أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
76619 148330

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2025, 08:44 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,101
افتراضي ⭕ وقفات مع د.الغريب -سدده الله-

🌴🌴 استراحة محارب:

⭕ وقفات مع د.الغريب -سدده الله-

▪️قال -سدده الله-:
«استدلاله بقوله تعالى : {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم} .
والجواب: أن هذه الآية مكية وكان الأمر في مكة بالصبر والكف عن القتال، قال شيخ الإسلام: إن المسلمين كانوا ممنوعين قبل الهجرة وفي أوائل الهجرة من الابتداء بالقتال وكان قتل الكفار حينئذ محرما وهو من قتل النفس بغير حق كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} إلى قوله: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَال} ولهذا أول ما أنزل من القرآن فيه نزل بالإباحة بقوله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُون} وهذا من العلم العام بين أهل المعرفة بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخفى على أحد منهم أنه صلى الله عليه وسلم كان قبل الهجرة وبعيدها ممنوعا عن الابتداء بالقتل والقتال ولهذا قال للأنصار الذين بايعوه ليلة العقبة لما استأذنوه في أن يميلوا على أهل منى "إنه لم يؤذن لي في القتال" .
بل قال شيخ الإسلام: إن الأمر بالقتال ناسخ لكف الأيدي : قال رحمه الله : فَأَمْرُهُ لَهُمْ بِالْقِتَال ناسِخٌ لِأَمْرِهِ لَهُمْ بِكَفِّ أَيْدِيهِمْ عَنْهُمْ .الجواب الصحيح (1/218)»!! اهـ

👈🏾 وهذه الشُّبهة رد عليها فضيلة الشيخ عماد المختار العنزي -حفظه الله- قائلًا عن شيخ الإسلام:
« ويختار -رحمه الله - ما ذهب إليه جماهير العلماء مِن أن تشريع الجهاد بالسيف قد مر بعدة مراحل تبعًا لاختلاف أحوال القوة والضعف التي مر بها المسلمون، فكان تشريع الجهاد على ثلاث مراحل -بحسب ما يراه شيخ الإسلام- وهي مرحلة المنع مِن القتال، ومِن ثَمّ مرحلة الإذن به، وأخيرًا مرحلة الأمر به قال رحمه الله -: «كان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر مأمورًا أن يجاهد الكفّار بلسانه لا بيده فيدعوهم ويَعِظُهم ويجادلهم بالتي هي أحسن، ويجاهدهم بالقرآن جهاداً كبيرًا ....
وكان مأمورًا بالكفّ عن قتالهم لعجزه وعجز المسلمين عن ذلك، ثم لما هاجر إلى المدينة وصار له بها أعوان أذن له في الجهاد، ثم لما قووا كتب عليهم القتال، ولم يكتب عليهم قتال من سالمهم؛ لأنهم لم يكونوا يطيقون قتال جميع الكفار.
فلما فتح الله مكة وانقطع قتال قريش ملوك العرب، ووفدت إليه وفود العرب بالإسلام، أمره الله -تعالى- بقتال الكفار كلّهم إلا من كان له عهد مؤقت، وأمره بنبذ العهود المطلقة، فكان الذي رفعه ونسخه ترك القتال»(1).
ويرى شيخ الإسلام أن المراحل اللاحقة للجهاد لا تَنسخ ولا تَرفع حكمَ المراحل السابقة، بل يُعمل بكل مرحلة بحسب ما تقتضيه المصلحة والحال، كما قال -رحمه الله- مبيّنًا أن الأمر بالصفح باق عند وجود الحاجة إليه في حال ضعف المسلمين: «الأمر ‌بالصفح باق عند الحاجة إليه بضعف المسلم عن القتال بأن يكون في وقت أو مكان لا يتمكن منه وذلك لا يكون منسوخًا إذ المنسوخ ما ارتفع في جميع الأزمنة المستقبلة.
وبالجملة فلا خلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مفروضًا عليه لما قَوِيَ أن يترك ما كان يعامل به أهل الكتاب والمشركين ومظهري النفاق من العفو والصفح إلى قتالهم وإقامة الحدود عليهم سُمّي نَسخًا أو لم يُسمّ»(2).

⭕ وقال -أيضًا- مبيّنًا متى يصير إلى العمل بكل مرحلة من مراحل تشريع الجهاد السابقة: «فمن كان من المؤمنين ‌بأرض ‌هو ‌فيها ‌مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح عمن يؤذي اللهَ ورسولَه من الذين أوتوا الكتاب والمشركين.
وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعَنون في الدين، وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون»(3).
▪️ وقال -أيضًا-: «‌فحيث ‌ما ‌كان ‌للمنافق ظهور يُخاف من إقامة الحد عليه فتنة أكبر من بقائه عملنا بآية {وَدَعْ أَذَاهُم}، كما أنه حيث عجزنا عن جهاد الكفار عملنا بآية الكّفّ عنهم والصفح، وحيث ما حصل القوة والعزّ خوطبنا بقوله: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ}»(4)». اهـ

♦️ وقلت في مقالي: «مع العلماء في ثلاث مسائل (العقيدة والمنهج - الحكم بغير ما أنزل الله - الجهاد) جــ1ــــــ»:
«...وبعد هذا التَّقرير يزعم بعضهم بأنَّ العهد المكي منسوخ؟!
ورحم الله شيخ الإسلام القائل: «كثير ممن يخالف النُّصوص! يدعي النَّسخ». [📚«مجموع الفتاوى» (28/ 111)]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «الجواب الصحيح» (3/ 237).
(2) «الصارم المسلول» (2/ 443-444).
(3) «الصارم المسلول» (2/ 412-412).
(4) «الصارم المسلول» (3/ 681-683).
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-05-2025, 02:20 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,101
افتراضي

🌴🌴 استراحة محارب:

⭕ وقفات مع د. الغريب -سدده الله-: 2
▪قال -سدده الله-:
«استدلاله بحديث: أُمُّ شَرِيكٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ» رواه مسلم.
الجواب أنه استدلال في غير مكانه.
لأن الفرار هنا ليس من أجل القتال وإنما خوفًا من فتنته.
بدليل: حديث عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ»، أَوْ «لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ» رواه أبو داود.
وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على عيسى ابن مريم ومن معه في قتال الدجال، وأخبر أنه يقتله بباب لد، وأثنى على الشاب الذي يخرج من المدينة ويقول له: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ.
وهل سبق أحد من العلماء رمضاني بهذا الاستدلال بالحديث على ترك جهاد الدفع!». اهـ.

♦ قلت:
قوله -سدده الله-: «لأنَّ الفرار هنا ليس مِن أجل القتال وإنما خوفًا مِن فتنته»! فيه نظر، ولو نظر -سدده الله- في كتاب الإمام الألباني «قصة المسيح الدجال» والذي جمع فيه الروايات التي وقف عليها لما تعجّل في كتابته تلك!
👈🏾 ولا تعارض بين الفرار من أجل القتال، وبين الخوف مِن فتنته، حسب مقتضى الحال، والوقت، والمكان...
▪قال الشيخ عمر الأشقر -رحمه الله-:
«سبق أنْ بيّنا أنَّ المسلمين قُبيل خروج الدجال تكون لهم قوة كبيرة، ويخوضون حروبًا هائلة، يخرجون منها منتصرين، فيأتي الدجال للقضاء على القوة الإسلامية التي تكون قد هزمت أقوى دولة في ذلك الوقت وهم الروم، ويكون المسلمون قد استعادوا القسطنطينية، وفتحوها، ويصرخ الشيطان بهم أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيتركون الغنائم، ويعودون إلى ديارهم، ثم يخرج الدجال، فلا (يضع المسلمون سلاحهم)، ولذلك فإن عيسى عندما ينزل يجد المسلمين «يعدون العدة للقتال، ويسوون الصفوف». ولا شك أن على كل مسلم في ذلك الحين أن ينضم إلى القوة الإسلامية الحاملة لراية الجهاد في سبيل الله، وأن يثبت على الحق مهما اشتد البلاء، وهذا ما أوصانا به رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهو يحدثنا عن خروج الدجال، حيث يقول: «إنه خارجٌ خَلَّةً بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً، يا عباد الله اثبتوا» ». [📚«القيامة الصغرى» (ص: 245-246]

🔹 وجاء في «صحيح مسلم»: «قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض. قال: أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم».

♦ قلت: تأمل المدة التي يمكثها الدّجال في الأرض، وتأمل -أيضًا- استعداد المسلمين المسلّحين، ومع ذلك (لم يدفعوا) شرَّ الدّجال ومِن معه مِن المسلّحين اليهود إلا في آخر أيامه، وبعد نزول عيسى -عليه السلام-.

🔷 وهذه بعض الروايات التي فيها إشارة إلى ذلك -كما في «قصة المسيح الدجال»-:
1) «ثم يأتي الدجال جبل إيلياء، فيحاصر (عصابة مِن المسلمين)، فيقول لهم الذين عليهم: ما تنتظرون بهذا الطاغية إلا أن (تقاتلوه) حتى (تلحقوا بالله)، أو (يُفتح) لكم، فيأتمرون أن (يقاتلوه) إذا أصبحوا، فبينما هم يعدون للقتال، ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة -صلاة الصبح-، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم».

2) «يأتي سباخ المدينة وهو محرم عليه أن يدخل نقابها، فتنتفض المدينة بأهلها نفضة أو نفضتين -وهي الزلزلة-، فيخرج إليه منها كل منافق ومنافقة، ثم يولي الدجال قِبل الشام، حتى يأتي بعض جبال الشام، فيحاصرهم، وبقية المسلمين يومئذ (معتصمون بذروة جبل من جبال الشام)، فيحاصرهم الدجال نازلًا بأصله، حتى إذا طال عليهم البلاء.
قال رجل من المسلمين: يا معشر المسلمين حتى متى أنتم هكذا؟ وعدو الله نازل بأرضكم هكذا؟ هل أنتم إلا بين (إحدى الحسنيين) بين أن (يستشهدكم) الله أو يظهركم؟ فيبايعون على الموت بيعة يعلم الله أنها الصدق من أنفسهم، ثم تأخذهم ظلمة لا يبصر امرؤ فيها كفه. قال: فينزل ابن مريم، فيحسر عن أبصارهم وبين أظهرهم رجل عليه لأمته، فيقولون: من أنت يا عبد الله؟
فيقول: أنا عبد الله ورسوله، وروحه، وكلمته عيسى ابن مريم، اختاروا بين إحدى ثلاث: بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذابًا مِن السماء، أو يخسف بهم الأرض، أو يسلط عليهم (سلاحكم) ويكف سلاحهم عنكم.
فيقولون: هذه يا رسول الله أشفى لصدورنا ولأنفسنا.
فيومئذ ترى اليهودي العظيم الطويل الأكول الشروب لا تقل يده سيفه من الرعدة، فيقومون إليهم، فيسلطون عليهم، ويذوب الدجال حين يرى ابن مريم كما يذوب الرصاص، حتى يأتيه أو يدركه عيسى فيقتله».
3) « . . . ولكن الدجال يخرج في بغض من الناس، وخفة مِن الدِّين، وسوء ذات بين، فيرد كل منهل، فتطوى له الأرض طي فروة الكبش، حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها، ثم جبل إيلياء، فيحاصر عصابة من المسلمين، فيقول لهم الذين عليهم: ما تنتظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم ؟ فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم، فيُقتل الدجال، ويهزم أصحابه، حتى أن الشجر والحجر والمدر يقول: يا مؤمن هذا يهودي عندي فاقتله».
4) «فبينما هم يعدون (للقتال) ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، صلاة الصبح، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم، فيؤم الناس، فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده. قتل الله المسيح الدجال، وظهر المسلمون. فإذا انصرف قال: افتحوا الباب. فيفتح وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي (كلهم ذو سيف محلى وساج)، فيطلبه عيسى عليه الصلاة والسلام. فيذهب عيسى بحربته نحو الدجال...».

👈🏾 أما عن فتنة شبهات الدجال، وكيف يعصم المسلم نفسه منها، قال الإمام الألباني أثناء تعداده بعض أسباب العصمة:
«أن يبتعد عنه، ولا يتعرض له؛ (إلا إن كان يعلم مِن نفسه أن لن يضره لثقته بربه)، ومعرفته بعلاماته التي وصفه النبي صلى لله عليه وسلم بها؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله؛ إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه: مما يبعث به من الشبهات».» [«قصة المسيح الدَّجال» (ص: 33)]

🔴 وبهذا يظهر عدم وجود تعارض بين الابتعاد عن الدَّجال: (قتالًا)، و(حماية من شبهه).
🟢 وأنَّ اعتراض د.الغريب:*فغريب!!
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-08-2025, 10:33 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,101
افتراضي

🌴🌴 استراحة محارب:

⭕ وقفات مع د. الغريب -سدده الله-: 3
▪قال -سدده الله-:

«الدليل الثاني الذي استدل به في حديث النواس بن سمعان عن يأجوج ومأجوج : (إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ).
والجواب : هذا وحي خاص لعيسى عليه السلام وإلا فإن الأصل في ديننا هو رد عدوان المعتدي وقتال المشركين .والأدلة على ذلك كثيرة : قال تعالى : {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} . وقوله تعالى : {واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم} .
ولولا أنه قام هذا الأصل - وهو صد عدوان الصائل المعتدي - في نفوس عيسى عليه السلام ومن معه ما أوحى إليه بالاحتراز إلى الطور .
وثانيا : أن الأحاديث جاءت بدفع صولة الصائل المعتدي في أحاديث كثيرة : (من قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون مظلمته فهو شهيد) . وحديث: (قاتله فإن قتلك فأنت شهيد) .
فهذا أصل مقرر في ديننا في دفع صولة المعتدي سيما الكافر الحربي وقول جمهور العلماء أنه يجب قتالهم , فكان ما أوحى الله به إلى عيسى عليه السلام استثناء من هذا الأصل».

⭕ الجواب:
قوله -سدده الله-: «هذا وحي خاص لعيسى -عليه السلام، وإلا فإن الأصل في ديننا هو رد عدوان المعتدي وقتال المشركين.....
فكان ما أوحى الله به إلى عيسى -عليه السلام- استثناء مِن هذا الأصل».
♦ قلت: هذه مِن أكبر مغالطات القوم(!) وهي: أنَّ نبي الله عيسى -عليه السلام- يَسَعه أن يخرج عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم!
قال الإمام الألباني-رحمه الله- في «مختصر صحيح الإمام البخاري» (2/ 443) تحت حديث:
«كيفَ أنْتُم إذا نَزَلَ ابنُ مريَمَ فيكُم وإمامُكُم مِنْكُم»:
«زاد مسلم (1/ 94 - 95): قال ابن أبي ذئب: أتدري ما أمكم منكم؛ قلتُ: تخبرني. قالَ: «أمكم بكتاب ربكم وسنة نبيكم»».
قلتُ في تعليقي على «مختصر مسلم» للمنذري، رقم الحديث (2060):
«هذا صريحٌ في أن عيسى -عليه السلام- يحكم بشرعنا، ويقضي بالكتاب والسنة، لا بغيرهما من الإنجيل أو الفقه الحنفي». انتهى كلام الإمام الألباني.
فلا يوجد شرع خاص مع -عيسى عليه السلام- عندما ينزل، حتى (كسره للصليب، وقتله للخنزير، ووضعه الجزية) فهذه من شريعة (خاتم النبيين) صلى الله عليه وسلم.

▪️أما قوله-سدده الله-: «ولولا أنه قام هذا الأصل - وهو صد عدوان الصائل المعتدي - في نفوس عيسى -عليه السلام- ومَن معه ما أوحى إليه بالاحتراز إلى الطور».
♦ قلت: وهذه مغالطة أخرى(!) وقد أظهرت عوارها -ولله الحمد- في رد مستقل، فقلت:
«تأمل قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث عن عيسى -عليه السلام-: «...(ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك) إذا أوحى اللهُ إلى عيسى: إني قد أخرجتُ عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم،»...إلخ، ففيه دليل على أنَّ عيسى -عليه السَّلام- ومَن معه لم يكونوا على جاهزية لمقابلة يأجوج ومأجوج، لا كما زعم بعض (......)(!) على مواقع التَّواصل الاجتماعي، فقال: «(لا يدان لأحد بقتالهم) قد يُفهم منه أن عيسى عليه السلام كان سيقاتلهم إذا وصلوا إليه»!!
⭕ فأقول: اجعل (قد) عند ذاك الكوكب!!!
وكل مَن حاول تأويل الحديث تأويلات باردة(!) وعلى غير ظاهره فهو: (يأجوج الطبع، ومأجوج الهوى)!!». اهـ

🎯 فيا قوم! لا تغلبنّكم العاطفة على عقولكم!! مِن أجل الدِّفاع عن جماعة مشبوهة منذ تأسيسها!! فتعطلوا! أو تؤولوا! وتحرفوا النُّصوص مِن أجلها!!

والله غالب على أمره...
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-15-2025, 12:53 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,101
افتراضي

🌴🌴 استراحة محارب:
⭕ وقفات مع د. الغريب -سدده الله-: 4
▪قال -سدده الله-:
«الحكم على نازلة غزة يؤخذ من قول المشايخ في مثيلاتها، وأعجب من الشيخ عبدالمالك الجزائري والذي قدم بلده في دفع صولة الاستعمار الفرنسي ملايين الشهداء، وكان في مقدمة الصفوف العلماء في الجزائر كالإبراهيمي وابن باديس وغيرهم، وما رأينا أحدا عاب صنيعهم وقال أهلكتم العباد والبلاد مع فارق القوة والعدة والعتاد بين الاستعمار الفرنسي وأهل الجزائر.
وكذا الحال في أفغانستان أيام الاستعمار الروسي مع شراسة العدو الروسي وفارق القوة والعتاد فلم يكن مع الأفغان إلا بنادق الصيد في بداية الأمر وقتل منهم أكثر من مليون وهجر أكثر من سبعة ملايين وكان مشايخنا ابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله قد عاصروا جهادهم وأقروا دفاعهم عن أنفسهم وأهاليهم وأموالهم وحكموا عليه أنه جهاد مشروع، وكذل الحال في الشيشان والبوسنة والهرسك».

♦ الجواب:
⭕ قوله -سدده الله-: «الحكم على نازلة غزة يؤخذ من قول المشايخ في مثيلاتها».
نعم؛ صحيح، ولكن (مع مُراعاة ظرف الزّمان والمكان، والمصالح والمفاسد، والعمل بتوجيهات العلماء الكبار، وأهل الحل والعقد مِن أهل الساسة)، أما أن يتصدَّر جماعة مِن هنا! وجماعة -أخرى- مِن هناك! لإعلان الجهاد، فهذا ضرب مِن الخبال؛ سيجر الويلات على الأُمة؛ وخاصة إذا كانت بعض هذه الجماعات غير إسلامية، أو إسلامية مرجعيتها لدولة فارسية(!)

⭕ أما قوله -سدده الله- عن الثورة الجزائرية: «...وكان في مقدمة الصفوف العلماء في الجزائر كالإبراهيمي وابن باديس وغيرهم...».
قلتُ: قول أو فعل العالم يحتج له ولا يحتج به، فالعبرة بالدَّليل، لا بالأحداث التَّاريخية، ومع ذلك قام هؤلاء العلماء بتربية الناس وإعداهم، أما اليوم فقد فقدنا التَّربية والإعداد!!
▪️قال الأستاذ محمد الهادي الحسني في المدخل لـ«آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي» (5/ 17): «فمسألة تحرير الجزائر عن طريق الجهاد مسألة مفروغ منها بالنسبة للإمام الإبراهيمي، وإن (تقول المتقولون، وأَرْجَف المرجفون).
بيد أنَّ الإمام كان مقتنعًا أنَّ إعلان الجهاد مِن غير (إعداد للشعب) هو إلقاءٌ به (إلى التهلكة)، و(تضحية بأبنائه من غير جدوى)، وكان يؤمن أنَّ أهم إعداد لذلك الجهاد هو (تحرير عقول الجزائريين ونفسياتهم)، لأنَّه «محال أن يتحرر بَدَنٌ يحمل عقلًا عبدًا».
ولا شك أنَّ تحرير العقول أصعب وأشق مِن تحرير الحقول، ذلك أنَّ تحرير الحقول يستطيع أن يقوم به كل شخص، أمَّا تحرير العقول فلا يقدر عليه إلّا (راسخ في العلم عميق في الفهم، صادق في العزم، مخلص في القصد).
مِن أجل ذلك قضى الإمام الإبراهيمي أزهر مراحل عمره في تحرير عقول الجزائريين وتغيير ما بأنفسهم، وقد عمل في سبيل هذا الهدف في عدّة جبهات...». إلخ.

⭕ أما قوله -سدده الله- عن أفغانستان: «كان مشايخنا ابن باز والألباني وابن عثيمين -رحمهم الله- قد عاصروا جهادهم وأقروا دفاعهم عن أنفسهم وأهاليهم وأموالهم وحكموا عليه أنه جهاد مشروع، وكذل الحال في الشيشان والبوسنة والهرسك».
قلت: الأصل في الباحث أن يجمع كلام العالم، ويلمم أطرافه، قبل أن ينسب القول له، فقد يكون العالم قد تراجع عن فتواه -مثلًا-، كحال أفغانستان وغيرها، بل إنّ الإمام الألباني -رحمه الله- يُفرّق بين حال أفغانستان وحال فلسطين، فقال بالجهاد -في بداية الأمر- في أفغانستان، ومنع الجهاد في الوقت نفسه في فلسطين، فمن تلاعب القوم ينقلون قول الألباني الأول في أفغانستان! ويقيسون فلسطين عليها، ويخفون كلامه الصريح الواضح في فلسطين!!
وهذا الإمام الفقيه العثيمين -رحمه الله- سُئل عن حكم راية الجهاد في كشمير والذَّهاب للجهاد هناك؟
فقال السائل: قد سبق لك أن أفتيت بالجواز أو بالذهاب إلى بعض تلك الأماكن؟
🔲 الجواب: لكن الأمور (تتغير باختلاف النتائج)، فأول ما ظهرت الحرب في أفغانستان كنا نؤيد هذا، ونقول: اذهبوا.
لكن النتائج صارت عكس ما نريد، الراجعون من هناك معروف حالهم إلا مَن سلمه الله -عزَّ وجلَّ-، والباقون هناك لا يخفاكم الآن الحروب الطاحنة فيما بينهم يتقاتلون!!
▪️ السائل: بلغنا أنَّ لكم فتوى متداولة بين المجاهدين في كشمير أنكم تنصحون بالجهاد في كشمير، وأنها راية صحيحة؟
🔲 الجواب: ليس بصحيح».
[💿«لقاء الباب المفتوح» شريط رقم: (207)]

⭕ تأمل قول الإمام: «لكن الأمور تتغير باختلاف النتائج»، ولم يقل: (أحكام الشروع غير أحكام الوقوع).
فقول د.الغريب عن قاعدة (أحكام الشروع): «فهذه القاعدة قاعدة صحيحة، ويشهد لها عدة نصوص واستدل بها علماء كبار كشيخ الإسلام وابن القيم وغيرهم»!
قلت: نعم؛ قاعدة صحيحة، واستدل بها العلماء، ولكن ليس هذا مكانها! أم يجب تسويغ ما فعلته حماس في أهل غزة؟!
وإذا طبقنا قاعدة (أحكام الشُّروع غير أحكام الوقوع)، فسنهلك الحرث والنَّسل، وينتشر الفساد في الأرض!
وعلى مذهب القوم!: قُتل خمسة آلاف مِن المدنيين. فسيقولون: (أحكام الشُّروع غير أحكام الوقوع)! فوصل القتل إلى عشرة آلاف! فسيقولون: (أحكام الشُّروع غير أحكام الوقوع)! فوصل القتل إلى (سبعين ألفًا)!! فسيقولون: (أحكام الشُّروع غير أحكام الوقوع)! ...إلخ.
وهكذا! إلى أن تُباد الأمة! ويُمكَّن اليهود مِن الأرض!!
أم لهذه القاعدة حصر في عدد القتلى؟!!
أم هذه القاعدة -التي لم توضع في مكانه!- عبارة عن شيك مفتوح للمحتل اليهودي؛ ليحصد أرواح مَن لم يؤمر بالقتال مِن النِّساء! والأطفال!! والشيوخ!!!
ولو قال هذه القاعدة شيخنا المفضال -حفظه الله-، فهو مأجور -إن شاء الله-، وفرق بين اجتهاد العالم، وتقليد الطَّالب!

وسبق أن نقلت كلام الألباني -والذي كنا نخشى وقوع، وقد وقع: «ما الفرق بين الجهاد في سوريا أو في فلسطين أو في أفغانستان؟!
أنا أشعر -الآن- في هذا الزَّمن بالضَّبط أنَّه هنا النَّعرة الإقليمية تعمل عملها!!».
[📚«فتاوى عبر الهاتف والسَّيارة» رقم: (188)]

ولمزيد من بيان بعض موقف العلماء من الفتن التي أيّدوها في بدايتها، ثم توقفوا أو تراجعوا عن ذلك، وخاصة الإمام الألباني الذي حاول الحزبيون تحريف فتاويه، أو شطبها نهائيًا؛ لأنها تنسف أصول منهجهم الفاسد:
قال -رحمه الله-: « ويؤسفني جدًّا أنْ أذكِّر هذا السائل وأمثاله: لقد طِرنا فرحًا حينما كانت تبلُغُنا أخبار انتصار إخواننا المسلمين الأفغانيين على الشيوعيين الرُّوس وأذنابهم، ثم بقدر ما فرحنا أَسِفْنا وحَزِنَّا حينما وقفوا أمام بلدتين فقط مِن أفغانستان كلها، والسَّبب في ذلك أنهم أنَّ قوَّادهم ورؤوسهم اختلفوا فيما بينهم وتنازعوا!! ».[ 📀 «تسجيلات متفرقة» رقم: (26)]

قال -رحمه الله-:
«▪️السائل: سمعت بأنكم قلتم لبعض الإخوة الذين أرادوا الذهاب [إلى البوسنة والهرسك] والمساعدة بأنفسهم جاهدوا أنفسكم.
▪️الإمام الألباني: نعم.
▪️السائل: فمعنى هذا يعني عدم النَّصيحة بالذهاب إلى هناك.
▪️الإمام الألباني: هو كذلك.
▪️السائل: أما ترون أنَّ الناس في البوسنة والهرسك بحاجة إلى المساعدة للجهاد معهم؟
▪️ الإمام الألباني: كيف لا أرى... ولكن هل تكون المساعدة (بالزيادة في إهلاك النُّفوس المؤمنة دون فائدة ترجى)، أين الإعداد الذي أمرنا به القرآن الكريم؟!
▪️السائل : إن كان هناك فائدة؟
▪️الإمام الألباني: إن كنتَ تؤمن بأن هناك فائدة فيجب(!)
فهل أنت تؤمن؟!
▪️السائل: نعم.
▪️الإمام الألباني: ما هي الفائدة؟!
▪️السائل: هناك مسلمين ضعفاء.
▪️الإمام الألباني: يا أخي لا تخبرني بالواقع! قل لي ما هي الفائدة؟
▪️السائل: الفائدة معاونتهم ومساعدتهم ونصرتهم.
▪️الإمام الألباني: الله يهديك! معاونتهم تحتاج إلى معاونة دول وليس أفـراداً وأشخاصاً! فالمسألة تحتاج إلى جيوش منظمة ومدربة على استعمال (السلاح الحـديث)، وتحتاج إلى (دبابات)، وتحتاج إلى (طائرات) ... إلى آخره. أما وسائل فردية! فلو نحن أرسلنا مِن هنا أو هناك ألف شخص فهؤلاء سيذهبون طعمة للنار، ماذا سيفعل هؤلاء بالنسبة للدبابات والمدمرات؟!!

♦️ سبحان الله! أنا أتعجب مِن الشباب المسلم كيف لا ينظر في هذه القضايا إلا كما يقول المثل العربي القديم: (فلان لا ينظر إلا إلى أبعد مِن أرنبة أنفه!)، فأنا سألتك: هل هناك فائدة مرجوة من الذهاب للجهاد هناك؟
فقلت: نعم.
فسألتك: ما هي الفائدة؟
فقلت لي: إنهم ضعفاء! كأنك -الله يهديك!- لا تعلم أني أعرف أنهم ضعفاء! وأنهم قلة أشخاصًا وسلاحاً بالنسبة للصرب -أولًا-، وبالنسبة للدول المؤيدة لها -ثانيًا-، وبخاصة هؤلاء الأمريكان الذين أهلكوا الحرث والنسل، أما تدري هذه الحقائق؟!
▪️السائل: نعم.
▪️الإمام الألباني: فكيف تقول: توجد فائدة؟!
نعم؛ توجد فائدة لإهلاك المسلمين عبثا(!) وهذه التجربة في (أفغانستان) هل تتصور أن تقوم قائمة الجهاد في البوسنة والهرسك بأحسن مما كان في أفغانستان.
▪️السائل : لا
▪️الإمام الألباني: وماذا كانت النتيجة هناك؟
النتيجة: أننا حصدنا الحنظل، وأهلكنا الحرث والنسل؛ بسبب أننا خالفنا الشرع في قضايا كثيرة وكثيرة جدًّا من أظهرها -كما دلت الخواتم السيئة-: ﴿ولا تكونوا مِن المشركين* مِن الذين فرقوادينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون﴾، فكان هناك سبعة أحزاب يقاتلون حزبًا واحدًا، وهو الحزب الشيوعي، حزب شيوعي كافر مقابل سبعة أحزاب مسلمة! فكيف صار هذا؟!».[📀 «سلسلة الهدى والنور»- رقم: (669)]

قال -رحمه الله-: «لم نقتطف الثمرة بعد اثني عشرة سنة مِن الجهاد الأفعاني!
▪️ لماذا؟!
◼️ لأنهم لم يتخذوا العدة التي نحن ندندن حولها –الآن-».
وقال: «نحن ننصح شبابنا المسلم المتحمِّس وبخاصة بعد أنْ رأى جهاد أولئك المتحمسين في (أفغانستان) ذهب (أدراج الرياح)! مع أنَّ الجهاد هناك كان –أولًا- باسم الإسلام. و-ثانيًا- كان يتلقى الإمدادات التي لا يمكن أنْ يتلاقها هؤلاء الشَّباب،».
[📀 «سلسلة الهدى والنور» رقم: (691)]

قال -رحمه الله-: «هنا ملاحظة يا أبا مجاهد، تصحيح عقيدة هذه الملايين أهم شرعًا وإلا هذا الجهاد؟ شو رأيك: سؤال حَرِج! ولا تتحرج؛ لأنَّ السُّؤال شخصي ليس له علاقة بالجهاد؟
🔸السائل: نعم.
♦️الإمام الألباني: طيب تريد أن تجيب عنه؟
🔸السائل: نعم.
♦️الإمام الألباني: تفضل.
🔸السائل: الأصل هو: العقيدة، أهم بكثير مِن أي أمر، العقيدة وتصحيحها أهم بكثير مِن أي أمر؛ بل هو الأصل، فإذا خطأ موجود في العقيدة، فخطأ في كل شيء إذًا.
♦️الإمام الألباني: بارك الله، لماذا لا يفعلون هذا الأهم؟!
🔸السائل: ولكن الروس داهموهم وهم في شركهم، فما وجُدت إلا جماعة قليلة منهم التي كانت تدعو إلى الجهاد، جماعة (حكمتيار)، و(سياف)، وبدأوا يجاهدون ويعلِّمون، وهذا الذي ذكره حكمتيار في هذا الشريط، يصححون العقيدة ويدفعون الروس.
♦️الإمام الألباني: من قبل ماذا فعلوا؟
🔸السائل: من قبل أن يدخل الروس، ما أدري.
♦️الإمام الألباني: ما فعلوا شيئًا، كالإخوان المسلمين(!) ما فعلوا شيئًا!! جماعة المودودي (الجماعة الإسلامية) ماذا فعلوا فيما يتعلق بعقيدة التوحيد؟! لا شيء!! ».
[«سلسلة الهدى والنور»-رقم: (1031)]

وهذه بعض الفتاوى للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في الجهاد:
«السؤال: هل راية الجهاد في كشمير صحيحة؟
الجواب: يا إخواننا! الجهاد يحتاج أولاً: إلى راية من خليفة أو إمام، وهذا مفقود في الواقع.
ثانيًا: الجهاد يحتاج إلى أن ذهاب الإنسان ليجاهد يكون فيه نفع وغنائم، ومعلوم أن في الوقت الحاضر لا يحصل فيه ذلك، طائرات تأتي من فوق، والذين تحتها كلهم تحت قوة الطائرات، لا يوجد غُنم، كان في الأول الحرب برية الناس يحاربون بالسيف والرمح ويحصل فائدة وغنم...»إلخ
.
وقال الشيخ جوابًا عن السؤال التالي:
«ما حكم القول بجواز الجهاد بعدم وجود الإمام أو تخاذله أو تكاسله؟
الجواب: هذا غير صحيح، الجهاد ماضٍ في هذه الأمة إلى يوم القيامة، ولكن الجهاد يجب أن يكون مدبرًا من قبل ولي الأمر؛ لأنَّه إذا كان غير مدبر مِن قبل ولي الأمر صارت فيه فوضى، وصار كل طائفة تفتخر على الأخرى بأنها هي التي فعلت كذا، وفعلت كذا، وبالتالي ربما لا تحمد العاقبة، كما جرى في أفغانستان مثلاً، فإنَّ الناس بلا شك ساعدوا الأفغانيين مساعدة عظيمة بالغة وكانت النتيجة ما تسمعون الآن!!» [«لقاءات الباب المفتوح» (150)]

♦️والنقولات عن أهل العلم كثيرة، نقلتها قبل خمس وعشرين عامًا على بعض المنتديات تحت عنوان: (يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: «يتعذر الجهاد في عصرنا الحاضر»).
ومما قلته وقتها:
«تبًّا للحزبيين(!)
ما رفعوا راية الجهاد في أي مكان -زعموا!- إلا أصاب هذه الأمة الذُّل!
ما سبب ذلك؟
الجواب نجده فيما نشرناه -أعلاه-.
رحم الله علماءنا، وحفظ الله باقيهم».
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-15-2025, 10:53 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,101
افتراضي

🌴🌴 استراحة محارب:
⭕ وقفات مع د. الغريب -سدده الله-: 5
♦️ لسنا جبناء(!)

▪قال -سدده الله-:
«أعجب من كلامه –رمضاني-: أن القتال في أكثر أصقاع الأرض من الناحة الشرعية ممنوع لعدم توفر القدرة .
وهذه صوفية جديدة في ثوب سلفي، فهذا الكلام ربما يصدق في جهاد الطلب أما جهاد الدفع فهو مغروس في نفوس بني آدم وَلَا يرغب عَنهُ (إِلَّا الجبان) المذموم شرعا وعقلا -كما تقدم في كلام ابن القيم-».

♦ الجواب:
⭕ [س: لماذا لا نذهب ونقاتل اليهود؟]
🔹 الشيخ الحلبي: شيخنا، تكملة لهذا الموضوع جرى سؤال أو مباحثة بيني وبين بعض الأخوة: حول موضوع (البوسنة والهرسك)، اتصل بي هاتفيًا وقال لي: ما هو رأى الشيخ ناصر في هذه الكائنة التي أصابت بعض إخواننا المسلمين في بعض البلاد؟ هل يذهب الشَّباب المسلم هناك ليجاهدوا وما شابه ذلك؟
فقلت له: الشيخ يقول بأنَّ هذه المسألة لا يستطيع مجرد الشباب الأفراد، ولو كانوا بضع مئات بل بضع ألوف، أن يذهبوا إلى هذا المذهب أو تلك البلاد، وإنما الأمر يحتاج إلى استعداد كبير، وإعداد وما شابه ذلك، تلخيص لفتيا شيخنا في هذا الباب.
ثم قلت له: نرجو الله -عزَّ وجلَّ- ألا يدفعنا حماسُنا وعاطفتنا إلى التَّهور! فبالتالي تصبح عندنا (أفغانستان) ثانية!! فقال كلمة أريد شيخنا أنْ تعلق عليها أيضًا كفائدة، قال: أيضًا لا نريد أن نكون (جبناء)(!)
♦️ الإمام الألباني: ما شاء الله!!
🔹 الشيخ الحلبي: نعم!
♦️ الإمام الألباني: ما شاء الله!!!
🔹 الشيخ الحلبي: فحبذا شيخنا لو تكلمتم يعني بشيء يسير حول هذا، بارك الله فيكم.

♦️ الإمام الألباني: الله المستعان! ولا حول ولا قوة إلا بالله!! ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومًا -ما- (جبناء)! ولكن مع ذلك ما كانوا ((أصحاب حماقة ورعونة))!! فما كانوا ليلقوا بأنفسهم إلى (التهلكة) قبل أن (يعدوا العدة) -قبل كل شيء-، وهذا أسهل شيء وأسهل جهاد وهو الهجرة من بلاد إلى بلاد أخرى، مِن بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، ونحن نرى -الآن -كثيرًا مِن الشباب المسلم -وقد يكون فيهم مَن يقول كما نقلت عن صاحبك!-: لا نريد أن نكون جبناء! ومع ذلك فنجدهم (لجبنهم لا يستقرون في بلدهم)! لأنهم يتعرضون لبعض المضايقات مِن بعض الجهات الرَّسميَّة، فلا يصبرون على ذلك! وينهزمون!! ويُسوغون بانهزامهم الاستيطان لبلاد الكفر!! التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة عن السَّكن في بلاد الكفر، كمثل قوله عليه الصلاة والسلام -ولا أطيل في هذه المسألة الكلام-: «مَن جامع المشرك فهو مثله»، مَن جامع أي مَن خالط المشرك وساكنه فهو مثله في الضلال، وهذا أمر ملموس لمس اليد: أنَّ المسلمين الذين يسافرون ولا أقول يهاجرون من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر؛ لأن الهجرة إنما تكون على العكس مِن ذلك! تكون مِن بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام.

🔸فنحن نجد كثيرًا من الشباب ليس عندهم مِن (الشجاعة الأدبية) أن يتحملوا شيئًا مِن الأذى الذي تحمل القسم الأكبر -الذي لا نتصوره اليوم- الرَّعيل الأول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لمَّا نزل الإذن لهم بمقاتلة الكفار والمشركين كانوا عند حُسن نظر الناس جميعًا، سواء كانوا مِن المسلمين أو مِن الكفار، وما العهد عنكم في قصة ثبات أهل بدر وهم نحو ثلاثة مئة مقاتل، أمام ألف مِن الرجال، وعدتهم وعددهم أضعافًا مضاعفة عليهم، ولذلك فنحن ننصح هؤلاء الشباب أنْ يتذكروا معي قول القائل:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
~ هو الأول وهي المحل الثاني

👈🏾👈🏾 فلا نريد (باسم الشجاعة) أن (نورط) أنفسنا، وأن نهلكها (قبل اتخاذ الوسائل التي تجيز لنا بعدها أن نجعل دمنا رخيصًا في سبيل الله -تبارك وتعالى-).
📌 هذا ما أقوله لمثل هذا الشاب المتحمس(!) وأنا أقول له وأنا أجهله، قل له على لساني:
👈🏽اذهب وأظهر شجاعتك في تلك البلاد!!
👈🏾 فماذا سيفعل المسكين!!!
⚡ سيلقي بنفسه في التهلكة ولا شك!!
⭕ أنا أذكر جيّدًا أن قوله -تبارك وتعالى-: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} هي عكس ما نحن نستأنس بها ونقتبس منها الآن، ولكن الحقيقة أنَّ (العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب)، فالآية نزلت بعد أنْ نصر الله -عزَّ وجلَّ- عباده المؤمنين من الأنصار والمهاجرين، وكان الأنصار كما تعلمون أصحاب أرض، وزرع، وضرع، ولذلك ركنوا إلى هذا، ولم ينشطوا للجهاد في سبيل الله يومئذٍ، وبعد أنْ نصر الله -عزَّ وجلَّ- هؤلاء المسلمين صار الجهاد فرضاً كفائيًا، أي لنقل الدعوة مِن مكان إسلامي إلى مكان آخر ليس إسلاميًا، وهنا تختلف استعدادات النَّاس في القيام بالفروض الكفائيَّة، فمنهم مَن يقنع على مذهب ذلك البدوي أو الأعرابي أو النَّجدي الذي سأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عما فرض الله عليه في كل يوم وليلة، فقال: «خمس صلوات في كل يوم وليلة». قال: هل علي غيرهن. قال: «لا إلا أن تطوع». فقال الرجل -بكل إخلاص-: والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص. فكان جواب الرسول عليه السلام: «أفلح الرَّجل إنْ صدق»، وفي رواية أخرى: «دخل الجنة إن صدق»....
▪️الشَّاهد مِن هذا الحديث قَنَع هذا الرَّجل بالقيام بما فرض الله عليه فرضًا عينيًا، فإذا هو لا يجاهد جهادًا كفائيًّا؛ لا يأتي بالسُّنن والرواتب والنَّوافل والتَّطوع، رجل قانع بهذا، وأكثر النَّاس هكذا، فلما عَلِمَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- مِن هؤلاء الأنصار الذين كانوا السبب في التَّمكين للدِّين في أرضهم، الرُّكون إلى زرعهم وضرعهم وحرثهم! أنزل الله -عزَّ وجلَّ- هذه الآية يذكرهم بأنَّ ترك الجهاد في سبيل الله عامة فهذا إلقاء بالنَّفس إلى التَّهلكة.
لكن هذا كما قلت آنفًا، قد يكون الإلقاء بطريقة معاكسة تمامًا -كما نقول نحن الآن-، الآن لماذا لا نذهب ونقاتل اليهود وهم احتلوا أرضنا وبجانبنا؟ لأننا نُحَارَب مِن كل جهة، إذًا هذا الجهاد أمامنا ولكننا لا نستطيع! فما الذي يَحملنا إلى تلك البلاد البعيدة!! ودولنا لا تساعدنا على هذا الجهاد!!
إذًا: نحن (نعيش في الأحلام والأوهام)، وليس هذا كما قيل:
أوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ
~ مَا هكَذَا يا سعدُ تُورَدُ الإبل».
[💿 «سلسلة الهدى والنور» رقم: (652)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-21-2025, 11:02 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,101
افتراضي

🌴🌴 استراحة محارب:
⭕ وقفات مع د. الغريب -سدده الله-: 6
♦ معركة الخبز(!)
▪قال -سدده الله-: «قال عبد المالك رمضاني: القتال في غزة قتال من أجل لقمة العيش والخبز والماء.
والجواب: إن هذا كذب عليهم، وربما مَن كان همّه لا يتجاوز بطنه و.. يظن أن الناس كلهم ذلك. ومن تابع جهاد أهل غزة علم أن مقصدهم أعظم مِن هذه الدَّعوى الكاذبة»!!

♦️ قلتُ:
على كلامه -سدده الله- مؤاخذات، وفيه مغالطات!!
▪️ أولًا: لم ينقل لفظ كلام فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني بنصِّه!
▪️ ثانيًا: حذف السَّابق واللاحق مِن كلام الشيخ؛ فأعطى لقرائه فكرة غير حسنة عن الشيخ -حفظه الله-!
▪️ ثالثًا: هذا نص كلام فضيلة الشيخ الرمضاني -كما في (د:51 وما بعدها)-، قال -حفظه الله-:
«واستدل الشيخ -غفر الله له- لكلامٍ لابن تيمية -رحمه الله تعالى- عند قول الله -تعالى-: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} بمعنى: أنَّ الله -تبارك وتعالى- أخبر أنَّه يَنصر عباده المرسلين، {إنهم لهم المنصورون، وإنا جندنا لهم الغالبون}.
🔹 السؤال: كيف يكون المرسلون منصورين ومنهم مَن قُتل، ومن ذُبِّح، ومنهم، ومنهم إلى آخره.
كيف يكون: إنَّه كان منصورًا؟
الحقيقة أن هذا القول الكريم مِن ربنا -عزَّ وجلَّ- نزل في الجهاد في سبيل (الدعوة) و(التبليغ)، فكان (الموت في سبيل الله) نصرًا، يبلِّغوا رسالة الله.
قتلوه: هذا هو النَّصر.
وأما الذي في غزة فهو قتال مِن (أجل العيش، والأكل، والشُّرب، والاستشفاء)، فهو قتل وجود، فلم يُقتلوا لأنهم خرجوا يَدْعون اليهود.
فتبصروا! فجاء اليهود فقتلوهم. -فتأملوا هذا جيدًا-.
فلا يُقال في أُمَّة: (اندثرت)! أو كادت! ديارها أصبحت دمارًا.. خرابًا..! ويأتي إنسان يقول: الحمد الله؛ قد انتصر أهل غزة!!
مع أنَّ الشيخ -غفر الله له- لو تأمل السِّياق الذي نزلت في الآية، لتبين له عكس مراده، فقد أخبر الله -عزَّ وجلَّ- أنَّ أنبياءه منصورون، وبعد ذلك [هل] أمرهم بالمقاومة، أم بالترك؟! أمرهم بترك المقاومة، فقال -تعالى-: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ . (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) . وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ . أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ . فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ . (وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ)}. وذكر بعدها بقليل:{وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ}. كرر: {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ}....
ما معنى: (تول): لا تواجههم، لا تقاوم، لا تحمل السَّلاح ضدهم؛ لأنَّك ضعيف ليس لديك قدرة! جئت بالآية التي لا تناسب الوضع الذي أنت فيه!». إلخ. اهـ.

♦️ قلتُ: تأمل أصل كلام فضيلة الشيخ الرمضاني وتعقبه على فضيلة شيخنا مشهور -حفظهما الله-، وهو أنه لم يُصب في استدلالاته التي ذكرها.
وعليه؛ قول الدكتور -سدده الله-: «ومن تابع جهاد أهل غزة علم أن مقصدهم أعظم مِن هذه الدَّعوى الكاذبة»!! مغالطة مكشوفة!!
▪️ رابعًا: وهذه المغالطة وجدتها في كل مَن دافع عن حماس! وأخواتها!! مِن الجماعات على أرض فلسطين(!) التي يصدق فيها قوله -تعالى-: {تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى}!! وهي إقحام أهل غزة في هذه المجازر، وقد قلتُ في مقال سابق: (يجب التَّفريق بين أهل غزَّة -الشَّعب الأعزل-، وبين فصائل المقاومة! وعدم الربط بين مصير الشَّعب الأعزل، وبين هذه الفصائل!).
فأهل غزة لا ناقة لهم ولا جمل فيما حصل، بل كانوا آمنين -شيئًا -ما-؛ حتى ولو كانوا مقهروين مِن العدو الداخلي والخارجي!!
بل شاهد الجميع أن الجيش اليهودي استباح غزة بأكملها، ولم يجد مَن يردعه!!
▪️ خامسًا: متى خرج أهل فلسطين -الشعب الأعزل- إلى (تل أبيب) لتبليغ دعوة الله؟!
بل خرجوا مِن الضفة الغربية، ومِن قطاع غزة، للعمل عند اليهود!! في (قطاعات البناء والتشييد، والزراعة، والغذاء، والخدمات)!! -كما هو معلوم عند الجميع-.
أليس خروجهم مِن (أجل لقمة العيش والخبز والماء)، حسب تعبير الدكتور الغريب -سدده الله-؟!!
وبحسب تعبير فضيلة الشيخ الرمضاني: مِن (أجل العيش، والأكل، والشُّرب، والاستشفاء).
وهذا واقع الحال قبل وبعد طوفان الأقصى -الذي ليس له مِن اسمه نصيب!-، وتعبير فضيلة الشيخ الرمضاني صحيح لا غبار عليه، بل إنَّ مِن أهم أسباب قيام طوفان (جماعة الإخوان المسلمين=فرع إيران) كما صرحوا في بيانهم وذكرهم لأسباب طوفانهم ما كتبوه بأيديهم، فقد تساءلوا: «وماذا يفعل لإنهاء الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة الذي جعله (يموت موتًا بطيئًا)»!!
بل حماس(!) طالبت بإيقاف العدوان اليهودي، فمما جاء في (روايتهم) (ص:15) مِن مطالبات: «فك الحصار عن قطاع غزة، وإدخال المساعدات....». [انظر: «طوفان الأقصى إلى أين؟! ج1بقلمي»]
ففك الحصار مِن أجل (لقمة العيش)!
وإدخال المساعدات وهي (الخبز والماء)!!
فلماذا لا تلومون حماسًا وبقية أهل غزة! وتقولون: (همّهم لا يتجاوز بطونهم)؟!!
كان اللهُ لشعب غزة الأعزل، وانتقم الله ممن كان السبب فيما حصل لهم، وسيحصل!!
▪️ سادسًا: دائمًا سياسة أهل التَّحزب -ولا أقصد د.الغريب- قلب الحقائق، فهذا الشيخ سلمان العودة يقول عن ثورة (5 أكتوبر 1988م) الجزائرية بأن دافعها إسلامي! ونفى أن تكون ((ثورة خبز))، والواقع -مع أهل الجزائر- يكذب مشايخ الصحوة، انظر تفاصيل ذلك في الكتاب المنهجي الفريد في بابه: «مدارك النظر» (ص:292 – 294).
▪️ سابعًا: المتتبع لمن وقف مع حماس ولم يقف مع أهلنا في غزة، تجده متناقضًا في أقوله وأفعاله ومواقفه!! وتهون عليه دماء المسلمين مِن أجل سواد عيون حماس ومَن أيدها!!

⭕ وكان مما حصل في بلدنا الأردن -حرسه الله من الجماعات الإسلامية المتطرفة!- أن صاحب (مخبز) -من بين شُركائه- ذمَّ حركة حماس، وما قامت به في (السابع من أكتوبر)، ويبدو مِن بين الشركاء حركيّ إسلامي، فانبرى للدفاع عن (الخبز) و(المخبز) أقلام لم تكتب حرفًا عن دماء أهل غزة!! فدماء أهل غزة تهون مِن أجل الحركيين!!
فظهر (فجأة!) التأصيل العلمي في حكم (مقاطعة المخبز)، والاستشهاد بالآيات والأحاديث النَّبويَّة، والقواعد الأصولية، والتَّرغيب والتَّرهيب...إلخ!
ثم دغدغة العواطف؛ لأنَّ نسبة المخبز إلى إحدى قرى فلسطين الجريحة!!
والبكاء على الوطنية، والمنتجات الأردنية!!

👈🏾أما إعطاء البيعة في (الشوارع) لأناس مِن خارج الأردن! فلا تسمع لهم همسًا!!!

🔷 وأختم بما جاء في خاتمة (حكم مقاطعة) المخابز(!):
«فلنتق الله -عزَّ وجلَّ- في أنفسنا، وفي غيرنا.
يقول الله -عز وجل-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾».
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-03-2025, 04:37 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,101
افتراضي

🌴🌴 استراحة محارب:
⭕ وقفات مع د. الغريب -سدده الله-: 7
♦️ بين جهاد الدَّفع، ودفع الصائل(!)

⭕ قال -سدده الله-: «والشيخ عبدالمالك يخلط بين النوعين وهو الذي ابتدع اشتراط القدرة في جهاد الدفع.
وتأمل أن هذا النوع من دفع عدوان المعتدي الصائل مغروس في نفوس بني آدم حتى الكافر منهم، فمن أريد على نفسه أو ماله أو عرضه دفع ولو أدى إلى تلفه، حتى الدواب تدافع عن صغارها ولو تلفت، فأعجب ممن يشترط القدرة في ذلك».

▪️قلتُ:
جملة: (ابتدع اشتراط القدرة في جهاد الدَّفع) كلمة ثقيلة وغريبة مِن د.الغريب!
قال الإمام الألباني -رحمه الله-:
«مِن المعلوم أنَّ ما أُمر به ‌المسلم ‌مِن ‌الأحكام ‌(منوط ‌بالاستطاعة)؛ حتى ما كان مِن أركان الإسلام».
فهذا أمر بدهي!

وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: «وجهاد الدفع أصعب مِن جهاد الطلب؛ فإنَّ جهاد الدَّفع يشبه باب دفع الصَّائل، ولهذا أُبيح للمظلوم أن يدفع عن نفسه».
تأمل قوله: (أُبيح=) ولم يقل (أَوجب)، فهذا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- (=ترك) دفع الصائل، واختار الشهادة في سبيل الله، وكذلك يمكن أن يتنازل الشخص عن ماله، أما العِرض (فيجب) الدِّفاع عنه، فأحكام الصائل تختلف عن أحكام الجهاد، ولهذا قال أهل العلم: (فجهاد الدَّفع تُشترط له القدرة كما تُشترط لجهاد الطلب، مِن أجل ذلك (شُرع الصُّلح)، ولولاه لرخص في إفناء النفوس جميعًا دفعًا للعدو، ومَن مقاصد الجهاد: حفظ النفوس لا إفنائها).
ولكن قومي! فهموا أنّ مقصود الجهاد: هو السّعي في الأرض لإهلاك حرث ونسل المسلمين، والمحافظة على أسرى اليهود! مع دوابهم وكلابهم!! وطمعًا في الجنة إذا استشهد!!! ويُشهد الله على ما في قلبه!!
لهذا يتبجح بعضهم بحرصه على بقاء بما يُسمى بالمقاومة، ولو أُبيد أهل غزة كلهم عن بكرة أبيهم!!
فأي دين هذا؟! إلا دين سفهاء الأحلام!! أو شخص ينفذ مخططات أعداء الإسلام!!

ونتأمل هذا الحديث، والذي وفيه: فضلُ طُول الحياة مع الأعمال الصَّالحة.
عن طلحة بن عبيد الله: أنَّ رجلين مِن بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا مِن الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج مِن الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به النَّاس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث، فقال: «مِن أي ذلك تعجبون؟».
فقالوا: يا رسول الله؛ هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا، ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس قد مكث هذا بعده سنة؟».
قالوا: بلى.
قال: «وأدرك رمضان، فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السَّنَة؟».
قالوا: بلى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض». [رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني]
وهذا المتأخر بلغ درجات عالية في الجنة؛ لأنه ازداد خيرًا بتأخره في الدنيا.
وقد بوّب ابن حبان في صحيحه: (ذكر البيان بأنَّ مَن طال عمره وحسن عمله قد يفوق الشهيد في سبيل الله -تبارك وتعالى-).
وهؤلاء يقولون للناس: استعجلوا الموت.
هذا الأمر الأول.

🔹أما الأمر الثاني: فقد يصل المرء إلى درجة الشهداء وهو على فراشه:
«مَن جرح جرحًا في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه ريح المسك ولونه لون الزعفران، عليه طابع الشهداء، ومَن سأل الله الشهادة مخلصًا أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه». [📚«السلسلة الصحيحة» (2556)]
قال الإمام الألباني في «أحكام الجنائز»: «(تنبيه): ترجى هذه الشهادة لمن سألها مخلصًا مِن قلبه ولو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه».اهـ.
وقال عمر -رضي الله عنه-: «اللهم ارزقني الشَّهادة في بلد رسولك».
والله يؤتى فضله من يشاء.

🔸 وعودة على مسألة دفع الصائل التي لا خلاف فيها، فأعجب مِن تدليس بعض الحزبيين عندما يكذبون على السلفيين في هذه المسألة، وكأنَّ السلفي يقول: إذا هاجمك العدو فسلِّم نفسك ومالك وعرضك وبيتك له!!
سبحانك هذا إفك مبين!!
ولهذا استهجن الإمام الألباني تلك العقلية التي تفكر بهذا التَّفكير (...)!، تأمل هذا الحوار:

«️الإمام الألباني: أعود لأذكرك بكلمة وأرجو ألا تنساها أنت ومَن حولك -أيضًا-: أنَّ الدَّعوة الآن إلى الجهاد قبل اتخاذ الأسباب (المعنوية) و(المادية) هذا (إلقاء للنفس في التَّهلكة)!!
ماذا تقول أنت في هذا الكلام؟!
أنا كنتُ أريد أن أبحث مع أخونا عبدالرحمن [بن عبدالخالق]، لكن هذا لم يحصل على الأقل إلى الآن، وعسى أن يحصل ذلك قريبًا، أما وأنت أردت -فالآن- أسألك ماذا تقول في هذا الكلام؟!
السائل: كلام صواب، وما أظن أن الشَّيخ عبدالرحمن يعني ما يقول إلا هذا.
▪️الإمام الألباني: عجيب!
السائل: دائمًا يقول: الجهاد فرض.
▪️الإمام الألباني: ونحن نقول كذلك!
السائل: نعم، ولكن يقول يجب التربية.
▪️الإمام الألباني: طيب.
السائل: ولكن -أيضًا- هو يضيف بأنه إذا ابتلي المسلمون في بلد من البلدان، يعني -كما تفضلتم شيخنا-، يقول: بأنه لا نجعل (كلمة الاستعداد دائمًا هي العقبة في طريق الجهاد)... إنما هو استعداد بالنسبة للجهاد فرض العين الذي وضحتموه.
▪️الإمام الألباني: لكن الآن صدر منك كلام مخيف! لعله غير مقصود! قلت: ما نجعل الاستعداد عقبة! إيش يعني؟!! أو أنا فهمت خطأ...
السائل: لا؛ أنا أسأت في التعبير؛ لأنه كما تفضلت يا شيخ إذا غُزي المسلمون في دارهم.
▪️الإمام الألباني: نعم.
السائل: فما أقعد أنا مثلًا ينتهك عرضي! أو أرى أعراض المسلمين وأنا باستطاعتي وأنا متأكد أني مقتول مقتول.. هم كثرة، لكن أحدهم يقول لي: ليس مشروعًا لك أنت تدفع بقدر استطاعتك! لأنك أنت تجاه العدو بحجة عدم....
▪️الإمام الألباني: ما أحد يقول هكذا!!!
السائل: لكن....
▪️الإمام الألباني: لكن ما أحد يقول هذا!!!
السائل: نعم؛ جميل.
♦️الإمام الألباني: هذه هي المشكلة(!) أنتم تظنون إنه يوجد قائل بهذا(!) لكن أنتم تفهمون هذا فهمًا!! وأنتم معذورون(!) لكن ما أحد يقول بهذا!! بدليل أنَّه: «مَن قتل ما دون ماله فهو شهيد»، ولا أحد ينكر صحة هذا الحديث. والحمد لله». [📚«فتاوى عبر الهاتف والسيارة» رقم: (280)]
[نشرتها بعنوان: «الإمام الألباني وفقه الجهاد الشَّرعي»، «التَّفريق بين (دفع الصائل) وغيره مِن جهاد الدَّفع، وكشف حقيقة المتحمسين! للجهاد!!»].

🔸ومزيدًا مِن البيان في مسألة (دفع الصَّائل) كتب بعض طلبة العلم:
«...تشبيه العلماء لعصرنا بالعصر المكّي ليس مِن جميع الوجوه، ولا يعني ذلك أن لا تدافع أنتَ عن نفسك، أو مالك، أو عرضك إذا تمّ التَّعدي عليها؛ سواء كان المعتدي مسلمًا أم كافرًا، وهذا هو الذي يُسمّيه العلماء بـ(دفع الصائل)، وهو يختلف عن جهاد الدفع مِن حيث الحكم والمقصد.
فجهاد الدفع؛ للحفاظ على الإسلام وأهله، أي: لتكون كلمة الله هي العليا، وحكمه فرض عين إن قـُدِرَ عليه.
وأما دفع الصائل؛ فهو مِن اسمه: للدفاع عن نفسك ومالك وعرضك، وحكمه دائر بين الجواز والوجوب؛ فالدفاع عن نفسك ومالك راجع إليك؛ إن شئتَ دافعت أو إن شئت استسلمت -كما فعل عثمان رضي الله عنه، وغيره-، أما الدِّفاع عن العرض فواجب -قولاً واحدًا-».

⭕ أما قوله -سدده الله-: «تأمل أن هذا النوع من دفع عدوان المعتدي الصائل مغروس في نفوس بني آدم حتى الكافر منهم، فمن أريد على نفسه أو ماله أو عرضه دفع ولو أدى إلى تلفه، حتى الدواب تدافع عن صغارها ولو تلفت».
▪️فأقول:
«إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الأشياء أجناسًا وأصنافًا وأنواعًا تشترك في شيء، ويمتاز بعضها عن بعض بشيء». [📚«مجموع الفتاوى» (29/ 381)]

وقياس الدكتور قياس مع الفارق! فقد فرَّقنا بين مداهمة العدو بيتًا، وبين أن يداهم مدينة.
ويجب التَّفريق -أيضًا- بين أن يهاجم العدو مدينة، وبين أن يتسبب مَن في المدينة ويتحرش بالعدو وهو ضعيف، ثم يتخذ هذا العدو ذاك الهجوم ذريعة لإبادة المدينة بأهلها!! ثم ينتقل إلى غيرها...إلخ.
فما رأينا قطيعًا مِن الغزلان هاجمت قطيعًا مِن الذئاب!
بل ما رأينا غزالاً وحيدًا هاجم ذئبًا!!
بل إذا هجم الذئب فر الغزال أو الغزلان مِن أمامه؛ فهذه الغريزة الصحيحة، وهذا الفرار يُعد مِن الدّفاع عن النفس..
وما رأينا دابة تقترب مع صغارها عند الحيوانات المفترسة، ولكن إن هاجم الحيوان المفترس تقوم بغريزتها بالدِّفاع عن نفسها وصغارها..
ولكن مِن كان يحكم غزة، وهو صاحب السُّلطة(!) ويزعم الجهاد -وهو ضعيف- ثم تحرش بالعدو، وفر إلى الأنفاق الخاصة به!! وترك شعبًا كاملًا يلقى مصيره المحتوم! تحت آلة العدو الغاشم، فهذا بعض الذي نستنكره عليهم!!!
ألم يتعلموا مِن الدَّواب الدِّفاع عن شعبهم -إن كانوا يعترفون بهم-؟!!

وقد وصلتنا الأخبار مِن الثِّقات في الحروب السابقة على غزة أنَّ هذه الحركة المشبوهة كانت تطلق صواريخها التّهريجية! من بين مناطق سكنية؛ ثم يأتي طيران اليهود وينسف هذه المنطقة بمن فيها مِن النِّساء والأطفال...إلخ!!!

⭕ أما قوله -سدده الله-: «فأعجب ممن يشترط القدرة في ذلك».
▪️قلت: بل العجب العجاب ممّن لا يَشترط القدرة في ذلك!!

▪️قال د.حمد بن إبراهيم العثمان -سدده الله- في «الحد الفاصل بين الجهاد والفوضى»:
«الجهاد تابع للمصلحة وشرطه القدرة:
لا شك أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد واضحة، فتارة يقاتل مع القدرة، وتارة يهادن مع عدم القدرة، لذلك مِن القواعد الكبيرة في مسائل الجهاد هو أنَّ الجهاد تابع للمصلحة، قال العلامة عبدالرحمن السّعدي -رحمه الله-: «والجهاد باليد والسلاح يتبع المصلحة، فعلى المسلمين أن يسلكوا هديه، ويتشاوروا في أمرهم، ويعملوا في كل وقت ما يناسبه ويصلح له». [📚«فتح الرحيم» (ص: 131)]

وقد نص العلماء على أنه لا إثم في عدم الجهاد مع عدم الاستطاعة، قال -تعالى-: {فاتقوا الله ما استطعتم}. قال العلامة محمد بن علي الكرجي: «فمن لم يطق الجهاد بالنفس والمال، وآمن به ورآه حقًّا فهو من أهله، وليس عليه غيره». [📚«نكت القرآن» (4/ 187)]

فتأمل قوله: «ليس عليه غيره». فهذا والله دين الاسلام الذي يعرفه الخاص والعام، كما قال -تعالى-: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها}. وكذلك قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-: «ومَن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل» [📚«الحكم الجديرة بالإذاعة» (ص:4)]، فتأمل القيد والشرط الذي يذكره كل العلماء: «مع قدرته عليه»، وكرر ذلك ابن رجب -أيضًا- في هدي النبي صلى الله عليه وسلم زيادة في التوضيح والتوكيد فقال: «فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته عليه، واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة؛ حصل له الذل» [📚«الحكم الجديرة بالإذاعة» (ص: 41)]، فتأمل قوله: «مِن الجهاد مع قدرته عليه»، فهذا مما لا يختلف فيه المسلمون».

▪️وقال الشيخ مختار الطيباوي -سدده الله--:
«مِن المعلوم شرعًا أنَّ المسلم قد يعجز عن فعل بعض الواجبات الشَّرعية كالصلاة والصيام والحج وغيرها، وليس بأعجب منه أن يعجز عن الجهاد في سبيل الله جهاد فرض العين، أو جهاد فرض الكفاية، فالعجز يعم جميع الواجبات وجميع الأفعال، واستثناء الجهاد منه بدعة وتحكم بهوى.
وكذلك إذا عجز الأفراد فقد تعجز الأمة، ويعجز الحاكم، كما كان الصحابة في مكة وهم يومئذ أمة الإسلام عاجزين عن إظهار شعائر الدين، وعاجزين عن الجهاد».
[📄 مقال بعنوان: «الجهاد بين روعة الكلمة وأوهام الدعاة إليه»]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-07-2025, 07:44 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,101
افتراضي

🌴🌴 استراحة محارب:
⭕ وقفات مع د. الغريب -سدده الله-: 8
♦️ بين الواقع والخيال(!)

▪قال -سدده الله-: «ولو أردنا أن نعدد الفوائد مِن قتال اليهود لخرجنا بفوائد عدة:
-منها إظهار خور وضعف هذا العدو الذي أرهبوا به المسلمين لسنوات، وأنهم كما قال الله: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} لهلكوا وما قامت لهم قيامة أو دولة.
-كشف نفاق المنافقين وتخاذل المتخاذلين وتآمر المتآمرين.
-تخريب ما يسمى بصفقة القرن الرّامية لتصفية القضية الفلسطينية.
-بعث روح الجهاد وعقيدة الولاء والبراء بين المسلمين في نصرتهم لأهل غزة.
-النكاية في أعداء الله، فما دمر من جيشهم وجنودهم أضعاف ما قامت به الجيوش العربية مجتمعة في حروبها مع اليهود.
وغير ذلك كثير»!!

▪️ قلت:
(إظهار خور وضعف اليهود، وأنه لولا وقوف ملة الكفر معهم لهلكوا)، فهذه الحقيقة جاءت في القرآن الكريم، ويعرفها صِبيان أهل السُّنَّة قبل شيبان أهل الأهواء!
فهل نحتاج إلى إبادة (2 مليون) مسلم؛ لنثبت صدق القرآن الكريم؟! أو لنثبت خور وضعف اليهود ...؟!!
سبحانك!!

⭕ أما ما اعتبره -سدده الله- فائدة(!) وهي: «كشف نفاق المنافقين، وتخاذل المتخاذلين، وتآمر المتآمرين»!!
قلت: فهذه نعم! لقد كشفت غزة المنافقين والمتشبه بصفاتهم! وممن تشبه بصفاتهم ما يُسميه الإعلام العلماني الإخواني! بالمقاومة!! التي لم تستعد شرعًا لقتال اليهود!!
قال الإمام الألباني -رحمه الله-:
«والذي يحتاج إلى التفصيل؛ إنما هو التذكير بحقيقتين اثنتين:
الأولى: أنَّ قتال أعداء الله -مِن أي نوع كان- يتطلب تربية النفس على الخضوع لأحكام الله واتباعها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله».
والأخرى: أن ذلك يتطلب (الإعداد المادي) و(السلاح الحربي)؛ الذي (ينكأُ أعداء الله)؛ فإنَّ الله أمر به أمير المؤمنين فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}. و (الإخلال بذلك مع الاستطاعة=)؛ إنما هو مِن ((=صفات المنافقين))، ولذلك قال فيهم رب العالمين: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}». [📚«السلسلة الصحيحة» (7/ 1241)]

وقد نشرتُ كلام الإمام الألباني بعنوان: «بين جهاد المؤمنين... وجهاد المنافقين» في بداية الحرب على غزة -مباشرةً- لما رأيتُ تخبّطًا في بعض المواقف! وفي بعض البيانات -وللأسف!- الصادرة ممن ينسب نفسه إلى الدَّعوة السَّلفيَّة!!! ثم ناموا نومة أهل الكهف فيما بعد!! ولو سلكوا المنهج السَّوي في الفتن فاعتزلوا الفتنة -على الأقل-، وعملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن صمت نجا»، لما تفرَّق الشَّباب على علمائهم!! ولما حصل شرخ بين طلبة العلم! ثم استغل أهل البدع والأهواء والتَّحزُّب هذا الخلاف؛ لإسقاط الدعوة ومشايخها! ولكنَّ الله سلَّم.

أما موضوع كشف (تخاذل المتخاذلين، وتآمر المتآمرين). فقد بيّنت في مقالاتي المتعددة حقيقة المخذِّل والمتآمر: تلميحًا -قبلُ-، وتصريحًا -بعدُ-، فقد بدأت الغشاوة تزول عن أعين المنخدعين بجماعة الإخوان المسلمين وتفريخاتها! وعرفوا حقيقة ارتمائها في أحضان الشِّيعة الشَّنيعة!!
أما مَن بقي مُعلقًا النَّصر بأتباع ابن سبأ اليهودي! فهذا ليس لنا فيه حيلة!!

⭕ أما ما اعتبره -سدده الله- فائدة(!) وهي: «تخريب ما يسمى بصفقة القرن الرّامية لتصفية القضية الفلسطينية»!!
فأقول: القضية الفلسطينية تم تصفيتها قبل عام (1948م)، وماذا استفادت القضية بعد (وعد بالفور)؟! فبدلًا مِن اتباع نصيحة العلماء وهي: إعداد شباب الأمة إيمانيًّا وعسكريًا، تأتي هذه الجماعات المتطرفة لتسلّم شباب المسلمين لقمة سهلة للأعداء!! ثم تكبر المؤامرة أكبر وأكبر؛ لـ(لحرق الأخضر واليابس)! وتهجير أصحاب الأرض!!
فماذا استفادت القضية من جميع الحركات والأحزاب على أرضها؟!
لا شيء!! إلا تمكين اليهود داخليًّا، واستعطاف العالم مع اليهود المساكين(!) خارجيًّا، فقد قام العرب مع (إعلامهم المُضلل)! بتجويع السَّمك في البحر ليأكل اليهود!!
وما زال الإعلام الخبيث يلعب لعبته في تضليل الناس -إلى اليوم-!!

⭕ أما ما اعتبره -سدده الله- فائدة(!) وهي: «بعث روح الجهاد، وعقيدة الولاء والبراء بين المسلمين في نصرتهم لأهل غزة».
فأقول: أي جهاد هذا؟! أمة غارقة في الظلم الأكبر والأصغر! فهل ترجو لها النَّصر؟!
أمة متعلقة بقبر الخميني! وشهيدها قاسم سليماني! هل هذه تعرف حقيقة الولاء والبراء؟!
أمَّا نصرة أهل غزة، فهذا واجب، كل حسب استطاعته، وأقل واجب: الدُّعاء، والدَّعم المادي.
فأهل غزة -الآن- بين نارين: نار اليهود المحتلين، وبين نار المقاومة(!) في مسرحية (الأسرى)!! -وما أدراك ما الأسرى وكلابهم؟!-.
ولهذا أكرر دائمًا: لا نجعل الحرب بين المقاومة واليهود، ونغفل أهل الغزة!!
فاليهود دخلوا غزة وحرثوا أرضها، وقتلوا أهلها، ولم يجدوا مَن يردعهم!!
فلا داعي للنفخ الفارغ، والكذب الفاضح أن الجيش اليهودي ومن خلفه من أمم الكفر يقابل جيشًا نظاميًّا، ندَّا لند!!!

⭕ أما ما اعتبره -سدده الله- فائدة(!) وهي: «النكاية في أعداء الله، فما دمر مِن جيشهم وجنودهم أضعاف ما قامت به الجيوش العربية مجتمعة في حروبها مع اليهود، وغير ذلك كثير »!!
فأقول: لا نصدِّق الإعلام العلماني الإخواني من النكاية المزعومة مِن قِبل حركات المقاومة! وقد قلت متسائلًا: (هل الذي عنده أسلحة تصل إلى عشرات الأمتار تحت الأرض -كما فعلوا بقادة حزب الله اللبناني الشيعي، ومن قبله ملجأ العامرية في بغداد المصمم ضد الصواريخ والقنابل!- هل عجزوا عن أنفاق المقاومة؟!).
وما حدث في السابع مِن أكتوبر (مؤامرة كبرى) مخطط لها مِن قبل أعداء الإسلام، ولا تخرج المسألة عن أمرين:
الأمر الأول: استدراج المقاومين السُّذج(!) بمكيدة -ما- لاقتحام السور الحاجز بين غزة وغلافها.
الأمر الثاني: اتفاق مُسبق مع المحور الإيراني!
وقد كشفت بعض التحقيقات أنَّ سلاح الجو اليهودي قام بقصف وقتل سكان غلاف غزة؛ وقالوا باستحالة أن تملك المقاومة تلك الأسلحة الحارقة.
جاء على موقع (قناة الجزيرة)(!): «وحسب التحقيقات الأولية فإن مروحية حربية انطلقت من قاعدة "رمات داڤيد" وقصفت المسلحين من الجو وأصابت عددًا من المحتفلين في الموقع. وقتل 364 من المشاركين في الحفل الموسيقي.
ونقلت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري أن 4 آلاف بينهم أجانب كانوا يشاركون في الحفل الموسيقي».
وجاء فيه: «ونبهت إلى أن وجود جثث متفحمة يؤكد ما خلص إليه تحقيق الشرطة، لأنَّ كتائب القسام لا تملك أسلحة حارقة، وبالتالي فإنَّ الطيران الإسرائيلي هو من قتل المحتفلين».

https://aja.ws/o1m7p8

وهذه الأخبار مرت على الناس مرور الكرام!! ولم يركّز الإعلام كثيرًا على هذا التحقيق، وتبقى الإشاعة تدور حول الأرض ببسالة وقوة المقاومين، وأنهم نكلوا باليهود أكثر مما قامت به الجيوش العربية في غابر الزَّمان!! واليهود بخبثهم -كعادتهم- يستغلون هذه الإشاعات؛ ليتعاطف العالم معهم!! فهذه خطة شيطانية محبوكة 100%.

قال د.حمد بن إبراهيم العثمان في «الحد الفاصل بين الجهاد والفوضى»:
«مقصود الجهاد إقامة الدين وحفظ النفوس لا إفنائها:
مقصود الجهاد هو ان تكون كلمة الله هي العليا وان يحفظ دين المسلمين وان تحفظ ارواحهم فهذا الذي تبذل فيه المهج، أما أن نقتل عددًا محدودًا جدًّا مِن العدو يوجب غضبهم، وتشفيهم، وظهورهم علينا، وسفك دمائنا، وإتلاف أموالنا ومقدراتنا؛ فهذا انتحار!! ولا تأتي به شريعة -قط-، قال العز بن عبدالسلام -رحمه الله-: «إن أي قتال للكفار لا تتحقق به نكاية للعدو فإنه يجب تركه، لأن المخاطرة بالنفوس إنما جازت لما فيها من مصلحة إعزاز الدين، والنكاية بالمشركين، فاذا لم يحصل ذلك وجب ترك القتال لما فيه من موات النفوس، وشفاء صدور الكفار، وإرغام أهل الاسلام، وبذا مفسدة محضة وليس في طيها مصلحة». [«قواعد الاحكام»]».
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:05 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.