(و هذا هو الداء الذي يعرض لأهل الدين الصحيح) - من كلام السعدي رحمه الله
و أنا أقرأ وردي من تفسير السعدي بلغت الليلة الآية 93 من سورة يونس و هي قوله تعالى : (و لقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق و رزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون).
قال الشيخ السعدي رحمه الله:...(فما اختلفوا) في الحق (حتى جاءهم العلم) الموجب لاجتماعهم و ائتلافهم, و لكن بغى بعضهم على بعض, و صار لكثير منهم أهوية و أغراض تخالف الحق, فحصل بينهم من الاختلاف شيء كثير. (إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) بحكمه العدل الناشىء عن علمه التام, و قدرته الشاملة, و هذا هو الداء الذي يعرض لأهل الدين الصحيح. و هو: أن الشيطان إذا أعجزوه أن يطيعوه في ترك الدين بالكلية, سعى في التحريش بينهم, و إلقاء العداوة و البغضاء, فحصل من الاختلاف ما هو موجب ذلك, ثم حصل من تضليل بعضهم لبعض, و عداوة بعضهم لبعض, ما هو قرة عين اللعين.
و إلا فإذا كان ربهم واحدا, و رسولهم و احدا, و دينهم و احدا, و مصالحهم العامة متفقة, فلأي: شيء يختلفون اختلافا يفرق شملهم, و يشتت أمرهم, و يحل رابطتهم و نظامهم, فيفوت من مصالحهم الدينية و الدنيوية ما يفوت, و يموت من دينهم بسبب ذلك ما يموت؟ فنسألك اللهم لطفا بعبادك المؤمنين, يجمع شملهم و يرأب صدعهم, و يرد قاصيهم على دانيهم, يا ذا الجلال و الإكرام. (انتهى كلامه رحمه الله).
قلت: اللهم اجمع شملنا و وحد صفوفنا و ألف بيننا.
|