أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
8567 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-14-2015, 03:33 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية

الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

إن شرف العلم بحسب شرف المعلوم، وشدة الحاجة إليه، ولا ريب أن أجل معلومٍ هو الله رب العالمين وقيوم السموات والأرض، الملك الحق المبين، الموصوف بصفات الكمال، المنزه عن كل نقص وعيب، وعن الندِّ والمثيل والشبيه – سبحانه وتعالى - في جلاله وكماله.

خلق الخلق وأنزل الكتب وأرسل لهم الرسل ليوحِّدوه بألوهيته وربوبيته، وأسمائه وصفاته، وليعرفوه بها، ويعبدوه كما أمر، وبمعرفة العبد لربه يزداد إيمانه، ويرسخ يقينه، مما يدعو إلى زيادة محبته وخشيته وخوفه ورجاءه وإخلاص العمل له.

وفيما يلي الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية:

توحيد الربوبية

1.
يتضمن الإيمان بأن الله - تبارك وتعالى - هو الرب وحده لا شريك له ولا معين، بيده الخَلق والأمر، وهو الحكم العدل، مالك الملك ، وملك الملوك، المدبر، المحيي، المميت، الرزاق، الذي بيده ملكوت كل شيئ له الأسماء الحسنى، وهو على كل شيئ قدير.

قال الله – تعالى - : {الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الفاتحة 2].

وقال الله - تعالى -: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأعراف 54].

2. توحيد الربوبية واضحٌ جليٌّ يُقِرُّ به أكثر الناس، ويعتمد عليه الرسل في دعوتهم لتوحيد الألوهية ترغيبًا وترهيبا.

قال الله – تعالى -: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ غ‍ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُودًاً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ غ‍ رَبَّنَا إنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ غ‍ رَبَّنَا إنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ غ‍ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعَادَ} [سورة آل عمران: 190 – 194].

وقال الله - تعالى -: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة: 258].

3. الإقرار بأن التشريع من خصائص الله - تبارك وتعالى -، قال - جلّ شأنه -: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة الشورى: 21].

التشريع واحد من لدن حكيم عليم، والإختلاف فرقة وعذاب، وتعدد مفاهيم وولاءات، كل حزب فرحون بما لديهم مما استحسنوا، {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ} [سورة المؤمنون: 71].

قال الإمام الشافعي رحمه الله - تعالى -: [من استحسن فقد شرع].
وقال الإمام الشاطبي: [لو فتحَ باب الاستحسان لبطلت الحجج، وادعى كلُّ من شاء ما شاء، وهذا يجرّ فسادًا لا خفاء فيه، وعندها عليه بالرجوع إلى الدليل، فإن كان فاسدًا فلا عبرة فيه، وإن كان صحيحًا، فهو راجعٌ إلى الأدلّة الشرعية ولا ضررَ فيه]. انظر: [كتاب الإعتصام 2/ 654].

قال الله – تعالى -: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة الأعراف: 158].

وقال الله – تعالى -: {قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [سورة الأنعام: 164].

4. الاعتقاد والتصديق بتوحيد الربوبية لا يكفي. ومن أقرّ به فقط دون الإقرار بتوحيد الألوهية، لم يكن مسلما، ولم يحرم دمه ولا ماله، فقد أقرَّ المشركون بتوحيد الربوبية. قال – تعالى -: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة لقمان: 25].

وكذلك أقرَّ الشيطان بأن الله - سبحانه وتعالى - ربًه فخاطبه {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ غ‍ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [سورة الحجر: 39 - 40].

والله يمتنّ على عباده بقوله - جلَّ شأنه -: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ غ‍ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ غ‍ لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [سورة النحل: 53 – 55].

5. بتوحيد الربوبية، يشعر العبد بالعزة والكرامة، وصفاء النفس، وراحة البال، وحسن الخلق، وعلوّ الهمـــّـــة، والأمن، والرضا والطمأنينة لقضاء الله وقدره.
لأن الله - تعالى - تكفل له بالرزق والأمن والتمكين: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [سورة هود: 6].

وقال - سبحانه -: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ غ‍ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ غ‍ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [سورة الحج: 39 -41].

وقال - سبحانه -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأنعام: 82].

وهذا من ثمرات التوحيد الجليلة أن تكفَّل الله - تعالى - للمؤمنين بالأمن، وشهد الله لهم بالهداية، وذلك فضل الله - سبحانه - يؤتيه من يشاء.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-25-2015, 08:17 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي توحيد الألوهية هو : (توحيد العبادة).

توحيد الألوهية هو: (توحيد العبادة).

1.
توحيد الألوهية هو لازم من لوازم توحيد الربوبية، ونتيجة حتميّةٌ له، فما يستحقُّ أن يُعبدَ ويطاعَ إلا خالقُ الكونِ ومدبّره، الله – سبحانه -، ذلك بأن الله وحده لا شريك له؛ هو الإله الحق؛ وما سواه باطل. قال - تعالى -: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [سورة محمد: 19].

أي: فاعلم أنه لا معبود بحق نعبده إلا الله - تبارك وتعالى - يعني : توحيده بالعبادة.

قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ غ‍ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ غ‍ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [سورة الذاريات: 56 - 58].

فالله – سبحانه وتعالى – هو المحبوب المعظم، والمعبود المطاع – الذي يلتجأ إليه عند الشدة، والذي تحتار فيه العقول، لا حيرة شك – والعياذ بالله -، وإنما عدمُ إحاطةٍ وإدراكٍ لعظيمِ قدرته، وجلالِ صفاته، آمَنّا به – جلَّ في علاه – ونُقِرُّ بكمال ذاته وكمال صفاته كما جاءت بلا كيف.

قال الله - تعالى -: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. [سورة البقرة 255].

وقال الله - تعالى -: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الزمر 67].

2. بتوحيد الألوهية جاءت دعوة الرسل كافة، وأول شيء دعوا الناس إليه، وهو خفي ودقيق، حارَ فيه وغفل عنه الكثيرون.

قال الله - تعالى - : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [سورة البقرة 213].

وقال الله - تعالى -: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [سورة الأنبياء 25].

وسورة الكافرون إقرار بتوحيد الألوهية، توحيد العبادة، وبراءة من الشرك: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ غ‍ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ غ‍ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ غ‍ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ غ‍ وَلَا أَنْتُمْ عابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.

3. توحيد الألوهية: إخلاص العبادة لله - تعالى - وإفراده بالتأله والتوكل، والتعظيم، والمحبة، والطاعة، والدعاء والاستغاثة والاستعانه فيما لا يستطيعه إلا الله تعالى -، والحلف والنسك، والإنابة والخوف والرجاء وغيرها، وإخلاصها له وحده لا شريك له. فلا معبود بحق نعبده إلا الله – سبحانه -.

قال الله – تعالى -: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ غ‍ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [سورة الأنعام [162 – 163].

وقال الله - تعالى -: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ غ‍ وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ غ‍ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [سورة الزمر 36 – 38].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-25-2015, 10:20 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي توحيد الألوهية

توحيد الألوهية

4.
قبول الأعمال مُتوَقِّف على النطق بشهادة التوحيد والعمل بمقتضاها لمن رضيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا ورسولا، وقالها خالصًا من قلبه، مبتغيًا وجه الله - تعالى - بقبولٍ وإذعان، وخضوعٍ وانقيادٍ مُوافقٍ لما سكنَ في القلب من إيمان، وهو كما عرَّفه علماء السلف الصالح : اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

إذ أن مِن عقيدة أهل السنة والجماعة : أن العمل مِنَ الإيمان، وذلك للأدلة المستفيضة في الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهَّرة، منها قوله - تعالى - : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۞ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ۞ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [سورة الأنفال 2 - 4].

وقوله الله - تعالى - : {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ۞ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [سورة التوبة 124 – 125].

5. من آمن بالله ربًا، وشهد له بالوحدانية، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم – بالرسالة، وأقام أركان الإسلام، فقد حرم دمه وماله وعرضه.
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله) (متفق عليه).

لا إله إلا الله، محمد رسول الله، هي شهادة التوحيد، وكلمة الإخلاص، جمعت الإيمان كله، وأصبحت عنوان الإسلام وأساسه، وهي العروة الوثقى، والكلمة الطيبة، والكلمة الباقية، والكلمة السواء، كلمة التقوى، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول : لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) (صحيح) رواه : [مسلم] انظر : [مختصر صحيح مسلم 30].

6. توحيد الألوهية هو لب الإسلام، وبه يتحرر العبد من عبوديته للمخلوقين، إلى عبادة رب العالمين، وبها سعادة المكلفين في الدنيا، ونجاتهم من عذاب النار في الآخرة.

قال – تعالى - : {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة التوبة 31].

قال – تعالى - : {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۞ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} [سورة الزمر 65 - 66].

الحمد لله على نعمة الهداية .... نعمة توحيد الله – جلَّ في عُلاه –، فهيَ أعدَلُ العَدْل، والشرك أظلم الظلم، والله – تعالى – لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.


اللهم إننا آمنا بك إلهًا واحدًا لا شريك له، اللهم اكتبنا مع الشاهدين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة الحق، عليها نحيا وعليها نموت وعليها نلقاك يوم الدين يا رب العالمين.


وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.