إلى الدكتورربيع المدخلي:أدرك منهجَك قبل «مؤتمر مكة»حول(الموازنات!)برعاية خادم الحرمين

[علي بن حسن الحلبي]

إلى الدكتور ربيع المدخلي:

أَدْرِكْ منهجَك (!) قبل «مؤتمر مكة» حول(الموازنات!)-برعاية خادم الحرمين-حفظه الله ورعاه-.

نقلتُ في كتابي«منهج السلف الصالح، في ترجيح المصالح، وتطويح المقابح؛ في أصول النقد، والنصائح»(ص258-259)-من ضمن نقول عدّة-كلامَ سماحةِ أُستاذنا الشَّيْخ عبد العزيز بن باز -رحمهُ اللهُ- (الدقيقَ) -في مسألة (الموازنات!)-من كتابه«مجموع فتاوى ومقالات متنوِّعة» (9/352) ؛ فقد سُئِلَ -رحمهُ اللهُ-:

«عندما نُنْكِرُ الأخطاءَ والبِدَعَ التي يقعُ فيها مَن له تأثيرٌ على النَّاسِ، وتنتشرُ بدعتُهُ -خُصوصاً العقيدة-، ويغالي فيها، عندما نُنْكِرُ بدعةً يتصدَّى لنا البعضُ بدعوى أنَّ الحقَّ يتطلَّبُ ذِكْرَ الحسناتِ والعيوب، وأنَّ جهادَهُ في الدَّعْوَةِ وقِدَمَهُ يَحُولُ دونَ نقدِهِ عَلَناً.
نرجو بيان المنهج الحقّ، هل يلزمُ ذِكْرُ الحسناتِ؟ وهل السَّابِقَةُ في الدَّعْوَةِ تُعفي مِن ذِكْرِ أخطائِه المُشْتَهِرَةِ والمُتَرَدِّدَةِ بين النَّاس؟»:

فأجابَ-تغمده الله برحمته-:


«الواجبُ على أهلِ العِلْمِ إنكارُ البِدَعِ والمعاصي الظاهرة بالأدلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ، وبالتَّرْغِيبِ والتَّرْهِيبِ والأُسلوبِ الحَسَنِ.
ولا يلزمُ عند ذلك ذِكْرُ حسنات المُبتدِع.
ولكن متى ذكرها الآمِرُ بالمعروفِ والنَّاهِي عن المُنْكَرِ لِـمَن وَقَعَتِ البِدْعَةُ أو المُنْكَرُ منه تذكيراً له بأعمالِه الطَّيِّبَةِ، وترغيباً له في التَّوْبَةِ: فذلك حَسَنٌ، ومِن أسباب قبول الدعوة والرجوع إلى التوبة.
وفَّقَ اللهُ الجميعَ».

...وحينما تصدّى بعضُ مغموري السُّفهاء-وقد تنافسوا -آنذاك- فيما بينهم(!)أيّهم يسبق لنيل شرف الردِّ على (مهج السلف الصالح)-وأيُّ ردٍّ هو!-:تناول (الفائزُ!)-من بينهم- هذه المسألةَ –كأكثر ما سوّده في كتابه- بصورة جدّ قبيحة ومختزَلة ! تُنْبِئ عن تعصُّب!وجهل!وتناقض!!
كلُّ ذلك ملفوفٌ بغرورٍ يكادُ تنفتقُ له أمعاؤه-مما جعله -ولا يزال جاعلَه(!)-بحاجة ماسّة إلى (صيانة!)-متواصلة!،ودعّامات مستمرّة-وإلا!!-!

والذي ذكّرني (!) بهذه الخطييئة الكبرى-وقد تناسيتُها حتى كدتُ أنساها!-:ما قرأتُه-منذ أيام-من خبر (المؤتمر العالمي) الذي ستقيمُه «كلية الشريعة والدراسات الإسلامية» في (جامعة أم القرى)-في «مكة المكرمة»- بعنوان:

«فقه الموازنات في الحياة المعاصرة»

وهو –اللهم بارِكْ-برعاية خادم الحرمين-حفظه الله-.

وذلك بتاريخ:13-15/6/1334هـ.

أقول:

ولعلّه –إن شاء الله-تتبعُ هذا المؤتمرَ مؤتمراتٌ أخرى حول:

(الجرح المفسَّر!)..
و(حمل المجمل على المفصَّل!)..
و(تبديع من لم يبدّع المبتدع!)..
...إلى غير ذلك مما أقام الدكتور ربيع المدخلي-أحسن الله خاتمتَه-باجتهاد محض-مغلوط-أشلاءَ مدرسته التشتيتيّة المشتّتة! -مما فرّق -بسببه-بداهةً-السلفيين -جميعاً-ومنهجَهم العلميَّ الدعويَّ المباركَ- في العالَم -كله-،وأشمت بهم خصومَهم ومخالفيهم-على تنوّع درجاتهم!-!!

...فيا ترى:

ماذا سيفعل الدكتور ربيع!؟

وكيف سيتصرّف الموقِّعون باسمه!؟

وأين سينتهي الحالُ بالمهرولين وراءه؟!

{فَالله خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.

...اللهم اهْدِ إخوانَنا الغلاةَ -هؤلاء-، وأصلحْهم، ووفِّقْهم إلى الرجوع إلى الحق-بإذنك-وما ذلك على الله بعزيز-.

* * * * * *