أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
44973 91194

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2024, 01:05 AM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 804
افتراضي

📌 فوائد منهجية مِن كتاب «تمييز ذوي الفطن»: (5)
⭕ عدم تقديم المنامات على الوحي....

▪️ «عن حسين بن خارجة قال: «لما جاءت الفتنة الأولى أَشكلت عليَّ، فقلتُ: اللهم أرني مِن الحقِّ أمرًا أتمسَّك به، فأُريتُ فيما يرى النائم الدُّنيا والآخرة، وكان بينها حائط غير طويل، وإذا أنا تحته، فقلتُ: لو تسلّقتُ هذا الحائط حتى أنظر إلى قتلى أشجع فيخبروني، قال: فأُهبطتُ بأرض ذات شجر، فإذا نفر جلوس، فقلت: أنتم الشهداء، قالوا: نحن الملائكة، قلتُ: فأين الشهداء؟ قالوا: تقدَّم إلى الدَّرجات، فارتفعت درجة الله أعلم بها من الحُسن والسَّعة، فإذا أنا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وإذا إبراهيم شيخ، وهو يقول لإبراهيم: استغفر لأُمتي. وإبراهيم يقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك: أهراقوا دماءهم وقتلوا إمامهم، فهلّا فعلوا كما فعل سعد خليلي.
فقلتُ: والله! لقد رأيتُ رؤيا لعل الله ينفعني بها، أذهب فأنظر مكان سعد فأكون معه، فأتيت سعدًا فقصصت عليه القصَّة، قال: (فما أكثرَ بها فرحاً)! وقال: لقد خاب مَن لم يكن إبراهيم خليله.
قلتُ: مع أي الطائفتين أنت؟
قال: ما أنا مع واحدة منها.
قال: قلت: فما تأمرني؟
قال: ألك غنم؟
قلتُ: لا!
قال: فاشتر شاء فكن فيها حتى تنجلي»...

••• وبعد أنْ أثبت فضيلة الشيخ عبدالمالك رمضاني -حفظه الله- صحة سند القصة قال:

♦️ «وفي هذه القصة العجيبة فوائد:
✓ منها: أنَّ أمر الفتن شديد؛ لأنَّ حسين بن خارجة -رحمه الله- على فضله- احتاج إلى ما يُبصِّره بوجهها.

✓ ومنها: أنَّ ما كان عليه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- مِن الاعتزال هو الحقُّ.

✓ ومنها: أنَّ سعدًا لم (يكترث كثيراً بالرُّؤيا) ولا (غرَّه منها تأييدها له)، كما قال في الرّواية: «فما أكثر بها فرحًا»، فهل ترى الشَّيطان يطمع فيه مِن جهتها كما يطمع فيمن يُفتنون بالرؤى؟!

👈🏽 وإنما لم يكثر فرحه بها لأنَّه استغنى بها لديه مِن علم الكتاب والسُّنَّة عن أن يستشهد لها بالرؤى، لكنَّ غير الجازم قد يجعل الله له في رُؤياه الصَّادقة أُنسًا يقوِّي به ما لديه مِن علم، لا كما هو شأن المغرورين بالرؤى(!) الذين يؤسسون استدلالهم عليها، والتاريخ حافل بأوهام مَن أزاغته أو أزاغه عوامل أخرى لا علاقة لها بطرق الاستدلال الصَّحيحة(1)، كمن تراءى له في المنام أنَّه المهدي المنتظر! وتواطأت له الشهادات على ذلك مِن ذوي البصائر الضعيفة، فقام إلى دماء النّاس يريقها بسيف (المهدي!) مع أنَّ ما بينه وبين أوصاف المهدي مفاوز!

🔹 وكمن قام وسط أحزاب سياسية يدعي أنّه حزب الله المختار، وأنّ تأييده وحده تأييد لدِين الواحد القهار! فقال لقومه: سآتيكم بالبرهان، فنظر نظرة في سحاب، وتخيّل قطره رقمًا في كتاب، يؤيِّده ويذم سائر الأحزاب، فأراه الشيطان وأتباعه كلمة (الله أكبر) في السّماء، يقرؤها أنصاره وكل مَن نسي ذِكر الصُّبح والمساء، فازداد النّاس افتتانًا به، واستمساكًا بحزبه! فقام يوعد غيره بالنار، حتى تلا قوله -تعالى-: ﴿وَمَن یَكۡفُرۡ بِهِ مِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ فَٱلنَّارُ مَوۡعِدُهُ﴾! نسأل الله العافية.

🔹 أو كمن زعم أنَّ القرآن قد أخبر قبل خمسة عشر قرنًا بسقوط برجي أمريكا في (11 سبتمبر)، وذلك في الآيتين (۱۰۹-۱۱۰) من سورة التوبة وهي قوله -عزٌَ وجلَّ- : ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ*۝*لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾، فربط له الشيطان بين رقم (۹) الذي في الآية الأولى وبين كون شهر سبتمبر هو الشهر التاسع مِن السّنة الشّمسية، ورقم (۱۱) الذي في الآية الثانية وبين كون الهدم وقع في اليوم الحادي عشر منه، إلى غير ذلك مِن التُّرهات التي لا أذكرها الآن.

▪️ هذه سخافات كان علينا أن نترفع عن ذكرها، لكن ولوع الناس بها اليوم! مع انحطاط المستوى دفعني إلى تدوينها هنا لتكون تنبيهًا للقارئ على أن يعرف طرق الاستدلال ويعرف للوحيين قدرهما».
[📗 «تمييز ذوي الفطن بين شرَف الجهاد وسرف الفتن» (ص75-78)]

ــــــــــــــــــ
(1) مثل ما انتشر في الآونة الأخيرة قصَّة: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾! وفرح العوام بها(!)
يا قوم! رفقًا بالقوارير!! [محمد بن حسين]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.