حكم صيام السبت إن وافق يوم عرفة، أو عاشوراء.

[طارق ياسين]

أريد التنبيه على أمرين:

أولا: قولُ شيخِنا الفاضل أكرمَ زيادة: ... لم نخرجْ فيها عن وصيتِه (لا تقلْ قولا ليس لك فيه إمام) فجمهور أهل العلم على خلاف اختيار شيخنا رحمه الله.

فأقول: هل القائلُ بعدمِ جوازِ صيام يوم السبت قائلٌ قولاً ليس له فيه إمام؟؟!
وفضيلة الشيخ يقول: فجمهور أهل العلم على خلاف اختيار شيخنا، إذن المسألة ليس فيها إجماع.
ثم ألا يكفي في هذه المسألة أن يكون إمامُه فيها هو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قد يُنازعُ في فهمِ الحديثِ، لكن لم ينعقدِ الإجماعُ على فهمٍ واحدٍ، بل تعددت الأقوالُ في المسألة إلى ثلاث أو أربع.
أما قول شيخنا الفاضل بأن غاية ما قالوه الكراهة. فكما يعلم شيخنا الفاضل أن لفظَ الكراهةِ عندَ السلف مشهورٌ إطلاقُه على التحريم، فإنْ فهم أحد من إطلاقهِم الكراهةَ على هذا الصيام بأنه للتحريم، خصوصا مع قوة التأكيد على النهي في آخر الحديث، هل يكون قائلا قولا ليس له فيه إمام؟


ثانيا: ألاحظ أنّ بعضَ من يقول بجواز صيام يوم السبت في النافلة قد تأخذه العاطفةُ أكثرَ من الأدلة؛ وذلك أنه يستعظمُ أن يتركَ صيامَ عرفة أو عاشوراء إن صادفا يوم السبت، ظانّا أن الأجرَ قد يفوته، مع أن هذا الأمرَ الأصلُ فيه أن يكون غيرَ واردٍ على الذهن؛ وذلك لأنه تركَ صيامَهما من أجل النهي، فهو متبع لا مُفرط.
وأُذكر هنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: [ لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ]
وزاد في رواية الترمذي وغيره: [ يوما من غير شهر رمضان ]
فلو أن امرأة طلب منها زوجها أن لا تصومَ يوم عرفة فهل تطيعه، أم نقول لها: لا تضيعي الأجرَ؟ قطعا سنقول لها: طاعة الزوج واجبة، فهي مقدمة، وأجرها أعظم، وإن شاء الله لا يفوتك أجر عرفة بالنية. ومثل ذلك نقول لمن ترك صيامَ عرفة إذا صادف السبت، فتركه اتباعا لأمر الرسول صىلى الله عليه وسلم.

[المحب11]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ أكرم زيادة

الدليل المقاوم ـ تَقْصِدُ المعارض!!! ـ:
حديث عبد الله بن بسر الاخر الموقوف
«لا لك ولا عليك»
والراوي أدرى بمرويه من غيره.
وهو أنقى إسناداً ومفسراً لحديث عبد الله بن بسر المرفوع:
«لا تصوموا السبت إلا في فريضة...»

والذي ـ مع موافقة الشيخ الألباني في تصحيحه ـ إسناده دون إسناد الأول بكثير.
ولا شك أنه تاويل سلفي.
عليه جمهور أهل العلم من الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الفقه والحديث.

عفوا لكن قوله لا لك ولا عليك ؛ ليس فيه جواز صيام يوم السبت!!! فهو لا لك فكيف يكون صيامه جائزا؟!!! فإن صمته فليس لك أجر والله أعلم

أظن أن قوله لا لك ولا عليك بحاجة لبحث أدق في مراد السائل ومناسبة قوله لنعرف مراده من قوله وأن لا نحمله رأينا

[عبد الله بن مسلم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حمزة

قال أبو جعفر: فذهب قوم إلى هذا الحديث، فكرهوا صوم يوم السبت تطوعا، وخالفهم في ذلك آخرون، فلم يروا بصومه بأسًا [شرح معاني الآثار: 2/80]
فالمبهمون الذين بينهم العيني هم القائلون بالكراهة، أصلحكم الله !!

هل قال هؤلاء الأفاضل بالحرمة أم بالكراهة ؟
لكنَّ الكراهةَ -هنا- محتمَلةٌ ، فما الذي حملك على تفسيرِها بالكراهةِ التحريميةِ ؟؟!
الجواب منقول من كلام اخينا ابو عثمان السلفي حفظه الله
نعم؛ ولكن عندما ننظر في كتاب الطحاوي حينما يورد لفظ الكراهة فإنه يريد بذلك التحريم، مثل:

- فذهب قوم الى هذا الحديث فكرهوا به صوم يوم عرفة وجعلوا صومه كصوم يوم النحر وخالفهم في ذلك آخرون.
- فكرهوا صوم يوم السبت تطوعا وخالفهم في ذلك آخرون.
- وتأولوا هذه الآية على إباحة ذلك وخالفهم في ذلك آخرون فكرهوا وطء النساء في أدبارهن ومنعوا من ذلك.
- فقالوا لا بأس بالجعل على تعليم القرآن وخالفهم في ذلك آخرون فكرهوا الجعل على تعليم القرآن .
- وخالفهم في ذلك آخرون فكرهوا أكل لحوم الحمر الأهلية .
- وخالفهم في ذلك آخرون فكرهوا لبس الحرير للرجال واحتجوا في ذلك بالآثار المتواترة المروية في النهي عنه.
- وخالفهم في ذلك آخرون فكرهوا خواتيم الذهب للرجال.

وإذا لم يرد الكراهة التحريمية صرح بذلك: مثل:

( فقال قائل ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما هذا ما يدل على كراهة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكل لحم الضب قيل له قد يجوز أن يكون هذا على الكراهة التي ذكرها أبو سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي قد رويناه عنه لا على تحريمه إياه على الناس)

و قال : (فدل ذلك على أن القبلة كانت مباحة عندها [ أي عائشة رضي الله عنها ] للصائم الذي يأمن على نفسه ومكروهة لغيره ليس لأنها حرام عليه ولكنه لأنه لا يأمن إذا فعلها من أن تغلبه شهوته حتى يقع فيما يحرم عليه )

والله أعلم.

http://kulalsalafiyeen.com/vb/showth...t=32555&page=2

[ايمن خليفه]

طارق ياسين


ثانيا: ألاحظ أنّ بعضَ من يقول بجواز صيام يوم السبت في النافلة قد تأخذه العاطفةُ أكثرَ من الأدلة؛ وذلك أنه يستعظمُ أن يتركَ صيامَ عرفة أو عاشوراء إن صادفا يوم السبت، ظانّا أن الأجرَ قد يفوته، مع أن هذا الأمرَ الأصلُ فيه أن يكون غيرَ واردٍ على الذهن؛ وذلك لأنه تركَ صيامَهما من أجل النهي، فهو متبع لا مُفرط.
صدقت اخي جزاك الله خيرا
ثم امر اخر لماذا الاغفال عن تتمت الحديث : لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنب أو عود شجرة - وفي لفظ: إلا عود عنب أو لحاء شجرة - فليمضغه

فشيخنا حفظه الله انزل الشطر الاول من الحديث على القاعدة ولم يذكر تمام الحديث كيف يكون حمله على القاعدة
الامر الاخر ايضا قول الصحابي :لا لك ولا عليك ،كيف يفهم مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم لمن تلبس صيام السبت بأن يفطر فإن لم يجد فليمص عود [/size]

[أبوعبدالله الإبراهيمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ أكرم زيادة

الدليل المقاوم ـ تَقْصِدُ المعارض!!! ـ:
حديث عبد الله بن بسر الاخر الموقوف
«لا لك ولا عليك»
والراوي أدرى بمرويه من غيره.
وهو أنقى إسناداً ومفسراً لحديث عبد الله بن بسر المرفوع:
«لا تصوموا السبت إلا في فريضة...»

والذي ـ مع موافقة الشيخ الألباني في تصحيحه ـ إسناده دون إسناد الأول بكثير.
ولا شك أنه تاويل سلفي.

عليه جمهور أهل العلم من الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الفقه والحديث.

شيخنا المبارك:
السلام عليكم ورحمة الله.
شيخنا المبارك:
جاء في سؤالات سيخنا علي بن حين بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري لشيخه الإمام العلامة المحدث الفقيه الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- الآتي (2/428):
302-صيام السبت:
السؤال:
حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد صححتموه -فيما أذكر- أنه -صلى الله عليه وسلم- مرَّ على من صام السبت، فقال له: ((أصمت أمس ؟))، قال: لا، فقال له: ((صيام السبت لا لك، ولا عليك)). [الصحيحة (ح225) (ح3101)].
فما التوجيه لهذا الحديث النبوي الذي قد يفهم منه إقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- له ؟
الجواب:
الجواب في كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا لك، ولا عليك))، هل هذا الصيام عبادة ؟ أم ليس بعبادة عند من يصومونه ؟
لا شك أنه عبادة.
فإذا كان إنسان تعبّد الله بشيء لا يؤجر عليه، هل يكون هذا مشروعا ؟
هذا عبث -بلا شك-.
وعندما مرّ معي هذا الحديث وقع في نفسي الجواب عنه -فورا- مثلُ قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((من صام الدهر، فلا صام ولا أفطر)) [رواه مسلم (ح196) عن أبي قتادة).
هل يجوز صيام الدهر ؟
طبعا لا يجوز . اهـ

والله الموفق لا رب سواه
والسلام عليكم

[غالب الساقي]

جزاك الله خيرا
يا فضيلة الشيخ أكرم زيادة
في الحقيقة
لا يشك منصف أن شيخنا الألباني رحمه الله عالم مجتهد نرجو له أجرا إذا أخطأ وأجرين إذا أصاب
والملاحظ في مسألة صيام السبت ما يلي :
أولا : أن مشايخنا العلماء جميعا غير شيخنا الألباني تغمده الله برحمته على عدم تحريم صيام السبت في غير الفريضة كابن باز وابن عثيمين وسائر علماء السعودية ومن قبلهم كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ومن قبلهم كالأئمة الأربعة .
ثانيا : بل لا يعرف عن السلف ترك صيام السبت إذا صادف عرفة أو عاشوراء . ولو كانوا يتركونه لشاع ذلك وذاع كما ذاع في هذا العصر .
ثالثا : الحديث : لا تصوموا يوم السبت ... مع الاختلاف في صحته يمكن الجمع بينه وبين الأحاديث الكثيرة المعارضة له في الظاهر والجمع بين النصوص أولى كما هو معلوم في أصول الفقه .
وللحديث بقية ...

[علي بن حسن الحلبي]

جزاكم الله -جميعا- خيرا: على هذه المناقشات النافعة -إن شاء الله-...
وإن كنت قد رأيت في عدد ليس بالقليل منها شططا عن مناهج الاستدلال الحقة-تفقها أو تنزيلا-...
وحبذا لو لخص أخونا ياسين نزال-أو غيره-وجوه القولين -تحريرا-؛ لكان أقرب للأذهان التي أخشى أن تكون شتّت لما تشتّتت!
أكرر:
بارك الله فيكم وشكر لكم..
وإياكم ثم إياكم -إخواني- أن تجعلوا هذه المسألة أو أمثالها سببا للتفريق.. أو بابا للغلو والغلو المضاد !!

[الشيخ أكرم زيادة]

بوركتم فضيلة الشيخ
وشكرا لمروركم
وجزاكم الله خيرا على نصيحتكم
والحمد لله على سلامتكم
وحجكم مبرور إن شاء الله

[أبو حفص العراقي]

جزاك الله خيرا ياشيخنا على هذا التوضيح
فقد التبس الامر علينا