الخلط بين الرتب قيود تمنع الوصول إلى المقصود

[أبو زيد العتيبي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الخلط بين الرتب قيود تمنع الوصول إلى المقصود
ومنها الخلط بين العلوم العينية والكفائية

١- العلم العيني (علوم الأمة) هو كل علم تتوقف عليه نجاة العبد في الآخرة.
٢- العلم الكفائي (علوم الاجتهاد) هو كل علم يتوقف عليه بلوغ أهلية الاستنباط.

هذا الخلط من أكبر أسباب التأخر، ومن مفاسده:

١- تدني مستويات الثقافة الشرعية عند كثير من المسلمين؛ لأنهم لا يعلمون أن العلم واجب عليهم كوجوب الصلاة بل أولى إذ العلم قبل القول والعمل؛ وسبب ذلك أنهم خلطوا بين الرتب فظنوا طلب العلم هو العلم الكفائي (علم الاجتهاد) لأنه الذي يسبق إلى الأذهان وما علموا أن هذا علم الخاصة وليس على كل أحد، فتركوا العلم جملة ومنه تركهم للعلم العيني (علم الأمة) الذي يجب أن يتعلمه كل مسلم من تعلم العقيدة الصحيحة وأصول العبادات اليومية من صلاة وصيام ، وتعلم الواجبات الطارئة ، وواجبات أكل الحلال وتجنب الحرام … ونحو ذلك من العلوم التي تتوقف عليها نجاة العبد في الآخرة ولا يقبل العمل حتى يوافق التصور الصحيح للعبادة.

وبالتالي فالأمة لا تقرأ … إذا هي تتأخر…
واعلم أن كل حرف تقرؤه يثمر خطوة للأمام…
وكل وقت يخلو من واجب التعلم يوجب نقص في التصور والوعي،
والأمة التي ينقص وعيها يسرع إليها حتفها.

٢- انشغال الخاصة بعلوم العامة ، فينشأ الطالب مجدا في الطلب لكنه لا يرفع سقف تطلعاته إلى علوم أعلى من الفروض العينية فهو يستنفد كل طاقاته وأوقاته وذكائيه وفراغه في ذلك حتى نشأ عن ذلك خلط في طرائق التعامل مع العلوم ، فإذا ترقى فجمع مع تلك العلوم بعض علوم الخاصة (علم الاجتهاد) فإنه يأخذه مأخذ الفروض العينية التي مقصودها العمل ولا تحتاج لغة المصطلحات، ولا يقصد منها حفظ المتون ولا تحرير المسائل ، فتجده يأخذها بغير أصولها وعلى غير جادتها تخلو من كل مقومات بناء الملكات ؛ إذ هذه العلوم وضعت لتبني أهلية الاستنباط في المتعلم حتى يكون قادرا على معرفة أحكام المستجدات التي لم ينص على أحكامها. فهدفها تأصيل المعرفة الكلية وتأسيس الأدلة الإجمالية وتحرير النظر والفكر حتى يستقل في إدراك حكم الجزئيات الفرعية.
فله طرائق خاصة في التعلم ومناهج متبعة في البناء العلمي ورتب متصاعدة في الترقي؛ فمن حرم الأصول منع الوصول.

فأول خطوة للنجاح والظفر خطوة توضع في طريق
قد عرفت غايته وأحكمت مآلاته وبانت نهاياته.

فاللهم نسألك علما نافعا

https://t.me/abozydotabi


******