أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
94 82974

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-29-2010, 08:39 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فوائد حول تسمية المولود

فوائـــــد حول تسمية المولود

1.هل للرؤيا المنامية أثر في تسمية المولود ومرضه ؟.

سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمه الله تعالى - : [إن لدي ولد وفي أثناء حمله شاهدت في منامي شيخاً عجوزاً يقول لي: إنك ستنجبين ولدا فأسميه يوسف، وحين ولادته أسميته غير هذا الاسم؛ لأنني قد نسيت ذلك – الذي تقول: أنا أتخيله أمامي حتى الآن- وقد بلغ الولد العاشرة من عمره، ومنذ ولادته حتى الآن هو مريض، ويخرج من مرض ليدخل في مرض ثان، فلم أشاهد عليه وقت كان متعافيا فيه، فهل لما رأيته في المنام شأن في هذا ؟ أي هل أغير اسمه إلى يوسف، لعل الله أن يكتب له الشفاء بإذنه سبحانه وتعالى].

فأجاب فضيلته : [بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد:
فهذه الرؤيا التي رأتها السائلة أن شيخاً عجوزاً أمرها أن تسمي ولدها يوسف ثم نسيت فلم تسمه يوسف وابتلي الولد بالمرض إلى حين التاريخ، وتسأل هل لهذه الرؤيا أثر لهذا وهل تغير اسمه.
الجواب: ليس لهذه الرؤيا أثر، والرؤيا في المنام لا يعول عليها، وليست .... في شيء، وقد تكون من الشيطان للإيذاء والتحزين، ولا سيما إذا كانت عند رؤيتها لهذا الشيخ قد كرهت ذلك، فإن هذا من الشيطان، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرؤيا الصالحة من الله والحـلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم لينتقل على جنبه الآخر فإنها لا تضره)، هكذا ينبغي للرائي، إن رأى ما يسره حمد الله وأخبر به من يحب، وإن رأى ما يكره استعاذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات ونفث عن يساره ثلاث مرات، ثم انقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الصبي الذي فيه مرض لله فيه حكمة سبحانه وتعالى، وأنتِ أيتها السائلة على خير إن شاء الله في التمريض وفي التعب فهذه من المصائب، والمصائب للعبد عليها خير كثير إن صبر، كما قال جل وعلا : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (سورة البقرة : 155-157).
وجاء في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ما من عبدٍ يصاب بالمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته، وأخلفه خيراً منها). فالإنسان يصاب بأشياء من أمراض في نفسه، أو في ولده، أو في زوجه، أو في أقاربه، أو بسبب مال، أو بأشياء أخرى مما يكره فعليه أن يصبر ويحتسب ويقول: إنا لله وِإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء فعل، وهو على خيرٍ عظيم، ما أصاب العبد من مصيبة مما يكره، من مرض أو هم أو حزن أو غير ذلك حتى الشوكة إلا كفر الله بها من خطاياه، فعليك – يا أخت في الله – الصبر والاحتساب وأبشري بالخير.
وأسأل الله أن يمنح ولدك الشفاء والعافية وأن يريك فيه ما يسرك، وأن يمن عليه بالعافية مما أصابه، وعليك أن تسألي الله جل وعلا أن يعافيه ويشفيه من عنده، ولا سيما في الصلاة في السجود في الليل، سلي الله له الشفاء والعافية واعرضيه على من تيسر من الأطباء؛ لعل الله يمن عليه بالشفاء والعافية، وأما الرؤيا فليس لها أثر في هذا.

http://www.binbaz.org.sa/mat/17607

***************

2. هل تجب تسمية المولود إذا وُلِد ميتا ؟.

سئل فضيلته :
[هل يجب على الآباء أن يسموا الموالد الذين يُتوفون بعد وقت قصير من ولادتهم، أو أن يولدوا أمواتاً، أو ينزلوا على هيئة قطعة لحم غير مخلقة؛ لأنني سمعت أنهم يُسألون يوم القيامة عن أسمائهم ومن الذي سماهم، هل هذا صحيح أم لا؟ جزاكم الله خيرا].

فأجاب : [نعم، المشروع للآباء أن يسموا أولادهم، إذا كان سقط بعد أربعة أشهر بعد نفخ الروح فيه سقط حياً أو ميتاً يسمى هذا السنة، وهكذا البنت تسمى، وتسن العقيقة أيضاً ذبيحتان عن الذكر وذبيحة عن الأنثى يوم السابع، سواءٌ سقط حياً أو ميتاً بعدما تنفخ فيه الروح، يعني بعد أربعة أشهر، فالسنة أن يسمى وأن يعق عنه على الرجل شاتان، ويعق عن الأنثى شاة واحدة هذا هو السنة، وهم يدعون بأسمائهم يوم القيامة، فيشرع للآباء أن يسموا أولادهم ذكوراً كانوا أو إناثا، كما يسن لهم العقيقة. جزاكم الله خيراً].

http://www.binbaz.org.sa/mat/17767

***************

3.وقت تسمية المولود

وسئل فضيلته :
[ لي أطفال يتوفون عند الولادة مباشرةً، ولم أسمهم، فهل تنصحون أن يسمي الإنسان الطفل عند ولادته فوراً؟

فأجاب : [السنة التسمية اليوم السابع وإن سماه يوم الولادة فلا بأس، ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه فعل هذا وهذا، فإذا سماه يوم الولادة فلا بأس، وإن أخره إلى اليوم السابع فهو أفضل والعقيقة كذلك اليوم السابع يذبح عنه، عن الذكر ثنتان من الغنم وعن الأنثى واحدة يوم السابع، هذا هو الأفضل، ويحلق رأسه رأس الصبي اليوم السبع، وإن سماه يوم الولد فكله طيب، ورد عن النبي هذا، وهذا -عليه الصلاة والسلام-.

http://www.binbaz.org.sa/mat/9504

***************

4. وسئل فضيلته : [ هل تجوز تسمية الولد بـ (خالد)؟ جزاكم الله خيرا؟.

فأجاب : [لا بأس، في الصحابة خالد بن الوليد - رضي الله عنه وأرضاه - ، هذا الاسم مشهور من قديم الزمان، ولم ينكر النبي - عليه الصلاة والسلام-].

جزى الله شيخنا الوالد عبد العزيز ابن باز عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل الفردوس الأعلى مأواه.

http://www.binbaz.org.sa/mat/17293

***************

5. قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين ، وخاصة العوام أن لفظ ( طه ) و ( يس ) إسمان من أسماء النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وذلك لقوله تعالى : { طه * ما أنزَلنا عَليكَ القرآنَ لتشقى } (سورة طه 1 ــ 2) .
وقوله تعالى : { يس * والقرآنِ الحَكيم * إنك لمِنَ المُرْسَلين } [ سورة يس 1 ــ 3 ] .
وليس الأمر كذلك ، إنما هي من الأحرف المقطعة مثل ( الم ) و(حم ) وغيرها مما جاء في صدور السور ، في كتاب الله - تبارك وتعالى - ، والله - تعالى -أعلم بمراده بها .


وقد ذكر ذلك ابن القيم – رحمه الله تعالى - في كتابه القيم : [ تحفة المودود ص 127 ] .
وممن اختار هذا القول أيضا : سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهما الله - تعالى -وجعل الفردوس الأعلى مأواهما.

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=2701
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-01-2010, 08:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تكنيـــــــــة الآباء :

تكنيـــــــــة الآباء :

1. يُـكـنّى الأبوان باسم ابنهما الأكبر : روى الإمام البخاري - رحمه الله - في الأدب المفرد عن شريح بن هانئ قال : حدثني هانئ بن يزيد أنه : [ لما وفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مع قومه فسمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال إن الله هو الحكم، وإليه الحُكم، فلم تكنيت بأبي الحكم ؟ قال : لا، ولكن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين، قال : ما أحسن هذا ! ثم قال : مالك من الولد ؟ قلت لي شريح وعبد الله ومسلم بنو هانئ، قال : فمن أكبرهم ؟ قلت : شريح، قال : فأنت أبو شريح، ودعا له ولولده، وسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمون رجلا منهم عبد الحجر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما اسمك ؟ قال عبد الحجر، قال : لا، أنت عبد الله، قال شريح : وإن هانئا لما حضر رجوعه إلى بلاده، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : أخبرني بأي شيء يوجب لي الجنة ؟ قال : عليك بحسن الكلام، وبذل الطعام) قال الألباني : صـحـيـح. انظر: [الأدب المفرد 1/282 رقم811].

قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – في إجابته على أسئلة المناهي اللفظية :
[غيّر النبي - صلى الله عليه وسلم - اسم أبى الحكم الذي تكني به ؛ لكون قومه يتحاكمون إليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله هو الحكم وإليه الحكم ) ثم كناه بأكبر أولاده شريح وقال له : (أنت أبو شريح) وذلك لأن هذه الكنية التي تكنى بها هذا الرجل لوحظ فيها معنى الاسم، فكان هذا مماثلا لأسماء الله – سبحانه وتعالى – لأن أسماء الله – عز وجل – ليست مجرد أعلام، بل هي أعلام من حيث دلالتها على ذات الله – سبحانه وتعالى – وأوصاف من حيث دلالتها على المعنى الذي تتضمنه ، أما أسماء غيره – سبحانه وتعالى – فإنها مجرد أعلام إلا أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها أعلام وأوصاف، وكذلك أسماء كتب الله – عز وجل – فهي أعلام وأوصاف أيضاً.[ انتهى كلامه– رحمه الله تعالى –.


ويراعى في التسمية والتكنية أمور :

1/1 في حال عدم اتفاق الأبوين على تسمية الوليد، فالتسمية من حق الأب كما تقدم في كتاب الله وهدي رسوله - صلى الله عليه وسلم – لأن الولد ينسب إلى لأبيه لا لأمه فيقال فلان ابن فلان، قال الله - تعالى - : {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [ الأحزاب 5]. .
وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم) (متفق عليه) . ‌

2/1 يجوز تغييرالإسم القبيح كي لا يكون مدعاة للإستهزاء والسخرية، أو الإسم الذي فيه تزكية، أو الذي يدل على شدة أو معصية ، أو ما عُـبّدَ لغير الله – تعالى - : وقد غيّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أسماء رجال ونساء من صحابته الكرام، (روى الإمام البخاري في صحيحه)عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال : جلست إلى سعيد بن المسيب، فحدثني أن جده حزْنا قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : (ما اسمك ؟) قال : اسمي حَزْن قال بل أنت سهل قال ما أنا بمغير اسما سمانيه أبي] . قال ابن المسيب فما زالت فينا الحزونة بعد .
الحزْن : ما غلظ من الأرض، وهي ضد السهل.
وعن محمد بن عمرو بن عطاء - رضي الله عنه - قال : سميت ابنتي برة، فقالت زينب بنت أبي سلمة : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذا الاسم، وسُميتُ برة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم)، فقالوا : بم نسميها، فقال : (سموها زينب) رواه مسلم وأبو داود.

قال أبو داود : وغَيّرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسم العاصي، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغراب، وحُباب، وشهاب فسماه هشاما، وسمى حربا سلما، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضا تسمى عفرة سماها خضرة، وشعب الضلالة، سماه شعب الهُدى، وبني الزنيّـة، سماهم بني الرّشدة، وسمى بني مَغويّة، بني رَشدة).
قال أبو داود : تركت أسانيدها اختصارا .
قال الخطابي : أما العاصي فإنما غيره كراهية لمعنى العصيان، وإنما سمة المؤمن الطاعة والاستسلام.
والعزيز : إنما غيره لأن العزة لله ، وشعار العبد الذلة والاستكانة.
وعَتـَلـَة : معناها الشدة والغلظ ومنه قولهم رجل عتل أي شديد غليظ، ومن صفة المؤمن اللين والسهولة .
وشيطان : اشتقاقه من الشطن وهو البعد من الخير وهو اسم المارد الخبيث من الجن والإنس.
والحَكم : هو الحاكم الذي لا يرد حكمه وهذه الصفة لا تليق إلا بالله تعالى ومن أسمائه الحكم .
وغُراب : مأخوذ من الغرب وهو البعد ثم هو حيوان خبيث المطعم أباح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتله في الحل والحرم .
وحُباب : يعني بضم الحاء المهملة، وتخفيف الباء الموحدة نوع من الحيات، ورُويَ أنه اسم شيطان.
والشهاب : الشعلة من النار، والنار عقوبة الله،
وأما عَفـِرَة : يعني بفتح العين وكسر الفاء فهي نعت الأرض التي لا تنبت شيئا، فسماها خضرة على معنى التفاؤل حتى تخضر. انتهى . انظر: [ صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1983]

3/1 لا يجوز للأب ولا لغيره أن يلقب أو يكنّي بكنىً أو ألقاب ذميمة لعموم قول الله – تبارك وتعالى - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[سورة الحجرات 11].

2. أجمع العلماء على جواز التسمية باسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " محمد " للحديث الذي رواه جابر - رضي الله عنه – قال : وُلدَ لرجل منا من الأنصار غلام فسماه محمدا، فقالت الأنصار لا نكنيك برسول الله حتى قعدنا في الطريق نسأله عن الساعة فقال : (جئتموني تسألوني عن الساعة ؟)، قلنا : نعم، قال : (ما من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة)، قلنا : ولد لغلام من الأنصارغلام فسماه محمدا، فقالت الأنصار لا نكنيك برسول الله، قال : (أحْسَنَتِ الأنصار سموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي) [صـحـيـح رواه البخاري في الأدب المفرد رقم 691].

ولكن هل يجوز لأحد أن يجمع بين اسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وكنيته ؟.

قالت طائفة لا يُجمع بين الإسم والتسمية لحديث أنس - رضي الله عنه - قال : (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في السوق، فقال رجل : يا أبا القاسم ! فالتفت إليـْهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنّما دَعَوْتُ هذا . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي) . متفق عليه .
وحديث جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (تسمّـوا بإسمي ، ولا تكنّـوا بكنيتي ، فإنما أنا القاسم أقسم بينكم) [مختصر مسلم 1397].
وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنا أبو القاسم ، الله يقسم، وأنا أعطي) [ صحيح الجامع 1447] .

وقالت طائفة يُجمع بين الإسم والتسمية بعد وفاته، وأن أحاديث النهي مختصة بحياته خشية الإلتباس وقت النداء بشخصية المُخاطـَب وشخصية النبيّ -صلى الله عليه وسلم –، أما بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم – فلا التباس، فدلّ ذلك على الجواز، للحديث الصحيح الذي رواه أبو داود في سننه في باب : (الرخصة في الجمع بينهما) قال : حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة قالا : ثنا أبو أسامة عن فطر عن منذر عن محمد بن الحنفية قال : قال علي - رضي الله عنه -قلت : [يا رسول الله إن ولد لي من بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك ؟ قال : (نعم). ولم يقل أبو بكر قلت قال علي عليه السلام للنبي - صلى الله عليه وسلم]. قال الشيخ الألباني : صحيح انظر : [سنن أبي داود 4/292 رقم 4967].
والحديث الذي رواه ابن أبي خيثمة عن الزهري أنه قال : [ أدركت أربعة من أبناء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كل منهم يسمى محمداًويكنّى أبا القاسم :محمد بن طلحة بن عبدالله ، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص].
وسئل الإمام مالك – رحمه الله - : عمّن اسمه محمد ويكنّى بأبي القاسم ؟ فأجاب : [ لم يرد في ذلك نهي، ولا أرى بذلك بأساً ]. انظر : [كتاب تربية الأولاد في الإسلام . للدكتور عبدالله ناصح علوان ص 71 - 72].

3. يجوز تكنية من لا ولد له : فقد كان كنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السيدة عائشة - رضي الله عنها - بأم عبدالله : روى عروة - رضي الله عنه - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : يا رسول الله كل صواحبي لها كنية غيري قال : ( فاكتني بإبنك عبدالله بن الزبير . فكانت تدعى " بأم عبـــدالله " حتى مـاتت ) مسند الإمام أحمد : ( 6 / 260 ، 151 ، 186 ) .
ومكثتْ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين ولم تنجب منه أبناء ، يؤكد ذلك ما رواه عروة - رضي الله عنه وعنها - أنها قالت : كنّـاني النبي - صلى الله عليه وسلم - أم عبدالله ولم يكن لي ولد قط ) [المعجم الكبير : ( 23 / 18 ) رقم 34].
وقال ابن حجر - رحمه الله تعالى - : ( ... ولم تلد للنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا على الصواب ، وسألته أن ُتكنّى فقال : اكتني بإبن أختك ، فاكتنتْ بأم عبدالله ) فتح الباري ( 7 / 34 ) و (9/62) كتاب فضائل الصحابة – ( 30 ) باب : فضل عائشة - رضي الله عنها -.

وقال عمر لصهيب – رضي الله عنهما - : ( أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك ! قال : وما هن ؟ قال : اكتنيت وليس لك ولد، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم، وفيك سرف في الطعام . قال : أما قولك اكتنيت ولم يولد لك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا يحيى . وأما قولك انتميت إلى العرب ولست منهم وأنت رجل من الروم، فإني رجل من النمر بن قاسط ، فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفت نسبي . وأما قولك فيك سرف في الطعام فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( خياركم من أطعم الطعام) (صحيح) انظر : [ السلسلة الصحيحة 1/109 – 111. رقم 44].

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في السلسلة الصحيحة :
من فوائد الحديث :

1 - مشروعية الاكتناء لمن لم يكن له ولد ، بل قد صحّ في البخاري وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم –كنّى طفلة صغيرة حينما كساها ثوباً جميلاً فقال لها : (هذا سنا يا أم خالد ! هذا سنا يا أم خالد) .
وقد هجر المسلمون – لا سيما الأعاجم منهم - هذه السنة العربية الإسلامية، فقلّما تجد من يكتني منهم ، ولو كان له طائفة من الأولاد، فكيف من لا ولد له ؟! ، وأقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة، مثل: الأفندي، والبيك والباشا، ثم السيد، أو الأستاذ، ونحو ذلك مما بعضه أو كله في باب التزكيــــة المنهي عنها في أحاديث كثيرة، فليتنبّه لهذا .... ].
انتهى كلامه - رحمه الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مأواه -.
ويتبيّن لنا أيضا فائدة أخرى من فوائد الحديث وهي : أن صهيبًا لم يكن رومي الأصل إنما هو رجل عربي الأصل سبته الروم . يدل على ذلك قوله : [وأما قولك انتميت إلى العرب ولست منهم وأنت رجل من الروم، فإني رجل من النمر بن قاسط ، فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفت نسبي].

وعن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت : [ أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال : (ائتوني بأم خالد)، فأتي بها تحمل، فأخذ الخميصة بيده فألبسها. قال : (ابلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي)، وكان فيها علم أخضر أو أصفر . فقال : (يا أم خالد هذا سناه) وهي بالحبشية حسنة . قالت : فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – دعها) رواه البخاري .

4. ويجوز تكنية الرجل الذي له أولاد باسم غير اسم أولاده : فهذا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – كان يكنى بأبي بكر، ولم يكن له ولد اسمه بكر ... وهذا عمر – ر ضي الله عنه - كان يُكنى بأبي حفص، ولم يكن له ولد اسمه حفص، وكذلك أبو ذر– ر ضي الله عنه - كان يُكنى بأبي ذر، ولم يكن له ولد اسمه ذر، وكذلك خالد بن الوليد – ر ضي الله عنه - كان يكنى بأبي سليمان، ولم يكن له ولد اسمه سليمان ... وهذا أكثر من أن يحصى من الصحابة.
انظر كتاب : [ تربية الأولاد في الإسلام ص 69 ].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-15-2010, 11:11 PM
أم عائشة أم عائشة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 282
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله أخيتي أم سلمة السلفية.و بارك الله في جميع الأخوات المشاركات
الموضوع يكتسي أهمية بالغة في وقتنا الحاضرالمليئ بالفتن..فأرجو اللهَ لكن التوفيق و السداد.
و لي استفسار لو سمحتِ أختي أم سلمة السلفية، فقد قرأتُ قولك :
"..وعلى هذا الأساس تكون التربية في مجال تنشئة الأولاد عملية بناء ورعاية وإصلاح شيئا فشيئا حتى التمام، أي المضي مع النشء بالتدرج من الولادة حتى سن البلوغ، والتربية بهذا المعنى فريضةٌ إسلامية في أعناق جميع الآباء والأمهات والمعلمين، لغرس الإيمان وتحقيق شريعة الله وهي مسؤولية وأمانة لا يجوز التخلي عنها.
و قال الإمام ابن القيم رحمه الله : (6) " فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم..
"
قد تسألك إحداهن: ما الدليل على كون التربية بذاك المفهوم مسؤولية و أمانة لا يجوز التخلي عنها؟
و بخصوص كلام ابن القيم رحمه الله، فإني لم أفهم قوله، و الذي أعرفه أنّ الله وصى الأبناء بالآباء، بالقيام على حقوقهم و البر بهم و الاحسان إليهم...و لم يوص الآباءَ بالأبناء إلا ما ورد في تعريفك.
هذا، و تقبلي أخيتي خالص احترامي و تقديري لشخصك الكريم
و حفظك الباري
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-17-2010, 12:26 AM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

أختي الكريمةأم عائشة أهلا وسهلا ومرحبا بك بيننا
أختي:كما أن للأب على أبنه حقا فللابن على أبيه حق فكما قال تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حسنا العنكبوت 8 قال تعالى "قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة" التحريم 6
...كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا"يحمِّل الإسلام الأبوين ومن يقوم مقامهما مسؤولية انحراف الأبناء ومن الأدلة القوية على ذلك ما أخرجه البخاري عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهم - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ » . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهم - ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) ( أخرجه مسلم وأحمد ( 2 / 333 و 275 ) . .
ومن تمام مسؤولية الأبوين عن تربية أبنائهما محاسبتهما على التقصير في حقهما فعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنَّ اللَّهُ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ أَحَفَظَ أَمْ ضَيَّعَ."صحيح الترغيب والترهيب وصدق القائل :
ويَنشأُ ناشىءُ الفتيانِ مِنّا * على ما كانَ عَوّدَهُ أبُوه
وما دانَ الفتى بحِجًا ولكنْ * يُعَلّمُهُ التّدَيّنَ أقرَبُوه
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-20-2010, 06:40 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي العَـقـيـقـــَــــــــــة

العَـقـيـقــَـــــــــــة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،أما بعد : -

عن سلمان بن عامر الضبي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (مع الغلام عقيقته فأهريقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى) صحيح . انظر : [سنن ابي داود 3/106 رقم 2839].

وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه - رضي الله عنهما - قال : (كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ، ولطخ رأسه بدمها ، فلما جاء بالاسلام، كنا نذبح شاة، ونحلق رأسه، ونلطخه بزعفران) أخرجه أبو داود (2843) والطحاوي (1 / 456،460) والحاكم ( 4 / 238 ) والبيهقي ( 9 / 303 ) وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ) . ووافقه الذهبي .
قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى -: [ إنما هو على شرط مسلم وحده ] انظر : إرواء الغليل 4/389 رقم 1165] .

وعن عائشه - رضي الله عنها - قالت: (وكان أهل الجاهلية يجعلون قطنة في دم العقيقة، ويحيلونه على رأس الصبي، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل مكان الدم خلوقا) [الإرواء 4/389 رقم 1165] .

وهذا يدل على أن العقيقة كانت معروفة بالجاهلية، فلما جاء الإسلام أقرها، إلا أنه استبدل مكان الدم على رأس المولود طيبا : " الزعفران أو الخلوق ".

العقيقة لغة هي : القطع، ومنه قول : عقّ والديه إذا قطعهما . وتطلق العقيقة على طعام المولود في يوم سابعه. وتسمى في بعض البلاد تميمة.

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : (سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة ؟ فقال : لا يحب الله – عزوجل – العقوق (1) ، وكأنه كره الاسم ، قال : يا رسول الله ! إنما نسألك : أحدنا يولد له ، قال : من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه، عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة) (حديث صحيح) انظر : [ إرواء الغليل : 4/392 رقم 1167 ] و [السلسلة الصحيحة 4/213 رقم 1655].

العقيقة اصطلاحا: هي : شاة تذبح عن المولودة، وشاتان عن المولود، يوم السابع من الولادة. لحديث عائشة - رضي الله عنها - مرفوعا : ( عن الغلام شاتان مكافئتان (2)، وعن الجارية شاة ) (صحيح) أخرجه أحمد ( 6 /31 ، 158) والترمذي وصححه (1 / 286) . انظر : [إرواء الغليل رقم 1166].

ولا يضرّ إن كانت الشاتين ذكراناً أم إناثا، لحديث أم كرز - رضي الله عنها – قالت : " سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (أقروا الطير على مَكِنـّاتِها) قالت : " وسمعته يقول : (عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يَضُرّكم أذكراناً كن أم إناثا) (صحيح) رواه أبو داود . انظر : [سنن ابي داود 3/105 رقم 2835].

عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس - رضي الله عنهم – : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا) قال الشيخ الألباني : (صحيح) لكن في رواية النسائي : [كبشين كبشين ] وهو الأصح. انظر . سنن : [سنن ابي داود 3/107 رقم 2841].

وفي إرواء الغليل [4/ 380 رقم 1164] قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى -: ورد عن جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، منهم عبد الله بن عباس، وعائشة، وبريدة بن الحصيب، وأنس بن مالك، و عبد الله بن عمرو، وجابر، وعليّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عق عن الحسن والحسين ).
أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما، فيرويه عنه عكرمة، وله عنه طريقان:
الاولى: عن أيوب عن عكرمة عنه به وزاد: (كبشا كبشا). أخرجه أبو داود ( 2841 ) والطحاوي في ( المشكل ) (1 / 457). قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري .
الثانية: عن قتادة عن عكرمة به، وزاد: (بكبشين كبشين) . أخرجه النسائي ( 2 / 189 ) والطبراني في ( الكبير ) ( 3 / 137 / 2 ) دون الزيادة، وإسنادهما صحيح .

فائدة: يلاحظ القارئ الكريم أن الروايات اختلفت فيما عق به - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين رضي الله عنهما، ففي بعضها أنه كبش واحد عن كل منهما، وفي أخرى أنه كبشان.

وأرى أن هذا الثاني هو الذي ينبغى الاخذ به والاعتماد عليه لأمرين : الاول : أنها تضمنت زيادة على ما قبلها، وزيادة الثقة مقبولة، لا سيما إذا جاءت من طرق مختلفة المخارج كما هو الشأن هنا .
والاخر : إنها توافق الاحاديث الاخرى القولية في الباب، والتي توجب العق عن الذكر بشاتين ...... ] [انتهى كلامه - رحمه الله تعالى -]. انظر : [الإرواء 4/380 رقم 1164].

وعن أبي رافع - رضي الله عنه - قال: (لما ولدت فاطمة حَسَنا، قالت : ألا أعق عن ابني بدم ؟ قال: لا، ولكن احلقى رأسه، وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين، والأوفاض، وكان الأوفاض ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محتاجين في المسجد، أو في الصُفة، ففعلت ذلك، قالت: فلما ولدَتْ حسينا فعلت مثل ذلك) حديث حسن. انظر: [الإرواء 1175].
قلت: (والقول شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى -) : وهذا إسنادٌ حسنٌ لولا أن شريكا وهو ابن عبد الله القاضي سئ الحفظ ، لكنه لم يتفرد به، فقد تابعه عبيدالله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل به ولفظه: (أن الحسن بن علي لما ولد، أرادت أمه فاطمة أن تعق عنه بكبشين، فقال: لا تعقي عنه، ولكن احلقي شعر رأسه، ثم تصدقي بوزنه من الورق في سبيل الله، ثم ولد حسين بعد ذلك، فصنعت مثل ذلك ). اخرجه أحمد ( 6 / 392 ) .
قلت : وهذه متابعة قوية من عبيدالله هذا وهو الرقي ثقة محتج به في (الصحيحين) فثبت الحديث والحمد لله .
وتابعه أيضا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام عن عبد الله بن محمد بن عقيل به إلا أنه قال : ( بكبش عظيم) . وقال : (في سبيل الله ، وعلى الاوفاض، ثم ولدت الحسين رضي الله عنه من العام المقبل، فصنعت به كذلك) . أخرجه الطبراني ...... قلت : ومن أجل هذه الطرق قال البيهقي: (تفرد به ابن عقيل). قلت : وهو حسن الحديث إذا لم يخالف، وظاهر حديثه مخالف لما استفاض عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه عق عن الحسن والحسين - رضي الله عنهما ، كما تقدم برقم ( 1150 ) الإرواء].
وأجيب عن ذلك بجوابين ذكرهما الحافظ في ( الفتح ) ( 9 / 515 ) : ( قال شيخنا في ( شرح الترمذي ) : يحمل على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان عق عنه، ثم استأذنته فاطمة أن تعق عنه أيضا فيمنعها. قلت : ويحتمل أن يكون منها لضيق ما عندهم حينئذ ، فارشدها إلى نوع من الصدقة، أخف، ثم تيسر له عن قرب ما عق به عنه) . قلت : وأحسن من هذين الجوابين ، جواب البيهقي : [وهو إن ، فكأنه أراد أن يتولى العقيقة عنهما بنفسه ، كما رويناه ( يعني في الاحاديث التى أشرنا إليها آنفا ) فأمَرَها بغيرها، وهو التصدق بوزن شَعرهما من الورق . وبالله التوفيق ]. انظر : [ إرواء الغليل 4/404 رقم 1175] انتهى كلامه.

ويشترط في العقيقة ما يشترط في الأضحية من حيث سلامتها من العيوب، ومراعاة سنها : وذلك إذا بلغت السنة ودخلت في الثانية من الضأن، وتجزئ إذا بلغت ستة أشهر وكانت سمينة. وأما الماعز فإنها لا تصحّ إلا إذا بلغت سنة ودخلت في الثانية. انظر: [ تربية الأولاد في الإسلام ص 79].
وليس في توزيع العقيقة نص واضح، فإذا أكل منها أو أولم عليها أو دعا الأرحام أو أهدى منها إلى الأقارب والجيران؛ أو أعطى بعض الفقراء، فالأمر كله واسع، وبعض أهل العلم جعلها كالأضحية، يأكل ثلثًا؛ ويتصدق بثلث؛ ويهدي ثلثًا، لكن ذلك لا دليل عليه.

وسئل فضيلة الشيخ ناصر الألباني عن كيف يفعل بالعقيقة فأجاب: على أنه من السنة إن شاء أكلها كلها؛ وإن شاء قسَّمها كلها على الفقراء و المسكين؛ وإن شاء أكل منها وقسمها] ا هـ. [شريط رقم 9 من سلسلة الهدى والنور].

ولا يجوز أن يَشترك سبعة ببدنة أو بقرة في العقيقة عنهم كما في الأضحية: فعن عبد الجبار بن ورد المكي قال: سمعت ابن أبى مليكة يقول: نفس لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين: عقي عنه جزورا، فقالت: معاذ الله، ولكن ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شاتان مكافئتان) (إسناده حسن) أخرجه الطحاوي ( 1/ 457 ) انظر: [الإرواء 4/ 390].
كما أن الأحاديث في العقيقة من " الإبل والبقر" لم تصح؛ إما ضعيفة أو موضوعة؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ولد له غلام فليعق عنه من الإبل والبقر والغنم ) فهو موضوع أيضا. انظر تخريجه في: [إرواء الغليل رقم 1168].

قلت: والقول لشيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - في التعليق على الحديث: [ولو كان هذا الحديث ثابتاً لم تقل السيدة عائشة - رضي الله عنها - حين قيل لها (عِقيّ جزورا): (معاذ الله، ولكن ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (شاتان مكافئتان). وإسناده حسن كما تقدم بيانه عند الحديث (1166)، ففيه إشعار بأن هذا الحديث عن أنس ، لم يقله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمن العجيب سكوت الحافظ في (الفتح) (9/ 512) وقد عزاه للطبراني وأبي الشيخ] انتهى.

حكم العقيقة ومتى تذبح : من حقوق الأبناء على الآباء ذبح العقيقة عنه يوم سابعه، فهي سنة مؤكدة في حق والد الطفل القادر عليها، أو وليّ أمره. عن الذكر شاتان اثنتان، وعن الأنثى شاة واحدة.
فعن عائشه - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (عن الغلام شاتان متكافئتان وعن الجارية شاة) (صحيح) [أخرجه أحمد والترمذي وصححه] انظر: [الإرواء 1166].

يستحبّ ذبح العقيقة في اليوم السابع من عمر المولود، ويؤخّر إن لم يتيسّر. والأمر فيه سعة: قال الإمام مالك – رحمه الله تعالى -: [والظاهر أن التقيّد باليوم السابع إنما هو على وجه الإستحباب، وإلا فلوْ ذُبحَ عنه في اليوم الرابع أو الثامن أو العاشر أو ما بعده، أجزأت العقيقة] انتهى. انظر: [ تربية الأولاد في الإسلام ص 76].

عن سمرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه، ويحلق رأسه) [الإرواء رقم 1165].
وعنه - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الغلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه) (صحيح) رواه : (الترمذي والحاكم) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم .[4184

سئل شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – عن هذا الحديث :(الغلام مرتـهن بعقيقته) ما معنى (مرتـهن) ؟.

السائل: طيب، « الغلام مرتـهن بـعقيقته » !!.
الشيخ: نعم.
السائل: ما معنى « مرتـهن » هنا يا شيخ ؟.
الشيخ: أمر غيبي يفسره بعض العلماء بأنه لا يشفع لوالديه يوم القيامة.
السائل: يعني إذا مات وهو صغير – كما يقول أحدهم - ؟.
الشيخ: مش مات صغير،لم يعق عنه سواء مات صغيرا أو كبيرا.
السائل: يعني لا يشفع لوالديه ؟.
الشيخ: أيْوََه .
السائل: جزاكم الله خيرا.
الشيخ: وإياك. - انتهى - سلسلة الهدى والنور [ الشريط رقم 262 ].

لا يشترط أن تقطع العقيقة عند التقطيع والأكل من المفاصل بلا تكسيرعظامها، لأنه لم يصح بهذا الدليل : أما حديث عائشة - رضي الله عنها - أن العقيقة ( تطبخ جَدولاً (3) ولا يكسر لها عظم ) قال شيخنا الألباني عنه : معلول فيه شذوذ وإدراج انظر : [إرواء الغليل 1170 و 1179].

وصاحب العقيقة مخيّر إن شاء وزعها لحماً بين الأقارب والأصحاب والفقراء، وإن شاء طبخها ودعا إليها من شاء من الأقارب والجيران والفقراء. [من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ].

ولا يشترط أن تعطى القابلة من العقيقة: لأن الحديث الذي رُوِيَ في ذلك عن علي - رضي الله عنه - (زِني شعر الحسين وتصدقي بوزنه فضة، وأعطي القابلة رِجْلَ العقيقة) [حديث منكر] انظر : [السلسلة الضعيفة 11 رقم 5101].

هل يَعِقّ عن نفسه من لم يَعِقّ عنه أبواه : اختلف العلماء في ذلك، قال ابن قدامة في المغني 8 /646 ما نصه : [وإن لم يُعَقّ عنه أصلاً فبلغ الغلام، وكسب فلا عقيقة عليه.

وسئل أحمد عن هذه المسألة، فقال: ذلك على الوالد؛ يعني لا يَعِقّ عن نفسه؛ لأن السنة في حق غيره] .

وقال عطاء والحسن: يعق عن نفسه؛ لأنها مشروعة عنه، ولأنه مرتهن بها، فينبغي أن يُشرع له فكاك نفسه.
ولنا أنها مشروعة في حق الوالد فلا يفعلها غيره، كالأجنبي كصدقة الفطر.. أ.هـ.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في (تُحفة المودود في أحكام المولود) ما نصه : الفصل التاسع عشر: حكم من لم يعق عنه أبواه هل يعق عن نفسه إذا بلغ.
قال الخلال:
باب ما يستحب لمن لم يُعَق عنه صغيراً أن يَعِقّ عن نفسه كبيراً : ثم ذكر من مسائل إسماعيل بن سعد الشالنجي قال : سألتُ أحمد عن الرجل يخبره والده أنه لم يعق عنه، هل يعق عن نفسه؟ قال : ذلك على الأب.

الحكمة من العقيقة :

1. شكرا لله - تبارك وتعالى - على منّهِ وفضله وكرمه على المؤمن بذرية يُباهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بها الأمم يوم القامة.

2. إظهارا للفرح والسرور بإقامة شعائر الإسلام، وإراقة الدم قربة يُتقرّب بها إلى الله – تبارك وتعالى – طاعة لله - سبحانه – وابتغاء مرضاته.

3. اتباعا لهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

4. فكاكاً لرهان المولود في الشفاعة لوالديه. لقوله - صلى الله عليه وسلم – (.... مرتهن بعقيقته) وهذا ما فسره بعض العلماء : بأنه لا يشفع لوالديه يوم القيامة إلا إذا عُقّ عنه..

5. تمتين روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع،لاجتماعهم على موائد الطعام ابتهاجا بقدوم المولود الجديد.

6. إرفاد موارد التكافل الإجتماعي برافد جديد يحقق في الأمة مبادئ العدالة الإجتماعية، ويمحو من المجتمع ظواهر الفقر والحرمان والفاقة إلى غير ذلك]. انتهى. انظر : [تربية الأولاد في الإسلام ص 81 باختصار وتصرف يسير].


والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

أسأل الله – تعالى أن يصلح الأزواج والذرية لتقر الأعين بهم في الدنيا والآخرة.

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله -.

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح

__________________

(1) [ استدلّ طائفة من الفقهاء من ظاهر هذا الحديث على استبدال كلمة العقيقة بالنسيكة ، لكراهيته عليه الصلاة والسلام اسم العقيقة، وقالت طائفة أخرى لا يُكره ذلك، ورأوْا إباحته للأحاديث الكثيرة والمستفيضة في تسمية الذبيحة : بالعقيقة.
والتوفيق بين الرأيين : أن يستعمل المسلم كلمة النسيكة، ويجعلها هي الأصل.
وإذا استعمل كلمة العقيقة في بعض الأحيان للتوضيح وبيان الحكم وإظهار المراد فلا بأس في ذلك، وعلى هذا تتفق الأحاديث] انظر ما بين معقوفين: [ كتاب: تربية الأولاد في الإسلام 1/75].

(2) شاتان مكافئتان: أي مستويتان في السن، متشابهتان في الشكل.

(3) تطبخ جَدولاً: تقطّع الأعضاء من مفاصلها دون كسر عظامها.


يتبع إن شـــاء اللــــه - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-20-2010, 09:07 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي صفة العقيقة المشروعة

صفة العقيقة المشروعة

سئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى - :

ما حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في قوم إذا توفي أحد منهم قام أقرباؤه بذبح شاة يسمونها (العقيقة)، ولا يكسرون من عظامها شيئاً، ثم بعد ذلك يقبرون عظامها وفرثها، ويزعمون أن ذلك حسنة، ويجب العمل به ؟. [1]

فأجاب فضيلته : إن هذا العمل بدعة، لا أساس له في الشريعة الإسلامية، فالواجب تركه، والتوبة إلى الله منه كسائر البدع والمعاصي، فإن التوبة إلى الله - سبحانه - تَجبُ منها جميعاً، كما قال - عز وجل - : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [سورة النور، الآية 31].
وقال - تعالى - : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا } [سورة التحريم، الآية 8].

وإنما العقيقة المشروعة التي جاءت بها السنة الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – هي : ما يذبح عن المولود في يوم سابعه، وهي شاتان عن الذكر، وشاة واحدة عن الأنثى، وقد عقّ النبي عن الحسن والحسين - رضي الله عنهما -.

وصاحبها مخيّر إن شاء وزعها لحماً بين الأقارب والأصحاب والفقراء، وإن شاء طبخها ودعا إليها من شاء من الأقارب والجيران والفقراء، هذه هي العقيقة المشروعة، وهي سنة مؤكدة، ومن تركها فلا إثم عليه.


[1] مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن عشر. ونشر في كتاب (الأجوبة المفيدة عن بعض مسائل العقيدة).
لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مأواه - عام 1414هـ.

http://www.binbaz.org.sa/mat/3827
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-20-2010, 11:30 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هل عَـقّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه بعد النبوة ؟؟

هل عَـقّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه بعد النبوة ؟؟

قال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في رسالته " التحفة الكريمة في بيان بعض الأحاديث الموضوعة والسقيمة " :

حديث: (( أن النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن نفسه بعد النبوة )) ضعيف أو موضوع.


قال النووي - رحمه الله - في شرح المهذب جـ 8 ص330 ما نصه : وأما الحديث الذي ذكره في عقِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه فرواه البيهقي بإسناده عن عبد الله بن محرر بالحاء المهملة والراء المكررة عن قتادة عن أنس بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عَـقّ عن نفسه بعد النبوة وهذا حديث باطل.

قال البيهقي: هو حديث منكر. وروى البيهقي بإسناده عن عبد الرزاق، قال: إنما تركوا عبد الله بن محرر بسبب هذا الحديث.

وقال البيهقي : وقد رُوِيَ هذا الحديث من وجه آخر عن قتادة، ومن وجه آخر عن أنس ليس بشيء فهو حديث باطل، وعبد الله بن محرر ضعيف متفق على ضعفه.

قال الحافظ : هو متروك، والله تعالى أعلم.

وقال ابن قدامة في المغني جـ 8 ص 646 ما نصه : وإن لم يُعَقّ عنه أصلاً فبلغ الغلام وكسب فلا عقيقة عليه.

وسئل أحمد عن هذه المسألة، فقال : ذلك على الوالد؛ يعني لا يَعِقّ عن نفسه؛ لأن السّنة في حق غيره.

وقال عطاء والحسن : يَعقّ عن نفسه؛ لأنها مشروعة عنه ولأنه مُرْتَهَنٌ بها، فينبغي أن يشرع له فكاك نفسه.
ولنا أنها مشروعة في حق الوالد فلا يفعلها غيره، كالأجنبي كصدقة الفطر.. أ.هـ.

وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في (تُحفة المودود في أحكام المولود) ما نصه : الفصل التاسع عشر: حكم من لم يعق عنه أبواه هل يعق عن نفسه إذا بلغ ؟.

قال الخلال : باب ما يستحب لمن يعق عنه صغيراً أن يعق عن نفسه كبيراً، ثم ذكر من مسائل إسماعيل بن سعد الشالنجي قال : سألت أحمد عن الرجل يخبره والده أنه لم يعق عنه، هل يعق عن نفسه؟ قال : ذلك على الأب.

ومن مسائل الميموني قال : قلت لأبي عبد الله : إن لم يُعَقّ عنه هل يعق عنه كبيراً ؟ فذكر شيئاً يُرْوى عن الكبير ضعّفه ورأيته يستحسن إن لم يعق عنه صغيراً أن يعق عنه كبيراً.
وقال : إن فعله إنسان لم أكرهه، قال : وأخبرني عبد الملك في موضع آخر أنه قال لأبي عبد الله : فيعق عنه كبيراً، قال : لم أسمع في الكبير شيئاً.

قلت : أبوه معسرٌ ثم أيسر، فأرادَ ألاّ يَدَعَ ابنه حتى عق عنه، قال : لا أدري ولم أسمع في الكبير شيئاً، ثم قال لي : ومن فعله فحسن ومن الناس من يوجبه.

والقول الأول أظهر وهو أنه يُستحب أن يَعقَ عن نفسه؛ لأن العقيقة سنة مؤكدة، وقد تركها والده فشرع له أن يقوم بها إذا استطاع؛ ذلك لعموم الأحاديث ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم : ((كل غلام مرتهنٌ بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى))
[1] أخرجه الإمام أحمد، وأصحاب السنن عن سمرة ابن جندب - رضي الله عنه - بإسناد صحيح.
ومنها : حديث أم كرز الكعبية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( أنه أمر أن يعق عن الغلام بشاتين وعن الأنثى بشاة))[2] أخرجه الخمسة، وخرج الترمذي وصحح مثله عن عائشة، وهذا لم يوجه إلى الأب فيعم الوالد والأم وغيرهما من أقارب المولود.

قال الحافظ في التقريب : بمهملات الجزري: القاضي متروك الحديث من السابعة.

ويتلخص من ذلك أقوال ثلاثة :

أحدها : أنه يستحب أن يعق عن نفسه لأن العقيقة مؤكدة وهو مرتهن بها.

الثاني : لا عقيقة علية ولا يشرع له العق عن نفسه؛ لأنها سُـنة في حق أبيه فقط.

الثالث : لا حرج عليه أن يَعِقّ عن نفسه وليس ذلك بمستحب؛ لأن الأحاديث إنما جاءت موجهة إلى الوالد.
ولكن لا مانع من أن يعق عن نفسه؛ أخذاً بالحيطة، ولأنها قربة إلى الله - سبحانه -، وإحسانه إلى المولود، وفك لرهانه، فكانت مشروعة في حقه، وحق أمه عنه وغيرهما من أقاربه، والله وليّ التوفيق ] انتهى كلام فضيلة الشيخ ابن باز - رحمه الله -.


**********************

[1] أخرجه أحمد في أول مسند البصريين، ومن حديث سمرة بن جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - برقم [19676].
والترمذي في كتاب الأضاحي، باب العقيقة بشاة برقم [1522].
وابن ماجه في كتاب الذبائح، باب العقيقة برقم [3165].

[2] أخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار، باقي المسند السابق برقم [25603] .
والترمذي في كتاب الأضاحي، باب ما جاء في العقيقة برقم [1516].
وأبو داود في كتاب الضحايا، باب في العقيقة برقم [2834].
وابن ماجه في كتاب الذبائح، باب في العقيقة برقم [3163].

انظر : إملاءات الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في رسالته " التحفة الكريمة في بيان بعض الأحاديث الموضوعة والسقيمة ".

رحم الله أئمتنا أئمة السلف الصالح ... منارات الهدى ... وجزاهم الله ومشايخنا عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ونفع بهم.

http://www.binbaz.org.sa/mat/8738
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-20-2010, 05:51 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

ثم وجدت أن حديث : (عق عن نفسه بعد ما بعث نبيا ) قد صححه شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - من طريقين عن أنس - رضي الله عنه - انظر : تخريجه في السلسلة الصحيحة 6/ 502 رقم 2726).

رحم الله أئمتنا أئمة السلف الصالح ... منارات الهدى ... وجزاهم الله ومشايخنا عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ونفع بهم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-22-2010, 06:56 PM
أم رضوان الأثرية أم رضوان الأثرية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 2,087
افتراضي كيف تملكين نفسك.. فلا تضربين طفلك إلا حيث أمركِ الله ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تعاني الأم من اصطدامات يومية مع أطفالها

فكثيرا ما يدفعها غضبها لأن تنهال ضربا على ولدها ثم ما تلبث أن تندم على ذلك

( و هذا مجرب عند كل أم ) لذا رأيت أن أنقل لكنّ بعض النصائح مع بعض الأحاديث

لعل الله ينفعنا بها


و إليكِ بعض الوصايا لتحقيق ذلك،،بعد التوكل على الله والاستعانة به:


1- احرصي على ألا تنسي الاستعاذة بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

2- ضعي نفسك مكان طفلك واسترجعي طفولتك وكيف كانت أمك تصبر عليك وتحلم على أخطائك وشغبك .

3-خاطبي نفسك : هل أريد أن انتقم لنفسي بهذا الضرب أم أنني أريد أن أؤدب طفلي ؟
إذا كنت أريد أن أشفي صدري الذي امتلأ غيظاً من خطئه فإني ليس لي الحق في هذا الضرب.
أما إذا كنت أريد بضربي هذا تأديبه فإن للتأديب وسائل أخر غير الضرب
مثل النظرة الغاضبة إليه أو حرمانه من بعض لعبه أو غير ذلك .

4- تذكري ندمك على ضربك السابق له وكيف أنك تمنيت لو أنك لم تضربيه .
5- يمكنك أن تتفقي مع زوجك على أن يمنعك من ضرب أولادك حين تنفعلين غاضبة

6- تذكري قول النبي –صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيء إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىْءٍإِلاَّ شَانَهُ))،
وقوله –صلى الله عليه وسلم- لعائشة –رضي الله عنها-:
))مَهْلاً يَاعَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ)).


7 ـ عن عائشة
–رضي الله عنها- قالت (( ماضرب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-بيده شيئا قط ،
لا امرأة و لا خادما ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ......)) رواه مسلم

و قال أنس
–رضي الله عنه-خدمته –صلى الله عليه وسلم- عشر سنين ،

فوالله ما قال لي أف قط ،و لا قال لشيء فعلته لِمَ فعلت كذا ، ولا لشيءلم أفعله ألا فعلت كذا ؟ )) أخرجه البخاري

و قال
صلى الله عليه وسلم لابن مسعود لما رآه يضرب غلاما له :
(( والله ، لله أقدر عليك منك على هذا )) ... أخرجه مسلم

أسأل الله أن يوفقنا للعمل بالعلم




((((((((( منقول )))))))))))
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-22-2010, 07:27 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

جزاك الله خيرا أخيتي!

وددت أن أعلق على كل نقطة نقلتِها! ولعلي أرجع لهذه الصفحة ثانيا؛ فالحديث ذو شجون!!!!

وقد كنت ممن ينكر على الأمهات ضربهن لأبنائهن بسبب أو بدون سبب؛ فوقعت -والله المستعان- فيما كنتُ أنهى عنه! فليس الخبر كالمعاينة!!

نسأل الله أن يعفو عنا ويهدي أبناءنا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.