أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
5050 107599

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-04-2015, 04:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الإحسان إلى الجيران

الإحسان إلى الجيران

الحمد لله رب رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

أمر الله – تبارك وتعالى - في كتابه العزيز بالإحسان إلى الجيران وذلك بقوله - سبحانه -: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}. [سورة النساء: 36]. قال ابن كثير رحمه الله - تعالى - في تفسير القرآن العظيم: [وقوله - تعالى -: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} قال عليّ بن أبي طلحة عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -: يعني «الذي بينك وبينه قرابة»، {وَالجارِ الْجُنُبِ}: «الذي ليس بينك وبينه قرابة».
وكذا رُوِيَ عن عكرمة ومجاهد وميمون بن مهران والضحاك وزيد بن أسلم ومقاتل بن حيان وقتادة.
وقال أبو إسحاق: عن نوف البكالي في قوله: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} يعني: «الجار المسلم»، {وَالجارِ الْجُنُبِ} يعني: «اليهودي والنصراني»، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم؛ وقال جابر الجعفي عن الشعبي عن علي وابن مسعود - رضي الله عنهما -: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} يعني: المرأة.(1)
وقال مجاهد أيضًا في قوله {وَالجارِ الْجُنُبِ} يعني: الرفيق في السفر ...]. ا هـ. انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير رحمه الله - تعالى – 1/ 657].

حــَــــدُّ الجـِـــــوار

عن طلحة بن عبد الله رجل من بنى تيم بن مرة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت: يا رسول الله ! إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي ؟ قال: (إلى أقربهما منك بابا) قال الألباني: (صـحـيـح) انظر: [الأدب المفرد 1/ 51 رقم 108].
وعن الوليد بن دينار عن الحسن: أنه سئل عن الجار فقال: أربعين دارًا أمامه، وأربعين خلفه، وأربعين عن يمينه، وأربعين عن يساره) قال الألباني: (صـحـيـح) انظر: [الأدب المفرد 1/ 51 رقم 109].
وقد يكون حد الجوار أكبر من ذلك؛ كالجوار في البلدة أو المدينة، لقول الله - سبحانه وتعالى -: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} [سورة الأحزاب: 60].
قال ابن كثير رحمه الله – تعالى في تفسير القرآن العظيم: {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ}: [قال عليّ بن أبي طلحة عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهم -: أي لنُسَلِّطَنَّكَ عليهم؛ وقال قتادة: لنُحَرِّشَنَّكََ بهم؛ وقال السديّ: لنُعْلِمَنَّكَ بهم.
وقوله: {ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً} أي: في المدينة.
{مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}: حال منهم في مدة إقامتهم في المدينة مدة قريبة مطرودين مبعدين أينما وجدوا أُخِذوا لِذِلَّتِهِمْ وَقِلَّتِهِم {وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}. ا هـ. انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير رحمه الله - تعالى - 3/ 685].

أما حديث: (الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، وهو أفضل الجيران حقا، فأما الجار الذي له حق واحد، فالجار المشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان فالجار المسلم لا رحم له، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم؛ له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم، وأدنى حق الجوار أن لا تؤذي جارك بقتار قدرك إلا أن تقدح له منها) فهو (حديث ضعيف) انظر: [السلسلة الضعيفة جـ 7 رقم 3493].
وأيًا كان الجار من هؤلاء، وأيًا كان حَدُّه، فقد أوصى الله - تبارك وتعالى – بالإحسان إلى الجار في قوله - جلَّ شأنه -: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ}.
وأنزل جبريل - عليه الصلاة والسلام - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالوصية بالجار، وما ذلك إلا لمكانته وقربه ودنوّه وكثرة مخالطته، إذ أن الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه يميل إلى الأنس بمن حوله.
‌فعن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن رجل من الأنصار قال: «خرجتُ من بيتي أريد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا به قائمٌ ورجل معه، كل واحدٍ منهما مُقبلٌ على صاحبه: ظننتُ أن لهما حاجة، فواللهِ لقد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جعلتُ أرثي له من طول القيام، فلما انصرف، قلت : يا نبي الله ! لقد قام بك الرجل حتى جعلتُ أرثي لك من طول القيام، قال: (وقد رأيتَه ؟) قلت: نعم، قال: (وهل تدري من هذا ؟) قلت: لا، قال: (ذلك جبرئيل، ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، ثم قال: (أما إنك لو سلَّمْتَ عليه، لرَدَّ عليك). أخرجه الطحاوي (4/ 27) وأحمد (5/ 32 و 365) والخرائطي (35 - 36). قال الألباني: (وإسناده صحيح) [إرواء الغليل 891].
وفي رواية عن ابن عمر وعائشة – وغيرهما - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه). ‌(متفق عليه).
وعن أبي شريح وأبي هريرة – رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليسكت) (متفق عليه).

وينبغي الإحسان إلى الجار وإن كان غير مسلما: فعن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه ذُبِحَتْ له شاة، فجعل يقول لغلامه: (أهَدَيْتَ لجارنا اليهودي ؟، أهَدَيْتَ لجارنا اليهودي ؟، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) قال الألباني: (صـحـيـح) انظر: [الأدب المفرد 1/ 50 رقم 105].
وأن يقدم الجار الأقرب في الهدية لقوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة رضي الله عنها - لما سألته: «يا رسول الله إنّ لي جارين، فإلى أيّهما أهدي؟» قال: (إلى أقربهما منك بابا). (رواه البخاري).
والحكمة في ذلك أنّ الجار الأقرب قد يرى ما يدخل بيت جاره، فيتشوَّق له، بخلاف الأبعد، كما أنّ الأقرب أسرع إجابة لما يقع لجاره من المُلمّات.
وعلى الجار المُهدى له أن لا يستقله أو يحتقره وإن كان قليلاً لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: (يا نساء المسلمات، لا تحقرنَّ جارة لجارتها ولو فِرْسَنَ شاة» (متفق عليه).
والفرسن: عظم قليل اللحم، كالحافر للدابة.

كيف يعرف المسلم بأنه محسن إلى جيرانه أو مسيء ؟

عن أبي وائل عن عبدالله – رضي الله عنه - قال: قال رجل: يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا سمعت جيرانك يقولون: أحسنت فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت فقد أسأت). رواه النسائي في «مجلس من الأمالي» (2/ 55). وله شاهد من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ! دلني على عمل إذا أخذتُ به دخلتُ الجنة ولا تكثِرْ عليّ، فقال لا تغضب. وأتاه رجل آخر فقال: يا نبي الله ! دلني على عمل إذا عملته دخلتُ الجنة. فقال: كن محسِنا. قال: وكيف أعلم أني محسن ؟ فقال: تسأل جيرانك، فإن قالوا: إنك محسن، فأنت محسن، وإن قالوا: إنك مُسيءٌ فأنت مسيء). (صحيح) انظر: [السلسة الصحيحة 3/ 317 رقم 1327].


وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الأباني رحمه الله تعالى


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وجابر الجعفي: شيعي؛ من رواة الحديث عند الشيعة؛ ويَقصد بالمرأة: الزوجة.
لكن الإحسان للزوجة يأتي في قوله تعالى: {والصَّاحب بالجنب}، وقيل: هو الرَّفيق في السَّفر؛ كما قال مجاهد.
قال فضيلة الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - في تفسيره للآية الكريمة؛ وقول جابر الجعفي: [... وهذا ليس بجيدٍ؛ فرواية جابر الجعفيّ ليست بشيءٍ، والصواب: أنَّ الجارَ ذي القربى: الجار القريب، كالعمِّ وابن العمِّ والأخ ونحو ذلك...].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.