أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
63107 85137

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-02-2013, 01:31 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي لمحة موجزة عن سيرة الشيخ عبد الله بن صالح العبيلان


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد , وعلى آله وأصحابه أجمعين , أما بعد :

فقد اطلعت على ما كُتب على صفحات موقع الساحات , حول الشيخ عبد الله بن صالح العبيلان- حفظه الله- , وقد ساءني كثيراً ما كتبه أولئك المغرضون , ومن كان على شاكلتهم , لأنهم قوم بهت , يهرفون بما لا يعرفون , ويقفون ما ليس لهم به علم , فهم بين مقلد جاهل , وبين مغرضٍ مبغضٍ , ولهم شَبَهٌ بمن كان يبغض النبي -صلى الله عليه وسلم- , قبل رؤيته وسماع كلامه , فإذا رآه وسمع كلامه , آمن به , وصدقه , وأحبه , وقبل أن أذكر أسباب بغضهم للشيخ , أود أن أذكر لمحة موجزة عن الشيخ -حفظه الله- .

قدم الشيخ - حفظه الله- إلى مدينة حائل عام 1408هـ بطلب وإلحاح من طلبة العلم فيها , وحال وصوله , نظَّم الدروس الدائمة في العقيدة , والفقه , والمنهج , وكان هذا الأمر غريباً على طلبة العلم في المنطقة , حيث لا يوجد قبله دروس منظمة , إنما كانت حلقات للقرآن , ومجالس للذكر , دون معرفةٍ للتأصيل العلمي , فبدأ طلبة العلم بشراء الكتب , وتنظيم المكتبات ؛ بعد استشارته عن الكتب النافعة , وكان لا يأمر إلا بشراء الكتب السلفية النقية , وكتب الحديث , وشروحها , وتفاسير السلف المعتمدة , إلى غير ذلك من الكتب المعينة على طلب العلم , وكان يركز كثيراً على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية , وابن القيم , وكتب الأثر , فأخذ طلبة العلم يردون , ويصدرون , وينهلون , حتى شُبِّه جامِعُه بخلية النحل , لكثرة الطلبة الداخلين فيه , والخارجين منه , حتى قال لي عبد الرحمن الغليقه – رحمه الله – : ذكرني هذا الفتى , - يعني الشيخ – مجالس السلف , وحريٌ بمن لزمه , أن يكون له شأن .

وصدقت فراسته – رحمه الله - , فكل من لزم الشيخ ملازمة تامة , أصبح من طلبة العلم المتميزين .

ابتكر طريقة الدورات الشرعية في العطل الصيفية , فكانت أول دورة أقيمت بالمملكة في مدينة حائل , رحل لها كثير من طلبة العلم من مدن المملكة , ومن خارجها , فحصلوا على علوم غزيرة , في زمن محدود , نظراً لكثافة المادة العلمية الملقاة فيها .

استمر على هذا أربعة عشر عاماً , لم تنقطع دروسه , ومحاضراته , وخطبه , والدورات الشرعية الدورية , مع ما يكتبه من رسائل ومؤلفات , عرفه الصغير , والكبير , والأمير , والمأمور , فضلاً عن معرفة العلماء , وطلبة العلم له , فكان على اتصال دائم بالعالم الرباني , الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمه الله - , وكان الشيخ ابن باز يسأل عنه بصفة دائمة , وربما ألقى الشيخ ابن باز محاضرة على طلبته من خلال التلفون .

وعرفه الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله – , وزاره مراراً , وجرت مناقشة علمية في منزل الشيخ سليمان العامر – غفر الله له – بين الشيخ عبد الله , وبين بعض المتأثرين بالكتب الفكرية , حول الدعوة إلى الله , ومنهج السلف , وافقه الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – ؛ على قوله , وأنكر على مخالفه .

وعرفه العلامة المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله - , وكان على صلة وثيقة به , وكان يعجب ورب الكعبة من حدة ذكائه , بل ورجع إلى قوله في عدة مسائل , حتى إني لما زرته في آخر حياته - رحمه الله- , كان يبدأ بالسؤال عنه, قبل غيره , وكذلك صلته بالعالم الرباني , الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – وثيقة , وبغيرهم من العلماء في هذه البلاد وغيرها .

أحبه الناس , ووثقوا به , فكان قائماً بالفتوى , حتى أنك لا تكمل معه الحديث ؛ إذا كان بجواره الهاتف , لكثرة المتصلين .

عمل في الدعوة عضواً , ثم عين مديراً عاماً لفرع وزارة الشؤون الإسلامية , فنفع الله به المنطقة , وقُراها , حيث أنشأ عشرة فروع للدعوة في منطقة حائل , في سنة واحدة , وشعبة لتوعية الجاليات من أقوى شعب الجاليات في المملكة , فكانت ثمار هذه الفروع عظيمة , ينطلق منها الدعاة إلى الله -عز وجل- .

وعين فيها الدعاة المحتسبين , والإداريين المنظمين , ولا تزال هذه المراكز قائمة بالدعوة إلى الله – عز وجل – خير قيام .

وأثناء عمله في فرع الوزارة , حرص – حفظه الله – على تعيين طلبة العلم الأكفاء في الجوامع , وفتح الدروس للنابهين من طلبة العلم , وغيرهم , فانتظمت المسيرة العلمية في مدينة حائل , ومحافظاتها , وقراها .

ولم تقتصر دروسه , ودوراته العلمية , ومحاضراته على منطقة حائل فحسب , بل فتح عديداً من الدورات في منطقة الجوف , والمنطقة الشرقية , والرياض , وجدة , وغيرها من المناطق .

وكان يتعاهد القرى بالمحاضرات , والزيارات , وكان آمراً بالمعروف , ناهياً عن المنكر , فكم أبطل الله بسببه من منكر , وحصل به من معروف , فَلِوَجاهته عند ولاة الأمر , كان الإخوة في هيئات الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر , إذا رأوا أمراً لا يستطيعونه , ذهبوا إلى الشيخ , فيتصل بولاة الأمر , فيزول المنكر , وكان هديه في هذا هدى علماء السلف , من النصح لولاة الأمور , والحث على جمع الكلمة , ومناصحتهم بالحكمة , والموعظة , والدعاء لهم , وتربية طلبته على منهج السلف في التعامل مع ولاة الأمر , وغيرهم .

وذهب إلى أفغانستان , واستقر في ولاية كنر السلفية, مع الشيخ جميل الرحمن – رحمه الله – , وكان سبب ذهابه ؛ أن طُلب منه تعليم المجاهدين العقيدة , وبعض الأحكام التي يجهلونها .

وكانت أفغانستان في ذلك الوقت , مليئة بالوافدين, من العرب, والعجم , وكانوا بحاجة ماسة لعالمٍ متمكن في معتقد السلف , وقد مكث فيها مدة يسيرة , رجع بعدها إلى طلبته , وإلى إكمال مسيرته العلمية , والدعوية .

وقد ألف كتاباً فريداً , قدم له العلامة الشيخ الألباني – رحمه الله – , وأعجب به , وهو إرشاد القارئ إلى أفراد مسلم على البخاري .

وله شروح كثيرة على الكتب الستة , وعلى موطأ مالك , وعلى زاد المستقنع , وعلى متن أبي شجاع , وعلى نيل الأوطار , والسبيل الجرار , وإعلام الموقعين , وزاد المعاد , ومفتاح دار السعادة , ومشكاة المصابيح , وقُرِئَت عليه كتب كثيرة جداً .

وله تعليقات على غالب كتب المعتقد , كالواسطية , والحموية , واجتماع الجيوش الإسلامية , وكتاب التوحيد , وله شرح ممتع على كشف الشبهات , والأصول الستة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب .

وكتابه النبذ على الشريعة للأجري , بتقديم سماحة مفتى عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله - , من أقوى الكتب المبينة لمنهج السلف , وكذلك له كتاب النكت على الروضة الندية , دعمها بالأدلة والآثار عن الصحابة الكرام , وله رسائل في الدعوة , كالخطوط العريضة في منهج السلف , ورسالة لا تقدموا بين يدي الله ورسوله .

وله رسائل في الفقه , كرسالة الصلاة في الرحال عند تغير الأحوال , وقصر الصلاة في السفر , وله استدراكات على كتب الشيخ الألباني , كالتنبيهات المليحة على السلسلة الصحيحة , وإتمام الحاجة على سنن ابن ماجة , أما الأشرطة , فتبلغ الآلاف لو أحصيت , وجمع ما عنده طلبته منها, في بيان منهج السلف في العقيدة , والعبادة , والمنهج .

وهو معدود من الحفاظ في هذا الزمن , أما الصحيحين فأحاديثها بين عينه , وأما السنن الأربعة فلا يخفى عليه شيء من صحيحها , وضعيفها , لأنه أبرز طلبة العلامة الشيخ المحدث عبد الله الدويش – رحمه الله - .

وله باع طويلٌ في التصحيح , والتضعيف , والرجال , والنقد , وقرأت عليه تذكرة الحفاظ للذهبي , وكان يستدرك عليه بعض الرجال .

ولازمته منذ وطئت قدمه مدينة حائل , حتى ارتحل منها – وفقه الله أينما حل -, وقَرَأْت عليه كتباً كثيرة , وسمَّعتُ عليه غالب المتون الحديثية , وكان معظماً للسنة غاية التعظيم , فإذا جلس للتدريس ذكرك بسير السلف الصالح , وحدثني بعض المنتمين لبعض المناهج المبتدعة ؛ أنه دخل على الشيخ في مجلس العلم , قال : وكنت أكرهه لكثرة التحذير منه , ولم أره , فلما رأيته قلت في نفسي : ليس هذا بوجه كذاب , قال : فسألته عما في نفسي من الشبه , فأزالها , والتحقت بدروسه وهو الآن من خيرة إخواننا طلبة العلم .

وكان لا يمل من التدريس , ولو جلس الساعات الطوال , ومعظماً لآثار الصحابة الكرام , آخذاً بأقوالهم , وكان يذكِّرنا بقول أحد السلف : إذا كان للصحابة في المسألة قولان , فإياك أن تحدث قولاً ثالثاً . ولا يخرج عن فتاواهم , وأقوالهم فيما أفتوا فيه , وكان يحذرنا من التقدم بين يدي من هو أعلم منا , ويذكرنا بمقولة السلف : إياك أن تفتي في مسألة ليس لك فيها إمام .

وكان يتوقف في بعض المسائل حتى يتضح له الحق فيها , ولربما أحالها على العلماء الكبار , كالشيخ ابن باز , وابن عثيمين – رحمهم الله تعالى - , ولما حدثت فتنة الكويت , وغزو العراق لها , وافق العلماء الكبار في فتواهم , وأكثر من المحاضرات العلمية في نقد المخالفين للعلماء , ولمنهج السلف الصالح , وعواقب الخروج على السلاطين والأئمة , وأكثر من ذكر الحوادث التي حدثت في الأمة قديماً , بسبب مخالفتها لهذا الأصل العظيم , وأكثر من نقل الأدلة من السنة , وأقوال أئمة السلف , فلَقِيَت محاضراته قبولاً بين أوساط الشباب , لما تحويه من علمٍ أصيلٍ مستمدٍ من الكتاب , والسنة , والأثر ومن بطون كتب السلف , لذلك ثارت ثائرة المخالفين , فأوذي في نفسه , واتهم في عرضه , ولفقت عليه التهم , ووصف بالعمالة , ونشرت في حقه المنشورات الباطلة , وصرخ الشيطان في آذانهم , لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا .

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173}}آل عمران

فما زاده هذا إلا اعتصاماً بالله , وتوكلاً عليه , وكان يذكرني بمقولة شيخ الإسلام – رحمه الله - : ( من نصر السنة , كان له نصيب من قول الله تعالى :{ ورفعنا لك ذكرك } ومن خذل السنة , كان له نصيب من قوله تعالى :{ إن شانئك هو الأبتر } ) وصدق -حفظه الله- .

فلقد رفع الله – عز وجل – ذكره , وخذل عدوه , ومناوئه , وما والله حججت أو اعتمرت , وطفت بالبيت , إلا خصصته بدعاء , لما له من الفضل علىَّ , خاصة , وعلى أهل منطقة حائل , وغيرها عامة , فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء , على ما قدمه , وما يقدمه للأمة من خير .

ويتلخص بغضهم للشيخ في أمور :

منها : رد الشباب للكتاب والسنة , والأثر , وما عليه الأوائل .

ومنها: اهتمامه بكتب السلف , وتدريسها , والإحالة عليها .

ومنها : نقده الصريح للمخالفين لمنهج السلف الصالح .

ومنها : استشهاده بالحوادث التي حدثت في الأمة , بسبب مخالفة الأصول .

ومنها : إحالة الشباب على علمائهم الأكابر , والصدور عنهم .

ومنها : حرصه على اجتماع الكلمة في هذه البلاد , وغيرها , وتحذيره من الفرقة , وبيان خطورتها على الأمة .

ومنها : بيان حقوق ولاة الأمر من السمع , والطاعة , والنصح لهم , وعواقب الخروج عليهم , أو سبهم على المنابر , أو إثارة الناس على ولاة أمرهم .

ومنها : ذكر الأصول الفاسدة للفرق الضالة , والأحزاب المختلفة , وتحذيره منها.

ومنها : ارتباطه بالعلماء الكبار , واستشارته لهم فيما أشكل , كابن باز , وابن عثيمين , والألباني – غفر الله لهم - ,

ومنها : عدم الالتزام بمذهب معين , إنما التعظيم للكتاب, والسنة , والأثر وما كان عليه سلف الأمة من الصحابة , والتابعين , وأتباعهم , وعلماء الأمة الربانيين .

ومنها : ذمه للكتب الفكرية , وتحذير الشباب منها , لما تحويه من فساد في المعتقد , والمنهج .

ومنها : زيارته لبعض المراكز في المملكة , وخارجها لنشر السنة والعلم , حتى إن بعض طلبة العلم في أوربا يدرسون أشرطته , وكتبه .

إلى غير ذلك من الأصول السلفية , التي كان الشيخ يدرسها , ويدعو لها , التي أثارت المخالفين والمغرضين مع ما تحمله النفوس من الحسد , وحب الظهور , ولو على الظهور , وقد كتبت هذه النبذة المختصرة من سيرته العلمية على عجل , عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم :" لا يشكر الله من لا يشكر الناس " رواه أبو داود والترمذي .

وأهل العلم أحق بالشكر من غيرهم , فشكر الله له سعيه , وجعله في ميزان عمله , ونصر به السنة , وأهلها , وخذل به البدعة , وأهلها .

وأخيراً أذكر المخالفين والمبغضين , والحاسدين , بقول الله تعالى :{ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله } , وبقول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تحاسدوا " متفق عليه , و بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " من قال في مؤمن ما ليس فيه , أسكنه الله ردغة الخبال , حتى يخرج مما قال " . رواه أبو داود من حديث ابن عمر .

وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد .

وكتبه تلميذه

سعيد بن هليل العمر

مدير المعهد العلمي في حائل


المصدر: البريد الإلكتروني
منقول
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.