة، وكله غيبٌ لا يعلم كنهه إلا الله - تعالى -؛ نؤمن به كما جاء، وفي حال الاختلاف فالحكم لله ـ جلَّ في علاه ـ وما جاءنا به نبي الأمة ﷺ عن الله - عز وجل - من كتاب وما صح من سنة، نتلقاه بالقبول والتسليم مع الإذعان والخضوع والرضا التام، وذلك لقوله - سبحانه -: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا. [سورة النساء 65].


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.

وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.