أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
59396 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2014, 08:15 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي الفرق بين «العلم» و «الفكر» لمعالي الشيخ : صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

الفرق
بين


«العلم» و «الفكر«

لمعالي الشيخ : صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

أولاً : العلم أدلته منضبطة ، أدلته معلومة ، هي ثلاثة عشر دليلاً ، وبالتفصيل عشرون دليلاً كما ذكر ذلك القرافي في كتبه الأصولية
أما الفكر فأدلته غير منضبطة ، الفكر سيَّاح ، ترى مرة من أدلة المفكر حدثٌ تاريخي ويستدل به على الحكم على نازلة وواقعة من الواقعات التي تحصل في هذا الزمن ، متى كان التاريخ دليلاً ؟

يأتي مفكر فيقول أهل بلد من البلاد كما ذكر المؤرخون ، أهل بلد من البلاد انصرفوا لما قلّ الخبز وكثر الجوع أو نحو ذلك بأن قاموا بمظاهرات عارمة فهذا أصلٌ من أصول جواز المظاهرات في الإسلام حتى كان الاستدلال بمثل هذه الأشياء دليلاً ، هذا فكر رأي ، وهذا الفكر غير صائب ، وهذا الرأي غير صائب ، لأنه استدلال بتاريخ ، والفكر غير منضبط ، الفكر سيّاح ، ممكن أنْ أقول أي كلمة وأستدل عليها بأي شيء ، ولكن الكلام ليس في أنْ تقول تعليلاً وتفسيراً لرأيك ، لكن الكلام أنْ يكون هذا التفسير وهذا التعليل مقبولاً صحيحًا ، يأتي آخر فيستدل بأنّ أهل الحديث تنكبوا عن الصناعات ، وتنكبوا عن الدخول في الإنتاج العلمي ، وقال إنه في تاريخ المسلمين ما أنتج التقدم ولا الحضارة ولا الاكتشافات ولا أثرى المكتبة إلاّ أصحاب العقل أي العقلانيون ، فهم الذين شجعوا الصناعة وشجعوا الأفكار الحضارية وتقدموا وانتجوا الطب والرياضيات .. إلخ

فلا يعرف في المحدثين من كان كذلك فهذا دليل على أنّ مدرسة أهل الحديث مدرسة قاصرة عن أنْ تقود الأمة والمدرسة السلفية قاصرة عن أنْ تقود الأمة ، نعم هم في الأحكام في آراء لكن فيما نفع به الناس الأمة فإنما هم المعتزلة

فالمعتزلة هم الحقيقون بقيادة الأمة في الزمن الماضي وفي الزمن الحاضر فالأفكار العقلانية هي التي تتقدم بالأمة وأما المحدثون أو الفقهاء فإنما هم مجرد وعاظ هذا حدث تاريخي أو تحليل تاريخي يستدل به ذاك على إبطال أصل من الأصول ودليل من الأدلة الذي فيه أنّ الفرقة الناجية إنما هم أهل السنة والجماعة وهم أهل العلم ، وجود أولئك يحكم عليه أهل العلم هل هو جائز أم غير جائز ، الصناعات لا يحرمها أهل العلم ، والمعطيات الحضارية لا يحرمها أهل العلم ، ومن حرمها فلقصور نظره أو لبعده عن فهم مقاصد الشرع فأولئك يحكمون هم أطباء للقلوب ، سائرون بالناس إلى الدار الآخرة فمن وجد ليقوِّم الحياة الدنيا ويعطي معطيات حضارية وصناعية واكتشافات طب وهندسة ، وضوابط كيمائية وفيزيائية وفلكية في الأمة إلى آخره هذا إنما يحكم على فعله هل فعله صحيح أم غير صحيح ؟ ولا يعني أنّ ما ذكر من أنهم هم القادة ، بل القيادة معروفة إنما هي في الدين لأهل العلم ، لهذا ذلك الاستدلال الفكري هذا سيّاح غير منضبط ، استدل بشيء من التاريخ في إبطال أصل من الأصول الشرعية وهناك من يقتنع بذلك ويردده في هذه المسألة.


الثاني من الفروق : أنّ العلم له أصول يوزن بها ، والفكر ليس له أصل يوزن به ، إذا تكلم أحدٌ في مسألة علمية فتستطيع أنْ تزن ، هل كلامه مقبول أم غير مقبول ؟
هل كلامه قوي أم غير قوي ؟
أما الفكر ، فما ضوابطه ؟ ما أصوله ؟
أريد أنْ أزن كلاماً فكرياً يعني من عامة الناس ، فبأي شيءٍ يوزن ؟
لا يستطيع أن يصل إلى موازين معروفة ، فالعلم له موازين ، أما الفكر فإنه غير منضبط وليس له موازين وأصول يُقيَّم بها إلاّ الرجوع إلى العلم فإنه هو الحكم عليه.


الثالث : العلم ، الأصل فيه المدح ، والأصل في أهله المدح ، وأما الفكر فهو الرأي والرأي الأصل فيه الذم ، وهذا فرقٌ عظيمٌ بين الأمرين .

الرابع : العلم حاكم على الفكر ، حاكم على الأفكار ، والرأي والفكر محكومٌ عليه ، وهذا فرق مهم بين هذا وذاك .

الخامس : وهذا تلخيص لما سبق ، العلم جامع ، يجمع الأمة وينبذ الفرقة ، ويقلل الاختلاف ، ويقلل المدارس المختلفة ، أما الفكر والرأي فإنه يفرِّق ، ويزيد من المدارس ، ويزيد من الاختلاف ، وهذا الاختلاف وكثرة المدارس تنتج تحزبات تنتج آراءًا يتبعها مواقف شتى .

آخر كلمة في هذا البيان أنّ ما ذُكِر نريد منه الوصول إلى نتيجة مهمة ألا وهي أنّ العلماء في دين الأمة وفي مواقفها هم القادة ، هم الذين يُبَيِّنون للناس ما يحل ويحرم ؟ ما ينبغي اتخاذه وما لا ينبغي اتخاذه ، ما يجوز وما لا يجوز ، كيف تُتخذ المواقف ، كيف يُحكم على الأوضاع ، على الأفكار ، ...إلخ

العلماء هم المؤهلون لذلك هم المرجع في أمور الدعوة ، هم المرجع عند الاختلاف ، هم القادة ، وهم الدعاة يعني في أمر الدين ، فإذا كان المفكرون هم قادة الدعوات ، وإذا كان المفكرون هم رؤساء الجماعات فإنه لا شك سينتج….


الجماعات والمدارس في بعض البلاد كيف آل بهم الأمر أن يعادي بعضهم بعضًا ، وأن يقتل بعضهم بعضاً –نسأل الله جلّ وعلا السلامة والعافية- ، إذًا المفكرون لا يصلحون أنْ يكونوا قادةً في أمر الدين ، لا يصلحون أنْ يكونوا حكامًا على الأوضاع ، حكامًا على الآراء ، حكاماً على أهل العلم ، المفكرون لا يجوز أنْ يتحكموا في مصير دعوة الله ، ودعوة الله مرجعها الكتاب والسنة ، والذين يفقهون الكتاب والسنة هم الذين يتأهلون لأن يقودوا الدعوة ، فالمفكر ينبغي أنْ يقف عند ما حدّ له ، فإذا جاوز ذلك فإنّ مجاوزته عليه لا له ، المفكر لا يصلح له أنْ يقيِّم المصالح والمفاسد ، لا يصلح أنْ يعرض بفكره المصالح والمفاسد ، فيقول هذه هي المصلحة وهذه هي المفسدة ، يقيِّم وضعًا اجتماعيًا ، يقيِّم دولة ، يقيِّم موقفاً من المواقف ، ويقول المصلحة في كذا ، والمفسدة في كذا ، ما دليلك على ذلك ؟

والله هكذا نرى ، هكذا أدى إليه الرّأي والفكر ، لا يجوز للمفكر أنْ يكون كذلك ، وإنما من يقيِّم المصلحة والمفسدة هم أهل الشرع ، لأنّ الشريعة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ، ودرء المفاسد وتقليلها ، إذًا متى يصح من المفكر أنْ يفكر وأنْ يكتب ؟ إذا كان محكوماً بالعلم .


وفي النهاية نصيحة موجهة إلى شباب الأمة وإلى المفكرين وإلى أهل العلم أنْ يقوموا بواجب العلم ، وأنْ يقيموا الأمة على العلم ، وأنْ يوسعوا قاعدة العلم ، لأنّ الأمة أشد ما تكون حاجة إلى العلم ، والعلم هو القاعدة ، وقد قرّر ذلك جمعٌ من العقلاء والمفكرين بعد أهل العلم ، فالجميع متفقٌ على أنّ القاعدة التي تنطلق منها الأمة هي العلم ولكن من الذي يأخذ بذلك ؟ الناس بحاجة إلى العلم ، بحاجة إلى من يُرجعهم إليه ، من يُبينه لهم ... إلخ ، ذلك الفكر والكتابات الفكرية لابدّ أنْ تقيمها ، لا تعتمد على أفكار الكتّاب ، لا تكن قراءتك في الكتب الفكرية هي الغالبة عليك في يومك وليلتك ، إنما ليكن الغالب العلم ، لأنّ العلم هو الذي ينوِّر الصدور ، أما الفكر فإنما هو رأي ، وإذا جعلت العلم هو الأصل كان الفكر في مكانه الصحيح ، وكنت سائراً بتثقيف وبفكر يمكن أنْ تخوض به فيما يخاض به في المجتمع من الأفكار والأقوال ، لكن إنْ كان علمك قليلاً فإنك تكون ريشة في مهب رياح الأفكار وهذا لا شك يقود إلى خللٍ في الفكر وخلل في التفكير .

كتابات المفكرين الذين يكتبون الكتابات المختلفة من الموجودين المعاصرين أو ممن توفاهم الله جلّ وعلا يجب أنْ تضعهم في مكانهم الصحيح ، وأن لا تكون تلك الكتابات حَكما ولا مدرسة ولا قيادة ، وإنما هي شواهد ، وإنما هي أفكارٌ يُقبل منها ويُرد
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-10-2014, 12:40 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-11-2014, 01:41 PM
إبراهيم بن عمر الأغا إبراهيم بن عمر الأغا غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: غزة - فلسطين
المشاركات: 215
افتراضي

بوركت أبا عبد المليك..
وحبذا لو ذكرت لنا مصدر النقل زيادة في الفائدة..
__________________
مَنْ قـالَ قَوْلاً لم يُثَـبِّـتْ عَـرْشَــهُ *** لِمَقَــالِ زَيْـدٍ ذاكَ بِـئْسَ الـمُـقْـتَدِي

القَــوْلُ دِيْـنٌ قَــدْ يَــذِلُّ بِـهِ الفَتى *** ولِسَانُهُ يُـغْـدِيْهِ فِي العَيْشِ الرَّدِي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-11-2014, 09:09 PM
أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 656
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-11-2014, 10:04 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا رابط الموضوع اخي المحب


http://www.af.org.sa/ar/node/2345

وهذا رابط الموضوع كاملا

http://saleh.af.org.sa/node/48
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.