133- يقول السَّائل: هناك عندنا مكتبة في أحدِ المساجد، وجدنا فيها -بعد البحثِ والتَّنقيب- وجدنا فيها كتابَين مِن كُتب الرَّافضة، أحدُهُما وهو كتاب «النِّهاية» للطُّوسي، والثَّاني هو كتاب «الزَّهراء» للمُسمَّى بـ(عبد الزَّهراء)، فارتأيتُ -أنا والأخ القائم على المكتبة -وهي مكتبة وقفيَّة-للفائدة-، ارتأينا أن ننزع هذين الكتابَين، ونعوِّضهما بكتابَين مِن كتب أهل السُّنة، دون إعلام لَجنة المسجد القائمة على رعاية هذه المكتبة، فما أردنا أن نسأل في هذه المسألة أحد مشايخنا، فوفقنا الله -عزَّ وجلَّ- هذه الليلةَ لِمحاضرتكم، ولسؤالكم -إن شاء الله-، وستكون إجابتُكم موفَّقة -بعونِ الله الواحد الأحد-.
المسألة الثَّانية: نسألكم -شيخَنا الكريم- عن جديد كتبِكُم، وجديدِ كتب شيخِنا وإمامِنا الألباني -الذي حُرمنا-حقيقة-في معرض الجزائر الأخير-هذا-للكتاب-مِن كتبه-، فنسأل [...] عن ذلك.
وهل فيه -شيخَنا الكريم- كتاب يُعنى، أو بحث يُعنَى بِما تراجعَ عنه شيخُنا الألباني -رحمهُ اللهُ-تعالى-رحمةً واسعة- مِن أحكامِه -سواءً في «الصَّحيحة»، أو «الضعيفة»-؟
الجواب:
أمَّا بالنِّسبة لِما ذكرتَه حول كتب أهلِ البدع؛ فقد نصَّ الإمامُ ابن القيِّم في كتابِه "الطُّرق الحُكميَّة" على وجوب إتلاف كتب أهلِ البدع، وأنَّه لا تعويضَ فيها، أو لا ثَمنَ لها، ولا حقَّ لها؛ وبالتَّالي: فما فعلتَه -جزاكَ اللهُ خيرًا- طيِّب، وبِخاصَّة أنَّك عوَّضتَهم كتبًا للسُّنَّة وللتَّوحيد -مِما فيها نقضٌ لهذه البدع والخزعبلات الضَّالَّة-.
أمَّا بالنِّسبة لكتب شيخِنا الألباني: فآخرُ ما طُبع كتاب: «سُبل السَّلام»، وهو الإملاءات التي كان يُمليها شيخُنا على الطَّلبة في الجامعة الإسلاميَّة -قبل أكثر مِن أربعين سَنة؛ بل قبل نحو خمسين سَنة-، وتَحت الطَّبع له كتاب: «التَّعليق الرَّغيب على التَّرغيب والتَّرهيب»؛ عسى أن يُهيِّئ اللهُ نشرَه في وقتٍ قريب.
وأمَّا بالنِّسبة لتراجعات الشَّيخ الألباني: فالحقيقة أنَّه يوجَد أكثر من كتابٍ في هذا الأمر؛ لكنْ أنا أرى أنَّها -جميعًا- ناقصة -معذرةً-، وأنَّها -نفسُها- تَحتاجُ إلى نظرٍ وتنخيل.
فعسى أن يهيئَ اللهُ لي -أو لغيري من طلبة العلم العارِفين بشَيخِنا وكُتب شيخِنا- السَّبيلَ الذي يكونُ فيه توضيحُ هذه التَّراجُعات بصورةٍ واضحة، وهو طلب بلغني أن شيخَنا الشَّيخ عبد المحسن العبَّاد -حفظهُ اللهُ- قد طلبَ مِن بعضِ طُلَّابِه أن يُبلِّغونا -قبل أسابيعَ قليلة- لُزوم هذا الأمر -في موضوع تراجعات الشَّيخ الألباني-، وأنَّه حقٌّ في أعناقِنا تجاه شيخِنا.
فجزى اللهُ خيرًا أستاذَنا الشَّيخ عبد المحسن، ورحم اللهُ شيخَنا الشَّيخ الألباني، وألحقنا به في الصَّالِحين من عباده.
وجزى اللهُ الأخَ السَّائل خيرًا.
المصدر: لقاء البالتوك (5/12/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (1:06:07). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.