كلام ابن رجب في معنى: (لم يعملوا خيراً قط) - الشيخ عبد المحسن العباد

[عمر الزهيري]

أخونا لؤي لا يمكن بناء عقيدة أو حتى فقه لغير المستثنى على ما استثناه الشرع ألا ترى ان العاجز عن القيام تصح صلاته دون قيام ولم يقل احد من أهل العلم يدل ذلك على صحة صلاة القادر على القيام مع ترك القيام
وعليه فلا يمكن قياس العاجز في مسائل الإيمان على القادر على العمل

وأنا يا أخي اعتقد ان حديث البطاقة وحديث لم يعملوا خيراً قط يدلان بظاهرهما على ان الإعتقاد حاصل فهو امر بديهي يدل عليه سياق الحديث - اذ لا يفيد قولٌ دون اعتقاد بلا نزاع - ودلت علبه أحاديث أخرى أيضاً

اما كل عمل الجوارح فلحد الآن يظهر لي أنه شرط كمال أي بتركه مع القدرة دون جحود يكون ذلك نقصاً في الإيمان لا كفراً فكلام العلماء في تارك جميع عمل الجوارح متناقض كما مر فبعضهم جعله شرط صحة وبعضهم جعله شرط كمال وأنا أنتظر جواب الشيخ علي الحلبي في قسم الأسئلة أو هنا

والعاجز جائت فيه نصوص في علامات الساعة والظاهر انه يعتقد التوحيد أيضاً وليس يقوله دون اعتقاد ولا أظن أخونا عزام أراد فقط وقوع القول منهم بل أراد وقوع القول الإعتقاد وإنما عذروا عن العمل لعجزهم عن العلم به كي يعملوه

اما المجنون والطفل الذي لم يميز وردت فيهم أحاديث حسنها شيخ الإسلام وأبن القيم وابن كثير والألباني والشيخ مشهور في أنهم يمتحنون في عرصات القيامة بأن يخلق الله لهم نار فيقال - والقائلة هو رسول يبعثه الله لهم في العرضات كما جاء في بعض الأحاديث التي حسنها الألباني - لهم ادخلوا هذه النار فمن دخلها دخل الجنة ومن امتنع من دخولها دخل النار
فالطفل والمجنون لا علاقة لهم بالموضوع أصلا
أخي الذي نعرفه أن الشيخ الفوزان ممن يذهبون الى ان تارك عمل الجوارح كله لا يصح له إيمان

وقد مر في كلام شيخ الإسلام ان المثال بالمركب للماء لا يلزم منه زوال الإيمان أي مراده على الدوام ولذلك قال قد يزول وقد لا يزول بحسب المراد فمن ضرب المثل بالمركب وأراد معنى صحيح فليس في ذلك شيء مثلا الإيمان يزول بزوال جميع القول وكذا يزول بزوال جميع القول وهذا لا نزاع فيه اما هل يزول بزوال جميع العمل فهنا مربط الفرس فكلام العلماء متناقض هنا كما مر
إخواني لو نبتعد عن الحدة الأمر علم والعلم بحث بورك فيكم فليس بالضرورة أن نصيب دوماً

[ابوعبد المليك]

وكونوا عباد الله اخوانا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وَكَانُوا يَتَنَاظَرُونَ فِي الْمَسْأَلَةِ مُنَاظَرَةَ مُشَاوَرَةٍ وَمُنَاصَحَةٍ وَرُبَّمَا اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ فِي الْمَسْأَلَةِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ مَعَ بَقَاءِ الْأُلْفَةِ وَالْعِصْمَةِ وَأُخُوَّةِ الدِّينِ

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعبد المليك

وكونوا عباد الله اخوانا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وَكَانُوا يَتَنَاظَرُونَ فِي الْمَسْأَلَةِ مُنَاظَرَةَ مُشَاوَرَةٍ وَمُنَاصَحَةٍ وَرُبَّمَا اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ فِي الْمَسْأَلَةِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ مَعَ بَقَاءِ الْأُلْفَةِ وَالْعِصْمَةِ وَأُخُوَّةِ الدِّينِ

أحسنت ولكن الشأن فيمن يري قوله حقا محضا وقول غيره باطلا محضا فكيف يلتقيان وعلام يتناقشان ‏.

[ابوعبد المليك]

فالسكوت اسلم لان الغرض من النقاش والجدل هو تبيان الحق فاذا انعدم الغرض والفائدة من النقاش فعليك بقول النبي صلى الله عليه وسلم كما روى ابوداود عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال .

"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه " رواه أبو داود، في كتاب: الأدب، باب:في حسن الخلق، رقم الحديث: (4800).الحديث حسنه الالبانى فى صحيح الجامع والسلسله الصحيحة .

قال ابن الجوزي في كتابه الإيضاح:
(حسن القصد في إظهار الحق طلبا لما عند الله تعالى، فإن آنس من نفسه الحيد عن الغرض الصحيح فليكفّها بجهده، فإن ملكها، وإلا فليترك المناظرة في ذلك المجلس، وليتق السباب والمنافرة فإنهما يضعان القدر، ويكسبان الوزر ، وإن زل خصمه فليوقفه على زلـله ، غير مخجل له بالتشنيع عليه ، فإن أصر أمسك، إلا أن يكون ذلك الزلل مما يحاذر استقراره عند السامعين، فينبههم على الصواب فيه بألطف الوجوه جمعا بين المصلحتين) .