أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
30182 | 62730 |
#1
|
|||
|
|||
مُلخص رسالة (أسواق غزة!)
مُلخص رسالة (أسواق غزة!)
نعيش هذه الأيام قيام واحدة من أقذر البورصات وأسواق التِّجارة في التاريخ الحديث.. تجار كثر يتربحون في هذه السوق، بعضهم يجني الأموال، وبعضهم يجني الشهرة، وبعضهم يجني الأتباع وبعضهم يجني الموقع السياسي.. والجمهور منهم يستفيد منها في استعادة الثقة بنفسه وبناء وَهْم المشاركة في الجهاد والمقاومة يسكت بذلك ضميره الذي لا توقظه إلا صرخات المذبوحين مِن المسلمين هنا وهناك. المبكي هنا أنَّ السلعة الوحيدة التي يتم المضاربة بها في هذه السوق والمقامرة بها هي (دماء) العزّل المسلمين وغير المسلمين نساءً وشيوخًا وأطفالاً في غزة، والأسوء في المشهد كله أن الوحيد الذي لا يستفيد من هذه السلعة ولا يجني منها شيئًا هم النازفوها، وهم الخاسر الأكبر في هذه السوق. مفارقات كثيرة في هذه الأحداث، سابدأ بأهمها لأن آلة الإعلام الإخونجي القذرة ومسوقيها مِن المنتسبين للعلم زورًا يدندنون حولها يخدعون بها السذّج والغوغاء ويغطون بها كارثية ما ارتكبوه في حقِّ أهل غزة. (مسألة الولاء والبراء)، وأنَّ الحرب بين أهل الإسلام وأهل الكفر، والمؤمن يوالي المسلم ويتمنى نصره، ويعادي الكفار ويتمنى هزيمتهم، وبطبيعة الحال تتصدر (حماس) و(الجهاد) ومَن معها مِن (الفصائل المسلحة) المشهد كممثل للمسلمين في المعركة ضد اليهود! وبالتالي فأي متكلم ضدها هو في حقيقته صهيوني، أو كافر، أو حكومي، أو جامي.. الخ! هذه التهم المعلبة التي اعتدنا عليها في مناسبات عديدة. ومِن المهم هنا أن نوضح أنّ الولاء للإسلام وأهله والبراءة والعداوة للكفر وأهله عقيدة راسخة في ضمير كل مسلم هذا لا نقاش فيه، لكن التطبيقات الشرعية ليست كما يفهمها البعض، فالعقيدة لا تتعارض مع التشريع، فلو فُرض أنَّ جماعة من أتقى الأتقياء الأصفياء الأولياء صالت واعتدت على مسلم ظلمًا فقام في وجهها أفجر وأكفر أهل الأرض يدفعون عن هذا المسلم سواء نصرة للمظلوم أو بمقابل مكسب مادي، فهل يجوز للمسلم أن يناصر المؤمن الظالم ويتمنى نصره على الكافر؟ هل هذا مِن لوازم الولاء للمسلم؟ فهذه المواجهة المسلحة بين حماس ومَن معها مِن جهة وبين اليهود ليست مواجهة بين مسلمين وكفار -وإن كان هذا وصف كل منهما فعلًا- فالقوم ليسوا في (جهاد مشروع)، ومهما حاول الأبواق تحسين وتجميل أو تغطية عورة حماس ورفيقاتها فإنَّ واقع هذه النبتة السوداء أبعد ما يكون عن الجهاد في سبيل الله! [الجهاد في سبيل الله هدفه:] إما رفع راية الإسلام، أي: لتكون كلمة الله هي العليا، كما قال: «مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله». أو دفعًا للصائل على الأنفس وحمية لأهل الإسلام ودفاعًا عن دمائهم. أو دفعًا للصائل على الأرض والمال أو المقدسات -كما يُقال-. ولننظر الآن هل واقع حماس (ومَن معها)! يمثل واحدًا مِن هذه القيم والمقاصد؟ أما القتال لتكون كلمة الله هي العليا فهم أبعد ما يكون عنه: أولاً: كونهم جزءًا من جماعة الإخوان التي يعرف الجميع تاريخها الأسود في هتك الشرائع، واستباحة المحرمات في سبيل مقاصد وأهداف الجماعة، هذه الجماعة لا ترفع بالعقيدة ولا بالشريعة رأسًا إلا حين تكون محققة مصالحها، فهي مجرد شعارات تستميل بها المسلمين المتحمسين للإسلام فقط لا غير، وإلا فهي ورموزها مِن أعدى الناس للسُّنَّة والشَّريعة، وتحارب أحكام الشَّريعة الحقيقية الثابتة بالكتاب والسُّنَّة، وتتهكم بها في كل محفل!! ولكن تحت شعارات خادعة كالدعوة للوسطية أو الاستنارة أو المناورات السياسية، ونحوها. وأكبر دليل على هذا موالاتها (للشيطان الأكبر) أعني دولة المجوس التي تدعو في الظاهر والباطن إلى الشرك الأكبر، وتكفر بالله ودين الله علانية، ومرشدها ورموزها وقادتها يصرحون بالعداء للسُّنَّة وشريعة أهل السُّنَّة -أي الإسلام في حقيقته-، فكيف يستقيم مِن هؤلاء النابتة دعوى الجهاد لإعلاء كلمة الله مع موالاتهم لمن يقاتل لتكون كلمة الشيطان هي: العليا؟! أما الهدف الثاني وهو دفع الصائل عن دماء وحرمات المسلمين، فهذه أوضح مِن الأولى، فقادة حماس وأخواتها(!) يعيشون في حضن دولة المجوس! ويتحالفون مع ميليشيات الحشد الشعبي الرافضي العراقي! وحزب الشيطان اللبناني! الذي قتل من المسلمين في سوريا والعراق في عقد من الزمان أكثر مما قتلت إسرائيل منذ قيامها، وهجَّرت أهل السُّنَّة (المسلمين) من ديارهم، فهل سمع أحد منكم حرفًا واحدًا في إدانة أو إنكار قتل المسلمين صدر مِن قادة حماس ومتحدثيها؟! أو هل قاموا باتخاذ موقف مفاصلة مع الإيرانيين وأذنابهم؟! أم أنَّ دماء السوريين والعراقيين واليمنيين غير معصومة ولا محترمة؟!! الجماعة التي رفعت صور السَّفاح (قاسم سليماني)! في غزة وسمَّته: الشهيد! ونافحت عنه وسجنت ونكلت بكل من سبّه أو انتقده في غزة! هل تتصور منها القتال لأجل دماء المسلمين؟!! إذا لعلها تقاتل لأجل دماء الفلسطينيين بالذات؟ إذن أين دفاعها ولو بالكلام والشجب عن دماء الفلسطينيين في مخيمات سوريا الذين جزرهم وسحقهم حزب الشيطان وميليشياته، نعم يمكن أن تكون تقاتل لأجل دماء الحمساويين، لكن المسلمين لا والله، بل هي أكبر تاجر في سوق غزة بدماء أهل غزة الأبرياء العزّل وأكبر من لعق وشرب من تلك الدماء وارتوى بها. أما الهدف الثالث للجهاد وهو دفع الصائل عن أرض المسلمين، فهذه كتلك، حماس ورفيقاتها هم أذرع لدولة المجوس التي احتلت أربع دول مسلمة هي: العراق وسوريا ولبنان واليمن، (وها هي تمهد بقتالها لتكون أرض فلسطين الدولة الخامسة التي تبيعها للمجوس. فأين الصائل الذي تدفعه عن فلسطين؟ اليهود شر أم المجوس؟!). والمضحك أن هذه الجماعة وأخواتها تتاجر بقضية الدفاع عن الأقصى وأنَّه القبلة الأولى وثالث الحرمين -كما يقال-، فبالله عليك يا كل عاقل مبصر: هل يستقيم هذا؟! جماعة تزعم الدَّفاع عن الأقصى في الوقت الذي تتحالف فيه مع من غاية مناه أن يهدم الكعبة؟! صواريخه ومسيراته تقذف للحرم طيلة سنوات ولم نسمع منها إنكارًا فضلًا عن مفاصلة لمن يفعل ذلك؟ بل تشيد بهم في كل محفل وتتفاخر علنا بالتحالف معهم؟! الخميني أبوهم الروحي شهيد!! وسليماني شهيد!! وخامنئي هو أمّهم الرؤوم، كل هذا الكذب الممقوت والدعاوى الزائفة المتناقضة ومع ذلك يصر البعض أن هذه النبتة السَّوداء وأعضاؤها مجاهدون في سبيل الله يجب نصرتهم والإشادة بفعلتهم أو السكوت عن منكرهم وباطلهم! الحقيقة النَّاصعة هنا أن القتال في حقيقته بين إيران المجوسية التي يمثلها هنا حماس وأخواتها، وبين الصهاينة اليهود، فأين قضية الولاء هنا وما دخلها! هذا أقوله لمن يريد أن يعي ويفهم، وأما مَن أصر على عمى البصيرة فهذا شأنه!! [الولاء لا يلزم منه النصرة ضرورة ] وحتى تتضح الصورة أكثر أقول: ليس واجبًا على المؤمن نصرة المؤمن ضد الكافر في كل وقت، بل هو محكوم بتشريعات، اسمع قول الله -تعالى-: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَ إِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ َعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِيثَقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرُ ﴾ [الأنفال: ٧٢]. قال ابن كثير: «يقول -تعالى-: وإن استنصر وكم هؤلاء الأعراب - الذين لم يهاجروا- في قتال ديني، على عدو لهم فانصروهم، فإنه واجب عليكم نصرهم؛ لأنهم إخوانكم في الدِّين، إلا أن يستنصروكـم عـلـى قوم من الكفار {بينَكُمْ وَبَيْنَهُم مِيثَق} أي: مهادنة إلى مدة، فلا تخفروا ذمتكم، ولا تنقضوا أيمانكم مــع الذين عاهدتم. وهذا مروي عن ابن عباس، رضي الله عنه» انتهى. وأرجو التنبه لقوله: «في قتال ديني».. أي أنَّ المسلم الذي لم يهاجر للنبي صلى الله عليه وسلم إذا اضطُهِد في دينه، وأوذي، فطلب مِن الأمة المسلمة نصْره؛ فواجب عليهم نصره والدفع عنه (إلا أن تكون الدَّولة الظالمة لــه بينها وبين المسلمين هدنة ومواثيق بالسلم وعدم الحرب)، فلا يجوز للمسلمين أن يخفــروا ذممهم، فهل هذا الحكم يخالف عقيدة الولاء والبراء؟ أو محبة المسلم وبغض الكافر؟ وهذا كما قال ابن كثير في (القتال الدِّيني)، أما إذا كان قتالاً على الدنيا مِن أرض ومال أو ارتزاق – كما هو حال حماس وأخواتها!- فالأمر أشد بُعدًا، فلا يجوز نصر المسلم فقط لأنَّه مُسلم، بل يُنصف المظلوم مِن الظالم ولو كان مسلمًا كما قال: «انصر أخاك ظالما أو مظلومًا» قالوا: يا رسول الله! كيف أنصره ظالما؟ قال: «تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه». فإذا اعتدى مسلم على كافر فليس الولاء للمسلم هنا أن تنصر المسلم وتعينه ولو كان ظالمًا. وقد كانت هذه الجماعة وأذرعها من المؤيدين المناصرين لصدام إبان غزوه الكويت وتهديد السعودية فجاءت قوات الكفار وأعادته مع القوات المسلمة إلى قمقمه، في تلك الفترة جابت الدعاية الإخوانية بمعونة أربائهم السُّرورية بلاد المسلمين تجييشًا ضد المملكة ومناصرة لصدام وهو ظالم صائل بزعم أنه يقاتل الكفار، وكلنا يذكر محاضرات بعضهم في جدة والقصيم والرياض واستنفار مشاعر المسلمين ضد قادة دول العرب بزعم الولاء والبراء. والحمد لله الذي ردّ كيدهم إلى الوسوسة! بطبيعة الحال اليهود ظلمة لا شك في ذلك ولا ريب، وإنما أحاول تبسيط قضية الولاء والبراء للذين تتجمد فكرتهم عند دين المتقاتلين فقط دون النظر للإطار العام للقتال. ولو كان إسلام المقاتل هو الذي يحدّد لوقعنا في إشكال كبير، فهب أن إسرائيل جيشت فرقة مِن الجنود المسلمين، أو جاءت أمريكا بفرقة جنود مسلمين، فلمن يكون الولاء؟ أرجوك لا تقل لي إنَّ المسلم في جيش أمريكا كافر؛ لأنَّه يقاتل في جيش دولة كافرة، فماذا نقول عن ميليشيًا تقاتل بتوجيه وسياق مجوسي؟! الإخوان وأبواقهم يتكئون على هذه القضية ويستغلون جهل الناس بها، ومع ذلك فلو جئنا لتحكيم الولاء والبراء فالولاء لليهود الصهاينة -على تحريمه وفجوره– أقل إثمًا وقبحًا وفجورًا من الولاء للمجوس شرعاً وعادة. أما شرعاً فاليهود أهل كتاب على الأقل. وأما عادة فإجرام دولة المجوس وميليشياتها في أهل الإسلام لا يقاس به ما فعلته إسرائيل بأي مقياس يتخيله عقل. فمن أولى بالدّم؟ مع أنّ الحال مختلف طبعًا لكن (نقول هذا تنزلاً على فرض أن موقفنا من حماس يعتبر ولاء لليهود وليس الأمور كذلك بالمرة)! فلعن الله الصهاينة، ولعن الله الرافضة المجوس، ولعن الله أحلافهم ولو كانوا في الخنادق! يتبع -بإذن الله-
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|