أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
9330 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-16-2012, 04:01 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : -

يشكو الكثيرون من غلاء الأسعار، وقلة الرزق، وعدم البركة، وكثرة أعباء الحياة ومستلزماتها، حتى أصبح طلب الرزق، وتدبير شؤون المعاش، همًّا يشغل بال الكثيرين منهم بل ويقلقهم، فهذا يتسخط، وهذا يشتم، وآخر يتذمر، وآخر يتظاهر.
وسلك آخرون في سبيل الحصول عليه أيَّ مسلك، وسعوْا إليه بكل السبل، لا يبالون إن كان من حلالٍ أم من حرام، تحايلوا بالخداع والنفاق، والغش، والسرقة، والربا، والرشوة، وقطعت أرحام، وسفكت دماء، وتركت طاعة الله - تبارك وتعالى -، كل ذلك من أجل التقليد الأعمى، ومجاراة الأهواء، وتلبية رغبات النفس، والأهل، والولد لشهوات الدنيا وزينتها وزخرفها.
خرج أناس يتظاهرون، يشكون، يحتجون، فما زادوا البلاد والعباد، إلا كسادًا إلى كساد، وفسادًا إلى فساد، وثوراتٍ إلى ثورات، وما فكروا في إصلاح أنفسهم بالعودة إلى ربهم، وما فتشوا عن أسباب ما يعانونه، يستعجلون النتائج، ولو صلح الزرع لطاب الثمر.

وما أجمل قول الإمام مالك رحمه الله – تعالى - : [وَلَا يُصْلِحُ آخرَ هذه الأمة إلا ما أصْلَحَ أَوَّلَهَا].

إخوتــــــاه
.... هل يُطلب الرزق بالمعاصي، أم هل نسي هؤلاء أن الله – تعالى - كتب مقادير العباد في اللوح المحفوظ، قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سنة، وتكفل بالرزق لجميع خلقه، إنسهم وجنهم، برَّهم وفاجرهم، فقال جلَّ شأنه : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [سورة هود 6].

إن الله هو المُسَعِّر، وإن ما نعانيه من غلاء وابتلاء إنما هو بما كَسَبت أيدي الناس. فعن أنس بن مالك - رضيَ الله عنه - قال: «غلا السعر على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله ! سَعّر لنا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -»: (إن الله هو المُسَعِّر، القابض، الباسط، الرازق، وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة، بدم ولا مال). (صحيح) رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه والدارمي وصححه الألباني. انظر : [مشكاة المصابح جـ 2 رقم 2894].

الله أكبر !! عمَّ الظلم - إلا مَن رحم - كم مِن حقوقٍ ضاعت، وأعراضٍ انتهكت، و أموالٍ أهدرت، ومدن دُمِّرت، وأرواحٍ أزهقت، ودماء سالت، روّت ربيعهم الكئيب ؟؟؟، نسأل الله العافيــــة.

عن أبي ذر - رضيَ الله عنه - كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث القدسي : (قال الله - تعالى - : يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا .
يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم .
يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم .
يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم.
يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم.
يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا.
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئا.
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.
يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) (حديث صحيح رواه مسلم) انظر: [صحيح الجامع حديث رقم : 4345].‌

الحمد لله رب العالمين، ما أجمل هذا الحديث وما أروعه !!، إنه يبعث في النفس الهدوء والطمأنينة؛ امتنَّ الله -تعالى- على عباده بنعمٍ لا تُعَدُّ ولا تحصى؛ ومن أعظمها وأجلها نعمة الهداية؛ الطعام؛ الشراب؛ واللباس؛ وكلها أرزاق يهبها الله تعالى لمن يشاء؛ ويصرفها عمن يشاء؛ وأمرهم بإخلاص الدعاء له -سبحانه- دعاءَ عبادةٍ ودعاءَ مسألة؛ وبذل الأساب المشروعة في طلبها بقوله -جلَّ شأنه - : (يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم؛ يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم؛ يا عبادي ! كلكم عارٍ إلا من كسوْته، فاستكسوني أكسكم).
فأضافهم الله -تبارك وتعالى- إليه إضافةَ تشريفٍ وتكريم وهو غني عنهم؛ وتكفل لهم بالأرزاق التي لا يملكها إلا هو سبحانه؛ فلا ينبغي الخوف على رزقٍ مقسوم ولا على أجل معلوم مقدَّر؛ ونحن بين يديْ ربٍّ رؤوفٍ رحيم؛ جواد كريم.


وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.

يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-16-2012, 05:02 AM
أم النسور السلفية أم النسور السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: لبنانية في أمريكا
المشاركات: 467
Thumbs up جزاك الله خيرا يا ام عبد الله

بارك الله فيك يا ام عبد الله وبمواضيعك القيمة والمفيدة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-16-2012, 05:48 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم النسور السلفية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا ام عبد الله وبمواضيعك القيمة والمفيدة
وإياكم، وفيكم بارك الله ابنتي الحبيبـــــــة " أم النسور السلفية " مرورك أسعدني، جعلك الله من سعداء الدنيا والآخرة.

أسأل الله تعالى - أن يجعل عملنا خالصاً ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-16-2012, 06:20 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

إذا علمنا أن كلًا منّا مكتوبٌ له رزقُهُ كما هو مكتوبٌ له أجله، بل إنّ رزقَهُ أشد طلبًا إليه من أجله، ففيمَ التكالب على الدنيا، والظلم وأكل الحقوق؟.

عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الرّزق أشد طلبًا للعبد من أجله) (حديث حسن) انظر : [صحيح الجامع رقم : 3551]. ‌

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى تمرة عائرة فأعطاها سائلًا وقال : (لو لم تأتها لأتتك) صحيح. إسناده صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير شيبان بن فروخ فمن رجال مسلم. انظر : [ظلال الجنة جـ 1 رقم 261].

إن الله - تعالى - شرع لعباده الأسباب الجالبة للرزق وبيَّنها لهم، وحثهم على السعي إليها، ووعد من تمسك منهم بها وأحسن استخدامها بسعة الرزق ، وتكفَّل لمن أخذ بها بالنجاة مما يحذر، والرزق من حيث لا يحتسب، ومن أهم هذه الأسباب :

1. الإيمان بالله - تبارك وتعالى - وتقواه : يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف : 96].

يقول العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - : [... وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا بقلوبهم إيمانًا صادقًا صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيش وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب ، ولا كدٍّ ولا نصب..]. ا هـ.

وقال الله - تعالى - : {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ۞ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } [سورة الطلاق: 3 - 2].

وقال الله - تعالى - : {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [سورة الطلاق: 4].

فكل من اتقى الله – تعالى - ولازم مرضاته في جميع أحواله، فإن الله - تعالى - يثيبه في الدنيا والآخرة، ومن جملة ثوابه أن يجعل له فرَجاً ومخرجاً من كل شدة ومشقة، ويسوق إليه الرزق من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به.

يقول ابن كثير - رحمه الله - : [أي : ومن يتق الله فيما أمره به، وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، أي من جهة لا تخطر بباله]. ا هـ.
قال الله - تعالى - : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [سورة طه : 132].

والتقوى التي جعلها الله سببًا لجلب الرزق، وأخبر أنه يرزق أهلها بغير حساب هي : أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، وذلك بأن تفعل ما يأمرك به الله، وتجتنب ما ينهاك عنه، وحول هذا المعنى جاءت عبارات السلف في تعريفها وبيانها.

وما أجمل ما عرّف به التقوى علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - بقوله : [الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والإستعداد ليوم الرحيل].

ويقول ابن عباس - رضي الله عنهما - : [المتقون الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به].

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه - : في تعريف التقوى : [أن يُطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يكفر].


يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-16-2012, 07:18 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

2 : الاستغفار والتوبة :
قال الله - تعالى - مخبرًا عن نوح - عليه الصلاة والسلام - أنه قال لقومه : {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ۞ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ۞ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [سورة نوح : 10- 12].

يقول ابن كثير - رحمه الله - : [أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الارض، وأنبت لكم الزرع، وأدرَّ لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين.
أي : أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخلَّلها بالأنهار الجارية بينها]. ا هـ.

وقال القرطبي - رحمه الله - تعالى - : [في هذه الآية والتي في هود دليلٌ على أن الاستغفار يستنزل به الرزق والأمطار] ا هـ .
يقول الله - تعالى - عن هود - عليه الصلاة والسلام - أنه قال لقومه: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [سورة هود 52].

وقال ابن كثير - رحمه الله - تعالى - : [أمر هود - عليه الصلاة والسلام - قومه بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة وبالتوبة عما يستقبلون، ومن اتصف بهذه الصفة يسَّر الله عليه رزقه، وسهَّل عليه أمره، وحفظ شأنه] اهـ.

وقال الله - تعالى - أيضاً : {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [سورة هود 3].

وعد الله - تبارك وتعالى - في هذه الآية الكريمة من استغفر إليه وتاب وأناب، بالمتاع الحسن، وهو سعة الرزق ورغد العيش، ورتَّب ذلك على الاستغفار والتوبة ترتيب الجزاء على شرطه.

والاستغفار الذي يجلب الرزق بإذن الله - تعالى -، ويزيده ويبارك فيه، ويترك أثره في النفس ويؤدي مقصوده، هو الذي يواطئ القلب فيه اللسان، ويكون صاحبه غير مصرٍّ على ذنبه.

أما المستغفر بلسانه، وهو لا يزال متشبثًا بذنبه مقيمًا عليه، مصرًا عليه بقلبه فهو كاذب في استغفاره، ولن يكون لاستغفاره فائدة أو ثمرة. فإن كنتَ ترغب في سعة الرزق ورغد العيش فسارع إلى الاستغفار بالقول والفعل، واحذر من الاقتصار على الاستغفار باللسان وحده، فإن هذا من فعل الكذابين.


يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-16-2012, 11:01 AM
الأثرية الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: السودان
المشاركات: 386
افتراضي

جزاك الله خيرا..شيختنا الفاضلة..موضوع قيم.
__________________
العلم قال الله قال رسوله §§ قال الصحابة هم أولو العرفان@
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-17-2012, 01:27 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأثرية مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا..شيختنا الفاضلة..موضوع قيم.
وإياكم ولكم بمثل وزيادة، ابنتي الحبيبــــة " الأثرية " رؤية وجه الله الكريم في جنـــــة عرضها كعرض السموات والأرض.

أسأل الله - تعالى - أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يرزقنا علماً ينفعنا به.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-17-2012, 03:01 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

3 : حسن التوكل على الله – تعالى - مع بذل الأسباب المشروعة : قال الله - تعالى - : {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۞ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا} [سورة الطلاق :2 - 3].

فمن تعلق قلبه بالله - تعالى - في جلب النفع ودفع الضر، وفوَّض إليه أمره، كفاه الله ما أهمَّه، واندفع عنه ما أغمَّه، ورزقه - تعالى - مِنْ كل ما ضاق على الناس.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (لو أنكم تَوَكّلونَ على الله حق توكُّلِه، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني رحمه الله - تعالى -.

يقول ابن رجب - رحمه الله - في التعليق على الحديث : [هذا الحديث أصل في التوكل، وأنه من أعظم الأسباب التي يُستجلب بها الرزق ...].

وحقيقة التوكل كما يقول ابن رجب - رحمه الله - هي : [صدق اعتماد القلب على الله - عز وجل - في استجلاب المصالحِ ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، وكلت الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يُعطي ولا يَمنع، ولا يَضُرُّ ولا يَنفَع إلا الله - تبارك وتعالى -].

وقال بعض السلف : [تَوَكَّلْ تُسَقْ إليك الأرزاق بلا تعب ولا تكلف].

والتوكل على الله – تعالى - لا يقتضي ترك الأخذ بالأسباب، فإن الله – تعالى - أمر بتعاطي الأسباب مع أمْرِه بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة له، والتوكل بالقلب عليه إيمانٌ به .

قال الله - تعالى - : {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [سورة الجمعة:10].

فالمسلم مطالب بالأخذ بالأسباب مع عدم اعتماده الكلي عليها، بل يعتقد أن الأمر كله لله، وأن الرزق منه - سبحانه - وحده.

4. صلة الرحم : ومن الأسباب الجالبة للرزق أيضًا صلة الرحم، وقد دلَّت على ذلك أحاديث كثيرة منها: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : {مَنْ سَرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه) (رواه البخاري).

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (مَن أَحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه) (رواه البخاري) .

والأرحام الذين تجب صلتهم هم : الأقارب الذين يشتركون في النسب، سواء من طرف الأم أو الأب ، وسواء كانوا يرثون أم لا، وسواء كانوا من المحارم أم لا.

وَصِلتُهُم تكون على أوجهٍ متعددة منها : زيارتهم، والإهداء إليهم، والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيهم، واحترام كبيرهم، وتكون كذلك باستضافتهم وحسن استقبالهم، ومشاركتهم أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم - مالم يصحبها معصية -.
كما تكون بالدعاء لهم، وبحسن الخلق، وطلاقة الوجه، وسلامة الصدر نحوهم، وإجابة دعوتهم، وعيادة مرضاهم، ودعوتهم إلى الهدى، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وتكون أيضًا بالمال، وَبِالعَوْنِ على الحاجة، وبدفع الضرر، وغير ذلك.


يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-17-2012, 08:35 PM
أم أويس السلفية أم أويس السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 356
افتراضي

جزاك الله خيرا أمنا الفاضلة على ما تتحفينا به من علوم نافعات أسأل الله أن يتقبلها منك خالصة له وأن يدخر لك أجرها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ...

__________________
أم أويس السلفية : زوجة أبو أويس السليماني -حفظه الله ونفع به-
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07-17-2012, 11:32 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أويس السلفية مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا أمنا الفاضلة على ما تتحفينا به من علوم نافعات أسأل الله أن يتقبلها منك خالصة له وأن يدخر لك أجرها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ...
آمين ... آمين ... ولكم بمثل ما دعوتم وزيادة.

شكر الله لكم ابنتي الحبيبـــــــة "أم أويس السلفية" المرور والدعاء وجزاكم الله عني خير الجزاء.

سررت بمرورك يا غاليــــــــة.

أسأل الله - تعالى - أن يرزقنا وإياكم علمًا نافعًا، وعملًا خالصًا صوابًا متقبلًا، على النحو الذي يرضيه عنا.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.