الشيخ عبد المجيد رياش الجزائري- دفاع عن مصحف دار الإمام مالك ورد على جريدة الخبر

[أبو سلمى رشيد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة جريدة الخبر عامة؛ السيد: جلال بوعاتي خاصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فاجأتنا جريدتكم الموقرة في هذا الصباح [20/9/2017] بمقالها المعنون له بـ
يطبعان بإشراف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف

مصحفان رسميان للدولة الجزائرية

وقد كتب بالبنط الكبير، والذي أعطته مساحة كبيرة، بالصفحة الأولى، وبالصفحة الثالثة.
وأنا أشكر الجريدة والكاتب السيد جلالي على تأثره لما رآه خطأ يمس كتاب الله العظيم، أشكر الجريدة والكاتب، ولكنني أقوم بواجبي في هذه المسألة بالذات، فأقول للكاتب المحترم:
إن ربنا قال في كتابه الكريم: ﴿فَسْئـَلُوۤا۠ أَهْلَ الذِّكْــرِ إِن كُــنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ فكان عليك أخي جلال أن تتريث ولا تتكلم إلا بعد أن تتعلم، وذلك بأن تتجه إلى أهل الاختصاص، وتضع أمامهم ما بدى لك أنه خطأ، وكان أقرب جهة تتوج إليها هو مفتي الجريدة، فتجد عنده الجواب الكافي، وكذلك كان عليك أن تذهب إلى الوزارة المعنية وتتكلم معهم، وستجد الجواب الذي يريحك من عناء ما يلحقك من جراء التسرع في الكتابة النابع عن الغيرة الشديدة على كتاب الله، أو السبق الطباعي، وكلاهما لا يخول لك القيام بأي تصرف قبل أن تتعلم، فكتاب الله لا ندافع عنه بالتحمس الخالي عن العلم، وإنما يكون الدفاع عن الدين بالعلم، ووفق ما يقتضيه المقام؛ وقد وضح هذا أهل العلم في كلامهم عن آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقالوا: إن النهي عن المنكر يكون في بعض الحالات محرما!!!
نعم؛ يكون محرما؛ لأن الجاهل كما قال الغزَّالي في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من كتاب إحياء علوم الدين: قد يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، وهذا واقع في أيامنا هذه، والله المستعان.
أخي الكاتب جلال: إنك وقعت في خطإ فادح، ويجب عليك الاعتذار للقراء؛ لأنك شوشت عليهم، وأنا واحد منهم، فقد تنزلت علي الرسائل من قبل أذان الفجر وإلى الآن كالمطر، ولما قرأت ما جاء بالصفحة الأولى علمت أنك دخلت في غير ميدانك.
وأقول لك وللقراء أمثالك: اعلموا علمكم الله ما ينفعكم: أن من العلوم المتعلقة بالقرءان علم العد، أي: عد ءايات القرءان، وهو علم مستقل بذاته، وكتب فيه أهل الذكر كتبا، نظما ونثرا، وفي مقدمة ذلك ناظمة الزهر لعالم الأمة الرعيني الشاطبي.
والمصحف الذي وقع بيدك أخي جلال صحيح في عده اعتمد فيه ما يسمى بـالعد المدني الأخير، وهو المناسب لرواية ورش طريق الأزرق كما قال بذلك بعض أهل العلم، فالمصحف صحيح وصحيح، وصاحب المصحف بيني وبينه خلاف كبير، ولكن قول الحق يوجب علي أن أقول: المصحف صحيح.
وما اعتبره الكاتب مثالا للخطإ موجود بأول المصحف؛ أي: بالفاتحة فانظر أخي الكاتب علمك الله ما ينفعك في دينك ودنياك سورة الفاتحة تجد أن البسملة مهملة من العد، وهذا بخلاف ما تعودت عليه.
وهذه الحادثة تدفعني للقول: يجب على الجهة المختصة "وزارة الشؤون الدينية" أن تهتم بالعلوم المتعلقة بكتاب الله وتخصها بالتعليم على حسب مستوى كل طائفة، وبهذا نحفظ الأمة من الوقوع في مثل هذه الوقعة الخطيرة.
ومن باب الإنصاف وإحقاق الحق أقول: إن الكاتب معذور من ناحية كونه اعتبر ذلك خطأ، مقارنة مع ما وقع فيه بعض أئمة المساجد الكبرى في العاصمة، فقد اتصل بي إمام مشهور في اسمه، ومشهور بمسجده؛ وقال لي: مصحفك فيه خطأ!!! فقلت: أي مصحف؟!!! فقال لي: الحاذق الصغير. فقلت: أي رواية؟ فقال: رواية ورش. فقلت: أي طريق؟ فقال: طريق الأصبهاني. فقلت: وأين الخطأ؟ فقال: في سورة الكهف. فقلت: وما هو؟ فقال: عدد ءاياتها 105وهذا مخالف لما عندنا!!!!
فعلمت أنه ابتعد عن ميدانه، والله المستعان.
وأقول لقرائنا الكرام: ابشروا فقد أعددت لكم "مصحف الحاذق العاد" أي: العالم بعلم عد ءاي القرءان الكريم، أسأل الله التيسير والقبول.
وختاما أشكر الكاتب على حرصه وأدعوه للتعلم، والتيقن قبل أن يرد المورد الذي لا لعا له منه.
أخوكم/ أبو عبد التواب عبد المجيد رياش


https://www.facebook.com/photo.php?f...type=3&theater

--------

رابط الملف PDF

[عبد الله زياني]

جزاكم الله خيرا.
صحفي الخبر هذا لا يختلف عن كثير من أمثاله : الجهل والإفتراء لسيما إذا كان 'الخصم' في نظرهم 'وهابي'.