أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
6608 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر اللغة العربية والشعر والأدب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-07-2010, 09:44 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

• مَا هكَذَا يا سَعْدُ تُورَدُ الإبِل .

يُضْرَبُ مثلاً لِمَنْ قَصَّرَ ولَم يَسْتَقصِ في طلبِ الأمْرِ .

قال في " مَجْمَعِ الأمثالِ " :

هو سَعْدُ بنُ زيدِ مَنَاةَ , أخو مالكِ بنِ زيدِ مَنَاةَ , الذي يُقَال له : آبَلُ (1) من مالكٍ .

ومالكٌ هذا هو سِبْطُ (2) تَميمِ بنِ مُرَّةّ , وكان يُحَمَّقُ (3) , إلاَ أنه كان آبَلَ زمانِه .

ثم إنّه تزوجَ وَبَنَى بامْرأتِه , فأوْرَدَ الإبِلَ أخوه سَعْدٌ , ولَم يُحْسِنْ القيامَ عليها والرِّفْقَ بِها , فَقَالَ مالكٌ :

أوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ (4) .... مَا هكَذَا يا سَعْدُ تُورَدُ الإبِلْ .

فأجابَه سَعدٌ وقالَ :

تَظَلُّ يَوْمَ وِرْدِها مُزَعْفَرا (5) ... وَهْيَ خَنَاطِيلُ (6) تَجُوسُ (7) الْخُضَرا .

______________________

(1)يُقال : أبَِلَ أبَالةً وأبَلاً , فهو آبِلٌ وأبِلٌ : حَذِقَ مَصْلحةَ الإبِلِ والشاةِ .
(2)السِّبْطُ : وَلدُ الولدِ .
(3)أي : يُنْْسَبُ إلى الحماقةِ , وهي قِلَّةُ العقلِ .
(4)اشْتَملَ بثوبِه : أدَارَه على جَسدِه كلِّه حتى لا تَخْرجَ منه يدُه .
(5)مُتَطيِّبٌ بالزَّعْفَران .
(6)إبِلٌ خَناطيلُ : مُتَفرِّقة .
(7)الْجَوْس : طلبُ الشيءِ بالاسْتِقصاءِ , وجاسَ الشيءََ : وطِئه وداسَه .
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-11-2010, 01:09 AM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

• بلغ السيلُ الزُّبَى .

يُضْربُ لِما جاوزَ الحدَّ , وهو أنْ يَبْلغَ الأمرُ مُنْتهاهُ .

جاء في " مُختصر تاريخ دمشق " لابن مَنْظور , و " الكامل " للمُبَرِّدِ :

قال مُحمد بنُ الحسنِ :

لَمّا كَثُرَ الطعْنُ على عُثمانَ , تنَحَّى عَلِيٌّ إلى مالِه بِيَنْبُعَ ، فكتبَ إليه

عثمانُ : " أمّا بعدُ ، فإنه قدْ جاوزَ الماءُ الزُّبَى , وبلغَ الحِزامُ الطُّبْيَيْن، وبلغَ

الأمرُ فوقَ قدْرِهِ ، وطمِعَ في الأمرِ مَنْ لا يَدْفعُ عن نفسِه :

فإن كنتُ مأكولاً فكُنْ خيرَ آكلٍ . . . وإلا فأدْركْنِي ولَمّا أُمَزَّقُ(1) .

قال الْمُبَرِّدُ : قوله : جاوزَ الماءُ الزُّبَى ,فالزُّبْيَةُ : مَصْيَدةُ الأسدِ(2) , ولا تُتَّخذُ إلا في قُلَّةٍ , أو رابِيَةٍ , أو

هَضَبةٍ(3) . فإذا بلغها السيلُ كان مُجْحِفا(4) .

قوله : وبلغ الحِزامُ الطُّبْيَيْن ؛ فإن السِّباعَ والْخيلَ يُقالُ لِموضعِ

الأخلافِ(5) منها : أطباءٌ , واحِدُها : طُبْيٌ.

فإذا بلغ الحزامُ الطُّبْيَيْن فقد انتهى في المكروه(6) .

___________________________
(1) هذا البيتُ لشاعرٍ مِن عبدِ القَيْسِ جاهليٍّ , يقالُ له : الْمُمَزَّقُ ، وإنَّما سُمِّيَ مُمُزّقاً لِهذا البيتِ .
(2) الزُّبيةُ تُحْفرُ للأسدِ فيُصادُ فيها ، وهي رَكِيَّةٌ بعيدةُ القَعْرِ ، إذا وقع فيها لَم يستطِعِ الْخروجَ منها ؛ لبُعدِ قعْرِها ، يَحفرونَها ، ثم يُوضعُ عليها لحمٌ وقد غَمُّوها بِما لا يِحمُله ، فإذا أتى اللحمَ انْهدمَ غطاءُ الزبيةِ .
(3) القُلَّةُ : أعلى الْجبلِ , وجَمْعُها : قُلَلٌ وقِلالٌ . والرّابِيةُ : ما ارتفع من الأرض , إلا أنّها أقلُّ ارتفاعاً من الزُّبْية . والْهَضَبةُ : جبلٌ مُنْبسِطٌ على الأرض .
(4) جارفاً .
(5)الأخلافُ : حَلَمَاتُ الضِّرعِ التي فيها اللبنُ , من ذواتِ الْخُفِّ والظِّلْفِ والسِّباع .
(6)يعني أنّه قدِ اضْطَربَ مِنْ شِدّةِ السَّيْر حتى خَلَفَ الطُّبْيَيْن مِنْ اضْطِرابِه . يُضْربُ مثلاً للأمر الفظيع الفادِح.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-13-2010, 10:17 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

• إن الشقيَّ وافدُ البراجِمِ .

- يُضْربُ مَثلاً لِمَن يُوقعُ نفسَه في هَلَكَةٍ طمَعاً .

البَرَاجِمُ : قومٌ من بنِي تَميمٍ .

قال الثعالبي في " ثمار القلوب " :

. . . وذلك أنّ أسْعدَ بنَ الْمُنذِرِ أخا عَمرِو بنِ هندٍ ، انصرفَ ذاتَ ليلةٍ مِن مُتَصَيَّدِه

وهو ثَمِلٌُ , فرمى رجلاً من بني دارِمٍ بسهمٍ فقتله ، فوثبَ عليه بنو دارِم فقتلوه,

فغزاهم عمرُو بنُ هندٍ وقتل منهم مَقتلةً عظيمةً ، ثم أقسمَ ليُحَرِقّنَ منهم مئةً ،

فبذلك سُمّيَ مُحَرِّقاً ، وأخذَ تسعةً وتسعين رجلاً منهم فقذفهم في النارِ ، وأرادَ

أنْ يَبَرَّ قسَمَهُ بِمَنْ تَكْمُلُ به العِدَّةُ ، فمَرَّ رجلٌ يُقال له : عمارٌ ، من بني مالكِ

بنِ حنظلةَ ، فَتَشمَّمَ رائحةَ اللحمِ ، فظنّ أنّ الملكَ قد اتّخذَ طعاماً للأضيافِ ،

فعرَّجَ إليه ، فأُتِيَ به ، فقال له : مَنْ أنتَ ؟ قال : أنا وافدُ البراجمِ ، فقال

عمرٌو : إنّ الشقِيَّ وافدُ البراجمِ ؛ فصارَ مثلاً للشقيِّ يَسْعى بقدمِه إلى مَراقِ

دمِهِ ، ثم أُمِرَ به فقُذِفَ في النارِ تَحِلّةً لقسَمِهِ .
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-15-2010, 11:41 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

• سَبَق السيفُ العذلَ .

وهو مثلٌ لِمَن يلومُ على فِعْل شيءٍ بعدَ وقوعِه وفواتِ أمرِهِ .

• الحديثُ ذو شجونٍ .

أي : ذو طرُقٍ , الواحدُ : شَجْنٌ ، بسكون الجيم .
والشواجِنُ : أوديةٌ كثيرةُ الشجَرِ ، الواحدةُ : شاجِنة .
وأصلُ هذه الكلمةِ الاتصالُ والالتفافُ . ومنه الشَُِّجنة . والشجنة : الشجرة الملتفةُ الأغصانِ .
وقد نظَمَ الشيخُ أبو بكرٍ عليٍّ بنِ الحسينِ القهِسْتانِي هذا المثلَ ومثلاً آخرَ في بيتٍ واحدٍ ، وأحسن ما شاء وهو :

تَذَكَّرَ نَجْداً والحديثُ شجونٌ ... فجُنَّ اشتياقاً والجنونُ فنونُ

يُضربُ هذا المثلُ في الحديثِ يُتذكرُ به غيرُه .

• أسعدٌ أمْ سعيدٌ .

يُضربُ في النجاح والخيبة .

قال في " مجمع الأمثال " :

- أوّلُ مَن سارَ عنه هذه الأمثالُ الثلاثةُ ضَبَّةُ بنُ أدِّ بنِ طابِخةَ بن ِإلياسَ بنِ مُضَرَ ، وكان له ابنانِ , يُقالُ لأحدِهِما : سَعدُ ، وللأخر سعيدٌ ، فنَفرَتْ إبلٌ لضَبّةَ تَحت الليلِ فوجّهَ ابنيهِ في طلبِها , فتفرّقا فوجدَها سعدٌ فردَّها ، ومضى سعيدٌ في طلبِها , فلقيَه الحارثُ بنُ كعبٍ ، وكان على الغلامِ بُرْدانِ ، فسأله الحارثُ إيّاهُما , فأبَى عليه ، فقتله وأخذ بُرْدَيْه ، فكان ضَبّةُ إذا أمسى فرأى تَحت الليلِ سواداً قال : أسعدٌ أم سعيد ؟ فذهب قولُه مثلاً .
فمكث ضبَّةُ بذلك ما شاء الله أنْ يَمكثَ . ثم أنه حجَّ فوافى عُكاظَ , فلقيَ بِها الحارثَ بنَ كعبٍ ، ورأى عليه بُرْدَيِ ابْنِه سعيدٍ ، فعرفهما، فقال له : هل أنت مُخبري ما هذان البُرْدانِ اللذان عليك ؟ قال : بلى ، لقيتُ غلاماً وهُما عليه فسألتُه إيَاهُما فأبَى عليَّ فقتلتُه ، وأخذتُ بُرْدَيهِ هذين .
فقال ضَبّةُ : بسيفِك هذا ؟ قال : نعم .
فقال : فأعطنِيهُ انظرْ إليه فإنّي أظنه صارماً .
فأعطاهُ الحارثُ سيفَهُ ، فلمّا أخذه من يدِه هزَّه وقال :
الحديثُ ذو شجونٍ .
ثمّ ضربه به حتى قتله فقيل له : يا ضَبّةُ أفي الشهرِ الحرامِ ؟
فقال : سبقَ السيفُ العذلَ .
فهو أوّلُ مَنْ سارَ عنه هذه الأمثالُ الثلاثةُ .
قال الفرَزْدَقُ :
لا تأمَنَنَّ الحربَ ؛ إنَّ اسْتعارَهَا ... كَضَبَّةَ إذ قال : الحديثُ شجونٌ
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-17-2010, 10:04 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

• رماهُ اللهُ بثالثةِ الأثافيِّ .

قال الفَيْرُوزأباديُّ : الأُِثْفِيَّةُ : الحجرُ تُوضعُ عليه القِدْرُ . الجمعُ : أثافيُّ , وأثافٍ

ورماهُ اللهٌُ بثالثةِ الأثافيِّ : أي بالجبلِ , والمرادُ : بداهيةٍ ؛ وذلك أنّهم إذا لَم

يَجدوا ثالثةَ الأثافيِّ , أسْندوا القِدْرَ إلى الجبلِ .

قال الميدانِيُّ : يُضربُ لِمن رُمِيَ بداهيةٍ عظيمةٍ . ويُضربُ لِمن لا يُبْقي من الشرِّ

شيئاً ؛ لأن الأُثفيَّةَ ثلاثةُ أحجارٍ , كلُّ حجرٍ مثلُ رأسِ الإنسانِ ، فإذا رماهُ

بالثالثةِ فقد بلغ النهاية . كذا قاله الأزهريُّ .

قال البديعُ الْهَمَذانِيُّ :

ولِي جسمٌ كواحدةِ الْمَثانِي ... له كَبِدٌ كثالثةِ الأثافيِّ

يريدُ : القطعةَ من الجبلِ .
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 02-22-2010, 01:23 AM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

•حالَ الْجريضُ دونَ القريضِ .

- يُضربُ للأمر يُقدرُ عليه أخيراً حين لا ينفعُ . أو : يُضْربُ لأمرٍ يَعُوقُ دونَه عائقٌ .

الْجَريضُ : الغُصَّةُ ، من الْجَرَضِ , وهو الريقُ يُغَصُّ به .

يُقالُ : جَرِضَ بريقِه يَجْرَضُ . وهو أنْ يَبْتلِعَ ريقَهُ على همٍّ وحَزَنٍ .

يُقالُ : مات فلانٌُ جَريضاً ، أيْ : مَغمُوماً .

والقَريضُ : الشِّعْرُ ، وأصله جِرَّةُ البعِيِرِ , وهو ما يَرُدُّهُ البعيِرُ عندما يَجْترُّ .

وأصلُ الْمَثلِ : أنّ رجلاً كان له ابنٌ نَبَغَ في الشعر , فنهاهُ أبوه عن ذلك ,

فجاشَ به صدرُه ومرضَ حتى أشرفَ على الهلاكِ ، فأذِن له أبوه في قولِ الشعرِ

فقال هذا القولَ .
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-24-2010, 11:16 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

• ذكّرْتَنِي الطعنَ وكُنتُ ناسياً .

- يُضربُ في تذكُّر الشيءِ بغيرهِ .

قال الْمَيْدانِيُّ :

قيل : إنّ أصْلَه أنّ رجلاً حَمَلَ على رجلٍ ليقتله ، وكان في يدِ الْمَحمولِ عليه

رُمحٌ ، فأنساهُ الدَّهَشُ (1) والْجَزعُ ما في يدِه , فقال له الْحاملُ : ألقِ الرُّمْحَ .

فقال الآخرُ : إنّ مَعِي رُمْحاً لا أشعر به ؟! ذكّرْتَنِي الطعنَ... المثلَ .

وحَملَ على صاحبِه فطعنه حتى قتله أو هزمه .

يُقالُ : إنّ الحاملَ صخرُ بنُ مُعاويةَ السُّلَمِيُّ ، والْمَحمولَ عليه يزيدُ بنُ الصَّعِقِ .

وقال الْمُفضَّلُ : أوّلُ من قاله رُهَيْمُ بنُ حَزَنِ الْهِلالِيُّ ، وكان انتقل بأهلِه ومالِه

من بلدِه يريدُ بلداً آخرَ ، فاعْترضهُ قومٌ من بني تَغْلِبَ فعرفوه وهو لا يعرفهم .

فقالوا له : خَلِّ ما معك وانجُ .


قال لهم : دونكمُ الْمالُ ولا تَعْرضوا للحرم (2) .

فقال له بعضُهم : إنْ أردتَ أنْ نفعلَ ذلك فألقِ رُمْحَك .

فقال : وإنَّ معي لَرُمْحاً ؟! فشدَّ عليهم فجعلَ يقتلهم واحداً بعدَ واحدٍ , وهو

يَرْتَجٍزُ ويقولُ :

رُدُّوا على أقرَبِها الأقاصيا ... إنّ لَها بالْمَشْرَفِيِّ (3) حاديا

وذكّرَتنِي الطعنَ وكنتُ ناسياً .
________________________

(1) الذهول والحيرة .
(2) حرم الرجل : ما يقاتل عنه ويحميه . [ المعجم الوسيط ] وأراد هنا أهله .
(3) قال في " العُباب " : السيوفُ الْمَشْرَفِيّةُ : منسوبةٌ إلى مَشارِفِ الشام . قال أبو عُبَيدةَ : هي قُرىً من أرضِ العربِ , تدنو من الريفِ ، يُقالُ : سيفٌ مَشْرَفِيٌّ , ولا يُقال : مَشارِفِيُّ .
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 02-25-2010, 10:55 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

- مثل يحكي قصة العرب .

• ذهبوا أيدي سبأ , وتفرَّقوا أيدي سبأ , وأيادي سبأ .

- يُضربُ في التفرق .

- قال في القاموس : ضُرِبَ المثلُ بِهم ؛ لأنهُ لَمّا غَرِقَ مكانُهم ، وذهبت جنّاتُهم ، تبدَّدُوا في البِلادِ .

- قال الْمَيْدانِيُّ : أي تفرّقوا تفرُّقاً لا اجتماعَ معه . اخبرنا الشيخُ الإمام أبو الحسن عليُّ ابنُ أحْمدَ الواحديُّ ، أخبرنا الحاكمُ أبو بكر مُحمدُ بنُ إبراهيمَ الفارسيُّ ، أخبرنا أبو عمرو بنِ مطر ، حدثنا أبو خليفةَ ، حدثنا أبو هَمّامٍ ، حدثنا إبراهيمُ بنُ طهْمَانَ عن أبي جناب ، عن يَحيى بنِ هانىءٍ ، عن فروةَ بنِ مُسَيْكٍ قال : أتيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم – فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أخبرنِي عن سبإٍ أرجلٌُ هو أمِ امرأةٌ ؟ فقال :

(( هو رجلٌ من العربِ ولدَ عَشَرةٌ تَيامَنَ منهم سِتةً وتشاءَمَ منهم أربعةً [1] ، فأما الذين تيامنوا : فالأزدُ ، وكِنْدَةُ ، ومِذْحَجٌ ، والأشْعَرونَ ، وحِمْيَرُ , وأنْمارٌ ، ومنهم بَجِيلةُ .
وأمّا الذين تشاءَموا : فعَامِلةُ ، وغسانُ ، ولَخْمٌ ، وجُذامٌ )) [2] . وهم الذين أُرْسِلَ عليهم سيلُ العَرِمِ ؛ وذلك أنَّ الْمَاءَ كان يأتِي أرضَ سبإٍ من الشَّحْرِ[3] وأوْدِيةِ اليمنِ ، فرَدَموا رَدْماً بيْن جبلين وحَبَسوا الْماءَ ، وجعلوا في ذلك الرَّدْمِ ثلاثةَ أبوابٍ بعضُها فوق بعضٍ ، فكانوا يسقون من البابِ الأعلى ثم من الثانِي , ثم من الثالثِ , فأخْصَبوا وكثُرتْ أموالُُهم ، فلمّا كذّبوا رسولَهم بعث اللهُ جُرَذاً نقَبَتْ ذلك الرَّدْمَ حتى انتقضَ , فدخل الْماءُ جنّتّيْهم فغرَّقهُما , ودفنَ السيلُ بيوتَهم . فذلك قوله تعالَى : { فأَرْسَلنا عَليهِمْ سَيْلَ العَرِمِ } [ سبأ : 16 ] .

والعَرِمُ : جَمعُ عَرِمَة ، وهي السِّكْرُ [4] الذي يَحْبِسُ الْماءَ .
وقال ابنُ الأعرابِيِّ : العَرِمُ : السيلُ الذي لا يُطاقُ .
وقال قتادةُ ومُقاتلٌ : العَرِمُ : اسمُ وادي سبأ .

- وأخبرنا الإمامُ عليُّ بنُ أحْمدَ الْخُزَاعِيُّ ، أخبرنا أبو الوليدِ الأزرقيُّ ، حدثنا جَدّي ، حدثنا سعيدُ بن سالِم القدّاح عن عثمانَ ابنِ ساج، عن الكلبي، عن أبي صالح قال: ألقت طريفةُ الكاهِنةُ إلى عَمرِو بنِ عامرٍ - الذي يُقالُ له : مُزَيْقِيَا بنُ ماءِ السماءِ , وهو عمرُو بنُ عامرِ بنِ حارثةَ بنِ ثعلبةَ بنِ امْرِىءِ القيس بنِ مازنِ بنِ الأزدِ بنِ الغوثِ بنِ نبتِ بنِ مالكِ بنِ زيدِ ابنِ كهلانَ بنِ سبأ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قحطانَ - وكانت قد رأتْ في كِهَانَتِها أنّ سدَّ مأرِبٍ سَيَخْرَبُ ، وأنه سيأتِي سيلُ العَرِمِ فيُخَرِّبُ الْجَنَّتيْن ، فباع عمرُو بنُ عامرٍ أموالَه , وسار هو وقومُه حتى انتهَوْا إلى مكةَ , فأقاموا بِمكةَ وما حولَها , فأصابتهمُ الْحُمّى ، وكانوا ببلدٍ لا يَدْرُون فيه ما الْحُمّى ، فدَعَوْا طريفةَ فشَكَوْا إليها الذي أصابَهم , فقالت لهم : قد أصابنِي الذي تشكون وهو مفرقٌ بيننا .
قالوا : فماذا تأمرين ؟
قالت : مَنْ كان منكم ذا همٍّ بعيدٍ ، وجَملٍ شديدٍ ، ومزادٍ[5] جديد ، فلْيَلحقْ بقصْرِ عُمانَ الْمَشِيدِ . فكانت أزدُ عُمَانَ .
ثم قالت : من كان منكم ذا جَلدٍ وقَسْرٍ , وصبر على أزماتِ الدّهْرِ , فعليه بالأراكِ من بطن مَرٍّ . فكانت خُزاعةُ .
ثم قالت : من كان منكم يُريدُ الراسياتِ في الوَحْل ، الْمُطعِماتِ في الْمَحْلِ[6] ، فليلحق بيثربَ ذاتِ النخل . فكانت الأوس والخزرج .
ثم قالت : من كان منكم يريدُ الْخَمْرَ والْخَمِيرَ ، والْمُلْكَ والتأمِيرَ ، ويَلْبَسَ الدِّيباجَ والحريرَ ، فليلحقْ ببُصْرى وغُوَيْرٍ ، وهُما من أرض الشأم . فكان الذين سكنوها آلُ جَفْنَةَ من غسّانَ .
ثم قالت: من كان منكم يريدُ الثيابَ الرِّقاقَ ، والْخيلَ العِتاقَ ، وكنوزَ الأرزاقِ ، والدّمَ الْمِهْراقَ ، فليلحقْ بأرضِ العراق . فكان الذين سكنوها آلُ جَذِيْمَةَ الأبْرَش ، ومن كان بالْحِيرَةِ ، وآلُ مُحَرِّقٍ .

______________________

(1) تشاءَمْتُ : أخذتُ نَحْوَ الشأمِ , يُقالُ : تشاءَمَ الرجلُ ، إذا أخذ نَحوَ الشأم ، وأشأم ، إذا أتى الشأم .
ويامَنَ القومُ وأيْمَنُوا ، إذا أتَوْا اليَمَنَ .
(2) رواه الطبرانِيُّ في " الكبير " .
(3) ساحلُ البَحْرِ بين عُمانَ وعَدَنَ .
(4) ما يُسَدُّ به النهرُ ونَحوُه . [ المعجم الوسيط ] .
(5) جَمْعُ مَزَادَة , وهو وِعاءٌ يُحْملُ فيه الماءُ في السفر , كالقِرْبةِ و نَحوِها .
(6) الجَدْبُ .

--- --- --- --- ---
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 03-02-2010, 01:23 AM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

• إنّه نسيج ٌوحدَه .

- قال في " الْمُسْتقصى " : يُضْرَبُ فى مَدْحِ الرجلِ الْمُنقطِعِ القرِينِ .

- قال الْمَيْدانِيُّ : وذلك أنّ الثوبَ النفيسَ لا يُنْسَجُ على مِنْوالِه عِدّةُ أثوابٍ .

- قال ابنُ الأعْرابِيُّ : مَعنى " نسيجٌ وحدَه " : أنه واحدٌ في معناه , ليس له فيه ثانٍ

كأنّه ثوبٌ نُسِجَ على حِدَتِه , لَمْ يُنْسَجْ معه غيرُه ، وكما يُقالُ : نسيجٌ وحدَه ، يُقالُ : رجلٌ وحدَه .

- ويُقالُ : نسيجُ وحدِه .
- قال في " جمهرة الأمثال " : قالت عائشةُ في عمرَ - رضى اللهُ عنهما - : " كان واللهِ أحْوَذِيّاً ، نسيجَ وَحْدِهِ ، قد أعَدَّ للأمور أقرانَها " .

والأحْوَذِيُّ : الْمُشَمِّرُ الْجادُّ العالي على أمرِه ، مِن قولِهم : حاذَ الإبلَ , يَحوذها، إذا جَمَعها وساقها وغلبها ، ومنه يُقالُ : اسْتحْوَذَ عليه الشيطانُ ، إذا علاه وغلبه .

- قال في " أدب الكاتب " : قال الراجز :

- جاءت به معتجراً بِبُرْدِه ... سَفْواءُ تَرْدَى بنسيجِ وحدِه
- مُسْتقبِلاً ريحَ الصَّبا بِخدِّه ... تقدَحُ قيسٌ كلُّها بزنْدِهِ
- من تلْقَهُ من بطلٍ يرُدُّه ... وكلًُّهم أنْ تلْقَهُ يَفْدِهِ .

- قال الجواليقي في " شرح أدب الكاتب " :

الْمُعْتجِرُ : الذي يَلُفُّ العَمَامةَ على رأسِه من غير أنْ يُديرَها تَحت الحنكِ .
وتَرْدَى : تَعْدُ .
وقوله بنسيجِ وَحْدِهِ , معناهُ : بالرجل الذي لا نظيرَ له . و " وحْدِهِ " هنا جُرَّ بالإضافةِ , ولا يُضافُ "وحده " في شيءٍ من الكلام إلا في ثلاثةِ مواضع :
- موضعٌ في المدحِ , وهو هذا .
- وموضعان في الذمِّ , وهُما : جُحَيْشُ وحدِه , وعُيَيْرُ وحدِه , وهو فيما عدا هذه المواضعِ منصوبٌ أبدا على معنى الْمَصْدرِ .
وقوله : " مُستقبلاٍ ريحَ الصَّبا بِخدِّه " معناه : أنّ العربَ كانت تُطعمُ عندَ هُبوبِ الصَّبا كما قالت:
إذا هَبّتْ رياحُ أبِي عقيل ... دعَوْنا عندَ هبّتِها الوليدا
ورياحُ أبِي عقيل هي الصّبا , وأبو عقيل كُنْيةُ لبيد بن ربيعة , يقول : يستقبلُ هبوبَها بشروجِه .
وقوله : تقدحُ قيسٌ كلُّها بزندِه أي :كلهم يسعَوْنَ بِجدِّه , وينتفعون برفْدِهِ . والبطلُ : الشجاعُ ؛ لأنه تبطلُ عندَه دماءُ الأقرانِ .
وقوله : " يَفَْدِهِ " تقولُ : فَدَتْكَ نفسي , أي : كانت فداءَك من السوءِ.
وحكى أبو عُبَيْدٍ عن الأصْمَعِيِّ قال : السَّفْواءُ من البغال : السريعة , ومن الخيل الخفيفة الناصبة .

--- --- --- --- --- ---
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 03-03-2010, 03:11 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

- مثلٌ يَحكي حالَ الناس في الْمُعاملاتِ :
* الأكلُ سَلَجانٌ , والقضاءُ لَِيّان .
- يُضربُ لِمَنْ يأخذُ مالَ الناس فيَسْهُلُ عليه , فإذا طُولِبَ بالقضاءِ دافعَ وصَعُبَ عليه .
السَّلْجُ : البَلْعُ . يُقالُ : سَلِجَ اللقمةَ سَلْجاً وسَلَجَاناً ؛ أي : بلَعَهَا .
الليّانُ : المدافعةُ . وكذلك الليُّ , ومنه الحديثُ : " لَيُّ الواجدِ ظُلمٌ " .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.