أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
92778 | 144276 |
#1
|
|||
|
|||
⚡ والحقُّ ما شهدت بها الأعداء
⚡ والحقُّ ما شهدت بها الأعداء: (1)
♦️ بما أنَّ فتاوى العلماء في الفتن والتَّحذير منها ومِن أصحابها(!) أصبحت قديمة وخارج الخدمة(!) -عند بعض الجهلة! أو المتجاهلين!!-، فهذه نقولات لرأس مِن رؤوس (القطبيَّة السُّروريَّة)، لعل بعضهم يؤمن بها أكثر مِن نصوص الوحي! وكلام العلماء!! أم أنَّ التَّنظير شيء! والتَّطبيق شيء آخر؟!! ▪️يقول الشيخ محمد بن صالح المنجد(!) في (أهمية الاعتراف بالواقع ولو كان مُرًّا): «لا بد أن نعترف بالحقيقة كأولى الخطوات في معالجة الأزمات، وأنَّ بعض الناس يوهمون أنفسهم بأشياء، ويظنون أنَّ الانتصار حادث في (الجهة الفلانية)! و(المكان الفلاني)! وأن هناك خدعة سيخدع بها الكفار(!) وانتظروا ردة الفعل! وهذه قضية مؤقتة! ثم لا يحدث شيء!!! 🔸 ويتبين أنَّ القضية (خيانة في خيانة)، و(عمالة في عمالة)، و(كذب في كذب)، و(دجل)، وأنَّ المسألة (مصالح شخصيَّة)(!) و(اتفاقات في الخفاء)(!) ولذلك (تُباع الأمة بالمصالح الشَّخصيَّة)!! 👈🏻 فلا بُدَّ مِن الاعتراف بالواقع، وأن نعرف حجم المصيبة حتى نستطيع أن نتعامل معها. 🔹 أما المغالطة(!) وأن نتكئ على الوهم، ونقول: اصبروا غدًا سيحدث انفراج! وبعد غد سيكون هناك كَرة!! ... انتظروا. ثم لا تحدث كَرة!! فماذا ستكون النتيجة؟!!(1). ⭕ولذلك المسلم يسترجع عند المصيبة، ويمتص الصَّدمة، ويُعد العدة للكر على الأعداء، ولو بعد سنين. 👈🏽 نحن إذا كنا لا نستطيع المواجهة -الآن-، فإننا لا بُدَّ أن نُعد العُدة، ولو بعد سنين، وهذه هي القضية المهمة التي عليها بعد الله -عزَّ وجلَّ-: أخذ العُدة؛ لأننا نرى -الآن- (تفوق العدو في السِّلاح)، تفوق رهيب، وإذا ما عندنا عُدَّة فكيف سننتصر على العدو؟!! 🔘 فلا بُدَّ مِن أخذ العُّدة في السِّلاح والإعلام والاقتصاد، وقبل هذا (الإيمان والتربية الإيمانية) التي تغرس في نفوس الجيل الرغبة في التَّضحية في سبيل الله، وتقشع عنهم غبار النَّوم والكسل». انتهى كلام المنجد مِن محاضرة بعنوان: «ثلاثون مسألة شرعية في مواجهة الأعداء». ▪️ قلت: سأبدأ مِن حيث انتهى الشيخ المنجد، يقول الإمام الألباني -رحمه الله-: « ...الذين يشتغلون اليوم -وقد مضى عليهم أكثر مِن نصف قرن مِن الزمان!- لا يزالون في مكانهم يتحرَّكون! ولا يقدِّمون شيئًا، ولا يتقدَّمون؛ لماذا؟! لأنهم لم يطبِّقوا هذه الكلمة: (أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم). قبل كل شيء: ما الذي يفهم مِن هذه الكلمة؟ أي: العقيدة الصَّحيحة؛ أقيموها في قلوبكم، ثُمَّ مِن تمام العقيدة: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثم تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}؛ فإذًا هذه الكلمة ندعو المسلمين جميعًا أن يعملوا بها، ولا ينصرفوا عنها بما يسمُّونه (بالعمل السِّياسي)؛ لأنِّي أعتقد أنَّ العمل السِّياسي ليس هذا أوانه -الآن-، وهو لا بُدَّ منه بلا شك؛ كما أنَّه لا بُدَّ مِن العمل، لكن قبل كلِّ هذا: العلم، العلم بدون عمل: لا يفيد(!) والعمل بدون علم: لا يفيد؛ فلا بُدَّ مِن الأمرين كليهما؛ ولذلك ففي بعض كلماتي (القديمة) ولا أزال أكرِّرها، أقول: «لا نهضة للمسلمين إلا بتحقيق أساسين اثنين: (التَّصفية والتَّربية). يظنُّ بعض النَّاس أنَّ التَّصفية لا قيمة لها! وقد عرفتم مما سبق أنَّها هي أصل الإسلام...». إلى أن قال -رحمه الله-: «قد يتوهَّم بعض النَّاس(!) كما سمعت في بعض التَّسجيلات أنَّ التَّربية لا شأن لها بالجهاد!! الجهاد هو مِن الأحكام الشَّرعيَّة(2)، ويجب العمل بالجهاد، ولكن الجهاد يحتاج إلى إعداد، وأوَّل إعداد ينبغي أن يتحقَّق في المسلمين هو: العقيدة الصَّحيحة، والعمل الصَّالح، والإعداد بقدر الاستطاعة، و{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}». [💿 «تسجيلات متفرقة» رقم: (26)] رحم الله الإمام الألباني وبقية إخوانه مِن العلماء الرَّبانيين، ولا عزاء لمبغض فتاويهم في مسائل الجهاد... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أو مِثْل مَن لعب الشيطان بهم، فينشرون رسائل تضليلية في أحداث غزة الأخيرة، ففي كل مرة يخرج عنوان جديد، والمعنى واحد؛ مثل: (أنباء سارة ترفع المعنويات، وتبعث الأمل بالانتصار)!! (النَّصر قادم)!! (والله إن النَّصر قريب، وسنرى أن الذي يحدث حاليًّا إنما هو بشارة، ومقدمات لتمكين الإسلام، ودفع الكفار عن تسلطهم على البلاد)!! أو توضع صورة (للمهرج الملثم) الذي يمدح الشِّيعة الشَّنيعة، ويُكتب عندها هذه الجملة: (اللهم نصرك الذي وعدت)!! نعم: المجانيين في نعيم!! (2) أي: له شروط، سواء أكان جهاد طلب أو جهاد دفع، أو كما يُسميه الشيخ -رحمه الله-: فرض عين، وفرض كفائي. [محمد بن حسين]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#2
|
|||
|
|||
⚡والحقُّ ما شهدت بها الأعداء: (2)
♦️ يقول أحد كبار (القطبيَّة السُّرورية) الشَّيخ محمد بن صالح المنجِّد في محاضرته بعنوان: «ثلاثون مسألة شرعيَّة في مواجهة الأعداء»، مُتحدِّثًا عن قاعدة: (درء المفسدة الأعظم بالمفسدة الأقل)، فقال: ▪️«عندما تعرض المفاسد فإنَّه لا بُدَّ أنْ (ندرأ المفسدة الأعظم بالمفسدة الأقل) إذا كان لا بُدَّ مِن فعل إحداهما، قال العِز -رحمه الله- في مثال: «التولي يوم الزحف مفسدة كبيرة، لكنه واجب إذا علم أنه يقتل مِن غير نكاية في الكفار». فإذا كانت بقيت هذه القلة مِن المسلمين، لو بقوا أمام الكفار استؤصلوا ولا يستطيعون تحقيق النكاية بالعدو، التولي يوم الزحف كبيرة، لكن إبقاء هؤلاء في ساحة المعركة حتى يحصدوا بالقصف، أي مصلحة في هذا؟! توجد مفسدة! ويتقوى الكفار!! ويحدث عندهم انتشاء!! وهؤلاء المسلمون مساكين لا يستطيعون أن يصدوا شيئًا أمام (قصف يأتي مِن فوق رؤوسهم)، فيكون انحيازهم مِن الميدان وانسحابهم إلى مكان يختبؤون به، أو يجمعون صفوفهم مرة أخرى ليكروا على الكفار، إنَّ هذا الانسحاب في هذه الحالة مصلحة عظيمة.... وهذه القضية التي ينبغي أنْ يُحسب حسابها -الآن-، عندما يكون (القصف بالجو على مساحة مفتوحة لا يستطيع الواقف فيها أن يعمل شيئًا في الكفار، ولا أن ينكي فيهم، بينما تحدث عليه وعلى أصحابه النكبات)!!». [المصالح والمفاسد ليست بالهوى]: وقال: «إنَّ هذه المصالح والمفاسد ليست بالهوى، فإنَّ بعض النَّاس يقول لك: أرى المصلحة في كذا. مع أنها ليست هي، أرى المفسدة في كذا. مع أن هذه مفسدة شخصية عليه هو، تعارضت مع مصلحة المسلمين، فذهب يقدم درء المفسدة عن نفسه ولو أدت بالمفسدة عن إخوانه!! ولذلك لا بُدَّ أن تكون القضية ليست نابعة مِن الهوى، وعندما نقول: (حساب الأرباح والخسائر، والمصالح والمفاسد)، فإننا نعني المصالح والمفاسد الشَّرعيَّة، والأرباح والخسائر التي تمس الدِّين والعقيدة والمسلمين، وليست مصالح الجيوب!! وليست المصالح والأهواء الشَّخصيَّة!!». انتهى كلام الشيخ المنجد. 🔹 قلتُ: قال الإمام الألباني -رحمه الله-: «...فنحن اتخذنا مثلًا -بارك الله فيكم جميعًا- الجزائر، والفتنة التي قامت -الآن- فيها(!) ولا نزال نشكو مِن (المفاسد) التي نتجت منها؛ بسبب اشتداد طغيان الحاكم بغير ما أنزل الله! كيف إذن يمكن لهؤلاء الشَّباب أن يدخلوا برلمانًا، وأن يغيروا نظامه؟! وهذه عاقبة أمرهم! وليس عندهم ألف عالم، ولا خمس مئة عالم! ولا عالم واحد!! هذه أمور الحقيقة يعني بدهية البطلان! مع ذلك لا نزال نرى كثيرًا مِن الدُّعاة في السُّعودية وفي غيرها، يظنون أن ما قام به بعض إخواننا هؤلاء -الذين كنا نظن أنهم سلفيين معنا- أنَّ الذي قاموا به هو جهاد في سبيل الله!! لا ؛ هذا ليس جهادًا في سبيل الله!! هذا (إلقاء للنَّفس في التَّهلكة)! ومَن يعتقد خلاف ذلك فليفعل بما يقول مِن الجهاد قبل الاستعداد!». [💿«فتاوى عبر الهاتف والسيارة» رقم: (67)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#3
|
|||
|
|||
⚡ والحقُّ ما شهدت بها الأعداء: (3)
♦️ المكر الثالوثي في بلاد المسلمين ⭕ تحدَّث الشَّيخ محمد بن صالح المنجِّد -أحد كبار (القطبيَّة السُّرورية)!- عن (قتل المسلمين والتآمر عليهم) فقال: «هذه الحال العصيبة والمؤلمة، هذه المصيبة والطامَّة والدَّاهية، هذه الخيانات والبيع الذي حصل لدماء شعوب المسلمين(!) وهذه المؤامرات التي عصفت بأرواح هؤلاء المساكين المستضعفين(!) وهذا (الحلف الباطني) الحاقد مع (الصليبيين) الذي أسفر عن هذه النتيجة الفظيعة؛ خيانة وبيع!! ومؤامرة (صليبية باطنية) مشتركة حاقدة على أهل الإسلام!! فالحمد لله على ما قضى وقدّر، ونسأله –تعالى- اللطف بإخواننا المسلمين». ⭕ وقال: «ونعلم -أيها الإخوة- أنَّ الأمور ترجع إلى الله مهما حصل مِن حروب ونتائج وكوارث، وخيانات وبيع، ومهما حصل مِن تواطئ (الباطنية) الحاقدين مع (الصليبين) الباغين مع (اليهود) المعتدين، (أركان المكر الثلاثة) في بلاد الإسلام والمسلمين!!! فإنَّ هذا (الثَّالوث) الذي يرفع النِّفاق علمًا فوقه ليخدع به المؤمنين، لا يخدع الله -عز وجل-؛ لأنَّه {شَدِيدُ الْمِحَالِ}، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}». [محاضرة بعنوان: «ثلاثون مسألة شرعية في مواجهة الأعداء»]. 🔸 قلت: تحالف في هذا الزَّمان جميع أُمم الكفر على المسلمين عامة، وعلى أهل السُّنَّة (خاصة). 👈🏽 حلفٌ: (فارسي، يهودي، نصراني، إلحادي) بأشكال متعددة، ساموا المسلمين سوء العذاب في عقر دارهم!! ثم يأتي مِن بني جلدتنا من يُروِّج للشيعة الشَّنيعة؛ وأنهم سيحررون المسجد الأقصى(!) أو أنهم حريصين على دعم المقاومة الإسلامية(!) فهذا ينطبق عليه قول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-، أن الذي «ينقل مثل هذا جهال الكذابين، ويصدقه حمقى»!! [📚«منهاج السُّنَّة» (8/ 291)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#4
|
|||
|
|||
⚡ والحقُّ ما شهدت به الأعداء: (4)
♦️ خطر الفِرق الباطنية تحدَّث الشَّيخ محمد بن صالح المنجِّد -أحد كبار (القطبيَّة السُّرورية)!- عن خطر الفِرق الباطنية، فقال: «⭕ كيف تكون العاقبة وهذا حال الخونة الذين باعوا دماء المسلمين في الليلة الماضية؟! ⭕ وكيف يكون النَّصر مِن نصيب هذا الحزب الذي رفع الكفر لواءً؟! ⭕ وكيف تكون الغلبة لمن لم يرفع لواء الدِّين صدقًا وحقًا أو تستر به ونافق؟! 📌 حتى تكون (راية نقية)، و(قيادة راشدة) تقود المسلمين في المعارك والجهاد؛ لا بُدَّ أنْ (تَسقط الرَّايات الأخرى). :::::::؛👈🏽👈🏽 ولذلك فإنَّ (صلاح الدِّين) -رحمه الله- بدأ بإسقاط (الباطنيين) قبل حرب الصليبيين؛ لأنك ترى أنَّ الباطنيين الآن الحاقدين يستقبلون هؤلاء الصليبيين، نساءهم ورجالهم، يفتحون لهم الطريق، ويمهدون لهم الأوضاع، ويحتفون بهم غاية الاحتفاء!! 🔹 أليس الكفر ملة واحدة؟! 🔹 ألم ينبهنا -عز وجل- إلى هذه الحقيقة؟! 🔹 ألم يخبرنا بأنهم سيجتمعون علينا؟! 🔻 إنهم علينا ملة واحدة، وهكذا كان، وهكذا رأينا». [محاضرة بعنوان: «ثلاثون مسألة شرعية في مواجهة الأعداء»]. ♦️ قلت: أما اليوم فرأينا مَن يزعم أنه يجاهد في سبيل الله ويقاتل اليهود، وفي الوقت نفسه يرتمي في أحضان أصحاب (ولاية الفقيه)(!) ويُعمي بَصره -بعد أن أعمى الله بصيرته!- عن فضائع الشِّيعة الشَّنيعة في إخوانه المسلمين في أفغانستان، وإيران، والعراق، وسوريا، ولبنان، واليمن... فعن أي نصر وتمكين يتكلمون؟! ▪️ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. 🎯 قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: «ما علّق العبدُ رجاءه وتوكّله بغير الله إلا خاب مِن تلك الجهة، ولا استنصر بغير الله إلا خُذل، وقد قال الله -تعالى-: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً}». [📚«مجموع الفتاوى» (1/ 29)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#5
|
|||
|
|||
⚡ والحقُّ ما شهدت به الأعداء: (5)
♦️ معرفة خير الخيرين، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة: قال الشَّيخ محمد بن صالح المنجِّد -أحد كبار (القطبيَّة السُّرورية)!-: «لا بُدَّ مِن معرفة خير الخيرين -أيضًا-، فإذا كان معرفة شر الشرين مهم لتدرأ المفسدة الأكبر بالمفسدة الأقل، فإنَّ معرفة خير الخيرين مهم جدًّا، قال شيخ الإسلام في كتاب: «الاستقامة»: «وعلى هذا استقرت الشَّريعة بترجيح خير الخيرين، ودفع شر الشَّرين، وترجيح الرَّاجح من الخير والشَّر المجتمعين». إذا اجتمع عندك خير وشر، إما يفوتك هذا الخير، أو ترتكب هذا الشر، قد تكون القضية فيها خير وشر، فهل تفعلها؟ أو لا تفعلها إذا كان فيها خير وشر؟ ▪️ فإذا كان الخير أغلب: فعلتها، وتحملت الشَّر الأقل. ▪️ إذا كان الشَّر أغلب: لا تفعلها، ولو فاتك الخير الأقل. ⭕ هذا فقه، قال شيخ الإسلام في قوله -تعالى-: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}، وذكر في هذه القضية: تقديم المشرك بالله على المعطل الجاحد الذي يجحد الله بالكلية، وذكر فيها: تقدم الكتابي على المشرك، وذكر: لماذا لما اقتتل فارس والروم تمنى المسلمون انتصار الروم على فارس؛ لأنهم أقرب إليهم مِن الوثنيين عبدة النار. وكذلك من الأمور المهمة في شر الشَّرين، وخير الخيرين، هذه مسألة دقيقة جدًّا ومهمة، وقل مَن يفهما، ما هو خير الخيرين وشر الشرين؟! يعني الواحد ممكن يقول لك: أنا أميز الخير مِن الشَّر، وهذا صحيح، يحدث للكثيرين، كثير مِن النَّاس يميز بين الخير والشر، لكن أنْ يجتمع عنده خيران، ويعرف أي الخيرين أعظم، أو إذا اجتمع شران، يعرف أي الشرين أسوأ؟ هذه قليلة. وأنت إذا تصادم عندك عدوان تمنيت أن ينتصر الأضعف، وقد كان الروم أضعف مِن الفُرس لما صارت المواجهة بينهما، فتمنى المسلمون أن ينتصر العدو الأضعف حتى يتفرغ المسلمون له بعد ذلك، وهذه مسألة قد يبنى عليها مواقف». [درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة] «إذا وجد أمر فيه مصلحة ومفسدة، ومتساويان، يعني حجم المصلحة يساوي حجم المفسدة، ماذا نفعل؟ نقدم درء المفسدة على جلب المصلحة. وإذا اجتمعت المفاسد المحضة، فإن أمكن درؤها درأنا، وإن تعذر درء الجميع درأنا الأفسد فالأفسد، والأرذل فالأرذل، فإنْ تساوت فقد يُتوقف، وقد يُتخير». [محاضرة بعنوان: «ثلاثون مسألة شرعية في مواجهة الأعداء»]. 🔸 قلتُ: الكلام على معرفة (خير الخيرين) سابق لأوانه! فقد رأينا مَن رفع راية الجهاد -اليوم- ولا يعرف الخير مِن الشَّر -أصلًا-(!) فقد جلبوا المفاسد! ودرؤوا المصالح عن البلاد والعباد!! 👈🏻 ومِن ثمارهم تعرفونهم!! ♦️ قال الإمام الألباني: «هل يكون الجهاد بـ(حماس) إنسان! لا هو دولة!! ولا هو حاكم!! ولا هو ضابط!! وإنما هو شاب متحمّس؟! هل هذا هو الجهاد في سبيل الله؟!!». [💿 «سلسلة الهدى والنور» رقم: (730)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#6
|
|||
|
|||
⚡والحقُّ ما شهدت به الأعداء: (6)
♦️ اختيار الأصلح للقيام بمصالح المسلمين قال الشَّيخ محمد بن صالح المنجِّد -أحد كبار (القطبيَّة السُّرورية)!-: «اختيار الأصلح في الجملة لمن يقوم بمصالح المسلمين، وخصوصًا في الفتن والمعارك، قال شيخ الإسلام: «يجب على كل ولي أمر أن يستعين بأهل الصِّدق والعدل، وإذا تعذر ذلك استعان بالأمثل فالأمثل، وإن كان فيه كذب وظلم، فإنَّ الله يؤيد هذا الدِّين بالرَّجل الفاجر، وبأقوام لا خلاق لهم». وذكر قول عمر بن الخطاب: (أشكو إليك جلد الفاجر، وعجز الثقة)، إني أجد أمينًا لكنه ضعيف لا يستطيع القيادة، وأجد قويًّا في القيادة لكن ما عنده أمانة أو أمانته قليلة. ولذلك أفتى شيخ الإسلام بجهاد الصليبيين، وجهاد التتر مع أمراء الجور؛ ولو كانوا يشربون الخمر، إذا كانوا هم القادرين على قيادة الجيش، وقال: إذا وجد أمين تقي نقي لكنه ضعيف في القيادة، ووجد واحد قوي ماهر خبير بالحروب لكنه فاسق، في الحالة هذه أيهما تقدم؟ تقدم القوي الماهر؛ لأنَّ مهارته تنفع المسلمين، وفسقه على نفسه. بينما لو قدمت الآخر التقي النقي تقواه لنفسه! لكن ضعفه سينعكس سلبًا على المسلمين، وهذه مِن القضايا الكبيرة؛ لأنَّه لا يتأتى دائمًا وجود القوي الأمين. فإذًا، المسألة مسألة موازنات، لماذا الإمام أحمد سامح المعتصم الذي ضربه في فتنة خلق القرآن؟ لما قضى على فتنة بابك الخرمي، ولما فتح عمورية وانتصر على الروم والنصارى، الإمام أحمد لما رأى المعتصم، على أخطاء المعتصم، وعلى انحرافات المعتصم، لما رأى أنَّ المعتصم فعل هذه الخدمة العظيمة للإسلام وفتح عمورية سامحه على ما كان قد ألحق به مِن الضرر. ... وهكذا فإنَّ هذه القاعدة العظيمة: اختيار الأصلح ولو كان فيه فسق على الأمين الضعيف مراعاة لمصلحة الإسلام، واستشهد بأدلة منها: قضية أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم منع أبا ذر أن يتولى على مال يتيم، مع أنَّ أبا ذر صادق أمين، وقال صلى الله عليه وسلم له: «ما أضلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر»، ومع ذلك قال: «يا أبا ذر إني أراك ضعيفًا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرنّ على اثنين»، أنت لا تستطيع القيادة، الإمارة لا تستطيعها، لا تأمرنّ على اثنين ولا تولينّ مال يتيم. إذاً: المسألة لا بد فيها مِن أخذ العبرة والميزان وفي الحسبان القدرة، والقوة، وليس فقط الأمانة والتقوى. لكن لو قال لك: ما رأيك نخلي الكافر يقود؟ نقول: لا، كيف يقود الكافر؟ لا يمكن». [محاضرة بعنوان: «ثلاثون مسألة شرعية في مواجهة الأعداء» باختصار]. 🔸قلت: أما تسليم راية الجهاد لمجموعة مِن أهل الزَّعارة، أو المتحزبين الذين لا هم لهم إلا مصلحة الحزب -فقط-، أو لتنظيم يأخذ التعليمات مِن الخارج!! فسيكون الشَّعب الأعزل وحده هم وقود هذه الحروب والمؤامرات... 👈🏽 فلا للإسلام نصروا! ولا لأعدائه كسروا!!
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|