أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
101620 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-25-2020, 10:15 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
Lightbulb أحكام الطِّباع / حمد أبو زيد العتيبي


بسم الله الرحمن الرحيم

أحكام الطِّباع

اعلم وفقك الله
أن النفس مطبوعة على غرائز وأخلاق لا تزايلها تسمى الطباع
واحدها (الطبع) وهي ذات أصول وفروع.

فأصول الطباع: هي أصول فطرية جبلية بها يتم صلاح العبد العلمي والعملي،
وبها ينال مصالحه الدينية والدنيوية.

فالحب، والبغض، والحرص، والغيرة، والطمع، والأنفة، والحمية... وغيرها.

هي أسس كل خلق فاضل نبيل يجلب به منفعة، أو تجتنب به مضرَّة.
فالخير لا يجتلب إلا بحبه والحرص عليه، والغيرة عليه مما يفسده.
والشر لا يجتنب إلا ببغضه، والأنفة منه، والحمية للنفس عن مواقعته.

وهذه الأصول الجبلية لا ينفك عنها العبد، فهي ملازمة له ملازمة الروح للبدن.

وفروع الطباع: هي شعب هذه الغرائز المتعلقة بمطلوباتها.

فالطباع غرائز كامنة في النفس، تنبعث مع أول بوادر تهييجها؛
فتنشأ عنها حركة البدن قولا وعملا، لتسكين لهيبها.


ولا يزال العبد تعرض له المهيجات ولا تزال الطباع تنبعث لها ومنها تنشأ الأقوال والأعمال
ومع العادة تصبح تفرعات هذه الطباع سجايا وأخلاقا له.

فيتفرع عن الحب كل شهوة فاسدة ومنه ينشأ الزنا والفجور.
ويتفرع عن البغض كل حمية جاهلية ومنه ينشأ الحسد والقتل.


وهكذا تتوالى الرذائل على النفس حتى تظلم حياتها وتفسد معيشتها.

فضرورة العبد إلى أمرين:

الأول: بصيرة تنير له طريق إحكام هذه الفروع المنفلتة؛
إذ هي كالبراكين الثائرة، والينابيع المتفجرة.
تطلبها مهيجاتها من الشهوات والشبهات في محيطه
فتنجذب لها طبيعة وسجية كما ينجذب الطائر إلى الحبة.

ولا سبيل إلى السلامة من ذلك
طلبا للموائمة بين أصولها الفطرية المطلوبة، وشعبها الطبعية المحذورة
إلا بهداية الوحي وتعليم الله تعالى للعبد.


والثاني: إرادة تحمله على تجرع غصص مخالفة شعب الطباع الفاسدة،
وصولات الشهوات والشبهات المهيجة؛
ولا يسكنها إلا من يسكن الأمواج المتلاطمة عندما تعصف بها الأعاصير المزلزلة؛
وليس ذلك إلا الله تعالى بالإيمان به ومشاهدة أسمائه وصفاته.


فتحصيل هذين الأمرين (البصيرة)، و(الإيمان) هو محل الابتلاء والمجاهدة
وعلى قدر تحصيلهما يفلح العبد ويوفق.

فليس لك عبد الله،
إلا قلم يستمطر النصوص الشرعية، ويستجلب العلم النافع.
وسواك يستمطر التصديقات القلبية، ويستجلب العمل الصالح.

وليس شيء أضر عليك من الاسترسال مع الطبع.
وحبائل الشيطان العصرية التي تزيد في أسرك للطباع،


من الوسائل الحديثة للتواصل التي بسببها صار الواحد منا

- بدلا من إمساك قلمه لتحصيل العلم صار يقلب جواله،
الذي يسرح معه بين مسائل مبعثرة، أو معلومات متناثرة لا خطام لكثير منها ولا زمام.
- وبدلا من إمساك مسواكه لتطهير فمه بين يدي ربه للصلاة
صار يفتح الجوال ليضعه على الصامت،
فما يكاد يسلم إلا تحركت أنامله بلا شعور بل برغبة جامحة إلى هاتفه ليفك عنه قيد صمته
حتى لكأنه عنده كالهواء الذي لا حياة دونه.


فالأمر جد
والصرعى كثير
والعاقل لا يتأسى بأسرى الطباع ولو كثروا.

فإن أدركتك إفاقة فعليك بالدعاء

فلا كاشف للبلوى إلا الله


كتبه/ حمد أبو زيد العتيبي

https://t.me/abozydotabi




***


__________________
قناة (المكتبة الورقية) على التليجرام
تضم عددا من الرسائل الدعوية والتعليمية على صيغة (pdf)
كتبها الفقير إلى عفو ربه
حمد أبو زيد العتيبي
على الرابط التالي:

https://t.me/Rasaelpdf
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.