أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
39540 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #691  
قديم 01-14-2020, 12:08 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

الشيخ خالد بن عثمان السبت

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه لمحة موجزة جداً عن المسيرة العلمية لفضيلة شيخنا / الشيخ: خالد السبت - حفظه الله - كتبتها تلبية لطلب كثير من الأخوة في الملتقى وغيره، ممن لا يعرف فضيلته وأحب أن يتعرف عليه، وقد اجتهدت ما استطعت في كبح جماح القلم عن كثير مما أعرف؛ احتراماً لما أعلمه عن شيخنا من عدم رضاه بالمدح، والإطراء، بل وغضبه من ذلك، سائلاً الله أن يبارك في هذه الكلمات وأن يمد في عمر شيخنا على طاعته ورضاه.. آمين. فأقول:

هو شيخنا الشيخ/ خالد بن عثمان بن علي السبت، من مواليد منطقة الزلفي، عام 1384 هـ-، ثم انتقل مع والديه إلى منطقة الدمام، ودرس بها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبعد تخرجه من الثانوية العامة توجه للرياض وهو في شوق شديد لتحصيل العلم، خاصة على سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فالتحق بقسم السنة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وممن درسه من المشايخ المشهورين؛ فضيلة الشيخ/ عبد الكريم الخضير حقظه الله، ولكن لم يطل مكث الشيخ بالرياض نظراً لبعض الظروف، فانتقل إلى الأحساء، وكان جل وقته يقضيه في القراءة والتحصيل الشخصي، واعتنى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله عناية بالغة، بالإضافة إلى عنايته بسماع الأشرطة العلمية المتيسرة في ذلك الوقت، ثم عاد بعد تخرجه إلى الدمام؛ فدرَّس سنتين في ثانوية الشاطئ، واستمر على طريقته في تكوين نفسه علمياً - نظراً لفقر المنطقة في ذلك الوقت من العلماء البارزين - وكانت عنايته في هذه الفترة منصبة على شروح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، كما أنه درَّسَ عدداً من المتون العلمية كعمدة الأحكام، وغيرها من متون العقيدة لمجموعة من الطلبة في ذلك الوقت، حتى أذن الله بانتقاله إلى المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، فكانت هذه النقلة مرحلة جديدة ومكثفة في تحصيل شيخنا ودراسته على المشايخ، فاعتنى بدراسة علم أصول الفقه فقرأ على الشيخ/ أحمد عبد الوهاب عددا من المتون في أصول الفقه كمتن الورقات، ومتن المراقي، ثم قرأ شرح البنود على المراقي كاملاً، ثم نثر الورود كاملاً، والمواضع الناقصة منه استكملها من شرح الولاتي، وقرأ عليه الموافقات للشاطبي حتى أنهاه،،وقرأ أيضا على الشيخ/ عمر عبد العزيز في الأصول، وفي مناهج الأصوليين وطريقتهم في التأليف، كما اعتنى الشيخ بعلم اللغة والنحو فقرأ على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف الآجرومية، وشذور الذهب، وقطر الندى، وشرح ابن عقيل، وشرح عبد العزيز فاخر على الألفية، كما قرأ الألفية كاملة مفرقة على أكثر من شيخ، ومنهم الشيخ غالي الشنقيطي، والشيخ / محمد الأغاثة الشنقيطي، كما قرأ في الأدب كتاب روضة العقلاء، وكتاب عيون الأخبار لابن قتيبة كاملاً على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف أيضاً، وقرأ على الشيخ/ أحمد الخراط عددا من الكتب، بالإضافة إلى قراءات في كتاب الكامل للمبرد، وكان الشيخ يعجبه في هذا المجلس جمعه لعدد من العلوم كالنحو، والقواعد الإملائية والإعرابية، والأدب وغيرها، وقرأ على الشيخ / حمدو الشنقيطي؛ ومما قرأ عليه شرح قصيدة بانت سعاد، كماقرأ - شيخنا - في الفقه أشياء على الشيخ/ علي بن سعيد الغامدي، والشيخ/ فيحان المطيري، وقرأ في المصطلح على الشيخ / محمد مطر الزهراني في نزهة النظر، ومن المشايخ الذين يجلهم الشيخ كثيراًَ ويكثر من ذكر أخبارهم، ويذكر أن مجالسه وأحاديثه كانت عامرة بالفوائد والفرائد في العلم والأدب؛ فضيلة الشيخ/ عبد العزيز قارئ وهو الذي أشرف على رسالتي الشيخ في الماجستير والدكتوراه، وقد قرأ عليه مواضع من الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، والبرهان في علوم القرآن للزركشي، كما قرأ على الشيخ/ علي عباس الحكمي، بالإضافة على عدد آخر من الشيوخ، وكانت قراءته عليهم لا تنقطع طوال الأسبوع حتى في يوم الجمعة، حتى إن زملاءه في الدراسات العليا كانوا يتعجبون من جمعه بين هذا الكم من الدروس، واعتنائه برسالته العلمية، وسائر أعماله الأخرى، وكان الشيخ يستغل الإجازات ليرحل إلى فضيلة الشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله ليقرأ عليه، فقرأ من مختصر التحرير في الأصول، ومواضع من صحيح البخاري، وأشياء من قواعد ابن رجب رحمه الله، إضافة إلى ذلك فقد كان معتنياً عناية شخصية فائقة بعلم التوحيد والعقيدة وأصول الدين،وقد استمر الشيخ على هذه الحال من العناية البالغة بالتحصيل مع نهم الشديد في القراءة والطلب، وقد وهبه الله جلداً عظيماً قل نظيره، حتى عرفه علماء المدينة ومشايخها وطلبة العلم فيها؛ سواء من أهل البلد أو غيرهم من الوافدين من طلاب الجامعة، فلم ألق أحداً من فضلاء المشايخ في المدينة؛ أو غيرها ممن عرف الشيخ وجالسه؛ إلا وهو يثني على الشيخ ويجله ويحفظ له قدره، وقد جمع الشيخ - رفع الله درجته - بالإضافة إلى عنايته البالغة بالعلم تحصيلاً وتدريساً، اهتماماً بالدعوة إلى الله في المدينة وخارجها من مناطق المملكة،وبلدان العالم الإسلامي فقد رحل الشيخ إلى أندونيسيا مراراً وإلى غيرها من البلدان ليقيم الدورات العلمية هناك.

وقد بدأ الشيخ حفظه الله دروسه الرسمية المعلنة في منطقة الدمام عام 1413 هـ- فدرَّس متن الورقات، ونظمه، وقواعد الأصول ومعاقد الفصول، وأشياء من روضة الناظر في أصول الفقه، وشَرَح الأصول الثلاثة، وكشف الشبهات، والواسطية وغيرها، كما شَرَح كتاب التوحيد على مدى ثلاث سنوات في الإجازات الصيفية فقط. ثم توقفت الدروس فترة لبعض الأسباب؛ حتى يسر الله عودة الشيخ إلى الدمام أستاذاً في كلية المعلمين ثم عميداً لكلية الدراسات القرآنية في عام 1418هـ-، وبدأ نشاط الشيخ العلمي يظهر في المنطقة بشكل ملحوظ؛ فأقام عدداً من الدروس العامة في مسجده - مسجد القاضي بحي المريكبات - ومن تلك الدروس: شرح مراقي السعود، وشرح صحيح الإمام مسلم، وشرح عمدة الفقه، والتعليق على التفسير الميسر، بالإضافة لدرس التفسير العام الذي ابتدأ فيه الشيخ من أول القرآن، وهو يسير فيه على نفس الإمام الشنقيطي رحمه الله - وللشيخ عناية خاصة بعلم هذا الحبر العلامة رحمه الله -، كما شرح الشيخ مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلق على فتح المجيد كاملا، وكذلك اقتضاء الصراط المستقيم،وشَرَح القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين، إضافة لعدد من الدورات العلمية التي أقامها؛ كالمهمات في علوم القرآن، وشرح رسالة الشيخ ابن سعدي في القواعد الفقهية، بالإضافة إلى عدد من المحاضرات العامة التي يلقيها في منطقة الدمام وما حولها ومن أبرزها محاضرات في أعمال القلوب أنصح جميع الأخوة بالحرص عليها.

وأما نتاج الشيخ العلمي فمن أبرزه ما يلي:

رسالة كبيرة بعنوان: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) .

و (كتب مناهل العرفان دراسة وتقويم) - وهي رسالة الماجستير -

و (قواعد التفسير) - وهي رسالة الدكتوراه -

وتحقيق كتاب (القواعد الحسان) لابن سعدي رحمه الله.

وتحقيق كتاب (نور البصائر) ، وهو متن صغير في الفقه؛ لمبتدئي الطلبة ألفه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.

وكتاب (العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير) ، وقد بذل فيه الشيخ جهدا مضنياً جداً؛ أسأل الله أن يدخر له أجره يوم يلقاه، وأن يجمعنا وإياه والإمام الشنقيطي في أعلى الدرجات عنده مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. آمين

والشيخ حفظه الله ميزه الله بهمة وقادة، ونفس طموحة، مع ورع نادر،وأخذ للنفس بالعزيمة والجد، يحلي ذلك كله دماثة في الخلق، وطيب في المعشر، مع صلة قوية بالله يظهر أثرها في سمته وسيماه، ولكلامه صولة على قلب مستمعه بحيث لا يكاد يشك سامعه في صدقه ونصحه، مع هضم عظيم للنفس، واحتقار للعمل، وكم من مرة سألته عن اختياره، فقال لي: "مثلي لا يكون له اختيار"، هكذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً، ومثلي أقل من أن يزكي الشيخ،وإنما هو اعتراف ببعض فضله، وشيء من القيام بحقه، والله يتولانا ويتولاه في الدنيا والآخرة.. إنه سميع قريب.

تنبيهات:

كثير من هذه المعلومات عن الشيخ؛ استفدتها من الأخ الشيخ/ محمد النعيمي وهو من أخص تلاميذ الشيخ؛ فجزاه الله خيراً على ما أمدني به من معلومات.

كما اقتصرت في هذه الترجمة الموجزة على الخطوط العريضة في المسيرة العلمية لشيخنا حفظه الله، وكبحت جماح القلم عن كثير مما أعرف مراعاة لما أعلمه من عدم رغبة الشيخ في ذكر ذلك.. سائلاً الله تعالى أن يمن على شيخنا بالزيادة في العلم والعمل والقبول وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، وإيانا وسائر العلماء وطلبة العلم الربانيين إنه خير مسؤول وهو مولانا ونعم النصير. والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1273

بواسطة العضو عبد الله الخميس
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #692  
قديم 06-29-2021, 01:08 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي القبس المنير في ترجمة الشريف السلفي إبراهيم الهاشمي الأمير

القبس المنير في ترجمة الشريف السلفي إبراهيم الهاشمي الأمير
https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/s...ad.php?t=10283
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #693  
قديم 06-29-2021, 01:13 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي "تحفة الوارد بترجمة الوالد-والد الشيخ ابو معاوية البيروتي-

"تحفة الوارد بترجمة الوالد"،وهي ترجمة والدي العميد الركن عبد الرحمن البحصلي رحمه الله




https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=1938
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #694  
قديم 06-29-2021, 01:36 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي التعريف بآل وذرية الشيخ المجدّد محمد بن عبد الوهّاب النجدي رحمهم الله، عائلة علماء من


التعريف بآل وذرية الشيخ المجدّد محمد بن عبد الوهّاب النجدي رحمهم الله، عائلة علماء منذ ثلاثة قرون
جمع وترتيب
أبي معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي

https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/s...ad.php?t=35989
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #695  
قديم 06-04-2022, 02:09 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

الشيخ علي بن محمد الفقيهي

هو علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، ولد في قرية المنجارة من قرى منطقة جازان عام 1354هـ، وهناك نشأ وتلقى تعليمه الأولي والثانوي.
التحق منذ صغره بعدد من حلقات العلم، وتتلمذ على عدد من المشايخ في مدارس الشيخ عبد الله القرعاوي العلمية في الجنوب، وكان من شيوخه الشيخ حافظ الحكمي.
واصل تحصيله العلمي، حتى حصل على شهادة الدكتوراه متخصصا في الشريعة - قسم العقيدة، من جامعة الملك عبد العزيز فرع مكة (جامعة أم القرى حاليا) عام 1399هـ.
التحق بالعمل الوظيفي، ومارس خلال حياته العلمية العديد من الوظائف، ومنها :
- عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- أمين عام الجامعة الإسلامية.
- رئيس مجلس شؤون الدعوة.
- عضو هيئة التدريس بالدراسات العليا.
يعمل حاليا ـ حين كتابة هذه الترجمة 1418هـ ـ مستشارا بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومدرسا بالمسجد النبوي.
شارك في عدد من المؤتمرات في داخل المملكة وخارجها، منها :
- مؤتمر المسكرات والمخدرات الذي عقد في رحاب الجامعة الإسلامية.
- مؤتمر القرن الخامس عشر الهجري سنة 1400هـ الذي عقد في السودان.
وله مجموعة من الأبحاث المنشورة والمؤلفات المطبوعة والكتب المحققة، منها :
- كتاب الإيمان - لابن منده - ثلاثة مجلدات - تحقيق.
- كتاب التوحيد - لابن منده - مجلدان - تحقيق.
- الرد على الجهمية - لابن منده - جزء ـ تحقيق.
- الأربعين في دلائل التوحيد ـ للهروي ـ تحقيق.
- الإمامة والرد على الرافضة ـ لأبي نعيم ـ مجلد ـ تحقيق.
- الصفات والنزول ـ للدارقطني ـ تحقيق.
- الحيدة ـ للكناني ـ تحقيق.
- الصواعق المرسلة ـ لابن القيم ـ الجزء الأول ـ تحقيق بالاشتراك.
- منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان ـ تأليف.
- الفتح المبين ـ تأليف.
- الرد القويم البالغ على الكتاب المسمى بالحق الدامغ ـ تأليف.
- سلسلة الوصايات في الكتاب والسنة.
إضافة إلى عدد من الأبحاث والمقالات المنشورة في مجلة الجامعة الإسلامية.
المصدر:
خطاب من صاحب الترجمة.
_____________________
المصدر : موقع شبكة سحاب السلفية
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #696  
قديم 06-04-2022, 02:10 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

الشيخ علي رضا
كتبه /أبو عبد الملك السلفي ((المشنف))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فهذه ترجمة موجزة للشيخ السلفي البحاثة علي رضا ـ حفظه الله ـ حتى يعرف قدره من حاول الطعن والغمز من الأغمار المتعالمين والحقدة الشانئين،نسأل الله لنا وله التوفيق والسداد ولزوم السنة والثبات عليها ونصرتها.
*من مواليد المدينة النبوية عام 1381هـ
* حصل على البكالريوس في الفيزياء بتقدير ممتاز من جامعة الملك عبد العزيز،ثم الماجستير في طرق التدريس من الجامعة نفسها.
*يعمل مدرسا في وزارة المعارف بالمدينة النبوية.
*كان شغفه منذ بدئه الطلب للعلم الشرعي بعلم الحديث عندما من الله عليه بلقيا العلامة المحدث الألباني ـ رحمه الله ـ قبل 29 سنة .
*حفظ القرآن الكريم وحصل على إجازة من الشيخ منير الصفاقسي وهوعن شيخ القراء بمصر عبد الفتاح القاضي عام 1399هـ.
*من أوائل من طلب وأخذ عنه علم الحديث الشيخ العلامة محدث اليمن مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ .
*كان مواظبا على حضور دروس الشيخ الألباني عند كل مقدم له إلى المدينة النبوية.
* ثم بدأ الاشتغال بتحيق وتخريج أحاديث بعض الكتب ،فكان أول بدايته تحقيق وتخريج أحاديث كتاب"أربعون بابا في الطب"للبعلي الحنبلي مشاركة مع الشيخ أحمد البزرة ،ثم تلاه بتخريج "الثلاثيات"كذلك مشاركة مع الشيخ البزرة ،ثم "صفة الجنة"لأبي نعيم وكلها قد طبعت ولله الحمد ،ثم ....
*وكان الشيخ علي وفقه الله يقوم بإرسال هذه الكتب والبحوث للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ حتى تطمئن نفسه على مستواه في التحقيق العلمي الحديثي ـ مع تخوف الشيخ علي من أن يقوم العلامة الألباني بتوبيخه ولومه على أخطائه وأعماله !
غير أنه كان مالم يكن ويدر في الحسبان ،فمن الله عليه بجواب من الشيخ العلامة محدث العصر أعظم من أي درجة علمية وذلك حينما قال له الشيخ :
"أنت مثلنا يغلب عليك الصواب في تحقيقاتك ،وكتاباتك شأنها شأن البارزين في هذا المجال ،وأسأل الله أن ينفع بك الناس".
*وقد زكاه غير واحد من العلماء المشهورين:
1) تقدم تزكية العلامة الألباني له .
وكذلك قال الشيخ الألباني للشيخ علي :"ردودك جيدة خاصة على المليباري هذا".
وقال أيضا ـ رحمه الله ـ عن حديث صححه الشيخ علي ،وهو حديث:((ماأضر من استغفر وإن عاد...))وأن راويه هو الثقة لا الضعيف النكرة عنده،والمقبول عند ابن حجر ،وبعد مداولة طويلة من الكلام معه قال:
"على كل حال الظاهر أنه يجب أن أعيد النظر في تضعيفه،ويعطيك الله العافية".
2) الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ :
فقد كانت له مكاتبات ومراسلات للسشيخ ـ رحمه الله ـ حول بعض الأمور المخالفة للعقيدة مثل تدريس نظرية النشوء والارتقاء لدارون فقد بين أنها كفر وضلال ومع ذلك لاينتبه إلا من وفقه الله ،كما طلب من الشيخ تزكية للعمل في الجامعة الإسلامية فأعطاه التزكية بناءا على تزكية الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله .
3)الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ:
فله مدارسات ومكاتبات علمية كثيرة وقد نشر شيء منها على الشبكة ؛في شبكتي :أنا السلفي،وسحاب.
4)الشيخ المجاهد ناصر السنة ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ:
وهذه تزكيته للشيخ علي رضا:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد : فإن الأخ الفاضل / علي رضا بن عبد الله بن علي رضا من خيرة
من عرفت من حملة العلم الصحيح وأصحاب المنهج السلفي ، وله نشاط طيب
في الذب عن عقيدة أهل السنة وعن السنة النبوية 0
فإلى من يهمه الأمر أوجه ندائي في تشجيعه ومناصرته في الذب عن الحق وأهله
وتشجيعه على العمل في المكان المناسب 0
وفق الله الجميع لما يرضيه 0
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
كتبه / ربيع بن هادي المدخلي
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية 0
التوقيع
في 6 / 1 / 1417 هجرية
5)الشيخ العلامة صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ:
فقد كان الشيخ الفوزان ـ حفظه الله ـ يحرص على متابعة مقالات الشيخ عليرضا والتي كانت تنشر في جريدة المدينة النبوية والتي كانت تحوي دفاعه عن العقيدة والمنهج وبخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية ،بل وعندما زاره الشيخ علي رضا وسأله عن :هل يعاب الإنسان بكثرة الردود ؟
فقال الشيخ الفوزان:لايعاب بل يثاب.
وفرح الشيخ الفوزان كثيرا عندما علم بتحيق الشيخ علي رضا لكتاب"سيف الله "وتفضل أثابه الله بكتابة مقدمة له جاء فيها(ص6):
"..فإن كتاب "سيف الله على من كذب على أولياء الله"تأليف الشيخ صنع الله بن صنع الله الحلبي المكي الحنفي رحمه الله ،كتاب مفيد في موضوعه ،وهو الرد على المخرفين الذين يعبدون الأولياء من دون الله أسوة بمن قبلهم ...." إلى قوله:
" فقيض الله للحق أنصارا يردون عنه شبه المشبهين ،وانتحال المبطلين ،ومن هؤلاء مؤلف هذا الكتاب الذي بين أيدينا ـ وكان مفقودا لانعلم عنه شيئاإلا مانجده من النقولات عنه في كتب التوحيد ـ حتى أتاح الله لإخراجه وتحقيقه فضيلة الشيخ: علي رضا بن عبد الله بن علي رضا ،فقد اعتنى بهذا الكتاب وعلق عليه بتخريج مافيه من الأحاديث والآثار،وحقق نصه واستدرك على المؤلف بعض الأخطاء التي وقع فيها ـ وهي قليلة بحمد الله ـ لاتقلل من قيمة الكتاب ،فجزاه الله خيرالجزاء، وجعل ذلك في ميزان حسناته ،وزاده علما نافعا ،وعملا صالحا..."اهـ.
6)الشيخ العلامة عبد المحسن العباد البدرـ حفظه الله ـ:
فقد قدم لكتاب الشيخ علي رضا: "بيان تخبط وتخليط حسن المالكي وصاحبته في ما كتباه حول بيعة علي رضي الله عنه " بقوله:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد قرأ علي أخونا الشيخ الفاضل: علي رضا بن عبد الله بن علي رضا النماذج التي كتبها في بيان تخبط وتخليط حسن المالكي وصاحبته في ما كتباه حول بيعة علي رضي الله عنه.
وقد كشف عن جهلهما وسوء فهمهما لأنهما دخلا في شيء هما أجنبيان عنه فجزاه الله خيرا وأجزل له المثوبة وبيعة علي بعد عثمان رضي الله عنهما حق عند أهل السنة لا خلاف فيها، والباطل الزعم بأنه الأحق بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول بعض المبتدعة ومنهم المالكي نفسه كما في كتابه "قراءة في كتب العقائد".
والشيخ علي رضا ذو عناية واهتمام بالسنة والرجوع إلى كلام أهل العلم والاستفادة منهم لا سيما الشيخ الألباني رحمة الله، وأيضا له جهود في الرد في الصحف على بعض أهل البدع والأفكار الخاطئة وله جولات مع المالكي في الرد عليه في الصحف قبل عدة سنين.
وقد ذكر المالكي في أحد كتبه السيئة أنه أبتلى بأناس أحسدهم علي رضا، ولا أدري على أي شيء يحسد هذا المالكي ؟ أيحسد على الجهل بالسنة والنيل من الصحابة والسائرين على نهجهم من أهل السنة أم ماذا ؟
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه
عبد المحسن بن حمد العباد البدر 8/11/1423 هـ ".
7)الشيخ المحدث عبدالقادر السندي ـ رحمه الله ـ:
فقد كان فخورا جدا بعمل الشيخ علي وتحقيقاته وخاصة "مسند علي"و"مسند عثمان" ـ والأخير لم يطبع بعد ـ فكتب في ذلك مقالين طويلين تم نشرهما في الصحف ومنها "المسلمون" وتجدها في كتاب الشيخ علي"المباحث العلمية" وقدأثنى فيهما ثناءا عاطرا على الشيخ علي وعلى جهود في خدمة السنة النبوية.
8)الشيخ المجاهد فالح الحربي حفظه الله:
فمعرفته بالشيخ علي قديمة وصلته به مستمرة إن شاء الله ،وكان يتابع كتاباته في الصحف وكتبه ،ويثني على الشيخ علي رضا خيرا .
9)وقد أجازه الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري ـ رحمه الله ـ وهذا نص الإجازة:
"أجازني شيخنا المحدث إسماعيل بن محمد الأنصاري في داره بمدينة الرياض يوم الاثنين
23/12/1415هـ للهجرة النبوية المباركة بالحديث المسلسل بالأولية والمعروف بحديث
الرحمة ،وهو أول حديث سمعته منه رحمه الله تعالى ، عن شيخه العلامة حمود التويجري
رحمه الله تعالى إجازة عن طريق الشيخين الفاضلين : عبد الله بن عبد العزيز العنقري ،
وسليمان بن عبد الحمن الحمدان رحمهما الله تعالى بأسانيدهما الصحيحة المتصلة لكل ما روياه من كتب الحديث والمسلسلات والأثبات 0 وأبدأ بما بدأ به المحدثون واعتادوه في إجازاتهم وما جرت به من تقديم هذا الحديث على غيره فأقول وبالله أستعين : يتصل إسناد هذين الشيخين الفاضلين إلى الحافظ ابن الجوزي رحمه الله ، وهو بإسناده إلى الحاكم النيسابوري بإسناده إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
)الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ( 0
قال شيخنا الأنصاري : هذا حديث حسن صحيح رواه البخاري - في التاريخ الكبير - والترمذي وأبو داود وابن أبي شيبة ومسدد ، وكل هؤلاء لم يسلسلوه إلى آخره ، وسلسله ابن فهد في بعض رواياته )ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء( 0 وهذا الحديث الصحيح غصة في حلوق أهل البدع والأهواء ؛ لأن فيه إثبات صفة العلو للعلي الغفار ، وهو ما لا يريدونه !
كما أروي بهذا الإسناد إجازة: الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وموطأ الإمام مالك 0 كما أروي بهذا الإسناد: مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله تعالى 0
كما أروي جميع مصنفات الحديث والفقه والتفسير والأصول والتاريخ واللغة العربية الموجودة في الأثبات الخمسة للشيخ التويجري ، وهي :) الإمداد بمعرفة علو الإسناد (
و) قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثر ( و) الأمم لإيقاظ الهمم (
و) بغية الطالبين لبيان المشايخ والمحققين المعتمدين ( و) إتحاف الأكابر بأسانيد الدفاتر ( 0
وهناك أثبات أخرى فيها بعض مصنفات لبعض أهل الزيغ والضلال فلا أرويها كما يقول
الشيخ التويجري بل أنكرها أشد الإنكار ، فلا ينبغي الاغترار بذكر هذه المصنفات في بعض
الأثبات ؛ لأن كثيرا من أصحابها تساهلوا في روايتها والأخذ بما فيها ) وتلك زلة عظيمة
سامحنا الله وإياهم وغفر لنا ولهم ( 0 أما الثبت الخاص بالشيخ التويجري رحمه الله والمسمى : )إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء ( فأرويه مباشرة عن شيخنا إسماعيل الأنصاري رحمه الله عن الشيخ حمود التويجري رحمه الله 0 كما أروي ثبت الشيخ إسماعيل الأنصاري والمسمى )الدر الغالي في أسانيد إسماعيل الأنصاري ( و) إتحاف أهل الرسوخ بأسانيد الشيوخ ( 0 وقد نشرت ذلك في جريدة البلاد ( ملحق التراث ) والله أسأل أن يجعلني ممن وفقهم تعالى لخدمة كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وأن يميتني على ذلك ، إنه ولي حميد".
10) وكذا أجازه الشيخ المحدث حمدي السلفي ـ حفظه الله ـ وقام بالتقديم لكتابيه :"الرد على بكر أبي زيد في معجم المناهي اللفظية" والآخر:"مقالات وأبحاث وردود علمية" حوالي في 900صفحة.
*مؤلفات الشيخ وتحقيقاته العلمية:
للشيخ وفقه الله عدد ليس باليسير ولله الحمد من التحقيقات العلمية الرصينة والمشاركات الثمينة نذكر ماطبع منها :
1)مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه في(7) مجلدات كبار (تحقيق)،وأصله من جمع الأستاذ يوسف أوزبك.
2)صفة الجنة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني(3أجزاء)تحقيق.
3)المجلى في تحيق أحاديث المحلى لابن حزم الظاهري (دراسة وتحقيق).
4)الرد على القائلين بوحدة الوجود .لعلي القاري (تحقيق).
5)سيف الله على من كذب على أولياء الله .لصنع الله الحنفي (تحيق).
6)تسفيه الغبي بتبرئة ابن عربي .للعلامة إبراهيم الحلبي الحنفي(تحقيق).
7)نعمة الذريعة في نصرة الشريعة .لإبراهيم الحلبي (تحقيق).
8)إخبار أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ من الحديث .لابن الجوزي(تحقيق).
9)تهذيب الآثار. للطبري (الجزء المفقود) تحقيق.
10)لاتكذب عليه متعمداصلى الله عليه وسلم .(الجزء الأول) نشر بجريدة المدينةعلى حلقات.
11)المباحث العلمية بالأدلة الشرعية (تأليف) ،وهي مجموعة مقالات وأبحاث ،وردود.
12)أربعون بابا في الطب من الأحاديث الصحاح والحسان للبعلي الحنبلي.(تحقيق).
13)الثلاثيات في الحديث(ابن ماجه وعبد بن حميد)،(تحقيق).
14)الموضوعات فيإحياء علوم الدين .للسويدي العراقي (تحقيق).
15)الإخبار بمافات من أحاديث الاعتبار(استدراك على السويدي).
16)الفتاوى الحديثية للسخاوي (الجزء الأول) ،تحقيق.
17)الابتهاج بأذكار المسافر والحاج .للسخاوي(تحقيق).
18)رفع الباس عن حديث النفس والهم والوسواس .للشوكاني (تحقيق).
19)الطب النبوي لأبي نعيم الأصبهاني (تحقيق).
وله أبحاث وتحيقات زاخرة وجلها تحت الطبع .
وختاما نسأل الله أن ينفع بالشيخ السلفي الفاضل البحاثة (علي رضا) وأن يجعله شوكة في حناجر البدعيين والزائغين والحاقدين ،وسوف نقوم بإرفاق صورتزكيات وإجازات أهل العلم للشيخ علي رضا قريبا إن شاء الله لإسكات الرويبضة والشانئين أهل البهت الحاقدين ،والله الموفق .
_____________________
المصدر : موقع شبكة سحاب السلفية
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #697  
قديم 06-04-2022, 02:12 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

الشيخ عز الدين القسام
ولد عز الدين القسام في بلدة (جبلة) التابعة لقضاء اللاذقية في سورية عام 1882، نشأ في أسرة ريفية عرفت بالعلم والتقوى، أبوه الشيخ عبد القادر مصطفى القسام من المشتغلين بعلوم الشريعة الإسلامية، وأمه حليمة قصاب من عائلة علم ودين.
كان أبوه من المهتمين بنشر العلم، حيث درس في كتاب القرية القرآن الكريم والعربية والخط والحساب وبث روح الجهاد بتعليم الأناشيد الدينية والحماسية، ثم عمل لفترة مستنطقا في المحكمة الشرعية.
تعلم عز الدين في كتاب البلدة القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم، وتميز بنبوغه وتفوقه على أقرانه وامتاز بميله للتأمل وطول التفكير.
بعد تفوقه في دراسته في الكتاب، التحق عز الدين للدراسة في الأزهر في مصر، فقد كان الأزهر في ذلك الوقت منارة كبرى لنشر علوم الشريعة والعربية، فحضر دروس الشيخ محمد عبده، وارتوت نفسه من علمه وفهمه. كما تتلمذ على معظم حلقات الأزهر، واعتكف في أروقة مكتباته، وكان يرافق اهتمامه بدروس العلم اهتمام آخر بحركات التحرر التي كان يغذيها رجال الأزهر، ففهم عز الدين أن الإسلام دين عز وقوة وتحرر وجهاد.
تعرف القسام في مصر على الاستعمار الغربي وجها لوجه، حيث كانت مصر خاضعة للاحتلال البريطاني المباشر بعد ثورة عرابي عام 1882، وكان فيها تيار المقاومة الإسلامي للاحتلال قويا، كما رأى القسام هجوم المفكرين المتغربين على الإسلام فكرا وحضارة وتاريخا، وعايش بنفسه الصراع الدائر بين هؤلاء وبين المفكرين الإسلاميين، كما تعرف في مصر على المشروع الصهيوني بأبعاده، وأدرك خطره على الأمة الإسلامية، وأنه وليد الاستعمار الغربي، وسمع عن تطلعات الصهاينة وأطماعهم في فلسطين. وبين مدرسة الشيخ محمد عبده ومدرسة الشيخ رشيد رضا الشامي المقيم في مصر اتضح أمام عيني الشيخ عز الدين القسام الجهاد وسيلة للدفاع عن حقوق الأمة وللعودة بها إلى سابق مجدها.


عاد القسام إلى جبلة عام 1906 بعد أن قضى عشر سنوات في الدراسة في الأزهر، بعدها حصل على شهادة الأهلية، ومن ثم قام برحلة إلى تركيا للإطلاع على طرق التدريس في جوامعها، وبعد عودته عكف على التدريس في زاوية والده، في جامع السلطان بن أدهم قطب الزاهدين. كما أخذ القسام دور والده في تدريس أطفال البلدة قواعد القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم، وبعض العلوم الحديثة، وتولى خطبة الجمعة في مسجد المنصوري الذي يتوسط البلدة، وغدا بخطبه ودروسه وسلوكه موضع احترام الناس، وامتدت شهرته وسمعته الحسنة إلى المناطق المجاورة فقدم الإسلام بفهمه الواسع الطلق، وربطته بكثير من المواطنين صداقات متينة، فكثر أتباعه، وعظم شأنه، وذاع صيته.
لما دخلت القوات الإيطالية طرابلس الغرب (ليبيا) عام 1911، قاد القسام مظاهرة طافت شوارع جبلة تأييدا للمسلمين هناك، ودعا الناس إلى التطوع لقتال الطليان، وجمع التبرعات للأسر المنكوبة، إلا أن السلطات التركية منعته ورفاقه المتطوعين من السفر إلى ليبيا، فعادوا بعد أربعين يوما من الانتظار، وبنوا مدرسة بمال المتبرعين لتعليم الأميين.


وعندما دخلت القوات الفرنسية سورية عام 1920، رفع القسام راية المقاومة ضد المستعمرين الفرنسيين في الساحل الشمالي لسورية، وكان في طليعة المجاهدين الذين حملوا السلاح في الثورة (1919ـ 1920) مع المرحوم عمر البيطار، فقد ترك قريته على الساحل، وباع بيته ـ وهو كل ما يملك ـ واشترى أربعا وعشرين بندقية، وانتقل بأسرته إلى قرية جبلية ذات موقع حصين.
حاول الفرنسيون إقناع الشيخ القسام بترك الثورة والرجوع إلى بيته وإغرائه بالمناصب، إلا أنه رفض عرضهم، ونتيجة لإصراره على خط الجهاد حكم عليه الديوان العرفي الفرنسي في اللاذقية وعلى مجموعة من أتباعه بالإعدام، وطارده الفرنسيون فقصد دمشق ومنها إلى فلسطين.
عاش القسام ورفاقه في حيفا، ونزلت عائلاتهم في بيت واحد في الحي القديم من المدينة، وهو الحي الذي يجمع فقراء الفلاحين النازحين من قراهم بعد الاستيلاء عليها وتوطين اليهود المهاجرين إلى فلسطين.
أبدى القسام اهتماما حقيقيا بتحسين أحوال معيشة هؤلاء الفلاحين، وبدأ يكافح الأمية في صفوفهم من خلال إعطاء دروس ليلية، وسرعان ما أصبح فلاحو المنطقة الشمالية وعمالها يكنون له المودة والاحترام بفضل زياراته المتكررة لهم وبما يتسم به من أصالة في الخلق والتقوى.
عمل القسام مدرسا في المدرسة الإسلامية بحيفا، وكان يحرص على لفت أنظار الطلاب إلى الدور المستقبلي الذي ينتظرهم في ظل وجود الاستعمار، ثم عمل إماما وخطيبا في جامع الاستقلال بموافقة من مفتي القدس وزعيم الحركة الوطنية الحاج محمد أمين الحسيني، واتجه القسام في أسلوبه إلى توعية الشعب الفلسطيني بالأخطار الماثلة أمامه، وكان يكثر من القول: (بأن اليهود ينتظرون الفرصة لإفناء شعب فلسطين، والسيطرة على البلد وتأسيس دولتهم)


كما كان للشيخ القسام دروس في المسجد تقام عادة بين الصلوات المفروضة، وقد جعل منها وسيلة لإعداد المجاهدين وصقل نفوسهم وتهيئتها للقتال، معتمدا اختيار الكيفية دون الكمية.
عمل على تأسيس جمعية الشبان المسلمين عندما استفحل الخطر البريطاني في فلسطين وانتشرت الجمعيات التبشيرية التي تدعو إلى تنصير المسلمين، وقام القسام من خلال نشاطه في الجمعية بتربية جيل من الشباب المسلم، الذين أنقذهم من دائرة الانحراف والضياع بسبب قسوة الظروف الاقتصادية والسياسية، وأدخلهم في دائرة العمل الجاد لصالح الوطن... كما أنه وثق اتصالاته بقيادات المدن الفلسطينية الأخرى، وكسب عددا من شباب المناطق المختلفة للانضمام إلى تنظيم الجهاد. وقد واظب القسام خلال وجوده في الجمعية على إعطاء محاضرة دينية مساء كل يوم جمعة، وكان يذهب كل أسبوع بمجموعة من الأعضاء إلى القرى، ينصح ويرشد ويعود إلى مقره. وقد تمكن من إنشاء عدة فروع للجمعية في أكثر قرى اللواء الشمالي من فلسطين، وكانت الفرصة للقاء بالقرويين وإعدادهم للدفاع عن أراضيهم.
عمل القسام مأذونا شرعيا لدى محكمة حيفا الشرعية سنة 1930، وقد كانت هذه الوظيفة للقسام وسيلة من الوسائل التي اتصل عن طريقها بمختلف فئات المواطنين من شباب وشيوخ، وعمال وفلاحين، وطلاب وموظفين، وتجار وحرفيين، وتحدث إليهم وأقام معهم علاقات قوية كان لها أثر كبير في اتساع دائرة حركته الجهادية.
يعتبر القسام صاحب دعوة مستقلة وأسلوب متميز وحركة جهادية رائدة سبقت جميع الاتجاهات في ميدان الجهاد المعاصر في فلسطين.
ويتلخص هذا الأسلوب في تربية جيل من المجاهدين، فكان يعقد اجتماعات سرية مكتومة في بيته وفي بيوت بعض أصدقائه، يحضرها عدد من الأشخاص المغمورين (غير البارزين أو المعروفين في ميدان الحركة الوطنية)، وكان يختارهم من الذين يحضرون دروسه ومواعظه، ويقوم بتهيئتهم وإعدادهم للجهاد، ويكون منهم خلايا جهادية، تقتصر عضويتها على نفر من المؤمنين الصادقين الذين لديهم الاستعداد الكامل للتضحية والفداء.
وعندما تم إنشاء القوة المجاهدة بشكل متكامل، كانت مقسمة إلى وحدات مختلفة المهام، حيث لكل وحدة دور خاص بها تتولاه، وهذه الوحدات هي:
الأولى: وحدة خاصة بشراء السلاح.
الثانية: وحدة خاصة للاستخبارات ومراقبة تحركات العدو البريطاني واليهودي.
الثالثة: وحدة خاصة بالتدريب العسكري.
الرابعة: وحدة خاصة للدعاية في المساجد والمجتمعات، وأبرز أعمالها الدعوة إلى الجهاد.
الخامسة: وحدة العمل الجماهيري والاتصالات السياسية.
السادسة: وحدة جمع المال من الأعضاء والأنصار، ورعاية أسر المعتقلين والشهداء.


ولما قطعت الحركة شوطا من الإعداد تم فيه تهيئة المقاتلين للجهاد، ابتدأ رجال القسام بتنفيذ عمليات فدائية ضد المستوطنات اليهودية عن طريق إعداد كمائن والهجوم على أفراد محددين ومستوطنات معينة، بهدف دفع اليهود في الخارج إلى وقف الهجرة إلى فلسطين.
ولم تكن أعمال القسام مهاجمة المستعمرات فحسب وإنما قاموا بمجموعة أعمال أخرى ذكرها الأستاذ أميل الغوري في كتابه (فلسطين عبر ستين عاما) فقال: (أما الأعمال التي قام بها القساميون فكانت من أروع ما قام به المجاهد في فلسطين، وعلى الرغم من كثرتها وتعدد أشكالها ومظاهرها، فإنها ظلت محاطة بالسرية والكتمان إلى مدى كان معه أكثر الناس يجهلون مصدر هذه الأعمال، بل كانوا لا يعرفون إطلاقا بوجود حركة القساميين، وكان من هذه الأعمال: ملاحقة وتأديب الذين يخرجون عن الشعب ومصالحه، مثل التعاون مع الحكومة ضد الحركة الوطنية، والتجسس لحساب المخابرات البريطانية، أو بيع الأراضي لليهود أو السمسرة عليها للأعداء. وكان من أعمال القساميين العديدة الواسعة النطاق، التصدي لدوريات الجيش والشرطة، وقطع طرق المواصلات والإغارة على ثكنات الجيش ومراكز الشرطة، ومهاجمة حرس المستعمرات اليهودية، وزرع الألغام والمتفجرات فيها).
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه أعمال القسام بمثابة الروح التي سرت في أوصال الأمة، فحركت الهمم وشدت العزائم، وحفزت الناس إلى العمل، كانت الحكومة البريطانية تعلن عن مكافآت ضخمة لمن يدلي بأية معلومات عن منفذي هذه الأعمال، لأنها فعلا ألقت الرعب في قلوب اليهود الذين رأوا ولأول مرة عملا جديدا من حديد ونار، وهذه لم يتعود عليها اليهود في فلسطين... وازدادت الحكومة البريطانية واليهود ذعرا وبثوا الأرصاد، ونشروا الجواسيس في الليل والنهار، وصار الاعتقال لمجرد الشبهة.
لذا أصبحت تحركات جماعة القسام تلاقي صعوبة شديدة، إذ استطاعت الشرطة الإنجليزية الحصول على معلومات بشأن عدد أفراد الجماعة وأسمائهم وأسلحتهم، نتيجة التحقيقات المكثفة التي قامت بها، وكذلك استطاعت الحصول على معلومات تساعدهم أكثر وأكثر على تحديد مكانهم.


وأخيرا وفي أحراش يعبد في منطقة جنين يوم 20 تشرين ثاني عام 1935، حددت الشرطة البريطانية مكانهم وهاجمتهم بقوات عسكرية كبيرة ودارت معركة رهيبة بين المجاهدين والشرطة، صمد فيها رجال القسام، وقاتل شيخهم قتال الأبطال، وظل يكافح حتى خر صريعا في ميدان الجهاد شهيدا كريما في سبيل إعلاء كلمة الله فوق أرض فلسطين، واستشهد معه بعض إخوانه المجاهدين، وجرح آخرون وتم أسرهم.
نقل الشهداء إلى حيفا، وتمت الصلاة عليهم في جامع الاستقلال، وشيعت جثامينهم الطاهرة بتظاهرة وطنية كبرى نادت بسقوط الإنجليز ورفض الوطن القومي اليهودي.
كان لاستشهاد القسام أعمق الأثر في شباب فلسطين في الثلاثينات والأربعينات، كما أصبح القسام رمزا للتضحية والفداء، مما جعل بعض المؤرخين يعتبرونه بحق شيخ ثوار فلسطين.
هذه المعلومات أخذت بتصرف عن:
ـ (الشيخ عزالدين القسام قائد حركة وشهيد قضية)، حسني جرار، (دار الضياء للنشر والتوزيع، عمان، طبعة أولى، 1989)
ـ (موسوعة السياسة)، د.عبد الوهاب الكيالي وآخرون، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، طبعة ثانية،1990 ج4 ص(101ـ 103).
_____________________
المصدر : موقع إسلام أون لاين : www.islam-online.net


__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #698  
قديم 06-04-2022, 02:13 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

علي بن عبد الله جابر
اسمه ونسبه
هو علي بن عبد الله بن صالح بن علي جابر السعيدي اليافعي الحميري القحطاني، يعود في نسبه إلى قبيلة ( آل علي جابر ) اليافعيين الذين استوطنوا حضرموت وعرفوا بتمسكهم بالكتاب والسنة الصحيحة وعقيدة السلف الصالح ودعوتهم إلى منهج أهل السنة والجماعة ، ومنها انتقل والده عبد الله بن صالح بن علي جابر إلى جدة بالحجاز واستقر فيها .
ولادته ونشأته وتعليمه
ولد الشيخ علي جابر في مدينة جدة عام 1373هـ وبالتحديد في شهر ذي الحجة, إلا أنه عند بلوغه الخامسة من عمره انتقل إلى المدينة المنورة مع والديه لتكون مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقر إقامته برفقة والديه.
وعندما نعود إلى النشأة التي عاش فيها الشيخ علي جابر طفلا ثم شابا التي لم يتأثر فيها بالمغريات التي واجهت أقرانه يتحدث الشيخ علي جابر عن تلك المرحلة بقوله: (بالنسبة للظرف الذي عشته فانا ما شعرت -بحمد الله- بفارق كبير بين مجتمع النشأة الذي عشته في الصغر وبين المجتمع الآخر الذي يأتي بعد أن يبلغ الإنسان مرحلة مبكرة من العمر تأتيه ما يسمى بالمغريات والتحديات, فكما قلت أن من نعمة الله علي وتوفيقه لي أن أحاطني بنخبة من الإخوان الصالحين الذين يكبرونني قليلا في السن من الذين عاشوا في المدينة المنورة ودرسوا في الجامعة الإسلامية .
وكما قلت أن الإنسان يمكن أن يتكيف مع المجتمع من خلال ما درس وتعلم إذ يستطيع تطبيقه في واقع حياته ويضيف قائلا: (بحمد الله الظرف الذي عشته في المدينة النبوية والالتقاء بهؤلاء الإخوة الذين وفقهم الله عز وجل لكي يحيطوا بي في تلك السن التي تمر على كل شاب من الشباب وهي ما تسمى فترة المراهقة وقد تتغير به هذه المرحلة أحيانا إذا لم يوفق إلى أناس يدلونه على الخير ويرشدونه إليه, ولكن بحمد الله وفقني الله عز وجل في تخطي هذه المرحلة على أحسن ما يكون).
ويقول الشيخ علي جابر عن تلك المرحلة: (بعد انتقالي إلى المدينة النبوية التحقت بمدرسة دار الحديث فأكملت بها المرحلة الابتدائية والإعدادية, ثم انتقلت إلى المعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية وبعدها دخلت كلية الشريعة وتخرجت فيها عام 95/1396هـ بدرجة امتياز, فالتحقت بالمعهد العالي للقضاء عام 96/1397هـ وأكملت به السنة المنهجية للماجستير, ثم أعددت الأطروحة وكانت عن ( فقه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وأثره في مدرسة المدينة), ونوقشت الرسالة عام 1400هـ وحصلت على درجة الماجستير ).

(1/257)
اعتذاره عن تولي منصب القضاء .. واشتغاله بالتدريس
بعد حصول الشيخ على جابر على الماجستير رشح للقضاء وتم تعيينه قاضيا في منطقة (ميسان) قرب الطائف إلا أنه اعتذر عن تولي هذا المنصب ، ويوضح الشيخ علي جابر أسباب اعتذاره عن تولي منصب القضاء بقوله: ورد في حديث نبوي صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة), والذي يتتبع أخبار القضاة في عصور الإسلام المزدهرة يجد أن اغلبهم كانوا يعينون من قبل ولاتهم بعد أن علم الوالي سعة علمه وكمال فقهه وإحاطة إدراكه بالمسائل الشرعية وأهليته لتولي منصب القضاء, ومع ذلك فإن بعضا من الأئمة والأعلام رفض تولي هذا المنصب لا لعجزه عن ممارسته وإنما لما يعلمه علم اليقين أن حسابه عند الله عظيم.
ثم صدر أمر ملكي كريم من الملك خالد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بإخلاء طرفه من وزارة العدل, وتعيينه محاضرا في كلية التربية بالمدينة المنورة فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة وبالتحديد في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية, وباشر التدريس بها في العام الجامعي 1401هـ.
إلا أن طموح الشيخ علي جابر لم يكن قاصرا عند هذا الحد, وقد انتابته في ذلك الحين, أعراض عدة, هل يواصل دراسته? أم يتوظف? هذه الإرادة القوية, وحب العلم وطلبه, جعلت الشيخ يقرر بعد تخرجه من الجامعة, إكمال الدراسات العليا, ويتحدث عن ذلك قائلا: (الإرادة الربانية شاءت أن أواصل الدراسة الجامعية في مراحلها العليا حتى يتسنى لي الحصول على أكبر قسط من العلم, وحتى يتسنى لي الالتقاء بعدد آخر من العلماء في غير المنطقة التي عشت فيها, وبحمد الله تم لي ذلك, فقد انتقلت إلى الرياض وظفرت بمشايخ أجلاء).

(1/258)
قصة حصوله على درجة الدكتوراه
أراد الشيخ علي جابر أن يحصل على الدكتوراه, بعد انقطاع دام سنوات عديدة, واستطاع أن يتقدم بأطروحته في الفقه المقارن لنيل درجة الدكتوراه في رسالته بعنوان (فقه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق موازنا بفقه أشهر المجتهدين) التي نوقشت في الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1407هـ وحصل بموجبها على مرتبة الشرف الأولى.
حصل على الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في ثاني أيام العشر الأواخر من شهر رمضان لعام 1407هـ وكانت مناقشته في الرياض مع أنه كان ملتزما في نفس اليوم بإمامة المصلين بالمسجد الحرام بمكة المكرمة ورغم ذلك لم يغب عن الإمامة فجاء من المطار مباشرة إلى المحراب ليقوم بواجبه .
هذا الرجل استطاع بحبه وإخلاصه للعلم والعمل, أن يجني ثمرة والده -رحمه الله- الذي تمنى أن يصبح أحد أبنائه صاحب علم شرعي, فاستطاع الشيخ بصبره ومثابرته على طلب العلم, أن يحقق أمنية والده حتى بعد وفاته.
وعن ذلك يقول الشيخ علي جابر: (كان والدي -يرحمه الله- لا يسمح لنا بالخروج للعب في الشارع والاحتكاك بالآخرين, حتى توفاه الله, كنت لا أعرف إلا الاتجاه إلى المسجد النبوي ومن ثم الدراسة وأخيرا العودة إلى البيت, لقد كان لوالدي -رحمه الله- دور كبير في تربيتي وتنشئتي وانتقل إلى جوار ربه في نهاية عام 1384هـ وعمري آنذاك لا يتجاوز الأحد عشر عاما ثم تولى رعايتي, من بعده, خالي -رحمه الله- بالمشاركة مع والدتي).
وفاة والد الشيخ علي جابر وهو في هذه السن المبكرة لم تجعله يتجه في الاتجاه المعاكس, فحفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ, وأتقن الحفظ, فلم يكن يخطئ فيه إلا نادرا, وفي فترات متباعدة وقد قال لي ذات مرة في جلسة جانبية أنه يراجع يوميا جزءين من القرآن غيبا, وزاد ذلك بحرصه على طلب العلم منذ صغره حتى انه تخرج في الجامعة ومن قبلها وبعدها في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى, يقول الشيخ علي جابر عن ذلك: إن وجودي في المدينة المنورة ودراستي في دار الحديث والجامعة الإسلامية كان له أكبر الأثر في توجيهي الوجهة السليمة وختمت تلك الوجهة بانضمامي إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي عشت فيها فترة هي من أحسن فترات حياتي.
ورغم مثابرة الشيخ علي جابر وجده وإخلاصه في طلب العلم وبعده عن الراحة والتقاعس, إلا انه يعتبر نفسه لم يفعل شيئا ولم يكن له دور فيه سوى المتابعة, ويتحدث فضيلته عن ذلك بقوله: لا استطيع أن أدعي لنفسي أنني كنت بنفسي مجردا أقوم بهذا الدور ولكن أقول أن توفيق الله عز وجل هو الذي شجعني وحباني ومنحني هذه المسيرة التعليمية التي اختتمت بالحصول على الدكتوراه وان كانت لم تنته من حيث العلم وإنما انتهت من حيث الناحية الرسمية في الدراسات العليا, ولمشايخنا الذين تتلمذنا عليهم في كلية الشريعة دور كبير في أن يتوجه الإنسان بعد التخرج صوب الدراسات العليا, لان النفس إذا ألفت الراحة وتقاعست بعد الحصول على الإجازة العالية يصعب عليها بعد ذلك مواصلة الدراسات العليا ما لم يكن الطريق موصولا بعضه ببعض, وهذه نصيحة مشايخنا وقد قمنا بها حسب الاستطاعة وقدر الإمكان.
مع القرآن الكريم
لمس الشيخ علي جابر أثر حفظه القرآن الكريم في حياته, وكان فضيلته مدركا أن الإنسان إذا ركز على تعقل القرآن ومعانيه وتفهمه فإن ذلك يزيده حفظا وقوة على ما هو عليه, يقول عن ذلك الأثر في نفسه: القرآن ليس المقصود منه التغني وتزيين الصوت به وإنما يجب أن يكون واقعا عمليا سلوكيا يقوم الإنسان بتطبيقه في واقع حياته كلها).
ويزداد هذا التأثر بكتاب الله الكريم عندما تحدث بقوله: القرآن الكريم أنزله الله تعالى هداية للعالمين, وأحد مصادر هذه الشريعة الإسلامية, وهو أيضا شفاء ورحمة للمؤمنين, والذي يقرأ القرآن بتعقل وتدبر وتفهم لمعانيه فلا شك أن ذلك يوصله إلى طريق السعادة والنجاة في الدارين, وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: (القرآن حجة لك أو عليك), فهذا الكتاب الكريم إما أن يكون حجة للإنسان من حيث التطبيق العملي لما فيه من أوامر ونواه واما ان يكون حجة عليه عندما يخالف ما ذكر فيه, ولهذا لا يمكن أن نكتفي بحفظه بل لابد من تدبره فقد أنزله الله عز وجل للتدبر كما قال سبحانه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}.
ثم يتحدث فضيلته عن بداية حفظه للقرآن الكريم بقوله: (بدأت حفظ القرآن الكريم في مسجد الأميرة منيرة بنت عبدالرحمن -رحمها الله- ويقع في منطقة باب المجيدي بالمدينة النبوية, وقد بدأت الحفظ على يد شيخين كريمين في المسجد وحفظت على أيديهما أحد عشر جزءا ثم رشحت بعد ذلك للالتحاق بالمعهد الذي افتتحته الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة النبوية وكان يديره الشيخ خليل بن عبدالرحمن وهذا الأخير أكملت عليه حفظ باقي كتاب الله عز وجل وكان له دور بارز في تمكيني من الحفظ وإتقان التجويد على أسسه السليمة).
ورغم ذلك التواضع من الشيخ علي جابر الذي لمسه منه جميع المقربين منه وتأكيده على أن ليس للتغني وتزيين الصوت به إلا أن حلاوة صوته بالقرآن جعلت العديد من الشباب يتأثرون به ويعودون ويتوبون إلى الله بعد سماعهم له سواء من خلال إمامته في المسجد الحرام أو من الأشرطة السمعية لكن الشيخ لا يدعي ذلك لنفسه بقوله: (لا أدعي لنفسي التأثير ولكني أقول إن الصوت الحسن وقراءة القرآن محبرة له أثر عظيم في نفس الإنسان المسلم, وهذا يتضح من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابن مسعود رضي الله عنه عندما قال له: (اقرأ علي) قال: كيف اقرأ وعليك أنزل, قال: (إني أحب أن اسمعه من غيري) فقرأ عليه صدرا من سورة النساء حتى وصل إلى قول الله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في ابن مسعود: من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد, فلا شك أن الصوت الحسن والقراءة المحبرة لها أثر عظيم على السامعين).

(1/259)
الإمامة بالمسجد الحرام
ومع أن الشيخ علي جابر حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وأتقن حفظه بصورة ربما قد أذهلت الحفظة فأرادوا خطو نهجه فلم يكن يطمح في الإمامة إلا أن الحكمة الإلهية أوصلته ليكون إماما بالمسجد الحرام يتحدث الشيخ عن ذلك بقوله: (لم تكن لدي رغبة في الإمامة ولكن أقحمت فيها إقحاما وإلا فان الباعث الأساسي على حفظ كتاب الله إنما حفظه وتعقله وتدبر معانيه, ولم يكن المقصود منه أن يكون الإنسان به إماما ولكن شاءت الإرادة الربانية والحكمة الإلهية أن أتولى الإمامة في مسجد الغمامة بالمدينة النبوية سنتين متتاليتين (1394 -1396) نفس العام الذي تخرج فيه من الجامعة ومن ثم مسجد السبق سنة كاملة, ثم جاءت سنة 1401هـ في عهد الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة الأبرار- فكنت إماما له في المسجد الخاص به بقصره في الطائف وعندما نزل مكة المكرمة, وبالضبط في ليلة الثالث والعشرين من رمضان, طلب -رحمه الله- أن انزل إلى مكة المكرمة ، وما كنت قد أعلمت مسبقا بأني سأكون إماما للحرم المكي الشريف أو سأتولى الإمامة ليلة ثم يأتي بعدها تعيين رسمي بالإمامة, فنزلت تلك الليلة وبعد الإفطار طلب مني التوجه إلى المسجد الحرام للصلاة بالناس في تلك الليلة, وكان المقرر هو تلك الليلة فقط ولكن بعض من الشخصيات والأعيان الموجودين في مكة طلبوا منه -رحمه الله- أن أبقى في الليالي التالية حتى بعد رحيله -يرحمه الله- إلى الطائف مرة أخرى وبقيت إلى ليلة التاسع والعشرين ثم صدر أمره -رحمه الله- بتعييني إماما في المسجد الحرام) .
ورغم أن الشيخ علي جابر فوجئ بإمامة المصلين في صلاة التراويح إلا أن المصلين لم يشعروا ولم يلاحظوا تلك الرهبة المعهودة على الأئمة عندما يقف لأول مرة على المحراب للإمامة فما بالك بمحراب المسجد الحرام الذي يمر أمامه الطائفون ويصلي خلفه الملايين في ليالي العشر الأخيرة من رمضان, فلم ينتب الشيخ علي جابر رهبة الموقف حيث يقول عن ذلك الموقف: (من حيث الرهبة فلم تأتني وذلك بحكم أنني سبق أن تعودت الإمامة سابقا, لكن ما من شك أن الشعور عظيم والإنسان يؤم المصلين بذلك العدد الكثيف في بيت الله الحرام في أول بيت وضع للناس الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا, وهذه السعادة لا يمكن أن تعبر عنها كلمات أو عبارات إنما أقول إنه لم يكن تكليفا بقدر ما هو تشريف)
ثم صار الشيخ إماما رسميا بالمسجد الحرام يؤم الناس بصوته الشجي في صلاة الفجر بالمسجد الحرام عام 1402هـ وفي صلاة التراويح والتهجد وهو العام الذي توفي فيه الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ، وبعد ذلك مرض الشيخ وانقطع عن الصلاة فترة علاجه ثم انقطع عن الصلاة بالمسجد الحرام عام 1403 و 1404 و 1405هـ ، وعاد ليصلي بالناس صلاة القيام في شهر رمضان في الأعوام من 1406هـ إلى سنة 1409هـ حيث كان آخر رمضان أم فيه المصلين بالحرم المكي الشريف ، ثم استقر الشيخ بمدينة جدة ولم يلتزم بالإمامة في أي مسجد بعد تركه للمسجد الحرام ، وإنما كان الناس يقدمونه في صلاة القيام بشهر رمضان في مسجد بقشان بجدة -الذي كان أقرب المساجد لبيته- لتقديرهم وحبهم للصلاة خلفه ولم يكن هو إمام ذلك المسجد ، واستمر على ذلك عدة سنوات ثم مرض الشيخ ولزم بيته لسنوات وانقطع عن الصلاة بالناس .
علاقة خاصة مع الملك خالد - رحمه الله -
مع العلاقة الحميمة التي كانت تربط الشيخ علي جابر بجلالة الملك خالد -يرحمه الله- حيث كان إماما خاصا لمسجده في قصره بالطائف ثم عينه بنفسه في المسجد الحرام إماما وتوجه معه شخصيا إلى المسجد الحرام وصلى خلفه إلا أن فضيلته أراد الاحتفاظ بهذه العلاقة عندما قال: (أما عن علاقتي بالملك الراحل خالد بن عبدالعزيز -يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته- فهي علاقة خاصة احتفظ بها لنفسي سائلا المولى جل وعلا لخلفه الصالح خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التوفيق والسداد لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين).

(1/260)
نصيحة
ولم ينس الشيخ علي جابر وصيته للشباب بحفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه فكان ينصح ويجتهد في النصيحة سواء لمن حوله أو طلابه في الجامعة فيقول لهم: (ما من شك أن حفظ كتاب الله تعالى هو نعمة من الله عز وجل, وهذه النعمة اختص الله بها عز وجل من شاء من عباده, وان الشاب المسلم متى وجد في نفسه قدرة على حفظ كتاب الله تعالى فإن عليه التوجه إلى أحد المساجد التي تعنى بتدريس القرآن الكريم ونشره لأن ذلك سوف يعينه مستقبلا في حياته العلمية والعملية).
وكان الشيخ علي جابر يطالب العلماء والمفكرين إلى أن يقوموا باحتضان الشباب والتغلغل في أعماق نفوسهم حتى يعرفوا ما عندهم من مشكلات فيعالجونها على ضوء ما رسمته الشريعة الإسلامية ويقول فضيلته: (الصحوة الإسلامية الآن تمر بمرحلة طيبة لكنها في حاجة من العلماء والمفكرين إلى احتضان هؤلاء الشباب ولا يبتعدون عنهم يحجزون أنفسهم فيما هم موكلون فيه من أعمال فإنهم إن لم يقوموا بهذه المهمة الجليلة فيخشى أن تكون العاقبة وخيمة والعياذ بالله), وفي المقابل فإن الشيخ علي جابر يوجه حديثه للشباب بقوله: (يحسن بالشاب المسلم أن يذهب إلى حلق العلماء في الحرمين الشريفين وفي غيرهما من المساجد وعليه أن يسأل العلماء الذين منحهم الله عز وجل الفقه والبصيرة في هذا الدين حتى يعيش عيشه منضبطة ومتمشية مع ما جاء في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام).
ذكر شيء من الأخلاق والصفات التي تميز بها - رحمه الله -
* منذ صغره تميز بالتربية على الأدب العالي والخلق .
* وكان بارا جدا بوالدته .
* وكان وقته محفوظا بين البيت والمسجد والجامعة ولم يسجل عليه أي تغيب أثناء دراسته الجامعية.
* وعرف بشدة حيائه وأدبه وكان الشيخ لطيفا فصيحا لا يمله من جالسه .
* وامتاز بعفته الشديدة في الأمور المادية الدنيوية ، فقد بلغت شهرته عالميا مبلغا لم يبلغه بعض رؤساء الدول ، وكثر محبوه من مختلف الطبقات الاجتماعية ، ومع ذلك عاش الشيخ زاهدا في ما عند الناس وسكن شقة صغيرة لم يملكها ، ثم لما ضاقت به وبأولاده انتقل إلى بيت أكبر من هذه الشقة قليلا ، وكان قد اجتهد ليبني لأولاده بيتا متواضعا في المدينة النبوية قرب مسجد المحتسب الذي صلى فيه مطلع رمضان عام 1406هـ ولكن قصر عليه المال فلم يتمكن من إكماله ولم يطلب من أحد شيئا وبقي هذا البيت على حاله سنوات طويلة حتى أن الشيخ المحدث حماد الأنصاري – رحمه الله – خرج يوما مع الشيخ علي جابر – رحمه الله - من مسجد المحتسب بالمدينة فوقف الشيخ حماد أمام بيت الشيخ علي جابر الذي لم يكمل بناءه وقال مداعبا للشيخ علي : " يا شيخ علي .. متى تكسى هذه ؟! " – يعني دار الشيخ– فتبسم الشيخ علي وقال : " عندما يأتي هذا !! " وأشار بحركة يده يقصد توفر المال ، ولو أراد الشيخ لبنيت له قصور لكثرة من يجلونه ويحبونه حبا شديدا خاصة بعد تركه إمامة المسجد الحرام وتألم محبيه وكثرة سؤالهم عنه ، لكنه أبى إلا أن يرجع إلى وضعه السابق ويعيش كفافا في حياته بين بيته والمسجد والجامعة ويعتزل الناس أغلب وقته ولا يلتفت لزخارف الدنيا .
* وامتاز الشيخ بمراجعته لحفظه من القرآن حيث كان يراجع جزأين يوميا عن ظهر قلب مع ما أصابه من المرض الذي أذهب بصوته كليا لفترة من الزمن فقطعه عن إمامة الناس عام 1403هـ واضطر للسفر إلى خارج المملكة لتلقي العلاج ، ثم عاد إلى إمامة المسجد الحرام بعد فترة انقطاع وصلى فيه سنوات عديدة .
* وامتاز الشيخ بتواضعه مع كونه إماما خاصا للملك خالد – رحمهما الله – ثم إماما للمسجد الحرام ومحل تقدير من كل من عرفه وصلى خلفه .
* كما عرف بورعه وتقواه وقد حرص على عدم تولي منصب القضاء مع ما فيه من الوجاهة والحصانة ، وطلب إعفاءه من القضاء بعد أن صدر أمر تعيينه لخوفه مما قد يترتب عليه من الحساب يوم القيامة .
* وامتاز الشيخ بمثابرته وحرصه على التقيد بالمواعيد ، فقد كان ينظم وقته والذي يزور الشيخ يعرف أن الشيخ غالبا لا يستقبل إلا بموعد ، وقد تقيد الشيخ بموعد مناقشته لأطروحته في الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك مع التزامه بإمامة المصلين في المسجد الحرام في شهر رمضان فتوجه في نفس اليوم إلى الرياض وتم مناقشته وحصل على مرتبة الشرف الأولى ورجع من الرياض إلى جدة ثم إلى مكة ووصل قبل لحظات من موعد نوبته للإمامة فتوجه مباشرة إلى المحراب في تلك الليلة التي نوقش فيها للدكتوراه وجموع المصلين في شوق لسماع صوته تلك الليلة.
* وكان أول شاب يتولى الإمامة في المسجد الحرام حيث تولى إمامته وهو لم يبلغ الثامنة والعشرين من عمره ، وكانت إمامته فتحا لباب إمامة الشباب بعده في المسجد الحرام في هذا القرن الهجري .
* وقرأ الشيخ القرآن على نخبة من المشايخ المجودين في المسجد النبوي الشريف منهم الشيخ خليل قاري والشيخ رحمة الله والشيخ بشير محمد صديق وغيرهم ، وكان قد تولى إمامة عدة مساجد بالمدينة النبوية بعد إكمال دراسته الجامعية مباشرة .
* وعرف الشيخ علي جابر بقوته في الحق وجرأته وعدم المحاباة فيه ، وله مشاركة في بعض المحاضرات والندوات .
* وقد أحدث الشيخ بقراءته في الحرم تغييرا جذريا في نمط كثير من القراء بل وعامة الناس ، حيث كان الناس بين تقليد طريقة القراء من مصر حيث كانت تنقل في الإذاعات أو نمط قراءة أئمة الحرم من نجد حيث يسمعونها من المسجد الحرام ، فلما جاء الشيخ بصوته العذب أحدث طريقة مغايرة على مسامع الناس بقراءة مجودة متقنة وصوت عذب منفرد في نمطه ، وأخذ الشيخ يصدح به ويرفعه في بعض المواضع في أرجاء المسجد الحرام بطريقة تميز بها يهز بها القلوب هزا ، وقد أثر ذلك في جموع المصلين في المسجد الحرام والمعتمرين وذاع صيت الشيخ وأصبح المسجد الحرام يفيض بالمصلين ويزدحم عند صلاة الشيخ ومن هم خارج المسجد الحرام ينصتون عندما يبدأ الشيخ بالقراءة ، بل حتى الشباب الغافلين عن الصلاة كانوا أثناء مرورهم بدراجاتهم النارية يتوقفون لسماع هذا الصوت ويشدهم ترتيله لكتاب الله ، وأهل مكة لا ينسون أيام الشيخ علي جابر وصلاته بالمسجد الحرام فقد نقشت في قلوبهم وفي قلوب جمهور المسلمين الذين صلوا خلف الشيخ في تلك الأيام ومن لم يدركوا تلك الفترة واستمعوا لتسجيلات تلاوته عبر الأشرطة أو الإذاعة والتلفاز أو بلغتهم أخباره وثناء الناس عليه ولازالوا يترحمون عليه وينعونه ويدعون له ويبحثون عن تسجيلات تلاوته ويحرصون على جمعها لما لها من تأثير على قلوبهم بكلام الله جل وعلا بهذا الصوت العذب .

(1/261)
وفاته
توفي رحمه الله مساء يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر ذي القعدة 1426هـ في مدينة جدة بعدما عانى كثيرا من المرض .
ولما أخرج لتغسيله وقد مكث 12 ساعة في ثلاجة الموتى بالمستشفى خرج وكأنه لم يلبث فيها إلا قليلا حيث كانت أطرافه لينة وسهلة التحريك ولم يكن جسده مجمدا وهو ما أثار شيئا من الدهشة حيث أن الأطباء يؤكدون أن 6 ساعات كافية لتجميد الجسم تماما .
ثم نقل إلى مكة المكرمة وصلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس الموافق 13/11/1426هـ ودفن في مقبرة الشرائع بمكة المكرمة .
وقد أم المصلين في صلاة الجنازة عليه بالمسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب ثم مشى مع الجنازة وركب معها إلى مقبرة الشرائع بمكة المكرمة وشارك بدفن الشيخ ولحده ، كما صلى عليه في مقبرة الشرائع قبل الدفن جموع من المصلين الذين فاتتهم صلاة الجنازة بالمسجد الحرام وقد أمهم فضيلة الشيخ الدكتور محمد أيوب إمام المسجد النبوي سابقا وزميل الشيخ علي جابر - رحمه الله - وكذلك كان من الحضور الشيخ عبدالودود حنيف والشيخ منصور العامر وجموع غفيرة أتت لتشييع الجثمان كما ساهم رجال الأمن في تسهيل تشييع الناس للجنازة .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
أسكن الله الشيخ فسيح جناته وجعل القرآن شافعا له .
_______________
المصدر : موقع الشيخ رحمه الله على الإنترنت
http://www.alijaber.net/cv.html


__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #699  
قديم 06-04-2022, 02:14 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

ترجمة فضيلة الشيخ د فالح بن محمد بن فالح الصغير
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم: فالح بن محمد بن فالح الصغير
العنوان: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- كلية أصول الدين - الرياض.
العمل الحالي: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- كلية أصول الدين - الرياض.
المؤهلات العلمية:
1. الماجستير في السنة النبوية وعلومها.
2. الدكتوراة في السنة النبوية وعلومها.
3. الأستاذية في السنة النبوية وعلومها.
المؤلفات والبحوث:
قريبة من 30 مؤلف ومنها:
1. من فقه السنة(مجلدان).
2. من أسئلة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم.
3. المرأة المسلمة ومسؤوليتها في الواقع المعاصر.
أشرطة مسموعة:
1. المنهجية في طلب العلم.
2. هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
3. التنافس.
الدروس المقامة في المساجد أو الإذاعة أو التلفزيون:
سابقا كثير ولله الحمد وحاليا هي:
1. درس في التوحيد(العقيدة الواسطية) جامع الهريش.
2. درس في الفقه(منار السبيل) جامع الهريش بالرياض.
3. درس في الفقه(بلوغ المرام)جامع الهريش الرياض.
4. درس في التفسير في إذاعة القرآن.
العلماء الذين تلقيتم العلم عنهم:
1. الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله.
2. الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله.
3. الشيخ الدكتور صالح الأطرم.
---------------
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #700  
قديم 06-04-2022, 02:15 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

فهد بن جاسر الزكري

هو فهد بن جاسر بن فهد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الزكري ولد بحوطة سدير في بداية عام 1350هـ. ينتهي نسبه إلى زكري بن سليمان بن محمد بن حماد بن حرقوص بن فياض بن عطوي بن زيد القبيلة المعروفة في شقراء وبعض بلدان العرض والدوامي .

درس على أيدي علماء الحوطة كالشيخ صالح بن عبد الرحمن بن نصر الله الفوزان . تخرج الشيخ فهد من كلية الشريعة عام 1385-1386هـ ثم عمل بمحكمة الرياض ملازما على وظيفة قاض ، ثم انتقل إلى محكمة السليل ، وبعدها طلب الإعفاء من القضاء ، وانخرط في سلك التدريس ، ثم أصبح مديرا لمعهد الحوطة العلمي حاليا. وهو من حملة درجة الماجستير. وقد تقاعد مؤخرا من إدارة المعهد وفقه الله .
---------------
بواسطة العضو عبدالله الخميس
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.