الشيخ أبو الحسن المأربي يوضح موقفه للشيخ عبد المالك الرمصاني

[سيف بلعيد]

(توضيح وبيان الشيخ المأربي حول ما نسب إليه الشيخ الرمضاني )
[ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله فضيلة الشيخ أبا الحسن المأربي

شيخنا الفاضل قرأت اليوم على الفيسبوك لبعض المشايخ سئل عن فضيلتكم فأجاب بأنكم تقولون (لا فرق بين سلفي وإخواني ولا فرق بين سلفي وتبليغي).
فهل صحيح هذا الذي نسب إليكم حفظكم الله تعالى ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هذا القول-أخ الكريم- بهذا الإطلاق كذب وافتراء،وليس هذا التعميم كلامي، لأن هذه المسائل قد فصلتها كثيرا.
وأنا من فضل الله علي من أكثر من يبين هذه الفوارق عندنا في اليمن وغيره، كما في أشرطتي: الفوارق الجلية بين الدعوة السلفية والدعوات الحزبية، وذلك منذ أكثر من عشرين عاما ،فارجع إليها،وهي أربعة أشرطة.

لكن هناك فرق في الحكم بين انحراف منهج أي جماعة وبين الفرد المنتسب إليها، كما هو معلوم ،لاحتمال جهله بالخطأ الذي تقع فيه جماعته،أو تأويله،والتباس الأدلة عليه ،أو اعتقاده أن بقاءه في الجماعة أخف المفسدتين ،وأنه يصلح ويقوم من اعوجاجها،وإن كان الواقع بخلاف ذلك من حيث لايدري.

كما أن هناك فرقا بين تخطئة جماعة في باب وتصويبها في باب آخر،كل ذلك بحسب الأدلة.
كماأن هناك فرقا بين الحكم بانحراف جماعة أو فرد في كثير أو قليل،وبين جواز أو وجوب التعاون معهم على البر والتقوى-حسب الأدلة- ضد عدو أكثر شرا وانحرافا،لدفع أعظم المفسدتين بارتكاب أدناهما.
وكل هذه التفاصيل والقيود لها أدلتها النقلية،والقواعد العلمية، والأدلة العقلية، والتاريخية،وقد فصلتها منذ أكثر من عقدين،لكن الغلاة الباحثين عن الزلات -وربما اختلقوها-لايجدي معهم شيئ إلا أن يشاءالله تعالى،ويتوب الله على من تاب.
فأنصحك بالاشتغال بطلب العلم من مظانه الصحيحة،ولاتلتفت إلى الغلاة الباحثين عن العثرات لإشاعتها، والمروجين للزلات أو السقطات، إما بسوء قصد أوبسوء فهم أو بمجموعهما، وقد ظهر لكثير من الناس الأثر السيئ لطريقتهم.

فإن وجدت-أخي الكريم- هذا أوغيره من الخطأعندي فأرسله لي بصوتي أو قلمي، لأبين موقفي الشرعي منه،أما الناس فالكثير منهم إلا من رحم الله يزيدون وينقصون في النقل،والموفق من أتى البيت من بابه،وأتى بنص الكلام بسياقه وسباقه ولحاقه،وجمع كلام الشخص مجمله ومفصله ومشكله أو محتمله-إن وجد- وصريحه، وحمل مجمله على مفصله،كما هو مقرر في موضعه ،أوخاطب صاحبه به ،فإن بين وجه الصواب للمستشكل، وإلا يتراجع عن خطئه على مرآى ومسمع الناس، وهذا المسلك مما يرفعه الله به.

وأنا أدين الله تعالى بتراجعي عن أي قول يخالف الكتاب والسنة بفهم الصحابة وقواعد السلف: القرون المفضلة ومن تبعهم بإحسان ،أتراجع عنه حيا وميتا، لا ماإذا خالف أهل الإفراط أو التفريط،أي إذا ظهرت مخالفته للحق ومنهج السلف وكبار أئمتنا .
هذا هو منهج طالب العلم المنصف الحصيف على دينه،ومن يعد كلامه من عمله، ويوقن بأنه بصالحه وطالحه في ميزانه غدا، فلايشتغل إلا بما يعنيه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم أبو الحسن السليماني.
٢٧ رمضان ١٤٤٢. ]