أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
67310 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 01-10-2013, 11:57 AM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي


قال ابن القيم -رحمه الله- في نونيته الشهيرة (ص 230-232) مثنياً على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية:

فاقرأ تصانيف الإمـــام حقيقة ... شيخ الوجود العالم الرباني
أعني أبا العباس أحـــمد ذلـــ ... ـك البحر المحيط بسائر الخلجان
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ... ما في الوجود له نظير ثان
وكــذاك منـــهاج لــه في رده ... قول الروافض شيعة الشيطان
وكذاك أهل الاعتزال فإنه ... أرداهم في حفرة الجبان

وكذلك التأسيس أصبح نقضه ... أعجوبة للعالم الرباني
وكذاك أجوبة له مصرية ... في ست أسفار كتبن سمان
وكذا جواب للنصارى فيه ما ... يشفي الصدور وإنه سفران
وكذاك شرح عقيدة للأصبها ... ني شارح المحصول شرح بيان
فيها النبوات التي إثباتها ... في غاية التقرير والتبيان

والله ما لأولي الكلام نظيره ... أبدا وكتبهم بكل مكان
وكذا حدوث العالم العلـ ... ـوي والسفلي فيه في أتم نبيان
وكذا قواعد الاستقامة إنها ... سفران فيما بيننا ضخمان
وقرأت أكثرها عليه فزادني ... والله في علم وفي إيمان
هذا ولو حدثت نفسي أنه ... قبلي يموت لكان هذا الشان

وكذاك توحيد الفلاسفة الألى ... توحيدهم هو غاية الكفران
سفر لطيف فيه نقض أصولهم ... بحقيقة المعقول والبرهان
وكذاك تسعينية فيها له ... رد على من قال بالنفساني
تسعون وجها بينت بطلانه ... أعني كلام النفس ذا الوحدان
وكذا قواعده الكبار وإنها ... أوفى من المائتين في الحسبان

لم يتسع نظمي لها فأسوقها ... فأشرت بعض إشارة لبيان
وكذا رسائله إلى البلدان والأ ... طراف والأصحاب والإخوان
هي في الورى مبثوثة معلومة ... تبتاع بالغالي من الأثمان
وكذا فتاواه فأخبرني الذي ... أضحى عليها دائم الطوفان
بلغ الذي ألفاه منها عدة الأ ... يام من شهر بلا نقصان

سفر يقابل كل يوم والذي ... قد فاتني منها بلا حسبان
هذا وليس يقصر التفسير عن ... عشر كبار ليس ذا نقصان
وكذا المفاريد التي في كل مسـ ... ـألة فسفر واضح التبيان
ما بين عشر أو تزيد بضعفها ... هي كالنجوم لسالك حيران
وله المقامات الشهيرة في الورى ... قد قامها لله غير جبان

نصر الإله ودينه وكتابه ... ورسوله بالسيف والبرهان
أبدى فضائحهم وبيّن جهلهم ... وأرى تناقضهم بكل زمان
وأصارهم والله تحت نعال أهـ ... ـل الحق بعد ملابس التيجان
وأصارهم تحت الحضيض وطالما ... كانوا هم الأعلام للبلدان
ومن العجائب أنه بسلاحهم ... أرداهم تحت الحضيض الداني

كانت نواصينا بأيديهم فما ... منا لهم إلا أسير عان
فغدت نواصيهم بأيدينا فما ... يلقوننا إلا بحبل أمان
وغدت ملوكهم مماليكا لأنصـ ... ـار الرسول بمنة الرحمن
وأتت جنودهم التي صالوا بها ... منقادة لعساكر الإيمان

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 03-08-2014, 08:48 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي


ترجمة العلامة
عبد الرحمن بن محمد بن قاسم
العاصمي النجدي


من سعد الحصيّن أمّا بعد:
فالشيخ/ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي ولد عام 1312 في قرية (البير) شمال الرّياض وتوفاه الله عام1392 .
جدّ في طلب العلم على علماء نجد، وأشهرهم: عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ وابراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ وحمد بن فارس وسعد بن عتيق وعبد الله العنقري ومحمد بن ابراهيم آل الشيخ ومحمد بن نافع رحمهم الله جميعاً.
ونفع الله بحسن خطّه وسرعته في الكتابة، فنسخ بقلمه كثيراً من كتب العلوم الشرعيّة قبل أن تتيسّر الطباعة في المملكة المباركة، وكان أبرزها في البداية:

جمع أجوبة علماء نجد على أسئلة الأحكام الشرعيّة منذ عهد المجدِّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى عصر ابن قاسم أسكنهما الله الفردوس من الجنة، بعنوان: (الدّرر السّنية في الأجوبة النّجديّة) في (11) مجلّداً، وأكملها بالمجلّد (12) في تراجم العلماء الذين سجّل أجوبتهم جزاه الله رفقة رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته.

وله بضعة عشر مؤلفاً في الإعتقاد والفقه والحديث والتفسير والفرائض واللغة وتَوَّجها بجمع فتاوى ابن تيمية رحمه الله في (35) مجلّداً حثه على إنجازها الشيخ محمد بن ابراهيم، وموّل وشجَّع جَمْعَها وطَبْعها الملك سعود رحمهما الله، وساعد الشيْخَ في جمعها وإعدادها للطبع ابْنُه محمد رحمه الله وخلفه على أهله بصلاحهم.

وعمل الشيخ في الدّولة السّعوديّة السّلفيّة أكثر من (30) سنة في العلم والعمل الشرعي (رعاية ونشر الكتب والمراجع الدّينيّة بخاصّة)، وطلب التّقاعد قبل وفاته ببضع سنين ليتطوّع لما ميّزه الله به: جمع ونشر العلوم الشرعيّة.

رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته وخلفه في عقبه، وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير ما يجزي الله الدّعاة إلى سبيله على بصيرة.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن في 1435/5/4هـ

=======================

نقلاً عن الأخ أبي عبدالمليك
ترجمة موجزة للعلامة ابن قاسم جامع مجموع فتاوي شيخ الاسلام

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 03-08-2014, 11:33 PM
أبو علي الذهيبي أبو علي الذهيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر نجم الدين المحسي مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا أخي الفاضل - أبامسلم - على مواضيعك القيمة نفع الله بك ...
سمعتُ من بعض طلبة العلم : أن هناك نقص في الفتاوى ؛ وأشياء قليلة ليست من كلام شيخ الإسلام رحمه الله ؛ هل سمعتم بشيء من هذا ؛ وما قيمة هذا الكلام ؛ وسمعت أيضا أن بعض طلبة العلم يقمون بتحقيق الفتاوى على أصول ومخطوطات ....
رحم الله الشيخ القاسم وأسكنه الفردوس الأعلى وجميع علماء المسلمين ....
هي الفتوى المتعلقة بحياة الخضر!
انتقدها الشيخ ابن باز وشكك فيها. وكذلك فعل الشيخ بكر أبو زيد.
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 04-17-2014, 09:45 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم جامع فتاوي شيخ الاسلام بن تيمية


ابن قاسم: الفلاَّحُ الزاهد والفقيه المؤرخ!

د. يوسف بن أحمد القاسم





طلب مني بعض الإخوة الفضلاء, وعدد آخر من طلاب المعهد العالي للقضاء, أن أترجم للشيخ الجد/ عبد الرحمن بن قاسم-رحمه الله- وقد ذكرت لهم بعض التراجم المكتوبة عنه , والتي أعتقد أنها سطرت جانباً مهماً من حياته, ومنها الترجمة التي كتبها الشيخ/ محمد بن عثمان القاضي-رحمه الله- في كتابه:"روضة الناظرين", والترجمة المختصرة التي كتبها المؤرخ الأديب/خير الدين الزركلي-رحمه الله- في كتابه "الأعلام", والترجمة التي كتبها فضيلة الشيخ/عبدالله بن جبرين- رحمه الله- في "مقدمة حاشية الروض", والترجمة التي كتبها حفيده الداعية/ عبد الملك بن محمد- حفظه الله- في كتابه:"الشيخ عبد الرحمن بن قاسم, حياته, وسيرته, ومؤلفاته", ولكن هذا كله لم يكن شافعاً لي في نظرهم أن أتلكأ عن الكتابة, فضلاً عن أمتنع, وإن لم أكن معاصراً له-رحمه الله- فأجبت إلى ذلك, واكتفيت من القلادة بما أحاط بالعنق, وأقول, مستعيناً بالله تعالى:

هو الفقيه الزاهد/ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم (ت1392هـ ), ولد في بلدة (البير) المجاورة لبلدة (ثادق) سنة (1312هـ), ونشأ بها, وتلقى فيها وفيما حولها مبادئ العلوم, وأتم بها حفظ القرآن الكريم, وهو في سن التاسعة, وبدت عليه علامات النجابة وهو في أول سني عمره, ولهذا لم تتردد والدته (هيا بنت عباد العباد) أن تدفع به نحو العلم وتحصيله, ومنذ ذلك الحين وهو جاد في طلب العلم, فكان تلميذاً منذ نعومة أظفاره, ثم شب تلميذاً, وشاخ تلميذا, ومات تلميذاً؛ ولم يكن يسمح لأحد أن يصفه بالمشيخة, ومن يناديه ياشيخ, يلتفت إليه منبهاً وممازحاً, ويقول له بابتسامة عريضة: الشيخ جنابك!! فلم يكن يرفع رأساً بهذه الألفاظ, ولم يكن يحفل بغيرها من الألقاب, وما كانت همته إلا نحو العلم, والاغتراف من بحره الجاري, والنهل من معينه الصافي, يتجه للعلم أينما كان, ويفتش عنه في أي مكان, ولو كان بيته في زاويةِ بستانٍ بنجد أو كان مريضاً, وزحف به المرض شطر القاهرة, أو دمشق, أو بيروت, أو باريس, فما يلبث أن تطأ رجله بوابة المستشفى خارجاً منه إلا ويتجه صوب دار الكتب المصرية بمصر, أو دار الظاهرية بالشام, أو مكتبة بيروت العمومية بلبنان, أو مكتبة باريس بفرنسا, متناسياً مرضه, ومتغافلاً عنه, وذلك لينقب عن مكنونات قلبه, أعني: مخطوطات فتاوى شيخ الإسلام, ورسائله, وكتبه, ويجمعها من أدراج تلك المكتبات الدولية, ويحققها, ويخرجها صافية نقية, في ذلك العصر, عصر الجمل واللوري والطائرة المروحية! وذلك ليقدمها على طبق من ذهب لطلاب العلم في عصر المرسيدس والطائرة النفاثة، وعصر التقنية والمعلومات, وكان قد بدأ بجمعها وترتيبها وتحقيقها قبل ذلك بمدة طويلة, أعني: في نجد, والحجاز, وتحديداً بعد سنة 1340هـ (كما جاء في مقدمة مجموع الفتاوى صـ ب) أي: منذ كان أكبر أولاده (عبد الله ) في صلبه, فنقب عنها وفتش وهو في ريعان شبابه, وعنفوان نشاطه, حتى جمع منها مجلدات كثيرة, كما أشار إلى ذلك الجد في هامش مقدمته(صـ د), بل كان على وشك طباعتها, لولا أنه نما إلى علمه وجود مسائل لشيخ الإسلام في دار الكتب المصرية, ولذا أجّل طبعها, كما جاء في مقدمة المجموع (1/د) بقلم ابنه العم محمد (جامع مستدرك شيخ الإسلام, والمعتني بتحرير مؤلفات الشيخ محمد بن إبراهيم), ثم تيسر له السفر إلى بعض الدول العربية والغربية بصحبة ابنه محمد, فكان من التنقيب والبحث ما أشير إليه في المقدمة(1/ب-ك).

وطالما عجب أهله وأقاربه ومحبوه من ملازمته للكتابة والكتاب, وهو في بيته وبستانه, أو بين عمله وعماله, أو بين أصحابه وأقرانه, في همة وطاقة لا تعرف الملل ولا الكلل, وحين بلغ من العلم مبلغاً, وتبوأ منه شأوا, لم يكن يتشوف إلى الصدارة والمنصب, ولا إلى المال والجاه, ولم يكن يتطلع إلى الألقاب العلمية, والأوصاف الرسمية, وإنما كان همه وهجيراه أن يعثر على فتوى لابن تيمية الإمام, أو على رسالة أو كتاب لشيخ الإسلام, ليعيد النضير إلى نضيره, ويضم المثيل إلى مثيله, حتى تفوق على أقرانه, وتميز على علماء زمانه, أعني: في الجمع والتأليف, وفي السفر والرحلة, وقد كان من وراءه زوجة صالحة, وهي (نورة بنت محمد الزومان) فكانت تحفظه في حلَّه وترحاله, وتخلفه في أهله وولده بخير, وطالما سافر الأشهر تلو الأشهر, وهي تكد في بستانه, وتشرف على أعماله, وتقوم على بقره وأغنامه, ومرّة ودّعها وهي حبلى, وقفل راجعاً من سفره, وإذا بوليده الصغير يتلقاه مستقبلاً, ومرحّباً, ومضيفاً!!

ومع ما حباه الله من علم وفضل, فقد كان على قدر كبير من الأدب والتواضع؛ تواضع لم يكن متكلفاً, وإنما كان سجية وطبيعة, مر ذات يوم في طريق سفره ببستان يملكه أحد معارفه, ففرح برؤيته, وألح أن ينزل ضيفاً عليه, فوافق- ولم يكن من عادته- ولكن بعد أن شرط عليه أن لا يتكلف في تحضير طعامه, بحيث يجهز له ما يقدمه لعماله!! فرضي بالشرط على مضض, وتناول الوجبة هو وإياه, بصحبة عماله؛ نزولاً عند رغبته! وكم كان يقطع المسافات البعيدة على رجليه, من البير إلى الرياض, ومنه إلى بستانه قبيل العمارية, وكان مع ذلك سريع المشي, واسع الخطو, لا يلحق شداً, وقد حدثني صهره, أنه كان لا يلحقه في مشيه وهو بصحبته من البير إلى الرياض إلا إذا بلغ سجدة من القرآن الكريم, فيسجد, فيحاول اللحاق به حال سجوده, ولكن دون جدوى! وقد عرف عنه أنه كان يختم القرآن كل ثلاثة أيام مرتين!!

ومن همته, وقوة عزيمته أنه كان ينزل مع عمال بستانه وهم يحفرون البئر, على عمق مترين أو ثلاثة, فينزل معهم بقلمه وكتابه "حاشية الروض المربع" ليشرف عليهم, وهو يكتب هذه الحاشية, والتي أشاد بها غير واحد من أهل العلم, ومنهم الشيخ/بكر أبو زيد-رحمه الله- حيث قال في المدخل المفصل (2/775):"وهي في غاية النفاسة, وجلب دقائق الفقهيات والاختيارات, وكان شيخنا عبد العزيز بن باز كثير الرجوع إليها"أهـ, وقال لي مرة-رحمه الله-كلاماً معناه:"لقد كان سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله- يطلب الحاشية كلما أشكلت علينا مسألة, ونحن في اجتماع اللجنة الدائمة للإفتاء, فلا يكاد يمر أسبوعان إلا ويطلب حاشية الروض" ولنفاستها, وقيمتها العلمية, كان لها صدى في كلياتنا الشرعية, حيث أصبحت الحاشية من مقررات الطلاب في كلية الشريعة بالمملكة, ومرجعاً لكبار العلماء قبل صغارهم, فضلاً عن مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية, والذي تسلل إلى كل بيت, وسد فراغاً كبيراً في كل مكتبة, وانتشر انتشار ضوء الشمس في رابعة النهار, والعجيب أن هذين الكتابين قد انشغل بهما- - نحواً من أربعين عاماً, يكتب ويدقق, ويبدي ويعيد, مرة وهو في العريش, ومرة بجانب الساقي وهو يروس, ومرة وكيس البلاستيك مشدود على رأسه؛ نتيجة الدم المتجمع في أعلى الدماغ منذ عشرين سنة, ومرة وهو بجانب السراج, يضيئه فيكتب, ثم يطفئه ويعود للنوم, ثم ينهض من فراشه فيضيئه أخرى, وهكذا في همة وعزيمة تنقطع عندها همم الرجال إلا من رحم الله!! ولا نملك إلا أن ندعو لمن بذل هذا الجهد العظيم بالمغفرة والرحمة, وأن يجعل منازله في عليين, وكل من ساعده, وأعانه, آمين.

ولم تقف عنايته بالعلوم الشرعية والعربية, بل كان مؤرخاً بارعاً, ونسابة كبيراً, ولهذا كان يتعاهده بالزيارة بعض المؤرخين والنسابة, كما حدثني بذلك العم ناصر, من أمثال الأديب/ عبد الله بن خميس, والمؤرخ/حمد الجاسر, واشتهر عنه أنه قال عن ابن قاسم:"كان أستاذي في التاريخ!"أهـ بل كان له كتاب في التاريخ والأنساب, من عدة مجلدات, أحرقه أمام ابنه ناصر, وبعض الحاضرين, بعد صلاة العصر, وقال لهم:"إن المؤلف يجب أن يكون أميناً فيما يكتب وينقل ويدون, فيسجل الحسنات والسيئات..., أو يعرض عن ذلك كله", وقد نما هذا الخبر إلى المؤرخ الكبير خير الدين الزركلي!!, فقال في كتابه الأعلام(3/336):"وأولع في أوليته بالتاريخ, والأنساب, والجغرافية, ووقعت له قضية بسبب التاريخ, فأحرق كثيراً من أوراقه"أهـ, والحقيقة أنها لم تكن أوراقاً, بل كانت عدة مجلدات!!

وهذا الموقف يرصد بدقة, كم كان نزيهاً-رحمه الله-, وقافاً عند حدود الله, ولهذا عُرِف عنه الصدع بكلمة الحق, فقد كان قوَّالاً لها, لا تأخذه في الله لومة لائم, وقد امتحن بسبب كتاب له في تحريم حلق اللحى, ورسائل جمعها يحتوي بعضها على تحريم أخذ المكوس؛ وقصة ذلك: أنه أنكر على رجل لا يتورع عن أخذ الرشوة, وكان يعمل كاتب ضبط عند أحد القضاة, فغضب عليه هذا الرجل, ووشى به, معرِّضاً بكتابه ورسائله عند من يهمه الأمر, فأدخل السجن, ومكث فيه عشرين يوماً!! ومرة عرض عليه القضاء, فرفض, فسجن خمسة عشر يوماً! ومن شديد زهده, وكبير ورعه, أنه كان ينفر من البيوت المسلحة, ولا يدخلها, ويقول: هذه كبيوت الفراعنة!! حتى إنه مرة كان يمشي بعد خروجه من المسجد مع الشيخ محمد بن إبراهيم- وهو من هو في الورع والزهد- ولما وصل بمعيته إلى بيته الذي بناه أخيراً, رجع أدراجه!! وكل يؤخذ من هديه ويرد إلا رسول الله .
وللشيخ ابن قاسم-رحمه الله - قصص وأخبار ورؤى يقف أمامها المسلم مندهشاً مما يسمعه من سيرته, والتي تعيد بشريط الذاكرة إلى الوراء, حيث سلفنا الصالح تعالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 04-29-2014, 12:37 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
افتراضي

جزاك الله خيراً أبا أُميمة

رحم الله الإمام ابن قاسم
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 01-20-2015, 02:30 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي

قال الشيخ عبدالأول بن حماد الأنصاري في كتابه "المجموع في ترجمة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمة الله":

[ 135- وسمعته يقول: "يوجد عندي من كتب شيخ الإسلام ما لا يوجد عند غيري، فإنّ لي أربعين سنة وأنا أجمعها.
وتستطيع أن تقول إذا نظرت إليها: أن أغلبها عندي.
وكنت مَن أول مَن عثرَ على كتاب شيخ الإسلام في الرد على الرازي كاملاً، وهذا الكتاب لم يؤلف مثله إلا (منهاج السنة)" يعني كتاب (نقض التأسيس) ]. اهـ

[ 145- سمعته يقول: كنتُ أقرأ أي خط من خطوط أهل العلم، و كنت أقرأ خط شيخ الإسلام ابن تيميَّة وابن حجر، و هما من الصعب أن أي أحد يقرأ ما يكتبانه لضعف خطهما.
و كنت إذا حصلت على أي مخطوط أقرأه حتى أعرف مضمونه و أفهرسه كذلك بعد قراءته.
وأقرأ خط الحافظ الذهبي الرقعة منه و النسخ.
و اما الآن فقد ضعف البصر، بل و كلَّ الجسد، و هذا من علامات انتهاء العمر، و الله المستعان]. اهـ

ومع هذا فقد كان يُغلق عليهم بعض الشيء، حيث قال:


[226- وسمعته يقول: "اجتمعنا مرة مع الشيخ ابن قاسم ونحن أربعون رجلاً في مكان اسمه المُغيدر وهو قرب الرياض فأخذنا بعض فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية نقرأ فيها وكانت بخط شيخ الإسلام، فما استطعنا أن نواصل القراءة بسبب صعوبة قراءة خطه، وأخذنا على ذلك أربعة أيام نحاول قرائته" ]. اهـ


[ 151- قال الوالد: "أنا من الذين قوموا كتاب (الفتاوى) لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولاحظنا عليها أشياء كتبناها في أربعين ورقة، ولكنها لم تلحق به".
قلت أنا عبدالأول: يعني بالفتاوى التي جمعها ابن قاسم.
ثم قال الوالد: "كنت أعمل مع الشيخ عبدالرحمن بن قاسم وفهرست له مكتبته، وكنت أشتغل فيها من العصر إلى المغرب، لأن هذا الوقت هو الذي كنت أتفرغ فيه.
وهذا الرجل -يعني: ابن قاسم- كان فاضلاً، عالماً، وكان يجمع مخطوطات في العلم ويقول للعمال: أعطوها للشيخ -يعني الوالد نفسه- ينظر فيها ويقرأ.
وقد لازمته في بيته إحدى عشرة سنة، وهذا الشيخُ كان عنده ثلاثون ولداً غير الأحفاد، وكان عند الشيخ قصر كبير بناه له الأمير عبدالرحمن عم الشيخ عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وكان من خاصة الشيخ ابن قاسم، وكان الناس يقولون له: (خوي الأمير عبدالرحمن) " ]. اهـ

[ 337- وسمعته يقول: إن فتاوى ابن تيميَّة التي جمعها الشيخ ابن قاسم ـ رحمه الله تعالى ـ كنتُ ممن شارك في ترتيبها و ذلك سنة 1375هـ أنا و جماعة، و كتبنا عليها ملاحظات منها :
1- عدم الأصول. 2- كثرة الأخطاء و التصحيفات.

قلت: وقد كان الوالد رحمه الله لا يطالع في الفتاوى المذكورة، ويقول:
إن بها تصحيفاً وكلاماً ليس لشيخ الإسلام ابن تيمية، ويطالع الفتاوى المصرية لشيخ الإسلام ابن تيمية بدلاً منها]. اهـ

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.