جناية ممدوح الحربي على الدعوة السلفية

[صالح الزهراني]

جناية ممدوح الحربي على الدعوة السلفية

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا رد على جناية ممدوح الحربي على الدعوة السلفية بتقسيمها إلى أشتات متنافرة

إليك يا ممدوح الحربي:





اعلم رحمك الله ان السلفيين هم المتمسكون بما تمسك به السلف الصالح من اهل القرون الثلاثة الاولى السائرون على منهجهم سواء كانوا فقهاء او محدِّثين او مفسرين او لغويين او اصوليين او غيرهم. فمنهجهم جامع شامل كامل متكامل يتوارثونه جيلا بعد جيل. دواوينه معلومة. يتناقلونها دون انقطاع.



والمنهج السلفي هو منهج الاسلام نفسه وهو صراط الله المستقيم الذي قال الله تعالى عنه:{وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتَّبعوه ولا تتبعوا السُّبل فتفرَّق بكم عن سبيله ذلكم وصَّاكم به لعلَّكم تتَّقون(الأنعام:153) قال الشيخ السعدي :"ووحد الصراط وأضافه إليه، لانه سبيل واحد موصل اليه"(تيسير الكريم الرحمن، ص280]).



ولان الحق واحد لا يتعدّد. والطريق واحد. وجُمعت السبل المخالفة لسبيل الله لتفرقها وتشعبها. اعلم هداك الله بانك تتطاول على السلفية باشد وانكى من تطاول العلمانيين وغيرهم.فهل يعقل يا "ممدوح" ان يُحمل صغار الطلبة مسؤولية هذه التيارات التي تثرثر حولها وليس لهم هذا التاثير وتاسيس التيارات والفروع والمدارس.


الا فلتتق الله يا محمود الحربي في كيل التهم وتشويه منهج السلف الصالح والدعوة السلفية المباركة.

وعليك ان تدرس منهج السلف بفهم ودقة.

ثم بعد ذلك ستعرف من يسير على منهج اهل السنة والجماعة الاصيل.



ومن يخالف منهجهم العظيم الذي حفظ الله به دينه ولا يزال يحفظ به ولا يمكن ان تبطله اي ثرثرة مما توضع لحماية اهل البدع والضلالات. واعلم هداك الله انك قد بلغت حدا لا نظير له في المغالطات وقلب الحقائق قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في (الرد على البكري) : "والعلم شيئان: اما نقل مصدق واما بحث محقق وما سوى ذلك فهذيان مزوق وكثير من كلام هؤلاء هو من هذا القسم من الهذيان".


فاعرف ماذا تقول واحسب لما تقوله الف حساب، وليس من منهج السلف تشويه اهله وتلميع المخالفين له والظالمين لاهله المهوشين عليهم فاين منهج الموازنات الذي وضع للدفاع عن من تريدون الدفاع عنه؟

لماذا لا تطبقه على اهل السنة؟
فاين العدل والإنصاف؟

واين الادلة والبراهين والحجج؟
قال الله تعالى {أتأمرون النَّاسَ بالبر وتنسونَ أنفسَكُم}.
سل علماء اهل السنة والجماعة اليوم إن كنت تعترف بهم ايوافقونك على مثل هذه المواقف والتقسيمات والتأصيلات؟

اما تكرار ما رَمى به عبدالرحمن عبدالخالق وتلميذه عبد الرزاق الشايجي واشباههما اهل السنة بالجسوسية والعمالة والنفاق فهذا لا ينفعك اليوم كما لم ينفعه بالامس.
فاتق الله فانك والله لا تضر الا نفسك. وباختصار.
اترك عنك الثثرة وتقليد اصحاب التحليلات السياسة الطائشة وصعالك الجرائد والعقلنيين.
فمحاولة تفتيت السلفية لستَ الاول من حاول فعل ذلك ولن تكون الاخير بل انت مقلد لمن سبقك وتسير على خطته مع بعض التعديلات حتى تخفي بها سرقتك لها منهم.

فعُد الى رشدك .
واسال الله ان يقيك شرور نفسك.

وكن على بصيرة بان الله يراقبك.
اعلم رحمني الله واياك ان تحديد المصطلحات مما يعين على فهم المرادات فتامل بهدوء :


ان لفظ "السلف" لغةً: ان كلمة السلف ومشتقاتها تدور في اغلب استعمالاتها المتعددة في اللغة العربية حول الدلالة على التقدم والمضي والسبق الزمني.


وفي القرآن وردت بمعناها اللغوي في ثمانية مواضع .

واما في السنة فقد ورد لفظ السلف بمعان متعددة، فورد بمعنى القرض وبيع السلم والماضي وما سبق، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها في دنو اجله:
"ولا اُراني الا قد حضر اجلي وانك اول اهلي لحوقا بي ونعم السَّلف انا لك" رواه البخاري ومسلم.

وقد جاءت ادلة عديدة في القرآن والسنة الصحيحة وكلام العلماء قديما وحديثا تبيّن مدلول لفظ السَّلف اصطلاحا، ومن يُمثّلُه من ناحية الزمن والاشخاص ، يعني من هُم السلف الصالح او اهل السنة والجماعة او اهل السنة او اهل الحديث او اهل الاثر او اهل الاتباع والطائفة الناجية والمنصورة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "لاتزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة" رواه البخاري ومسلم، وهم الناجون لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة ، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: هي من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي"رواه أبوداود والترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع. وقد قال عنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : "اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا، واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، واياكم ومحدثات الامور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" رواه أبوداود والترمذي.


قال الشيخ ربيع حفظه الله: "وما سُميت السلفية بالسلفية الا لانها ضد المحدثات"( هامش صفحة113، ج10 من مجموعه)

وقال ايضا ص115، ج10 :
(ان السلفيين ليسوا بالمعصومين ولكنهم هم اهل الحق واهل السنة وهم خير النّاس عقيدة ومنهجا ودينا واخلاقا وادبا وعلما)
قال الشيخ الالباني رحمه الله : (لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم، ان التحزب والتكتل في جاماعات مختلفة الأفكار اولاً والمناهج والاساليب ثانيًا فليس من الاسلام في شيء بل ذلك مما نهى عنه ربنا عز وجل في اكثر من اية في القران الكريم...



ولذلك فالواجب على كل مسلم حريص على ان يكون حقا من الفرقة الناجية ان ينطلق سالكا الطريق المستقيم والا ياخذ يمينا ويسارا ... ولا شك ولا ريب ان السلوك على الصراط المستقيم يتطلب معرفة هذا الصراط المستقيم معرفة صحيحة ولا يكون ذلك بمجرد التكتل والتحزب الاعمى على كلمة هي الاسلام الحق لكنهم لا يفقهون من هذا الاسلام كما انزل الله تبارك وتعالى على قلب محمد صلى الله عليه وسلم...


لذلك معتقد جازمين ان كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الاساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة واسعة جدا محيطة بكل احكام الاسلام كبيرها وصغيرها اصولها وفروعها فليست هذه الجماعة من الفرقة الناجية من التي تسير على الصراط المستقيم الذي اشار اليه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.



واذا فرضنا ان هناك جماعات متفرقة في البلاد الاسلامية على هذا المنهج فهذه ليست احزابا وانما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها واحد فتفرقهم في البلاد ليس تفرقا فكريا عقديا منهجيا وانما هو تفرق بتفرقهم في البلاد بخلاف الجماعات والاحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حزب بما لديهم فرحون هذه الاحزاب لا نعتقد انها على الصراط المستقيم بل نجزم بانها على تلك الطرق التي على راس كل طريق منها شيطان يدعو الناس اليه " (انظر ص106-114 من كتاب "فتاوى الشيخ الالباني" لعكاشة عبد المنان الطيبي، الطبعة الاولى، مكتبة التراث الاسلامي.)

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: (فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة او جمعية ونصح الجميع بان يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا اليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن تجاوز هذا او استمر في عناده لمصالح شخصية او لمقاصد لا يعلمها الا الله فان الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة امرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي امرنا الله باتباعه في قوله جل وعلا {وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَ‌ٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }(الانعام:١٥٣) (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 5/202-204) واليك هذه النقول لبيان الحق حتى لا تلتبس عليك الاباطيل . وهي نقول مبينة لحقيقة الدعوة السلفية. فتامله يا ممدوح الحربي واياك ان تستقل بفهمك عن اكابر ائمة السنة . وقد رايتك تحيل الى الشيخ ابن باز فارجع الى ما قاله عن السلفية وحكم الانتساب اليها وحكم من اراد تفتيتها وضربها من الداخل : قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "... هذه الفرقة الناجية الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- واستقاموا عليه، وساروا على نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونهج أصحابه، هم أهل السنة والجماعة، وهم أهل الحديث الشريف السلفيون الذي تابعوا السلف الصالح وساروا على نهجهم بالعمل بالقرآن والسنة، وكل فرقة تخالفهم هي متوعدة بالنار، ...

كل فرقة عندها شيء يخالف الشرع المطهر فعليها أن تتوب منه، وترجع إلى الصواب، إلى الحق الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وبهذا تنجو من الوعيد، أما إذا بقت على البدع التي أحدثها في الدين ولم تستقم على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها داخلة في الفرق المتوعدة، ..."



(





http://www.binbaz.org.sa/noor/1382



) وقال رحمه الله: "...السلف الصالح هم الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من التابعين وأتباع التابعين من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم ممن سار على الحق، وتمسك بالكتاب العزيز والسنة المطهرة، في باب التوحيد، وباب الأسماء والصفات، وفي جميع أمور الدين..."











http://www.binbaz.org.sa/fatawa/2060


) وقال ـ ايضا ـ رحمه الله: "السلف هم أهل السنة والجماعة. الانتساب إليهم لا بأس، بل حق وأنه من المؤمنين، ومن أتباع أهل السنة والجماعة، من أتباع الصحابة، ومن المؤمنين بالله واليوم الآخر، ينتسب إلى أهل الحق لا ينتسب إلى أهل الباطل، يجاهد نفسه على الصدق، وألا تكون دعوى، يجاهد نفسه حتى
يصدق." (http://www.binbaz.org.sa/fatawa/4083)


وقال ايضا: " وكل بدعة وكل ضلالة وكل منهج يخالف شرع الله يجب تركه، ويجب أن يسير الناس جميعاً على المنهج الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، ثم سار عليه صحابته والخلفاء الراشدون من بعده ثم تابعهم الأئمة المهتدون والسلف الصالحون، تابعوهم على المنهج القويم، والصراط المستقيم. هذا هو المنهج الذي يجب الأخذ به والتمسك به، والسير عليه. والدعوة إليه وكل ما يخالف ذلك مما أحدثه الناس يجب أن يترك وأن يرفض مع البيان والإيضاح حتى لا يهلك هالك إلا عن بينة. "



(http://www.binbaz.org.sa/article/394)



وقال ايضا: "هذه التسمية الوهابية؟ ما رأيكم فيها؟ نسبة إلى الشيخ أبي الشيخ عبد الوهاب، والصواب محمدية لا وهابية، لأن الداعي محمد، محمد بن عبد الوهاب، لكن لقب لقبه به الأعداء والخصوم، وإلا فلا أساس لها، دعوة لا أساس لها، هي محمدية من جهة الداعي محمد ومن جهة أنها على طريق محمد عليه الصلاة والسلام. إذن الأصح أن يقال الدعوة المحمدية؟ المحمدية، نعم، لكن الخصوم يأبون هذا لأجل التنفير، يقولون وهابية حتى ينفروا عنها "



(http://www.binbaz.org.sa/noor/1372


) وقال ايضا: "الفرقة الناجية هي المتمسكة بما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم-، هم أهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية هم الذين آمنوا بالله ورسوله، واستقاموا على دين الله، وآمنوا بكل ما أخبر الله به ورسوله، وساروا على نهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ... هؤلاء هم أهل السنة والجماعة، وهم الفرقة الناجية. الأمة افترقت إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهذه الواحدة هي الفرقة الناجية، ... هم أهل السنة والجماعة وهم الفرقة الناجية، وهم الطائفة المنصورة، إلى قيام الساعة وإن قلوا، وإن قلوا في أي مكان، أما الثنتان والسبعون فهم متوعدون بالنار، فيهم الكافر وفيهم المبتدع الذي ليس بكافر، هم الذين حادوا عن طريقة السلف، لكن تارةً يكون الذي حاد عنها كافراً وتارةً يكون دون ذلك، اثنتان وسبعون فرقة كلها متوعدة بالنار، فيهم الكافر والمبتدع، وفيهم من بدعته تلحقه بالكفرة، ومنهم من بدعته دون ذلك. "



(http://www.binbaz.org.sa/noor/1402


) وقال : "لا أعلم حرجاً في ذلك، إذا قال أنه أثري أو يحكي عن فلان أنه أثري إذا كان صحيحاً، إذا كان يعتمد الأحاديث النبوية والسنة المطهرة، ويسير على نهج السلف الصالح فإنه يقال أثري أو يقال من أهل السنة والجماعة، كل هذا لا حرج فيه ودرج عليه أهل السنة، إذا كان صادقاً في ذلك."



(http://www.binbaz.org.sa/noor/1600


)







كتبه: ابو محمد التلمساني

[عمربن محمد بدير]

لا فرق بين من فرق اسم السلفية فجعلها سلفيات متناثرة و بين من بدع السلفيين و فرق جمعهم برمهم بالبدع المغلظة و رميهم بسب الصحابة و رميهم بالدعوة إلى وحدة الأديان...