أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
8864 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-28-2018, 03:39 PM
أبو متعب فتحي العلي أبو متعب فتحي العلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الزرقاء - الأردن
المشاركات: 2,322
افتراضي قراءةٌ في مواقفِ بعضِ الناس (!) مِن حادِثَتَي الفحيص والسلط-لشيخنا - الحلبي-

قراءةٌ في مواقفِ بعضِ الناس (!)
مِن حادِثَتَي الفحيص والسلط-الإرهابيَّتَين-بعدَ وقوعِهِما!-..

مقالة لشيخنا العلامة المحدث
- علي بن حسن الحلبي -
حفظه الله تعالى من كل شر جلي
جاء فيها :

((ورَد في أمثالِ العربِ قولُهم:(الصيفَ ضيّعْتِ اللبنَ)، وهو مثَلٌ شهيرٌ، يُضرَبُ(لمَن يطلبُ شيئاً قد فَوَّته على نفسِه)-كما قال العلامةُ الـمَيدانيّ-رحمه الله-في كتابه «مجمَع الأمثال»!
تذكّرتُ هذا المثلَ العربيَّ-الواقعيَّ-وأنا أُتابعُ عدداً مِن ردودِ الأفعالِ-المتكاثِرةِ والمتنوّعةِ-والمندفِعِ بعضُها!-ردّاً على الجريمة الإرهابية الخبيثة والجَبانة، التي قام بها-قبلَ أسابيعَ قليلةٍ-شِرذِمةٌ خارجيّةٌ إرهابيةٌ فاشلةٌ-في مدينتَي الفحيص والسلط-من بلادنا الأردنية الهاشمية المبارَكة-.
وَالداعي المباشرُ لِتذكُّري ذاك المثلَ: مُنطلِقٌ ممّا رأيتُه مِن أحوالٍ-خاصّةٍ وعامّةٍ-متعلّقةٍ بمواقف(!)البعض مِن تِلكما الحادثتين الإرهابيَّتَين-بعد وقوع الفأس في الرأس-!
ولعلّ أهمَّ هذه المواقف:
أولاً- خَوضُ كثيرٍ ممّن (لا يفقه في دينِه!) في مناقشة هذه الأمور العَسِرةِ، وبحثِها-دينيّاً! وبجهلٍ!-ولا أقصدُ مجرّدَ الشجْب والاستنكار-.
ثانياً- تأخُّرُ كثيرٍ ممّن (يفقه في دينه!) عن/في=بيانِ وجوه الإنكار العلمي والمنهجي في الردّ على هذه الفئة الخارجية الإرهابية الضالّة، ومتابعِتها، وكشف حقيقتِها-قبل قيامِها بما قامت به مِن عملٍ منكَرٍ شنيعٍ-.
ثالثاً-استغلالُ (مَن لا يتّقي اللهَ-تعالى-لا في دينٍ ولا في دُنيا-) هذه الحادثةَ الإجراميةَ الخبيثةَ المؤسِفة؛ لِيشوِّه-جهلاً به، وعَمداً منه-الوجهَ النقيَّ-الذي لا نَقاءَ مثلُه ولا بَعْدَه-للدين الإسلاميِّ السمحِ، الحنيفِ، العظيمِ..
رابعاً-خَلْطُ «بعضِ» (مَن يقدِّم دُنياه(!)على الحقّ) بالزجّ باسم(الدعوة السلفية)-العلمية التربوية الأمينة-في هذا الخِضَمِّ الفاسد المفسِد-بصورةٍ سلبيةٍ-أو تشكيكيةٍ-على أحسن تقدير!-!
ومِن قبيحِ فسادِ هذه الفئة-وإفسادِها-: خَلْطُهم بطريقةٍ أخرى-لا تقلّ قُبحاً عن سابقتِها-بين (الدعوة السلفية)-العلمية التربوية الهاديَة-، وبين ما بات يُعرَفُ عند بعضِ أهل الصحافة (!) والسياسة بـ(السلفية الجهادية)!!
والذين هم-أعني: (ذوي السلفية الجهادية)-إلى الآن!- مُنْضَوون تحت عباءةِ الفكر الثوري التهييجيّ-على اختلاف تسمياتِهم الحزبية الحركيّة، وتنوّع درجاتهم التكفيرية-وإنْ أظهر(!)بعضٌ منهم تراجعاً-ما-!
وأمّا عامّةُ أفراد الشعب-بسائر طبقاته-، والجهاتُ الأمنيةُ المدافِعةُ عن الوطن-بتنوّع مسؤوليّاتِها-؛ فقد أظهرت-جُموعُها وجميعُها-تفانياً عظيماً، وتلاحماً كبيراً؛ دلّ على حجم الثقة الواجبِ وجودُها في قلب كلِّ فردٍ يعرف الواجبَ الذي عليه، ويُدرك الحقَّ الذي له.

**و..أبدأ نقاشَ مزاعمِ آخِر فئةٍ مِن تلكم الفئاتِ الأربع-باختصارٍ-؛ فأقولُ-بياناً للحقّ والواقعِ-:
(الدعوةُ السلفيةُ)-العلمية التربوية- في بلادنا الأردنية الهاشمية المبارَكة-هي-باليقين-الدعوةُ السبّاقةُ إلى نقض عُرى هذه الفئة التكفيرية الخارجية الباغية، منذ نشأتِها الأولى-أواسطَ السبعينات-الميلادية-.
فقد ناقش شيخُنا العلامة الألباني-رحمه الله-فُلولَ (جماعة شكري مصطفى)-التكفيرية المِصريّة-التي بذَرت لها بذوراً في الأردن-منشقّين عن(جماعة الإخوان المسلمين)-يومَئذٍ-، وردَّهم-جميعاً-عن هذا الفكر الخارجيّ التكفيريّ الضالّ-إلا شخصاً واحداً-حينَها-له قصّةٌ!-!
وفي أوائل التسعينات: كتب العبدُ الفقيرُ إلى الله-تعالى-كاتبُ هذه السطور-كتابَه«ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر-عند شيخ الإسلام ابن تيميّة-»-ردّاً علمياً، واستنكاراً شرعياً-على تفجيرٍ قام به شخصٌ مِن هذه الزُّمرة الضالّة في إحدى دُور السينما -في مدينة الزرقاء-.
وهذه الحادثةُ (أظنُّها) أولَ حادثة إجرامية إرهابية يقومُ بها أصحابُ هذا الفكر الثوري التكفيري-على اختلاف تصنيفاتِهم الحركيّة! وتنوّع درجاتهم في التطرّف-!
وتتابعَتْ-بعد ذلك-جرائمُ هؤلاء الخوارج-مِن/ إلى-في أزمنةٍ وأمكنةٍ متعدّدةٍ-في بلادنا الأردنية-.
ومِن أواخِر ما كتبتُ-في هذا الباب-: كتابي«داعش التوحُّش والإجرام في ميزان السنّة والإسلام»-وقد طُبع عدّة طبعات-في عدّة دُوَل-وتُرجِم إلى عدّة لُغات-.
ولقد كان لنا-ولإخوانِنا المشايخِ السلفيين-في طُول الأردنّ وعرضِه-بل في دولٍ أخرى متعدّدة-عربية وعالمية-ردودٌ علمية، ودورات تحذيرية، وخُطب مِنبرية، وتأصيلات شرعية، ومقالات استنكارية-بلغت أعدادُها العشرات، وقارَبت المِئات-..مستمرّةً متواصِلةً على مَدار جميع هاتيك السنوات..لم ننقطع/تنقطع..ولن ننقطع/تنقطع..بعكسِ حالِ وأحوالِ الخوارج؛ الذين قال فيهم النبيُّ الكريم-صلى الله عليه وآله وسلم-: «كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهم[أي: الخوارجِ]قَرْنٌ قُطِعَ»-فهُم إلى زَوال واضْمِحلال-.
وهاكم سَرداً لعددٍ مبارَكٍ-ليس بالقليل-من الجهود العلمية، والدعوية، والمنهجية: التي قام بها مركزُنا الميمون «مركز الإمام الألباني للدراسات والبحوث»-في عاصمتنا عمّانَ الحبيبة-منذ إنشائه ونشأتِه-وعلى مدار سنواتٍ وسنوات-وبغير انقطاع-دون الجهود الفردية والشخصية لمشايخ(المركز)، وعلمائه-مؤلّفاتٍ، ومحاضَراتٍ، ودوراتٍ، ورحلاتٍ-:

** أولاً: المحاضرات والدورات:
1-الوسطية في الدعوة السلفية/د. محمد موسى نصر.
2-مرويات الكفر -روايةً ودرايةً-/أ.د. باسم الجوابرة.
3-مناظرات السلَف مع التكفيريين/الشيخ أبو اليُسر.
4-الهدي النبوي في تصحيح مفهوم (الكفر)/الشيخ أكرم زيادة.
5-عِظم حُرمة دم المسلم/الشيخ محمود عطية.
6-مقوِّمات الأمن في المجتمع/د. محمد موسى نصر.
7-ضوابط التكفير/د. حسين العوايشة.
8-الجهاد الشرعي والثورات المسلَّحة في الميزان/الشيخ مشهور حسن.
9-التكفير ونتائجه على الراعي والرعية/الشيخ صالح طه.
10-علاقة الدعاة بولاة الأمور/أ.د. باسم الجوابره.
11-منهج السلف في التعامل مع الفتن/الشيخ مشهور حسن.
12-أصول السّلف في التّعامل مع ولاة الأمور/أ.د. باسم الجوابره.
13-العذر بالجهل في مسائل التكفير-وما إليها-/الشيخ علي الحلبي.

** ثانياً: المطبوعات:
14-نُبذة علمية في التعاون الشرعي، وذمّ الحزبية/اللجنة الدعوية.
15-التطرّف، والغلوّ، والإرهاب: أسبابه، مظاهره، علاجه/مجموعة من المشايخ.
16-بيان (هيئة كبار العلماء) في ذمّ الغلوّ في التكفير/هيئة كبار العلماء.
17-التنفير مِن خوض غِمار التكفير/خطبة جمعة -بالمسجد الحرام- لمعالي الشيخ صالح بن حميد.
18-صدّ العدوان عن عمّان/مجموعة خطب حول تفجيرات عمان.
19-خوارج الأمس تكفيريّو اليوم –داعش أنموذجاً-/مجموعة من المشايخ.
20-الجهاد بين ابن تيميّة وداعش-في ميزان الإسلام-/مجموعة من المشايخ.
21-فتنة التكفير/الشيخ سعد الحصيّن.
22-الوسطية في الإسلام/د. أمين البطوش.
23-الجهاد الوهْمي/لشيخ سعد الحصيّن.
24-قطع الَّلجاج في حكم المظاهرات/الشيخ اسعيّد العمر.
25-السلفية والإرهاب/لجنة تحرير «مجلة الأصالة».
26-الإرهاب مرفوض بجميع صوره/د . عبد الرحمن السديس.
27-البيعة بين الضوابط الشرعية والتنظيمات الحزبية/الشيخ سعود بن ملّوح العنزي.
28-ماذا يعني سكوت العلماء عند الفتن؟!/الشيخ فتحي محمد سلطان.
29-خطر تصدُّر الجهَلة على الأمة/الشيخ عبد السلام بن برجس.
30-فقه الواقع -وجهة نظر أصولية-/ الشيخ مشهور حسن.
31-التقتيل الأعمى فِعلٌ يَبرَأ الإسلام منه/لجنة تحرير «مجلة الأصالة».
32-مِن مغالطات دعاة الفكر التكفيري/الشيخ علي الحلبي.
33-أنوار المسارج في الفوائد المستنبطة من مناظرة ابن عباس للخوارج/الشيخ علي الحلبي.
34-نماذج من جهود الإمام الألباني في محاربة الغلوّ والتكفير/أ.د. باسم الجوابره.
35-المرويات الواردة في الخوارج/أ.د. باسم الجوابره.

** ثالثاً: الندوات (شارك فيها مجموعة من المشايخ في مناطق متعددة من المملكة):
36-حاجة الأمة إلى العلماء الربانيّين.
37-الدعوة السلفية: أصولها، وأهدافها.
38-كشف الشبهات وردّ الاعتراضات عن الدعوة السلفية.
39-الغلو في التطرف والتكفير.
40-الجهاد: مفهومه وأنواعه وأحكامه.
41-الغلو في الدين ليس من سبيل المؤمنين.
42-وسطية الإسلام.
43-(جهود الإمام الألباني في بيان منهج أهل السنة والجماعة في مسألة التّكفير، والرّد على الغلاة والمتطرّفين)/ الشيخ حسين العوايشة.
44-الفتن: أسبابها، أنواعها، المَخرَج منها.
45-الغلوّ في التكفير؛ أسبابه، وآثاره.
46-﴿أولئك لهم الأمن وهم مهتدون﴾.
47-الدعوة السلفية والإصلاح.
...وغيرُ ذلك كثيرٌ كثير؛ ممّا يخدم الفكرةَ الجوهريّةَ العامّةَ في ردّ أفكار التكفير والتطرّف-مِن جوانبَ متعدّدةٍ-، وتثبيت أركان الأمن والإيمان-مِن جميع أطرافِهما-..
..وهذا المنهجُ العلميُّ (السلفيُّ) الموصولُ المتواصِلُ-بحمد الله-تعالى-في الردّ على الخوارج، وتتبُّع فِكرهم الظلاميّ الظالم-نقداً ونقضاً-مِن غير انقطاعٍ-: مبنيٌّ على ذلك الإرشاد النبوي العزيز المبارَك: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ؛ يَنْفُونَ عَنْهُ: تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلين»:
فقولُه- صلى الله عليه وسلم-:«يحملُ»، وقولُه:«مِن كلّ خلَف»: يدلّان-بوضوحٍ تامٍّ بالغٍ-على الديمومةِ في نقدِ سائرِ الأفكار الباطلة، والاستمرارِ في ردِّها، وعدم الانقِطاع في نقضِها-قبلاً وبَعداً-.منهجاً وِقائياً متكاملاً-..
وبالمقابل: فإنّ (الغُلوّ)، و(الباطل)، و(الجهل)-كما وردتْ مذمومةً في نصِّ الحديثِ-نفسِه-: صِفاتُ سوءٍ، وأوصافُ فسادٍ: تجتمعُ-كلُّها-في هؤلاء الخوارجِ-جُملةً وتفصيلاً-كما هو منظورٌ مُشاهَدٌ-لكلّ ذي عينَين-.
..هذا هو النهجُ الحقُّ الواجبُ كينونتُه-تواصلاً، وتكاملاً، واستمراراً-في كشفِ هؤلاء الإرهابيّين، وتتبُّع أفكارهم، وردِّ أهوائهم؛ لا أن تكونَ مواقفُنا(!)مُرتَجَلةً اندفاعيةً! أو ردودَ أفعالٍ-كالفَزْعَةِ!-بغير تأصيلٍ سابقٍ، ودون معالَجةٍ دقيقةٍ لاحقة! أو مجرَّدَ مؤتمَراتٍ وندواتٍ(!)لا يَحضرُها إلا النُّخَبُ(!)ممّن لا يستفيدُ منها! ولا ينتفعُ بها-كما هو أكثرُ الحالِ (الواقع!)-ولعلَّ مثلَ هذا(!)سببٌ كبيرٌ في ازدياد وهَن قُدُراتِنا الاستباقيّةِ في كشف أحوال وأوحال تلك الطُّغْمة الإرهابية الخارجية التكفيرية-وقد..لا نزالُ-واأسَفاه-!!
إنّ الدعوةَ السلفيةَ العلميةَ التربويةَ-الهاديةَ الأمينةَ-تأبى بنفسها-على نفسها-أن تُنسَب إلى هؤلاء! أو أن يَنسُبَها أحدٌ إلى أولئك-فضلاً عن الخَلط القبيحِ بينها وبينهم!-؛ إذ هي على النقيضِ منهم-جميعاً-تماماً-فكراً، ومنهجيةً، ومرجعيّاتٍ، وحالاً، وواقعاً-..
ومَن فعل؛ فإمّا باعثُه الجهلُ! أو دافعُه الهوى!!
وقد يجتمعان!!!
**أما خَوضُ كثيرٍ ممّن (لا يفقه في دينِه!) في مناقشةِ هذه الأمور المعقّدة، وبحثِها-دينيّاً!-؛ فهو مادّةُ كثيرٍ من الفضائيّات، ومَدَدُ أكثرِ مواقع التواصل الاجتماعي-زعموا-!
ولو أنّ هذه الفئةَ اقتصر أبناؤها على ما يعلَمونه ويُحسِنونه من تحليلات عسكرية! أو دراسات اجتماعية! أو نظرات سياسية: لكان ذلك شأناً حسناً-جداً-..لكنّهم يخوضون فيما لا يعلمون! ويَخلِطون شعبانَ برمضانَ-كما يقولون!-!
فماذا ستكونُ النتيجةُ-والحالةُ هذه-؟!
لا شكّ أن مثل هذا الخَوضِ-الفاسد-سيكونُ له آثارُه السلبية-جداً-على المتابعين مِن عامّة أبناء-اغتراراً وتغريراً-، وذلك بإعطاء صورة غير صحيحة عن الواقع-سواءً من جهة التصوُّر الشرعي الحقّ-نظرياً-، أو ما يخالفُه ويناقضُه-مِن فعائل أولئك-واقعياً-!
** أمّا تأخُّرُ كثيرٍ ممّن (يفقه في دينه!) عن/في=بيانِ مَعالم الإنكار العلمي والمنهجي في الردّ على أفكار وتصوُّراتِ هذه الفئة الخارجية؛ فهو داءٌ عُضَالٌ-لعله مِن الأسباب الكبرى لوجود التطرّف والإرهاب-؛ فالواجبُ: المبادَرةُ إلى معرفة مقدِّماتِه-أولاً-، ثم عوامل معالَجته-ثانياً-.
ويجبُ-كذلك-وضعُ الخُطط العِلمية العمَلية المتكاملة في رصْد هذه الأفكار، وتتبُّعها، والردّ عليها، والتعقّب لها، وعدم السماح بها-فضلاً عن أصحابها، ودعاتها، ومدعوّيها-..
كلُّ ذلك بلسانِ العلم، وبلُغة الفقه؛ بعيداً عن العواطف، والحماسات، والانفعالات؛ والتي هي-في غالب الأمر-جزءٌ كبيرٌ من المشكلة والداء!
وعليه؛ فما دامت أفكارُ الخوارج مستمرّةَ الظهور-على ما يَتْبَعُ ذلك مِن قطعٍ لها-: فالواجبُ أن يكونَ تتبُّعُها-أيضاً-مستمرّاً، ومتواصلاً.
..فلا ننتظرُ(!)وقوعَ حادثة إرهابية-من بعض هؤلاء الخوارج-حتى نَهُبَّ(!)، فنخطبَ خُطبةً-أو خُطَباً-في التحذير منهم! أو في الردّ عليهم..وبأساليبَ عاطفيةٍ خِطابية إجمالية؛ لا بلُغةٍ علمية شرعية تفصيلية!
..ثم..نَنْسىى! أو نتَوانى!! أو نتَناسى!!!
..إلى أن تقعَ(!)حادثةٌ إرهابيةٌ أخرى، أو ثالثةٌ..-وهكذا-!
لا؛ ما هكذا يكونُ الإصلاحُ، وأبوابُه! ولا هكذا تكونُ محاصَرةُ الأفكار الخارجية الإرهابية، ونقضُها!!
إنّ الأمرَ لَجِدٌّ، وإنّ البلاء لَكبيرٌ؛ ممّا يُوجِبُ علينا، ويَحتاجُ-منّا-إلى برمجةٍ، وضبطٍ، وتأصيلٍ، وتعاونٍ، واستمرارية، واجتهاد.
**أمّا استغلالُ (مَن لا يتّقي اللهَ-تعالى-لا في دينٍ ولا في دنيا-) هذه الحادثةَ الإجراميةَ لِيطعنَ في الإسلام، ولِيطعنَ في صُلحاء المسلمين-ظلماً وعدواناً، حقداً وشماتةً-بغير بُرهان، ولا دليل-؛ فهو(منهـ/ـم) استغلالٌ تافهٌ رخيصٌ، لا وزنَ له، ولا قيمةَ له، ولا أثرَ له.
ذلكم أنّه-مِن حيثُ الواقعُ-لم يَرُدَّ على أولئك الخوارج الضالّين- المنتسبين إلى الإسلام-أحدٌ أكثرَ من علماء الإسلام والمسلمين-أنفسِهم-بالدلائل والحُجَج؛ لا بالتمويه واللَّجَج..
ولقد نبَذ هذا الاستغلالَ الساقطَ أكثرُ العُقلاء، ونفَر منه عامّةُ الأسوياء-حتى مَن لم يكن مِن أهل الدين والتديُّن-.
فلا نطيلُ القولَ فيه، ولا نتابعُ أولئك(!)فيما سلَكوه مِن الغمز والتسفيه!
وبعدُ:
فالعلمُ الشرعيُّ الحكيم-المبنيُّ على معرفة الحقوق وأداء الواجبات-في الراعي والرعيّة-، القائمُ على إعطاء كل ذي حقٍّ حقَّه، والمؤسَّس على نور الوحيَين الشريفين، البعيدُ عن التعصُّب والتحزُّب، والذي يجعلُ نُصْبَ عينَيه-فعلاً وعملاً-قولَ الله-سبحانه-:﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾، وقولَ نبيِّه-صلوات الله وسلامه عليه-: «المُسْلِمُونَ تَتَكَافأ دِماؤُهُمْ؛ يَسْعَى بذِمّتهم أدناهم، ويُجيرُ عليهم أقْصاهُمْ، وهُمْ يدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ على مُضْعِفِهمْ، ومُتَسَرِّيهم على قاعدِهم»-بالعِلم والحِلم-:
هو السبيلُ الأمثلُ-ولا سبيلَ سِواه-الذي تحيا بِه الأمّةُ في ظِلال الدينِ والإِيمان، وتَسْعَدُ به الأوطانُ في أَفياءِ الأَمنِ والأَمان.
..وإلا؛ وقَعْنا-جميعاً، أو أشتاتاً-فريسةَ مَصيدةِ ذلك المثلِ العربيّ القديم: (الصيفَ ضيّعْتِ اللبنَ)!!
وذلك ما لا نرجو..وما لا ينبغي!
﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.