بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي

[أبو عثمان السلفي]

⭕ موقف الإمام الألباني من الجماعات الإسلامية التي خالفت السُّنَّة وفهم الصحابة، وحكم التعاون معها...

«🔸السائل: كثير مِن الإخوة يستطيعون الحصول على تصريح -مثلًا- للسفر إلى فلسطين، فأيُّهما أولى الجهاد في أفغانستان -حينئذٍ-؟
♦️الإمام الألباني: (لا يوجد جهاد) في فلسطين....
🔸 السائل: في جماعات كانت تهيِّئ للجهاد في فلسطين، جماعات مسلمة.
♦️الإمام الألباني: ليس صحيحًا(!)
🔸 السائل: في جماعات..
♦️الإمام الألباني: تكلَّمنا نحن في هذا الكلام -يوم (الجمعة)-، ولا تنسوا ما سبق أن قلناه، وأنا لا أريد أن أفرِضَ على الإنسان رأيي، لكني أريد أن أذكِّر أنُّه لا داعي للبحث في شيء سبق البحث فيه(!)
🎯 قلت: كل حركة، كل جماعة (تقوم) على غير أساس (التصفية والتَّربية) لن تقوم لها قائمة، ليس معناها: لن تُقيمَ دولة الإسلام. لن تقوم لها قائمة!!
فكون في هناك ناس -مثلًا- إسلاميين -نحن نعرف هذا-؛ لكن هذا ليس قائمًا على أساس (التَّربية والتَّصفية)!!
.. تعرف أنّه أكثر المسلمين اليوم ما يجب عليهم أن يعرفوه في حقِّ الله -عزَّ وجلَّ -، فهم أقلُّ ما يُقال فيهم: إنهم جاهلون له!! وأسوأ ما يُقال فيهم: إنهم معادون له!!
أليس كذلك؟!
👈🏻 فإذًا: كيف نرجو مِن أناس لا يهتمُّون بتصحيح عقائد أنفسهم؟!
👈🏽 ثم إذا قاموا بذلك لأنفسهم لا يهتمُّون بإخوانهم!!! والحديث -كلّ المسلمين يعرفونه- يقول: «لا يؤمن أحدكم حتَّى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه»، هناك حزب معروف مِن الأحزاب الإسلامية يقول: نحن لا نتبنَّى رأيًا في العقائد التي اختلف فيها المسلمون منذ أربعة عشر قرنًا إلى اليوم! لكنهم يتبنَّون آراء تُضحك الثَّكلى كما يُقال!! وإذا لم يتبنَّ هذا الرأي فردٌ من أفرادهم! أخرجوه مِن حزبهم!! فهم يتبنَّون -مثلًا- أن للمرأة المسلمة حقَّ الانتخاب! وحقَّ أن تُنتخب؛ فإذا خالَفَهم مخالف مِن الحزب لا يصلح أن يكون بينهم!!
▪️ كيف يكون هذا؟!
▪️ وكيف يستطيع هؤلاء أن يقيموا دولة الإسلام على أرض هي في الأصل أرض إسلامية، وهم لا يعملون بالحكمة العصرية التي قالها بعض الدعاة: (أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تُقَمْ لكم في أرضكم)؟!
🔹 فإذا لم يهتم كل الجماعات الإسلامية -لا نستثني واحدة دون أخرى- لتطبيق هذه الحكمة- وذلك لا يمكن أبدًا إلا على الرَّكيزتين السابقتين: (التَّصفية والتَّربية)، فالذي يقع اليوم في فلسطين شيء يَسرُّ آنيًّا، ولكن إنما الأعمال بالخواتيم».
[💿«تسجيلات متفرقة» رقم: (83)]

♦️ قلت: إذا كان هذا حال بعض الجماعات الإسلامية تقوم (بطرد) أو (تجميد) عضوية مِن يخالف أوامر الجماعة(!) فهل ستتعاون مع أفراد خارج جماعتها؟! وخاصًّة إذا كان هذا الفرد سلفي العقيدة والمنهج؟!!
🎯 فلا تغتر ببعض الجهلة الذين ينقلون قولًا للإمام الألباني –مبتورًا من أوله وآخره!- ليميّع قضية الولاء والبراء في المنهج السَّلفي؛ فيزعم أن الألباني يدعو إلى التعاون مع الجماعات بدون شرط أو قيد!!
والتَّحذير مِن الجماعات المخالفة للهدي النَّبوي والمنهج السَّلفي، لا يلزم منه (المقاطعة)، ولهذا أفنى الإمام الألباني حياته وهو يلخِّص دعوة الإسلام الحقّ بكلمة: (التَّصفية والتَّربية).
فأين موقع (التصفية والتربية) عند الحزبيين؟!
بل أين هي ممن يزعم -في هذه الأيام- أنَّه سلفي؟!!
🔘 رحم الله الإمام الألباني، فما زال منهجه يقصم ظهور أهل الأهواء...