دفاعا عن الحلبي دفاعا عن الحق لاغير

[أبوعبد الرحمن التيهرتي]

حينما لا يحكم البنيان على أساسه2 وقواعده تظهر أعمدة هذا البناء في أول وهلة على أنها هي الأساس فيتبين للناظر أنها هي الأصل والفصل في كل شيئ لكن بعد التمحيص ومرور الأيام والسنين تظهر تصدعات وشقوق متناثرة على تلك الأعمدة بفعل عوامل أثرت فيها ----فيأتي الناصح الأمين لهذا الصانع فيقول له أخطأت فى هذا لوغيرت هذا لكان أفضل ---لماذا لم تضع المقادير المناسبة لهذا البناء ---لكن مع الاسف الشديد المنصوح لم يقبل نصائح الناصح الأمين بل رفضها رفضا باتا فحينها يحدث عدم التجاوب والتفاهم بين الطرفين فينشأ الصراع فى كيفية بناء هذا الأساس لكن الأمر يزداد شراسة حينما يوضع لكل عمود حراس يحرصونه ---- والمصيبة من هذا كله أن كل عمود يصبح لا يفكر ولايتكلم إلا بمشورة هؤلاء ورأيهم فيزداد الشر فرقة بين هؤلاء الحراس ---بل يتعدى الأمر إلى الأعمدة نفسها ---- --فيظلون هؤلاء الحراس يصرخون وينادون مقيا سنا هو الأصح والمناسب لهذا البناء----لكن فى الحقيقة هم مساكين غاب عنهم أمر مهم نسوه اوتناسوه أن الزمن دوار يشيب الصغير ويفني الكبير وهو الذي سيتولى الفصل بينهم وبين أبنائهم الصغار الذين كانوا يتعلمون اليوم على أيد يهم اللف والدوران
والجور والبهتان --- لماذا هذا كله للحفاظ فقط على المقياس الذي عندهم----أهذا هو الحق الذي ينبغي إتباعه أيها الحراس ---أهذه هي اللغة التى ينبغي تعلمها واتباعها لغة الدكتورة ---أفيقوا واستيقظوا قبل أن ينهار عليكم الجدار ----عودوا إلى رشدكم --- عودوا إالى تلكم الأعمدة لتقدموا لها ذاك المقياس العتيق الجديد الذي اتاكم به الناصح الأمين لتصححوا لها ماقد أوهمتوهها إياها بهتانا وزورا ---لتصلحوا به ماحدث من التشقق والتصدع عودوا لتلبسوا الثوب الجديد ثوب الاخوة والإيخاء والوفاء والمحبة----عودوا بنفوس هادئة مستريحة لا بنفوس مضطربة بأطماعها وشهواتها ----- إنها الحقيقة التي ينادي بها الناصح الأمين قبل أن ينها رعليكم الجدار .
نداء إلى عصبة الحراس .
فى الحقيقة الحديث عن هذا الصراع مما تكرهه النفس المطمئنة وتمله وخاصة حينما يزداد هذا الصراع يوما بعد يوما ----رغم محاولات الإصلاح التى إستبشرنا بها خيرا كثيرا لكنها فى نظري باءت بالفشل لأنها لم تعالج الصراع من أصله ولم تقطع جذوره من الأساس حتى يتم زرع نبات جديد فى محله ....علما بأن البعض من أطراف الصراع والمتمثل في عصبة الحراس لم يقبلوا هذا النصح فراحوا يشوشون ويهوشون .... قالبين الألفاظ والمعاني مزورين الحقائق والأخبار من غير فهم ولاضبط .... فبالله عليكم أيها الحراس هل تعلمتم مجرد إكتساب الثرثرة والتشدق في الألفاظ والمعاني التي تحمل سوء الظن وخبث الطوية ......سيأتي يوم- وهو عن قريب لامحالة- سيصبح كلا مكم فيه في لجج النسيان وسينقش على مقبرة قديمة مكتوب عليها ماتت ومات أهلها, ضعفت حجتكم وقلت بضاعتكم, تتكئون على أشياء وهمية خيالية إذ لو كان عندكم الحجة والبيان والدليل الوافي لما احتجتم إلى تلك الإتكاآت والإعتمادات التي فيها كثير من المغالطة --- بالله عليكم أيها الحراس ماذا استفدتم وتعلمتم ---آمجرد المخالفة على حد قول الشاعر –خالف تعرف أو على وفق ذاك المثل المعروف –بل في ماء زمزم تعرف- --لكن هذه المخالفة من-؟..................إنها مخالفة الناصح الأمين فقط
هذا أولا........
أما الأمر الثاني حداثة العهد وقلة المعرفة تنبئ عند كل عاقل وصاحب لب بالفروق الظاهرة بينكم وبين الناصح الأمين –وأن لغتكم أصبحت في خبر كان ........عفا عنها الزمن تدرس على شكل نقوش عند الأمم البائدة .....أما الناصح الأمين فكتبه من يقرأها... يقرأها قراءة متذوق من جهة وقراءة مستفيد من تقعيدات موافقة لتقريرات الكبار....وإن رغمت أنوف واحمرت وجنات ألوف
لا نقول هذا تحيزا للناصح الأمين وإنما هي الحقيقة التي بدأت تظهر لكل ذي عينين أن الحق مع الناصح الأمين
خذوا مني أيها الحراس مذكرا نفسي أولا وإياكم ثانيا ماذا تعلم الكبار الأجلاء من الحياة.
روى عن شقيق البلخي رحمه الله أنه قال لحاتم قد صحبتني مدة فماذا تعلمت ؟
قال تعلمت منك ثماني مسائل :
أما الأولى
فإني نظرت إلى الخلق فإذا كل شخص له محبوب فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه ’فجعلت محبوبى حسناتي لتكون في القبر معي .
وأما الثانية
فإني نظرت إلى قوله تعالى "ونهى النفس عن الهوى" فأجهدتها في دفع الهوى حتى استقرت على الطاعة.
وأما الثالثة
فإني رأيت كل من معه شيئ له قيمة عنده يحفظه ثم نظرت في قوله تعالى" ما عندكم ينفذ وما عند الله باق" فكلما وقع معي شيئ له قيمة وجهته إليه ليبقى لي عنده.
وأما الرابعة
فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف وليست بشيئ "إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
فعملت في التقوى لأكون عنده كريما.
وأما الخامسة
فاني رأيت الناس يتحاسدون فنظرت في قوله تعالى"نحن قسمنا بينهم معيشتهم " فتركت الحسد لأنه اعتراض على قسمة الله.
وأما السادسة
رأيتهم يتعادون, فنظرت في قوله تعالى "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا" فتركت عدواتهم واتخذت الشيطان وحده عدوا.
وأما السابعة
رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق فنظرت في قوله تعالى " ومامن دابة إلا عى رزقها " فاشتغلت بماله علي وتركت ما لي عنده ثقة بوعده.
وأما الثامنة
رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم فتوكلت على الله رب العالمين "وما من دابة في الارض إلا على الله رزقها" فاشتغلت بما له علي وتركت مالي عنده ثقة بوعده . من كتاب مختصر منهج القاصدين
مع الناصح الأمين
إ ستطاع الناصح الأمين أيها الحراس أن يظهر حقائقكم إظهارا قويا وفي أسلوب أدق وأجمل كاشفا ومستدركا عليكم ما أنتم عليه من النقص والخطأ في كتابه الفذ الذي هو في الحقيقة يعتبر وثيقة رسمية تجمع شملنا وشملكم ---فهلموا إليه أيها الحراس لتأخذوا منه المقياس الصحيح في إصلاح أعمدتكم قبل أن تنهار عليكم ---هلموا إليه تجدوا عنده صحة الأداء وسلامة النسق وقوة البيان وسمو التعبير مع الدقة في الضبط والفهم ----إبداع--- وإيداع في غاية الجمال هلموا إليه تجدوا عنده الأدب قبل العلم وحسن الظن قبل سوء الظن ---والنقل الوثيق المقيد بفهم سليم وسديد ---
تقدموا إليه أيها الحراس لكن بأخلاقكم وليس بأسلحتكم ,تقدموا إليه بفكرة الإستغناء عن ماضيكم
لتلتمسوا هذا المقياس الصحيح الذي فيه الحق المبين ---"واعلموا أن الحق ليس له علامة مسجلة ولا يرتبط بإسم ولا جسم , الحق نوره ذاتي وبهجته ملتصقة به لذلك قال الإمام ابن رجب الحنبلي في كتابه الفرق بين النصيحة والتعيير "وأجمع أهل العلم المقتدى بهم أن الحق يقبل من قائله ولو كان صغيرا" ما بين معكوفتين من كلام العلامة المحدث علي الحلبي حفظه الله.
أيها الحراس خذوا الحق بدلائله ولا تنظر إلى قائله مهما ارتفع اسمه وعلا رسمه.
فجزاك الله خيرا أيها الناصح الأمين على ما بذلت ونصحت و صبرت وجاهدت حشرنا الله في زمرتك وأماتنا على حبك وسيرتك اللهم أمين ............أمين.
ملاحظة
استدراكا لمفاهيم قد غابت وانتصارا للحق وأهله ودحضا لافكار واراء منابذة ومخالفة لمنهج سبيل المؤمنين وقطعا للطريق أمام غرباء مجهولين ذوي أهداف غامضة وأغراض خفية يسعون للتنقيص من حماة الدعوة السلفية متمنين انحصارها واندثارها بزرع بذور الفرقة بين أهلها أكتب هذا الكلام الذي هو نفثة مصدور وأنّة محسور مع احترام لأهل العلم- موافقا ومخالفا- لكن بالحق وللحق رحمة بالخلق.


والحجة القوية زد على ذلك الثقة بالنفس في نقده للدكتو طه حسين رحمه الله--- فجال فى ذهني تصور للصراع القائم اليوم بين اهل الدعوة السلفية فما لبثت أن أنتهيت من المقدمة حتى وجدتني أخذا قلمي أكتب ماعلق فى ذهني وخاطري .
1-ليس بالزمن البعيد كنت قد قررت ألا أكتب أي شيئ وأن أهتم بنفسي وذلك عند سماعي للمحاضرة التي القاها فضيلة الشيخ القريوتي حفظه -في رحاب العلم والعلماء-بمركز الإمام الألباني صمن الدورة العلمية الحادية عشر حيث نقل قول الإمام الألبانى فيما معناه –أن المبتدئء يكتب لنفسه أولا ----ثم بعد تمكنه أكثر وأكثر ينشر ماعنده .فقلت فى نفسى أنا مازلت فى بداية الطلب ثبتنىالله على ذلك----- وان أمر الكتابة لم يحن بعد – ولكن على حين من الزمن سلمني احد إخواني الفضلاء كتاب العلامة النحرير الأديب محمود شاكر –المتنبي-فغيرت رأي حين قرأتي للمقدمة التي أدهشتني وأذهلتني خاصة قوة الأسلوب والمهارة الكبيرة في إختيار الألفاظ
2-إبتدأت مقدمة مقالي من كلام إستفدته من فضيلة الشيخ لوصيف الجزائرى حفظه الله فى إحدي محضارته حيث نقل قول الإمام إبن القيم في كتابه الفوائد-العارف من يحكم أساس بنيانه والجاهل من يعلي ينيانه فما يلبث أن ينهار عليه فى الدنيا قبل الأخرة- مستدلا على قوله بهذه الأية الكريمة من كتاب الله عزوجل "أفمن أسسس بنينه على تقوى من الله خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف نهار فانهار به فى نار جهنم والله لايهدي القوم الظلمين".

[الباحث عن الحقيقة 2]

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

[أبوعبد الرحمن التيهرتي]

شكرا لك اخي الكريم على مرورك الطيب