أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
60023 | 144714 |
#1
|
|||
|
|||
من أسباب النزول
الحمدُللهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِه وبعدُ, فإن اللهَ قد أنزل كتابَه منَجّماً, وفي ذلك من الحِكم والأَسبابِ ما لا يَخفى, ومن ذلك أنّ بعضَ الآياتِ كانت تنزلُ بسببِ حادثةٍ, أو بسببِ سؤالٍ عن حكمٍ, فتنزلُ الآيةُ بالبيانِ والجوابِ, ومعرفةُ سببِ النزولِ لا شكّ يعينُ على فَهمِ معنى الآيةِ؛ ولذلك سأَتَعرّضُ لذِكرِ ما تيَّسَر ممّا صَحَّ من أسبابِ النزولِ على قَدْرِ الوُسعِ والطاقة, والله الموفق.
----------- * قال – تعالى-: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ }. [البقرة: 89]. - قال ابنُ جرير في تفسيره: أَيْ: وكان هؤلاءِ اليهودُ - الذين لمّا جاءَهم كتابٌ من عندِ اللهِ مُصدِّقٌ لِما مَعَهم مِنَ الكُتُبِ التي أنزلها اللهُ قبلَ الفرقانِ، كفروا به - يَسْتَفْتحونَ بِمُحَمِّدِ - صلى الله عليه وسلم - ومعنى الاسْتفتاحُ: الاسْتِنْصارُ؛ يَسْتَنْصرون اللهَ بهِ على مُشْركِي العربِ مِنْ قبلِ مَبْعَثِه, وذلك قولُه: {مِنْ قَبْلُ }؛ أي: مِنْ قبلِ أَنْ يُبْعثَ. كما حدَّثني ابنُ حُمَيْدٍ قال: حدَّثنا سَلَمةُ قال: حدَّثني ابنُ إسحاقَ عن عاصمِ بنِ عمرَ بنِ قتادةَ الأَنصاريِّ، عن أَشياخَ منهم, قالوا: فينا – والله- وفيهم - يعني في الأَنصارِ وفي اليهودِ الذين كانوا جيرانَهم- نزلت هذه القصةُ، يعني: {ولمّا جاءَهم كتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وكانوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ على الذّينَ كَفَرُوا } قالوا: كنَّا قد عَلَوْناهم دَهْراً في الجاهليةِ، ونحن أَهلُ الشِّرْكِ، وهم أهلُ الكتابِ، فكانوا يقولون: إِنَّ نَبِيّاً يُبْعثُ الآنَ نَتَبِّعُه, قد أَظَلَّ زمانُه، نَقْتُلُكم معَهُ قتلَ عادٍ وإِرَمَ, فلمّا بعثَ اللهُ - تعالى ذِكْرُه- رسولَه مِنْ قريشٍ واتَّبعناه, كفروا به. يقولُ اللهُ: {فلمَّا جاءَهم ما عرفوا كفروا به}. - وفي سيرةِ ابنِ هشام: قال ابنُ إسحاقَ: وحدَّثَني عاصمُ بنُ عمرَ بنِ قتادةَ عن رجالٍ من قومِه قالوا: إنَّ ممَّا دعانا إلى الإِسلامِ - معَ رحمةِ اللهِ تعالى وهُدَاهُ لنا- لِمَا كُنّا نسمع من رجالِ يَهودَ، وكنّا أهلَ شركٍ أَصحابَ أَوثانٍ، وكانوا أهلَ كتابٍ عندهم علمٌ ليس لنا، وكانت لا تزالُ بيننا وبينهم شرورٌ, فإذا نِلْنا منهم بعضَ ما يكرهون قالوا: إنه قد تقاربَ زمانُ نبيٍّ يُبعثُ الآنَ, نقتلكم معه قتلَ عادٍ وإِرَمَ, فكنّا كثيراً ما نسمعُ ذلك منهم, فلمّا بعث اللهُ رسولَه - صلى الله عليه وسلم - أَجبناه حينَ دعانا إلى اللهِ –تعالى- وعرفنا ما كانوا يتَوَعّدوننا به, فبادرناهم إليه فآمنّا به, وكفروا به, فَفِينا وفيهم نزلتِ الآياتُ من البقرةِ: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}. ____________ |
#2
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيراً
تابع بارك الله فيكم
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
وإياكم, وفيكم بارك الله, نفعنا الله جميعا بما نقرأ.
|
#4
|
|||
|
|||
· قال اللهُ – عزَّ وَجَلَّ – في سورةِ البقرة:
{ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}. - روى أحمدُ في مسندِه عن ابنِ عباسٍ قال: أقبلت يهودُ إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا أَبا القاسمِ! إنا نسألك عن خمسةِ أشياءَ, فإنْ أَنْبأْتنا بِهِنَّ عرَفْنا أَنّك نَبِيٌّ واتَّبعناكَ. فأَخذ عليهم ما أَخذ إسرائيلُ على بَنِيهِ؛ إذ قالوا: { اللهُ على ما نَقُولُ وَكِيلٌ }, قال: هاتوا. قالوا: أَخْبِرْنا عن علامَةِ النّبِيِّ. قال: تَنامُ عيناه, ولا ينامُ قلبُه. قالوا: أَخْبِرْنا كيف تُؤنِّثُ المرأَةُ, وكيف تُذْكِرُ؟ قال: يَلتَقِي الماءانِ, فإذا علا ماءُ الرجلِ ماءَ المَرأةِ أَذْكَرتْ, وإذا علا ماءُ المرأةِ ماءَ الرجلِ أَنَّثَتْ. قالوا: أَخبِرْنا ما حَرَّم إسرائيلُ على نفسِهِ؟ قال: كان يَشتكي عِرْقَ النَّسَا, فلم يَجِدْ شيئاً يُلائِمُه إلا أَلبانَ كذا وكذا, - قال أَبي: قال بعضُهُم: يعني الإِبلَ - فَحَرَّم لُحومَها. قالوا: صَدَقْتَ. قالوا: أَخبِرْنا ما هذا الرَّعدُ؟ قال: مَلَكٌ مِنْ ملائِكةِ اللهِ - عزَّ وجَلَّ - مُوَكَّلٌ بالسَّحابِ, بيدِه – أو: في يَدِه- مِخْراقٌ(1) مِنْ نارٍ يَزْجُرُ به السَّحابَ؛ يَسُوقُه حيث أَمرَ اللهُ. قالوا: فما هذا الصوتُ الذي يُسْمعُ؟ قال: صوتُه. قالوا: صدقتَ, إِنّما بقيت واحدةٌ, وهي التي نُبايِعُكَ إِنْ أَخبَرْتنا بها؛ فإِنَّه ليس مِنْ نَبِيٍّ إلا له مَلكٌ يأْتيه بالخبرِ, فأَخبِرْنا مَنْ صاحِبُكَ؟ قال: جبريلُ - عليه السلام -. قالوا: جبريلُ! ذاك الذي يَنْزِلُ بالحَرْبِ والقِتالِ والعذابِ عَدُوُّنا, لو قلتَ: مِيكائيلَ الذي ينزلُ بالرحمةِ والنباتِ والقَطْرِ, لَكانَ.فأنزلَ اللهُ - عزَّ وجَلَّ-: { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ } إلى آخرِ الآيةِ. - قال الشيخ شعيبُ الأَرْنَؤوطُ مُعَلِّقاً على الحديثِ: حَسَنٌ, دونَ قِصَّةِ الرَّعْدِ؛ تَفَرَّدَ بها بُكَيْرُ بِنُ شِهابٍ, وهو لم يَرْوِ عنه سِوى اثْنَيْنِ, وقال أَبو حاتم: شَيْخٌ! وقال الذهبيُّ في: "الميزان": عِراقيُّ صَدوقٌ. وقد تُوبِعَ على حديثِه هذا سِوى قِصَّةِ الرّعد, فهي مُنْكَرةٌ(2). - قال الطبريُّ في تفسيرِه: أَجمعَ أَهْلُ العِلمِ بالتأْويلِ, جميعاً, على أَنَّ هذه الآيةَ نزلتْ جواباً لليهودِ مِنْ بني إِسرائيلَ؛ إذ زعموا أَنَّ جبريلَ عَدُوٌّ لهم، وأَنَّ ميكائيلَ وَلِيٌّ لهم. ثم اختلفوا في السببِ الذي مِنْ أَجلِه قالوا ذلك؛ فقال بعضُهم: إِنَّما كان سَبَبُ قِيلِهم ذلك مِنْ أَجلِ مُناظرةٍ جرتْ بينهم وبين رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- في أَمْرِ نُبوَّتِه. وقال آخرون: بلْ كان سببُ قِيلِهم ذلك مِنْ أَجلِ مُناظَرَةٍ جرتْ بينَ عمرَ بنِ الخطابِ - رضي الله عنه- وبينهم في أَمْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم-اهـ. ثم ساق أَسانِيدَه إلى كلٍّ مِنْ أَصحابِ القَوْلين. ----------- (1) قال في "النهاية": وهو في الأَصْلِ ثَوْبٌ يُلَفُّ, ويَضْرِبُ به الصِّبيانُ بعضُهم بعضاَ, أراد: أَنّه آلةُ تَزْجُرُ بها الملائكةُ السَّحابَ وتَسُوقُه, ويَفَسِّرُه حديثُ ابنِ عباس: " البَرْقُ سَوْطٌ مِن نُورٍ تَزْجُرُ به الملائكةُ السحابَ ". (2) قِصَّةُ الرعدِ رواها الترمذي في سُنَنِه, وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ. وصحَّحَها الألبانيُّ, وقد أوردها في "السلسلة" برقم: (1872) وقال بعد تفصيلٍ: وجُملةُ القَوْلِ أَنَّ الحديثَ عندي حَسنٌ على أَقَلِّ الدَّرجاتِ. وفي البابِ آثارٌ أُخرى كثيرةٌ، أَوْردها السّيوطيُّ في " الدُّرِّ المَنثور" ، فَلْيُراجِعْها مَن شاء. |
#5
|
|||
|
|||
أخرج أحمدُ في مسندِه, والبخاريُّ في صحيحِه, وغيرُهما عن عمرَ -رضي الله عنه- قال:
وافقتُ ربي في ثلاثٍ؛ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ, لو اتَّخذْنا من مَقامِ إبراهيمَ مُصَلَّى, فنزلت: { واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْراهِيمَ مُصَلَّى }[ البقرة:125], وآيةُ الحِجابِ؛ قلت: يا رسولَ اللهِ, لو أَمَرْتَ نساءَك أَنْ يَحْتَجِبْنَ؛ فإِنَّه يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ والفاجرُ, فنزلتْ آيةُ الحِجابِ [الأحزاب: 59], واجْتمعَ نساءُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الغَيْرَةِ عليه, فقلتُ لهُنَّ: {عَسَى ربُّه إِنْ طلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ } [ التحريم: 5], فنزلت هذه الآيةُ. - قال ابنُ حجر في " الفتح": والمَعنى: وافَقَني ربِّي فأَنْزَل القرآنَ على وَفْقِ ما رأَيتُ؛ لكن لِرعايةِ الأَدَبِ أَسْندَ المُوافقةَ إلى نَفْسِه, أَو أشار به إلى حُدوثِ رأْيِهِ, وقدَّم الحُكمَ. وليس في تَخْصِيصِه العددَ بالثلاثِ ما يَنْفي الزيادةَ عليها؛ لأَنَّه حصلتْ له المُوافقةُ في أَشياءَ غيرِ هذه, مِنْ مشهورِها قصَّةُ أَسارى بدرٍ, وقصةُ الصلاةِ على المنافقين, وهما في الصحيح, وصحَّحَ التِّرمذيُّ مِن حديثِ ابنِ عمرَ أَنَّه قال: (ما نزل بالناسِ أَمرٌ قَطُّ فقالوا فيه, وقال فيه عمرُ, إلا نزل القرآنُ فيه على نحوِ ما قال عمرُ). وهذا دالٌّ على كَثْرةِ مُوافقتِه. وأَكثرُ ما وقفنا منها بالتَّعْيِين على خَمسةِ عَشَرَ, لكن ذلك بحسب المنقول. اهـ. - أما قصَّةُ الصلاةِ على المُنافقين: فروى البخاريُّ عن عمرَ بنِ الخطاب - رضي الله عنه- أنه قال: لمّا ماتَ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ, دُعِيَ له رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم- لِيُصلِّيَ عليه, فلما قام رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وثَبْتُ إليه، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ! أَتُصَلِّي على ابنِ أُبَيٍّ وقد قال يومَ كذا وكذا كذا وكذا - أُعَدِّدُ عليه قولَه - فتَبَسَّمَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم – وقال: ( أَخِّرْ عني يا عمرُ). فلمّا أَكْثَرتُ عليه قال: ( إِنِّي خُيِّرْتُ فاخْتَرْتُ, لو أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ على السَّبْعِينَ فغُفِرَ له لَزِدْتُ عليها). قال: فصَلّى عليه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم – ثمّ انصرفَ, فلم يمْكُثْ إلا يَسيراً حتَّى نزلتْ الآيتانِ مِنْ براءة:{وَلَا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍمِنْهُم ماتَ أَبَداً وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وهُمْ فاسِقُونَ}, قال: فعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي على رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلّم- يَومَئِذٍ, واللهُ ورسولُه أَعلمُ. - أما قِصةُ أَسارى بَدْرٍ فأَخْرَج مسلم في صحِيحِه عن ابنِ عباسٍ قال: حدَّثَنِي عمرُ بنُ الخَطّابِ قال: لمّا كان يومُ بَدْرٍ نظرَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إلى المشركين وهم أَلفٌ, وأَصحابُه ثلاثُمِائةٍ وتسعةَ عشَرَ رجلاً, فاستقبلَ نبيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- القِبلةَ ثمَّ مدَّ يديهِ, فجعلَ يَهْتِفُ برَبِّهِ: ( اللهمَّ أَنْجِزْ لي ما وعدْتَني, اللهم آت ما وعدتني, اللهم إِنْ تَهْلِكْ هذه العُصابةُ مِنْ أَهلِ الإِسلامِ لا تُعْبَدْ في الأَرضِ ). فمازال يَهْتِفُ برَبِّهِ, مادًّا يديه, مُستقبلَ القبلةِ, حتى سقط رداؤه عن مَنْكِبَيْه, فأَتاه أَبو بكرٍ فأخذ رداءَه فأَلقاه على مَنكِبَيْه, ثم التزَمَه من ورائه, وقال: يا نَبِيَّ اللهِ كفاك مُناشدَتُك ربَّك؛ فإِنَّه سيُنْجِزُ لك ما وعدك, فأنزل اللهُ - عزَّ وجَلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}[الأنفال:9], فأَمَدَّه اللهُ بالملائكةِ. قال أَبو زُمَيْلٍ فَحدَّثني ابنُ عباسٍ قال: بينما رجلٌ مِنَ المسلمين يومئذٍ يَشْتَدُّ فى أَثَرِ رجلٍ منَ المشركين أَمامَه, إِذْ سمع ضربةً بالسَّوْطِ فوقَه, وصوتَ الفارسِ يقولُ: (أَقْدِمْ حَيْزُومُ). فنظر إلى المُشركِ أَمامَه فخَرَّ مُستلقياً, فنظر إليه فإذا هو قد خُطِمَ أَنفُهُ, وشُقَّ وجهُهُ كضربةٍ السَّوطِ, فاخْضَرَّ ذلك أَجمعُ. فجاء الأَنصاريُّ فحَدَّثَ بذلك رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: ( صَدَقْتَ؛ ذلك مِنْ مَدَدِ السماءِ الثالثةِ ). فقَتلوا يومَئذٍ سبعينَ, وأَسروا سبعين. قال أَبو زُمَيْل: قال ابنُ عباسٍ: فلمّا أَسروا الأَسارى قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَبي بكرٍ وعمرَ: ( ما ترون فى هؤلاء الأسارى ). فقال أَبو بكرٍ: يا نبيَّ اللهِ هُمْ بَنُو العَمِّ والعَشيرةِ, أَرى أَنْ تأخذَ منهم فِدْيةً, فتكون لنا قوةً على الكفارِ, فعسى اللهُ أَنْ يَهْديَهم للإِسلامِ. فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( ما ترى يا ابنَ الخطابِ )؟ قلت: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ! ما أَرى الذي رأَى أَبو بكرٍ, ولكني أَرى أَنْ تُمَكِّنَّا فنَضْرِبَ أَعناقَهم؛ فتُمَكِّنَ عليًّا منْ عَقيلٍ فيَضرِبَ عُنُقَه, وتُمَكِّني منْ فلانٍ - نَسِيباً لعُمرَ - فأَضرِبَ عنُقَه؛ فإِنَّ هؤلاءِ أَئِمَّةُ الكفرِ وصَنادِيدُها, فهَوى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ما قال أَبو بكرٍ, ولم يَهْوَ ما قلتُ, فلمَّا كان من الغدِ جِئتُ, فإذا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وأَبو بكرٍ قاعِدَيْن يَبْكِيانِ, قلت: يا رسولَ اللهِ أَخبِرني مِنْ أَيِّ شيءٍ تبكي أنت وصاحبُك, فإِنْ وجدتُ بكاءً بكيتُ, وإِن لم أَجِدْ بكاءً تَباكَيْتُ لِبُكائِكُما. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( أبكي للذي عَرَضَ عليَّ أَصحابُك مِنْ أَخذِهُمُ الفِداءَ, لقد عُرِضَ عليَّ عذابُهم أَدْنى مِنْ هذه الشجرةِ ). شجرةٍ قريبةٍ من نبيِّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-. وأنزل الله عز وجل: {مَا كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} إلى قولِه: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً}[ الأنفال: 67-69], فأَحَلَّ اللهُ الغَنِيمةَ لهم. |
#6
|
|||
|
|||
قال – سبحانه- في سورة البقرة:
{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} روى البخاريُّ في صحيحِه عنِ البراءِ بنِ عازبٍ - رضي الله عنهما – قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى نحوَ بيتِ المَقدسِ سِتَّةَ عشَرَ، أَو سبعةَ عشَرَ شهراً، وكان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحبُّ أَنْ يوجَّهَ إلى الكعبةِ, فأنزل اللهُ : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السماءِ} فتَوَجَّه نحوَ الكعبةِ. وقال السفهاءُ من الناس - وهم اليهودُ - ما ولَّاهُم عن قِبْلَتِهم التي كانوا عليها, { قُلْ للهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ يَهْدي مَنْ يَشاءُ إلى صِراطٍ مُسْتقيمٍ } فصلَّى معَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- رجلٌ, ثم خرج بعدَ ما صلَّى فمَرَّ على قومٍ من الأنصارِ في صلاةِ العصرِ نحوَ بيتَ المقدسِ, فقال: هو يشهدُ أَنَّه صلى معَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وأَنه توجَّهَ نحوَ الكعبةِ, فتَحَرَّفَ القومُ حتى توجهوا نحوَ الكعبةِ. وفي روايةٍ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – كان أَوَّلَ ما قَدِمَ المدينةَ نزل على أَجدادِه، أو قال: أَخوالِه من الأَنصارِ, وأَنَّه صلَّى قِبَلَ بيتِ المَقدسِ ستَّةَ عَشَرَ شهرً، أو سبعةَ عشر شهراً، وكان يُعجبه أن تكونَ قِبْلتَه قِبَلَ البيتِ, وأَنه صلَّى أولَ صلاةٍ صلّاها صلاةَ العصرِ, وصلَّى معه قومٌ, فخرج رجلٌ ممَّن صلى معه, فمَرَّ على أهلِ مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أَشهدُ باللهِ لقد صلَّيتُ معَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قِبَلَ مكةَ, فداروا كما هُمْ قِبَلَ البيتِ. وكانتِ اليهودُ قد أعجبهم إِذْ كان يُصلِّي قِبَلَ بيتِ المقدسِ, وأَهلُ الكتابِ, فلمَّا وَلَّى وجهَهُ قِبلَ البيتِ أَنكروا ذلك. قال البخاريُّ: قال زهيرٌ: حدثنا أبو إسحاقَ عن البراءِ في حديثِه هذا: أَنَّه مات على القِبلةِ قَبلَ أَنْ تُحَوَّلَ رجالٌ وقُتِلوا, فلم نَدْرِ ما نقولُ فيهم, فأنزل الله تعالى: {وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم}. |
#7
|
|||
|
|||
__ - قوله تعالى: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ } البقرة: (89) قال ابن جرير: كما حدثني ابنُ حُميدٍ قال: حدثنا سلمةُ قال: حدثني ابنُ إسحاقَ عن عاصم بنِ عمرَ بنِ قتادةَ الأنصاريِّ عن أشياخٍ منهم قالوا: فينا واللهِ وفيهم - يعني: في الأنصار وفي اليهود الذين كانوا جيرانهم - نزلت هذه القصةُ، يعني: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا } قالوا: كنا قد عَلَوْناهم دَهْراً في الجاهليةِ، ونحن أَهل ُالشركِ وهم أَهلُ الكتابِ، فكانوا يقولون: إِنَّ نبِيًّا يُبعثُ الآن نَتَّبِعُه قد أَظلَّ زَمانُه، نقتُلُكم معَه قتلَ عادٍ وإِرَمَ. فلما بعث اللهُ - تعالى ذكرُه - رسولَه مِنْ قريشٍ واتَّبعناه كفروا به. يقول اللهُ: { فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ }. وقال:حدثنا ابنُ حُمَيد قال: حدثنا سَلَمةُ قال: حدثني ابنُ إسحاقَ قال: حدثني محمدُ بنُ أَبي محمدٍ مولى آلِ زيدِ بنِ ثابتٍ عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ أو عكرمةَ مولى ابنِ عباس، عن ابنِ عباسٍ: أَنَّ يهودَ كانوا يستفتحونَ(1) على الأَوسِ والخزرجِ برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قبلَ مَبْعثِه، فلما بعثَهُ اللهُ مِن العربِ كفروا به، وجَحدوا ما كانوا يقولون فيه، فقال لهم معاذُ بنُ جبلٍ وبِشْرُ بنُ البراءِ بنِ مَعرور أخو بني سلمةَ: يا معشرَ يَهُودَ: اتَّقُوا اللهَ وأَسلموا؛ فقد كنتم تَستفتحون علينا بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم- ونحنُ أَهلُ شِركٍ، وتُخبروننا أَنه مبعوثٌ، وتَصِفونَه لنا بصفتِه. فقال سلَّامُ بنُ مِشْكَمْ أَخو بني النّضيرِ(2): ما جاءنا بِشيءٍ نعرفُه، وما هو بالذي كنَّا نذكُرُ لكم. فأَنزلَ اللهُ - جلَّ ثناؤُه - في ذلك مِنْ قولِه: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا}. - وقد صححه الشيخُ الألباني في " صحيح السيرة ". _______________ (1) قال الطبري: ومَعنى الاستفتاح: الاسْتِنْصارُ، يَستنصرونَ اللهَ به على مُشركِي العربِ من قبلِ مَبْعثِه، وذلك قولُه {مِنْ قَبْلُ}؛ أي: من قبلِ أَنْ يُبعثَ. (2) سَيِّدُ بَني النَّضير، وزوجتُه زينبُ بنتُ الحارثِ التي أَهدت للنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – الشاةَ المَسمومةَ. كما ذكر أَهلُ السير، وذكرها أيضاً الطبراني في الكبير والبيهقي في الدلائل. .
|
#8
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً و بارك الله فيك!
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء" |
#9
|
|||
|
|||
وفيك بارك اللهُ أخي عبد الله... |
#10
|
|||
|
|||
__ - قولُه تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } البقرة:(158) روى البخاريُّ وغيرُه عن عروةَ قال: سأَلتُ عائشةَ - رضي اللهُ عنها - فقلتُ لها: أَرأَيْتِ قولَ اللهِ - تعالى -: { إِنَّ الصَّفَا والمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُناحَ علَيْهِ أَنْ يَطَّوْفَ بِهِما } فواللهِ ما على أَحدٍ جُناحٌ أَنْ لا يَطَّوفَ بالصفا والمروةِ. قالت: بِئْسَ ما قلتَ يا ابنَ أُختي! إِنَّ هذه لو كانت كما أَوَّلتَها عليه كانت: لا جُناح عليه أَنْ لا يَتَطَّوف بهما، ولكنها أُنزلت في الأَنصارِ؛ كانوا قبلَ أَنْ يُسلموا يُهِلُّونَ لِمَناةَ الطاغيةِ التي كانوا يعبدونَها عندَ المُشَلَّلِ(1)، فكان مَنْ أَهَلَّ يَتحرَّجُ أَنْ يطوفَ بالصفا والمروةِ، فلما أَسلموا سأَلوا رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، قالوا: يا رسولَ الله إِنا كنا نتحرَّجُ أَنْ نطوفَ بين الصفا والمروةِ، فأنزل الله - تعالى -: { إنَّ الصفا والمروةَ مِنْ شعائرِ اللهِ } الآيةَ. قالت عائشةُ - رضي اللهُ عنها -: وقد سَنَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الطوافَ بينهما، فليس لأَحدٍ أَنْ يتركَ الطوافَ بينهما. ثم أَخبرْتُ أَبا بكرِ بنِ عبدِ الرحمنِ فقال: إِنَّ هذا العلمَ ما كنتُ سمعتُه، ولقد سمعتُ رجالاً من أَهلِ العلمِ يذكرون أنّ الناسَ - إِلا مَنْ ذكرت عائشةُ مِمَّنْ كان يُهِلُّ بِمَناةَ - كانوا يطوفون كلُّهم بالصفا والمروةِ، فلما ذكرَ اللهُ - تعالى - الطوافَ بالبيتِ، ولم يذكرِ الصفا والمروةَ في القرآن قالوا: يا رسولَ اللهِ، كنا نطوفُ بالصفا والمروةِ، وإِنّ اللهَ أنزلَ الطوافَ بالبيتِ، فلم يذكرِ الصفا، فهل علينا مِنْ حرجٍ أَن نطوفَ بالصفا والمروةِ؟ فأنزل اللهُ - تعالى -: { إِنَّ الصَّفا والمَروةَ مِنْ شَعائرِ اللهِ }الآيةَ. - قال أبو بكر: فأَسْمَعُ هذه الآيةَ نزلتْ في الفريقين كِلَيْهِما؛ في الذين كانوا يتحرَّجون أَنْ يطوفوا بالجاهليةِ بالصفا والمروةِ، والذين يطوفون ثمّ تحرَّجوا أَنْ يطوفوا بهما في الإِسلام؛ منْ أَجلِ أَنَّ اللهَ – تعالى - أَمرَ بالطوافِ بالبيتِ، ولم يذكرِ الصفا، حتى ذكر ذلك بعد ما ذكرَ الطوافَ بالبيتِ. - وفي رواية مسلم: عن عروةَ عن أَبيه عن عائشةَ قال: قلت لها: إني لَأَظنُّ رجلاً لو لمْ يطُفْ بين الصفا والمروةِ ما ضَرَّه.
قالت: لِمَ؟ قلتُ: لِأَنَّ اللهَ - تعالى – يقولُ: { إِنَّ الصَّفا والمَرْوةَ مِنْ شَعائرِ اللهِ } إِلى آخرِ الآيةِ. فقالت: ما أَتَمَّ اللهُ حَجَّ امْرِئٍ ولا عُمرتَه لمْ يَطُفْ بين الصفا والمروةِ. ولو كان كما تقولُ لكان: (فلا جُناحَ عليه أَنْ لا يَطَّوَّفَ بهما). وهل تدري فيما كان ذاك؟ إنما كان ذاك أَنَّ الأنصارَ كانوا يُهِلُّون فى الجاهليةِ لِصَنَمَيْن على شطِّ البحرِ يُقالُ لهما: إِسافٌ ونائلة، ثم يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروةِ ثم يحلقون، فلما جاء الإسلامُ كرهوا أن يطوفوا بينهما للذي كانوا يصنعون فى الجاهليةِ، قالت: فأَنزلَ اللهُ - عزَّ وجلَّ: { إِنَّ الصَّفا والمَرْوَةَ مِنْ شعائرِ اللهِ } إلى آخرِها - قالت -: فطافوا. ____________ (1) قال في "الفتح": مَوضعٌ بِقُدَيْدٍ من ناحية البحرِ، وهو الجبلُ الذي يهبط إلِيها منهُ. __ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|