سؤالان بخصوص الحديث المنكر وسؤال آخر بخصوص الحديث الشاذ

[عمر الزهيري]

السلام عليكم

السؤال الأول: ما هي أقسام الحديث المنكر.؟

ما استفدته من ضوابط الجرح والتعديل للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف أن الحديث المنكر هو:

1- يرويه الضعيف مخالفاً للثقة أو لجمع من الثقات
2- ما يرويه من كان ظاهره الفاسق على أحد قولي العلماء
3- ما يرويه شديد الغفلة ( وهو الذي يتلقن من حديثه او من حديث غيره )
4 - ما يرويه فاحش الغلط

السؤال الثاني: الذي أعرفه أن الحديث المنكر هو ما رواه الضعيف مخالفا للثقة او لجمع من الثقات
فما هو هذا الضعيف هل هو الضعيف ضعفاً مطلقاً أم الضعيف ضعفاً مقيداً بحفظه ونحو ذلك وهل يمكن أن يكون الضعيف عدلا أحياناً سواء كان ضعفه ضعفاً مطلقاً او مقيداً بحفظه أو نحو ذلك؟

السؤال الثاني: بخصوص الحديث الشاذ الشيخ عبد العزيز في كتابه ضوابط الجرح والتعديل ذكر في كلامه عن ( كثرة المخالفة ) في كلامه عن حفض الصدر قال ( إن كانت المخالفة بالمغايرة التامة في المعنى بحيث يقع التضاد بين الروايتين، فذلك (الشاذ) إن كان الراوي ثقة أو صدوقاً وهو (المنكر) إن كان الراوي ضعيفاً([1]). ثم نقله في الهامش عن نزهة النظر قال: ( ([1]) انظر: نزهة النظر ص 36.) اهـ
فهل يجب أن يكون الحديث الشاذ أو المنكر مغايراً مغايرة تامة بحيث يقع التضاد في المتن كي يكون شاذاً أنا الذي أعرفه أنه لا يُشترط لأن الحديث الشاذ هو يكون شاذاً بسبب زيادة الثقة زيادةغير موجودة لدى من هو اوثق منه سواء كان واحد اوثق منه أو عدد من الثقات مثله او اوثق منه وكذلك المنكر لماذا اشترط الشيخ أن يكون مناقضا لمتن من خالفه لأن الذي أعرفه أن مجرد زيادة الراوي الضعيف على الثقات صار الحديث بسبب ذلك منكرا أرجو التوضيح؟

[طاهر نجم الدين المحسي]

يقصدون بالضعيف كل من لا يتحمل تفرده ؛ ويدخل فيه من ضعف في شخص مثلا أو بلد أو ...
هناك رواة ضعفاء من جهة وثقات من جهة أخرى ؛ مثل : إسماعيل بن عياش ثقة إذا روى عن الشاميين ‘ وضعيف إذا روى عن الحجازيين ؛ ومثل : ابن لهيعة ثقة إذا روى عنه أحد العبادلة أو من نص عليه بعض الأئمة كقتيبة بن سعيد وغيره ، وضعيف في غيرهم ؛ ومثل معمر إذا روى عنه ما حدث به في البصرة ...
أما الحديث الشاذ :
قال العلامة المحدث الألباني في ( مقدمة تمام المنة ) :
( القاعدة الأولى رد الحديث الشاذ :
اعلم أن من شروط الحديث الصحيح أن لا يكون شاذا فإن تعريف الحديث الصحيح عند المحدثين :
" هو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذا ولا معللا ففي هذه الأوصاف احتراز عن المرسل والمنقطع والشاذ وما فيه علة قادحة مما في روايته نوع جرح " ( 1 ) .

والحديث الشاذ ما رواه الثقة المقبول مخالفا لمن هو أولى منه على ما هو المعتمد عند المحدثين ( 1 ) وأوضح ذلك ابن الصلاح في " المقدمة " فقال ص ( 86 ) :
" إذا انفرد الراوي بشيء نظر فيه فإن كان مما انفرد به مخالفا لما رواه من هو أولى منه بالحفظ أو أضبط كان ما انفرد به شاذا مردودا وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره وإنما رواه هو ولم يروه غيره فينظر في هذا الراوي المنفرد فإن كان عدلا حافظا موثوقا بإتقانه وضبطه قبل ما انفرد به ولم يقدح الانفراد به وإن لم يكن ممن يوثق بحفظه وإتقانه لذلك الذي انفرد به كان انفراده خارما له مزحزحا له عن حيز الصحيح ثم هو بعد ذلك دائر بين مراتب متفاوتة بحسب الحال فإن كان المنفرد به غير بعيد من درجة الحافظ الضابط المقبول تفرده استحسنا حديثه ذلك ولم نحطه إلى قبيل الحديث الضعيف وإن كان بعيدا من ذلك رددنا ما انفرد به وكان من قبيل الشاذ المنكر
"
والشذوذ يكون في السند ويكون في المتن ولكل منهما أمثلة كثيرة سيأتي التنبيه على بعضها في مواطنها إن شاء الله تعالى . ) .
إذاً لا بد فيهما من المغايرة التامة ...

[عمر الزهيري]

جزاك الله خيرا شيخ طاهر

إذن لا يلزم في الحديث الشاذ أن يكون متنه مضاداً أو مخالفاً لغيره وإنما يكفي الزيادة - كما كنت أعتقد - لأن ابن الصلاح قال فيما نقلتم: ( ... كان ما انفرد به شاذا مردودا وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره وإنما رواه هو ولم يروه غيره...) اهـ

سؤال أخير بوركت بخصوص الحديث المنكر

يعني الذي يكون حديثه منكر ممكن يكون ضعيف من قبل حفظه مع كونه ثقة او صدوق؟

[طاهر نجم الدين المحسي]

لا يا أخي الفاضل ؛ أكمل كلام ابن صلاح يتضح لك أنه لا بد من المخالفة ؛ أزيدك أكثر توضيحا بقول الإمام الشافعي رحمه الله : وليس الحديث الشاذ أن يروي الثقة ما لم يرو الثقات وإنما أن يروي ما يخالف فيه الثقات .
فهو القول الفصل في الحديث الشاذ وعليه جرى العمل عند المحدثين خلافا للأصوليين والفقهاء ...

[عمر الزهيري]

نعم المخالفة لا شك فهمتك جزاك الله خير شيخ طاهر
ولكن ماذا عن التضاد هل يجب أن يكون مضاداً في المتن؟ أم يمكن أن يكون مخالفاً كرفع ما هو موقوف وزيادة لفظة على الذي صح من طريق أخرى
وسؤالي الآخر لم تردوا بوركتم وهو بخصوص الحديث المنكر

يعني الذي يكون حديثه منكر ممكن يكون ضعيف من قبل حفظه مع كونه ثقة او صدوق؟

[طاهر نجم الدين المحسي]

المخالفة : يقصد بها ما تعنيه أنت - بالتضاد - بمعنى لا يمكن الجمع بينها وبين رواية الثقات ...
أجبتك فيما مضى ؛ أوضح لك أكثر :ثقة لا يكون حديثه منكرا إلا إذا ضعف في راو ما أو أهل بلد ما ، كما ضربت لك مثلا بإسماعيل بن عياش ومعمر بن راشد إذا حدث في البصرة فإن حديث البصرين عنه ضعيف ، فيمكن أن يقال في حديثه في هذه صورة إذا خالف : منكرا .
وكذا الصدوق ؛ إذا ضعف من جهة ؛ مثل محمد بن إسحاق فإنه مدلس ؛ إذا روى حديثا معنعناَ مخالفا لما روى الثقات ؛ فحينئذ يقال حديثه : منكرا .
أرجو أن تكون فكرة وضحت لك ، بارك الله فيك ونفع بك ...

[عبدالله الحلاق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر نجم الدين المحسي

المخالفة : يقصد بها ما تعنيه أنت - بالتضاد - بمعنى لا يمكن الجمع بينها وبين رواية الثقات ...
أجبتك فيما مضى ؛ أوضح لك أكثر :ثقة لا يكون حديثه منكرا إلا إذا ضعف في راو ما أو أهل بلد ما ، كما ضربت لك مثلا بإسماعيل بن عياش ومعمر بن راشد إذا حدث في البصرة فإن حديث البصرين عنه ضعيف ، فيمكن أن يقال في حديثه في هذه صورة إذا خالف : منكرا .
وكذا الصدوق ؛ إذا ضعف من جهة ؛ مثل محمد بن إسحاق فإنه مدلس ؛ إذا روى حديثا معنعناَ مخالفا لما روى الثقات ؛ فحينئذ يقال حديثه : منكرا .
أرجو أن تكون فكرة وضحت لك ، بارك الله فيك ونفع بك ...

جزاكم الله خيرا يا شيخ طاهر.

[عمر الزهيري]

جزاك الله خيرا شيخ طاهر الآن فهمت الأمر