أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
38313 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2010, 06:14 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي " مجمة لفؤاد المريض ... "

بسم الله الرحمن الرحيم

فصل:
في هَدْيه -صلى الله عليه وسلم-
في تغذية المريض بألطفِ ما اعتاده من الأغذية




في "الصحيحين" من حديثِ عُرْوةَ، عن عائشةَ: أنها كانتْ إذا ماتَ الميتُ من أهلِها، واجتمع لذلك النساءُ، ثم تفرَّقْنَ إلى أهلهن؛ أمرتْ ببُرْمَةٍ من تَلْبينةٍ فطُبِخَتْ، وصنعت ثريدًا، ثم صبَّت التلبينةُ عليه، ثم قالت: كُلوا منها؛ فإني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " التَّلْبِينَةُ مَجمَّةٌ لفؤادِ المريضِ تَذهبُ ببعضِ الحزن " [أخرجه البخاري (5417)، ومسلم (2216)].


التَّلْبين: هو الحسَاءُ الرقيقُ الذي هو في قِوَام اللَّبن، ومنه اشتُق اسمُه، قال الهَرَوىُّ: " سُميت (تَلبينةً)؛ لشبهها باللَّبن لبياضِها ورقتِها ".


وهذا الغِذَاءُ هو النافع للعليل، وهو الرقيقُ النضيج لا الغليظ النِّيءُ، وإذا شئتَ أن تعرِفَ فضل التَّلْبينَةِ؛ فاعرفْ فضل ماء الشعير؛ بل هي أفضل مِن ماءِ الشعير لهم، فإنها حساء متَّخذ من دقيق الشعير بنُخالته، والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يُطبخ صِحاحًا، والتَّلبينَة تُطبخ منه مطحونًا، وهي أنفع منه لخروج خاصيَّةِ الشعير بالطحن.
وقد تقدَّم أنَّ للعاداتِ تأثيرًا في الانتفاع بالأدوية والأغذية، وكانت عادةُ القوم أن يتخذوا ماء الشعير منه مطحونًا لا صِحاحًا، وهو أكثرُ تغذيةً، وأقوى فعلًا، وأعظمُ جلاءً.


وإنما اتخذه أطباءُ المدن منه صِحَاحًا ليكونَ أرقَّ وألطفَ، فلا يَثقُل على طبيعة المريض، وهذا بحسب طبائع أهل المدن ورَخاوتِها، وثِقلِ ماءِ الشعير المطحون عليها.
والمقصودُ: أنَّ ماء الشعير مطبوخًا صِحاحًا يَنفُذُ سريعًا، ويَجلُو جَلاءً ظاهرًا، ويُغذى غِذاءً لطيفًا. وإذا شُرِب حارًّا كان جلاؤه أقوى، ونفوذُه أسرَع، وإنْماؤه للحرارة الغريزية أكثرَ، وتلميسُه لسطوح المَعِدَة أوفق.


وقولُه -صلى الله عليه وسلم- فيها: "مجمةٌ لفؤاد المريض"، يُروى بوجهين:
بفتح الميم والجيم.
وبضم الميم، وكسر الجيم.
والأول: أشهر، ومعناه: أنها مُريحةٌ له؛ أى: تُريحهُ وتسكِّنُه؛ من "الإِجْمام" وهو الراحة.


وقولُه: "تُذهب ببعض الحزن"، هذا -والله أعلم-؛ لأن الغم والحزن يُبَردان المزاجَ، ويُضعِفان الحرارةَ الغريزية؛ لمَيلِ الروح الحامل لها إلى جهة القلب الذي هو مَنشؤها، وهذا الحساءُ يُقوِّى الحرارة الغريزية بزيادتِه في مادتها، فتزيلُ أكثرَ ما عرض له من الغم والحزن.


وقد يُقال -وهو أقربُ-: إنها تَذهبُ ببعض الحُزن بخاصيَّةٍ فيها من جنس خواصِّ الأغذية المفرِحَة؛ فإنَّ من الأغذية ما يُفرِح بالخاصية. والله أعلم.


وقد يُقال: إنَّ قُوى الحزين تَضعُفُ باستيلاء اليُبْس على أعضائه، وعلى مَعِدته خاصةً لتقليل الغذاء، وهذا الحِسَاء يُرطبها، ويُقويها، ويغذِّيها، ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض، لكن المريضَ كثيرًا ما يجتمع في مَعِدَته خَلْطٌ مراري، أو بَلْغَمِى، أو صَديدى، وهذا الحِسَاءُ يَجلُو ذلك عن المَعِدَة ويَسْرُوه، ويَحْدُره، ويُميعُه، ويُعدِّل كيفيتَه، ويَكسِرُ سَوْرَته، فيُريحها ولا سِيَّما لِمَن عادتُه الاغتذاءُ بخبز الشعير، وهي عادة أهل المدينة إذ ذاك، وكان هو غالبَ قُوتِهم، وكانت الحِنطةُ عزيزة عندهم. والله أعلم.


[المصدر: " صحيح الطب النبوي "، ص (184-186)].
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-08-2010, 08:57 PM
أم عبدالله الأثرية أم عبدالله الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 729
افتراضي

جزاك الله خيرا أختي الكريمة على هذه المعلومة النافعة فلقد كنت أقرأ الحديث ولا أعلم معنى " التلبينة"
أسأل الله أن يمتعك بالعافية في الدارين
__________________
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له: اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .(مناقب الشافعي 2/294)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-09-2010, 12:21 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

وإياك أختي الطيبة!

وهذا الموضوع قد طرحته قديمًا في ملتقى السلفيات للحوار، وأذكر أن إحدى الأخوات أفادتنا بطرق مختلفة في طبخ التلبينة هذه، وأذكرها بالتحديد، وهي أختنا "طالبة علم" وفقها الله ومتعها بالصحة والعافية، فقد أفادتني بأنها ماهرة في عملها! وأنها تقدمها لأضيافها، وعرضت لنا طريقة صنعها.
فأطلبها منها -هنا- ثانية، نعيد فيها أيام الملتقى الطيبة من جديد.

ونحن نعمل حساء شبيهًا لكن بجريش الشوفان -لا الشعير-، ونضيف عليه الحليب، ونحليه بالسكر غالبًا، أو العسل، وفعلا يعطي شاربه شعورًا بالراحة النفسية، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.