تقريبُ النُّجْعة بالأجوبة على (الأسئلة السبعة) للشيخ علي حسن الحلبي
تقريبُ النُّجْعة
بالأجوبة على (الأسئلة السبعة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله.
أما بعد:
فقد كتب إليّ بعضُ الإخوة من طلبة العلم-وفقهـ/ـم الله- طالباً (ملخَّص كلامي «في سطرين!!» حول المباحث التي خالف فيها كثيرٌ من المتأخّرين أصول المتقدّمين) -على حدّ تعبيره! - كـ:
1 - زيادة الثقة.
2 - الأفراد.
3 - الاتصال والانقطاع في اللقاء والمعاصرة، والعلم بالسماع.
4 - الطرق الضعيفة، وكيفية التصحيح بها.
5 - الشذوذ والعلل، وكيفية التعامل معها.
6 - التدليس، وكيفية التعامل معه.
7 - مراتب الرواة، ومكانتها في التصحيح والتعليل.
وبالله التوفيق.
وهذا جوابي -حسبَ طلبه، وترتيبه-وفّقه الله-تعالى-على وَفْق قُدرتي واختصاري! -.
وبين يدَي ذلك أقولُ-تنبيهاً على بعضِ ما ورد في نصّ السؤال! -:
كلُّ مَن تكلّم في دعاوى التفريق بين المتقدّمين، والمتأخّرين-في منهج النقد الحديثي-إنما بنى كلامَه على بعض نُقولٍ (!) عن عددٍ يسير من العلماء (المتأخّرين!) -رحمهم الله-لا غير-كالعلائي، وابن حجَر، والسَّخاوي-رحمهم الله-تعالى-!
وهذه حقيقةٌ لا تُجحد ..
لكنْ؛ عندما تَطيرُ أفهامُ أولئك المستدلّين (!) -بتلكم الكُليماتِ- إلى مَعانٍ أُخَرَ؛ تُناقض-تماماً-التطبيقاتِ العلميةَ العمليةَ التي التزمها -وسار عليها، ودعا إليها- أولئك العلماءُ (المتأخّرون) -أنفسُهم-ومشايخُهم وتلاميذُهم-: فإنّ هذه الحقائقَ تتحوَّل إلى خيالات، وتوهّمات، ومُحدَثات!
وعليه؛ فنقولُ-ثمّةَ-:
إمّا أن يكونَ أولئك المتأخّرون (!) مخطئين في الحالَين! وإمّا أن يكونوا على صوابٍ في الحالَتين!!
أمّا تصويبُهم في تأصيل، مع تخطئتهم في تطبيقاتِهم له -والتفصيل-؛ فهذا عينُ التحكُّم؛ إذْ ذَا مِن ذا!
ولا يُقال-هنا-: (يُؤخَذ مِن العالم صوابُه، ويُترَك خطؤه!)؛ لأنّ هذا (الأخذَ)، وذاك (التَّرك) مبنيٌّ-كلُّه-ها هنا-على فهمٍ-ما-؛ إمّا مِن القائل، وإمّا مِن الناقل ..
ولا يُمكن أن يكونَ (أخذُ) (الناقل) -هنا- أو (تَركُه) هو الصحيحَ؛ لأنه سيكونُ-أولاً-مخالفاً للقائل-وهو الأصلُ-، و-ثانياً-سيكونُ-ولا بُدّ-مبنياً على فهمِه الشخصيّ هو! وتخيُّرِه الذاتيّ هو!!
وهذا ناقضٌ ومنقوضٌ-كما يقولون- ..
وما حالُ أولئك-في هذا التخيُّر-بل التحيُّر-؛ إلا كتائهٍ استرشد عن طريقٍ يجهلُه، فدلّه خِرِّيتٌ على جهةٍ فيها دربانِ، سار الخِرّيتُ-مرشداً-في درب! وسلك التائهُ الدربَ الآخر (وهو يَحسَب أنه مِن المحسنين صُنعاً)!
سارت مشرِّقةً وسِرْتَ مُغَرِّباً**شَتّانَ بين مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ]
* قاله ابن المبارك *
|